فها أنا ذا يا ربي مستضعفة في يديهم ، مستضامة تحت سلطانهم

فها أنا ذا يا ربي مستضعفة في يديهم ، مستضامة تحت سلطانهم


12-10-2010, 06:12 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=310&msg=1291957975&rn=0


Post: #1
Title: فها أنا ذا يا ربي مستضعفة في يديهم ، مستضامة تحت سلطانهم
Author: ابراهيم عدلان
Date: 12-10-2010, 06:12 AM




(اللّهم إنّي وهؤلاء عبيد من عبيدك ، نواصينا بيدك ، تعلم مستقرّنا ومستودعنا ، وتعلم منقلبنا ومثوانا، وسرّنا وعلانيتنا ، وتطلع على نيّاتنا ، وتحيط بضمائرنا ، علمك بما نبديه كعلمك بما نخفيه ، ومعرفتك بما نبطنه كمعرفتك بما نظهره ، ولا ينطوي عليك شيء من أمورنا ، ولا يستتر دونك حال من أحوالنا ، ولا لنا منك معقل يحصننا ، ولا حرز يحرزنا ، ولا هارب يفوتك منّا .

ولا يمتنع الظالم منك بسلطانه ، ولا يجاهدك عنه جنوده ، ولا يغالبك مغالب بمنعة ، ولا يعازّك متعزّز بكثرة أنت مدركه أينما سلك ، وقادر عليه أينما لجأ ، فمعاذ المظلوم منّا بك ، وتوكّل المقهور منّا عليك ، ورجوعه إليك ، ويستغيث بك إذا خذله المغيث ، ويستصرخك إذا قعد عنه النصير ، ويلوذ بك إذا نفته الأفنية ، ويطرق بابك إذا أغلقت دونه الأبواب المرتجة ، ويصل إليك إذا احتجبت عنه الملوك الغافلة ، تعلم ما حلّ به قبل أن يشكوه إليك ، وتعرف ما يصلحه قبل أن يدعوك له ، فلك الحمد سميعاً بصيراً لطيفاً قديراً .

اللّهم إنّه قد كان في سابق علمك ، ومحكم قضائك ، وجاري قدرك ، وماضي حكمك ، ونافذ مشيّتك في خلقك أجمعين ، سعيدهم وشقيّهم وبرّهم وفاجرهم أن جعلت هؤلاء عليّ قدرة فظلموني بها ، وبغوا عليّ لمكانها ، وتعزّزوا عليّ بسلطانهم الذي خوّلتهم إيّاه ، وتجبّروا عليّ بعلوّ حالهم التي جعلتها لهم ، وغرّهم إملاؤك لهم ، وأطغاه حلمك عنهم .

فقصدوني بمكروهم عجزت عن الصبر عليه ، وتعمّدوني بشرّ ضعفت عن احتماله ، ولم أقدر على الانتصار منه لضعفي ، والانتصاف منه لذلّي ، فوكلته إليك وتوكّلت في أمرهم عليك ، وتوعدتهم بعقوبتك ، وحذّرتهم سطوتك ، وخوّفتهم نقمتك ، فظنّوا أن حلمك عنهم من ضعف ، وحسبوا أنّ إملاءك لهم من عجز ، ولم تنههم واحدة عن أخرى ، ولا انزجروا عن ثانية بأولى ، ولكنّهم تمادوا في غيّهم ، وتتابعوا في ظلمهم ، ولجّو في عدوانهم ، واستشروا في طغيانهم جرأة عليك يا رب ، وتعرّضاً لسخطك الذي لا تردّه عن القوم الظالمين ، وقلّة اكتراث ببأسك الذي ; تحبسه عن الباغين .

فها أنا ذا يا ربي مستضعفة في يديهم ، مستضامة تحت سلطانهم ، مستذلّة بعنائهم ، مغلوبة مبغيّ عليّ مغضوبة وجلة خائفة مروّعة مقهورة ، قد ضاقت حيلتي ، وانغلقت عليّ المذاهب إلاّ إليك ، وانسدّت عليّ الجهات إلاّ جهتك ، والتبست عليّ أموري في دفع مكروههم عنّي ، واشتبهت عليّ الآراء في إزالة ظلمهم ، وخذلني من استنصرته من عبادك ، وأسلمني من تعلّقت به من خلقك طرّاً ، واستشرت نصيحي فأشار عليّ بالرغبة إليك ، واسترشدت دليلي فلم يدلّني إلاّ عليك .

فرجعت إليك يا مولاي صاغرة راغمة مستكينة ، عالمة أنّه ﻻ فرج إلاّ عندك ، ولا خلاص لي إلاّ بك ، انتجز وعدك في نصرتي ، وإجابة دعائي ، فإنّك قلت وقولك الحق الذي ﻻ يردّ ولا يبدل : ( وَمَنْ عَاقَبَ بِمِثْلِ مَا عُوقِبَ بِهِ ثُمَّ بُغِيَ عَلَيْهِ لَيَنصُرَنَّهُ اللهُ ) وقلت جلّ جلالك وتقدّست أسماؤك : ( ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ ) ، وأنا فاعلة ما أمرتني به لا منّاً عليك ، وكيف أمن به وأنت عليه دللتني ، فصلّ على محمّد وآل محمّد ، واستجب لي كما وعدتني يا من لا; يخلف الميعاد .

وإنّي لأعلم يا رب أنّ لك يوماً تنتقم فيه من الظالم للمظلوم ، وأتيقّن أنّ لك وقتاً تأخذ فيه من الغاصب للمغصوب ، لأنّك ﻻ يسبقك معاند ، ولا يخرج عن قبضتك أحد، ولا تخاف فوت فائت ، ولكن جزعي وهلعي ﻻ يبلغان بي الصبر على أناتك وانتظار حلمك ، فقدرتك عليّ يا ربي فوق كلّ قدرة ، وسلطانك غالب على كل سلطان ، ومعاد كلّ أحد إليك وإن أمهلته ، ورجوع كلّ ظالم إليك وإن أنظرته ، وقد أضرّني يا ربّ حلمك عن هؤلاءن ، وطول أناتك لهم وإمهالك إيّاهم ، وكاد القنوط يستولي عليّ لولا الثقة بك ، واليقين بوعدك .

فإن كان في قضائك النافذ ، وقدرتك الماضية أن ينيب أو يتوب ، أو يرجع عن ظلمي وينتقل عن عظيم ما ركب منّي ، فصلّ اللّهم على محمّد وآل محمّد ، وأوقع ذلك في قلبه الساعة الساعة قبل إزالته نعمتك التي أنعمت بها عليّ ، وتكديره معروفك الذي صنعته عندي .

وإن كان في علمك به غير ذلك ، من مقام على ظلمي ، فأسألك يا ناصر المظلوم المبغى عليه إجابة دعوتي ، فصل على محمّد وآل محمّد ، وخذه من مأمنهم أخذ عزيزٍ مقتدر ، وأفجئهم في غفلتهم ، مفاجأة مليك منتصر ، واسلبهم نعمتهم وسلطانهم ، وأفض عنهم جموعهم وأعوانهم ، ومزّق ملكهم كلّ ممزّق ، وفرّق أنصارهم كلّ مفرّق ، وأعرهم من نعمتك التي لم يقابلوها بالشكر ، وانزع عنهم سربال عزّك الذي لم يجازه بالإحسان ، واقصمهم يا قاصم الجبابرة ، وأهلكهم يا مهلك القرون الخالية ، وأبرهم يا مبير الأمم الظالمة ، واخذلهم يا خاذل الفئات الباغية ، وابتر عمرهم ، وابتزّ ملكهم ، وعفّ أثرهم ، واقطع خبرهم ، وأطفئ نارهم ، وأظلم نهارهم ، وكوّر شمسهم ، وأزهق نفسهم ، وأهشم شدّتهم ، وجبّ سنامهم ، وأرغم أنفهم ، وعجّل حتفهم ، ولا تدع لهم جُنّة إلاّ هتكتها ، ولا دعامة إلاّ قصمتها ، ولا كلمة مجتمعة إلاّ فرّقتها ، ولا قائمة علوّ إلاّ وضعتها ، ولا ركناً إلاّ وهنته ، ولا سبباً إلاّ قطعته .





__________
بتصرف

Post: #2
Title: Re: فها أنا ذا يا ربي مستضعفة في يديهم ، مستضامة تحت سلطانهم
Author: ابراهيم عدلان
Date: 12-10-2010, 03:44 PM
Parent: #1

فقصدوني بمكروهم عجزت عن الصبر عليه ، وتعمّدوني بشرّ ضعفت عن احتماله ، ولم أقدر على الانتصار منه لضعفي ، والانتصاف منه لذلّي ، فوكلته إليك وتوكّلت في أمرهم عليك ، وتوعدتهم بعقوبتك ، وحذّرتهم سطوتك ، وخوّفتهم نقمتك ، فظنّوا أن حلمك عنهم من ضعف ، وحسبوا أنّ إملاءك لهم من عجز ، ولم تنههم واحدة عن أخرى ، ولا انزجروا عن ثانية بأولى ، ولكنّهم تمادوا في غيّهم ، وتتابعوا في ظلمهم ، ولجّو في عدوانهم ، واستشروا في طغيانهم جرأة عليك يا رب ، وتعرّضاً لسخطك الذي لا تردّه عن القوم الظالمين ، وقلّة اكتراث ببأسك الذي ; تحبسه عن الباغين .