مائة يوم وبضع ساعات على هزيمة الزبير باشا .

مائة يوم وبضع ساعات على هزيمة الزبير باشا .


10-10-2010, 11:49 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=310&msg=1286750973&rn=3


Post: #1
Title: مائة يوم وبضع ساعات على هزيمة الزبير باشا .
Author: عبد المنعم ابراهيم الحاج
Date: 10-10-2010, 11:49 PM
Parent: #0

وفشل السودانيون في تحقيق دولة عادلة على أساس المواطنة.



الدولة السودانية بشكلها الحالي لم تتواجد في مخيلة الأمة السودانية قبيل الإستعمار. بل أقصى مدا
لما يسمى بالسحنة الخلاسية لم يتجاوز حدود حلفي الدولة السنارية التي إنهارت على أقدام خيول الأتراك
وقناصة بنادقهم، التي كانت تطلب المال والرجال، المسؤول الاساسي عن مكتسبات
الأراضي الجنوبية بدون منازع هو تاجر الرقيق الزبير باشا، ولكن هذا لا ينفى علائق تأريخية ذات سمات
مرتبطة بمصالح مشتركة كانت تسود قبيل ذلك أهمها ذلك التبادل التجاري والتسوق في صورته البدائية،
وبعض المسارات التي تفترضها ظروف المناخ للتداخل مع الإحتفاظ بمساحات للتواصل.
كنت قد ذكرت في موضع آخر عن أن السلطنة الزرقاء وحدودها الجنوبية هي الحدود الطبيعية للوافد
العروبي وللخطاب الذي أسس له لاحقا مجموعة من المبدعين في مجالات شتى على رأسهم
الدكتور محمد عبد الحي أذكره هنا وأخصه لأن خطابه كان واضحا ومباشرا في
مجال الفلسفة وفي الإجابة لسؤال الهوية الذي أطلقه وعممه وضع فرضيات الدولة
السودانية على ذاك النسق "زنوجة-عروبة" وهذا المصلح ليس دقيق بهذه الصورة لأنه
يعني زنوجة زائد عروبة بينما الخطاب الشعري والفلسفي عن مشروع الهوية يتحدث عن
إندماج وفق منظور الوافد وليس السائد أو على الأقل وظف السائد
لخدمة ثقافة الوافد فحينما يقول
- "الليلة يستقبلني اهلي
خيل تحجل في دائرة
النار ،"
ثم
"أهدوني إبريقا جمجمة
مسبحة من أضراس
الموتى ،
ومصلى من جلد
الجاموس ،"
ثم
"رمزا يلمع بين
النخلة والأبنوس "
هو البضبط يعني
محو ثقافة السائد وتقديم الأدوات لخدمة ثقافة
الوافد..
فالأدوات هي
جمجمة دلالة الموت والفناء تقدم على هيئة إبريق
ليخدم ثقافة الوافد التي في جوهرها دينية،
وكذلك الأضراس، وجلد الجاموس.


ليس هنا ثمة إشكال إطلاقا إذا ما ما تم الأمر في إطاره السناري، طالما هذا الحلف إختار هذه المعاشة
بصورة سلمية وإرادية، حلف الدناقسة مع العبدلاب، الأمر الغير طبيعي هو ذلك الجزء الذي إنتزعه الزبير باشا
قسرا ليس لأي هدف غير تجارة الرقيق وتوسيع رقعة نشاط عمله اللا إنساني ، وما خلفه من تراكم وذاكرة من الغبن الممتد
والذي إستمر عبر التأريخ في مخيلة الجنوبي تجاه الشمال، وفي المقابل ذاكرة ممتدة من الأستعلاء والاستخفاف من قبل
الشمالي تجاه الجنوبي، الزبير باشا حليف الأتراك والمستعمر. ليس المستعمر الأروبي هو من فرض العزلة والقطيعة الـتاريخية
بين الشمال والجنوب رغم أنه حاول ذلك بعد أن توفرت فرص التعاون بين الشمال والجنوب أبان الثورة المهدية، فلجا لما يعرف
لسياسة المناطق المقفولة، ورغم عن ذلك صوت الجنوبيون للبقاء في إطار الدولة التي رسمها المستمعر الثنائي على أمل
بناء دولة وفق المقاييس الدولية التي تحترم حقوق شعبها على أساس المواطنة.


نواصل

Post: #2
Title: Re: مائة يوم وبضع ساعات على هزيمة الزبير باشا .
Author: عبد المنعم ابراهيم الحاج
Date: 10-12-2010, 03:31 AM
Parent: #1

في أعلى شجرة الأسطورة الشمالية ، وأمام برج الزمن الأخير ،
رفع الجنوبي الحمامة عن البيض ، فوجدها تحتضن رصاصتين ...ّ!

Post: #3
Title: Re: مائة يوم وبضع ساعات على هزيمة الزبير باشا .
Author: عبد المنعم ابراهيم الحاج
Date: 10-12-2010, 04:39 AM
Parent: #2

المقدمة أعلاه مدخل غير مؤسس لما ستؤول اليه الأوضاع بعد الإستفتلاء بغض النظر عن نتيجة ذلك الإستفتلاء
في مسألتي الوحدة والإنفصال، ويترتب عليها السقف الذي وضعنا ملامحه على العنوان أعلاه، وشكل الهزيمة
هي هزيمة على مستوي ذهني ونفسي لمشروع الزبير باشا والتحرر من التراكم التأريخي للغبن في ذاكرة الجنوبي
وذاكرة الإستعلاء المتوارث في المخيال الجمعي للشمالي ...