صِراعُ الفَوضَى !

صِراعُ الفَوضَى !


12-09-2010, 11:35 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=310&msg=1291934113&rn=0


Post: #1
Title: صِراعُ الفَوضَى !
Author: هشام الطيب
Date: 12-09-2010, 11:35 PM

لا أحبُ كتابة الشعر على الإطلاق، إنما أحبُّ - ككثيرين غيري- الاستماع له، وقراءته بدقّة عاليّة قبل النوم وبعده.
هذه محاولةٌ لأن؛ ثمّة أحزاناً تنهشُ في الدّواخِل، تجيءُ في كُلِ حينْ، تُقلِّب علينا أنين الأُمنيات، تذُوب في قلوبنا المُتحجِّرة، فتعتصرُنا ألماً بعد عِناد؛ فلا نجدُ مفراً سوى البُكاء على وطننا..
وعلى شعبه.. وعلى أطفالهِ القادمين في الوقتِ الخطأ.

Post: #2
Title: Re: صِراعُ الفَوضَى !
Author: هشام الطيب
Date: 12-09-2010, 11:40 PM
Parent: #1

هذه القصيدة مهداةً:
إلى طفلةٍ جائعة تنامُ على رصيفِ المدينة كُلّ يومٍ.
تتوسدُ ضجيج الأمنيات؛ لتحلم بوطناً جديداً مليئاً بالخُبز الجاف.
ثُم إلى عبدُ الهادي إبراهيم، صديقي الحميم، الذي عندما يُحدِّثني عن مشروع الثورة الوطنيّة الديمقراطيّة يكون قد أنهى للتو مشروع علاقة عاطفيّة فاشلة سببها مأساة هذا الوطن !
وإلى عاصم بابكر، وهو يعلمُ تماماً، مدى الغُبن الذي يَجتاحُني.

Post: #3
Title: Re: صِراعُ الفَوضَى !
Author: هشام الطيب
Date: 12-09-2010, 11:54 PM
Parent: #2

لافتة:
(1)
لافتةٌ تجيئك ..
عند إمتزاج الحُزن بكلِّ عناصِر الإزعَاج
والفوضى ..
وباللُّغة المُحطّمة في حنايا الذات
من خضِّمِ الرُّوح في عبقِ التواجُد والوجود
لافتةٌ تجيئك ..
على رصيفٍ يُنادي كُلّ نَادمٍ
ليُدمِن أنفاس العودام
يُدمن الدُّخان يحتضنُ الغُبَار المُرَّ
في علنٍ كئيبٍ
ينقشُ إستفهامه دون أن يدري - لما هذي الحيّاة غريبةٌ- ؟ لمَ لمْ تحدثني بالشتاء يا أبتي؟ لم لم تحدثني بالنجوم الحالكات، في ليالِ البرد والجوع الأليم لم لم تحدّثني بالكوابيس وبالوحوش.. لم لم تحدِّثني يا أبي .. أنّ الحياة غريبةٌ.. فلا الذي ساقطاً ها هُنا على الأرضِ قد وجد قطعة خبزٍ يبللها من دموعٍ لم تعد تجري بفعل الجّوع .. ! ولا الذي يُقسِّم الخبز للفقراء قاطع خُبثه .. خَفَّفَ من دناءةِ نفسه وترك المجاعة تنتشر.. !

Post: #4
Title: Re: صِراعُ الفَوضَى !
Author: هشام الطيب
Date: 12-10-2010, 00:01 AM
Parent: #3

لافتةٌ أخرى :
خطوات المارّة على أذنيها، وصوتُ الريح يداهمها حيناً..
إزعاجٌ عام..
أحلاماً لا تشبه أحلام العامّة أبداً، فهذه الطفلة مُنذ صباح الأمس لم تأكل قطعة خُبزٍ جافّة .. لم تحلم بالأزهار.
كان الحلم ذئاباً تنهش جسداً، وحيناً كانت تسقط في الآبار.
سُبحانكِ إنّا كنّا شعباً يصدَّح في التاريخ ..
يهمسُ للأجيال أن ثمَّة عشقاً للأوطان.. ثمة عبقاً في الوجدان.
أو ما قد كـان..
بعضاً من فرحاً يتملكنا حيناً، لجلسة حُبٍ.. يزينها فُنجان ..
والقهوة عشقاً .. سُكَّرها أنتِ. ! ملعقة حنينٍ منك ستكفيني؛ لأفُجِّر غضبي وأثور كما البُركان.
سُبحانك ما عُدنا اليوم كما كنّا.. ما عادت أكتوبر أو ما ريل..
هتف الشُهداء هنا .. الويل .. الويل لمن دسَّوا السُم في كسرة خُبزٍ للفقراء
الويل لتطبيل الشعراء وللسلطان الظالم مدى الأزمان .. !

Post: #5
Title: Re: صِراعُ الفَوضَى !
Author: هشام الطيب
Date: 12-10-2010, 00:07 AM
Parent: #4

لافتةٌ تجيئُك :
لافتةٌ تجيئُك من حيث لا تدري
وتدري .. بأنّ الحُزن يكمُن في الجّسَد
يكمن في عيون الطفلة السوداء
وفي إهتراء الذي لايُجدي عواطف
وفي اللا أحد..
يجيئك صوتها حسّاً خجولا يداري العُقد..
يداري كومة الحُزن التي ماعادت مثلما كانت تُعد..
تجيئُك أشلاءَ قلوبٍ تستعد
للنزيف من سوءات أوراحٍ لا زالت تُستبد !
إذا فقاوم .. فلا طريق سوى الهلاك
فقط إنتزع كل شيء يداري حُزنك، وأعصف الخوف من تفكريك الوهمي، من كل الذي قد لا يجيء.
قل كل شيء يداري حُزنك. قل أعوذ بربِك بربِ البلد، من حاسدٍ إذ ما لا حسد. ! قُلت أتركيني ياصبيّة فكيف إحتسادك في فراشك المتصدِّع من حزنٍ تليد؟ في جوعك اليومي من هذا العنيد؟
في إقتسامك للفطور مع صبا الحشرات.. والنمل الصغير.
ومع الذي قد لا يجيء إلى العبور لمثلك
أو كي ما يدور يحجُّكِ.. لبّيك .. يحجُّك في كل الفصّول نحو الرصيف.

Post: #6
Title: Re: صِراعُ الفَوضَى !
Author: هشام الطيب
Date: 12-10-2010, 00:16 AM
Parent: #4

يا فتاةً من فُتات الخُبز للجوعى
على أرصفة المُدن
هل جاني حزنك في أنين سُفن؟
أم دك صوتك حصون الهَم
كسَّر ترابيس السجن
هل جاني طيفك شايل أفكارنا المجيدة
شان نعيدا
ديمقراطيّة راسخة .. عدالة حريّة وسلام !
مشروع حبيبة للمواطنين الغلابة
وللأطفال وئام !
أم هل جاتني صُورتك في المنام
موشّحة بالنضالات القديمة
وبالمعارك يوم نبارك .. انتصارك في الأرض يا جميلة !
تلك الأرض كانت متاريساً من دماء
فكيف انتصرت إذا على صفوف الظلم وحدك ؟
كيف شكّلت إنسيابك في الوضوح ؟
وأعدت للأرض خضرتها الطبيعية والنضوح ..
ورسمت لوحة ثُم لوحة للوطن الجديد بالله كيف؟

Post: #7
Title: Re: صِراعُ الفَوضَى !
Author: محمد الكاب
Date: 12-10-2010, 07:50 AM
Parent: #6

kkk.JPG Hosting at Sudaneseonline.com


Quote: وأعدت للأرض خضرتها الطبيعية والنضوح ..
ورسمت لوحة ثُم لوحة للوطن الجديد بالله كيف؟

Post: #8
Title: Re: صِراعُ الفَوضَى !
Author: هشام الطيب
Date: 12-10-2010, 03:29 PM
Parent: #7

صديقي الفنّان محمّد الكاب ..
تشكرات ياعزيزي لترتيبك هذا البوست بهذه اللوحة اللطيفة.
شكراً ياعزيزي :)

Post: #9
Title: Re: صِراعُ الفَوضَى !
Author: محمد الكاب
Date: 12-10-2010, 04:33 PM
Parent: #8

UTUK.jpg Hosting at Sudaneseonline.com




Quote: سُبحانكِ إنّا كنّا شعباً يصدَّح في التاريخ ..
يهمسُ للأجيال أن ثمَّة عشقاً للأوطان.. ثمة عبقاً في الوجدان.
أو ما قد كـان.



صديقي

Post: #10
Title: Re: صِراعُ الفَوضَى !
Author: سفيان بشير نابرى
Date: 12-10-2010, 04:38 PM
Parent: #8

اها نجيك بي جاي؟!؟

Post: #11
Title: Re: صِراعُ الفَوضَى !
Author: سفيان بشير نابرى
Date: 12-10-2010, 04:38 PM
Parent: #8

اها نجيك بي جاي؟!؟

Post: #12
Title: Re: صِراعُ الفَوضَى !
Author: هشام الطيب
Date: 12-11-2010, 10:02 AM
Parent: #11

سفيان ما بتقصر والله
بس أبعدني مني ياخ !

Post: #13
Title: Re: صِراعُ الفَوضَى !
Author: هشام الطيب
Date: 12-11-2010, 10:26 PM
Parent: #12

الكاب .. شكراً على اللوحات الجميلة ياصديقي ..
الآن .. أتصفحُ إلبوماتك على الفيس بوك؛ فدائماً ما أجدُ فيها ما يلفت الإنتباه ويدعوا للتفكير والتأمل
خالص تحياتي ياصديق