العم علي ود عتمان الذي أخاف الشيطان !

العم علي مشهود له بالشجاعة، وهو فارس لا يعرف الخوف إطلاقا بل أخاف حتى الشيطان !

كان العم علي أرقا ذات ليلة وجافى النوم عينيه، وجاءه من بعيد صوت المغني وإيقاع الدلوكة تحمله نسمات الليل الباردة. كان فرحا باذخا لابن العمدة في قرية مجاورة لقوز السيمت محل إقامة العم علي، لبس العم "توبه وعراقيه"، و"شرنق" طاقيته ،ولم ينس سكينه، وحمل "عكازه" وانطلق طربا وكانت الليلة مقمرة. في منتصف الطريق، ظهر له جمل، فرح العم علي وأمسك بالرسن وأناخ الجمل وركب على ظهره، سار الجمل بهدوء ،وبعد أن قطع نصف المسافة، بدأ ينتفخ شيئا فشيئا كالبالون حتى كادت بطنه أن تنفجر.

استغرب العم علي إلا أنه لم يبد خوفا ، وأيقن أن هذا الجمل شيطان، فاستل سكينه وخاطب الجمل: "ود أم طلعة، أتاريك انت شيطان وأنا ما عارفك، علي الطلاق كان ختيت الدرب دا جاي ولا جاي، حرم سكيني دي إلا تاباك". من يصدق أن الشيطان يخاف؟ فبدأ الجمل " يتناقص" قليلا قليلا حتى عاد إلى حجمه الطبيعي، ولم يحد عن طريقه خطوة واحدة حتى أوصل العم علي إلى القرية التي يقصدها .

أناخ العم علي الجمل ونزل بهدوء، ومديته لم تزل في يده وقال للجمل: يا الله غور يالعين، الله لا كسبك، فاختفى الجمل كلمح البصر، وانطلق العم علي إلى مكان الحفلة، وفي "نص الدارة" "تبّ تبة " شدّت إليه الأنظار ، وشرع في خلع "عراقيه"، ورمى بثوبه على الأرض و"بشّر" فوق العريس ، "وهزّ" في البنات ، وركز كالعمود المنتصب للبطان ، فضربه العريس بالسوط حتى سال الدم من ظهره إلا أنه لم يحرك ساكنا أو يرمش له جفن، وكان في غاية الاستمتاع ، ولم يغادر "الحفلة" إلا بعد صياح الديك.

في طريق عودته ، رأى حمارا على ظهره سرج كأنه هارب من صاحبه، أمسك بالحمار "وشب" على ظهره وقال: بسم الله ، فلم يشعر إلا وهو ملقي على الأرض، واختفى الحمار كأن الأرض غاصت به ! ، تعوذ العم علي من الشيطان الرجيم ، وقام بتعليم مكان الحادث بوضع كوم من التراب حوله، و"سل" سكينه ثانية وقال غاضبا: "المرة دي غشيتني يا لعين ، لكن ليك يوم، بنتلاقى تاني وبعرف كيفن أأدبك".

إسحاق بله الأمين
الرياض 9/12/2010