ثلاثة محطات : ( أنا و خطيبتي و المنعطَف ) : أفتوني في أمري

إليك يا صديقي العزيز .. فربما قيض الله لك مخرجا :

باب الولوج :
عجيب أمره هذا القدر ، و لله في خلقه شئون و شئون.
سألت أمي ذات مزاج رائق :
كيف تزوجك أبي ؟
و لأن السؤال فاجأها فقد صمتتْ برهة ثم قالت :
زي ما إتزوجوا النسوان كلهن
و بإلحاح سألتها : أنا عاوز أعرف إنت أبوي أتزوجك كيف؟ يعني قابلك وين ؟ و قبل الزواج قعدت معاه .. و كدة يعني.
قالت و هي تنفجر ضاحكة : و الله ما شفتو إلا يوم قطع الرحط و هو يتاوق من طرف السباتة.
( هذه الونسة مع أمي ، ترتبط بحبل سري مع المنعطف )
أعود لمقولتي أعلاه .. ( لله في خلقه شئون )
و أرجو أن تتمعنوا في حيثيات ما يلي ثم هاتوا ما ترونه فالأمر فوق الإحتمال.

المحطة الأولى : ( اللقيا و إرهاصات مسيرة الحلم )

قلت و قالت :
- أحبك بجنون
- أحبكَ بكامل قواي العقلية
- أختزل الزمن لأقفز ليوم زفافنا
- أنا سعيدة بك ، و أحمد الله على أن أوقفك في طريقي
- حبنا سيكون جدارا قويا يسند مسيرة زواجنا

إلى هنا ، كنت كمن ملك الدنيا و أنها أتتْني تجرجر قرابها ، و جلسنا سويا نرسم بفرشاة الأمل كل خطواتنا ، حتى إسم طفلنا الأول و طفلتنا

النزول إلى قمة الحكي

المحطة الثانية :

قلت و قالت :
- لونك شاحب. هل هناك ما يكدرك؟
- لا شيء. إنه أمر بسيط
- إتفقنا على تقاسم همومنا . أليس كذلك؟
- لا تشغل بالك إنه شيء لا يذكر
- لا بد أن أعرفه
- إنه عارض صحي لم أكن أحس به من قبل
- ما هو ؟
- مرض يقول عنه الطبيب أنه مرض نادر ، يجعل أطرافي تتورم فجأة ثم ترجع لحالتها الطبيعية.
- لا بد أن له علاج
- للأسف لا علاج له ، بل مسكنات و مهدئات
- هل يجعلك تتألمين ؟
- بشكل غير عادي
- متى يحدث هذا ؟
- عند مزاولتي لأي عمل أو القيام باي جهد

المحطة ما قبل الأخيرة : أوالمنعطف :

قاتل الله الشك.
ذهبتُ للطبيب و سألته ، فأكد لي المعلومة و زودني بإسم المرض.
طيور الهم التي عشعشت في رأسي جعلتْ كل أفراد أسرتي يعلمون بأن وراء الأكمة ما ورائها.
حاصروني بالأسئلة ، و نجحوا في إستخلاص الأمر مني بشق الأنفس.
قال البعض : بسيطة. شوف غيرها.
و آخرون إقترحوا : الصبر طيب، أصبر عليها يمكن تطيب.
و فريق يرى : ياخي حسع الناس بقت تمشي تكشف قبال الزواج عشان يتأكدوا من الإنجاب و إنو مافي أمراض. أحمد ربك إنك عرفت الحكاية دي من بدري. إتخارج يا زول ، حوا والدة.
و صويحباتها يقلن : إنت لو ما وقفت معاها في الحلوة و المرة ، شنو فايدة حبك ليها ؟
و يقول متدين : إختاروا لنطفكم .....
آراء تهوى على رأسي كالمطارق.
أتخيل دموعها عند آخر لقاء ، فأقرر أن أهرع إليها و أستعجل إجراءات الزواج.
ثم تنزلق كلمات الأهل التي تصور حياتي معها بأنها رحلة من العذاب و أنني سأعيش كشخص يرافق مريضة طيلة عمره و أنني سأكون موعودا بأطفال غير أصحاء.
تحاصرني صديقتها : أين وعدك لها بالوقوف معها في السراء و الضراء ؟ أم أن الضراء كانت فقط كلمة لتكملة القافية؟
ينفلت سؤال من عقاله كلما قفزتْ صورتها أمامي : الحب ، هل هو إرتباط جسدي فقط ؟ أم أنه يشمل الروح و الجسد؟

و رغم أن الإجابة معلومة لدي تماما ، إلا أنهاتقف كالغصة في حلقي.

أفتوني في أمري

بعد مواساتي له:
ارى ان الفراق حتمي فاذا تحقق يكون قد فدم اسمى مراتب الحب وهو هنا صنو للايثار.
----------
سلمت ياريس

اخي كمال

تحية كبيرة

ارى ان الفراق حتمي فاذا تحقق يكون قد فدم اسمى مراتب الحب وهو هنا صنو للايثار.

إن حدث الفراق فسيبقى هذا الفراق يقف على مقدمة عقله و قلبه و رحه يؤرقه طيلة حياته
يحيرني امر يا كمال

يقول البعض ان الحب تضحية
فهل لو قام هذا الشاب بالزواج من مخطوبته المريضة ، هل هذه هي التضحية ؟
و أيضاً : يقولون أن الحب ليس إمتلاك ، فهل يكفي أن أحبها دون أتزوجها ؟

أتمنى من القراء المشاركة فالأمر يحتاج إلى تداول لللآراء من أجل هذا الصديق العزيز
مشكور كمال على المرور