هلوسة

فجأة رن الهاتف إنها صديقتي العزيزة (ماما جوي) وهي تبكي .... يا ترى ماذا أصابها ؟؟؟ حاولت أن أهدىء من روعها .... بعد زمن قصير سمعتها تقول لي: انا بنيت بيتي في جبرة وجهزت البيت بكل ما املك من مال ولا اعرف مصير منزلي الآن بعد الانفصال مايكون وانا جنوبية اعيش طول عمري في الشمال واهلي هم الشماليين فماذا افعل بعد الانفصال وما مصير منزلي لا اعرف؟
فما رايك ؟ ولم استطيع الرد عليها .... حاولت أن أهرب من سؤالها فتعذرت لها أن معى محادثة خارجية وأننى سأعاود الإتصال بها لاحقاً .... سرحت مع جوى وحاولت أن أجد لها إجابة ... ضحية من ضحايا السياسة فى بلادى


************************************************** ************************************************** *******
دخلت المسنجر فالتقيت بصديق قديم بادرنى بالسؤال عن صحتى وعن أبنائى كيف **** قبل ان ارد عليه بدأ يتحدث عن قضية انفصال الجنوب عن الشمال في السودان وبداء يكتب كانه يكتب مقالات تتوالى ولا ينظر الى ردي ***** فقط يكتب
مجموعة من الحروف والكلمات المعتادة في كتاباته ... انه يشعر بالاسى والالم لما سيؤول عليح حال الوطن .... سيتمزق إلى دويلات .. أخيراً إستأذن صديقى القديم فى الخروج لإرتباطه بموعد مسبق ... تذكرت صديقي عمار فاتصلت به مستفسرة عن صحة والدته ... إن شاء الله تكون بخير وقد بلغت الصحة والعافية .... فطمأننى عليها ودعوت لها بتمام الشفاء
************************************************** ************************************************** *******

....خطرت ببالي قصة منى البنت الصغيرة طالبة الابتدائي وكانت منى ضمن أربعة بنات يشكلن هذه الأسرة ...الوالد كبير في السن أرهقه المرض وجار عليه الزمان.... منى ترتيبها الثالثة بين اخواتها .... كانت الأسرة تعيش ظروف صعبة فى زمن لا يرحم
.... تاتي الى البيت من المدرسة الثانية ظهرا وقبل أن تخلع ملابس المدرسة تاخد الاشياء التي تجهزها امها وتذهب بها الى السوق القريب من بيتهم لتبيعها للعمال الذين يتواجدون فى ذلك الوقت والذين كانت تتباين معاملاتهم لها من شخص لآخر فمنهم من يعطف عليها ومنهم من ينظر إليها بأنها تلك البنت المجاهده وقليل من ينظر إليها نظرة إستصغار وربما ينظر إليها أحدهم بعين الطمع فى إنوثتها التى بدت تظهر عليها فيحاول مغازلتها ببعض كلمات تتجاهلها منى فى سبيل تصريف بضاعتها... هى لا تهتم بكل ما يحيط بها وكان همها الوحيد أن تبيع بضاعتها المكونة من حلاوة وخبيز وبسكويت ومن ثم تعود إلى أسرتها تحمل دريهمات تحفظ ماء وجه الأسرة من مذلة السؤال ..... كانت تخفى كل تعبها من عين والديها وتحاول أن تشعرهما أنها سعيدة بمساعدتهما حتى لا يتأثران بما تلاقيه من مشقة ...... وكانت تحتسب الأمر عند الله
كانت طفولتها تختلف عن رفيقاتها من بنات جيلها اللآتى يجدن الراحة والتدليل من أسرهن ..تظهر عليهن أثر النعمة فى أزيائهن وطريقة حديثهن ....استمرت منى على هذا الحال سنين عددا وبعد وصولها الى الثانوي العام وهي في نفس الدائرة التي لا تخرج منها ابدا ثم اختارها احد اقربائها يكبرها ب 30 عاما .... قبلت به رغم فارق السن ظنا منها أن زواجها سيساهم فى رفع معاناة أهلها بما سيقدمه الزوج الميسور من دعم مادى لأهلها .... تزوجت وسافرت برفقته الى السعودية فانجبت في تلك الفترة بنتين وولد وقضت في السعودية 6سنوات حاولت بقدر الإمكان الوقوف بجانب أسرتها بواسطة ما توفره من مصروف ومن بعض أعمال كانت تقوم بها وسط من تعرفت عليهن فى الغربة من تطريز وحياكة للملابس وعمل بعض الزينة من حناء وأرياح من متطلبات الأسرة السودانية .... لله درك يا منى ..... ما زلت تحملين هم أسرتك الصغيرة إضافة لهم غربتك ...... !!!!
كأنما الأيام تتربص بها .... وهى فى غمرة كفاحها واجتهادها إذ بزوجها يتعرض لحادث مرورى .... فقد زوجها الذاكرة ورجعت الى السودان تحمل 3 من الابناء ورجل مريض كبير في السن واستقرت في منزل اهلها
ومازالت منى تعاني الكثير ....
وهي نموذج للمرأة السودانية بنت البلد الاصيلة التي تتحمل من اجل زوجها وابنائها أقسى الظروف .... وكأن الزمان قد أراد لها أن تعود لمعاناتها مرة أخرى
.************************************************* ************************************************** ********



انا احب منتدى من المنتديات التي اتعامل معها من بدايات كتاباتي وانا احب هذا الموقع بكل ما فيه من مجموعة كاملة من اصدقائي وصديقاتي وقد خلقت علاقة وثيقة في داخل المنتدى مع الجميع وفجأة يظهر لي الاخطبوط في هذا المنتدى ويتأمر مع رئيس المنتدى ضدي و يشيع الكثير من الإشاعلت المغرضة مما إضطرنى لأخذ موقف من ذاك المكان الذى صار ساحة للهمز واللمز ومثلى الكثير ممن فارقوا ذلك المكان
************************************************** ************************************************** *
فجأة احسست بدوار في راسي ..... زحمة أفكار .... هرج ومرج ... اتجهت الى منتدى بلادي انا .... جاءنى صوت ابي وهو يقرأ قصيدة بلادي انا إقتربت من أبى ..... القيت بنفسى على السرير المجاور وغرقت في نوم عميق

إليك أيها الغائب الحاضر

سأظل أكتب لك إلى أن يجف مدادى ..............................................
على الطرقات سوف أنثر حنينى إليك ... على كل المرتفعات سأغرس راياتى البيضاء تدل شخصك على مكانى ..............................................
رغم تكنولجيا العصر إلا أنى حملت رسائلى لزاجل الحمام تصحبها عصافير الخريف
بين حروف رسائلى ألتقيك ... سأغسل أرصفة الطرقات بحثاً عن أدق تفاصيلك
بين طرقات المدينة وأزقة الحوارى .... فى نظرات الغبش وآهات الغلابا
إن رأيتنى أنزف لا تخف ... إن سمعت آهاتى المكتومه لا تحزن .. إن شق هدوء الليل صراخى
فابتسم ... هذا هو فرح السنين قد بدأت تباشيره ... هذا الصباح قد لاح وسط الظلام
ها هى ألوان الطيف تنشر أجنحتها كالفراشات تلون كل الدنا ....
سأظل أكتب ثم أكتب حتى أرصف طريقى لك إحساساً صادقاً يصلنى إليك



أحلام

Quote: هذا هو فرح السنين قد بدأت تباشيره ... هذا الصباح قد لاح وسط الظلام ها هى ألوان الطيف تنشر أجنحتها كالفراشات تلون كل الدنا ....

بالفعل
هذا هو ما حدث منذ حضورِك ونثرِك لروائع مدادك هنا








لكِ الوُدّ والتّـحيّة أحلام العزيزة

االاخ الجميل جدا لؤي لك كل التحية والتقدير على هذا الكلام الرائع الذي قلته في حقي
واتمنى ان يدوم التواصل الجميل بيني وبينكم في هذا المنتدى الراقي واتمنى ان اقدم ماهو جميل ومفيد لك التحية وخالص