في حوار تارخي مع الناظر المرحوم نمر ماذا قال?

لم يكن من السهل في ذلك اليوم التاريخي وأشجار دار أبي سلمان ترمي برشاشها المبكر أثمار اشجارها التي (شوقرت) وأزكت النفوس بطيب شذاها..
كان شهر مايو من العام ٢٠٠٥م تعصف به رياح المتغيرات السياسية.. وتموج من تحت عباءات وملافح المسيرية بالمجلد العاصمة الإجتماعية للعجايرة.. تموج وتتكون في العقول والوجدان الأهلي مظاهر لاستياء بائن.
فاتفاقية السلام لم تترك لهم سيادة على أرضهم.. فتذهب الفولة العاصمة السياسية لغرب كردفان وتدمج في ولاية جنوب كردفان.. ومما زاد الناس هناك في ذات الرشاش حنقاً على حنق هو حل الدفاع الشعبي وتسريح المجاهدين وجميعهم هم فرسان الشهيد الكلس، عيسى بشارة والجنرال الجنيد حسن الأحمر ما زال عائشاً..
لم تكن المجلد ترتب حالها إلا لمعالجة مثل هذه الأوضاع.. وما كان لتصبح اي محاولة للعلاج بناجحة لولا أخذ الأقدار بروح مؤسسي شهامة .. فكان المنبر الحر (شمم) هو الكيان الإجتماعي المطلبي الذي تداعى له الناس ليقولوا كلمتهم جهراً في زمان الأسرار.
ولكن ما أسر لي به العم المرحوم الناظر علي نمر على الجلة، حيث سجلت معه أكثر من ٥ كاسيت، إن ما أسر وقال به يعتبر تلخيصاً حقيقياً للأوضاع التي وأدت الولاية ونحرتها تحت سفوح جبال النوبة ذكر لي العم المرحوم علي نمر علي الجلة إنه ناظر عموم العجائرة منذ العام ١٩٣٧م فيما كان أخوه بابو نمر ناظر عموم المسيرية. قال نحن كمسيرية ودينكا نوك أستطعنا كعمد ونظار من وضع منظومة إجتماعية شعبية تجعل نصف دينكا الانقوك يتواجدون ويتسوقون في المجلد.. بذات القدر والكثافة من العرب الرحل التي تجوب أبيي يمين وشمال ـ سخر العم المرحوم.. من لجنة الخبراء.. قال: إنهم ليسوا خبراء.. والا لماذا لم يستطيعوا تحديد تاريخ النوك التسعة... ثم تساءل وأين مواقع هذه المشايخ.. إستطرد أنا وغيري من المسيرية من أسكنا واجرنا واستضفنا دينكا النوك عبر ثلاث مراحل لهم خلال هجرتهم التاريخية واسكناهم جميعاً شمال أبو نفيسة.. يعني شمال الجرف (البحر) حيث أبيي الآن.. أما أبيي ١٩٠٥ التي تقع ٤٥ كيلو متر جنوب بحر العرب فتلك حسب قول الناظر المرحوم لم يكن للمسيرية فيما تواجد.. بل لم يستطع النوك العيش هناك بسبب الحروب التي جعلتنا نستجيرهم ونستضيفهم على أرضنا ونحميهم من بعض القبائل العربية التي تسعى إلى إسترقاقهم.
قال لي في العام ١٩٦٤ ـ ١٩٦٥ عندما نشب أول خلاف بين المسيرية ودينكا النوك احتوينا الموقف وارسل الناظر بابو نمر لابيك قور أبو حامد في التبون جماعة من الدينكا لحمايتهم... يقول تم ذلك حتى ابرمنا وثيقة للصلح رعاه دينكا النوك من التبون إلى أبيي، نعم يقول الناظر المرحوم.. لقد جعلنا من أبناء مدينق دينق مجوك كوال اروب بيونق حكاما ومشايخ ونظارا.. بل أمرنا علينا الناظر مدينق دينق مجوك حاكماً لمجلس ريفي المسيرية..

ول ابا قور سلامات وكلنا اصغاء ويا ريت لو انزلت لنا الحوار.



وياريت لو العُبطاء ما يجو يخمونا بالفارغة.