تساؤلات مُلِحّـة.."هل الصين حليف يعتمد عليه؟"

تساؤلات ملحة"هل الصين حليف يعتمد عليه؟"

لِاجل وطنٍ نبيل
بقلم: أبوذر عمر
[email protected]

كمدخل لتفكيك التساؤل، من المفيد الرجوع لبعض المعلومات التى أميط اللثام عنها بواسطة موقع يكيليكس (Wikileaks) و الذى يعتبر ظهوره وتأثيره فى عالم اليوم تغيير شامل فى قواعد اللعبة السياسية العالمية. لأوقات مضت و الى الآن لازال البعض يملأ الأرجاء بمزاعم نظرية المؤامرة و التى تعتبر الولايات المتحدة هى من يقوم بإخراج هذه المعلومات لخدمة أغراضها و مصالحها العالمية. بيد أن هذه المزاعم لا تستند على قواعد راكزة، متينة و لا توجد أجوبة مقنعة للتساؤلات التى تثار حول الحرب الضروس التى يتعرض لها الموقع و صاحبة( جوليان أسانج). فمن الإتهام بجرائم الإغتصاب و تحرش فى السويد، مروراً بالتهكير المتواصل للموقع، و رفض مراكز الانترنت المضيفة (Servers ) إستضافتة و إيقاف المواقع التى تجمع له التبرعات؛ إلى محاولة بعض أعضاء فى الكنغرس و لجنة الأمن القومى السنت (Senate) إلباس صاحب الموقع و معاونيه جريمة التجسس البالغة الخطورة؛ لأصدق دليل على أن الولات المتحدة آخر من يمكن إتهامه بتسريب تلك المعلومات.


بالعودة الى الصين، تقول المعلومات التى نشرت مؤخراً أن الصين لا تمانع فى توحيد الكوريتين تحت قيادة كوريا الجنوبية . هذا الكلام له الكثير من المدلولات إذا أخذنا فى الإعتبار أن الصين هى الحليف الأول و الأكبر لنظام ( بيونغ يانغ ) . موقف الصين الحالى حيال تحرك حاملة الطيران الأمريكية (جورج واشنطون) للمياه الإقليمية للمنطقة يعتبر بكل المقاييس جديد و مغاير لما كانت عليه من رفض قطعى للأمر فى الماضى. ذلك يدعم الرأى الذى يشير الى أن الصين قد تتخلى عن حليفها الأول فى المستقبل.


بالنظر للشأن السودانى نجد أن الصين لم يكن لها أى تأثير فى مفاوضات السلام و ترتييبات الإنفصال، و لم تدعم حليفها السودان (حكومة الإنقاذ) و لا حتى بالمشورة الإستراتيجية و التى كانت ستلعب دوراً هاماً فى توزيع الثروة المصاحبة للإنفصال. و الأكثر من ذلك تسارعت الصين فى تحويل نظرها الى الجنوب تهافتاً على البترول و منشأته حال إيمانها بحتمية الإنفصال. تاركة النظام فى الخرطوم يواجه المجتمع الدولى و الإنفصال المجحف فى حق الشعب السودانى الشمالى.


التساؤلات التى تحتمها المرحلة القادمة، ما هو مستقبل السودان السياسى فى العقد القادم؟

هل تسعى حكومة الإنقاذ الآن جاهدة للدخول تحت العباءة الأمريكية؟ أم أن الوقت قد أصبح متأخراً بما يكفى لجعلها (حكومة الإنقاذ) تخسر فى كل محاولاتها للتطبيع مع الولات المتحدة بحيث تعطى و لا تأخذ مقابل؟

أم أن الإنقاذ فقط تطمع فى أن تظل عل كرسى الحكم بدون أى مناوشات من المجتمع الدولى؛ مقابل سلام يتيح للولايات المتحدة وقف المد الصينى فى المنطقة، إضافة للاستفادة من بترول الجنوب و مشاريع البنية التحتية و التنمية فيه لصالح شريكتها، ألا وبناء القواعد العسكرية؟

Liu Xiaobo's Nobel peace prize

جائزة نوبل للسلام و التى فاز بها هذا العام السيد Liu من الصين؛ و التى على إثرها هددت الصين الدول التى تشارك فى الإحتفال

ان الأمر سيترتب عليه ما بعده. أثبت أن الصين لازالت ذات تأثير على النظام فى السودان. حيث أعلن السودان ضمن مجموعة أخرى من الدول

بأنه لن يشارك (إنشغال سفيره فى أوسلو بأعمال أخرى). و طبعاً لن يرسل حتى مسئول صغير.

فكرة أن السودان الآن بين المطرقة و السندان يدعوا للشفقة على الإنقاذ و كذلك على البلد. لأن عصاية نايمة و عصاية قائمة لن تفيد مع

الولايات المتحدة، و ليس التعاون الأمنى بعيد عن الأذهان، إذ لم يفض إلى أى مكتسبات للحكومة..

للمرحلة القادمة إلى أى حضن ستذهب الإنقاذ الصين أم الولايات المتحدة؟؟

و هل فعلاً أصبح العالم أوحادى القطب؟

للمزيد من القراءة و النقاش

بالفعل غاب السودان دوبلماسياً فى أوسلو.

هل كان الأمر نتاج تفكير إستراتيجى؟

و ماذا سيكون شأن دولة الجنوب فى مثل هذه الحالات؟

و هل ستكون دولة الجنوب، دولة أسست على الديمقراطية من أول يوم، أم سيظل للصين دلال عند كل هذه الدول الغريبة؟

!!

الأخ / أبوذر

موضوع جميل جدا ..

أعتقد أن كوريا الشمالية غدت عبئا على الصين .

فتمسكها الدوغمائي بنسخة منقرضة من الشيوعية يحرج الصين الرأسمالية/الشيوعية !!

فالتحالفات دوما مبنية على المصالح و ليس على الإيديولوجيا ..

فما الذي يجمع نظام إسلامي و نظام شيوعي إذا ..

و العداء الإيديولوجي بينهما أكبر من عداء الإنقاذ مع الغرب كله ..

عموما ..

عودتنا هذه الحكومة أنها بإمتياز حكومة رزق اليوم باليوم ..

و الله يستر

Quote: عودتنا هذه الحكومة أنها بإمتياز حكومة رزق اليوم باليوم ..

تحياتى د. محمد

لم يعد رزق اليوم باليوم يجدى، فقد فصل الجنوب، و أضاع جهد الحكومة فى البترول، و خسرت الكثير منذ مشكلة العراق و الكويت...

و هاهى الولايات المتحدة تأخذ و لا تعطى شئ (حتى السحب من قائمة الإرهاب الرمزى اللابودى و لا بجيب ما لقته)..

ستذهب الحكومة و لكن لا نود أن تترك لنا عبء تصرفات خرقاء غير مدروسة فى المستقبل..

Quote: وفي وسط هذا الغضب نالت الصين حظها من الانتقاد المباشر وغير المباشر لعدم استخدامها حق النقض لاسقاط القرار الدولي. وكان أبرز هذه الانتقادات تلك التي وجهها د. نافع علي نافع وزير الحكم الاتحادي للصين وذلك في خطابه صباح الثلاثاء الموافق 7 أبريل 2005م في مدينة بورتسودان بمناسبة بدء العمل في الخط الناقل للكهرباء من سد مروي الي بورتسودان والذي تنفذه شركة هاربين الصينية حيث انتقد د. نافع الصين لعدم نقضها للقرار 1593 قائلا " ان الصين تملك القدرة والاسباب المنطقية لنقضه " وتسآل قائلا " ماذا تنتظر الصين لاستخدام حق النقض في مواجهة القرارات الظالمة التي تستهدف اصدقائها " لكن د. نافع وجه تحية للشعب الصيني ووصفه بصديق الشعب السوداني ( صحيفة الراي العام 6 أبريل 2005م ) ويبدو ان انتقاد المسوؤل السوداني الرفيع للصين لم يكن انتقادا غاضبا أملته ظروف صدور القرار فحسب بل كان رسالة متعمدة للجانب الصيني اذا ان د. نافع الذي ردد انتقاداته للصين أمام مسوؤلي شركة هاربين الصينية استأذن الحضور مرة اخري للتحدث باللغة الانجليزية مخاطبا ممثل الشركة الصينية طالبا منه " نقل رسالة للحكومة الصينية تحمل ذات الانتقادات" . وقال في تصريح بعد ذلك لمراسل صحيفة الرأي العام " ان حكومته كانت تطمع في ان تهزم الصين القرار باستخدام حق النقض وتشعر ان ذلك كان ميسورا لان القرار نفسه كان مهزوما نفسيا وغير متوازن و ان فرنسا التي تقدمت به تستحي من تبنيه ولذلك نري انه كان يسيرا علي الصين ان تهزم هذا القرار المهزوم أصلا " كما نلاحظ ان برلمانيا كبيرا مثل د. اسماعيل الحاج موسي قد استبق صدور قرار مجلس الامن رقم 1593 للتعليق علي قراره رقم 1564 ايضا حول الاوضاع في دارفور مشيرا الي امتناع الصين ايضا عن التصويت قائلا " ان الصين التي لديها مصالح نفطية في السودان قد تتضرر من توقيع عقوبات دولية علي السودان ...حتي هي لم تفعل سوي ان تمتنع عن التصويت بعد ان ظللت لاسابيع طويلة تهدد باستخدام حق النقض ولكنها لم تستخدمه كما توقعنا " واضاف " ان الامتناع عن التصويت في مثل هذه الحالة وبكل المقاييس موقف ضعيف ومتخاذل " بينما وجه مسوؤلون سابقون واعضاء ناشطون في الحركة الاسلامية في مقابلات في تلفزيون السودان انتقادات مماثلة للصين بسبب موقفها من قرار مجلس الامن الاخير حول دارفور وعدم استخدامها لحق النقض. وهكذا نستنتج ان قيادات الحركة الاسلامية في السودان وحلفائهم في السلطة كانوا يتوقعون ويطمعون في استخدام الصين حق النقض لاجهاض القرار.

الصين تعفي ستة ملايين دولار من ديونها على السودان

سلامات أخى ابو ذر
تحليل جميل يستحق النقاش و التأمل. أرجو الا يضيع وسط الزحمة و لو تطلب الامر انقله للربع القادم.

Quote: وكان أبرز هذه الانتقادات تلك التي وجهها د. نافع علي نافع وزير الحكم الاتحادي للصين

عجبي ..

ألا يعرف نافع أن مصالح الصين مع أمريكا و الغرب أكبر من مصالحها في السودان ألف مرة َ!!

ده ما رزق اليوم باليوم بس ..

دي حماقة سياسية عديل و كأنما السياسة دافوري بالحلة !!

Quote: ثانيا : أما حكم قرع الكؤوس عند الشرب فهو المنع والتحريم ؛ لما فيه من تشبه ظاهر بعادات شراب الخمور الذين يتخذون بعض المظاهر عادات لهم في وقوعهم في المعصية .

تحياتى يا واصل

و التعليق أعلاه على رابطك بتاع السته ملايين دولار. كيف فاتت الحتة دى على الشيخ على عثمان محمد طه؟؟؟

ثانياً الصين دى جادة؟؟ 6 ملايين دولار ممكن يتبرع بيها أى واحد من أولاد الكيزان تحت سن 25 سنة..

Quote: كما نلاحظ ان برلمانيا كبيرا مثل د. اسماعيل الحاج موسي قد استبق صدور قرار مجلس الامن رقم 1593 للتعليق علي قراره رقم 1564 ايضا حول الاوضاع في دارفور مشيرا الي امتناع الصين ايضا عن التصويت قائلا " ان الصين التي لديها مصالح نفطية في السودان قد تتضرر من توقيع عقوبات دولية علي السودان

برلمانى
و كبير
و دكتور
و صاحب تاريخ مثل أسماعيل الحاج موسى


و أها ياها الصين ما تضررت بشئ، بل تسعى لعطاء خط أنابيب بترول الجنوب عبر كينيا...

العزيز أبوبكر صالح

شكراً على المرور

و نتمنى من الجميع المساهمة فى إثراء الحوار...

المشكلة يا دكتور فى محاولة الحكومة الدخول تحت العباءة الأمريكية

مقابل البقاء على السلطة...

هذا مشروع تنازلات لن ينتهى و البداية ستكون أبيي. و لا يستطيع كائناً من كان التكهن ببقية التنازلات

و الغرب على حدود كوستى فى المستقبل، سيُسقِط الإنقاذ بلا أدنى شك، فلا يجب أن نترك الحكومة تمارس دورها فى تقديم التنازلات غير المجدية و المدمرة للوطن..


فى المستقبل ستكتفى الولايات المتحدة بدولة الجنوب فقط (من الألف للياء، أى من البترول لحدى القواعد العسكرية) و مافى أى حوجة للسودان الشمالى و لا حتى مصر..

و قريباً ستسمع عن خفض الدعم عن مصر و مضايقة نظام مبارك..

Quote: و قريباً ستسمع عن خفض الدعم عن مصر و مضايقة نظام مبارك..

الغريبة إن المصريين نايمين في العسل !!

كنت في مصر قبل أسابيع قليلة ..

و الشارع المصري مهتم كثيرا بالإنفصال الآتي ..

و يتبنون نظرية المؤامرة ..

لا أدري حقا لم يتعامل النظام المصري بهذه اللامبالاة مع أمر كهذا

خسر السودان كثيرا بموت د.جون قرنق ..

و الصينيين لن يضيرهم إن إنسحبوا بالكلية من السودان مقابل صفقات أكثر ربحا مع أمريكا و الغرب

و متابعين

عزيزى د.محمد

عساك طيب و بالك رايق

Quote: الغريبة إن المصريين نايمين في العسل !! كنت في مصر قبل أسابيع قليلة .. و الشارع المصري مهتم كثيرا بالإنفصال الآتي .. و يتبنون نظرية المؤامرة .. لا أدري حقا لم يتعامل النظام المصري بهذه اللامبالاة مع أمر كهذا

ياخى أمر السياسة فى العالم الثالث غريب، و قلما يتعلم هولاء من التاريخ.
جمهورية مصر العربية موعودة بالمضايقة فى المياه من قبل دول حوض النيل القديمة زايد دولة الجنوب.
من ناحية أخرى مصر على وشك أن تصبح كرت محروق للولايات المتحدة( بالظبط ذى دول أمريكا اللاتينية أثناء الحرب الباردة) سرعان ما تخلت عنهم فى ما بعد.
مع كل هذه المعطيات زايد أزمة الغذاء حول العالم و فى مصر خاصة (فى الإعتبار روسيا التى وقفت تصدير القمح و مصر من أكبر المستوردين منها)، تفتح الحكومة لمصر
الباب أمام إمتلاك الأراضى و الزراعة فى السودان. نحن موعودون بتصعيد فى كافة الحدود(الجنوب، الشرق، الغرب) و ليس لنا جيش يحمى كل هذه الثغور. و الله مصر لو حاولت
تستعمرنا من جديد فى الفترة الجاية ما حنقدر نعمل أى حاجة..

Quote: خسر السودان كثيرا بموت د.جون قرنق .. و الصينيين لن يضيرهم إن إنسحبوا بالكلية من السودان مقابل صفقات أكثر ربحا مع أمريكا و الغرب

* الذى إغتال جون قرنق، أرسل رسالة واضحة تبين مدى جديته فى إنفصال الجنوب، فماذا كانت ردور الأفعال؟

أما الصين فقد أصبح الوقت متاخراً على التباكى..