قيامة الحفيان .. هل جهنم ثقب أسود ؟ ...

تعليق على كتاب القيامة في ضوء العلم الحديث
هل جهنم ثقب أسود؟؟؟
{1/2}

د. عبدالله محمد جار النبي
جامعة امدرمان الإسلامية - كلية أصول الدين
رئيس قسم العقيدة سابقاً


الذي دفعني للكتابة في هذا الموضوع أن الباحث تناول القيامة بإعتبارها
ظاهرة علمية وبالفعل طبع الكتاب بعنوان القيامة في ضوء العلم الحديث
هل جهنم ثقب أسود!!
لمؤلفه الأستاذ محمد سعيد محمد الحفيان وتحصلت على نسخة منه
وقرأته مرات وخلاصة ما جاء فيه:
* إن السموات السبع هي طبقات الغلاف الجوي للأرض.
*الصور ظاهرة كونية لها صفات تنطبق تمام على ما جاء
في القرآن الكريم والأحاديث.
* جهنم ثقب أسود.
* الصراط المستقيم ظاهرة كونية وهو ما يعرف بالخيوط الكونية.
* القنطرة ما هي إلا الثقوب الدودية التي يتحدث عنها جهابذة
علماء الفيزياء اليوم .
وقبل مناقشة الموضوع لابد من مقدمة موجزة عن العالم الغيبي.
التعريف بالغيب:
الغيب في اللغة : الشك وجمعه غياب وغيوب والغيب كل ما غاب عنك.
قال أبو إسحاق الزجاج النحوي في قوله تعالى: ( يؤمنون بالغيب)
البقرة الآية 3 أي يؤمنون بما ، غاب عنهم بما أنبأهم به النبي صلى
الله عليه وسلم من البعث والجنة والنار وكل ما غاب عنهم مما أنبأهم
به فهو غيب.
والغيب في لسان الشرع: يراد به ما غاب عن الحس ، ولا يدرك ببداهة
العقل سواء كان عليه دليل أم لا وهذا المعني لا يخرج كثيراً عن المعني
اللغوي.
قال جمهور المفسرين : الغيب هو الذي يكون غائباً عن الحاسة ثم هو
ينقسم إلى ما عليه دليل وإلى ما ليس عليه دليل.
والمراد في قوله تعالى : ( يؤمنون بالغيب) كل ما أمرت بالإيمان به
ما لا تهتدي إليه العقول من الملائكة وأشراط الساعة وعذاب القبر
ونعيمه والبعث والحشر والصراط والجنة والنار والجن والصور
والقنطرة.. الخ إنظر الطبري1/236 تفسير القرطبي 1/163 تفسير
البيضاوي 1/55 التفسير الكبير 2/27 تفسير أبي السعود 1/53........

فالوحي بشقيه – القرآن والسنة الصحيحة – هو الطريق الوحيد
لتعريفنا بحقائق الأشياء الداخلة في عالم الغيب لا قوانين الفيزياء
ولاغيرها ولو حاول الإنسان ليصل إلى أحد الأمور الغيبية بعقله أو
بالتجارب العلمية لضل ضلالاً بعيداً كما فعل المشركون من قبل عندما
بحثوا في مسألة البعث من القبور بعقولهم فأنكروه لأنهم تصوروا أن
الإنسان إذا مات وقبر وأهيل عليه التراب فيأتي عليه زمان تتحلل
أجزاؤه وتختلط بذرات التراب فيصير تراباً وأصبح كالمعدوم فيقولون
من المستحيل إعادة المعدوم فأنكروا البعث والسبب في إنكارهم لأنهم
بحثوا في أمر غيبي بعقولهم.
فالعقل البشري عاجز عن فهم أشياء في الكون وعاجز عن الإحاطة
بها بصورتها الحقيقية فهو عن إدراك صورة لحقيقة الإمور الغيبية
التي هي وراء الطبيعة أضعف وأعجز.
فيجب علينا الوقوف في المغيبات عند النص الموحي به فقط.

فهذه الأمور التي تناولها الباحث كلها من حقائق اليوم الأخر الذي هو
غيب وتكمن خطورة هذا الموضوع أن الباحث إعتمد في إكتشاف هذه
الحقائق على قوانين الفيزياء التي هي من نتاج العقل الإنساني ويحاول
أن يربط بينها وبينا ظواهر الآيات القرآنية بصورة تعسفية حتى يصل
إلى التوافق بينهما.
ونحسن الظن بالباحث في أنه أراد أن يعرض القرآن الكريم للناس بطريقة
تتمشي مع العصر الحديث ويقوى دليله بالكشوف العلمية الحديثة لكن
هذه النية الحسنة والحماس يؤدي إلى خطأ كبير وخاصة إذا كان الأمر
يتعلق بالأمور الغيبية وحتى الأمور الظاهرة ينبغي أخذها بحذر شديد
لأن القرآن الكريم لا يحتاج إلى سند آخر من النتائج العلمية التي هي
نتاج العقول البشرية القاصرة ولابد من صون القرآن الكريم عن تقلبات
البحث العلمي.
وليس هناك ما يمنع من الإنتفاع بما يثبت من الحقائق العلمية التي ثبتت
صحتها والتي نجدها متوافقة مع ما جاء في القرآن الكريم أو مفسرة
له من دقة نظام الكون والتعقيد المدهش في هذا البناء العظيم الذي
رفعه الله تعالى أعظم إرتفاع واودعه العجائب والآيات التي تدل في
نهاية الأمر إلى وجود مدبره ومنشئه وليس في الأمور الغيبية.
فإذا كان التفسير العلمي مستنداً إلى الصريح من القول معتمداً على
اليقين الثابت من العلم فليس هناك ما يمنع من الإستفادة من العلم
في إيضاح حقائق القرآن الكريم لأن هناك حقائق لا سبيل إلى إنكارها
وهي ثمرة بحوث مضنية وتجارب طويلة فإذا رأينا ما يكشف عن
جوانب في القرآن الكريم لم تعرف من قبل فليس هناك ما يمنع من
الإسترشاد بها في فهمه والإنتفاع بها في تفسيره.

فمن الأمثلة التي توضح المنهج القويم بين ما يشير إليه القرآن الكريم
والحقائق العلمية فمثلا حين يقول الله تعالى : ( أيحسب الإنسان ألن
نجمع عظامه بل قادرين على أن نسوى بنانه) القيامة 3، 4 (تسوية
البنان جمع عظامه الدقيقة وإعادته كما كان قبل الفناء خلقاًَ سوياً سليماً)
إنظر تأويل مشكل القرآن ص 229 والقرطبي 18/91-92........

ولِم خص البنان بالذكر دون الأعضاء؟؟؟
أجاب عن ذلك علم تحقيق الشخصية وهو علم حديث بأن أدق مافي
البنية الإنسانية تسوية البنان ولهذا لاتجد بناناً في إنسان يشبه بناناً
آخر في غيره ولذا حكموه في تحقيق الحوادث والإستغناء به عن
التوقيع بصريح الإسم لاسيمامن كان أمياً فالبصمات أدل على الإنسان
من وجهه وأدل من صورته وهي من أخص خصائصه فسبحان من
أقام في اليد شاهداً على كل ما تأتيه.
يقول أحد الأطباء المتخصص في هذا المجال ( إن أهم ما يمكن التعرف
به على الأشخاص البصمات وإن الثابت علمياً إن من بين الملايين
من الأفراد تأخذ بصمات أصابع كل شخص أشكالاً خاصة بحيث يمكن
ان تكون صورة ناطقة بشخصه يعتمد عليه في التعرف عليه)
الكون بين العلم والدين ص 137.

كذلك الطبيب التايلندي الذي إطلع على بحث عن أطوار الجنين تضمنته
الآية القرآنية الكريمة (ثم خلقنا النطفة علقة فخلقنا العلقة مضغة
فخلقنا المضغة عظما فكسونا العظام لحما ثم أنشأناه خلقا آخر
فتبارك الله أحسن الخالقين) المؤمنون 14.
فقال الطبيب : إن هذا الطور من أطوار الجنين الذي يكون فيه كالمضغة
لم يكن معروفاً للبشرية كلها وإنما عرف بعد إقتراع أجهزة تراقب تطور
الجنين في داخل الرحم وهو حي فلا يمكن أن يكون محمد صلى الله
عليه وسلم قد قال هذا الكلام من نفسه ولابد أن يكون وحيا من الله
ثم قال أشهد ألا إله إلا الله وأشهد أن محمداً رسول الله.

هذه البحوث العلمية وهي كثيرة تحث على الإيمان بالله وقد سبق بها
القرآن الكريم وقد أسلم على هدى هذه البحوث العلمية القويمة بعض
الناس بالفعل وهي إتجاه قوى لاقناع غير المسلمين بالإسلام ولاشك
أن هذا اتجاه سليم لاغبار عليه مع أخذ الحذر الشديد من الإنحراف.
أما إذا كان التفسير قائماً على التعسف في التأويل وربط الآيات بكل
ما يسمى علما فيعتبر مردوداً.

وكون البحث الذي ورد في الكتاب المذكور له تأثيره السلبي على عقيدة
المسلم ذلك أنه يبحث في الأمور الغيبية بميزان العقل لا يمنعنا ذلك
أن نجيب عن بعض الأسئلة التي أوردها الباحث ليدلل بها على أن
السموات السبع ما هي إلى الغلاف الجوي للأرض ويبرر ذلك بأن
السماء الدنيا في المفهوم السائد تعني كل الكون المنظور بكل أبعاده
فيسأل ويقول كيف يمكن لهذه الشهب الصغيرة الحجم أن تزين كل
هذا الحجم المأهول للسماء الدنيا؟؟؟
نقول : بقدرة الله التي لايعجزها شيء (إنما أمره إذا أراد شيئا أن
يقول له كن فيكون) ومثل هذه الأمور لا يسأل عنها بكيف ولم لأن
الأمر عندما يتعلق بقدرة الله وأفعاله ما على المسلم إلى أن يسلم
بكمال القدرة المطلقة لله تعالى وأن لا يخضع ذلك للعقل لأن العقل
البشري قاصر حتى عن إدراك كثير من الأمور التي تحيط به.

وأيضاً يتساءل ويقول إذ لو لم تكن السموات بمعني طبقات
الغلاف الجوي للأرض فكيف يمكن للآية :
( أولم ينظروا في ملكوت السموات والأرض) أن تحض الناس
للنظر في شيء هو غير مرئي؟؟........

نقول إن ما ورد في القرآن الكريم من الأمر الصريح بالنظر إلى السماء
ليس مقصوراً على الرؤية البصرية بل يتناول الرؤية الإيمانية القلبية
المستمدة من نور الوحي إذ ليس ما تتناوله الرؤية البصرية من السماء
الدنيا هو كل ما في السموات من سعة بل وراء ذلك سموات أخرى لا
تقل عنها إتساعاً دالة على باريها وعظيم صنعه غير أن رؤيته اإيمانية
لا بصرية وهي أيضاً حاصلة بمشاهدة السماء الدنيا وما فيها من آيات
واضحاتفإنها تدل على البقية من باب قياس الغائب على الشاهد وهو
مقبول بين المخلوقات دون الخالق.
والذي يقرب هذا الأمر التأمل في ذكرالعرش فقد ذكر في القرآن الكريم
والسنة المطهرة مضافاً إلى الرب تبارك وتعالى على أنه من دلائل
ربوبيته وشواهد عظمته وقد علمنا ذلك عن طريق القرآن الكريم
والسنة المطهرة ونحن لم نره طرفة عين إلا بإيماننا رؤية قلبية
كما روي عن الحارث بن مالك رضي الله عنه أنه قال :-
(وكأني أنظر إلى عرش ربي بارزاً).
وأيضاً قوله احاديث المعراج دليل على وهن المفهوم السائد للسموات
نقول: هذا القول مجرد مغالطة وقلب للحقائق وإنتصارلقوانين الفيزياء
وأدلة العقل البشري فأحاديث المعراج واضحة الدلالة فإن المراد بالسماء
(هو الفضاء ذو اللون الأزرق مثل القبة)
أنظر تفسير ابن كثير 2/547 وتفسيرالبيضاوي 1/37
وجامع البيان 1/162.
من كون هذه السموات أجراما محسوسة ولها أبواباً عليها خزنة ولا
تفتح الخزنة باب من أبوابه الطارق إلى لمن أذن الله تعالى له كما
جاء ذلك واضحاً في القرآن الكريم والسنة المطهرة قال الله تعالى:
( إن الذين كذبوا بآياتنا واستكبروا عنها لا تفتح لهم أبواب السماء
ولا يدخلون الجنة حتى يلج الجمل في سم الخياط وكذلك نجزي
المجرمين) الأعراف الآية 40.
فالآية صريحة في أن للسموات أبواب اوأن لها خزاناً بدليل أنها لا
تفتح للكفار لعدم الإذن الإلهي في ذلك بخلاف المؤمنين فإنها تفتح
لهم بعد موتهم فتعرج أرواحهم إلى ربهم.
روى الإمام أحمد في مسنده في حديث طويل نذكر مكان الشاهد فيه
عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
( إن الميت تحضره الملائكة فإذا كان الرجل الصالح قالوا أخرجي
إيتها النفس الطيبة .. ثم يعرج بها إلى السماء فيستفتح لها.. وإذا
كان الرجل السوء قالوا أخرجي أيتها النفس الخبيثة .. ثم يعرج بها
إلى السماء فيستفتح لها .. فإنك لا تفتح لك أبواب السماء .. إلخ).
فهذا الحديث وغيره دليل صريح أن للسموات أبواباً وأن على تلك
الأبواب خزنة ولا يدخلها أحد إلا بإذن من الله تعالى ولم يخترق
حجب هذه السموات إلا سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ومعه
جبريل عليه السلام في ليلة المعراج.
فالمؤمنون إذا علموا بشيء من ذلك سبحوا الخالق جل وعلا وعظموه
وأثنوا عليه بما علموا من دلائل قدرته وعظمته.
أما الغلاف الجوي للأرض الذي يزعم الباحث أنه المراد بالسموات فهو
مغاير لهذه الأوصاف تماماًَ.
فالنصوص القرآنية والأحاديث الصحيحة قطعية الدلالة في تقرير الحقيقة
بخلاف علم البشر المحدود الذي يتراءي لنا أنه حقيقة وغداً يظهر خلاف
ذلك.
ما ذهب إليه الباحث لايعدو أنه علم بشري يواجه غداًَ باكتشافات متقدمة
في هذا الكون توهن وتضعف ما قيل بالأمس فالمؤمن ينبغي أن لا
تدركه الهزيمة أمام العلم البشري ويلهث وراء ذلك متأولاً للنصوص
الواضحة حتى توافق ما قال علماء الفيزياء وحتى الإكتشافات التي
ظهرت مثل الثقوب السوداء وغيرها لا تعدو في حقيقة الأمر أنها
ظاهرة كونية مهما كبر حجمها تدل على عظيم قدرة الله تعالى على
الخلق وما كان لها أن تأخذ كل هذه الضجة لولا أنها وجدت من
المفتونين بالمنهج العقلي طريقاً للترويج.

وقد تعجبت كثيراً للذين قدما لهذا الكتاب فالمقدم الأول هو الدكتور
الطيب محمود عبدالقادر مدير مركز بحوث القرآن الكريم والسنة
النبوية والذي قال معلقاً على الكتاب جمع صاحبه بين علوم الوحي
وعلوم الكون إلى أن قال مما جعل الكتاب إضافة حقيقية للمكتبة
الإسلامية لاسيما في مجال الإعجاز العلمي الذي أصبح بابا من
أبواب الدعوة إلى الله تعالى.

نقول القول بأنه جمع بين علوم الوحي وعلوم الكون هذه العبارة لا
تعطي ميزة لهذا الكتاب إلا إذا وفق بين علوم الوحي وعلوم الكون
والتوفيق مستحيل لأن الامر المطروح لا يخضع ولا يبحث فيه عن
طريق علوم الكون.وأيضاً القول بأن الكتاب أصبح إضافة حقيقية
للمكتبة الإسلامية لاسيما في مجال الإعجازالعلمي.
نقول كيف يكون ذلك والمسائل التي أوردها البحث كلها تتعلق
بالأمور المغيبة في عالم الغيب والله وحده هو عالم الغيب والشهادة.

والمقدم الثاني للكتاب الدكتورمبارك درار عبدالله الأستاذ بكلية العلوم
بجامعة السودان الذي قال إن أملي كبير في المولي عز وجل أن تستفيد
البلاد ويستفيد العباد مما ورد في هذا الكتاب من معلومات غزيرة
ودقيقة وياحبذا لو إستفاد طلاب الفيزياء والتخصصات العلمية
بصورة عامة من هذا الكتاب بتدريسه في مقررات الدراسات الإسلامية
إلى ان يقول ويمكن أن يدرس عبر عدة مقررات في الإعجاز للدعاة
وطلاب الدراسات الإسلامية.

نقول كيف يكون ذلك والكتاب وما حواه يؤثر على عقيدة المسلم تأثيرا
ً سلبياً حيث أننا لم نعرف أن هناك ناراً أو قنطرة أو صوراً وغيرها من
حقائق اليوم الآخر إلاعن طريق الوحي وقوانين الفيزياء التي هي
نتائج العقل البشري مهما تطورت لا يمكن أنتصل إلى تلك الحقائق
بل إذا حاول باحث عن طريق هذه القوانين إلى ان يصل إلا تلك الحقائق
سيضل ضلالاً مبيناً.
فخير للعقل البشري أن يكون ملبياً من وراء القرآن والسنة المطهرة
إذا كيف نقترح أن يكون كتاباً منهجياً يدرس لطلاب الفيزياء والدراسات
الإسلامية.
ونقول أيضاً لو أثبت العالم الأمريكي صاحب الثقوب السوداء في المستقبل
أنه توجد حول هذه الثقوب أشباحاً ألا يسارع بعض الباحثين أن يقول إن
هذه الأشباح هم خزنة جهنم من الملائكة وهكذا تنهار عقيدة الإيمان
بالغيب وإذا حدث ذلك لا قدر الله خرج الإنسان عن دينه وإن صلى وصام.

وأخيرا أقول أن الكتاب فيه الكثير من الثغرات التي تحتاج إلى تعليق
وعليه اقترح أن تكون لجنة علمية متخصصة في التخصصات الدقيقة
الآتية العقيدة والتفسير والحديث وإن تكون من أساتذة الجامعات
المشهود لهم بالأمانة العلمية لقراءة هذا الكتاب بدقة واتخاذ مايرونه
مطابقاً للعقيدة الإسلامية المستمدة من نورالوحي.

هذا والله من وراء القصد وصلى الله عليه وسلم وبارك على
سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين والحمد لله رب العالمين.

المصدر : الملف الثقافي / صحيفة أخبار اليوم
04/09/1431هـ
14/08/2010م


منتديات التوثيق الشامل

الحفيان يكفيه شرف الاجتهاد ...

مواضيع ذات صلة:

مدخل أول :-
فلنُعِد قراءة هذا الخبر بإدراك:حذرت الإدارة الوطنية للملاحة الفضائية والفضاء «ناسا» - بحسب ديلي تلغراف- من أن انفجارات بركانية شمسية نتيجة عاصفة فضائية ضخمة ستسبب دماراً.
وقالت الصحيفة: من الممكن أن تزداد سخونة شبكات الطاقة المحلية، ويتأثر السفر الجوي بشدة وتتعطل الأجهزة الإلكترونية وأنظمة الملاحة الجوية والأقمار الصناعية الرئيسة بعد أن تصل الشمس إلى أقصى طاقة لها خلال سنوات قليلة.
ويعتقد كبار علماء وكالة الفضاء أن الأرض ستُضرَب بمستويات غير مسبوقة من الطاقة المغناطيسية نتيجة الانفجارات الشمسية بعد استيقاظ الشمس من «سُباتٍ عميق» في وقت ما نحو عام 2013م، وفي تحذير جديد قالت «ناسا» إن العاصفة الهائلة ستضرب كالبرق المصحوب بالرعد، ويمكن أن تسبب مخاطر مأساوية للصحة العالمية وخدمات الطوارئ والأمن القومي ما لم يتم اتخاذ احتياطات. قال مدير قسم الفيزياء الشمسية في «ناسا»:« نحن نعلم أن العاصفة قادمة لكننا لا نعرف حجم الضرر الذي ستخلفه وراءها».
وأضاف ريتشارد فيشر: إن الانفجارات ستغير المجال المغناطيسي على الأرض وإنها ستكون سريعة كالبرق من تأثير الشمس. وقال فيشر: «إن العاصفة التي ستجعل درجات حرارة الشمس تصل إلى أكثر من 5500 درجة مئوية، تحدث مرات قليلة فقط خلال حياة الشخص .
مكتوب . كوم

مدخل ثانٍ:-
تعرض السينما الأمريكية هذه الأيام فيلماً جديداً بعنوان:« 2012» من إخراج رولاند أمارك وتأليف هارلد كلوزر وتدور قصة الفيلم حول أحداث يوم القيامة بفكرة إلحادية تُنكِر البعث وتُقِرُّ بنهاية العالم الأرضي وِفْق التغييرات المناخية والفيزيائية.
ويستطيع المُخرج أن يبرع في تصوير الأهوال وطي الأرض كالسِّجل ودكّها دكَّاً وشفطها بواسطة الأشعة المحرقة والدمار والنهاية المتوقع حدوثها بحسب الفيلم في العام 2012م ويتناول الفيلم حديث المستشار العلمي للرئيس الأمريكي عن طبيعة نيترونات الأرض حيث تبدو الكتلة دون شحنات كهربية، ويقول إن الانفجارات الشمسية وصلت لمرحلة متقدمة منذ آخر مرة وإن الانفجار القادم عام 2012 م يُعتبر من أكبر الانفجارات الشمسية في تاريخ البشرية وذلك بسبب ارتفاع درجة حرارة نيوترات الأرض وردة فعلها الفيزيائية بشكل غير معقول.
ثم يظهر عالم آخر توصل للحقيقة ولكنه مخبول العقل ومذهول وكأنه من فصيلة « سُكارى»!
ويقول إن هذه الحقائق تعني يوم القيامة ويقول إن الإنجيل وكتب اليهود تحدثت عن هذا اليوم..
وهي ذات المشاهد التي رسمها الباحث السوداني محمد سعيد الحفيان في كتابه الخطير «القيامة في ضوء العلم الحديث.. هل جهنم ثقب أسود؟» وهو كتاب تم تأليفه على مدار ثماني سنوات متواصلة جمع فيه منهج البحث العلمي التطبيقي الفيزيائي ومنهج علوم الدين والحديث واللغة والتفسير وتوصل لنتائج مهمة وخطيرة وقال إن جهنم هي الثقوب السوداء وإن قيام الساعة لا يعني نهاية الكون بل تدمير المجموعة الشمسية وإنه يمكن رؤية جهنم في العام 2014م بواسطة العلم الذي يمكن أن يرصد ويرى تلك الثقوب السوداء.


المصدر نفسه

ويضيف أن رؤية جهنم في الدنيا لا تعني قيام الساعة ومواعيدها عند الله تعالى ثابتة بالقرآن الكريم في قوله: «إِنَّ اللَّهَ عِندَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَّاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ» الآية «34» سورة لقمان.
ويستشهد برؤية جهنم من القرآن في قوله تعالى: «لَتَرَوُنَّ الْجَحِيمَ, ثُمَّ لَتَرَوُنَّهَا عَيْنَ الْيَقِينِ» «6-7» سورة التكاثر.
ثم يذهب الحفيان في تصوير يوم القيامة كما صورها القرآن الكريم وحققها العلم الحديث:«إِذَا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزَالَهَا، وَأَخْرَجَتِ الْأَرْضُ أَثْقَالَهَا» «1-2»سورة الزلزلة.
ويأتي بمفهوم جديد عن أرض المحشر وعن الأهوال وتبديل الأرض والسماوات: «يَوْمَ تُبَدَّلُ الأَرْضُ غَيْرَ الأَرْضِ وَالسَّمَاوَاتُ وَبَرَزُواْ للّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ» «48» سورة إبراهيم.
ويتحدث عن الصراط المستقيم الذي وصفه بالظاهرة الكونية ويستدل على كل ذلك الإدهاش بالقرآن ومفردات اللغة والنظريات الفيزيائية.
يطرح الكتاب سؤالاً شائكاً ثم يجيب عنه بحجة مقنعة والسؤال: إذا كانت آيات القرآن الكريم قطعت بطي السموات السبع والأرض يوم القيامة فربَّ سائلٍ يقول: محق ما مصير الجنة والنار عندما يحدث هذا الطي؟ علماً بأن إجماع المسلمين على أن الجنة والنار مخلوقتان بنص القرآن:«وَفِي السَّمَاء رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ» «22» سورة الذاريات.
والإجابة في الكتاب المتوفر بالمكتبات إن لم يكن قد نفد.
الغريب أن مخرج الفيلم جعل من الرئيس لأول مرة زنجياً أسود وقد خاطب الشعب الأمريكي قائلاً:
«هذه آخر مرة أحدثكم فيها بوصفي آخر رئيس للولايات المتحدة»!!
ادعى المخرج الأمريكي تصوير يوم القيامة كما جاء في الإنجيل وكتب اليهود وغفل عن ما جاء بالقرآن والسنة المطهرة في هذا الصدد إلا أنه اكتفى بلمحة تشكل كسراً من الثانية للكعبة المشرفة وحواليها المسلمون ساجدون لله.. ترى ماذا يقصد؟
الله أعلم وأنتم أيضاً تعلمون ماذا يقصد!!

مكتوب . كوم - دي في دي العربي

الاخ منتصر محمد الزاكى ... السلام عليكم ورحمة الله
اخى الكريم اشكرك على فتح بوست حول كتاب الاخ الكريم محمد سعيد الحفيان وهو صديق وزميل دراسة ...وقد ارسل لى نسخة من الكتاب بعد اعداده للطبع وقبل طبعه ... واقول انه كتاب متفرد طرح رؤية متكاملة لاى القران التى تحدثت عن السماوات والارض والجنة والنار والبعث ويوم القيامة وغيرها ... وقد قمت بتحويل نسخ منه لبعض الاصدقاء واصبحنا ندير حوار حوله من حين الى اخر ... الحفيان لم يبدأ بالظواهر الكونية وانما اعاد فهم وتفسير بعض الايات محل البحث ورجع الى التفاسير السابق ومعاجم اللغة ثم اورد فهمه الخاص وربطه بالعلم الحديث فاصبح للكتاب درجة عالية من المنطق والحجة لا تقارع الا بحجة مثلها .
اخر الكريم سعدت بمقترحك الخاص بتكوين لجنة لدراسة هذا الكتاب وارجو ان يجد هذا المقترح النور كما اقترح عليكم وانتم من حديثكم لكم مكانتكم العلمية ان تتبنى ندوة علمية للتعليق على الكتاب وهذه من شانها ان تلفت النظر الى اهمية ماطرح فى الكتاب لتعم الفائدة وربما قاد ذلك لمباحث اخرى اكثر فائدة وربما ايضاً اكثر عمقاً.... هذا المقترح الثانى يساعد فى تنفيذ المقترح الاول ولايتعارض معه .
من جانبى قد اقترحت على الحفيان القدوم الى اميركا، حيث انا الان ، لمزيد من البحث فى مجال الفضاء ولاقاء محاضرات حول الكتاب الا انه لم يوافق حتى هذه اللحظة .
اخى الكريم لمزيد من التشويق وفائدة القراء ارجو تناول موضوعات الكريم ،وقد فصلتها فى بداية مداخلاتك، بما يفيد القارى والسلام ..
يقينى انك من المأجوريين باذن الله ونسال الله لك ذلك .
اخوك ابو سليمان واشنطن