جعفر عباس في زاويته الحادة يقول: ان الشعراء ضحكوا علينا

جعفر عباس في زاويته الحادة يقول: ان الشعراء ضحكوا علينا


12-09-2010, 11:58 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=310&msg=1291935536&rn=1


Post: #1
Title: جعفر عباس في زاويته الحادة يقول: ان الشعراء ضحكوا علينا
Author: Zomrawi Alweli
Date: 12-09-2010, 11:58 PM
Parent: #0

والشعراء ضحكوا علينا

هام ذاك النهر يستلهم حُسنا/
فإذا عبر بلادي ازداد حزنا/
اضطرب النيل لديها وتثنى/
فاروِ يا تاريخ للأجيال أنَّا /
خامل قد لجّ في غفوته/
يركل العلياء في كبوته

،فبعد شهر أو دونه ستكتشف عزة أننا «وبال» وليس النبال التي زعمنا أنها جاهزة لمن يخوض صفاها، رغم أننا ملأنا الأفق «صفا وانتباها».. كنت قبل أيام محاصرا بالجليد في قرية إنجليزية، وغمرني حنين دفاق الى السودان ودفء أهله، ولجأت إلى أسرار بابكر لتسمعني وتشجيني برائعة حسن العطبراوي بصوتها الذي يحمل شيئا من اسمها لكونه «آسر» و»بكر» ليس فيه شخشخة ولا نشاز.. أيها الناس نحن من نفر عمروا الأرض ..حرام عليك يا أسرار! لماذا تقلبين عليّ المواجع؟ أردت ان أتدثر بصوتك الشجي في بلاد تموت من البرد حيتانها كما قال كاتبنا المبدع الطيب صالح فإذا بك تملئين قلبي شلوخا يتسلل منها الثلج، ولكنني أحمد لك استدراكك ونواحك بصوت عامر بالحزن النبيل: يا بلادي.. يا بلادييييييي .. يا بلادي! يا حليلك ويا حليل بلادك ويا حليل العطبراوي! أربعة أسابيع على أبعد تقدير ويفقد العطبراوي (النهر) إخوته في الرضاع: بحر الجبل وبحر الغزال والزراف والسوباط.هل من حقنا ان نتغنى مع هاشم صديق ونانسي عجاج: بلدا هيلي أنا؟ دموعها دموعي أنا / أساها أساي أنا؟ كيف نجرؤ على قول ذلك وقد أصيب البلد بالغرغرينا، وأهملنا أمرها، وتقرر بتر أعضائها من «الحوض» فما دون ذلك؟ هذه ليست أول مرة يشحننا فيها هاشم صديق لنعيد ماضي جدودنا الهزمو الباغي وهدوا قلاع الظلم الطاغي! ألم يقسم باسم اكتوبر «لما يطل في فجرنا ظالم/ نحمي شعار الثورة نقاوم/ ونبقى صفوف تمتد وتهتف لما يعود الفجر الحالم»، أي فجر حالم يا هاشم ودهرنا كله ليل بهيم قال عنه التجاني يوسف البشير «لو صُبّ فيه الزمان لابتلعه».. وقد نبهت في أكثر من مقال إلى ان محجوب شريف ود مريم محمود عينه حارة: وطن حدادي مدادي.. خُم وصُر يا محجوب وابحث لنا عن نفاج جديد.وأين تودي «وشك» يا ود المكي ابراهيم: سندق الصخر حتى يخرج الصخر لنا زرعا وخضرة!! كان ذلك عام 1964، ولكن البرتقالة ذات الساقين المملوءتين أطفالا خلاسيين، أصيبت بالإعاقة والعقم بفعل فاعل.. أكثر من فاعل من الصنف الذي يقتل القتيل ثم يمشي في جنازته، وصار نسلها الذي قلت أنه سيستولد الخضرة من الصخر يستورد النبق والويكة ثم يعايرنا صديقك محمد الحسن سالم (حميد): قمحاً من أمريكا/ .. يعني من أين نأتي بالقمح يا فالح؟ من مشروع الجزيرة؟ وهل ينبت فيه غير الكداد.ويا وطنا باسمه كتبنا ورطنّا، ما زلت أحبك، ومكانك صميم الفؤاد، وسأظل أغني باسمك حتى لو سكتت السواقي وانسلت خيوط الطواقي، رغم أن شبابك تشربك بدلا من ان يتشابك، وغبار الحياة الذي تراه «وراهم»، ناتج في معظمه عن السباق المحموم لقليلي الحياء الذين يتقاتلون على الجيفة التي أرهقها فيروس نيفاشا فأصيب هيكلها بالهشاشة، وبعد يناير المقبل سنبحث عن وطننا في الأطالس ب»الفتاشة».على مدار السنة أقوم بتشغيل نشيد ملحمة أكتوبر لهاشم صديق ومحمد الأمين، وانتبهت مؤخرا فقط إلى أن ولدي لؤي كان يردد مقطعا منها بطريقته الخاصة: والشارع ثار/ غضب الأم بيودي النار.. يقولون إن الأطفال «فيهم الملائكة»، ولهذا ربما خرج ولدي عن نص هاشم صديق: والشارع ثار والكل يا وطني حشود ثوار.. لأنه ليس في الأفق ثوار، بل ثرثارون ثقبوا آذاننا بالحديث عن الوحدة الجاذبة وهو حديث لا يقل سخفا عن الحديث عن «العودة الطوعية» للمغتربين! بالمناسبة هل نص اتفاق نيفاشا ايضا على تقاسم اسم البلاد بحيث يصبح شطر منه «سو» والآخر «دان».. اللهم أكف الشطرين شر السوء والدنيّة!