...أوْ : هَـكَذا يُحاربُ الإنقاذيونَ البُلَهَاءُ الفَسَادَا!!!

أين قضية الطيران المدني
ــــــــــــــــــــــــــ

1) هل تم فتح تحقيق فيما تم نشره من تجاوزات وفساد؟
2) هل تم فتح بلاغات ضد صحيفة الحقيقة التي أشارت إلى هذا الفساد وهذه التجاوزات؟؟

لو كانت الإجابة على أحد السؤالين على الأقل بنعم
لقلنا أن الانقاذيين غير بلهاء في محاربتهم [المزعومة] للفساد

عندما توجهنا تلقاء صحيفة الحقيقة للعمل بها ، لم نحمل إلى هناك هم مكافحة الفساد ، كنت أعرف قطعا إلى أي مدى وحد حاربت وأحارب وسأظل أحارب الفساد ، كنت أعرف أيضا ما هي منابري لمحاربته ، ولم يكن من ذلك قطعاعملي في صحيفة يومية يرأس هيئة تحريرها الأخ الصديق الأسلاموي الخلوق الطاهر ساتي ويرأس مجلس إدارتها الأخ الصديق الدكتور المهذب المعز حسن بخيت . فوجئت أن الصحيفة تطرح شعار محاربة الفساد. قلت لبعض زملائي هناك : الفساد الكلي أم الجزئي ؟ قالوا : لابد للصحيفة من خط تتميز به عن غيرها . قلنا : خير . وفي البال أن من يطرح حربا كهذه سيكون أصيلا وذكيا بما يكفي لإدارتها بحذق ومهارة لا تنتهي به إلى (إهداء) هذه المجموعة شديدة التميز من الصحفيين السودانيين إلى غياهب التشرد والمساغب والظلم والإحباط مرة أخرى . إذ لا نرى -أمام الكواليس- الآن سوى صحيفة نعق في مبناها البوم ولا جواب - بعد أشهر متطاولة من التوقف - يفيدك ما إذا كانت ستواصل الصدور أم أنها ستتوقف إلى الأبد ولا جواب يفيدك عن مصير الوقفة النبيلة الحية التي وقفتها هذه المجموعة من الصحفيين الأشاوس مع ملاك الحقيقة الجدد ضد مجلس الصحافة ولا عن مصير عملهم ومتأخراتهم وفي الحلق تتردد غصص حيرى عما عساه حدث خلف الكواليس حول حقيقة محاربة الفساد وفساد محاربة الحقيقة ... وسيعلم الذين ظلموا - وفسدوا - أي منقلب ينقلبون!

.

وأيا كان ما خسره الصحفيون الشرفاء ، معنويا وماديا وزمنيا ، جراء (مباراة) دجاج الانقاذ في دهاليز قاذورات فسادها
فإنه أقل بكثير مما خسره الآخرون


وليبارك الله للشرفاء في كل خساراتهم وأرباحهم


وليمحق الله الفاسدين ... أينما ثقفوا

من المؤكد أن محاربة الفساد .. مهمة انسانية وأخلاقية ووطنية يتعين أن يقوم بها بعض الناس على الاقل في كل الاحوال
ومن المفروغ منه أن أحد واجبات الصحافة الحرة النزيهة هو كشف بؤر وأوكار وحالات الفساد تمهيدا لمكافحته واجتثاثه
ومن المهم الانتباه إلى أننا لا نشكك هنا (في النوايا الأولية) و(الحماس المبدئي) للذين قادوا هذا الخط
فيقيننا أن هذا الحس الانساني ليس حكرا على أحد دون أحد ولا على فئة أو جهة دون أخرى

نحن ننعى هنا البصيرة ... ولا ننعى النية
ونعلم أن من بين أهل الانقاذ من يصدق الان لهذه الدرجة أو تلك في رغبته في اجتثاث الفساد [الانقاذي] ومحاربته ومكافحته إلى أقصى الحدود
إزاء احتمال كهذا
يتعين علينا أن نضع الخصومات والاستقطابات السياسية جانبا ... وقد فعلنا ... لاننا"جئنا" أصلا نبحث عن مناطق ثالثة نواصل عبرها كفاحنا الأزلي .. بعيدا عن أن نسقط (فاسدين) من الخنوع .. وبعيدا أيضا عن أن نسقط (ميتين) من الجنوع
وراينا أن لا مشاحة في ممارسة مهنة شريفة بالشروط التي تجعلها كذلك في محيطات وفضاءات هي غير ذلك لهذا الحد أو ذاك
وكان أن فعلنا ... عملنا بلا (ذاكرة) خصومة سياسية محضة
لكن

لكن حرب الفساد المستقوي بأعلى رموز الدولة واعتى أجهزتها تتطلب رؤيا وحكمة وبصيرة وجدية أكثر من تلك التي كانت في من قادوا (الحقيقة) ليس إلى تحقيق إنجازات ناصعة في(دك) معاقل حقيقية للفساد دكا حقيقيا وإنما إلى هذا الموت الفجائي السريع وإلى (إهداء) الذين وقفوا بصدق مع هؤلاء القادة إلى هذا المصير الذي وضعهم أمام خيارات ضيقة .. أحلاها بطعم العلقم!

...

نعم يا مجلس الصحافة.. إنها الحقيقة ، كماهي
الطاهر ساتى

**أول البارحة ، نشرت تعقيب الأستاذ العبيد أحمد مروح ، الأمين العام لمجلس الصحافة ، بكل ما فيه من توضيح وتهكم على شعار الصحيفة واتهام بعدم تحري الصدق والنزاهة .. وكان تعقيبا على زاوية رفضت ولاتزال وستظل ترفض أن تدفع سلطة الطيران المدني تكاليف نقل الصحف إلى الجنوب.. وقلت فيما قلت بالمختصر المفيد : إنها مكرمة من سلطة الطيران المدني والحقيقة ليست هي الصحيفة التي تستلم المكرمات - والرشاوي - من سلطة الطيران المدني وغيرها..تعقيب الأستاذ العبيد مروح لم يكن موفقا بالكامل ، خاصة استخدامه لشعار الصحيفة (الحقيقة ، كما هي) استخداما يتعارض مع لوائح مجلس الصحافة ولايرضي زملائي بالحقيقة ، ولايمنعنا عن مجاراة التهكم بالتهكم والسخرية بمثلها إلا احترامنا لتلك اللوائح .. نعم سأحترمها غير مبالٍ بألا يحترمها منفذوها .. !!
** المهم ، أي خلاصة تعقيب مجلس الصحافة جاءت كما يلي نصا : ( لم يتم توقيع اتفاق أصلا مع الطيران المدني لنقل الصحف إلى الجنوب ، وإنما تم الاتفاق مع سلطة الطيران المدني على عقد اجتماع يضم شركات الطيران التي تسير رحلات للجنوب ، ووقتها سيتم بحث كيفية تحمل الأطراف المختلفة للتكلفة ، ولم تحدد البنود التي يتحمل منها أي طرف ما يليه من التزامات مالية)..هكذا تعقيب الأستاذ العبيد مروح .. لم يتم الاتفاق على النقل ، بل تم الاتفاق على عقد اجتماع ، ولم تحدد الجهة المتبرعة بتكاليف النقل .. هكذا لب تعقيب الأمين العام ، جميل جدا ، بحيث سلطة الطيران المدني ليست هي الجهة المتبرعة ، وأن الجهة المتبرعة لم تحدد بعد .. وهنا قد يستحق مجلس الصحافة اعترافا من قلمي بأنه لايتحرى الصدق والنزاهة ، وكذلك صديقي القارئ قد يستحق اعتذارا لطيفا ..!!
** ولكن ، وتبا لهذا الاستدراك ، امتنع عن الاعتراف للمجلس والاعتذار للقارئ إلى أن تشرح لي قواميس اللغة العربية معاني الأسطر التالية : ( ستباع الصحف في الجنوب بنفس سعر الخرطوم لترجيح خيار الوحدة ، والطيران المدني سيتحمل تكلفة النقل ).. ما بين القوسين بحاجة إلى شرح يتناسب مع تعقيب الأمين العام لمجلس الصحافة ، علما بأن المتحدث بما في القوسين هو البروف علي شمو ، رئيس مجلس الصحافة .. تصريحه - موثق منذ الاثنين الفائت - في بعض الصحف وبريد الهواتف التي تستقبل أخبار مركز كومون الإعلامي ، ومنها هاتفي الرئيس والأمين العام وكل الإعلاميين .. المجلس لم ينف تصريح رئيسه حتى يومنا هذا ..ربما ليتهمنا - البارحة - بعدم تحري الصدق والنزاهة.. ولهذا نسأل بكل براءة : إن لم يكن حديث رئيس المجلس موثوقا ، فهل حديث الأمين العام هو الموثوق ..؟.. لست أدري ، فذاك محض سؤال للمجلس ، ليتفق رئيسه وأمينه العام على تصريح موحد - وغير متناقض - وموثوق يجنبنا تهمة : عدم تحري الصدق والنزاهة ..!!
** ثم قال الأستاذ العبيد مروح متسائلا : إن فكرة إسهام هيئة الطيران المدني في نقل الصحف مجانا ليست وليدة هذا الأسبوع ، فمن أين أتى الكاتب بهذه الفرية ..؟.. نعم ، لقد صدق الأستاذ العبيد مروح في ذلك ، فالفكرة قديمة ، قل أنها منذ العهد التركي ، فلا خلاف في ذلك .. فالخلاف في : لماذا استجابت هيئة الطيران المدني لتلك الفكرة القديمة جداً ، هذا الأسبوع (بالذات)..؟.. يعني بصراحة كدة : لماذا تبنت هيئة الطيران المدني تلك الفكرة القديمة في ذات الأسبوع الذي نشرت فيه الصحف وثائق تجاوزات إدارتها ..؟.. وهذا السؤال ليس بريئا ، فالتجاوزات المالية والإدارية في الهيئة لم تعد تزكم الأنوف فحسب ، بل تعمي الأبصار أيضا .. ولهذا قلت ، ولا زلت أقول : يجب على نيابة الأموال العامة أن تتحرى ، أوعلى هيئة الطيران المدني أن تقاضينا ، وهكذا العدل في الدول التي أجهزتها تحمي أموال شعوبها بقوة القانون وليس بقوة النفوذ أو قانون القوة و( المكرمة ) .. وأن تبرئ إدارة هيئة الطيران المدني ذمتها أمام القضاء خير لنا - وللناس والبلد - من أن تتبرع لصحفنا بقيمة النقل ..ولذلك وثقت رفض الحقيقة لتلك المكرمة التي أضحت (منكورة ) ..كما ( الشينة )..!!
** على كل حال ، فلتتكفل سلطة الطيران بنقل الصحف مجانا ، كما قال الرئيس ، أو لا تتكفل كما يقول الأمين العام .. هذا وذاك لايهمنا كثيرا ، فالذي يهمنا هو أن هناك فساد مالي بالطيران المدني ، يجب أن يجد حظا من المساءلة والمحاسبة ، هذا ( حق عام ) ..ثم أن صحيفة الحقيقة لن تدرج اسمها في قائمة الصحف التي تنقلها هيئة الطيران المدني و ( هذا حق خاص ) .. إن كان هذا الحق أو ذاك يزعج مجلس الصحافة أو أية جهة أخرى ، فمرحبا بقرار تعليق الصدور أو حتى سحب الترخيص .. وأن نأكل طوب الأرض ، خير لنا من أن نأكل ضمائرنا...!!

ـــــــــــــ
كلمات الأخ الصديق الطاهر ... تفيض جمالا

[المشكل] الآن أنه لم يتم سحب الترخيص ...علانية
ولا يوجد قرار بالتعليق .... صراحة
ومع ذلك
ومع ذلك
ومع ذلك


.... لا يجد معظم صحافيي الحقيقة الذين (ما قصروا تب! ) مع الحقيقة في هذه الملحمة التاريخية
... لا يجدون الآن ... طوب أرض ... يأكلونه ... او يشتكون إليه ..... ظلم ذوي القربى (الحقيقية!)

>