مصر.. يا أخت بلادي.. يا شقيقة

مصر.. يا أخت بلادي.. يا شقيقة


12-05-2010, 10:40 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=310&msg=1291585253&rn=1


Post: #1
Title: مصر.. يا أخت بلادي.. يا شقيقة
Author: صلاح غريبة
Date: 12-05-2010, 10:40 PM
Parent: #0

مصر.. يا أخت بلادي.. يا شقيقة
مؤمن الغالي



مصر يا أخت بلادي يا شقيقة يا رياضاً عذبة النبع وريقة.. يا حقيقة.. مصر يا أم جمال أم صابر.. ملء روحي أنت يا أخت بلادي سوف نجتث من الوادي الأعادي.. فقد مدت لنا الأيدي الصديقة.. ويا لبهاء تلك الأيام.. وأين أنت يا تاج السر الحسن.. ونضّر الله ذاك الزمن البديع.. ويا لها من لحظات.. يشق فيها الضياء عتمة الليل.. تنهض الشمس لتمزق أستار الظلام.. والأمة العربية تنام في إهمال.. والتاريخ.. يستيقظ في جسارة وإنتباه.. وقبل أن تتسلل أشعة الضياء تشق المجنزرات.. الأسفلت.. تتهاوى.. القصور الملكية.. على رأس الاستعمار الساكن في حجراتها.. ويشمخ الحد الفاصل بين الجد واللعب.. وكانت ليالي الميلاد.. والانتصار والكبرياء.. و«يوليو» تنحدر من رحم الشعب المصري المتدثر.. بجلباب التاريخ.. تنطوي.. أبشع صفحة.. شمال وادي النيل.. الفضاء يحتشد.. برايات النبوءات الجريئة.. وهي ترقص مع دفقات الريح.. والسماء تزينه كواكب.. وأفلاك ونجوم زواهر والشعار الخالد.. أرفع رأسك يا أخي.. وتنتعش الصدور.. بعطر الأمل البهيج.. وتعود الابتسامة إلى ابن البلد.. الذي ضاع منه البلد فما عاد ابن بلد.. إلا على ظهور الدبابات.. وسلاح الفرسان.. ويطل العيد.. وتنفجر سماء الدنيا.. بالمصابيح.. ومصر.. تشمخ منارة.. في أرض الأمة العربية.. نظلم يوليو كثيراً.. إن كتبنا.. بمداد من نور.. أو بأطراف أسنة وخناجر.. فيوض عطائها للشعب المصري.. لن نتحدث عن مجانية التعليم.. ورفاهية.. العلاج.. وعودة الأصول.. والأراضي.. والأموال.. والشركات إلى المواطن المصري.. لن نتحدث عن السد العالي.. ولا مصانع.. الصلب والحديد.. في حلوان.. لا ولا عن الألمونيوم.. في نجع حمادي.. ولا تلك الأبواب.. المشرعة.. أمام.. الفقراء والفلاحين.. وهي التي كانت حكراً مطلقاً.. للباشوات.. ووحوش الإقطاع.. لن نكتب حرفاً واحداً.. عن كل ذلك.. فقد تمددت وفاض طوفان ثورة يوليو حتى أحال يباب.. الأمة العربية قاطبة إلى مروج رياحين وخضرة.. لله درك يا مصر!!.. وأنتم تؤثرون على أنفسكم وبكم خصاصة.. وأنتم تجودون بالدم.. والأشلاء.. والشهداء.. دفاعاً.. عن معارك الأمة العربية.. ونيابة عن كل الأمة العربية.. وأنتم حصن وحضن وملاذ للثوار.. والأبطال.. لله درك يا مصر!!.. وبصماتك.. مخضوبة بالدم على أي ديباجة علم يرفرف عالياً.. في العواصم العربية.. من الأطلنطي وحتى الخليج الفارسي.. نعم هذه هي مصر.. يوليو.. وهي تحمل في جسارة وبسالة.. هموم.. وأحمال.. وأثقال الأمة العربية.. والأفريقية.. كانت الملجأ والملاذ.. لـ«بولين لوممبا».. من قلعة صلاح الدين.. انطلقت فيالق المحاربين.. إلى الجبلين وربى «وهران».. روت دماء أبنائها.. رمال جنوب جزيرة العرب.. وهي تساند.. الجمهورية.. التي أطاحت.. بحكم القرون الوسطى.. في «صنعاء».. ودلوني على قافلة واحدة.. من قوافل التحرر الوطني.. لم تمر بالقاهرة.. حاربت في جسارة.. وسالمت في نبل وعقل الفرسان.. والشجعان.. تتدلى من جيدها.. أفخر الأوسمة.. ويزين صدرها.. بهاء القلائد.. نزفت جداول من دماء أبطالها.. في 67.. دفاعاً.. عن فلسطين.. ثم جادت بأغلى أبنائها في ملحمة العبور.. وها هي اليوم.. الشقيق المؤتمن.. والأخ الكبير.. الذي ترتاح.. وينام على صدره أبناء العروبة عند المحن والإحن.. ورغم كل.. هؤلاء الشهداء.. ورغم كل تلك البحار من الدماء.. ورغم فداحة التضحية.. برفاهية شعبها.. وقوت شعبها.. ما زال.. الهتيفة.. والأرزقية.. وملوك السباب والبذاءة.. أباطرة الشتائم.. يملأون فضاء الأمة العربية بساقط القول.. ومن حجراتهم المترفة.. وقصورهم الشاهقة.. في العواصم الغربية المغسولة بالترف الأسطوري.. يزعقون.. ويشتمون.. ويلعنون مصر.. وكيف أنها تخلّت عن السلاح والكفاح.. وكأنهم في قلب المعركة.. وكأن مصر.. لم تدفع وحدها.. فاتورة المعارك.. والملاحم.. وهؤلاء.. لا نعيرهم إلتفاتة.. فهم يزايدون باسم العروبة.. ويربحون بنضال.. الكلمات و«المكرفونات».. ولكن الذي يحزننا حقاً.. هو تلك الأصوات المبحوحة.. بل هي في فحيح الأفاعي.. وهي تكيل السباب لثورة يوليو.. وأيضاً.. هؤلاء.. نجد عذراً لهم.. فهم من بقايا الإقطاع.. ومن فلول.. دولة الباشوات.. التي سحقتها.. جنازير دبابات يوليو.. المنتصرة.. وعاشت.. مصر.. ترياقاً مضاداً للهزيمة.

نقلا عن اخر لحظة

Post: #2
Title: Re: مصر.. يا أخت بلادي.. يا شقيقة
Author: صلاح غريبة
Date: 12-06-2010, 00:29 AM

فوق