( آسيا وإفريقيا ) ومؤتمر باندُونق و الشاعر: تاج السر الحسن .

( آسيا وإفريقيا ) ومؤتمر باندُونق و الشاعر :تاج السر الحسن.

(1)
عندما أعزف يا قلبي الأناشيد القديمةْ
ويطل الفجرُ في قلبي على أجنحِ غيمةْ
سأغني آخر المقطع للأرض الحميمةْ
للظلال الزُرق في غابات كينيا والملايو
لرفاقي في البلاد الآسيويةْ
للملايو .. ولباندوق الفتيةْ
لليالي الفرحِ الخضراء في الصين الجديدةْ
والتي أعزفُ في قلبي لها ألف قصيدةْ
يا صحابي صانعي المجد لشعبي
يا شموعاً ضؤها الأخضر قلبي
يا صحابي فأنا ما زرت يوماً أندويسيا
أرض سوكارنو .. ولا شاهدتُ روسيا
غير أني والسنا في أرض أفريقيا الجديدةْ
والدجى يشرب من ضوء النجيمات البعيدةْ
قد رأيت الناس في الملايو
مثلما شاهدت جومو
ولقد شاهدت جومو
مثلما امتد كضوء الفجر يومُ
مصر يا أخت بلادي يا شقيقةْ
يا رياضاً عذبة النبع وريقة .. يا حقيقة ..
مصر يا أم جمال .. أم صابرْ
ملء روحي أنت يا أخت بلادي
سوف نجتث من الوادي الأعادي
فلقد مدّت لنا الأيدي الصديقة
وجه غاندي وصدى الهند العميقةْ
صوت طاغور المغني
بجناحين من الشعر على روضةِ فنِّ
يا دمشق ... كلنا في الفجر والآمال شرق
أنتِ يا غابات كينيا يا أزاهرْ
يا نجوماً سمقت مثل المنائرْ
يا جزائرْ...
ها هنا يختلط القوس الموشّى
من كلِّ دارٍ كل ممشى
نتلاقى كالرياح الآسيوية
للملايو ولباندونق الفتيةْ...


*

(2)
من الصعب أن تكتب شعراً مغموساً في حدث سياسي ، دون أن تتخثر الدماء الحارة في منعطفات انطلاق الشعر ، وتمرده على الوقائع ، وخروجه عن المألوف . ولكن محبة الشاعر كانت الترياق الذي لم يتح لفيروز النثر وتقريريته أن تمُدّ حبائلها إلى النظم عند " تاج السر الحسن " ، وتمكنت ثقافته المنفتحة ، وتملكه ناصية العربية من أن ينسج غزلاً جديداً في غنائية ناعمة ، تُناسب العصر الذي ازدهرت فيه الأغنية الوطنية ، وهي تتوثب لتجمع الطموحات في دنيا يتنازع فيها القطبان نفوذاً على رقعة الأرض . لكلٍ محاسنه ومساوئه ، وانكشف المستور من بعد عقود ، ولكن في زمانها كانت القومية والوطنية مترادفان في سرجٍ . الأرض فضاء رحب ، وتحت غبار صراع الجبابرة يمكن للأمم الصغيرة أن تعتاش ، ومن هنا كانت هنالك "منطقة وسطى ما بين الجنة والنار " كما يقول شِعر نِزار قباني .


*

صور من باندنق -1-



*

(3)

تمكن الشاعر الدكتور " تاج السر الحسن " وهو الذي جلس للغة العربية جلوس العُباد ، ومن بعدها درس في الجمهوريات السوفيتية القديمة . جمع بين اللغة العربية في الأزهر وجامعة مكسيم جوركي والغة الروسية ، فقيض له الزمان أن تكون بيده اللغة الخصيبة في دوحة الشرق الأوسط ، ومن أم مناراتها مصر ، ومن آداب المعسكر الاشتراكي بزمانه الذي وهب ثمرات شعبه لأبناء دول العالم الثالث علماً ومعرفة بيسر .

تمكن " عبد الكريم الكابلي " من أن ينسج الحرير بيتاً ناعماً للوجدان ، فموسق الكلمات وأعطاها دفعاً بما أحب من تلك المناطق الفكرية التي تزحم النفس فتُبدع ، وهبّت الريح الوطنية القومية من القصيدة إلى الموسيقى ، واندلق العطر من مخزونه الثر وعمّ القرى والحضر . وساق الزمان بعربته الثقيلة التي تجرها الثيران في زمان كانت فيه الوجودية فلسفة ناهضة من فرنسا ، استنطقت الشعر والقص والسينما والفلسفة .

من هنا كانت لأغنية لآسيا وإفريقيا مذاق تلك السنوات . الحامض من السياسة مختبئ ، والظاهر منها دعوة للوطنية والعدالة ، ولو على حساب الديمقراطية والحساب العسير بين أن تميل النفس دعماً للفقراء ، وبين تجفيف الساحة من الحريات !


*

صورة من باندونق -2-



*

الأخ الأستاذ عبد الله الشقليني والأصدقاء

وأنتم تبهجوننا بذكريات العرس الآسيوي الإفريقي في باندونج (أرض سوكارنو) الذي خلده في وجداننا الشاعر الكبير الدكتور تاج السر الحسن والفنان المبدع عبد الكريم الكابلي في هذه الملحمة الرائعة، يسرني أن أهديكم هذه الصورة التاريخية لقادة حركة عدم الانحياز (نيويورك 1961م).

إن مؤتمر باندونج (1955م) هو الذي أرسى اللبنة الرئيسية لتضامن الدول النامية، والذي تبلور بشكل أكبر في المؤتمر التأسيسي الأول لحركة عدم الانحياز في بلغراد (1961م).

تيتو - سوكارنو - عبد الناصر - نكروما - نهرو

محبتي
عبد المنعم خليفة

العزيز الأكرم : دكتور عبد المنعم خليفة
تحيات زاكيات

لك من الشكر أجزله وأنت تمنح الملف أكثر من سبب للبقاء ،
تينك الأيام كُنَّ على موعد مع أمم تآلفت على أن تتضامن
مع بعضها ، وتمد جسور الأمل .

تلك الأيام لا يعرفها الذين تفتحت عيونهم على النظم الشمولية
ولا يقرءون التاريخ . كان هنالك أكثر من صوت .

محبة لك

*

(4)

أسس وديع حداد وجورج حبش في الستينات حركة القومية العربية الفلسطينية الناهضة تلك الأيام ،فقد كانت شعارات جاذبة لمشاعر مناهضة الاحتلال الصهيوني ، وخيط من خيوط الفكر المقام في ذلك الزمان . كانت نهضة جديدة لم تدعو لإعادة البعث الديني ومحاكاة التاريخ ، بل لاستنهاض دماء جديدة تصب في شرايين الأمة ، والإفادة من ثورات الفكر الاشتراكي بما يوائم الحياة الاجتماعية في منطقة الشرق الأوسط .
كان لها حظها من القبول والاستمرار ، حتى انكفأت ، وتلك مسالة أخرى تحتاج ملفاً آخر .


.

Quote: نتلاقى كالرياح الآسيوية للملايو ولبنادونق الفتيةْ...

نتلاقى كالرياح الآسيوية
كأناشيد الجيوش المغربية....

و

يارفاقي صانعي المجد لشعبي.

الظروف السياسية السائدة وقتذاك،
دعت الكابلي لأن يلحق بعض التشويه
بهذالعمل العظيم.


تحياتي

(5)
شكراً لك أخي الدرديري ،
فقد وردت في أكثر من موقع وفق ما تفضلت ،
وليتنا نحوز الديوان الذي فيه أصل القصيدة

ونعرج إلى أن ضرورات التلحين كضرورات الموسيقى ، بل والموسيقية
لها افقها ، فقد كانت مطلع قصيدة الشاعر " الهادي آدم "
التي لحنها عبد الوهاب وغنتها أم كلثوم :

أغداً ألقاكِ فيالهف فؤادي من غدِ
وتعدلت إلى :
أغداً ألقاكِ فيا خوف فؤادي من غدِ

وتم التعديل بطلب من الملحن ، بعد أن تمت دعوة الشاعر لمصر ،
وحضوره بروفات العمل الفني ، وتم التعديل لأن اللهف
فيها حرف ال (هـ ) وهو من الحروف غير القابلة للمد ،
والخوف قابلة لدخول الفراغات الموسيقية بين أحرف المد

شكراً لك سيدي أن نبهتنا ،
وهو ضروري أن نعثر على الديوان وإلا صارت الأغنية
هي المرجعية


*

Quote: أقدمم لكم هذه القصيدة بعنوان (آسيا وأفريقيا) للشاعر الكبير تاج السر الحسن، و هو أخو الشاعر الكبير الحسين الحسن الذي كتب (قصيدة إني أعتذر) والتي مطلعها: حبيبة قلبي تفشى الخبر فذاع وعم القرى والحضر وكنت أقمت عليه الحصون وخبأته من فضول البشر وهذه القصيدة أعجبتني وهأنذا أقدمها لكم على امل أن تنال إعجابكم : أنشودة آسيا وأفريقيا كلمات : تاج السر الحسن غناء : عبد الكريم الكابلي عندما أعزف يا قلبي الأناشيد القديمة ويطل الفجر في قلبي على أجنح غيمة سأغني آخر المقطع للأرض الحميمة للظلال الزرق في غابات كينيا والملايو لرفاقي في البلاد الآسيوية .. للملايو ولباندونق الفتية لليالي الفرح الخضراء في الصين الجديدة *********** يا صحابي صانعي المجد لشعبي يا شموعا ضوءها الأخضر قلبي وأنا في قلب إفريقيا فدائــي يا صحابي وعلى وهران يمشي أصدقائي والقنال الحر يجري في دمـــائي وعلى باندونق تمتد سمــــــــائي يا رفاقي فأنا ما زرت يوماً اندونيسيا أرض سوكارنو ولا شاهدت روسيا غير اني والسنا في أرض إفريقيا الجديدة والدجى يشرب من ضوء النجيمات البعيدة قد رأيت الناس في قلب الملايو مثلما أمتد كضوء الفجر يوم.. مصر يا أخت بلادي ياشقيقة يا رياضا عذبة النبت وريقة مصر يا أم جمال .. أم صابر ملء روحي أنت يا أخت بلادي سوف نجتث من الوادي الاعـادي فلقد مدت لنا الأيدي الصديقــــة وجه غاندي وصدى الهند العميقة صوت طاغور المغني بجناحين من الشعر على روضة لحن يادمشق كلنا في الفجر والآمال شرق ********* أنت يا غابات كينيا يا أزاهر يا نجوما سمقت مثل المنائر يا جزائر .. هاهنا يختلط القوس الموشى ها هنا من كل دار .... كل ممشى نتلاقى كالرياح الآسيوية.. كأناشيد الجيوش المغربية أغني لرفاقي في البلاد الآسيوية للملايو ولباندونق الفتيـــــــة

http://www.airssforum.com/f148/t29941.html


*

.


ونواصل



.

(6)

.

تحياتى أستاذنا الشقلينى

نص مفعم بالحب للإنسانية و التفاعل مع الوحدة و الإخاء

وددت لو أعيش الجوء النفسى الذى صاحب كتابة القصيدة. يا له من تفاؤل!!!

تاج السر الحسن خلد كل ما ورد ذكره فى هذا النص الإستثنائى..

و أحسب أن ذات الأحاسيس تتقمصك فى هذا الوقت الحرج من عمر الوطن..

دمت يا سيدى

(7)

الأكرم " أباذر عمر
تحية طيبة وأنت ترسي قاربك عندنا


نعرف أنّا موزعين ولكن تحت خيمة الإرث الجيني ،
فمعظمنا تتحرك في دمائه جينات إفريقيا ، التي تأنى
بعض أهلها على نكران أصحاب المقاطع الخلاسية
وقاطفو الورود من كل " روضة ومن كل عينة زهرة "


*