لابن عمى الخبير الاقتصادى الهادى هباني حكاية عن استهبال الكيزان!!

لابن عمى الخبير الاقتصادى الهادى هباني حكاية عن استهبال الكيزان!!


11-11-2010, 06:18 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=310&msg=1289495933&rn=1


Post: #1
Title: لابن عمى الخبير الاقتصادى الهادى هباني حكاية عن استهبال الكيزان!!
Author: هشام هباني
Date: 11-11-2010, 06:18 PM
Parent: #0

تذكرت الحكاية بالامس يا هادى وقد سردتها لصديق عزيز عبر الهاتف فضحك ضحكا هستيريا حتى اشفقت عليه وقدألح على في نهاية المكالمة ان اطلب منك ان ترويها بنفسك في العام لانها امر بالفعل يحتاج ان يروى لفضح نهم واستهبال هذه الملة التي فاقت سوء الظن العريض وهو ابلغ تعبير وصفهم به الراحل الشهيد الاستاذ محمود محمد طه!
والحكاية هي حكاية الوفد السوداني الاستثماري الذي جاءكم بالدوحة حيث كنت واحدا من حضور بعض المداولات باعتبارك ممثلا لجهة قطـــــــــــرية كان لها الرغبة للاستثمار في الســـــــــــودان.... ارجوك ان تحكيها كما يحلو لك لانه قيل في ماثورنا: ( سمح القول من خشم سيدو)!

Post: #2
Title: Re: لابن عمى الخبير الاقتصادى الهادى هباني حكاية عن استهبال الكيزان!!
Author: الهادي هباني
Date: 11-12-2010, 12:39 PM

تحياتي يا هشام ليك و لصديقك العزيز و كما يقول المثل شر البلية
ما يضحك فكل شئ في السودان لا ينفع معه إلا الضحك و لعلك سمعت بوباء
مرض الضحك الهستيري الذي أصاب السودانيين خلال الفترة السابقة و قد
تحدثت عنه الصحف و المنابر بما في ذلك سودانيزاونلاين ،،،
يكفي أنك حكيت القصة لصديقك و يسعدني جدا أنها قد أضحكته حتي بانت
نواجزه ،،، لكن أعتقد نخلي القصة في حد ذاتها في حدود الخاص لإعتبارات
تخصني و تخص بعض أطراف الرواية نفسها ،،، و لكن ممكن أن نجعل من جوهر
القصة الموضوع الرئيسي لهذا البوست و ندير حوار هادف حوله و هو حكاية
إعطاء رسالة مغلوطة للمستثمرين العرب الراغبين في الإستثمار في بلدنا
أثناء المفاوضات معهم أو أثناء حملات الترويج لفرص الإستثمار في السودان
فهذا يتنافي مع معايير الشفافية و الإفصاح للدرجة التي يمكن أن يوصف
فيها بأنه مجرد نصب و إحتيال من ناحية كما أنه سينفر هؤلاء المستثمرين و
غيرهم من الإستثمار في السودان مستقبلا و يسئ لسمعة السودانيين من ناحية
أخري ،،،
كما أن عالم الإستثمار اليوم يركز بالدرجة الأولي علي الشفافية و الوضوح و
الصدق و الإفصاح و توفير العلومات الصحيحة كما هي دون تحريف بسلبياتها و
إيجابياتها ،،، و هنالك إعتقاد قصير النظر و خاطئ سائد في أذهان كثير من
الذين لا تتوافر لهم الدراية و المعرفة و الخبرة بمفهوم الإستثمار و أسسه
و قواعده و العوامل التي يمكن أن تؤدي إلي نجاحه و علي رأسهم المسئولين
عن الإستثمار في السودان بما فيهم الوزراء و القيادات و هو أنهم بإفصاحهم عن
السلبيات و المخاطر المختلفة المحيطة بالإستثمار سيفقدون فرصة الإستثمار ،،،
فليس هنالك إستثمار دون وجود مخاطر فالإستثمار هدفه العائد ،،، و العائد
و المخاطرة وجهان لعملة واحدة و لتحقيق عائد لا بد من تحمل مخاطر و هذا حتي
في فقه المعاملات الإسلامية موجود و يعرف بمبدأ الغنم بالغرم أو الخراج بالضمان
و بالتالي فبنفس القدر الذي نحسب به عائد الإستثمار يجب أن نحسب المخاطرة
أو الخسارة المتوقعة و ذلك حتي يتم التحوط لها ،،، و لذلك نجد اليوم أن أكبر
بنوك الإستثمار و شركات الإستثمار عندما تعمل ملخص تنفيذي للفرصة الإستثمارية
التي تسعي لتجميع رؤوس أموال لها من المستثمرين أو ما يعرف بنشرة الإصدار تفرد
باب كامل عن المخاطر المحيطة بالإستثمار بكل وضوح و توضح حجم المخاطر و الخسائر
التي يمكن أن يحققها المشروع و تكتفي ببيان الوسائل التي سيستخدمها المشروع
لتخفيف تلك المخاطر و تترك القرار النهائي للمستثمر ليقرر لوحده ،،،
و أعتقد أن نتائج مثل هذه الأكاذيب التي تمارسها الوفود الحكومية و من قبل شخصيات
نافذة علي المستثمرين الأجانب كانت كارثية و بمجرد نظرة سريعة إلي حجم الإستثمار
الأجنبي في السودان و مقارنته بنظيره في إرتريا أو إثيوبيا أو تشاد أو أي دولة من
الدول المجاورة التي بدأت بعدنا بسنوات و لا تتمتع ب 5% من حجم الموارد المتاحة
لدينا ستكتشف هذه الأكذوبة و حاليا هنالك العديد من المستثمرين الذين يعانون مشاكل
كبيرة جدا في السودان و منهم من تكبد خسائر هائلة و منهم من ترك السودان و منهم
من جمد نشاطه و منهم من لديه قضايا قانونية مرفوعة في وجه جهات حكومية و في وجه
أفراد و شركات قطاع خاص و لا يمر شهر أو شهران حتي تظهر فضيحة نصب و إحتيال في حق
المستثمرين الأجانب ،،،
ففي ظل ظروف السودان حاليا في ظل هذه الحكومة و في ظل الأزمة السياسية الكارثية
التي تعيشها بلادنا و في تدهور الناتج المحلي الإجمالي لمستويات كارثية غير مسبوقة
و في تدني الخدمات و البنيات التحتية بجانب ضعف الخبرات المهنية للكوادر المسئولة
عن الإستثمار و عدم نزاهتها و حرصها فقط علي جذب إستثمارات أجنبية لصالح نشاطها
الإستثماري الخاص مستقلة مراكزها و مناصبها و مواقعها المهنية و هي تدير أنشطتها من
داخل مؤسسات الإستثمار الحكومية التي يتكبد تكاليفها في النهاية الشعب السودان دافع
الضرائب و الجمارك و الرسوم و غيرها من الجبايات غير المتناهية ،،، و بإختصار شديد
في ظل غياب كامل لكل شئ إيجابي لا نعتقد بأن ظروف بلادنا مشجعة أو جاذبة للإستثمار الأجنبي
و أي إعتقاد غير ذلك في ظل هذه الظروف هو إما مجرد وهم أو هو مجرد نصب و إحتيال أو ما يمكن
نعته ب (مصيدة رؤوس الأموال الأجنبية) و بالذات العربية منها ،،،