يوميــات واقِف في ســوق واقف ( 3 )

يوميــات واقِف في ســوق واقف ( 3 )


11-11-2010, 05:01 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=310&msg=1289491301&rn=2


Post: #1
Title: يوميــات واقِف في ســوق واقف ( 3 )
Author: محمد فضل الله المكى
Date: 11-11-2010, 05:01 PM
Parent: #0

................................ قهوة بَرَزان ..............................

مقهى صغبر بسيط وأكثر من عادي إذا ما قورن بمقاهي سوق واقف الأخرى....قد تمر بجانبه ولا ترى اللافتة التي تُعلن عنه, ذلك لانزوائه في بداية زقاق لا يتعدى المترين عرضاً ولكن المساحة الصغيرة التي أمامه
والتي تُطِل على شارع المقاهي توفر له مكان جلوس فريد لزبائنه....مقهى برزان نموذج لمقاهي ما قبل النفط.. الكنبات فيه تذكرني بالقهاوي في أقاليم السودان المختلفة قبل سيطرة البلاستيك على صناعة الأثاث , حيث كانت الكنبات المصنوعة من الخشب هي سيدة الموقف في المطاعم والقهاوي.

الموقع الأستراتيجي يُميِّز قهوة برزان حيث تقع بالقرب من مقهى ومطعم (باسم الله) أقدم مطاعم الدوحة وكان يُقدِم خدمات فندقية في زمانه, ويعتبر نقطة إرتكاز ينطلق منها شارع المطاعم والكافتريات غرباً, وينطلق منها شارع المقاهي شمالاً ليُشكِّلا زاوية قائمة.

محل أم عبدالعزيز للمأكولات الشعبية والذي يحمل إسم صاحبته التي لا يظهر منها سوى كفيها وعينيها، يجاور قهوة برزان, لذا يمكنك تناول ما تُقدِّم من مطايب وأنت جالس بالمقهى .

أسراب الحسان وأفواج السواح والمتسوِّقين والمتسكعين, والساعين بين مقهى عِشيرِج في نهاية شارع المقاهي شمالاً, ومطعم بيروت في نهاية شارع المطاعم غرباً, حركة دؤوبه لا تنقطع حتى الساعات الأولى من الصباح..يمكنك القيام بدور المُطوِّف إذا كنت من أصحاب الخبرة بِدواعيس (أزِقَّه) سوق واقف وملجاتِهِ, وربما تمر ببعض المواقف الطريفة وقد تتعرض لمأزق يجعلك تبحث عن مُخارجة.

ويا هلا بيكم على كباية شاي وفطير مُحلّى بعسل النحل اليمني الجبلي الأصلي وجلسة القُرفصاء على كنبة بقهوة برزان.

Post: #2
Title: Re: يوميــات واقِف في ســوق واقف ( 3 )
Author: ياسر التجاني
Date: 11-11-2010, 05:11 PM
Parent: #1

سعادتو ود المكي كلنا حضور في يوميات 3
واصل الحكي الجميل

Post: #3
Title: Re: يوميــات واقِف في ســوق واقف ( 3 )
Author: محمد فضل الله المكى
Date: 11-11-2010, 06:21 PM
Parent: #1

................... ليس بالحذاء وحده يحيا الإنسان .........................

ذات مساء شتويٍّ جميل, كنت أجلس في ذلك الركن القصي من قهوة برزان..مكاني الأثير حيث اعتدت الجلوس
جلستُ وحيداً أحتسي الشاي الأخضر وأمارس متعة التفرُّس في وجوه المارَّه, فمن ملامِحهم تستطيع قراءة
جنسياتهم.. في هذا الفصل يكثر السواح من الأوربيين واليابانيين وغيرهم حيث يأتون للإستمتاع بشمس الخليج المشرقة بينما السماء في بلدانهم تمطِر ثلجاً.

الأمطار الشتوية تمارس الهطول في هذا الفصل.. كان المطر قد توقف بعد الظهر بقليل بعد أن غسل وجه المدينة الكالِح وأزال الغبار العالِق في الجو فأصبح الطقس صحواً....رواد المقاهي يتكلمون بأصوات عالية ولغات مختلفة وهم يدخنون الشيشة....مقهى برزان يزدحم بالزبائن لذا فقد جلس أحدهم بجانبي فتشاركنا الطاولة.. ملامحه توحي بأنه من شرق أوربا وقد بدا في نهاية العقد الرابع أو بداية العقد الخامس من العمر..الشيب بدأ يتسلل إلى شعر رأسه ولحيته العشوائية..قميصِهِ الأزرق فقد بريقه بفعل الغسيل المتكرر وربما بعدمِهِ, أما بنطاله فقد زادت قيمته كموضة بفضل رقعتين كبيرتين احتلتا مؤخرتِهِ مع تمزيق عند الركبتين..حذاءه الجلدي ذو الرقبة المرتفعة أصابه البلل ويبدوا أنه قد خاض في بعض البرك الصغيرة التي كونها المطر في الممرات والأزِقَّة بالرغم من حركة عمال النظافة الدؤوبة وهم يعملون على تجفيفها.... هيئته تقول إنه أقرب للعاملين في شركات النفط منه للسواح.

وأنا غارقٌ في تأمل حذاء جاري طافت بمخيلتي عُدّة أحذية حجزت لها مكاناً في التاريخ.... حذاء الطنبوري الذي ضاعت معالمه بعد أن أثقلته الرقع مختلفة الألوان والأحجام..والجزمة الصاروخ التي أطلقها الزيدي
في إتجاه أكبر مُطلِق صواريخ على البشر,,بوش.. الذي أثبت أنه أحسن من يجيد الزوغان عندما عاجلهُ الزيدي بالفردة الثانية....ثم حذاء إيميلدا..بل أحذيتها التي تركتها وراءها وهي تولي الأدبار من قصر الرئاسة في مانيلا لتلحق بزوجها ماركوس..الرئيس المخلوع الذي خرج تلاحقه لعنات شعبِهِ وأحذيتِهِ....ثم حذائي!!

نعم حذائي الذي ما زلتُ أتحسر على فراقه....فذات مساءٍ لندنيٍ جميل ولم يمضِ على وصولي لبلد الضباب سوى ساعات , غادرتُ الفندق وأنا أمني النفس الإستمتاع بجولة تسكُّع وصياعة في شوارع لندن وأسواقها, ولم يطُل بي المسير حتى فوجِئتُ بإثنين من المارة يقتربان مني ويُشيران إلى حذائي وهما يصرخان في وجهي بعصبية شديدة!..صاح أحدهم:
ـ أيها القاتِل ! لماذا قتلت ذلك الحيوان المسكين؟ لقد استمتعت بأكل لحمه..ألا تخجل من نفسك؟
أعقبه الآخر بصوت أجش واللعاب يتطاير من فمه! وبدا أكثر شراسةً من صاحبه:
ـ ألا تخجل من إنتعالك جلد ذلك الحيوان البريء؟ أيها القاتل المتوحش! ماذا فعل لك ذلك الحيوان المسكين حتى تقتله؟
أصبح عدد المستنكرين يزداد والصراخ يعلو, ودائرة البشر تنداح من حولي.. فكرتُ سريعاً في التخلص من تلك الورطة, ولأنني أصبحتُ في منتصف الدائرة تماماً خلعتُ حذائي ذو الحلقات النونية المصنوع من جلد النمر بمنتهى الهدوء, وتراجعتُ منضماً لدائرة المحتجين..تركتهم يكيلون اللعنات للقاتل ويتحسرون على القتيل وانسللتُ حافياً من بينهم! ولحسن حظي كان فندقي قريباً من ساحة المعركة.

مازلتُ أتحسر على مركوبي ذو الحلقات النونية السوداء , والذي كنت أختال به تيهاً في المناسبات السعيدة وغير السعيدة في بلادي.. فكم قشرت به في مناسبات الأعراس ونال إعجاب المتحلقين حول صواني الغداء في بيوت البكيات....مازلتُ أسأل نفسي يا ترى من أخذ مركوبي؟ والسؤال الذي يحيرني أكثر .. ماذا فعل به؟

Post: #4
Title: Re: يوميــات واقِف في ســوق واقف ( 3 )
Author: محمد فضل الله المكى
Date: 11-11-2010, 06:36 PM
Parent: #3

إنها لسعادة أن يكون أول المتداخلين الحبيب ياسر التجاني.

شكراً د. ياسر ....حضورك يزيد المكان ألقاً ويجعل للموضوع قيمة.


كامل الود

Post: #5
Title: Re: يوميــات واقِف في ســوق واقف ( 3 )
Author: بكري عباس علي
Date: 11-11-2010, 10:00 PM
Parent: #4

محمد المكي

فعلا سوق واقف دنيا عجيبة تستحق التامل يا ريت لو اتحفتنا ببعض الصور

تسلم كتير

Post: #6
Title: Re: يوميــات واقِف في ســوق واقف ( 3 )
Author: حبيب نورة
Date: 11-11-2010, 10:08 PM
Parent: #5

لم تخيّب ظني كعهدي بك


إحتراماً وحباً


التحية لكل أفراد الأسرة الكريمة

Post: #7
Title: Re: يوميــات واقِف في ســوق واقف ( 3 )
Author: محمد فضل الله المكى
Date: 11-12-2010, 04:31 AM
Parent: #5

الحبيب بكري

لك التقدير على المتابعة

الصور آتية لا محالة, وهنالك لاعبين كبار سيشاركون

شِبلي, سُني , وأمير طمبل الذي اختفى زمناً يُحضِّر لهذا

البوست ثم عاد, يعني المسألة حتكون مولد.


كل الود

Post: #8
Title: Re: يوميــات واقِف في ســوق واقف ( 3 )
Author: محمد فضل الله المكى
Date: 11-12-2010, 04:40 AM
Parent: #7

حبيب نوره وحبيبنا

عارفك يا الخزين بِتجي داخل

البوست بدونك كوم رماد.

خالتك اليومين ديل في حَوى الله... ما بتنساك.


بِك إعتزازي

Post: #9
Title: Re: يوميــات واقِف في ســوق واقف ( 3 )
Author: محمد فضل الله المكى
Date: 11-12-2010, 10:14 AM
Parent: #8

.

.
.. الناس فى سوق و اقف

Post: #10
Title: Re: يوميــات واقِف في ســوق واقف ( 3 )
Author: محمد فضل الله المكى
Date: 11-12-2010, 10:16 AM
Parent: #9

.

.
.. السواح فى سوق واقف

Post: #11
Title: Re: يوميــات واقِف في ســوق واقف ( 3 )
Author: محمد فضل الله المكى
Date: 11-12-2010, 10:25 AM
Parent: #10

.

.
.. السواح فى سوق واقف

Post: #12
Title: Re: يوميــات واقِف في ســوق واقف ( 3 )
Author: محمد فضل الله المكى
Date: 11-12-2010, 10:26 AM
Parent: #11

.

.
.. الناس فى سوق واقف

Post: #13
Title: Re: يوميــات واقِف في ســوق واقف ( 3 )
Author: شمس الدين ساتى
Date: 11-12-2010, 10:50 AM
Parent: #12

ود ىلامكى سلام

اجمل شىء انو السلطات منعت التجمع فى هذا المكان الفريد

ولكن من ناحية اخرى التجديد والتحديث اثر على تاريخية المكان

تعرف كل ما ادخل هذا السوق لشراء قماش او حلاوة لااستطيع الخروج

من الجهة التى اتيت منها

Post: #14
Title: Re: يوميــات واقِف في ســوق واقف ( 3 )
Author: محمد فضل الله المكى
Date: 11-12-2010, 01:59 PM
Parent: #13

العزبز شمس

شكراً على الإطلاله, ومؤكد إن آلاف العمال إذا دخلوا سوق

واقف لحرموا العوائل التسوق, وحرموا السواح التجول,

أكرر شكري وتقديري.

Post: #15
Title: Re: يوميــات واقِف في ســوق واقف ( 3 )
Author: محمد فضل الله المكى
Date: 11-13-2010, 08:58 AM
Parent: #14

.................................., وكانت المندولة هي الثمن ..................................

مسز ألِن.... زميلتنا في العمل إنتهى إنتدابها وغادرتنا لبريطانيا بعد أن تركت طيفها في ممرات مكاتبنا, وبعد أن تركت بصماتها في مجال العمل بحكم تأهيلها وخبراتها في مجال تخطيط التدريب..
سافرنا معاً في رحلة عمل إلى سلطنة عُمان فكانت فاكِهة الرحلة لما تمتاز به من خِفة ظل وتعليقات مرِحة وذكية..غادرتنا مسز ألِن فعادت بيئة عملنا لجفافها..كانت تحب التجوال في سوق واقف.. نهاية عمل يوم الخميس من كل أسبوع أجدها تقف بباب المكتب قائلة(HI MAKKI , WE MEET AT THE (R.V ..فأفهم إن لقاءنا سيكون في نقطة المقابلة .. قهوة برزان بسوق واقف, واعتدنا على التلاقي في السادسة مساء....هي حركية تحب التجوال في السوق فمن سوق الصقور إلى سوق الطيور, ومن من سوق التوابل إلى سوق التمور, ولكنها تعطي أكبر مساحة زمنية لمحلات المصنوعات الشعبية التي تشكل جزءاً من إهتماماتها وقد اقتنت العديد منها,
كما إنها تقوم بتسجيل العديد من اللقطات بالكاميرا التي لا تفارقها.

في حفل الوداع الرسمي الذي أقيم لمسز ألن أهديتُ لها ( مندولة ).... ما رأيتم كيف انبهرت واحتفت بها وهي على المنصة!.. ما رأيتم كيف احتفلت مسز ألن بهديتي المتواضعة في نظري, وربما في نظر بعض الحاضرين!..كم رددت جنبات القاعة WOW مع مسز ألن!!

قلتُ لمسز ألِن ونحن على المنصة أقدم لها مندولتي القيِّمة في نظرها, قلتُ لها بإنجليزية بسيطة إن النساء في بلادي تشكيليات بطبعهن, يتوارثن هذه الفنون ولا يدرسنها في كليات أو معاهد.... ٍسألتني
عن إستخدامها وهي تقلبها بيديها.. أجبتها بأن الرجال في ريفنا يذهبون باكِراً لحقولهم , وبعد أن تودع المرأة أطفالها الذاهبين إلى المدارس , تعتني ببيتها البسيط وتصنع الطعام وتضعه في هذه المندولة وتلحق بزوجها في الحقل (ما زلنا على المنصة الرسمية وقد أخذنا زمناً طويلاً على حساب الإحتفال)سألتني عن نوعية الطعام الذي تصنعه المرأة ؟ قلتُ لها إن ذلك (يتوقف على أداء الرجل في الليلة السابقة)....
إنفجرت مسز ألن بالضحك وتراجعت حتى كادت تسقط من المنصة المرتفعة قليلاً عن أرضية القاعة....وضحك معها من فهم من الحاضرين.... كنت آخر من قدم لها هدية...شكرت الحاضرين (كونهم أهل الدار) وكنت الأجنبي الوحيد الذي يقدم لها هدية....قالت إن هدية (المكي) هي أجمل هدية تلقتها في حياتها...تلقت
مسز ألن في ذلك الحفل هدايا تزيد قيمتها عن خمسة آلاف دولار, أما مندولتي المتواضعة فقد اشتريتها في يونيو من هذا العام من سوق ابوجهل في الأبيض بمبلغ ثلاثين جنيهاً سودانياً لا غير.... تقدمت مسز ألن مني وقبلتني ثلاثاً على خدي الأيمن وقالت لي بأنها ستُعِد للمندولة مكاناً بارزاً في بيتها الريفي الذي اشترته حديثاً.

أُم العيال......التي تدرس (دبلوم دعوة) هذه الأيام, والتي أصبح كلامها لا يخلو من فتاوى طالبانية, حكيتُ لها عن كيف احتفت الخواجية بالمندولة, مركِزاً في حديثي (بانتِشاء) على القُبلات الثلاثة التي ظفر بها خدي الأيمن دون خدود الآخرين....وهي تلقي عليَّ نظرة حادة قلتُ لها إنه من باب (الإتكيت) كان علي أن أدير لها خدي الأيسر المظلوم لينال ما نال أخوه!!!

ردت علي وبسرعة فائِقه (كان عليك أن تغسِل وجهك ثلاثة مرات إحداهُنَّ بالتراب).


............... حساده

Post: #16
Title: Re: يوميــات واقِف في ســوق واقف ( 3 )
Author: محمد فضل الله المكى
Date: 11-13-2010, 11:23 AM
Parent: #15

.
..

.
.. المندولة التى اهديتها لمسز ألِن

Post: #17
Title: Re: يوميــات واقِف في ســوق واقف ( 3 )
Author: محمد فضل الله المكى
Date: 11-19-2010, 03:15 PM
Parent: #16

kakosunny.JPG Hosting at Sudaneseonline.com

الأستاذ محمد السني والأستذ الأمين كاكوم في جلسة يقهوة برزان


methem.JPG Hosting at Sudaneseonline.com


السهرة متواصله



msk.JPG Hosting at Sudaneseonline.com

السني يندمج في النص.. وموسي المكاشفي يتابع
kakoom.JPG Hosting at Sudaneseonline.com


دكتور صديق إشيقر وجلسه في سوق واقف



kakoom2.JPG Hosting at Sudaneseonline.com


الأمين كاكوم يتأمل

Post: #18
Title: Re: يوميــات واقِف في ســوق واقف ( 3 )
Author: محمد سنى دفع الله
Date: 11-26-2010, 12:39 PM
Parent: #17


وعدنا مرحب بيكم في سوق واقف

Post: #19
Title: Re: يوميــات واقِف في ســوق واقف ( 3 )
Author: محمد فضل الله المكى
Date: 11-27-2010, 05:57 AM
Parent: #18

...........................................( صَدْمـــة No )...................................................


أقبلت نحوي....تفحصتها في اقترابها..الحِنطة استعارت شيئاً من لونها الذهبي , والشاعر الذي ذهب إلى أن عيون المها بين الرصافة والجسر جلبن الهوى من مصدرٍ يعلم نصفه ويجهل الآخر ما أظنه رأى إلا عينيها, بل يذهب بي الظن إلى أنه اتّفق عليها مع من قال إن العيون التي في طرفها حورٌ قتلننا.... أما ذلك المثَّال الذي جنح به الخيال فأبدع ذلك التمثال ثم تأمله وقال: ( وجعلتُ الشعر كالشلالِ), حتماً قد استوحى إبداعه ذاك من شعرها الذي يلزم بعضه الكتف وبعضٌ يتمرد.
إقتَرَبَتْ أكثر.. سبقها عطرها إليْ كون الريح مواتية فتسلل لخياشيمي..إعترتني نشوة أعقبها خدرٌ لذيذ.... إستفِقتُ على جلوسها قُبالتي ثم وضعها حقيبتها على الطاولة التي ترقد عليها أشيائي.... داومتُ على اختلاس النظر إليها.. أخرجت مجلتين من حقيبتها الضخمة, وضعت إحداهما على الطاولة وبدأت تتصفح الأخرى.... وعلى طريقة ( ممكن اشارك) تناولتُ المجلة التي ترقد على الطاولة, فأطْلقتْ صيحة بل صرخة Nooooooooo !!!!!
إرتجفتُ.....!
سقطت المجلة من يدي....!
فغرتً فمي في بلاهه..بدأتُ أحاسب نفسي على غبائي وتصرفي البدائي بينما استغرقت هي في الضحك بطريقة هستيرية...طريقتها لفتت أنظار وانتباه كل الجالسين بمقهى برزان.... بدأتُ ابذل جهداً مضاعفاً لاستعادة توازني حتى أقنع أصحاب العيون المصوبة نحوي بأنني لم ارتكب شيئاً يقع تحت طائلة التحرش الجنسي!!! وإذ بها تفاجئني قائلة من خلال نوبة ضحكها:
ـ إزيَّك يا زول!
ـ يخرب بيتك!!!! إنتِ إنتِ إنتِ سودانيه؟؟
استغرقت مرة أخرى في الضحك.. حاولتُ مشاركتها ذلك الفاصل إلا أن شعورٌ أهبل كان يعتريني ولم أكن قد تجاوزت صدمةNO بعد, وقد ارتسمت خارطة جديدة على ملامح وجهي.....ثم بدأتُ الرجوع إلى ذاتي شيئاً فشيئا.

ساره.....تقيم في النرويج وتعمل في المجال السينمائي وقد أتت للدوحة بدعوة من مهرجان(قطر ترايبكا السينمائي)..لم تمض دقائق معدودات على صدمة (نو) تلك حتى أصبحنا وكأننا نعرف بعضنا من سنين.. تناولنا عشاءنا في مطعم(سُوي الآسيوي)أعقبته جلسة بقهوة برزان امتدت بنا حتى الساعات الأولى من صباح اليوم التالي.. أحتسينا أكواباً من الشاي بكل ألوانه وأفرغنا عدداً من زجاجات الماء, وكانت طاولتنا عامرة بفطائر أم راشد المُحلاّه بالعسل,, كان كلٌ منا يتحدث وكأنه يسابق الزمن ليُملِّك الآخر كل شيء عن حياته وذكرياته.. الطفولة والشباب وكلية كمبوني..الغربة والطيب صالح والمؤتمر الوطني وطارق المكي..وأشياء وأشخاص وأشياء...............

إنه حال السودانيين في المهجر, خاصة عندما يلتقون بغير موعد....... وبغير سابق معرفة.

Post: #20
Title: Re: يوميــات واقِف في ســوق واقف ( 3 )
Author: ناجية مصطفى
Date: 12-04-2010, 08:56 AM
Parent: #19

.
.
.
.
.شكراً أستاذنا محمد السني على هذه اللقطة الرائعة وفي انتظار المزيد.

تاني شكراً.