عماد (الجقني) رجل بر أمه

عماد (الجقني) رجل بر أمه


11-03-2010, 09:06 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=310&msg=1288771583&rn=3


Post: #1
Title: عماد (الجقني) رجل بر أمه
Author: سامى عبد الوهاب مكى
Date: 11-03-2010, 09:06 AM
Parent: #0



قصة من الحياة المعاصرة ، كلـ ما فيها من مواقف مشرفة لا يشبه هذا الزمان القبيح الذي يقتل فيه الإبن أباه وتصفع فيه البنت أمها ويختلط السوء بالحُسن والجمال بالقبح ، حتى كدنا لا نميز بين الفضيلة والرزيلة ، ونتهم المجيد بالتقصير ونكافئ المتبلد والعاق حتى نحافظ على البلادة وعقوق الوالدين كعنصر أساسي من متطلبات الحياة.

قصة إنتهت فصولها قبل ثلاث أيام بوفاة والدة محور هذه القصة أرويها اليوم (تمجيداً) لرجل أحببت فضائله وتشرفت بمعرفته لوقت طويل جداً وأتمنى أن تكون كل صحبتي في الحياة بنمازج مثله.

لن أتردد ولو لحظة في ذكر بطل هذه القصة بالأسم فما سأكتبه عنه يستحق أن يسطر بماء الذهب ويعلق على ذاكرة أي إنسان ليتذكر دوماً أن البِر هو سنام الطاعة ومطية الرحمة وهو سبيل رضاء النفس ورضاء الخالق ورضاء الخلق على الإبن البار.

أبدأها بسعادتي بمعرفت عماد محمد عبد الرحمن (الجقني) جار السكن وزميل الدراسة والأخ الأكبر لي ولغيري وعمدتنا في الغربة وملاذ كل محتاج.

ونحن في مقتبل العمر كان نجم يتمنى كل أبناء جيلنا أن يصلوا لعشر مهارته الكروية فقد كان تميزة لافت لنا نحن الأصغر سناً فهو قد كان وقتها الأحرف حتى عرفة الجميع ولمع كالشهاب ولكن إختار بعدها الهجرة للدراسة ولولا ذلك لكان اليوم أسطورة تمشي بين الناس.

في مرحلة أخرى لحقنا به في الجامعة خارج السودان فوجدنا عماد هو تجسيد للسوداني الأنموزج الذي يثق فيه الجميع (البنات) قبل (الأولاد) ، فهو صاحب البيت المفتوح للجميع وأخ الكل وعمدة السودانيين الذي (لا يغلق باب بيته أمام أحد أبداً) في بلد جعل فيها الطلاب السياسة أداة للفرقة بين تيارات كثيرة متصارعة مابين (إسلامي وشيوعي وبعثى وناصري وإتحادي وأمة و مجرد عبثي)

حتى لا أطيل لن أذكر مواقفه الكثيرة جداً فهي لا تحصى فلكل من عاشر عماد موقف مختلف وكلها تصلح لأن تكون روايات تروى للأجيال.

المهم مرت السنوات ويشتد المرض بوالدة عماد وهنا تبدا قصة بر عماد بوالدته الذي لم أسمع له مثيل إلا في كتب السيرة والسلف الصالح.

من كان يتخيل أن يتولى (رجل) (إبن) أو قل حتى إبنه في هذا الزمن (العاق) رعاية أمه كما فعلت له وهو (رضيع) ووالله هذا ما حدث وسأخبركم عنه مع علمي بأنه لا يبتغي إلا رضاء ربه.

نعم حين دخلت أمه في غيبوبة طويله تحولت الأدوار فكان عماد (الأم لأمه) وليس الأب فهو من يتولى تنظيفها ويحمله بين يديه ويجلس بها كطفلته المدلله (كل يوم) ويطعمها كما فعلت له وهو صغير ، وبالمناسبة له أخوات وأخوان وكلهم لهم الرغبة في تقديم نفس الشي لهذه الأم الكريمة التي نشهد على نبلها من واقع عشرتنا معها لكنه كان رافض حتى لمبدأ المشاركة.

يخبرك الجميع بفرحة وإعجاب وشي من الإستغراب عن كيف أنهم وجدوه يحمل أمه ويقرأ الصحيفة (ويلوليها) كالطفلة ويطعمها كل هذا الحب وهي في عالم أخر لا تعي بمن حولها إلا لماما.

إنقطع صديقي عن كل شي وتفرغ تماما لرعاية أمه في وقت ينقطع فيه غيره من حتى التواصل مع والديهم بل وصل الأمر أن يرضي البعض زوجته ويرسل أمه لدور العجزة والمسنين ليرعاها الأخرين (إحسانا)

كم تمنيت أن أكون في برك يا عماد وكم خجلت لغيرك ممن عقوا أبويهم ولم يغتنموا فرصة الظفر برضاهم ورضاء من خلقهم وخلقك.

رحم الله والدته الحاجة فاطمة نصر وأسال الله أن يجازي عماد خير الجزاء لبره الأنموزج لوالدته.

Post: #2
Title: Re: عماد (الجقني) رجل بر أمه
Author: ashraf mukhtar
Date: 11-03-2010, 09:47 AM
Parent: #1

رحم الله والدته الحاجة فاطمة نصر وأسال الله أن يجازي عماد خير الجزاء لبره الأنموزج لوالدته.

Post: #3
Title: Re: عماد (الجقني) رجل بر أمه
Author: Elawad
Date: 11-03-2010, 05:18 PM
Parent: #2

شكرا ليك يا سامي و أنت تشركنا في هذه القصة. رب ارحمهما كما ربياني صغيرا.