بكاء الاسلاميين : مــآقـي بلا دمــــوع

لماذا اصبح كلما اتلفتنا شمالا او يمينا

نجد احد جلاوزة الاسلاميين يجعر بالبكاء

كلما جاءت سيرة انفصال جنوب السودان!

هل هذا البكاء نتيجه للاحساس بالخيبه والانكسار

وفشلهم في اخضاع الجنوب بقوة السلاح

ام هو شعور بالزهو والانتصار لبرنامجهم

الذي اعتمدوه منذ الستينات بفصل الجنوب

واقامة دولة طالبان السودان؟

ام هو حسرة وأسي علي بلايين الدورات التي سيفقدونها

من عائدات البترول بعد انفصال الجنوب؟

اين كانت هذه الدموع خلال عشرين عاما حسوما

اذاقو فيها الشعب السوداني اصناف العذاب

فقتلوا من قتلوا وشردوا من شردوا وقصفت طائراتهم من قصفت

واغتالوا من اغتالوا بدم بارد

وعذبوا من عذبوا في بيوت الاشباح

واستباحوا كل الحرمات بلا وازع

ولم يراعوا إلا ولا ذمه في شعب كريم

صدق اغلبه كذبتهم باقامة دين الله

وانزال عدالة السماء للارض

سوداننا قد مل المنام وسرقة الحرامية
لقوت هذا الشعب العظيم الطيب
بإسم الدين..
تجار الدين الحرامية ..





أهتف معي قول يا أخي..

يحيا الكفاح وينبغي..

فليخرج الكوز الشقي..

ويرفرف العلم الحبيب

إن كل من تابع وعاش تجربة الاسلاميين في الحكم

يستطيع ان يستخلص بسهوله كمية التناقضات النفسيه

التي يعانوا منها:

فكل من ليس منهم فهو اما خائن او شيوعي او مرتزق

تستباح حرماته بما فيها حياته وتصبح غنيمه للمسلمين

وكل دوله في العالم تنصحهم بأن ما يفعلونه

خطاء هي اما دوله استعماريه او عمليه لاسرائيل

او متآمره تسعي للانقضاض علي الاسلام

وكل من يخالفهم الراي فهو مأجور

يتحدث نيابة عن اولياء نعمته احفاد الصليبين

وكافر مرتد او ملحد يقام عليه الحد وتطلق زوجته

اما الاحزاب الاخري وقياداتها ففي رأيهم

كما قال ابراهيم احمد عمر ومصطفي عثمان فهي احزاب

تحالفت مع الشيطان وباعت نفسها لامريكا وارتهنت البلاد

وفارقت المله ( تشرب الجعه في اسمراء وعليها الاغتسال
في البحر الاحمر قبل ان تدنس ارض الخرطوم الطاهره)

استغل الاسلاميين السلطه لا لاقامة العدل

بل لتوطيد اركان حكم ظالم يستبيح الاخر

بسبب او دون سبب

استتبعوا جهازهم التشريعي وجهازهم القضائي للسلطه التنفيذيه

وهكذا اصبحت اجهزة دولتهم فوق القانون

تفعل ما تفعل دون ان تطالها المحاسبه

اصبح المال العام مالهم يصرفونه فيما يشاؤون

يفسدون به في الارض ولا يخشون محاسبه من احد

دعك من رب العباد

كان اكبر مهدد لتوطيد سلطتهم حركه ثوريه ناضجه في الجنوب

نازلتهم عشرين عاما من القتال

لدحرها وهزيمتها والقضاءعليها حشدوا مئات الالاف
من الأبرياء من طلاب المدارس واستقدموا لها المهوسيين

من الجماعات الدينيه من اركان الدنيا واسسوا مجموعة القاعده

وجلبوا السلاح من الخارج وعندما لم يكف اقاموا له المصانع

في الداخل، استعانوا بكل ما يستطيعون، ضحوا بكل ما يملكون

من اجل هزيمة الحركه الشعبيه، ولكنهم فشلوا

بل تمددت الحركه من الجنوب الي الشرق وجنوب الوسط

واصبحت مهددا قويا لبقائهم في السلطه

التي يحبونها كحب ابن الرومي لابنه

في عام 2005م ومع خوفهم المتنامي

من غزو خارجي محتمل لا قبل لهم به

وقعوا علي وثيقة انهزامهم ( تعرف مجازا باتفاقية السلام الشامل)

تخلوا عن كل جنوب السودان، وسحبوا جيشهم خارجه

وقبلوا ان يقرر الجنوب مصيره لينفصل

بمنطق الفهلوه والاستهبال الذي يمارسونه

في السوق، اعتقدوا أن بإمكانهم الالتفاف علي

او التملص من اتفاقهم متي ما راق لهم ذلك

وشرعوا في الالتفاف علي بنود الاتفاقيه ليفرغوها

من مضامينها واحدا تلو الاخر

اضاعوا خمس اعوام في اللت والعجن عسي ولعل

يجدوا مخرجا من اتفاقية هزيمتهم

في غيهم هذا، نسوا ان العالم لا يعيش علي الفهلوه

والابتزاز، وان العالم شرقه وغربه، بل حتي اقرب اصدقائهم

مصرين علي تنفيذ الاتفاقيه.

ومرت الايام وجاء تنفيذ اهم استحقاق

تقرير المصير

وكما لم يرحموا السودانيين

سلط الله عليهم ما لايخاف ولا يرحم ( امريكا)

اصبح السودانيون يمسون ويصبحون علي

وجود المبعوثين الامريكيين في بلادهم

بل قال رئيسهم، ان السودان هي اهم اولويه لهم

واصبح الاسلامييون بعد ان كانوا يهرفون بعذاب امريكا

يتبادلون ابتسامات الرياء مع مسؤوليها

يستجدونهم لاعفاء الديون ورفعهم عن قائمة الرهاب

ويمضوا في (تحنيسهم) لاقامة علاقات دبلوماسيه كامله

ثم عندما تتمنع امريكا يتبرمون ويغضبون

ولا زالوا يقدمون لها القرابين زلفا

عسي ولعل ان ترضي عنهم وترفعهم من قائمة الارهاب

ضاقت خياراتهم
تحسسوا قواهم من اجل الحرب
فخافوا من عاقبة الامر

حاولوا شراء ذمم قادة الحركه الشعبيه
ففشلوا

يذهبون نحو الانفصال وعينهم علي اموال البترول
التي سيفقدونها

فتجري دموعهم مدرارا وينتحبون

لم يعد بامكانهم اقامة الدوله الطالبانيه

ومصر قريبه منهم والعالم متواجد بكلياته في الخرطوم

ان دموعهم تجري مدرارا علي الخسران المبين

فلا هم كسبوا اموال البترول

كما لم يعد ممكنا اقامة طالبانيتهم في الخرطوم

وكما يقول المثل السوداني

يبكون علي الميته وخراب الديار

فيما قبل ذلك كانوا يقولون

انهم مكحلون بالشطه

وان مآقيهم لا تدمع

ومن الواضح ان تاثير فقدان اموال البترول

اكبر من تأثير التكحل بالشطه