Post: #1
Title: مرحى مرحى مؤتمر لندن ! .. بقلم: الفاضل عباس محمد علي - أبو ظبي
Author: Nasr
Date: 10-20-2010, 09:31 PM
مرحى مرحى مؤتمر لندن ! .. بقلم: الفاضل عباس محمد علي - أبو ظبي الأربعاء, 20 تشرين1/أكتوير 2010 20:11 لا أدري ماذا دهى الشعب السوداني: بلاده على شفا حفرة سحيقة.... و صبية من القرويين متوسطي الذكاء يسومونه خسفاً و يتحكمون في مصيره... و هو في غفلة من أمره، لا يحرك ساكناً... كأن الأمر لا يعنيه تماماً... و قادة المعارضة في حيرة من أمرهم، فمنهم من اكتفى بإطلاق التصريحات السياسية التي لا تقدّم و لا تؤخر، و منهم من جاور بالأراضي المقدّسة و اكتفى بالدعاء المجرّد من أجل مصيبة ماحقة تصيب المؤتمر الوطني و تزيحه من السلطة و تريح البلاد و العباد منه.... و لا أحد يخاطب الجماهير أو يحرّضها لتنهض و تنظّم نفسها وتأخذ أمرها بيدها وتضع حداّ لهذا العبث الذي يجري في بلادنا. و شعب السودان منذ قديم الزمن قابل للتحريض و سريع الاستجابة لنداء الوطن إذا جاءه في اللحظة المناسبة، و من الشخص المناسب والمؤسسة المناسبة؛ فقد كان ذلك حاله بأواخر القرن التاسع عشر عندما تبع الإمام المناضل محمد أحمد المهدي و قضي على جيش هكس باشا بشيكان و زحف نحو الخرطوم في مسيرة ثورية ألف ميلية جيّشت معها بروليتاريا الريف بكافة إثنياتها، من الدناقلة و الشايقية و الجعليين ودغيم والحسانية والهدندوة..... إلى قبائل البقارة و الجنوبيين،.... وعبر الطبقات الاجتماعية كلها... من تجار الرقيق أمثال النور عنقرة... إلى القبائل نفسها التي كان يغير عليها و يجلب بضاعته منها... و لم يتوقف الجيش الثوري بقيادة المهدي إلا في قصر السردار بالخرطوم، الجنرال شارلس غردون باشا، الذي لقي حتفه على أيدي الأنصار رغم أن الإمبراطورية البريطانية كلها كانت تقف خلفه و تشد من أزره. و في عشرينات القرن العشرين قامت انتفاضة في الخرطوم بقيادة جمعية اللواء الأبيض التي كانت تتالف من العسكريين و المدنيين المناهضين للاستعمار البريطاني، و خرج طلاب الكلية الحربية بزيّهم العسكري في مظاهرة جابت شوارع العاصمة... فرقتها الحكومة بالذخيرة الحية، بيد أن المواجهة العسكرية الملتهبة دامت يومين بين الضباط السودانيين المتمردين ( عبد الفضيل الماظ و رفاقه ) و الجيش البريطاني، فيما أصبح يعرف بثورة 1924م، وانتهت بسحق المقاومة لكن روح الشعب ما انفكت حية ومتوثبة ( تمتد و ترتد و تدافع... لأن المنابع أبداً تلهم التيار مجرىً آخر نحو مصبّه )... كما قال سميح القاسم في رثاء عبد الخالق محجوب عام 1971. و في التاريخ الحديث، شمخ الشريف حسين يوسف الهندي مقاوماً لدكتاتورية جعفر نميري من أول يوم لها في 25 مايو 1969 حتى قضى نحبه مستشهداً في يناير 1982، و لم يركن لمعارضة الفنادق و مقابلة رؤساء الدول و التنقل بين فيلاته بعواصم الشرق الأوسط و سويسرا و انجلترا و الولايات المتحدة، إنما كوّن جيشاً من المحاربين النشاما ( سلالة الجيش المهدوي الثوري ) و دربهم في إثيوبيا و ليبيا و وفّر لهم السلاح، ثم هرّب كل ذلك السلاح و خبّأه في سنار و ام سنط و الخرطوم، و هرّب الجيش نفسه فرادى و جماعات و أسكنه بجيوب العاصمة المثلثة، و في اللحظة المناسبة من يوليو 1976 تحرك ذلك الجيش و كاد أن يستلم السلطة، على الأقل استولى على القيادة العامة لجيش الحكومة لست و ثلاثين ساعة وزرع الهلع في نظام النميري الذي كان لابداً كالصبرة لمدة ثلاثة أيام بمنزل بشير نميري (إسم علي إسم وليس قريبه)، و لكن الانتفاضة المسلحة أجهضت بسبب الخيانات التي برزت على السطح في آخر لحظة... و محاولات الاستئثار من قبل أحد الفصائل المكونة للجبهة الوطنية التي كان يقودها الهندي،... بالإضافة لسوء الحظ و عدم التنسيق الجيد مع العناصر المدنية الموجودة بالداخل. و لو كان الشريف حياً لسار تاريخ السودان بصورة مختلفة تماماً عما حدث في الثلاثة عقود الماضية، و لكن حظ السودان العاثر بكّر برحيل هذا الرجل المتفرّد و المسكون بحب وطنه و شعبه و الذي يجسّد روح الاستماتة و المثابرة و عدم الخنوع و الكبرياء و كل ما عرف عن أهل السودان من قيم نضالية متوهّجة على مر العصور. و دور الفرد مهم في التاريخ، فلولا جورج واشنطون لما انتصرت جيوش الثورة الأمريكية في عام 1781 على الجيش البريطاني المستعمر، و لولا فلاديمير لينين لما انتصر البلاشفة عام 1905 ثم 1917، و لولا ماو تسي تونج لما انتصرت الثورة الصينية عام 1949؛ إن العوامل الموضوعية لها القدح المعلّي... ولكن دور الفرد مهم لتسريع الخطي و شحذ الهمم و توحيد الجماهير...الخ، و الوحدة هي السلاح الثوري الرئيسي. و في هذه اللحظات الحرجة من تاريخ السودان لا توجد زعامة سياسية يلتف حولها الناس كما التفّوا حول الإمام المهدي أو الشريف حسين، و لقد انفرد تنظيم الإخوان المسلمين الصفوي، الذي ما عرف أرضية في عمره القصير بالسودان إلا في إطار الحركة الطلابية، انفرد بالسلطة بلا منازع لواحد و عشرين عاماً، و لقد تمكّن من القضاء على المعارضة مستخدماً الأساليب الخشنة و الناعمة، و لكن ما هي محطة الوصول التي بلغها تنظيم الإخوان في نهاية الأمر؟: أليست هي تفتيت السودان و محوه من خريطة العالم، بدءاً بانفصال الجنوب الوشيك، ثم ذهاب جبال النوبة و جنوب النيل الأزرق في نفس الاتجاه، و من ثم انفصال دارفور كذلك و انضمامها لدولة الجنوب في الغالب الأعم. في هذه اللحظات المفصلية، هنالك من فيهم شيء من روح الشريف حسين، و هم الذين أفلتوا من مذابح الإنقاذ و بيوت أشباحها، و أفلتوا من شباكها و أحابيلها الماكرة التي تركز علي الترهيب المشوب بالترغيب، الذين دفعتهم ظروف العقدين المنصرمين القاهرة للتواجد بالمنافي القريبة و البعيدة، و الذين يجتمع نفر مقدّر منهم في لندن هذا الأسبوع لتأسيس الجبهة العريضة المعارضة. هؤلاء يمثلون الفرصة الأخير لتأسيس عمل جاد و مستدام ضد الحكم الثيوقراطي الذي أثقل كاهل الشعب لعقدين من الزمان، و لقيام دولة مدنية ديمقراطية تعددية تستوعب جميع ألوان الطيف الإثنية التي يتألف منها السودان... و تخطط لتعايش أهل السودان سلمياً و للشروع فوراً في التحول الاجتماعي و التقدم الاقتصادي... نحو غد مشرق و سعيد. و لكن الجبهة تواجه العديد من الأسئلة الشائكة التي لا شك أنها ستسعى لمواجهتها و الرد عليها :- أولاً :- إذا كانت الجبهة عبارة عن حزب فإنه يكون قد بدأ من أعلا، أي من القيادة الصفوية ثم يتنزل للجماهير بحثاً عن قواعد وسطها، و ذلك مجهود بعيد المدى و باهظ التكلفة و غير ملائم للظرف الحالي. ثانياً :- إذا اجتمعنا كمجرد أفراد، يمثل كل واحد نفسه فقط، فإن هؤلاء لا شك سيتفرقون بعد يومين... كل واحد في طريق، و سيكون من العسير جمعهم مرة أخرى عما قريب. أما إذا اجتمعوا لتأسيس "جبهة عريضة معارضة" ذات صفة دائمة، أي أنها ستظل باقية حتى بعد زوال النظام لاستكمال مهام المرحلة اللاحقة لذلك، فينبغي أن تكون هذه الجبهة (جبهة) بحق و حقيق، ممثلة للمؤسسات السياسية و الجماهيرية و الفئوية و المطلبية. صحيح أن جميع هذه البني مضروبة الآن، و لا حياة لمن تنادي فيها، لكن لا بد أن يكون هناك بعض من يتبرع بتمثيلها، كما فعل الجنرال شارل ديقول مع الحلفاء أثناء الحرب الكونية الثانية، فقد كان ممثلاً لجيش غير موجود و لبلد خضعت للاحتلال النازي منذ أول أيام الحرب، فلم يكن ممثلاً لشخصه إنما لفرنسا و للجيش الفرنسي. فمهما كانت الأحزاب و المنظمات الجماهيرية في الوقت الراهن، لا بد من ترك مقاعدها شاغرة بالجبهة العريضة، و يمكنها أن ترسل مناديبها في أي وقت، و إن لم تفعل يمكن للجبهة أن تخاطب منسوبيها رأساً بغرض خلخلة البنيات الحالية و تجديد الروح فيها و البحث عن قيادات جديدة تضع يدها مع الآخرين عبر هذه المحطة الأخيرة لاستنقاذ البلاد. ثالثا :- إذا رأى الناس أن مجادلة الأحزاب مضيعة للزمن و أن قياداتها ذات صبغة روحية تضفي عليها قدسية و تكسبها صفات الديكتاتورية السرمدية، و أنها مقيمة ما أقام عسير، فليس أمام الجبهة العريضة إلا أن تفكر في التحول إلى تنظيم ذي ذراع عسكري، مثل ذلك الذي أسّسه الشريف حسين وأرسله للخرطوم عام 1976، ثم يتمّ الرجوع للنظام الديمقراطي بعد حين، شريطة أن تعود الأحزاب فقط لو عقدت مؤتمرات شفافة و نزيهة و انتخبت قيادات جديدة. و في هذا الأثناء تدير الجبهة دفة الحكم بوضع استثنائي هدفه الأول إنقاذ وحدة البلاد - قبيل الاستفتاء، و صياغة دستور مدني جديد مرفود باتفاقية نيفاشا، خاصة بإعلان حقوق الإنسان المضمن فيها.
الغرض مما أسلفت هو أن تكون الجبهة العريضة فعالة و مجدية و تعرف ماذا تريد و تخطط لبلوغه بجدية و نجاعة و عقل مفتوح. و أتمنى ألا نجتمع و ننفض كالجامعة العربية التي يسميها بعض أهلنا ( مدفع الدلاقين )، فلا بد أن نتمثّل فكر و روح الشريف حسين، خاصة و بين ظهرانينا أحد تلاميذه النجباء المناضل الأستاذ علي محمود حسنين، و قوة ضاربة من المثقفين الأشاوس الذين تربّوا في أحضان الثورة السودانية، و مقاتلين على ظهورهم ( الخبوب والطين)... فقط نحتاج للوحدة و التنسيق و الإصرار... و لا بد من صنعاء و لو طال السفر. و السلام.
fadil Abbas [[email protected]
|
Post: #2
Title: Re: مرحى مرحى مؤتمر لندن ! .. بقلم: الفاضل عباس محمد علي - أبو ظبي
Author: Nasr
Date: 10-21-2010, 05:45 AM
Parent: #1
فوق
|
Post: #3
Title: Re: مرحى مرحى مؤتمر لندن ! .. بقلم: الفاضل عباس محمد علي - أبو ظبي
Author: شادية حامد
Date: 10-21-2010, 06:51 PM
Parent: #2
أولا التحية للمناضل الفاضل عباس
مقال ينم عن الوعي السياسي فامثالكم يجب ان يستفاد منهم في هذا المؤتمر الهام والحيوي ليكون نواة للتغيير القادم.
|
Post: #4
Title: Re: مرحى مرحى مؤتمر لندن ! .. بقلم: الفاضل عباس محمد علي - أبو ظبي
Author: فخرالدين عوض حسن
Date: 10-21-2010, 07:12 PM
Parent: #3
التحية والتقدير للاخ العزيز الفاضل عباس
هذا مقال قيم ايضا لدكتور الهدي:
الجبهة العريضة ...هل حقاً هي الحل...؟؟
بقلم د. علي بابكر الهدي – الولايات المتحدة
النفق المظلم الذي أدخلتنا فيه الجبهة الإسلامية لا يمكن الخروج منه إلا بالتخلص من المؤتمر الوطني الحزب الحاكم، فقد ثبت بما لا يدع مجالاً للشك أن جميع الاتفاقيات التي عقدتها قيادات الأحزاب مع هذا المؤتمر الوطني لم تؤد إلا إلى المزيد من السيطرة وتكريس السلطة المطلقة في يد المؤتمر الوطني بينما انشقت هذه الأحزاب وتشظت إلى فصائل متعددة. فالمؤتمر الوطني لم يرع عهداً أو ميثاقاً، كما لم ينفـذ أياً من الاتفاقيات التي عقدها مع القوى السياسية، بل استخدمها وببراعة يحسد عليها في شق هـذه الأحزاب، وحتى الحركات المسلحة لم تسلم من هذه الانشقاقات. ينطبق هذا على الحزب الاتحادي؛ كما ينطبق على حزب الأمة، وعلى الحركة الشعبية، وعلى حركات دارفور. أما اتفاقية نيفاشا فقد أفرغها المؤتمر الوطني من كل مضمون ومحتوى، فعلى سبيل المثال لم يقم المؤتمر الوطني بتغيير القوانين التي تتعارض مع الدستور الانتقالي وتلك المقيدة للحريات، كما أن المؤتمر الوطني لم يقم باتخاذ أي خطوات نحو الوحدة الجاذبة، أو لتحقيق التحول الديمقراطي، ولم تكن الحركة الشعبية أحسن حالاً فقد ظل الشريكان يمارسان لعبة سياسية تثير الاشمئزاز؛ حيث تقوم الحركة بالاستخدام الفعال لكروتها للضغط على المؤتمر الوطني لنيل ما تريده لصالح الجنوب، بينما يقوم المؤتمر الوطني بفعل نفس الشئ ولكن ليس لمصلحة الوطن، بل لمصلحة بقائه في السلطة وتكريس سلطته. وفي كل مرة تحدث تسوية يضيع معها المزيد من حقوق المواطن في الشمال ويقترب السودان من حافة الهاوية. والأمثلة لا تحصى ولا تعد؛ الإحصاء السكاني، والتحول الديمقراطي وقانون الأمن الوطني وقانون الانتخابات وتشكيل مفوضية الانتخابات ومفوضية الاستفتاء........الخ.
ففي كل هذه الحالات ساومت الحركة ووصلت إلى اتفاق مع المؤتمر الوطني على حساب المبادئ وعلى حساب حقوق المواطن في الشمال. فعلى سبيل المثال قايضت الحركة قانون الاستفتاء بقانون الأمن الوطني الـذي يعطي حصانة كاملة لأي عضو في جهاز الأمن يرتكب جرائم ضد المواطنين بما في ذلك التعذيب والقتل ولا يحق للقضاء أو أية جهة أخرى محاسبة أو مساءلة هذا الشخص؛ كما ساومت الحركة فيما يتعلق بقانون الانتخابات ومفوضية الانتخابات التي شكلت من أرباب الشمولية وأصبحت أداة طيعة في يد المؤتمر الوطني استخدمها في تحقيق كل أهدافه بتزوير الانتخابات والفوز بها.
إن ما يقوم به السادة رؤساء الأحزاب من زيارات للفريق البشير ومن استجداء لتنفيذ الاتفاقات التي عقدتها معه ما هي إلا محاولات يائسة للحصول على بعض المناصب للمقربين منهم ولن تساهم هذه المحاولات بأي شكل من الأشكال في حل الأزمة التي يمر بها الوطن ومن الخروج من النفق المظلم الذي أدخلنا فيه نظام الإنقاذ الفاشي.
لذلك فإن الطرح الذي تقدم به المناضل على محمود حسنين هو عين العقل؛ وهو الطريق الوحيد لجماهير الشعب السوداني للتخلص من دكتاتورية الإنقاذ ولتجنيب البلاد خطر استشراء العنف واندلاع الحروب والتشظي.
والأستاذ على محمود حسنين ليس كبقية القيادات السياسية. فالرجل لم يساوم ولم يهادن ولم يقبل بالحلول الوسط كما لم يقبل بالحوار مع النظام الفاشي. ورغم تعرضه للسجن والاعتقال المتكرر إلا أنه لم تلن له قناة ولم يغير من موقفه الرافض للنظام. وهو القيادي الوحيد الذي استقال من المجلس الوطني بعد أن استبان له أنه لم يعد لديه مجال لممارسة دوره الرقابي المعارض وأصبح وجوده عبارة عن ديكور يجمل وجهاً قبيحاً كما جاء في إعلان استقالته في مؤتمر الحزب الاتحادي بالقاهرة. وقد صدق الأستاذ الحاج وراق في مقال له حين قال "ولكن الأستاذ علي محمود حسنين لم يقبل المقايضة الفجة الظاهرة، ولم يقبل أن يدفن رأسه عن أسئلة المغزى والجدوى، رفع رأسه ليتأمل، وليعلن بأن هناك ما هو (أكبر) من المنصب و(أكبر) من الامتيازات، ومن هنا يكتسب موقفه طابعه المهم والتاريخي، لا لاعلانه سقوط (هبل) الانقاذ، وحسب، وانما كذلك لإعلانه المدوي (ليس كل شيء، ولا كل شخص في السودان برسم البيع!!"
وكم كان استأذنا على محمود صلباً وشجاعاً حين أعلن ومن داخل السودان تأييده للمحكمة الجنائية وضرورة التعامل معها وبذلك كان القيادي الوحيد الذي لم يتهاون ولم يتردد في إعلان موقفه وبكل شجاعة بينما ظل الآخرون من قياداتنا يكررون رفضهم لقرار المحكمة بحجة أن البشير هو رمز السيادة الوطنية وأن القضاء السوداني قادر على تحقيق العدل ، رغم علمهم التام بأن الجهاز القضائي السوداني غير عادل وغير محايد وغير مستقل وإنما هو أداة طيعة في يد الجهاز التنفيذي... بل أنه يضم في أحشائه ضباطاً في جهاز الآمن يأتمرون بأمره وينفذون أوامره ويكفي أن نذكر أن المحكمة الدستورية التي تعد أعلى سلطة قضائية في البلاد لم تتخذ منذ تشكيلها قراراً واحداً في صالح الشعب السوداني. فعلى سبيل المثال أباحت هذه المحكمةً الرقابة القبلية على الصحف، كما أباحت اعتقال وسجن الصحفيين.
لكل هذا لا يستقيم عقلاً ولم يعد مقبولاً الاستمرار في تجريب المجرب بعقد الاتفاقات والمساومات مع المؤتمر الوطني، ولا بد من الاقرار بأن الجبهة العريضة التي يدعو لها المناضل علي محمود حسنين هى الطريق الأمثل، بل هي الطريق الوحيد للخروج بالسودان من أزمته. فالمؤتمر الوطني هو سبب المشكلة بل هو المشكلة، ولا يمكن أن يكون جزءاً من الحل فهو العقبة الكؤود أمام أي حل، ولذلك فان علينا جميعاً ترك الإحباط وعدم الوقوف على السياج والانضمام إلى هذه الجبهة ودفعها إلى الأمام.
آمل أن تقوم كوادر الحزب الاتحادي الديمقراطي من مختلف الفصائل وكذلك حزب الأمة خاصةً الذين أصابهم اليأس من إمكانية إحداث أي إصلاح في هذين الحزبين بالانضمام فوراً لهذه الجبهة ودفعها في الاتجاه الصحيح. فانتظار قيادات هذين الحزبين لم يعد ذا جدوى ولن يؤدي إلا إلى إعادة إنتاج الأزمة.
وأتمنى أن يخرج المؤتمر التأسيسي ببرنامج واضح لإحداث التغيير المنشود. وفي رائي أن من الضروري أن تتم عملية تقييم لتجربة التجمع الوطني الديمقراطي بطريقة موضوعية لاستخلاص الدروس والعبر منها، لأن أي تجربة لا تورث حكمة تكرر نفسها كما يقولون، ولا شك أن تجربة التجمع تجربة فريدة وثرة و بها الكثير من الايجابيات، كما أن بها الكثير من السلبيات التي أدت في نهاية المطاف لفشله في تحقيق أهدافه.
ومن واقع مشاركتي في عمل التجمع في أمريكا منذ تأسيسه في عام 1989 يمكنني أن أذكر من هذه السلبيات على سبيل المثال لا الحصر ما يلي:
1- انعدام الثقة بين فصائل التجمع.
2- الصراع والتنافس الحزبي.
3- عدم الوضوح في الجوانب المالية.
4- البطء في اتخاذ القرارات وفي مواكبة الأحداث.
5- لجوء الفصائل إلى العمل خارج إطار التجمع والدخول في مفاوضات منفردة وعقد اتفاقات ثنائية مع النظام.
6- غياب نزعة العمل الجماعي.
7- عدم إنزال القرارات والشعارات إلى أرض الواقع وتمليكها للجماهير صانعة التغيير.
8- المركزية القابضة المتمثلة في هيئة قيادة التجمع.
آمل أن ننتبه لهذه السلبيات بالابتعاد عن المركزية القابضة ومراعاة خصوصية دول المهجر وذلك بوضع هيكلة مرنة تراعى فيها لا مركزية العمل والاستقلالية في اتخاذ القرارات واستنباط وسائل العمل دون المساس بميثاق الجبهة وما يحتويه من أهداف وبرامج،حتى تصبح الجبهة ممثلاً حقيقياً لجماهير الشعب السوداني في الداخل والخارج، وملكاً لها ومعبرة عن تطلعاتها، وهو ما فشل فيه التجمع فشلاً ذريعاً. الأمر الذي أدى الى حالة الاحباط واليأس والشلل التي يعيشها السودانيون الآن خاصة من أمثالنا الذين آمنوا بشعارات "الاقتلاع من الجذور" و"سلم تسلم" وضحوا بالغالي والنفيس، وبذلوا كل ما في وسعهم لجعل هذه الشعارات واقعاً.
ولكن سارت الأمور بغير ما نشتهي لأن قياداتنا عادت لممارسة غيها وضلالها القديم ولا تزال، بالجري وراء كراسي السلطة والتخلي عن كل شعارات المقاومة، في غياب تام لأي رؤية عميقة أو برنامج سياسي، لتنتهي معركة المعارضة إلى لا شئ.
ثم جاءت الانتخابات قاصمة للظهر حيث أثبتت عدم جدية هذه القيادات وبؤسها ،حينما عجزت عن الاتفاق على مرشح واحد ثم عجزت حتى على الاتفاق على مقاطعة الانتخابات أو المشاركة فيها حتى اللحظات الأخيرة، ليتخذ كل حزب قراره منفرداً. مما جعل أحزابنا خارج منطقة التأثير السياسي محلياً وأقليمياً ودولياً باستثناء التصريحات التي يطلقونها في الصحف والتي لا تسمن أو تغني من جوع.
التحية والتجلة للأستاذ على محمود حسنين ولكل المشاركين في المؤتمر وأمنياتي لهم بالنجاح في إرساء تنظيم فعال وعلى أسس صحيحة لضمان التفاف الجماهير حول الجبهة ومن الله التوفيق.
|
Post: #5
Title: Re: مرحى مرحى مؤتمر لندن ! .. بقلم: الفاضل عباس محمد علي - أبو ظبي
Author: شادية حامد
Date: 10-21-2010, 08:08 PM
Parent: #4
فخر الدين سلام
|
Post: #6
Title: Re: مرحى مرحى مؤتمر لندن ! .. بقلم: الفاضل عباس محمد علي - أبو ظبي
Author: Tragie Mustafa
Date: 10-21-2010, 08:15 PM
Parent: #5
شكرا ناصر....مقال جيدا
يا شاديه حامد سلام ومفروض الناس ما تكتفي بالاشاده فقط بالمقالات....وانما اعلان مواقف صلبه ضد هذا النظام بهذا الموقع...مش خاليننا للنيران الكيزانيه لوحدنا.
تحياتي لك.....وشكرا على سؤالك ولكن ظروفي تمنعني من الحضور شدو حيلكم.
|
|