Post: #1
Title: يسألونك عن أكتوبر: قل هي خميرة الترابي وعجن الطلاب وخبز النقابات وطعام السيدين!
Author: محمد عبدالقادر سبيل
Date: 10-21-2010, 12:14 PM
من له ملحوظة حول هذا الملخص فليقله.
Quote: عاد الترابى إلى السودان عام 1964 ليعمل أستاذاً للقانون الدستورى فى جامعة الخرطوم ثم عميداً لكلية القانون بنفس الجامعة، وحتى ذلك الوقت لم يكن حسن الترابى شخصية معروفة على المستوى العام، حيث كان قليل الكلام، قليل الاختلاط بالناس، وكان معروفاً بالكاد خارج الدوائر العلمية فى جامعة الخرطوم ومحيطها بعد أن قضى معظم السنوات التسع التى أعقبت تخرجه خارج البلاد. وحتى ذلك الوقت لم يكن أيضاً ميالاً إلى العمل السياسى العام بل كان يفضل عليه الاشتغال بأمور الفكر والعلم، ولهذا كان يتجنب الأضواء ولا يسعى إلى الشهرة أو الحديث فى المحافل العامة، حتى مساهماته السياسية تميزت بهذا المنحى إذ أنه اقترح فى عام 1962 أن تتحول حركة الإخوان المسلمين إلى جماعة ضغط ومدرسة فكرية، ضارباً المثل بالجمعية الفابية فى بريطانيا، وأن تتخلى نهائياً عن دور الحزب السياسى، ولكن اقتراحه لم يلق حماساً من زملائه ( ). إلا أن كل ذلك قد تغير بعد دورة المشهود فى إطلاق ثورة أكتوبر 1964 فى السودان، ويقدم لنا عبد الوهاب الأفندى ( ) وصفاً شائقاً لتلك اللحظة الفارقة فى التاريخ الحافل لحسن الترابى والتى شكلت أيضاً انعطافه هامة فى تاريخ السودان فيذكر: أن الترابى كان قد دعى ليتحدث فى ندوة نظمتها جامعة الخرطوم حول قضية الجنوب، حيث كانت الحكومة العسكرية التى يرأسها الفريق إبراهيم عبود تواجه أزمة متصاعدة بسبب عودة حرب الجنوب إلى الاشتعال، وقررت أثر تفاقم الوضع العسكرى أن تفتح حواراً عاماً حول القضية، فى خطوة نظر إليها فى ذلك الوقت أنها مناورة من جانب الحكم العسكرى لشغل الرأى العام وصرف الأنظار عن الضغوط المتزايدة التى يرزح تحتها، وقد دعى الترابى للحديث فى هذه الندوة ليس بصفته سياسياً بارزاً، بل بصفته عميداً لكلية القانون وخبيراً فى القانون الدستورى، وحين جاء دورة فى المداخلة قال الترابى أن أزمة الجنوب ليست إلا حالة خاصة من الأزمة الدستورية الشاملة فى البلاد. فهناك سلطة غير دستورية سلبت الشعب فى الجنوب والشمال حرياته وحقوقه الأساسية، مما تحتم معه انفجار معارضة لمثل هذا الوضع. وهناك ظروف خاصة فى الوضع الجنوبى جعلت المعارضة هناك تتطور إلى معارضة مسلحة، ولكن الحل للأزمة الشاملة، بما فيها الحرب الأهلية، يكمن فى إعادة الوضع الدستورى فى السودان إلى نصابة السليم، كان لهذه العبارات البسيطة وقع الصاعقة فى الساحة السياسية السودانية فقد تناقلتها الصحف وأحاديث المدينة وأثارت تحركات سياسية واسعة وخلقت توتراً جعل البلاد على حافة الانفجار، وهو الأمر الذى حدث بالفعل بعد أن قررت الحكومة العسكرية منع الندوات وقمعت إحدى التظاهرات الطلابية مما نتج عنه مقتل أحد الطلاب فانطلقت شرارة ثورة أكتوبر التى أطاحت بالحكم العسكرى خلال أسبوع واحد من العصيان المدنى. ويقول الترابى أنه لم يكن يقصد إطلاقاً خلق وضع ثورى وأن الأمر لا يتعدى أنه كان عائداً لتوه فى باريس ولم يكن قد تشرب بعد مناخ الحذر الذى خلفته ست سنوات من الدكتاتورية العسكرية، إلا أن هذه الواقعة جعلت من الترابى نجماً سياسياً ورمزاً للثورة ( ) أصبح اسمه منذ ذلك الوقت على كل لسان، وبدأت مسيرة الترابى فى الحياة السياسية فى السودان وخارجها ترتبط بالحركة الإسلامية، كما أصبح إسم الترابى وشخصه يعتبران من قبل أعداءه قبل أصدقاءه واحداً من أبرز رموز الإسلام السياسى والحركة الإسلامية الحديثة، وبعدها بفترة قصيرة استقال الترابى فى 1965 من عمله فى الجامعة ليتفرغ للعمل السياسى العام.
|
______________ اللهم ارني مراشد الهدى ودلني على الخير والزمنيه
|
|