الدكتور.. ياسر ميرغني الأمين العام لجمعية حماية المستهلك.. نأمل أن «تفرتقوا» هذه الجمعية..

الدكتور.. ياسر ميرغني الأمين العام لجمعية حماية المستهلك.. نأمل أن «تفرتقوا» هذه الجمعية..


12-17-2010, 00:33 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=310&msg=1292542429&rn=0


Post: #1
Title: الدكتور.. ياسر ميرغني الأمين العام لجمعية حماية المستهلك.. نأمل أن «تفرتقوا» هذه الجمعية..
Author: Nazar Yousif
Date: 12-17-2010, 00:33 AM

شمس المشارق

مؤمن الغالي

إلى الدكتور.. ياسر ميرغني مع خالص التحايا..

الدكتور.. ياسر ميرغني الأمين العام لجمعية حماية المستهلك..
لك الود.. والاحترام.. والسلام..
ونكتب لك ونحمل لك وداً شاسعاً.. وإجلالاً شاهقاً.. ولكن كل أملنا أن يتسع صدرك لغلظة حروفنا.. وقسوة نقدنا.. وصراحة عنوان مقالنا.. وكل العزاء أننا نبتغي وجه الوطن.. ونرجو ونأمل.. أن نحفظ لك.. وقتك.. وجهدك.. ونبل روحك وأحلامك الكبيرة.. وأمانيك المستحيلة.. في الإسهام والجهد المقدر المخلص.. بأن تجعل الحياة أكثر سهولة للمواطن السوداني.. ولك نقول..
أولاً دعني أحني هامتي.. وقامتي.. إجلالاً لك.. وأنت تحاول عبثاً.. أن تدافع في قوة وشراسة.. في عناد عن المواطن.. ولكنه يا صديقي.. دفاع لن تجني أنت منه فرحاً.. ولن يجني منه المواطن.. مثقال ذرة من نجاح.. لأنك-صديقي.. تنتهج نهجاً مثالياً.. أفلاطونياً.. تنشد المدينة الفاضلة.. وتتمنى أن تهبط جمهورية أفلاطون المثالية على الأرض.. تفعل كل ذلك فقط بالأماني المستحيلة.. والأحلام التي لن تمشي على أرض الوطن.. مطلقاً.. وبتاتاً.. صدقني أنك تهدر وقتك وجهدك وطاقتك.. بل «تحرق» دمك.. فيما لا يعود بنفع.. أنت صديقي.. تؤذن ليس في «مالطا» فحسب.. أنت تؤذن في صحراء أكثر وحشة من «بيوضة» وأبعد مدى من «الربع الخالي».. أنت تمشي حافياً.. في غابة السوق المتوحشة.. تحاول عبثاً كبح الأسعار وحماية المستهلك.. والدولة بكل صولجانها.. وسلطانها وسلطاتها.. هي من أطلق الوحش وحش السوق.. ولا أقول الرأسمال من عقاله.. وجعله يفترس في نهم أقوات المواطنين البسطاء والفقراء.. ولا يشبع.. ضحكت..
من حسن نواياك وأنت تتحدث عن جنون الأسعار.. وكأنك لا تعلم أن تحرير الأسعار والاقتصاد الحر.. هي قلب سياسة الدولة التي لن تحاكم تاجراً واحداً عن أية زيادة في أسعار السلع.. وذلك ببساطة لأنها لا تملك.. ولأنها لم تحدد سعراً لأية سلعة.. حتى وإن كانت تمس تماماً.. حياة وقوت الشعب..
إن جمعية حماية المستهلك.. وفي ظل سياسة التحرير.. لن تفعل شيئاً واحداً.. حتى لو تمدد عمرها لألف عام.. لأن تحرير الأسعار يحتاج إلى ضوابط هي فقط الأخلاق العالية.. والمواطنة الكاملة.. والروح النبيلة.. وغير ذلك.. لا شيء مطلقاً.. ولا ضوابط أبداً.. لذا لن يكون دوركم غير «الهداية».. والتذكير بيوم لا ينفع فيه مال ولا بنون.. وهو دور يرتكز فقط على المناشدة.. و«التحنيس».. هذا من أمر الأسعار.. والآن تعال معي لأصحبك.. إلى حالة الغش والضحك على المواطنين.. أذهب إلى أي مغلق واشتري حنفية بمبلغ خمسة جنيهات..
تجدها لا تصمد أمام الماء غير أسبوعين فقط لا غير.. وبعدها «تنحلج».. ثم تدور كدرويش في مولد.. أنظر إلى أي «برندة».. أو حتى أية مساحة أمام أي بقالة.. لتجد قارورات المياه الغازية وهي في «الشارع» وأشعة الشمس اللاهبة تشويها حتى تكاد «تسيح».. أذهب إلى «الشهداء» أشتري.. بطارية موبايل أو شاحن موبايل «لتجدعه» في الشارع مجرد دخولك إلى البيت.. حيث تكتشف أنه لا يعمل.. والآن دعني أذهب معك.. إلى بلاد «الكفار».. أي الدولتين شئت.. أمريكا أو بريطانيا.. لترى بعينيك.. كيف هي جمعيات حماية المستهلك.. هناك تشاهد وتعلم أن هذه الجمعيات أقوى من الحكومة.. وأشد شراسة وقوة من أية قوة في البلاد..
رغم أنها هناك تحارب الشركات العملاقة ذات الأذرع والنفوذ واللوبيات.. هناك لن يحتال تاجر واحد على أي مواطن.. ولن يستطيع مصنع واحد أن يدفع إلى السوق.. بمنتج به ذرة من عيب.. لتشاهد كيف أن هذه الجمعيات قد أغلقت أبواب مدارس الأطفال أمام شرائح البطاطس المقلية «الشبس».. بحيث لا يدخل «كيس» واحد إلى فناء وحرم أي مدرسة رغم النفوذ الهائل الذي تتمتع به تلك المصانع والشركات.
«حوم» على كل المتاجر.. لتجد أن أي سلعة بها ديباجة الأسعار.. أما أنتم هنا.. لم تستطيعوا حتى إلزام التجار بوضع ديباجة الأسعار..
سيدي الدكتور.. وبما أنكم بلا سلطة.. ولا حول ولا قوة.. نأمل أن «تفرتقوا» هذه الجمعية.. ويكفيك فخراً نبل مقاصدك.. وإنسانيتك الشاسعة..
لك ودي
http://www.alhadag.com/column.php?id=8432