ليس بالحب وحده يحي الإنسان

الكل مستعد لوفاة عجبونا التي تحين بعد سبعة أيام من تاريخ هذه اللحظة .... رجال القرية أعادوا سقف الرواكيب و بناء دورات مياه مؤقتة من الحصير لهذا الغرض, ووصل بهم الأمر حد كتابة خطابات موته بالتاريخ المحدد و في الغلاف الخارجي الذي يشرط برفق علامة العجلة و الأهمية كتبوا أسماء المدعوون للعزاء, بعض النساء شعرن بالإرتياح لأن سبعة أيام تعتبر مهلة كافية لنضم بكائيات جديدة تتناسب مع عجبونا كأكثر رجل سكسي عرفنه جمهور النسوة اللأئي ما زلن علي قيد الحياة .... قديماً قيل أن أي طفل يأتي الي هذه الدنيا حاملاً رزقه تحت أبطه و لكن أطفال عجبونا الستة خرقوا هذه اللائحة فأي منهم يأتي و هو متأبط ساعات عمل إضافية لأبيه حتي قفل اليوم الذي مقداره أربعة و عشرون ساعة و بدأ في البحث عن مزيد .....

يتبع

عجبونا الآن أب لست أطفال و لم يكمل خمس سنوات بشكل مظبوط منذ زواجه من بياضا أجمل جميلات وسطها لدرجة نضم الشعر فيها, فبياضا كما يعتقد الكثيرون و حسب الدلائل المرئية أنها كانت ثمرة حب صباح لأبويها, فهذا النوع من الحب إحتمال اللقاح فيه ضعيف جداً و لكن إذا قدر له ذلك فإن منتجه إذا كان ذكر فسوف يكون فارس يأكل النار و إذا كانت أنثي فإنها تتوج شعبياً و رسمياً ملكة جمال عصرها, بياضا نضمت فيها كميات شعر و نسبت الي مجهول, و كانت أبيات علي شاكلة:
(ميلي ... و أدينا زوادة
ما أحلي خطوك يا بياضا)

يتبع

لمقاطع أعلاه و التي تم نجرها بواسطة مجهول و يرددها كل الشباب من الجنس الخشن , هذه المقاطع أضحت بالنسبة لها فياغرا رقص تنتصب علي أثرها لحظة السماع.... فأبوي بياضا كانا علي دراية و خوف تامين من جمالها الخالب و الغالب الله و لذا إتخذوا عدد من التدابير و التحوطات للتحكم به و علي أسوأ الفروض أن يأتي بأقل االخسائر الممكنة , لأنهم يعلمون جيداً أن الجمال نقمة أكثر من أنه نعمة... ما أن وصل تغني الشعراء المغمورون بخدود بياضا الي أبويها فما كان منهم إلا أن قاموا برسم ثلاثة مطارق بالخد الأيمن و مثلها بالأيسر .... و لكن لدهشة الكل عندما إندملت الجروح أضحت بياضا أكثر جمالاً مما سبق و من يومها أضحت الشلوخ موضة و علامة أساسية من علامات الجمال.... و كذلك مع بياضا ظهرت بدعة دق الشلوفة و الخفاض الذي ليس له أدني علاقة بفرعون المفتري عليه ..... عندما تسمع بياضا أغنيتها المفضلة (ميلي و أدينا زوادة ) ... عندما تسمع هذا النشيد تتحول الي فراشة عابرة لنيران أبويها الديدبانية دون إحتراق .... ترقص و تتلوي و عندما يهدها التعب أو النعاس تعود من حيث أتت و لكن ليس علي جناح فراشه و إنما علي حداشر انسان متحملة عقوبتها بفنون جديدة ... كانت علي هذه الحالة حتي أتاها الحيض و عجبونا دفعة واحدة فوقعت في شباك الأخير دون رحمة أو تردد .... عجبونا قوي البنية و الشكيمة , له رائحة جاموس غير مروض.... هامت به معظم بنات القرية و القري المجاورة و عندما لم يستطعن معه منالاً أو صبراً إتهمنه بالعنين* ... تبادلا الحب و ما يتبعه من همز و لمز و غيرة الأخرون.

يتبع
-----------
* العنين: الرجل الذي ليس له حظ مع النساء

خيرة عجبونا و بياضا لم تكن علي ما يرام حد زعم الشيخ المسئول عن كشف الغيب الزواجي .... فكما جرت العادة التي لم ينفك منها أحد ذهب والد عجبونا الي الشيخ المسئول عن فك طلاسم الغيب الزواجي ليري خيرة إبنه مع بياضا , إن كانت طيبة أما لا , وبمعني أخر كي يتأكد أن هذه العروس المستقبلية علي قدمها الخير أم شئ أخر؟..... و لكن بدلاً أن تشاهد بياضا راقصة في جزيرة بين بحرين أو تغني لابسة ينفورم الحصاد و تحصد في ثمر أتي أكله غير منقوص ... شوهدت بياضا مسجونة تئن في كركور ملئ بالقطط و فوهته محروسة بصقر أحمر المخالب و المنقار .... لهذه المشاهد لم يناقش أبوي المحبين فكرة الزواج بإعتبار أن الأمر الذي فيه يستوفون قد قضي دون نقاش أو جرجرة ... لكن عند بياضا كان الأمر مختلف و كانت أكثر عناد و تحدي حين الهبت عجبونا و أخرون منشده:
(ماني راقصة في جزيرة بين بحرين
ماني و الزراعة و تغبيش الركابين
ما دام كركوري محروس بعجبونا الصبي الزين)
و تردف بإنشاد أكثر إلهاباً نائحة:
(أمي بتدور البجيب المال
و أبوي بدور البستر الحال
و أنا دايرة عجبونا الصبي القدال)

يتبع

عجبونا عاف الأكل و النوم كما لم يستطع صبراً مع نظرة أقرانه من الذكور و تهكم الإناث .... في النهاية حسم الأمر و تزوج رغم مشيئة أهله و أهل الخيرة...... نتيجة هذه الزيجة الشؤم تم عزلهم و تجريدهم إجتماعياً ... المهم تزوجا و كأنما ما كانا في سباق مع ألة الإنجاب فبمعدل كل جزء من العام طفل.... عندما وصل عدد الأطفال ستة وصلت ساعات عمل عجبونا اربعة و عشرين في اليوم فقط تنقصها الراحة التي يتناول فيه طعامه و يعطي بياضا طعامها و تعود من حيث أتت ببعض كلمات الإستحسان و الإعجاب من قبله , إستمر الحال هكذا تذهب بياضا الي الخلا في الظهر لزيارة عجبونا و تقديم الطعام و إستلام الطعام المضاد الي أن أتت في يوم الي القرية مهرولة , منكوشة الشعر و الخاطر منادية و مستنجدة بالأهالي....... عجبونا مشلول الا من بؤبؤ عينه الذي يجول في المحاجر علامة الحياة الوحيدة ... مستلقي بإستلام دون غضب أو إحساس بالذنب و عندما فتح كتاب النجم تأكد الكل أن عجبونا في أثناء قطعه للشجرة قطع معها عنق صغير الجن .... للأسف هذا الجن كان مسلماً و معه لم تنفع تعاويذ عجبونا التي ورثها أب عن جد .... لكن الكل ميقن تماماً ان هذا الأمر حدث نتيجة خيرة بياضا الغير مظبوطة فيما يختص بزواجهما و الجن فقط كان السبب .... بعد أن أضحي شلل عجبونا روتين عادي و كذلك ميقات موته إنصرف الجميع الي أعمالهم الحياتية اليومية لأن الحياة لا تتوقف لشلل أحد... تفرق الكل إلا بياضا لم تظل قابعة علي رأسه و تغني له طوال اليوم....


يتبع

فجاءة كل شي تغير و أضحي غير مألوف .... سكون الضحي الذي يخيم علي القرية ... الأطفال مصدر الإزعاج و الضوضاء إما في المدارس أو تهدهدهم نساء وصلن سن التقاعد البيولجي .... في هذا الجو الحذر دخلت بياضا مرتدية فستان ليلة رقصها , كان أحمر اللون و مزين بترتر فضي لامع ... للأمانة في المرة الأولي الذي فيها الأخيرة لم يكن هكذا و ربما أصيب بعدوي الضمور التي لم ينجأ منها أحد و ربما زوائد و نتواءات بياضا المكتسبة بفعل بعض العوامل الحياتيتة كانت وراء قصره و ربما لربماوات أخري.... المهم أضحي الفستان فوق الركبة بكثير .... علي كتفها تلفحت بتوب قرمصيص أحمر اللون أيضاً و مجترح بأزياق بنية آخذة من الأحمر كثيراً..... سدلت شعرها دون تصفيف و لكن كان جميلاً .... عيونها صارت أكثر إتساعاً , و بريق غير معتاد يشع منهما.... إستقامت أنفها بصرامة لا تخفي علي أحد ..... عجبونا يراقب كل هذا المنكر و هو لن يستطع حراكاً فقط عيونه تجول في محاجرها مستنجده بأي أهل مروة لإنقاذ هذا الموقف ..... حتي الأن لا أحد يدري من أين تعلمت بياضا مشية عاهرات ما قبل ظهور الموبايل و هي كل عمرها كانت أكثر إستقامة من درب الصراط ... دخلت تتهاوي بالمشية المعروفة, ضحكت بغنج أقرب الي الزفير مخاطبة عجبونا بلغة لم يألفها الطرفان و لا يألفها الموقف خاطبته قائلة:
يا ل......... قلت لي مشلول صح؟
و أردفت بضحكتها المكتسبة قائلة : شوف إنت لا مشلول لا حاجة أنا حركات الرجال دي بعرفها كويس .... أنا عارفاك داير تموت تخلي العيال ديل .... إم مسخرة رجال فارغة....
أخذ صوتها يعلو و كان أكثر حدة و صرامة حين خاطبته متستفزة : انا بياضا و دي تلقاها عند الغافل ..
و بعد الجملة الأخيرة و بحركة متمرسة لفت فركة القرمصيص حول عنقها و لدهشة عجبونا الذي لم يعد يحرك ساكناً شدت علي الفركة بكل قوتها و عندما شكلت يديها زاويتين قائمتين .... شحظت عيونها , و رغوة بيضاء صنعت فدقين حول فمها و لكن بدل أن تخر علي الأرض صريعةً كما هو متفق عليه إصطفاهها الله اليه في السماء حين قفزت مخترقة سياج القطية محلقة في الهواء ... ساعدها علي الطيران أكثر فركة القرمصيص التي مع يديها الممدودتين صنعت بما يشبه إجنحة الخفاش ... طارت في الهواء و الكل شاهد سؤتها و هي تتشقلب الي أن تحولت الي ذرة و زادت المجرة الكونية واحد, في الصبح الباكر رحل عجبونا كما هو معد و ترك ستة أفواه و كمينة حطب لم تنضج بعد.


انتهينا

كنت ماشيه فى الفهم بشكل ما جيد وما سيىء
شى افهمه وشى استنتجه
المهم كنت مواكبه الاحداث
لكن اخر مقطع اصلوا ما وقع لى
يعنى انتحرت ولا الحصل شنو وهو خف من الشلل ولا منو المات

يا جنقو سلامات ياخ وعاش من شافك
والجابك يجيب هواري وأخوي العريس
وبالمناسبة دي .. إنت العريس متربس (كالعادة ؟)
ولا فارضين عليه حظر تجول؟!


تسلم على الحكي الجميل يا عبقري الرواية
ولي عودة ..

تحيه يا صديقي و كالعادة الدهشه و الوعي الكاشف والامتاع متلامزمات القراءة للابداع الذي تكتبه يا حافظ لكـ كل الود

Quote: تحيه يا صديقي و كالعادة الدهشه و الوعي الكاشف والامتاع متلامزمات القراءة للابداع الذي تكتبه يا حافظ لكـ كل الود

شقدي يا صاحب كيفك يا مان و الله مرور جميل لمن تمر .... تسلم يا شقدي و بالله راجع إميلك

Quote: كنت ماشيه فى الفهم بشكل ما جيد وما سيىء شى افهمه وشى استنتجه المهم كنت مواكبه الاحداث لكن اخر مقطع اصلوا ما وقع لى يعنى انتحرت ولا الحصل شنو وهو خف من الشلل ولا منو المات

و الله يا رانيا للضمان كدا الموت جماعي ماتت بياضا و معاه عجبونا و تحت تحت نحنا ذاتنا

تشكري يا رانيا علي المرور

Quote: يا جنقو سلامات ياخ وعاش من شافك والجابك يجيب هواري وأخوي العريس وبالمناسبة دي .. إنت العريس متربس (كالعادة ؟) ولا فارضين عليه حظر تجول؟! تسلم على الحكي الجميل يا عبقري الرواية ولي عودة ..

يا هدير الزين سلام يا خي و شنو الانقطاعة دي؟
إذا سألتي عن هواري فأنه بخير ينقصه الكثير بدء من الشوق و إنتهاء بالأحزان ... لكن كويس بس اليومين دي عندنا شكلة
... ما شكلة شديد بس إختلاف فكري (ههههههههههههههههههههه) ثقافة شديدة يا خي
أما أخوك العريس عندنا في البلد لو في شاب مراهقته عنيفة بشوف ليه اي بت عم تلمه و بعدين يجوا يقولوا العرس هداه ...
هسي أخوك العريس دا العرس هداه .... إنت عارفة يا هدير انا بصدق اي حاجة من طرف .... أها أخوك دا قبال يبقي عريس سألته
ياخي انت هدير دي أختك؟
قال لي أي؟
و من ديك صدقت
مشيت العرس عطبرة و قلت الزول يصادك كمية من العصافير بحجر
سألته يا خي وين هدير؟
طبعاً نسي كذبته و قال لي هدير منو؟
و لم أنسي سذاجتي قلت ليهو هدير أختك....
المهم ما عارف الإجابة كانت شنو لانه كان متكبكب و انا بكبكب