بين بدرالدين اسحق وعادل عبد العاطي ...... 14 قرن من اعادة التوثيق

رصد الاستاذ عادل عبد العاطي تحت عنوان :
المجموعة الكاملة لسرقات بدر الدين إسحق أحمد ....
مجموعة من الاقتباسات لاقوال كتاب مختلفين نسبها السيد بدرالدين اسحق احمد لنفسه فيما اصطلح على تسميتة بالسرقات الادبية وقديماً كان يسمى انتحالاً
وانا في هذا المقال لست معني بالادانة الادبية او الاخلاقية للسيد بدرالدين لعدة اسباب اقلها ان كاتب هذه السطور يستعمل وندوز مضروب Cracked Windows واوفيس مضروب وكل البرامج على جهازي اما مضروبة او مجانية. واعذروني ان كنت اثمن مجهودات من قاموا بصناعة هذة البرامج اكثر من المقالات الفطيرة التي نقل منها بدرالدين اقتباساتة.
انا في هذا المقال احتفي بالعمل الذي قام به الاستاذ عادل عبد العاطي من وجهة نظر مختلفة. لقد وضعني الاستاذ عادل امام نموذج جديد لمرحلة التدوين الحديثة بعد قوقل. وبما اعتبره المقدمات الاولية للزلزال قد يعصف بكثير من المدونات الاسلامية على مدى الالف واربعمائة عام الماضية.

ان ما تقدمه التكنلوجيا لعملية تدوين المعرفة بشتى انواعها لايمكن انكاره فالمؤرخين يؤرخون لبداية التاريخ ببداية تدوينة على شكل رسومات على جدران الكهوف ومن ثم كل المساهمات التكنولوجية على مر التاريخ كاختراع ورق البردي وما تلاها من انواع الورق والجلود والاحبار واختراع الطباعة واقلام الحبر السائل ثم الجاف كلها كانت معالم رئيسية في مراكمة المعرفة الانسانية والدفع بها الى الامام.

ثم جاء الكمبيوتر لفتح المجال اولاً لمعالج الكلمات Word processor اللذي بحق يعد اضخم الانجازات المعرفية للبشرية في تاريخها الحديث. ان معالج الكلمات – والرسومات لاحقاً – اعطى روحاً للمخطوطات الجافة الجامدة للتفاعل مع بعضها البعض وتنساب وتتكاثر بما يعرف اليوم بثورة المعلومات.

بفضل هذه الثورة المعلوماتية اصبحت ملاين وربما مليارات او اكثر من المعارف الانسانية على مر العهود الغابرة واللاحقة متاحة ليس لدراستها والتعرف عليها فقط بل ولتفعيلها والتفاعل معها.

والدارس للعلوم الاسلامية والتي من المفترض انها فرض عين على كل مسلم ( لا علم لي اطلاقاً عن مدى صحة هذا الافتراض ولكن اؤمن به كمسلمة ) يسعد كثيراً لما يتاح حالياً من مكتبات الكترونية لكتب لم تكن متاحة قبل عقود لعلماء الازهر الشريف. بل وبسهوله في البحث والتنقيب والاقتباس واهم من كل ذلك المقارنة بين هو مثبت هنا وهناك.

لقد اتسمت الدراسات الاسلامية منذ نشأتها بسمة التلقين ليس في مجال النصوص القرآنية والنبوية فحسب بل وبكل مكونات الثقافة الاسلامية من نحو وبلاغة وفقة وكلام وفلسفة ...الخ.
بل لا يعرف العالم فيها الا بمن تتلمذ على يديهم. ولذلك كانت مسألة التصنيف جوهرية واساسية في الثقافة الاسلامية وعلى اساس ثنائي مع او ضد / اخيار او اشرار / ابيض او اسود.
ومسالة المواقف الوسط غير واردة في الغالب وغير مقبولة رغم تعارض ذلك مع نصوص القرآن والمشهور من احاديث الرسول صلى الله عليه وسلم

يبدو ان هذه المرحلة الى زوال

فمثلاً فضيلة الشيخ بدرالدين اسحق واضح ان ليس له استاذ او مدرسة معينة فهو يقتبس من هنا وهناك ولايكلف نفسة عناء اثبات مصادر اقتباسة منتحلاً اياها كما فضحه الكثيرين في هذا المنبر
ولا ارى في ذلك مشكلة كبيرة فهو لم ينتحل قانون النسبية لانشتاين او قصائد الدكتور المعز عمر بخيت.
ان انتحال اعمال اشخاص ونسبتها لانفسنا تظل محدودة الاثر فلا يتأثر بها غيرصاحب العمل وقد لا يتأثر ( هذا لا يعني اطلاقاً اني اقر بذلك بل وارفضه تماماً) ولكن يبدوا لي في هذة الحالة ان القيمه الادبية والمعرفية لم تتأثر كثيراً بتزوير اسم صاحبها.
ولكن الكارثة الاعظم في الانتحال عندما ننسب اقوال واعمال من نسج خيالنا لاشخاص آخرين كالرسول صلى الله عليه وسلم وصحابته او الفقهاء على مر العصور بما فيها العصر الحالي ( كم مرة كذب الشيخ القرضاوي فتاوي نسبت الية؟ )

الاهم في تقديري ومن منظوري لهذه القضية هو مقدرة اصمعي هذا الزمان الاستاذ عادل عبد العاطي ومن حذا حذوه على تشريح الخطاب الجديد وتقصي مصادرة
ان قدرة الاستاذ عادل عبدالعاطي على تقصي مصادر الشيخ بدرالدين تفتح امامنا امكانيات كبيرة لتقصي 14 قرن من المدونات الاسلامية لتحري مصداقيتها ثم اعادة انتاجها في اطارها التاريخي والمعرفي الصحيح وتجريدها من كثير من اسبال القدسية التي البستها على مدى قرون من الاستبداد والاستهبال حتى لم يعد بالامكان التعرف على حقيقتها.

حضور ومتابعــة