مطبات تواجه الاستفتاء في جنوب السودان (تحليل سياسي)

مطبات سياسية وأمنية واقتصادية تواجه الاستفتاء في جنوب السودان
تحليل سياسي كتبه عمر الصديق
والبلاد تسير نحو منعطف استفتاء جنوب السودان ورغم انتهاء شريكي نيفاشا من تشكيل مفوضية الاستفتاء الا ان هناك كثيرا من المطبات السياسية والامنية والاقتصادية والاجتماعية التي تواجه عملية الاستفتاء المقرر له التاسع من يناير القادم ونجد انه على المستوى السياسي فان ازمات متلاحقة اصبحت تحاصر الحركة الشعبية التي تتولى وتنفرد بحكم جنوب السودان وتفرض قبضتها الحديدية حيث لا تترك مجالا للمشاركة او الرأي الآخر ولعل اهم تلك الاوضاع تتمثل في الاحوال التنظيمية التي تعيشها الحركة الشعبية حيث نجدها عجزت عن عقد اجتماع مجلس التحرير بسبب الخوف من تنامي العضوية التي تشكل معارضة قوية لقيادة الحركة

الشعبية مما ادى الى استبعاد قيام اللجنة الخاصة بالتحضير لذلك الاجتماع الهام وتم إيكال امره لاثنين من قيادات تيار اولاد قرنق وحسب افادة المراقبين فان تلك العقبات ربما تلغي عقد هذا الاجتماع الهام الذي لم يعقد منذ حوالي السنتين ولعل اضطراب الاوضاع الداخلية بالحركة هو الذي جعل القائد سلفاكير يزور امريكا مؤخرا بصفته رئيسا للحركة الشعبية ومتخليا عن قيادة وفد الحكومة السودانية التي يمثل فيها الرجل الثاني وترك المجال للاستاذ علي عثمان محمد طه نائب رئيس الجمهورية ليقود وفد السودان الى الجمعية العامة للامم المتحدة وسط انباء عن وعود تلقاها من القيادات الانفصالية بالحركة افادت بان هناك ترتيبات لعقد اجتماعات هامة لرئيس الحركة الشعبية مع الرئيس الامريكي ووزيرة خارجيته بخصوص دعم مواقف الحركة الشعبية الانفصالية ورغم ان هذه الاجتماعات لم تتم الا ان القائد سلفاكير واثناء زيارته الاخيرة لامريكا تخلى عن حياده بين تياري الوحدة والانفصال في الحركة الشعبية لصالح التيار الاخير ومن جهة اخرى نجد ان امريكا قد فقدت حيادها في اجتماع نيويورك بتبنيها لمقترح الحركة الشعبية القاضي باستبعاد المسيرية في ابيي من التصويت مما جعل المؤتمر الوطني يرفض ذلك الموقف الامريكي المنحاز ويهاجم السياسات الامريكية بضراوة ولعل الانباء قد افادت ايضا ان وفد الخبراء الامريكي المكون من قيادات مختصة في وزارتي الخارجية الامريكية ووكالة الاستخبارات الامريكية قد نصح الحركة الشعبية بانها فشلت سياسيا وفكريا في الجنوب مما يعد تفسيرا للتراجع الامريكي الاخير والذي اسند حل المشاكل العالقة بين طرفي نيفاشا الى دول الايقاد واقترح ان يعقد اجتماع في اثيوبيا لهذا الغرض بسبب اعترافه وتقديره للدور الاثيوبي وعلاقات الحكومة الاثيوبية القوية مع طرفي نيفاشا ونجد ان الحركة الشعبية ظلت متأرجحة في مواقفها السياسية بين الاتفاق مع المؤتمر الوطني في ذات الوقت التنسيق مع المعارضة الشمالية او ما يعرف بتجمع جوبا وفي ذات الوقت نجد ان التيار الانفصالي قد عمل على استبعاد القيادات الشمالية بالحركة الشعبية امثال د. منصور خالد وياسر عرمان من زيارة وفد الحركة الشعبية الى نيويورك والتي لم تحصد الا الفشل الذريع وادت الى صدور تصريحات قوية من قيادات المؤتمر الوطني تهاجم توجهات الحركة الشعبية والتي صدرت من كل من وزير الخارجية ووزير الاعلام ووزير الشباب والرياضة وأوصلت تلك التصريحات القوية للمراقبين ان قطار الوحدة قد توقف عن المسير او كاد وكذلك ازداد التوتر في منطقة ابيي بصورة مقلقة مع استمرار الخلاف بين شريكي نيفاشا حول تشكيل مفوضية استفتاء ابيي بسبب تمسك كل طرف بأحقيته في رئاسة المفوضية وما زالت مسألة ترسيم الحدود تقف عائقا بين الطرفين وعقبة كبيرة امام انجاز الاستفتاء ومع مرور الوقت فان عامل الزمن يصبح اكبر عائق امام اجراء استفتاء حر ونزيه وفقا للقانون ووفقا لاتفاقية السلام الشامل ، وفي جانب المطبات الامنية فان التوتر الامني بالجنوب جعل مسؤولا دستوريا مختصا رفيع المستوى يتقدم باستقالته احتجاجا على تلك الاوضاع قبل ان تنجح الوساطة الداخلية في الحركة الشعبية في اثنائه عن ذلك مع وعود قوية بمعالجة الوضع الأمني حيث نجد الحركات العسكرية المنشقة عن الجيش الشعبي والعصابات المسلحة والنزاعات القبلية وتحركات جيش الرب تمثل ذلك التهديد الامني الرهيب لاجراء الاستفتاء في موعده مع العلم بان الاوضاع المناخية لا تساعد على اي تحرك حكومي عسكري يجعل الحركة الشعبية في وضع تعالج به تلك التوترات الامنية وفي الجانب الاقتصادي نجد ان انعدام التنمية وتضخم اوجه الصرف الحكومي والانفاق العسكري جعل حكومة الجنوب في وضع اقرب الى ما يعرف بالتمويل بالعجز مما يهدد اقتصاد الدولة الوليدة التي يعملون لاجلها مع بعض القوى الدولية والاقليمية التي ظلت تعمل لفصل جنوب السودان فضلا عن ميراث الجنوب من ديون حكومة السودان العالمية والذي ستكون ملزمة به حسب اعراف القانون الدولي ، ومع تنامي مشكلة ضعف الايرادات وعقبات تصدير نفط الجنوب فان الاوضاع الاقتصادية تهدد التزام حكومة الجنوب بدفع تعهداتها التي تخص اجراء الاستفتاء ونجد في الجانب الاجتماعي عدة عقبات تتمثل في ان الجنوب واجه سلسلة من الفيضانات والمجاعات التي بدورها تؤثر في النزاعات القبلية فضلا عن ممارسة قيادة الحركة الشعبية لتهميش دور كثير من القبائل الجنوبية مما احدث تململا اجتماعيا وشعبيا وتذمرا من ذلك الاقصاء ولعل اكثر المشاهد ارباكا للوضع الاجتماعي في الجنوب يتمثل في تبني الحركة الشعبية للمجموعات الانفصالية مع تهميش وتكميم افواه دعاة الوحدة وسط مواطني الجنوب مما احدث حالة من الغضب المكبوت والاحتقان الاجتماعي الذي ينذر بالانفجار وسط تنامي الغضب الشعبي والسياسي حول عدم نجاح الحركة الشعبية في رتق النسيج الاجتماعي بالجنوب ومعالجة آثار فترة الحرب والعمل على تغليب خيار الوحدة الجاذب بل تعدى الامر الى دورها السالب والمنحاز والاقصائي وسط المواطن الجنوبي مما يحتم على قيادتها وقيادة المؤتمرالوطني وكافة القوى السياسية في شمال وجنوب البلاد من الجلوس سويا ووضع خطط عاجلة وسريعة لمعالجة تلك المطبات حتى يتم اجراء الاستفتاء في اجواء نقية وصافية تمكن المواطن الجنوبي من ممارسة حقه الدستوري ولابد للحركة الشعبية اما العودة الى تغليب خيار الوحدة حسب إلتزامها المكتوب في اتفاقية نيفاشا او وقوفها على الحياد لتجنب اية اجراءات ارتدادية سياسية من مواطني الجنوب اذا جاءت رياح الاستفتاء بغير ما تشتهي قيادات الحركة الشعبية.

نشر باخبار اليوم السبت 2/10

الان بعد قرار السماح للانتباهة بمعاودة الصدور تكون الاصوات الانفصالية في الجنوب لها معادل بالشمال


اما اصوات دعاة الوحدة فستصبح اكثر خفوتاومحدودية وكانما الشريكان قد اتفقا علي الا يجعلا خيار الوحدة هو الاكثر جاذبية

القوي السياسية السودانية المعارضة ورغم انها تقف في ملاعب المتفرجين لانها خارج شراكة نيفاشا الا انها اصبحت تزايد علي ان المؤتمر الوطني تقع عليه مسئولية فصل الجنوب ونسيت او تناست انها شريك اصيل في ذلك الامر باقرارها لحق تقرير المصير باسمرا عام 1995


ووفقا لذلك اصبحت بلا افعال او مبادرات وتعتمد فقط علي التعاطي بواسطةردود الافعال

تحياتي عمر

تحليل جدير بالقراءة المتأنية

دمتم

الريس ابو جهينة

تحياتي


سعدت بمرورك ومشاركتك

اوردت صحيفة الشاهد الصادرة صباح اليوم خبرا مفاده ان هنالك خطة لتاجيل الاستفتاء وفقا لتحركات تقوم بها كل من مصر وبريطانيا وامريكا بسبب عدم توافق الشؤيكين علي اربعة قضايا حساسة ورئيسة و هي:

الحدود
وابيي
والنفط
ومصير الجنوبيين بالشمال

سلام استاذ عمر

من قراءة سريعة
تجدني محتارة

هل هذا مقال لمطبات تواجه الاستفتاء ولا مقال تحليلي للحركة الشعبية
اعتقد انك ركزت او مال تحليلك لانتقاد اكثر مما هو تحليل للحركة

لانه تقرير المصير لا يخص الحركة الشعبية فقط
ولانه تقرير المصير واجراء الاستفتاء يحتاج لاكثر من زاوية تحليلية

مثلا ذكرت ابعاد اقتصادية واجتماعية وسياسية ونجدك ركزت على نقل صورة سالبة لاقتصاد الجنوب بعد الانفصال وهنا اجدك خرجت خارج عنوان المقال (مطبات تواجه الاستفتاء)، وحتى في الجانب الاقتصادي هناك من يرون اقتصاد الجنوب الوليد مبشر ما بين مياه لا محدودة واراضي زراعية وبترول وسكان اقل يعني مع قليل من البنية التحتية وراس مال وامن ، الجنوب حيكون من اثرى دول العالم على حسب رؤية احد الاقتصاديين.
ولم يشر مقالك لا من قريب ولا من بعيد للجوانب الاجتماعية ، مع انه توجد كثير من القضايا العالقة التي لا يستطيع القانون لوحده حسمها واحيانا يكون القانون المعني شابه قصور عن شرح كل التفاصيل
في راي ان القصور لم يلازم هذه الجزئية من تنفيذ اتفاقية السلام الشامل

بل الاتفاقية ولدت مشوهة وتحمل بين طياتها ادوات اجهاضها
حيث اصبحت ومن زمن بعيد (مقتل جون قرنق اواسنشهاده او وفاته) جسد بلا روح بمعنى نصوص واتفاق وتنفيذ دون اكتساب روح النص وهو السلام والعدالة والحرية والتنمية وامتصاص المرارات والتعويض والاعتذار والاعتراف بالحقوق وممارستها ووو.. ما الى ذلك

الكلام كتير
والكل ملام ومدان كل من اعتلى موقع اتخاذ قرا ر في السودان منذ استقلاله من المستعمر حتى اليوم
اللهم الا محمد احمد المواطن المهمش دوما ولا اقول ليك محمد احمد وجون وادروب وادم وعشة وميري و القائمة تطول
ولكن الحركة الاسلامية تمتلك القدح المعلى في ذلك ايا كا اسمها على مدار تاريخنا الحديث جبهة الميثاق والجييهة القومية والوطني والشعبي و.....


يقول القانونيين هناك بون شاسع بين القانون وروح القانون وحين يفرغ القانون من روحه لا يخدم قضية العدالة التي من اجلها وضع القانون


بالمناسبة دي راي اولي دون الخوض في تفاصيل ما اوردت اكيد بجي راجعة لتناول تحليلك كلمة كلمة
تحياتي

صفية

Quote: لانه تقرير المصير لا يخص الحركة الشعبية فقط ولانه تقرير المصير واجراء الاستفتاء يحتاج لاكثر من زاوية تحليلية مثلا ذكرت ابعاد اقتصادية واجتماعية وسياسية ونجدك ركزت على نقل صورة سالبة لاقتصاد الجنوب بعد الانفصال وهنا اجدك خرجت خارج عنوان المقال (مطبات تواجه الاستفتاء)، وحتى في الجانب الاقتصادي هناك من يرون اقتصاد الجنوب الوليد مبشر ما بين مياه لا محدودة واراضي زراعية وبترول وسكان اقل يعني مع قليل من البنية التحتية وراس مال وامن ، الجنوب حيكون من اثرى دول العالم على حسب رؤية احد الاقتصاديين. ولم يشر مقالك لا من قريب ولا من بعيد للجوانب الاجتماعية ، مع انه توجد كثير من القضايا العالقة التي لا يستطيع القانون لوحده حسمها واحيانا يكون القانون المعني شابه قصور عن شرح كل التفاصيل في راي ان القصور لم يلازم هذه الجزئية من تنفيذ اتفاقية السلام الشامل

دكتورة

تحياتي


التحليل السياسي يبني علي معلومات كاتبه ولذلك قد ينتابه القصور وقد يجد فيه اخرين مجالا للاختلاف وفقا لما لديهم من معلومات او منطلقات للقراءة اومرن(.........)ات فكرية
وقد اشرت في مقالي للجوانب الاجتماعية

وعموما اشكرك علي المرور وارحب باي نقاش واضافات وتصويب

Quote: الكلام كتير والكل ملام ومدان كل من اعتلى موقع اتخاذ قرا ر في السودان منذ استقلاله من المستعمر حتى اليوم اللهم الا محمد احمد المواطن المهمش دوما ولا اقول ليك محمد احمد وجون وادروب وادم وعشة وميري و القائمة تطول ولكن الحركة الاسلامية تمتلك القدح المعلى في ذلك ايا كا اسمها على مدار تاريخنا الحديث جبهة الميثاق والجييهة القومية والوطني والشعبي و..... يقول القانونيين هناك بون شاسع بين القانون وروح القانون وحين يفرغ القانون من روحه لا يخدم قضية العدالة التي من اجلها وضع القانون

تحياتي يادكتورة

و لماذا جعلتي ادانة الحركة الاسلامية اكبر من ادانة بقية القوي السياسية التي تولت الحكم منذ الاستقلال ولم تفلح في تقديم حلول ناجعةللمأزق التاريخي للسودان كما اسماه المفكر الراحل ابو القاسم حاج حمد

الأخ عمر صديق هل كلامك هو محاولة لتوريط الأحزاب التي تُسمى معارضة وهي متعارضة فقط ولا تبحث إلا عن مصالح كبارها أم أنك تدافع عن المؤتمر الوطني الذي أقرّ الإنفصال حين وافق على نسبة 50% + صوت واحد؟ وعندما وافق على نسبة 60% من المقترعين؟؟ بكل أسف يتحمل وزر فصل الجنوب المؤتمر الوطني والحركة الشعبية لوحدهما. الحركة لا يهمها من الأمر شئ. لكن المؤتمر استلم دولة واحدة مساحتها مليون ميل مربع والآن أصبحت في خبر كان.

كبـَّـاشي الصــَّافي

(العوج راي والعديل راي)