Post: #1
Title: مهلاً أيها الوالي - بقلم : الدكتورة إيمان أحمد المعتصم ...
Author: Abdel Aati
Date: 12-16-2010, 12:32 PM
مهلاً أيها الوالي
د. إيمان أحمد المعتصم
مهلاً يا سعادة الوالي ....
رويدك سيدي .. فنحن ما نزال نوحوح من ألم السياط .... ما نزال نُجْلَد على أكبادنا النازفة .....
ما نزال نولول ونتلوى ونصرخ "واااااي يا أمي" ...
"واي يا أمي" ... هذه الصرخة التي لا تقل عن "وا معتصماه" ... "ويا بومروة" ..... "ويا الله" ....
"واي يا أمي" ستظل تتردد أذاناً في مآذن التاريخ ... شاهداً على الظلم والبغي والعدوان .....
ما نزال نحن نُجْلَد عند الصباح خمسين سوط .. .. وخمسين عند المساء ..
دعنا نتجرع العقاب .. .. عقاب الصمت والعجز وقلة الحيلة .....
إننا يا سيدي في حزن وحداد وألم ....
أما بعد .....
هل فات عليك سيدي أن هذه البنت هي إحدى بناتك وأنت المسئول عن تربيتها وتعليمها وعلاجها ورعايتها في الخير وفي الشر ..؟
هل فات عليك قبل أن تتلو صحيفتها التي أرادوها لك أو أردتها أنت لنا لتصفها بأنها عاهرة ومترددة سجون ... وأنها مارست الأفعال الفاضحة مع خمسة وجلدت ثمانين جلدة ... ومع أربعة وجلدت سبعين جلدة ... ومع خمسة أخري وجلدت أربعين ... وعوقبت بالسجن ثلاثة أشهر ثم خرجت من السجن لترتكب نفس الجريمة في نفس اليوم وتجلد أربعين جلدة أخرى ..... بالله عليك أهذه يمكن أن تكون إنسانة أم كـــلبــــة ؟
قلت إن المشكلة فقط كانت أن هناك تجاوزاً في تطبيق العقوبة .. ولم تتجرأ أن تقول بأنها جريمة توازي جريمة الأفعال الفاضحة .... بل جريمة يمكن أن تسقط بسببها أمة بحالها وليس نظاماً فحسب ....
قلت إن التجاوز تمت معالجته بتصفية المحكمة كما تمت معاقبة القاضي والشرطة بنقلهم إلى مواقع أخرى .....
بالله عليك أهذه عقوبة؟
وإذا كنت بكل هذا الحرص على تطبيق عدالة السماء وتطبيق شرع الله ....لماذا لم ترد لهذه المسكينة حقوقها السليبة وكرامتها المنتهكة؟ لماذا طبقت عليها العدالة ولم تطبقها لها؟ لماذا انتصرت عليها ولم تنتصر لها؟ ....
كيف يمكن أن نصدقك سيدي وأنت تقول بأن المسألة تم علاجها في حينها في الوقت الذي تقول فيه الهيئة القضائية بأنها شكلت لجنة للتحقيق في الأمر ؟
كيف يمكن أن نصدقك يا سيدي وأنت تعلم أن القانون يضاعف العقوبة في حالة تكرارها ..؟
كيف يمكن أن نصدقك سيدي ولم يتردد على لسان زبانيتك المنتشين ما يفيد بأنها ارتكبت الفاحشة؟ ولم ترد منهم إشارة إلى من كان معها؟
يا سيدي هذه البنت براءتها كانت في وجهها؟ وسوءات رجالك كانت في وجوههم؟
كيف نصدق أن هذه البنت التي تولول من عشرين سوط يمكن أن تكون قد احتملت ثمانين وسبعين وأربعين .... وأربعين سوط ؟
ألا تعلم يا سيدي أن علماء النفس يقولون إن المجرم المتمرس له قدرة كبيرة على احتمال العقاب ؟
وإذا كانت هذه البنت بكل هذا التاريخ من العناد والإصرار على الجريمة ما كانت لتجزع كل هذا الجزع !
إذا كانت هذه البنت بكل هذه القدرة على تحدى النظام والقانون والعقاب ما كانت لتستسلم للضرب بهذه السهولة...
إنها صحيفة الزور والبهتان ...
إنها صحيفة سوداء ستعرفونها يوم تسود الصحائف عند مليك مقتدر ....
إن الذين زورا لكم الدين والتاريخ والانتخابات وزورا ضمائر الناس لن يعجزوا عن تزوير ملف هذه البنت المكلومة!!
أما كان من الأجدر يا سيدي قبل أن تسلخوا هذه البنت "الكـــلبـــــة" أن تعتبروها معتوهة تحتاج لرعاية وعلاج نفسي وإعادة تأهيل لمجتمع معافى؟
أما كان من الأجدر مراجعة صحتها العقلية ومرجعيتها الاجتماعية وخلفيتها النفسية التي جعلت منها خطراً على بنات المجتمع ..... وصارت من عتاة المجرمين ... تتعاطى المخدرات وتروج حبوب منع الحمل ... وقوادة تقود البنات إلى الرذيلة والأعمال الفاضحة؟
إن الانحراف يا سيدي لا يعالج بالجلد .. بالقانون ... إنما القانون وسيلة لمعالجة معايب التربية .....والتربية من مسئولياتك وأنت المسئول عن هذا المجتمع ...
ما فتئت يا سيدي قناتك .... قناة النيل الأزرق تعيد اللقاء مرات متتالية لتؤذينا على ما نحن عليه من أذى .. ولم لا؟ فقد حققتم نصراً جديداً وجرمتم بريئاً لتثبتوا براءة المجرمين ..... وهكذا تحسبون؟ وتحسبون أنكم تحسنون صنعا ......
كل ما قمت به يا سيدي أنك بنفس النشوة وأنت تحت الأضواء أمام الكاميرات ترتشف العصير وتتبادل الضحكات قمت بتصوير هذه البنت على أنها عاهرة تستحق العقاب دون أن تتحقق ودون أن تكلف نفسك عناء التفكير والبحث والتحليل .. لتثبت براءة نظام سارت بجرائمه الركبان ....
كنت أتمنى يا سيدي أن تعتذر إلى شعبك الجريح وتمسح دمعه وتخفف وقع السياط عليه .. قبل أن تدافع عن نظامك العاري الذي يقف وراء كل هذه المآسي ..
كنت أتمنى أن تأسى للواقع المؤسف الذي وصلت إليه البلد من تدني الأخلاق وفساد الذمم وموت الضمائر ....
كنت أتمنى أن تأسف لحال هذه البنت التي عجزتم أن توفروا لها بيئة أسرية ومناخ اجتماعي وظروف اقتصادية تحميها من الانزلاق في مهاوي الهلاك ....
كنت أتمنى أن تعتذر وتقول إننا نتحمل مسئولية ضياع هذه البنت .... ولكنك بذلت كل ما في وسعك لتدين نفسك وتدين نظامك وتلطخ سمعتك وتاريخك ....
إن الوالي يا سيدي هو الوالد وليس الجلاد .. هو الهادي لا من يكون بالمرصاد .... هو الرحمة وليس العذاب ..
إننا نشكو إلى الله ضعفنا وقلة حيلتنا وهواننا على الناس ..
إننا نشكو إلى الله أننا في بلد إذا سرق فيه القوي تركوه وإذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد ....
إننا في بلد ما أراد ولاته العدالة .... إنما أرادوا السلطان والجاه ..
واعلم سيدي أن جلد هذه البنت ما هو إلا قمة جبل الجليد .. وأن نظامك مثقل بجرائره ولكنكم لا تنظرون ....
إن جلد هذه البنت يا سيدي .. هو جلد لكل امرأة في تاريخ السودان الطويل ..
هو جلد لمهيرة وتاجوج وعزة وكل حرائر هذا البلد البائس ....
لقد قمتم بجلد أربعين ألف امرأة في خلال سنتين ..... وما يزال الجلد مستمراً ...
ألم يراودك التساؤل أين يكمن الخطأ إذا فشل المنهج؟
إن أمة تجلد نساءها يا سيدي .. أمة لا تستحق الحياة .....
د. إيمان أحمد المعتصم
|
Post: #2
Title: Re: مهلاً أيها الوالي - بقلم : الدكتورة إيمان أحمد المعتصم ...
Author: Abdel Aati
Date: 12-16-2010, 12:38 PM
Parent: #1
سلمت يداك يا دكتورة وسلمت يد كل امرأة سودانية ..
عادل
|
Post: #3
Title: Re: مهلاً أيها الوالي - بقلم : الدكتورة إيمان أحمد المعتصم ...
Author: Abdel Aati
Date: 12-17-2010, 08:10 PM
Parent: #2
فوق ...
|
Post: #4
Title: Re: مهلاً أيها الوالي - بقلم : الدكتورة إيمان أحمد المعتصم ...
Author: سمرية
Date: 12-17-2010, 08:32 PM
Parent: #3
.. فليظل هذا البوست عالياً
|
Post: #5
Title: Re: مهلاً أيها الوالي - بقلم : الدكتورة إيمان أحمد المعتصم ...
Author: صديق عبد الجبار
Date: 12-18-2010, 09:11 AM
Parent: #4
تسلم يا أستاذ عادل ..
وسلمت يد الدكتورة إيمان ..
وتبت يد الوالي .. وفض فوه ..
تحياتي للأستاذة سمرية ..
أسمح لي يا عادل أن أهدي هذه البكائية المتواضعة لك ولهن وللجميع :
لا لقهر الرجال ..! "رسالة من أبدماك المقهور" الخرطوم بحري - الصافية 17/ديسمبر/2010م أعذريني يا من أنت إمرأتي فلقد بت مقهوراً يحاكيكي ...
إبحثي لي عن عذر يواسيني فقد شاهت صورتي فيكي ...
جلدوني في نعومتك المقدسة فتمنيت من عظمي الواهن أن يغطيكي ...
فأنتي .. ما أنتى أنثى لأبدماك إله خجل أخفق أن يزأر ويحميكي ...
توارت رجولته بين الظل والصلصال فما عادت شهامته تسوايكي ...
يا من خرجت للصيد مكشوفة الظهر فإنني بالرحط أولى إن ذاك يرضيكي ...
ما أنت وما كنت مقهورة أبداً بل أنا الذي ما بات يكفيكي ...
أي عذر وهو إثم ! أي ذنب إقترفناه ! وكلاب البر تؤذيكي ...
أي إسم حملناه ! أي جنس ما حفظناه ! ونحن ننعيكي ...
وداعاً يا فتاتي .. وغفرانك إلهتي الجديدة ! فإن إلهك المزعوم .. قد صار عبداً يناجيكي ..
أبوفواز 17/12/2010
|
Post: #6
Title: Re: مهلاً أيها الوالي - بقلم : الدكتورة إيمان أحمد المعتصم ...
Author: الفاتح سليمان
Date: 12-18-2010, 09:34 AM
Parent: #5
|
Post: #7
Title: Re: مهلاً أيها الوالي - بقلم : الدكتورة إيمان أحمد المعتصم ...
Author: SILVER MOON
Date: 12-18-2010, 12:07 PM
Parent: #6
يكفينا ألم وجروح...
كمان جابتليها لبيع وشحيط لااخواتنا إن أمة تجلدحيواناتها يا سيدتي .. أمة معوقة انسانيا .....
دمتى بخير
|
Post: #8
Title: Re: مهلاً أيها الوالي - بقلم : الدكتورة إيمان أحمد المعتصم ...
Author: abubakr
Date: 12-18-2010, 12:31 PM
Parent: #7
| Quote: ما فتئت يا سيدي قناتك .... قناة النيل الأزرق تعيد اللقاء مرات متتالية لتؤذينا على ما نحن عليه من أذى .. ولم لا؟ فقد حققتم نصراً جديداً وجرمتم بريئاً لتثبتوا براءة المجرمين ..... وهكذا تحسبون؟ وتحسبون أنكم تحسنون صنعا ...... |
انه جلد يومي لكل من يقترب من هذه القناة حتي ولو صدفة .. الان مساء السبت 18 وهي تعيد وستعيد .. هل يري هو والقائميين علي هذه القناة ان في الاعادة المتكررة تاكييد لمصداقية غابت منذ ان تفوه في اول حلقة بما قال ؟؟؟؟ انه الزمن الردئ ....
|
Post: #9
Title: Re: مهلاً أيها الوالي - بقلم : الدكتورة إيمان أحمد المعتصم ...
Author: Hisham Ibrahim
Date: 12-18-2010, 12:47 PM
Parent: #8
| Quote: إن الوالي يا سيدي هو الوالد وليس الجلاد |
هذه لوحدها مقال رصين ورزين يا دكتورة وكلام في الصـميم
شكراً للجميع
|
|