أنطولوجيا العالم الآخر

أنطولوجيا العالم الآخر


11-18-2010, 11:36 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=310&msg=1290119793&rn=3


Post: #1
Title: أنطولوجيا العالم الآخر
Author: ود شاموق
Date: 11-18-2010, 11:36 PM
Parent: #0

عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( يُؤْتَى بِالْمَوْتِ كَهَيْئَةِ كَبْشٍ أَمْلَحَ فَيُنَادِي مُنَادٍ يَا أَهْلَ الْجَنَّةِ فَيَشْرَئِبُّونَ وَيَنْظُرُونَ فَيَقُولُ هَلْ تَعْرِفُونَ هَذَا ؟ فَيَقُولُونَ : نَعَمْ ، هَذَا الْمَوْتُ ، وَكُلُّهُمْ قَدْ رَآهُ ، ثُمَّ يُنَادِي يَا أَهْلَ النَّارِ فَيَشْرَئِبُّونَ وَيَنْظُرُونَ فَيَقُولُ هَلْ تَعْرِفُونَ هَذَا ؟ فَيَقُولُونَ : نَعَمْ ، هَذَا الْمَوْتُ ، وَكُلُّهُمْ قَدْ رَآهُ ، فَيُذْبَحُ ، ثُمَّ يَقُولُ : يَا أَهْلَ الْجَنَّةِ خُلُودٌ فَلَا مَوْتَ ، وَيَا أَهْلَ النَّارِ خُلُودٌ فَلَا مَوْتَ ، ثُمَّ قَرَأَ ( وَأَنْذِرْهُمْ يَوْمَ الْحَسْرَةِ إِذْ قُضِيَ الْأَمْرُ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ ) ، وَهَؤُلَاءِ فِي غَفْلَةٍ أَهْلُ الدُّنْيَا ( وَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ ) .

رواه البخاري ( 4453 ) ومسلم ( 2849 ) .

Post: #2
Title: Re: أنطولوجيا العالم الآخر
Author: نايف محمد حامد
Date: 11-18-2010, 11:38 PM
Parent: #1

!

Post: #3
Title: Re: أنطولوجيا العالم الآخر
Author: ود شاموق
Date: 11-18-2010, 11:47 PM
Parent: #1

والانطولوجيا (Ontology) هي علم الوجود، أو علم الماهيات، وهي العلم المختص بتعريف العوالم وتحديدها، ومعرفة العلائق الخفية بين الكائنات. تعتمد الانطولوجيا على النماذج (Models)، فكل كائن في أي الكون، له نموذج يعبر عنه في كل كون آخر. عندما يتعذر توطين كائن ما، في بيئة مغايرة لبيئته الأصلية، فحينها تحتم الضرورة أن نصنع نموذجاً بديلاً للكائن المقصود ليتم إدخاله إلى البيئة المراد اختباره فيها. فالنموذج، هو نسخة من الكائن الأصلي، تخضع لشروط البيئة الجديدة.

Post: #4
Title: Re: أنطولوجيا العالم الآخر
Author: ود شاموق
Date: 11-19-2010, 00:07 AM
Parent: #1

غالبية الأديان لديها تصوراتها للعالم الآخر، في بحثنا هذا، سنعتمد على التصور الإسلامي للعالم الآخر، ليس لشيء سوى الخلفية التي ينطلق منها الباحث، والقدر الكافي من النصوص المتوفرة التي تسمح للكاتب أن يجري بحثه بحده الأدنى.

Post: #5
Title: Re: أنطولوجيا العالم الآخر
Author: Amany Elamin
Date: 11-19-2010, 07:05 AM
Parent: #4

متابعه لصيقه,,

Post: #6
Title: Re: أنطولوجيا العالم الآخر
Author: معاذ الفحل
Date: 11-19-2010, 08:16 AM
Parent: #5

up

Post: #7
Title: Re: أنطولوجيا العالم الآخر
Author: عزاز شامي
Date: 11-19-2010, 11:45 AM
Parent: #1

ود شاموق،،
سلامات وكل عام و انت بخير ...سعيدة بالتداخل معك وأن كرهت نفسي المدخل "الموت"
أرجو أن يشمل بحثك في انطلوجيا الموت الأديان الأخرى لا الاسلام وحده، فالأديان السماوية و غيرها
استندت أو قوت أو أثرت - أيهما أقرب للمعنى - بما تقدمه من تصور لما بعد الموت،
من جنة و نار و إعادة خلق و قيامة و نشور ولم أسمع بدين روّج لفكرة "العدم" بعد الموت
حتى في الأديان التي لا ترتكز على فكرة الألوهية كالبوذية .. حتى البوذية افترضت العدم بعد
ان يصل معتنقها حالة parinirvana وهي الخلود يصلها البوذي بعد مراحل متعددة من تنقية "الكارما"
وهي ما تشير له الديانات السماوية في حياة بعد الموت ويدل عليه الحديث النبوي الذي ابتدرته في أول البوست ...
تكاد تتشابه الاديان في مدخلين: نشأة الكون و الموت، فكل دين يقدم نسخته من اسطورة النشأة و الموت وتتقاطع التصورات
في كثير من الأحيان حتى في الأديان البدائية أو التي تعبد الآله المؤنثة ...

ستختلف صور ما بعد الموت بتعدد الديانات ولكنها تتفق على حقيقة الموت وانه نهاية الحياة
المحسوسة بصفاتنا الانسانية الحالية وبرغم اختلاف تصورها لما بعد الموت،
فجميعها تتفق على فكرة الخلود "هناك"

في انتظارك وأرجو ألا تغيب ...

Post: #8
Title: Re: أنطولوجيا العالم الآخر
Author: jini
Date: 11-19-2010, 11:53 AM
Parent: #7

يلا وتعال يلا
جنى

Post: #9
Title: Re: أنطولوجيا العالم الآخر
Author: ود شاموق
Date: 11-20-2010, 09:53 PM
Parent: #8

الاعزاء نايف، أماني، معاذ، عزاز، وجني،

مسـاء الخير، سأعود إلى هذا البوست، وإلى مداخلاتكم، غـداً صباحاً، فكونوا بخير.

Post: #10
Title: Re: أنطولوجيا العالم الآخر
Author: ود شاموق
Date: 11-21-2010, 11:13 PM
Parent: #7

عزيزتي عزاز،

وكل عام وانتِ بألف خـير،

عارفة، سأقفز معك إلى خلاصة أخـيرة، ثم سأعود بالتدريج إلى المقدمة، والخلاصة الأخيرة هي أن كل ما نراه من أديان ومعتقدات، هي نماذج مختلفة لحقيقة واحدة، تمت صياغة كل واحدة منها لتناسب البيئة الموجهة لها، وبالتالي فإن المسيحية - على سبيل المثال - في محيطها التاريخي والجغرافي هي النموذج المكافئ للبوذية في المحيط المقابل. ولفهم ذلك لابد لنا من خلق نموذج أنطولوجي للمعتقدين بغرض المقارنة، ويمكن فعل بمعرفة الكائنات (Objects) وخصائصها (Properties) والعلاقات التي تربطها ببعضها البعض (Relationships)، والسبب وراء ذلك هو أن الوجود يعتمد على الخصائص والعلاقات، فكل موجود - بالنسبة لمبلغنا من الوعي - يجب أن تكون له خصائص وعلاقات مع الموجودات الأخرى، وفي حالة الاخلال بأحد هذين الشرطين فإن وجود الكائن يصبح محل شك، أما في حالة الإخلال بهما جميعاً، فوجود هذا الكائن يصبح في عداد المستحيلات. وبمقارنة سريعة للكائنات في المسيحية والبوذية سنجد أن الكائنات مكررة، وإن اختلفت أسماؤها، والخصائص نفسها، والعلاقات بينها متشابهة، وكأننا نتحدث عن نموذجين مختلفين لجوهر واحد، رغم بعض الخلافات الشكلية في مسألة الثواب والعقاب، والخلود والعدم، أما في الجوهر، فكلا المعتقدين ينطلقان من فكرة جوهرية واحدة تؤمن بخلود الوعي الإنساني، وعدم قابليته للفناء، وفي هذه النقطة بالذات تلتقي المعتقدات جميعاً، وتفترق في ما عداها من النقاط.

حسناً، رغم ذلك، فإن هناك اختلافاً شكلياً في تصور الخالق، فهو طبقاً للعقيدة البوذية قوة عمياء سلبية ومحايدة لا يشبه بشكل من الأشكال الإله الشرق أوسطي ذو الكاريزما القوية، ذلك الخالق الذي يُضحك ويُبكي، ويُفقر ويُغني، ويمكر وهو خير الماكرين، والحقيقة أن هذه الصفات هي محاولات جادة من (صانع النموذج) لتقريب الفكرة للمتلقين، ولنتفق هنا أن النموذج الأنطولوجي للإله يختلف من بيئة إلى أخرى لاختلاف البشر، وليس لأن الإله نفسه مختلف. ففي البوذية (التي نشأت في شبه القارة الهندية حيث الطبقات الاجتماعية والفصل العنصري والبشر المنبوذين) يحاول النموذج أن يخبرنا أن الخالق هو عادل لدرجة لا تمكنه من الانحياز إلى طرف ضد غيره من الأطراف، لذا فهو أقرب إلى السكون، فلو صعد إلى الأعلى لكان للأعلى ميزة على الأسفل، وذلك يناقض عدالته، ولو نزل إلى السماء الدنيا، لكان في ذلك محاباة للسماء الدنيا، يناقض عدله المطلق، ولو قسم للخلق أرزاقهم، فأعطى ومنع، وشفى وأمرض، وأغنى وأفقر، لاختل ميزان العدالة، إلى الأبد. أما في المسيحية (التي نشأت في مجتمع عبراني بدوي أبوي هرمي التركيب) فالناس متساوون تماماً، أمام الأب، قائد العشيرة، والشيخ الكبير، بالمعنى الحرفي للكلمة، وبالتالي تنتفي الضرورة لوجود إله سلبي، فالإله العبراني إله متحرك، متوازن، يجمع النقيضين لتحقيق العدالة، رحيم وشديد العقاب، فحلمه يساوي غضبه، وجنته تساوي ناره، وإيجابيته تساوي سلبيته، إلخ ... مما يؤدي في نهاية المطاف إلى وصول الأله العبراني لنفس الحالة النفسية المتوازنة التي يعيشها شقيقه الإله البوذي في شبه القارة الهندية.

سـنواصل، وفي الرد القادم سنتحدث عن المساواة بين الأديان، وسأتعرض بالنقد لفكرة الأديان البدائية، والتي تقابلها الأديان المتقدمة / التوحيدية، وكمقدمة للرد الآتي أود الإشارة إلى أن الوثنيين كانوا - ولا زالوا - يعبدون نفس الإله الواحد الذي عبده إبراهيم وإسحاق ويعقوب وإسماعيل وجميع الأنبياء والرسل، ولم يعاني البشر من قلة في الوعي تجعلهم يعبدون حجراً على الإطلاق، ولكنها كانت النماذج (models) التي استخدموها في مرحلة ما من تاريخهم، للتعبير عن الإله الواحد الذي عجزوا عن تنزيله من عوالي السموات إلى أرضهم، فصنعوا له نموذجاً تسكنه روح الإله، وما عبدوه إلا ليقربهم إلى الله زلفى.

Post: #11
Title: Re: أنطولوجيا العالم الآخر
Author: محمد قرشي عباس
Date: 11-22-2010, 00:12 AM
Parent: #10



حتى عودة ..

ملحوظة:
هل قرأت كتاب (دين الإنسان) لفراس السواح ؟؟
تذكرته أنا و أنا أقرأ فقرتك الأخيرة حول الأديان البدائية و المتقدمة ..

مودتي

Post: #13
Title: Re: أنطولوجيا العالم الآخر
Author: ود شاموق
Date: 11-23-2010, 09:23 AM
Parent: #11

عزيزي محمد قرشي عباس،

شكراً على تعليقك الايجابي، وبالنسبة لفراس سـواح فنعم، لقد قرأت كتبه جميعاً، تقريباً، ولو كانت لي سلطة في هذا العالم لأدرجت هذه النفائس والكنوز في المقررات الدراسية لطلبة المدارس.

علاء،

Post: #12
Title: Re: أنطولوجيا العالم الآخر
Author: عزاز شامي
Date: 11-22-2010, 02:31 AM
Parent: #1

ود شاموق، سلامات و شكر جزيل على الرد و في الانتظار ... سيرة الأديان شيقة وبتفتح شبايك ...

اشار الدكتور قرشي لكتاب فراس السواح "دين الانسان" و الحقيقة هو من أثرى الكتب بالعربية في المثولوجيا من مدخل انثربولوجي و تطرق للدين و الطقس و العقيدة بشكل مرتب سلس وغني ... اتفق معك في أن صفة الآلهة و بالتالي الخطاب الديني يعكسان بلد "المنشأ" ولكن ألا ترى بان البشر سواسية في الاساسيات – لا أعلم ما اسميها؟ الروحية؟ إلا تتقاطع معظم الديانات في خوفها من المجهول و القوة الخفية – سمها الشيطان أو غضب الإله ؟ ألا تطمح جلها في رضا الآله سواء كانت نهرا أو شمسا لا تقهر أو ناراً أشعلها المؤمنون بها انفسهم؟ ألا تتشابه قيم الشر و الخير في الأديان؟ فالقتل شر... و السرقة شر ...و الطمع شر ... و البذل خير ... المحبة خير ... العطف خير ... وغيرها من القيم الانسانية في أبسط صورها ؟

أود أن اشير بأن الديانة البوذية غير أولهية و تعتمد في تعاليمها على تعاليم المعلم "بوذا" فهو لم يدع الألوهية ولم يترك بعده أي تعاليم غير ما نقل شفاهة عن من عاصروه من الرهبان ولم يعين أحدا ليخلفه .. هو أقرب للفيلسوف منه للرسل أو الانبياء أو الآلهة ومن الصعب أن تجد له كـ Object نظيرا لو أردت ان تدرس الديانات جميعها بمنهج المقارنة أعلاه، يمكن تطبيقه على الاديان السماوية لاتصالها ببعضها البعض واتفاقها على إله محدد وإن تعددت رسالات رسله ... وسبب توضيحي هو بسط مدخل لمناقشة الفرق بين الدين و الإله ...
ومحاولة الاجابة على سؤال: هل حوجة الانسان للدين أكثر إلحاحا من حوجته إلى إله؟ أم العكس؟
أيهما أهم – أو لنقل، مرضٍ لفضولنا في سبر غور الكون؟
ألا يكتفى البعض بالاعتقاد بوجود آلهة في صورة ما دون اعتناق دين محدد؟
ألا يعتنق البعض "ايديولوجية" ديانة ما دون الارتباط روحيا مع آلهة تلك الديانة؟

البوذية ديانة بلا إله ولكن جوهرها لا يختلف كثيرا عن باقي الأديان في خلق انسان "افضل" و "أنقى" لحياة أخرى ... البوذية لم تحيد الآلهة فقط بل أقصتها تماما، وافترضت انه في حال وجود آله أو أكثر فأنهم غارقون في معاناتهم الخاصة... تعاليم البوذية تدعو للتطهر و حياة الرهبنة، وتحمل الانسان تبعات تصرفاته بالكامل دون الرجوع إلى قوة عظمى تعطي و تمنع ومساحة "التخيير" واسعة جدا تترتب عليها "كارما" بمثابة حكم أخلاقي على خياراته ... فحياة الانسان التالية "بعد الموت" مترتبة على سلوكه في الحياة السابقة، خيرا فخير و شرا فشر و المنبوذ في هذه الدورة من الحياة معاقب على حياة سابقة .... البوذية لا تعتمد على قوة خارقة تملك زمام الأمور، بل الانسان هو إله نفسه بيده خيار تنقيتها من شرور حتمية وشهوات يصارعها خلال حياواته (لا موت ولا فناء بل إعادة خلق reincarnation ) ... زاملت بوذيا في العمل و حدثني كثيرا عن ديناتهم، و أذكر من ضمنها تعاليمهم أو code of conduct وهي نسخة مكررة من الوصايا العشر لموسى وأذكر حينها نقاشنا عن تقاطع الأديان في القيم الأخلاقية وأن البشرية خلال تطور أنماط معيشتها تبينت الخيط الأبيض من الأسود في الخلق القويم و أطّرت الأديان – البدائية أو السماوية - هذه الأخلاقيات وعملت لها tag لعواقب من ثواب و عقاب...

أعتذر على الإطالة و أكرر شكري و عميق امتناني،،،






Post: #14
Title: Re: أنطولوجيا العالم الآخر
Author: عمر عبد الله فضل المولى
Date: 11-23-2010, 03:17 PM
Parent: #12

بوست قيم ومفيد لك التحية الاخ ود شاموق

Post: #15
Title: Re: أنطولوجيا العالم الآخر
Author: نيازي مصطفى
Date: 11-24-2010, 05:49 AM
Parent: #14

بوست جميل جدا ..لكم التحية جميعا ..
اتمنى ان تطلعوا على هذه المحاضرة ومطلوب تعليق علماء المنبر خاصة اهل الفيزياء ..


Post: #17
Title: Re: أنطولوجيا العالم الآخر
Author: ود شاموق
Date: 12-10-2010, 00:30 AM
Parent: #15

عزيزي نيازي، لك الشكر الجزيل على مقطع الفيديو، وعلى كمية المعرفة التي يحتويها، شاكر ومقدر لك، وأعتذر عن التأخير.

Post: #22
Title: Re: أنطولوجيا العالم الآخر
Author: سيف الدين مصطفى كرار
Date: 12-10-2010, 10:33 AM
Parent: #15

شكرا على مقطع الفيديو الممتاز.

Post: #18
Title: Re: أنطولوجيا العالم الآخر
Author: ود شاموق
Date: 12-10-2010, 00:30 AM
Parent: #14

شكراً لك عزيزي عمر، واعتذر عن الغياب الطويل.

Post: #16
Title: Re: أنطولوجيا العالم الآخر
Author: ود شاموق
Date: 11-24-2010, 09:04 AM
Parent: #12

Quote: ومحاولة الاجابة على سؤال: هل حوجة الانسان للدين أكثر إلحاحا من حوجته إلى إله؟ أم العكس؟


عزيزتي عزاز،

لفت انتباهي هذا التساؤل أعـلاه، والذي هو مرتبط مباشرةً بما تناولته أنت سابقاً، عن وجود الإله في البوذية، والحقيقة أن البوذية لا تنكر وجود الخالق، بمعنى أن البوذي مؤمن بوجود قوة ما، هي أصل كل الموجودات، رغم أنها في حقيقتها، قوة سلبية، عمياء، تتماهي معها بقية المخلوقات، فهي متصلة بهم، وفيها يفنى العارفون في خاتمة المطاف، شيء أشبه بالعقل المركزي، المتصل بأطرافه اتصالاً وثيقاً، رغم انفصاله الظاهري عنهم. فالبوذية من هذا المنظـور تعطي تعريفاً جديداً لنظرية "وحدة الوجود" التي قال بها ابن عربي ومن قبله الحسين بن منصور (الحلاج) الذي مات على الصليب وهو يسأل الله أن يغفر لقاتليه.

هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى، فإن مسألة العبادة هي شيء آخر بالنسبة للبوذي، فهـو لا يسجد لهذه القوة العمياء، ولا يركع، ولا يعبدها بالمعنى الشرق أوسطي للعبادة، بل هي علاقة سلبية، فهو لا يحب هذا "الإله" العجيب، ولكنه لا يكرهه، ولا يسأله، ولا يدعوه، ويؤمن أن الإنسان - وحده - قادر على تغيير أقداره، إن أراد! حتى المظاهر التي نراها ونظن أنها نوع من العبادة - بحسب الخلفية التي أتينا منها - فهي لا تعدو عن كونها نوعاً من التأمل والممارسات الروحية التي تساعد المؤمنين في بحثهم عن السـلام الداخلي. وعموماً، فإن البوذية ليست مدرسة واحـدة، بل مدارس متعددة، تختلف من بلد إلى آخر، بحسب التفاسير المختلفة لتركة المعلم، والاختلاف بين مدارسها كبير، وهذا يعيدنا إلى مسألة النموذج، وكيف يتغير هذا النموذج من بيئة إلى أخرى، حتى داخل أروقة الديانة الواحدة. لذا فإنني أعتقد أن وجود الإله مرتبط بوجود الدين، أما عبادة هذا الإله، فربما لا تكون شرطاً على الدوام.

سأعـود فيما بعد، للحديث عن المساواة بين الأديان، ومن ثم للموضوع الرئيسي لهذا البوسـت، أنطولوجيا العالم الآخـر، لاحقاً .

Post: #19
Title: Re: أنطولوجيا العالم الآخر
Author: ود شاموق
Date: 12-10-2010, 00:31 AM
Parent: #16

العرش !

Post: #20
Title: Re: أنطولوجيا العالم الآخر
Author: ود شاموق
Date: 12-10-2010, 00:35 AM
Parent: #19

يقول الله تعالى في الآية الخامسة من سورة طه (الرحمن على العرش استوى). تقول عنه موسوعة الويكيبيديا :

"العرش ركن الشيء ، سرير الملك ، ورد اللفظ في عدة آيات من القرآن الكريم ﴿ثم استوى على العرش ﴾ ( الأعراف 54 ) ، ﴿ سبحان رب السموات و الأرض ، رب العرش ، عما يصفون ﴾ ( الزخرف 82 ) واختلف المعتزلة وأهل السنة في نسبته إلى الله ، فسلم به أهل السنة ، على أنه يخالف العرش المألوف ، وأوله المعتزلة بما يفيد العزة و الغلبة ، وهو والكرسي شيء واحد ، ﴿ و رفع أبويه على العرش ﴾ ( يوسف 100) ، ﴿ فلما جاءت قيل أهكذا عرشك ﴾ ( النمل 43 )."، ويكيبيديا، بتاريخ 10 ديسمبر 2010.

Post: #21
Title: Re: أنطولوجيا العالم الآخر
Author: محمد قرشي عباس
Date: 12-10-2010, 02:27 AM
Parent: #20

متابعة لصيقة لموضوع جميل ..

أنتظر تبحرك في الحكي لأدلي بدلوي ..
بتأصيل علمي/إبستمولوجي يضاف لسردك الجميل ..

ودي

Post: #23
Title: Re: أنطولوجيا العالم الآخر
Author: سيف الدين مصطفى كرار
Date: 12-10-2010, 10:38 AM
Parent: #1

بوست جيد حقا

هل الانبياء فلاسفة؟ او ما هى علاقة الفلسفة بالدين؟ او ما الفرق بين الفلسفة والدين ؟