السياحة فوق أجساد البؤساء : ياسين حسن بشير

السياحة فوق أجساد البؤساء : ياسين حسن بشير


10-26-2010, 05:52 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=310&msg=1288115556&rn=0


Post: #1
Title: السياحة فوق أجساد البؤساء : ياسين حسن بشير
Author: صديق عبد الجبار
Date: 10-26-2010, 05:52 PM

Quote: قضايا ساخنة
السياحـــــــــة فـــــوق أجســــــــــاد البؤســــــــــــاء
تستعد ولاية البحر الأحمر هذه الأيام لمهرجان السياحة السنوي الذي تقيمه في فصل الشتاء من كل عام في مدينة بورتسودان عاصمة الولاية التي صرفت على تحديثها وتزيينها مبالغ هائلة طوال السنوات الماضية حيث أصبح لبورتسودان كورنيش مزركش بإضاءة حديثة وشوارع مسفلتة حتى داخل الأحياء الشعبية وأرصفة بالبلاط الأسمنتي (انترلوك)... وفي مقابل ذلك هناك لوحة تتناقض تماماً مع هذه اللوحة السياحية... ولقد صور هذا التناقض التقرير الصحفي الذي أعدته صحيفة التيار ونشر بالعدد رقم 425 بتاريخ 24/10/2010م حيث ورد بالتقرير ما يلي:-
«إنجاز ايلا في صناعة مدينة جميلة ومبهرة يوازيه فشل كبير... المصانع توقفت من الإنتاج... مصفاة بورتسودان اختفى دخانها... والعاملون عليها يصرفون رواتبهم دون أن يقوموا بأعباء... مصانع النسيج أغلقت أبوابها... بعضها أصبح يباع أثاثه ومعداته في المزاد العلني... مصنع الإطارات توقف عن الإنتاج... المشكلة الكبرى في المدينة... المياه... مياه بورتسودان لم تحل بصورة كاملة حتى الآن... الولاية قامت بعمل سدود لتخزين مياه الخريف ولكن هذا لا يقدم إلا نصف الحل... الحل النهائي من مياه النيل...الخ».
هذا هو الوضع المتناقض داخل مدينة بورتسودان كما شاهده صحفي صحيفة التيار... ولكنني أضيف إلى ذلك تناقضاً أعظم اطلعت عليه عندما تابعت ما أوردته إحدى المنظمات التطوعية السودانية التي زارت منطقة جنوبي طوكر بمحلية عقيق التابعة لولاية البحر الأحمر... الولاية السياحية... فالفيلم الوثائقي الذي شاهدته عن رحلة تلك المنظمة يبكي الحجر ويدمي القلوب... فالمحلية بها حوالي 47 قرية يقطنها حوالي مئة ألف شخص وسكانها عبارة عن أشباح تحاصرهم الأوبئة والأمراض الخطيرة... السل... والأنيميا... والرمد... والعشى الليلي... 47 قرية بها حوالي مئة ألف مواطن ليس بها طبيب وهناك فقط مركز طبي واحد وبه مساعد طبي ليس لديه ما يقدمه للمرضى سوى يده... لا مستلزمات ولا أدوية ولا معدات ولا غيره... مساكن القرى عبارة عن رواكيب لا تقي من حرارة الشمس ولا من مياه الأمطار ولا من رياح الشتاء الباردة... ليس لدى المواطنين ما يأكلونه إلا القليل مما تأتي به المنظمات التطوعية من ذرة ودقيق وعجوة... والمصيبة الكبرى هي أن جميع قرى المحلية تنعزل تماماً عن طوكر طوال فترة الخريف حوالي ثلاثة أشهر بسبب جريان مياه خور بركة وتوقف حركة الشاحنات والعابرين وحتى مع نهاية الخريف يصعب على الشاحنات العبور فيتم تفريغ شحناتها من البضائع ونقلها من ضفة إلى الأخرى حملاً على ظهور المواطنين... المرضى في هذه المحلية ليس أمامهم غير الكي والحجامة والأعشاب ومعظمهم مقعدون يحتضرون وينتظرون لحظة الموت... هذه القرى استقبلت جثث المواطنين والجمال التي جرفتها مياه السيول أعلى الجبال ولا أحد يعرف تأثير ذلك على البيئة... الجميع يشكو من الإسهالات حتى فريق المنظمة عانى من الإسهالات عندما استخدم مياه الشرب المتوفرة بتلك القرى.
ولاية هذا حال أهلها تتحدث دون حياء عن السياحة وتصرف المليارات على تزيين بورتسودان عاصمة هؤلاء البؤساء... وأنا هنا لا أقول أن تطوير مدينة بورتسودان أمر غير مهم وإنما أقول أن المسألة مسألة أولويات وهناك ما هو أهم من ذلك... الأولوية لرعاية إنسان الولاية... توفير الغذاء والرعاية الصحية والتعليم والعمل له فالإنسان هو محور التنمية الشاملة... فهو هدفها وهو الذي ينجزها بإنتاجه وإبداعه... لذلك تعتبر الخطوة الأولى نحو التنمية الشاملة هي تغيير واقع الإنسان إلى الأفضل.
إن ما يحدث في ولاية البحر الأحمر هو كزبد البحر سرعان ما ينتهي ولا علاقة له بالتنمية الشاملة... فهذه مشاريع استعراضية تهدف إلى الدعاية السياسية قصيرة المدى... فما قيمة كل تلك الأموال التي أهدرت على تجميل بورتسودان وإنسان الولاية في بورتسودان يعاني من العطالة وخارج بورتسودان يعاني من المرض والجوع والعطش... وكيف لنا أن نتجرأ كسودانيين ونقف أمام المجتمع الدولي في المؤتمر الذي سيعقد في دولة الكويت لدعم شرق السودان ونمد يدنا طالبين العون والمساعدة لإنسان الشرق في ولايات البحر الأحمر وكسلا والقضارف ونحن نبدد الأموال ونهدرها فيما لا يفيد إنسان الشرق... وكيف يضمن المجتمع الدولي أننا سندير أمواله التي سيقدمها لنا لصالح إنسان الشرق ونحن حتى ما توفر لدينا من إمكانات وقدرات نسيء استخدامه ونبدده في مشاريع استعراضية؟
أيهما له الأولوية... سفلتة شوارع بورتسودان وبناء أرصفتها وزخرفة الكورنيش أم تشييد جسر على خور بركة يربط محلية عقيق التي بها 47 قرية بمدينة طوكر... أو تشييد مستشفى ريفي بالمحلية ووضع بعض الأطباء والتجهيزات الأساسية التشخيصية والعلاجية به؟ أو إعادة تشغيل مصنع قديم بمدينة بورتسودان؟
إنها السياحة فوق أجساد البؤساء من أبناء ولاية البحر الأحمر لأنها كالذي يغني ويرقص داخل سرادق مأتم... أفيقوا سادتي فواقع أهلنا في ولاية البحر الأحمر محزن للغاية ويستحق منا الاهتمام بل واستنفار طاقاتنا جميعاً كسودانيين وكفانا هذا البرود الإنساني تجاه بعضنا البعض... فماذا ننتظر... هل ننتظر أن يعلن المجتمع الدولي ولاية البحر الأحمر منطقة مجاعة لتأتي المساعدات الخارجية ونستقبلها دون حياء... أم ننتظر قيام حركة مسلحة في البحر الأحمر تطالب بحق تقرير المصير كما فعل أهل الجنوب؟

http://www.alahdath.sd/details.php?articleid=8992

Post: #2
Title: Re: السياحة فوق أجساد البؤساء : ياسين حسن بشير
Author: صديق عبد الجبار
Date: 10-26-2010, 06:06 PM
Parent: #1

لوماية و هتافاية
إلي مروي حبيبتي

ما كنت قايل إني بابعد كل دا
ولا كنت فاكر إنو البرجعني بس فقد الحبايب والعزا
بتحسر والوم نفسي الحبيسة علي زمن الجفا
واقول ياريت مصايرنا وقداح عيشنا ...
تودينا وتجيبنا علي مراحنا قفا

*****
جيت عشان أترحم علي الميتين
لقيت يا زولي مذهول وبتعجب علي الحيين
القابضين علي جمر المحنة الزين
الماسكين الوضوح بالكلمة حمرة عين
برغم ناس الطبلة والتمكين
لقيتك يا والدة يا مروي لكل أصالة إنتي عرين
ما زلت ياكي صنب العزيزة وحضنك أب رياحين
تودري كل من يرفع إنيفو عليك واللا ليكِ يشين

*****
وقفت بعد حججاً كتيرة علي تراب أطلالك الشامخة
مااحتجت لي لأياً ولا اتوهمت فشان اعرف الدار وريحتها الصارخة
وافرق بين الراسخة والماسخة
برغم حياً اسمه التعمير .. مسا مع الناس بترفض كل من نغمة مشروخة
سلامة الباشا تتلقاك ... وحي الثورة يمشي معاك ...
وحي الدومة يفرشلك أحلي الورود بي بسمة مطبوخة

*****
وكتين سمع نغمة نساوين الحزن والخوف
وييويبوي .. وييويبوي .. وييويبوي ... واسترجعت تاريخها
تأكد لي تمام لومي الكتير ....
وغيابنا المغلف دايماً باعزاراً مبيخة ومميسيخة !!

*****
وبرغم السد وكبري النيل
الشفتو فيك يا مهدي الجميل
بيقلب كل نهاراً في جوايا ليل
إنسان مروي بي أم برد والسهراجة ديمة عليل
وأحياناً حزام ناراً وتايفويد مسوي الويل
لا بيئة نضيفة ولاتثقيفاً يسبق التهليل
وكلو صورنا مقلوبة ومحتاجة للتعديل

*****
تعمير الشوارع والحجار.. يا مرحبابو ألف
والخزان وكبريه .. نقيفلو ألف
وتسوير أتر نبتة .. ندورو ألف
لكن فشان يتعمر الإنسان ويبقي ألف
عشان تتطور البيئة وتبقالا النضافة ولف
وضد كُل ضببينة وبويعيضة نسوي حلف
لا زمانة تشميرة وهتافاية ...
تقول للدولة وينك يا أم شعارها وقف ؟؟

*****
الإسبتالية البدخلها سليم يمرض ويلقطلو علاية
الممرضة توبها جاري وجناها فوق الصفحة وشايلالها إبراية
ومحضر العملية بالعراقي والسروال وكمان عامل حكاية
والدواء الملعون يا إما مافي .. يا إما القريشات ما كفاية
أما الدكاترة البطينين يا تلقي واحد والا إثنين ..
والمسيكنين حايرابهم الصرفة والغاية

*****
ليش يا أبين كلاماً ديمة حلواً مر سويعة الحق
ليش ما بتهاتفونا وتقولوا الحق
ليش تداروا علينا وماتورونا الشق وصوت الطق
ليش تخبوا علينا كل ما تجونا ...
وما تدقوا جرس النجدة دقاً دق

*****
النفس العزيزة خلتكم كما المضبوح وبيغني
والكدسة السمان غشوكم وغشونا ونحن هناك بنغني
جالسين كما الهمبول وقايلين الأهل في ديارنا متهني
العذر مفقود ... والأسف آلاف ...
وياريت سوات الصاح لي هسي مستني
وداعاً ...
وداعاً ...وداع مشتاق وديمة مدلي
شان نرجع سوا وتاني نقفز الجنًيِ


بـــقـــــــلم:-
صديق عبد الجبار محمد ( أبو فواز )
مدينة مروي في 10/مارس/2005م

Post: #3
Title: Re: السياحة فوق أجساد البؤساء : ياسين حسن بشير
Author: صديق عبد الجبار
Date: 10-27-2010, 08:48 AM
Parent: #2

.