الحنين إلى غبار (تراب) الوطن

الحنين إلى غبار (تراب) الوطن


10-03-2010, 08:19 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=310&msg=1286093970&rn=0


Post: #1
Title: الحنين إلى غبار (تراب) الوطن
Author: Asim Fageary
Date: 10-03-2010, 08:19 AM


في رحلتي إلى إلى السودان لقضاء إجازة قصيرة أقل من ثلاثة أسابيع

وصلت للسودان فعانقني غبار الوطن مجسداً في سياسة يمارسها الصفوة

بينما عامة الناس يغطون في تناسي عجيب

لا يعرفون عن الأحداث التي تدور داخل البلد

ويتفوق عليهم المهاجرون والمغتربون في متابعة أخبار البلد وأوضاعها

فالناس هناك في دوامة المعيشة يعيشون اللحظة !!

وقضيت إجازتي يعانقني غبار الوطن

في الطرقات والمطاعم والحدائق

والغبار هناك يعانق حتى مياه الشرب

يعانق الأطفال

واللون الأبيض من اللباس مستحيل أن يصمد معك ساعة

وكأنني كنت أعلم ذلك فقد إخترت لرحلتي ملابس رمادية

ونظارات شمسية كبيرة الإطار حتى أحمي العيون والرموش

ولكني كنت أرى الغبار عبر النظارات حيث أن الغبار يحيط بك من كل الإتجاهات

وبالرغم من ذلك كله

دعاني الأصدقاء من زملاء الدراسة لحفل فطور أو غداء فسميه ما تشاء فما عاد الفطور هو ذلك الذي يبدأ التاسعة

والنصف أو العاشرة

فالفطور صار منتصف النهار أو بعده بدقائق

جلسنا وتسامرنا وإجتررنا الذكريات

فكانت حكايات الزمن الماضي والحاضر

والغريب لم يكن ضمن السمر حكايات عن المستقبل !!!

ولكني إلتقيت أناساً كنت في أشد الحوجة للقياهم

فهم أعزاء أوفياء وكما قال الحسن البصري: من حسن وفاء المرء حنينه للماضي

هذه يتفوقون فيها عن من هم في ديار المهاجر والإغتراب


ولكن...

أصبحت العاصمة دولة بحالها ولم يسعفني الوقت لزيارة الأقاليم سوى مدني في زيارة عاجلة وخاطفة

وهي الأخرى تمددت وإتسعت في مساحات شاسعة

ولكن..

الغبار يرفض إلا أن يلفك بحنينه

فحنين غبار الوطن عنيد !!

أجمل ما في حفل غداءنا ذلك أنه جمع جميع ألوان الطيف

ولكني لا أستطيع أن أقول السياسي حيث أنهم برغم إختلافاتهم السياسية تسميةً كانوا يتفقون حول رؤى مشتركة

فلم يكن خلافاً آيدولوجياً يسيطر على الآراء بل كان حوارهم فكرياً خالصاً

مما يدعم مقال أحد المفكرين والسياسيين السودانيين إذ قال في مطلعه: الآيدولوجية رمادية والفكر أخضر

.....

ولقد إلتقيت أيضاً من يهتمون بالسياسة وتمثل همهم ويعالجون قضاياها

فكانت رؤياهم تؤكد تراكم تراب الوطن وحنينه العنيد على كثير بل جل القضايا


كانت رحلة قصيرة ومليئة بالكثير

قرأت فيها الواقع عن كثب

وأتمنى أن أجد تفسيرات منطقية لكثير مما رأيت

ومن هنا تحياتي وإحترامي

لكل من إلتقيتهم بالسودان ورحبوا بي أيما ترحاب

وإعتذاري لكل من لم أستطع لقياهم فالوقت كان قصيراً جداً


عاصم فقيري