Post: #1
Title: وردة اقل ومصير مخيف
Author: تراث
Date: 10-29-2010, 08:25 PM
الانفصال ليس مجرد خيار.. بل مصير ارتكبه الشماليون بأيدهم.. عشرات السنوات من الحروب والجرائم السياسية والإنسانية والأخلاقية، والتي وصلت ذروتها في عهد البشير،.ما كان يمكن إلا أن تفضي لأن يحصل المضطهدون- بنضالهم الطويل- على حريتهم واستقلالهم.. وهذا ما لن يسمح نظام البشير، بأن يتم بسهولة وسلاسة كتلك التي رسمتها اتفاقية نيفاشا على الورق. الجنوب بالنسبة لنظام البشير شريان حياته الأساسي.. ومنه تأتي نحو 80% من الثروة التي يعيش عليها الآن (البترول).. وإذا فقد النظام هذا الجزء الأعظم من ثروته فانه منهار لا محالة، وربما ينهار معه السودان كله.. لذلك فأنهم ألان يعملون كل جهدهم لعرقلة الاستفتاء حتى لو اضطروا لتفجير الحرب من جديد.. وفي هذه الحالة فان الجنوب سيعلن غالباً الانفصال من طرف واحد وستستمر الحرب ويستمر الانفصال، أما إذا لم يفجر نظام الخرطوم الحرب قبل الاستفتاء، فان من الراجح أن يبادر بها بمجرد انتهاء الاستفتاء وظهور نتيجته المتوقعة لصالح الانفصال.. وفي هذه الحالة أيضا سنكون في حضرة الحرب والانفصال معاً. وفي كل الأحوال اعتقد أن السودان سيعيش في الفترة القادمة زمناً من السوء التدهور والفشل والانهيار لم يسبق أن عاشها من قبل.. وأنا أفكر في كل ذلك وفي تفاصيله وتداعياته، ظلت ترن في أذني كلمات قصيدة محمود درويش "هنالك ليل" التي قرأتها أول مرة في ثمانينات القرن المنصرم.. خطر بذهني منذ أيام أن ابحث عنها، ثم أعود بها إلى المشاركة- بعد غيبة طويلة- في سودانيز اون لاين بلا مقدمات.. وان انزلها فقط دون تعليق.. ولكني أجد الآن نفسي وقد كتبت هذه الأسطر قبلها.. فإليكم القصيدة وربما أتذكر قصائد أخرى كانت تنبئ بمثل هذا المصير المخيف.
|
Post: #2
Title: Re: وردة اقل ومصير مخيف
Author: تراث
Date: 10-29-2010, 08:40 PM
Parent: #1
هنالك ليل أشد سواداً هناك ورد أقل سينقسم الدرب أكثر مما رأينا سينشق سهل وَيَنْهَدّ سفحٌ علينا وينقض جرح علينا وينفض أهل سيَقتُل فينا القتيل القتيل لينسى عيون القتيل ... ويَسْلُو سنعرف أكثر مما عرفنا ونبلغ هاوية بعد هاوية حين نَعْلُو على فكرة عبَدَتها القبائل ثم شَوَتها على لحم أصحابها حين قَلّوا سنَشهَد فينا أباطرة يحفرون على القمح أسماءهم كي يَدُلّوا علينا ألم نتغير؟ رجال على دين خنجرهم يُذبحون، ورمل ليكثر رمل نساء على دين ما بين أفخاذهن وَظلّ لِيَصغرَ ظِل ... ولكنني سأتابع مجرى النشيد، ولو أن وردي أقل
|
Post: #3
Title: Re: وردة اقل ومصير مخيف
Author: فتحي البحيري
Date: 10-30-2010, 04:30 PM
Parent: #2
الرائع الجميل عثمان
كل عام وانتم بخير
بوست مميز فعلا
|
Post: #4
Title: Re: وردة اقل ومصير مخيف
Author: تراث
Date: 10-30-2010, 07:46 PM
Parent: #3
شكراً كثير بافتحي وشوق اكثر.. كيف حالك وحال الاصدقاء هناك معك تحياتنا لكم جميعاً.. وقلبنا على الوطن
|
Post: #5
Title: Re: وردة اقل ومصير مخيف
Author: جورج بنيوتي
Date: 10-31-2010, 06:59 PM
Parent: #4
تراث العزيز
نتقرفص وسط الدائرة ..
تترنح أثمال الوعي المدهوش المدهوس ....
من عبرت به خاطرة الورد الأقل؟ النوم في عسل: الباب البجيب الريح!!!!
لونت الخارطة بحبر المحاية اللا أسود لا أزرق ...
هل هي محطة أولى؟ .... أم...؟؟
---------
أشواقي لك ‘ للجندرية والعيال، الحسن ، أحمد عمر، زوربا،... الكل.
نحلم أن نراكم...
سلام مربع.
|
Post: #6
Title: Re: وردة اقل ومصير مخيف
Author: تراث
Date: 10-31-2010, 07:50 PM
Parent: #5
Quote: نتقرفص وسط الدائرة ..
تترنح أثمال الوعي المدهوش المدهوس ....
من عبرت به خاطرة الورد الأقل؟ النوم في عسل: الباب البجيب الريح!!!!
لونت الخارطة بحبر المحاية اللا أسود لا أزرق ...
هل هي محطة أولى؟ .... أم...؟؟
|
صديقي الحبيب جورج .. ينقصني التكافو معك في الشعرية. وتعجزني مثل هذه الردود المترعة بالشعرية عن مجارتها في الرد... لا استطيع مجاراة قولك البليغ، ولكني اتحداك في مقدار الشوق لك، وفي قدر التشاؤم حول مصير بلدنا المكلوم من زمن طويل.
|
Post: #7
Title: Re: وردة اقل ومصير مخيف
Author: فتحي البحيري
Date: 11-01-2010, 07:45 AM
Parent: #6
|
Post: #8
Title: Re: وردة اقل ومصير مخيف
Author: تراث
Date: 11-01-2010, 08:06 PM
Parent: #7
شكراً العزيز فتحي على حرصك على البوست ورفعه وهذه قصيدة تذكرتها أيضاً من الثمانينات لصديقي محمد عبد القادر محمد خير الذي أتمنى أن أعرف أين هو وكيف أحواله وماذا يفعل.. وهل لا زال يكتب مثل ذلك الشعر الجميل.. خبروني عنه. القصيدة بعنوان "هنا الغي والهرجلة" كتبها ابان كنا زملاء في جامعة القاهرة الفرع في ذلك العقد من القرن المنصرم.. كان في ما اظن يرثي حال السودان عقب سرقة انتفاضة مارس ابريل، وكانت اجواء التشاؤم حينها اقل مما هي عليه الان. وتظل هذه القصيدة صالحة لكل ازمان السودان التي عرفناها حتى الآن. .
|
Post: #9
Title: Re: وردة اقل ومصير مخيف
Author: تراث
Date: 11-01-2010, 08:10 PM
Parent: #8
هنا الغي والهرجلة
هنا الآن ساعة العسر.. موسم الجاهلين والفتنة المرتجاة، واكتمال الهلال الخديعة، والضحكة العابرة. هنا مهرجان الكلام "الهبوب" والكذب المستجاز والفتنة القاصمة هنا الزعرُ والكيدُ والغي والهرجلة. أدخل الآن حالة الحزنِ والخوفِ. حالة كوني الكادح، الغافل، الخاسر المستخف بكونه من نطفة بدء، أرقص الشاشاي والكمبلا، وأطلق ساقي للمشاوير النائحات على طرق البلاد وأعلن: أني أبشركم بالخوف والجهل والحزن والمسغبة. إني أرى سبلاً افرنقعت بكم.. وتداخلت سبلُ. إني أرى إني مستضعف جداً.. والطير تأكلني، امشي إلى حلمي.. أعدو ولا أصل. إني أرى..... يبالغ خوفي كثيراً إذا ما تجاوز حزني مداه، فادخل حالة كوني نشيد الخليل وجيع البلاد الأصيل، واشهد انك أنت، إذا ما تهاوت عروش وطارت نعوش وضاقت بساكنيها البيوت، وسدت في أوجه العابرين الشوارع، ينهض وجهك الحاتمي نخلةً فوق رمل القرى والبراري، نخلة.. إذا ما دهمتني العوارض والريح والطير الأبابيل الكواسر مالت علي كثيراً ومالت. نخلة إذا ما سبتني العمائم المائلات والمطففون اشتروني بغث الكلام، وراودني المرجفون عن قوت يومي عز عليها السكوت، فشالت عراجينها مطراً من البلح الساحلي، والعفة المشتهاة، والقدرة الفاعلة. فاضرب حولك سوراً من الدهشة والعشق و"الغناء الحقيبة": "ضاع صبري أين وصلي". يورق الآن نشيد الخليل، ويعلو فوق هديل الحمام صوت الأحبة القادمين من بين الصلب والترائب: "عازة ما سليت وطن الجمال وما ارتضيت غير الكمال وقلبي لي سواك ما شفته مال عزة في هواك" هنا ساعة الفوز والميسرة هنا تطرح الأرض أحمالها والنهر يمنح كل ذي سئل سؤاله فانهضوا.. انتم الآن العصافير، الفراشات الولاة انهضوا.. انتم الآن الأرض التي أدت أمانتها وقامت ترقص الشاشاي والكمبلا.
محمد عبد القادر محمد خير
|
Post: #10
Title: Re: وردة اقل ومصير مخيف
Author: احمد محمد بشير
Date: 11-01-2010, 08:37 PM
Parent: #9
( الانفصال ليس مجرد خيار.. بل مصير ارتكبه الشماليون بأيدهم.. ) ما ذكرته أعلاه يا أستاذ "تـراث"هي عين الحقيقة.
|
Post: #11
Title: Re: وردة اقل ومصير مخيف
Author: تراث
Date: 11-02-2010, 07:19 PM
Parent: #10
شكراً يا أحمد محمد البشير.. شكراً للمشاركة التي صارت عزيزة بالنسبة لي في هذا المنبر.. شكراً لجميع من فتح هذا البوست.. هذه أجزاء من قصيدة اخرى كتبها الشاعر العراقي الدكتور على الحداد.. وكأنه كان يتحدث عنا وعن مصير السودان:
|
Post: #12
Title: Re: وردة اقل ومصير مخيف
Author: تراث
Date: 11-02-2010, 07:21 PM
Parent: #11
أنظر في مرآة يدي لنثار يتراكض حولي من أوراق القرن الراحل ها.. إني امسك أزمنتي من شافتها وأرمم ذاكرة فقدت بهجتها من فرط الوحشة أو فرط الخوف لأراها جرة أحلامي تتدحرج من حنجرتي كالخشب الناشف أسقطها قرن فات فتقرفصتُ عليها أحصيها أحصي الخيبات فلقد أرغمت على شرب مياه الصمت طويلاً ولقد ضيعت أحبائي بين أناشيد حروب ما أبقت ظهراً أو صنعت نصراً وتقاذفت الأبواق دمي ومضغت رمادي بحثاً عن حلم لا تكسره طعنات الريح مذ كنت صغيراً قالوا لي: ارم أسنانك للشمس ستعطيك بلاداً اصفي من سن غزال واليوم.. أنا في آخر أشواط ضبابي لا سن حمار أبقيت ولا وطناً من عين الشمس رأيت. ممهوراً بضياعي ها إني امسك لحظتي الشوهاء فأراني مكروراً هل اكسر مرآتي أم ابرك مثل بعير في صحراء حطامي منتظر رب البيت ليخرجني من طين ظنوني مصحوباً باللعنات؟
|
Post: #13
Title: Re: وردة اقل ومصير مخيف
Author: mohmmed said ahmed
Date: 11-03-2010, 04:49 AM
Parent: #12
شوفك بعيد يا تراث
للبلاد التى تسير نائمة الى الهاوية
|
Post: #14
Title: Re: وردة اقل ومصير مخيف
Author: تراث
Date: 11-03-2010, 08:39 PM
Parent: #13
ان شاء الله يكون شوفي غلط يا محمد.. ولكني ارى الامور تسير بما لا تشتهي السفن
|
Post: #15
Title: Re: وردة اقل ومصير مخيف
Author: معاوية عبيد الصائم
Date: 11-03-2010, 08:43 PM
Parent: #14
عثمان تراث سلام والولاد
معاويه عبيد
|
Post: #16
Title: Re: وردة اقل ومصير مخيف
Author: تراث
Date: 11-03-2010, 10:10 PM
Parent: #15
معاوية .. السلام ليك والاشواق لك ولكل من معك التحايا.. شكراً كثييييييييييير
|
Post: #17
Title: Re: وردة اقل ومصير مخيف
Author: تراث
Date: 11-04-2010, 11:29 PM
Parent: #16
اين المتفائلين؟.. كم نحن في حاجة البهم.
|
Post: #18
Title: Re: وردة اقل ومصير مخيف
Author: جورج بنيوتي
Date: 11-05-2010, 06:32 PM
Parent: #17
البرق أصاخ السمع فلم يبرق
من ضحكت عنزته من دغدغة الحلبِ
ولم يضحك؟؟
إن كانت عزة فوق الريشِ
وتحت الضغط..
من قال اللعنة لا تحملُ
وزر بنيها؟؟
أن النبتة لا تنضج فوق النارِ
لتفرز أذرعة أخرى
فينوء الحلم بمن حملوه ........
...... تبتلع البقية شوكة في صبارة نعِسَه!
__________ الأسئلة:
من كان وراء؟
ومن كان أمام؟
>>>>>> عموما يا تراث يا اخوي : "" الليلة تخلع بردتها وتنام ""
|
Post: #19
Title: Re: وردة اقل ومصير مخيف
Author: حاتم الياس
Date: 11-05-2010, 06:57 PM
Parent: #18
أستاذ تراث..بعد ان قرأت كتابتك هذه..قررت العودة لكتابة الشعر وأول عنوان خطر لى انا المواطن السودانى الذى يعيش تحت قبة وسماء هذا الوطن هى قصيدة بعنوان (باعة الكوابيس)..كأننى أحياناً أتخيل ان بعض ابناء وطننا فى الخارج يبحثون عن تراجيديا بكائية وأستراحة للدمع وابواب مشرعة للحزن مدخور..لتأتى بعد ذلك قصائد وكتابات أخرى عن الوطن الذى ضاع وعن البلاد التى ذهبت ريحها.. ونصبح مادة لخيال الكتاب وحكاية لليالى المهاجرين الموحشة
نحن هنا فى قلب الوطن نبض حي واٍيمان لايتزعزع بمستقبل نمتلكه
----
فتفاءل خيراً الله يكرمك
|
Post: #20
Title: Re: وردة اقل ومصير مخيف
Author: تراث
Date: 11-05-2010, 09:49 PM
Parent: #19
معاوية عبيد... صديقي الحميم وأحد ابرز من ابحث عنهم منذ سنوات طويلة.. أين أنت يا صديقي؟ لم أعرفك من هذا الاسم الطويل الذي وضعته لنفسك " معاوية عبيد الصائم" أنا أعرفك مثلما يعُرف الأعلام الكبار من اسمين فقط على الأكثر "معاوية عبيد" وكفى. لذلك جاء ردي السابق إليك كما أتي دون أن يحمل أشواقي كما ينبغي بصديقين حميمين افترقا منذ أكثر من عشرين عاماً.. اخبرني اين أنت الان وماذا تفعل وكيف يستمر التواصل بيننا حتى نلتقي .. ولندبر لذلك سبيلا إذا ثمة سبيل سلام ما ليه حد وأشواق متراكمة كالجبال.. لم تقل لنا رأيك في موضوع البوست ومايراه
هناك مشاركات هامة جدا في البوست وسأعود اليها واحدة واحدة باذن الله تعالي
|
Post: #21
Title: Re: وردة اقل ومصير مخيف
Author: تراث
Date: 11-11-2010, 08:37 PM
Parent: #20
Quote: أستاذ تراث..بعد ان قرأت كتابتك هذه..قررت العودة لكتابة الشعر وأول عنوان خطر لى انا المواطن السودانى الذى يعيش تحت قبة وسماء هذا الوطن هى قصيدة بعنوان (باعة الكوابيس)..كأننى أحياناً أتخيل ان بعض ابناء وطننا فى الخارج يبحثون عن تراجيديا بكائية وأستراحة للدمع وابواب مشرعة للحزن مدخور..لتأتى بعد ذلك قصائد وكتابات أخرى عن الوطن الذى ضاع وعن البلاد التى ذهبت ريحها.. ونصبح مادة لخيال الكتاب وحكاية لليالى المهاجرين الموحشة
|
ليتها مجرد كوابيس يا حاتم .. وليتني أكون مجرد بائع كوابيس.. هذا ما أتمناه واصب كل أملي عليه.. بشرونا ، فنحن لا نرى أفقا للبشارة.
|
|