جبهة حسنين يا قومنا.... لعلكم تـُـخْــلـِصون فـتهتـدون فتفلحـون !

يحكي السوادنيون الصادمون الطيبيون أنفسهم عن أحوالهم تنكيتا وتبكيتا أنه قيل للمصري أن السودانيين صاروا (ناس نكتة ) فما كان منه إلا أن علق قائلا (جاعوا أولاد الـ....) ولأنهم جاعوا جوعا مبصرا وحكيما فقد صارت نكاتهم مرجعا للحكمة ولا تضاهيها في سبر الأغوار تنظيرات أجعص (حكيم) وسنسوق مثالا اليوم لهذه النكات السودانية الجائعة المحكمة المدهشة قالوا أن رجلا استعصى عليه استرداد مبلغ مليون جنيه من صديق له ولما طالت المماطلة استنجد بابن اخت له وقال له : إن أفلحت في انتزاع المليون خاصتي من فلان فان لك منه خمسمائة الف . بعد مدة جاء ابن الاخت لخاله وهو يتوحوح ويتأوه : والله يا خال صاحبك دا عكليت خلاص يا ااالله يا الله قدرت امرق منو خمسميتي ... دحين شوف ليك طريقة غيري تتطلع بيها خمسميتك منو !!!
ومهما ضحكنا – عزيزي القارئ – على هذه الصورة الكوميدية الرائعة التي رسمتها العبقرية السودانية العامية وهي ترزح تحت سياط القهر والتجويع والافقار والإذلال فإننا لا يغيب عن فطنتنا ما ترسمه من ملامح الذهنيات التي تريد على الدوام أن تتمتع بكامل الأجر والتقدير والاحترام ... دون أن تجتهد في الإيفاء بما عليها تجاه هذا الأجر وهذا التقدير وهذا الاحترام .
وإن عدنا للواقع المرير الذي تنبع منه هذه الصور وتعود إليه لتحاكمه وتنتقده لوجدنا (ابن الاخت) هذا أفضل من كثيرين ... و(فيهو الشفاعة) مقارنة بآخرين ... فهو على الأقل استوفى شروطا قبلية وشروطا بعدية لم يستوفيها من نوشك أن (لا)نضربه لهم مثلا بعد قليل .. فمن الشروط البعدية :
أولا : لم يجتهد في تيئيس خاله من استخلاص ما بقي من حقه (المتبقي بعد خصم أجره الذي أخذه دون أن يوفي بما عليه من عمل إزاءه )
ثانيا : قدم استقالته بشكل صريح ولم يتشبث بأي حال من الأحوال بأنه صاحب حق تاريخي ونضالي وهلم جرا في (قيادة) العمل لاسترداد المليون جنيه التي لم يفلح في استردادها
ثالثا : لم تجر بينه وبين الشخص الي يفترض أن يسترد منه المليون اية مودات أو كلما ت حميمة من شاكلة (الزول دا جلدنا وما بنجر فيهو الشوك ) وهلم جرا
حادي عشر : خليهو في سرك عزيزي القارئ .. فليس كل ما يعرف يقال .. وليس كل ما يقال .. ينشر !
وأهم الشروط القبلية على الإطلاق أن هذا الشاب (المستهبل) لم يكن مسئولا عن الحفاظ على هذه المليون الضائعة قبل أن يلتهمها الذي التهمها .. ولم تخرج هذه المليون من يد خاله من جراء إهماله هو وتفريطه هو وسبهلليته هو .. أرأيت عزيزي القارئ كيف أن بعض الشر أهون جدا من بعض
أهلنا في اليسار السوداني بجميع تمظهراته وتشكلاته الجديدة والقديمة يوقنون أن لديهم من الحنكة والمهارات الفردية والفئوية في مخاطبة الشارع السوداني وتنظيم الاعتصامات والاضرابات وابتكار وابتداع وسائل وخيارات جديدة لها على الدوام ما ليس عند غيرهم ولكنهم ربما يوقنون أيضا – بذات القدر – أن الحركات الجهوية والمناطقية المسلحة وغير المسلحة قد سحبت منهم معظم بساطهم الوجودي ولله الأمر من قبل ومن بعد .. وأهلنا في الحزبين السيدين الكبيرين يعلمون أن ثمة ولاء (سكوتي) كبير لا يزال يجلس على أبوابهما المغلقة والمفتوحة والتي بين بين ولكنهم قد يعلمون أنه لم تعد هناك أجساد حزبية محكمة (تنطق) هذا الولاء الصامت المتشابه وأهلنا في حركات التحرير المتخلقة جنوبا وغربا وشرقا وشمالا يدركون أنهم قد أدركوا كثيرا من المنال أو قليلا بالشعارات التي تيمم شطر العرق والسحنة ولكن لا أخالهم إلا مدركين أن إدارة التنوع ستلاحقهم مهما قصروا أنفسهم على جزء أو شعبة أو (شلية) من الوطن السوداني دون باقيه ! لهذا كله ولغيره دعونا نبيح لأنفسنا أن نهيب بهم جميعا وبشكل صريح ومباشر وفج .. أن هلموا إلى الانخراط في الجبهة الوطنية العريضة التي دشن وجودها وتأثيرها على راهن واقعنا السياسي الوطني المزري مخلصون كثيرون (نحسبهم ، ولا نزكي على الله والتاريخ والسودان أحدا) على رأسهم المناضل الحر النزيه المخلص علي محمود حسنين
ونحن إذ نسميها جبهة حسنين إنما نفعل ذلك مضطرين لتقريب الصورة للمواطن البسيط الذي عرف على محمود حسنين في السنوات القليلة الماضية قائدا جسورا للمقاومة (يغشى الوغى ويعف عند المغنم) لا سيما إذا كان مغنما مشوبا بشيء ما ومغموسا في شيء ما و.. هلم .. شيئا ما
فستظل واقعة استقالته من برلمان الانقاذ الانتقالي خير مثال على أن الرجل يؤثر الحر على الظل والحق على الظلم والمصادمة المعفرة بغبار المواجهات الحقيقية على الملاينة والملاطفة الأنيقة المعطرة
لكل ما سبق ، ولغيره ربما ، نهيب بأهلنا جميعهم أن يتركوا ما هم فيه لأن الوقت ضيق ويلتحقوا بمظلة جبهة حسنين قبل فوات الأوان فلا ظل أكرم وأعز وأجدى لهم منها والله المستعان !

.

سؤال ممعن في البراءة
بمناسبة حادي عشر اعلاه


لقد تم تعيين بشرى وعبد الرحمن في رتب عادية في مليشيات واجهزة االنظام
وليس كقائدين
ترى
لو تواضع الناس على جيش وطني خارج مظلة المؤتمر الوطني ومليشياته
هل يتوقعان مواقع مماثلة في هذا الجيش
ام سيتمسكان بمواقع قيادية تليق بالمقام؟؟

الفاضل فتحي
تحياتي

Quote: جبهة حسنين يا قومنا.... لعلكم تـُـخْــلـِصون فـتهتـدون فتفلحـون !

بأذن الله.

شكرا اخت تراجي

عميق الامتنان لشخصك المكرم للمرور
والاهتمام
...

.