الْبلدُ الَّذي لم تغطِّهِ الْحِشْمةُ، يَتفرَّسُ في عَوْراتٍ أُخرى ليُنسى عُريَّه ..!!
19/
أجسادٌ مهلهلةٌ بالآمالِ ارتمتْ في الْعراءِ، فدثَّرها بالْمرارِ والْهوهوة..!!
20/
لن أحملَ بلدًا عَبَّأتْهُ الْوَضَاعةُ في عينيّ ، لأنّي أحتاجهما كي لا أراه..!!
21/
فخّخْنَا أرواحَنا بالاحتمالاتِ، فلما انبعجَ الصّباحُ من أُتونِ اللَّيلِ.. ألفينا الْجِراحَ ترزحُ تحتَ وَطأةِ التَّكبيل.. أمسينا في حِلٍّ من الْجوارِحِ، نأوي النُّفوقَ في الْعين..!!
22/
الزُّهدُ حالةُ يَباسٍ إنسانيّ ، حين لا يبقى في الْكونِ : ثَمَّةُ بابٌ يُفضي للْهُطول..!!
23/
كالَتِ الْعتمةُ للضُّوءِ، ما تيسَّرَ من رُؤى.. فانكسرَ حتّى في تمامِهِ الْمُؤجَّل..!!
24/
أعْشَقُ الضُّوءَ ، لكنّي لا أراه .. لأنَّ الصَّمتَ تَكَفَّلَ بإكمالِ خطواتي إلى الْملاذِ الأخيرِ للْعصافيرِ الَّتي تزدرِدُ الْكلامَ على عَجَل..!!
25/
هنا تمامًا، تسْقُطُ مدينةٌ أُخرى .. ويستيقظُ التَّاريخُ من مَوْتِهِ الْكثيرِ ، أسفلَ سيفٍ مغروزٍ في ظهرِهِ ..!!
26/
يا أيُّها الطِّفلُ الْواقِفُ في شرايينِ الْكِتابةِ ويَختبيءُ بين عينيكَ ارتعاشُ الضُّوءِ اللائذِ بلُجَّةِ الْكآبةِ.. تَشَرَّدَ اللَّيلُ لمّا انتفضتِ الأشجانُ وأبدَتْ للْوَرى مَدارَ الدَّمع ..!!
شكراً مُعتدلاً لا عوج فيه، يهرول حثيثاً إلى حيث أنامل العارف صاحبنا الدسم اللذيذ (محمد زين الشفيع) وذلك لأنه عدّل (كعوجة) حرفي وجعله يُفهم... واعتذاراً ناضجاً للمُهدى إليه السفر لأنه بعثه من وهاد صمته المبين إلى سدة (النَّاقِد المُبْدِع) مكان الألق الدءوب والبحث المستنير في فيافي الأحداث والأقوال، ذا لأني جئت وبعثت السفر هنا، لا لشيء سوى ألا أزيد عليه الرهق بأن يكون الحرف كما أود، لأني رأيت في نشره له جهداً لأن يكون مثل ما أسطر (من حيث الألوان والتوزيع على السطر) لكنما شاب ذلك بعض الانفلاتات غير المقصودة، فآثرت ألا أضيف عليه من الأعباء ما هو أصلاً منغمساً في خضمها... ألا يكفيك صاحبي الكم الذي بعثته إليك منذ هنيهة (تجريب الاقتراب...) فعذراً عذراً منك... محبات لا تفتر لكليكما ولي وجع الملاواة والحرف فلا ألقى ما يكفي فأعتدل مجدداً وأقول..
أيُّ أوقاتٍ قضينا.. في تجاعيدِ الزّمن. مثل طيفٍ شارِدٍ، لخيالٍ يتثنى، في تجاويفِ الوطن. وامتطينا سهونا المشبوبِ، عن شجنِ المدائن. وارتوينا من ضلالاتِ المعاني، وروينا للقمرِ ما اهتدينا إليهِ، في برِّ الهوى.. فاسقني خمرَ النشيدِ، وتعالَ بالصوتِ سرِّب لحقولِ القلبِ، تطريباً وفن. يا رفيقاً يَرفقُ الألوانَ للمعنى الكذوبِ.. يمسحُ الأحزانَ عن وجهِ الغروبِ.. ها هُنا في الليلِ تضطرمُ الجراح، تتهادى في سماءٍ تمزجُ بالماءِ دمها، حدّ النواح.. فهل لنا يا رفيقي من شرودٍ مُتقنٍ، عن سحابٍ مُثخنٍ بالشجنِ.. يصبو، ويصبُّ ... يتسامى..!! هل لنا في هذه الأرضِ الملولِ، من تضاريسٍ تحنُّ إلينا، مثلما تجتاحُ أشواقٌ وريداً للزهورِ.. مثلما أُمٍ تباركُ نبتَها في الغيابِ أو الحضورِ.. مثلما يلقى المُعنى طيفَ محبوبٍ بعيدٍ، تسربّل بالثبورِ.. يا رفيقي أننا نستلُّ من صخبِ المكانِ: دفوفنا والنّار.. أننا زغبٌ لهذي الأرضِ مهما تسلقنا عُمرُ المسار.. أصلٌ وفصلٌ واقتدار.. أننا (كوشرثيا*) الوطن المدار.. (قلب أفريقيا) ونبضُ الكونِ، والأسدُ الهصورِ.. رُغم أنا يا رفيقي من جيلِ التضارُبِ والتضاد.. استوى في النفسِ من هذا الثرى الاقتراب والابتعاد.. حيث بتنا نقتاتُ في السهوِ الجماد.. لكنا يا رفيقي يشكمُ الرُّوحَ فينا شجرُ السُّهاد.. فيا رفيقي من أضاء لدربِهِ دون سِواه وقع.. لا يضيءُ الشمعُ درباً يتيماً وإن تهندمَ بالورع.. يتلاشى في الانصهارِ مِنا كُلُّ الوجع.. يا رفيقي أنني أشتاقُ للشغبِ الوديعِ بين (جنباتِ) المدار.. حينما لا شيء يشغلُ الرُّوحَ غير اللعبِ الكثيرِ و(الهظار).. في قُرىً قد عافها الخُبثُ واتكأ مبسوطاً على انبساطِ النفسِ فيها، ضوءُ النّهار.. لا ليل يفتلُ والأُنسِ مُشتعِلٍ في بيوتِ الحي احتضار.. ينسابُ من قسماتِها للأنغامِ معنىً.. ونشيدُ الغِبطةِ البِكرِ لغيرِ سماحِها أبداً لا يُثار.. وردةٌ نشوانةٌ تتشابى الأوراقُ لعناقِها، وتمدُّها الجذورُ بالأريجِ والإقبالِ والإبهار.. فللثغرِ منها قُبلةً، وللهمسِ في عينيها مُهج الكلامِ والأوتار..
18/10/2010م
* الكوشرثيا مصطلح اشتقه الكاتب الشاعر (محسن خالد) ليفتش في ظله عما نحته الأقدمين.. ويعرفه بأنه: "مصطلحٌ اصطنعتُه من واقع الأبنية القائمة لحضارتنا السودانية ثم ثقافاتها وأساساتهما الماديَّة والمعنوية معاً. لأجل أن تكون رقعة هذا المصطلح التي يقوم فيها ويغطيها، أوسع من رقعة مصطلح الفولكلور بتعريفاته الحالية، التي تُرَكِّز في جوهرها على الفنون القولية Verbal Arts. ويتكوَّن هذا المصطلح من مفردتي "كوش" للدلالة على الحضارة الكوشية، و"إرث" للدلالة على الحضارة الإسلاميَّة والعربيَّة".
11-27-2010, 09:19 AM
عمر عبد الله فضل المولى
عمر عبد الله فضل المولى
تاريخ التسجيل: 04-13-2009
مجموع المشاركات: 12113
يا أمير دي ذكرتني بنكتة أستاذ لغة عربية ركب حافة ولمن نزل قال للكمساري:" يا أيها الكُمسارييي إني أعطيتُكَ خمسون جنيهاً، فاعطنييي الباقييي" الكمساري قال ليهو:" صدق الله العظيم" لوول
العزيز بلة والله سوري لو جلبطنا ليك بوستك دا من غير قصد، بس يا أخوي نحن عربينا تعبان شوية، ولك التجلة والاحترام على ما خطاه يراعك على الرغم من إني ما فهمتا حاجة.
النذير ما تباري كلام أمير مصطفى دا وحاتك بودرك عينك عينك
يا سيدي المهم هو أن نكتب ما بنا فلا يقتلنا وأن نهديه لمن نحب وعسى أن يليق
ووحاتك يا النذير إن جينا للشرح حنتعب ونتعبك معانا
تعرف خذ الكتابة كما هي ولا تحاول معاضلتها فما أن تبدأ في الشرح حتى يفر القليل القليل مما استوعبت وما يقتل الشعر إلا الشرح وإنما ترى النقاد يحومون حول المعنى لكنهم أبداً لا يمسكونه بذاته فالمعنى أبداً في بطن الشاعر أو كما يقال
وظني أن لحظة التدوين عصية على الاستعادة فبالتالي عصي هو الشرح
محبتي وامتناني على عبورك
11-27-2010, 06:24 PM
بله محمد الفاضل
بله محمد الفاضل
تاريخ التسجيل: 11-27-2007
مجموع المشاركات: 8617
ما كنت اظنني ساقرأ في هذا المنبر كتابة - حتى طالعت هذا البوست - بطريقة ما يسمى بـ الصعب الممتنع ان مثل هذه الكتابة يا بلة لا تحتمل الا افتراضان : اما ان اوانها قد انقضى , او هو لم ياتي حتي الان حينها اكثر ما سافعله الان هو انتظاري تعقيب محسن خالد , لحظتها لكل حادثة حديث بيد ان الظاهر هذه الكتابة تعثر ميلادها وشق علي القلم فتباعد مخاضها
ـ
11-27-2010, 07:21 PM
اساسي
اساسي
تاريخ التسجيل: 07-20-2002
مجموع المشاركات: 16468
سلامات يااساسي عجبتني شديد بتعليقك اعلاه هي كلمات بنفس الحروف .. بس النكهة مختلفة وكأني بالكاتب يستنقي من شيخنا ابن عربي قوله "الحروف أمم" ما أعجب لغتنا الجميلة حين تبهرنا بنسقها ونظامها وبيانها سأل العباس النبيّ صلى الله عليه وسلّم:"ما الجمال في الرجل يا رسول الله؟ قال صلى الله عليه وسلّم :اللسان" جمل الله لسان صاحب هذا البوست
ليس عِندي أدنى شكٍّ في أني قد أحدثتُ أمراً يستوجبُ محادثة كهذه... يدخل في تلافيف الأسلاك صوتُهُ ويجوسُ في الحنايا على مهلٍ.. على مهلٍ حامِلاً البشارات للروح واحدة إثر أخرى، ففي هذا اليوم المُسيج بالتأمل في ملكوت الله، في أشياء متناثرة هنا وهناك، في عافيةٍ تتداعى كلما مس الجسم طائفٌ من داء، في أعمالٍ تتراكم تتراكم كأنه لا ينجز منها البتة... في هذا اليوم جاءتني كخير ختام للشهر الأول من يوميات التائه:
عاتب عليك ...
عاتب عليك بعد المشاوير في هواك بعد البذلتو عشان رضاك ترجع هواجسك وتنتصر لي نظرة الشك في عينيك عاتب عليك *** كلّ المراكب في دماي مفتوح شراعَا على دِماك هدهدت نبضك بالغنا فليتو من هوج الرياح لكن تعبت من السفر ما الشك مسوّر ساحليك عاتب عليك *** الكلام منك مخارز في الحشا تنتاشني زي وخز الإبر أتجاوز الآلام .. وأقول .. باكر حتعرف أني عنوان الوفا وإني في ليلا القمر لكنو باكرك زي أمس حاضن قميرتو .. ومرتجيك عاتب عليك *** لو مرة جاوزتي السياج تاوقت من خلف الرتاج كان شفتي قلبي كما هو ماثل محبة.. وبين إيديك عاتب عليك *** القلب مفتوح لم يزل رغم الجراح رغم العلل مفتاحو مصكوك بالأمل بس كيف تشوفي مع الغيوم نبضو اللي خارج منو ليك عاتب عليك
غمرني بها صوت من سطرها: الطيب برير يوسف
ولا أضيف شيئاً... وهل بعد ذلك ما يضاف..!!
11-28-2010, 09:57 AM
بله محمد الفاضل
بله محمد الفاضل
تاريخ التسجيل: 11-27-2007
مجموع المشاركات: 8617
أرى دائماً بأنه لا يفوت الأوان على شيءٍ إن تبقى من الوقت وقتٌ بمقدورنا خلاله تغيير كل ما يجعلنا نقول بأننا استثمرنا ما تبقى من وقتٍ في إدراك ما كان يتوجب معالجته منذ مدة طويلة..
قلتُ بذلك حين أمسكتُ بين أصابعي ولمستُ بالنظرِ كم الخطوات المتخذة (على عدم تناسبها والمطمح في إيصالها أقصى ما يمكن) لعدم حدوث الانفصال بين الجنوب والشمال، ذلك الانفصال غير المقبول على كافة أوجه التفكير المجازي والواقعي..
ثم أن ذلك كله –إن قدر له الخروج بالوحدة- سيصب في قلب سودان جديد أنقلب من التفسخ والتشرذم والعصبية إلى سودان ينبض بنبض أبنائه وبناته في كل حدوده الجغرافية ولا يتواءم فقط وتخم الجهوية الضيقة، وإلا فالعكس..
أنما السودان للسودانيين قاطبة وإنما أهل الحكم –كما ينبغي ذلك- هم صوت السودانيين لا صوت التسلط والاستبداد والأنا..
كُلُّ ذلك أججه شِعرٌ مُقدسٌ يغرفُ من إناء الحاصِلِ ليصب في دائرةِ الانتباهِ ويفتحُ مغاليقَ الرؤى في أمرِ الانفصالِ وفق أطره الضيقة التي لا تحيد عن ذات ما سلف الإشارة إليه من ضيقٍ يشمل الأفق والوقت..
انفصال – الطيب برير يوسف
راقبتها.. قامت تشخبط في المسافة البيني بينا، وتمحى بخطوة ضجر: أيام مضن.. *** مرقت من الجوف حسرتا، سكين تقطع في الحبال الواصلة.. لا عِرفت حذر، لا حاسبة للحاصل تمن.. *** حذرتها.. رشيت على الغضب الفتق: زخة صبر.. ضايرت كل القول جواي، في الصمت دسيت الغبن.. *** أغريتا بي نص القلب، كل القلب.. عرضتها الدم والوشائج والسحن، لكنها.. فاتتني ساي، تكلت على حيطة الأسف: بقجة خطر.. حسرة ومواجع وتل مِحن.. *** من جِنها أغراها برقاً قام صعيد، الرعد ناداها ورطن.. *** خائف عليها من السفر، لكن قدر.. تمشي وتفوت خطواتي في السافِل مشن.. 10/7/2010م
11-28-2010, 09:36 AM
بله محمد الفاضل
بله محمد الفاضل
تاريخ التسجيل: 11-27-2007
مجموع المشاركات: 8617
السهل الممتنع قد يسهل هضمها لإمكانية التأويل والتوغل في التفاصيل والتفاصيل المجاورة المحمولة خلف الحروف... لكن أن يكون صعباً وممتنعاً فإنه بلا شك سيكون (مُصمتاً مُعتماً ومُغلقاً لا يمنح مفاتيحه لأحد)..
والكتابة تتأرجح بين الافتراضين دائماً ما مضى وما هو آت بعين ترنو في الآن ذا إن كنت في مدار ما عنيت
ولمحسن رده في (الناقد المبدع) وأظنه لم يشف غليلي فإني معك من المنتظرين
يا صديقي العزيز يعج المنبر -بسم الله ماشاء الله- بالأقلام التي تجعله منيراً وذاخراً بالجمال ولعلي من الذين يخصمون منه بحروفي الرثة هذه لكنما لنا أجر المحاولة أقله فبالله عليك لا ترصني بين القامات
محبتي وانتظاري لما تعلم
12-01-2010, 09:09 AM
بله محمد الفاضل
بله محمد الفاضل
تاريخ التسجيل: 11-27-2007
مجموع المشاركات: 8617
يتمترسُ في الساحةِ أسدٌ، والذاهِبون إلى الرقصةِ، يتفرقون بين نخلة وسراب.. ومن أسفلِ التراتيلِ، يقفزُ نغمٌ غاصٌ بالوجدِ.. يتجولُ في مخيلةِ النشيدِ المعقوفِ، عن حُرقةِ النافِذة.. وليس من طريقٍ يرسمهُ النورُ في ثنايا خيالٍ مشرئبٍ، فتعبرُ عباراتٌ منضدةٌ إلى وترِ المقام..!!
هل ترديتُ إلى تكديسِ الوردِ، ألقيتُ بالشذى في حُلةِ الرِّيحِ، جأرتُ بالشكوى من تسكُعِ الأوتادِ تحت المطرِ، كي لا أدري عن بقايا حُلمٍ يتكئُ على أصابِعِ الموتى، ويتحللُ من بقايا الأسى الملحاحِ، يعزفُ نشوتَهُ في العراءِ، ويتعظُ بحِدةِ الملام..!!
هنا تتخلى الأوراقُ عن عذوبتِها، فارِدةً للتشكُلِ شكّها، ويمشي بين الأنامِ شيءٌ من شغبٍ، لا يئن من الونى، ولا يغشاه شدٌّ للوعدِ الأخيرِ، في مداراتِ النضوب.. هنا تنفتحُ الهشاشاتُ، على أشُدّهِ يغرقُ الراقِصُ في لُجةِ الفوضى، ليُرتِبَ بعينيهِ الارتباكَ، فيما فراشةٌ زرقاءُ توزعُ بلا منٍّ، سِّرَّ لونِها.. بين الفضاءِ والماءِ، وتقعدُ في حيرةٍ من الوردِ الذي يشربُ ضحكتَها، ويُباركُ انسيابها في برزخِ الأوهام..!!
النهرُ حصانةُ الرُّوحِ من المِلحِ، ضحكةُ الموتى في بردِ الخديعةِ، أسئلةٌ تكترثُ بالمعنى الممتد، في قراطيسِ التقهقرِ إلى أوقاتِ التشكُلِ، ضمن شريطِ الذِكرى الذي لا يبِح جسدهُ، لمُلامساتِ المِدادِ الدءوبِ.. هِباتُ الليلِ، فيضاً من الأُجاجِ.. تمسحُ زفراتَ الغريقِ في وحدتِهِ، وذاك الذي كانه، يرقصُ في رؤى الاحتدام..!!
أُعرِجُ على هذا مُتحسِّراً، في قلقِ التمدُّدِ بينه، وأكونُ كما اتصفت أهدابُ المرايا، عند ترصيصِ الوردِ، مُتصِفاً بالعزوفِ عن النظرِ، إلى داخِلِ المرام..!!
26/9/2010م
12-01-2010, 09:18 AM
بله محمد الفاضل
بله محمد الفاضل
تاريخ التسجيل: 11-27-2007
مجموع المشاركات: 8617
يتهادى الصوتُ في غسقِ المسافةِ، ناقِلاً هشَّ النشيدِ.. كأن دانيةُ الرّواحِ تشدُّ في شجرِ التأوهِ: تيهَهُ الأقصى، وتجتذبُ الدوار. كأن أُغنيةٌ مضمدةٌ بمغزى الارتطامِ، تشقُّ قلبَ الأمسياتِ بالجزعِ الوشيكِ، تشجُ صدرَ الانتظار. إني بقاعِ الأمنياتِ أناوشُ النهرَ المهيبَ: ضجتَهُ.. واستلُ النّهار. وصلتُ الآن للوقتِ الذي تمتدُ فيه يدُ اليبابِ، تدقُ بابَ القلبِ بالضحِكِ المدوزنِ، وتنهلُ من جسدي النضار. وصلتُ الآن مُزدهِراً بصمتي والأناشيدِ الطِوووووووووووووووالِ.. بحفنةٍ من كيف يقترنُ المدارُ بالجدبِ، والاختمار. وكيف في حالِ احتمالِ الزيفِ والتسويفِ، والمكرِ والقهرِ . . . يضطربُ المسار. ألا ليت المرافئ إن تشيخَ، تشفُّ عن حُجبِ القرار. دانٍ إلى قلبي وضوحُ النّارِ، في شجنٍ.. كما آيِّ الغبار. هذا هُدىً فتان يا وقت الحصى، أحصيتُ في ليلي المدى، وليلي قد أغار بحُرقةٍ، على تفاصيلِ الجِدار.
2/
ولأني من صلصالِ هذا الوطن المرتبك.. أُقدسُ عُزلتي، وأحرصُ على إخفائها من البراغيثِ والشحوبِ. أصحو /كُلّ إفلاتٍ من الحتفِ/ بذاتِ الملامِحِ التي ترجُ وجهي والندوبِ. أكتسحُ الطُرقاتَ راجِلاً بعد دسِّ نظرةٍ بلا معنىً، لأربعةٍ يغطون في الكوابيسِ، خارجين من سهرٍ رتيبٍ بين جدرانِ المنزلِ المعطوبِ.
3/
ولأني لا أحسن الانبطاح عند قدمي قائدٍ أو تابِعٍ أو مومسٍ ترتبُ أهوالَ هذا الوطن.. أقدسُ بؤسي، وأقدسُ أني لم/ن أكُن كما أردتُ.. تائهاً في الأرضِ مثل قطراتِ المطرِ، مُتبخِراً أو متبختراً في الفضاءِ، مُنسكباً كما العدمِ في العدم. ولأني أضجُ بالنزقِ غمستُ وجهي في أتونِ الفضائلِ، أسحقُ كُلّ وهلةٍ دمي.. وأحرقُ على مرأىً من نشيجي هلاويسَ العلم. ولأني من مدينةٍ تنامُ على الضيمِ وتصحو على الوهم، نعلٌ بنعلٍ أدبُ في هذا الزخم.
4/
ولأني من هذه البلاد التي بلا لون، أحسُّ بالوهنِ يمتصُ شيئاً فشيئاً فولاذَ البدن. أغرقُ في وحدتي صارِخاً للطوقِ، للانعتاقِ من ربِغةِ الزمن.
5/
شارِحاً للريحِ هيئتي.. الصمتَ والنزقَ.. الاضمحلالَ في الهباءِ، الصعود للأرق. حامِلاً زفرةَ التوترِ، أدخلُ في الإيغالِ، كمرآةِ روحٍ للمُستنفرِ، مُرتطِماً بالتشكُلِ، قيدّ أفقٍ أو شفق. ذاهِباً كاحتلابِ الشفةِ لعصيرِ القلبِ، أو كالضحكةِ المُنفجرةِ في العراءِ، تتوددُ لهيئتي، باشتباهٍ في التوردِ والملق.
6/
قصصتُ على الدموعِ التي توهجتْ في الوردِ، لوعتي.. فطارتْ أدمعُ العُشاقِ، تستحثُ أنهري. برزخانِ للأشجانِ، والنّار التي تفرستْ بكُلّ عنفوانِها، سماء مسرحي. النيلُ والظِلالُ، أو وفق صيغ الواقِعِ المُتفلتِ، الهباء والمطر أو الوتر، تجودُ أحرفي.
8/8/2010م
12-01-2010, 09:32 AM
بله محمد الفاضل
بله محمد الفاضل
تاريخ التسجيل: 11-27-2007
مجموع المشاركات: 8617
لا يتوانى الليلُ عن قنصِ الضوءِ، إلا أن يُزمعَ المضي، يتشقَّقُ العبقُ من السحرِ... قبسٌ.. تراتيلٌ من فِجاجِ الرُّوحِ. فجرٌ. لا على الأرضِ... مُحالٌ أن يحلَّ النبضُ من جيدِ النُبُوءاتِ، لو طمحَ البِناءُ، تنتفي خارطةُ المكائدِ والمشارِطِ والمقاصِل.. يتنصّلُ العُمرُ مما يعتمرهُ على جُلبابِ المسافاتِ، يهزّجُ برغباتٍ مُؤتلفاتٍ بالهربِ، تُهدّمُ صرحَ الخطواتِ حاجيَّاتٌ رثّةٌ تكتنفُُ الأفئدةَ.. و ككفيفٍ يعرفهُ الترتيبُ والإغماءُ، تغمرُهُ المساراتُ بالمغائصِِ والدسائسِ والخسائِر.
4)
حين تبالغين في اللامُبالاةِ، تنفُّخين صدرَكِ بالضُمُورِ، تلقينَ على رئةِ المُدنفِ حلمةَ الوُعُودِ ممصوصةٍ حتى النخاعِ... هل بالإمكانِ: دغدغةِ الإغفاءةِ لتتقلّبَ بأسِرَّةِ الأحلامِ عارية، مُواربةِ شياطِ الذاكرةِ، حلبِ الدفءِ باتِجاهِ الضبابِ، إيلاجِ رّكبِ الندى الشحَّ، امتطاءِ صهوةِ الرغبةِ، ائتِلافِ الندم!!!
5)
لو داعبتكِ زوارقُ الصحوِ، ابتهجتِ بخشخشةِ الخُرُوجِ، فتحتِ ريِّقَ اللونِ في وترِ المسارِ، راقصتِ الرضيعَ، منارةً فمنارةً سيضيءُ حُلمُكِ، يستطيل...
ياروح النفس الطالع من بين الشوق واجفانك ياحس النشوة الجوه القاها توري مكانك ويامعنى النبض الغنية البمسح صوت احزانك يازول يافوق للدهشة مافي أبلغ من هذا المقطع الشعري للشاعر السر حامد يعبر عن روعة نصوصك نبداك من وين أخي الشاعر القدير بله بوست واحة تحية لك ولمحسن خالد
(عدل بواسطة هند محمد on 12-01-2010, 10:22 AM) (عدل بواسطة هند محمد on 12-01-2010, 09:11 PM) (عدل بواسطة هند محمد on 12-01-2010, 09:12 PM)
12-01-2010, 10:51 AM
الطيب برير يوسف
الطيب برير يوسف
تاريخ التسجيل: 02-23-2004
مجموع المشاركات: 456
الأخت الفاضلة الشاعرة هند تحية لك ولصاحب البوست يبدو أن هناك لبس في مداخلتك الكريمة نعم أنا صاحب هذا المقام:
Quote: أغريتا بي نص القلب، كل القلب.. عرضتها الدم والوشائج والسحن، لكنها.. فاتتني ساي، تكلت على حيطة الأسف: بقجة خطر.. حسرة ومواجع وتل مِحن.. *** من جِنها أغراها برقاً قام صعيد، الرعد ناداها ورطن..
---------------------------- أما هذا المقام:
Quote: ياروح النفس الطالع من بين الشوق واجفانك ياحس النشوة الجوه القاها توري مكانك ويامعنى النبض الغنية البمسح صوت احزانك يازول يافوق للدهشة
فلست بصاحبه حسب ما فهمته من إشارتك:
Quote: مافي أبلغ من هذا المقطع الشعري للشاعر القدير زميلنا الطيب برير يوسف يعبر عن روعة نصوصك
ولصاحبه - كما لك ولصديقي بلة - كل التقدير والاحترام
العزيز الطيب برير هذا البوستاستوقفني عدة مرات فصاحبه (بلة ) كتاباته مميزة وبه بعض من نفس الصديق محسن خالد ( اعني البوست ) ، لم اكن اتوقع حضورك اليه اذ انك مقل لدرجة البخل وما عهدي باهل الدويم كذلك .... اخر مرة تقابلنا حملتني نسخة من ديوانك والذي كان يعد للطبع ووعدتك بكتابة نقد او رؤية نقدية تماما كما فعلتُ لديوانك من قال ماذا ولكن صديقي شردتني المنافي واجبرتني على التأقلم مع ظروف حيايتية جديدة فلك العنبى والتحية لجميع افراد اسرتك ... شكرا العزيز بلة ان جذبت بكتابتك الشاعر الطيب برير لهذا المنبر ..فلقد فقدت في بوم من الايام الامل في رؤيته هنا ....
الطيب اخوي شوف بريدك الخاص يمكن يكون بريدك ..
اسامة الباز - لندن حاليا مع البرد والتلج والقراة ام دق.
12-02-2010, 11:29 AM
بله محمد الفاضل
بله محمد الفاضل
تاريخ التسجيل: 11-27-2007
مجموع المشاركات: 8617
قرأتُ حين ناديت على (البخيل) فأزداد تمنعاً ولأسبابٍ أعلمها ولا أنكرها عليه وإن اختلفنا حولها...
قرأتُ قراءتك حينها عن (من قال ماذا..) ولأسبابٍ شتى يتلقفني الغياب بين حين وحين.. وصادف ذلك عدم اكتمال (البخلاء...) إذ ذاك الزمان فلم تلق مني تعليقاً -على ما أذكر- على تضامنك وندائي وعلى منحنا الضوء الكاشف الذي جبت به بين خبائا الضوء اللابث...
لصديقنا البرير فتواه -أيضاً- بأمر النشر ولا أعلم مرجعيته (إلى أي حوزة) في ذلك خلا (صنقوره الخاص والمكعوج الذي تعلم) لكنا قد نحمله على إبدال فتاواه بيومٍ ما فأعِني على ذلك ما استطعت...
وأثمن توقفك عالياً بهذا المقام الذي لا زال يرنو إلى إطلالة ممن أُهدي إليه
هذا مع محبتي الأكيدة لك
12-01-2010, 07:23 PM
بله محمد الفاضل
بله محمد الفاضل
تاريخ التسجيل: 11-27-2007
مجموع المشاركات: 8617
شاعرنا بله والله من الصباح بضحك في هذه العواسة الجميلة
وكانت فعلا فرصة نتعرف علي أبداعك استاذنا الطيب برير إنا لله ياخ . قوقلتك ..لقيت قوقل ذاتو اشتكي منك ..ماشاء الله أما أنت ياشاعرنا بله لاتقل ابداع تميز صدقا ولك التحية شكرا للطف وبننظر في طلبكم اعادة دمج الشعير بالزنجبيل هذا ان بقي فيني ركبة انا اكتر من راضية بما آلت الامور يا اخوتي وعلي دروب الود والانسانية والحرف الانيق نلتقي وتاني بقولها حلوة الصدف تم التعديل في سابق مداخلاتي ومعذرة شكرا جميلا
12-04-2010, 06:32 PM
بله محمد الفاضل
بله محمد الفاضل
تاريخ التسجيل: 11-27-2007
مجموع المشاركات: 8617
يا البلّه جيّاب الغلّة كما شكرتك في أماكن كثيرة، على الخاص والعام، أجدّد لك شكري هنا. شجرتني الشواجر، وأنت بها أدرى من غيرك، ولكن وددتُ لو كان في إمكان ظروفي أن أتابع هنا، وأبدي لك بعض الملاحظات، التي قد تفيدك في الذي ما يزال مختبئاً في جوف قلمك من حبر. لكن ياهو الحال. تحياتي لكل من حَيّاني هنا ومن لم يحيِّ، ممتدة عبر الدهور والأمكنة، فارطة السلام والعناق والود.
النذير حجازي، يا راجل كيفك وكيف حال الوليدات!؟ أريتكم كلكم طيبين. {يا أيها الكُمسارييي إني أعطيتُكَ خمسون جنيهاً، فاعطنييي الباقييي"}، النذير. يا أخوي دا أستاذ العربي وألا التربية البدنية دا
يا راني تحيّات طيبة وودودة وما لنا في المشاهدة من نصيب، وأرجو أن تغفرها لنا ولسوء الأحوال لكن ياخي إنت ما قدامك المسنجر الداخلي دا، مالك ما نهرتني فيه برسالة؟ هوبببا كدا، وستجدنا إن شاء الله من المبتهجين بك. إن شاء الله تتنيها ونتلاقى. كن بألف خير
12-22-2010, 08:27 AM
بله محمد الفاضل
بله محمد الفاضل
تاريخ التسجيل: 11-27-2007
مجموع المشاركات: 8617
إنَّها من مباهج القلب عزيزي الشاعر الطيب برير، أن تكون هنا، يا رجل عَمّر لنا بوستاً بالشعر كي نأتي ونحتفل، ونعمّره بالذي يعيد لنا تلك الأيام التي سلفت. فيم الانقطاعة يا عزيزي، أمنياتي أن تكون بخير، ويكون دهرك رحيم وثري. لا أنسى أبداً، ما حييتُ، تلك الأمسيات الرائعة والفريدة، بالنشيشيبة، التي لطالما جدتما بها علينا أنت وعز العرب، أرجو أن يكون الرجل بخير، ولسّاه في لجج من الكتابة عظيمة. ياخي ليك وحشة، وليتك لا تنقطع عنّا وتبرنا بحسن ما تكتب دوماً، ولك أشرق ما في المودَّة من نهار
12-21-2010, 05:41 PM
بله محمد الفاضل
بله محمد الفاضل
تاريخ التسجيل: 11-27-2007
مجموع المشاركات: 8617
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة