"الحمار"

وانا هنا لا اقصد ذلك الحيوان الوديع المتحمل الصابر والذكي .. وطالما جاءت سيره الحمار فاني بالاصالة عن نفسي والاصاله عن اسرتي احي من هنا وبعد اكثر من اربعيين عاما حمارا كان لك في قريتنا بوادي حلفا ساهم اسهاما عظيما في تسهيل مهام حياتنا بحمل "خرج" الماء من النيل الي منزلنا وبالعكس وتحمل رذالتنا انا واخواني وابن خالتي ..ورغم تحمله وصبره الا ان اساءتنا له جعلته يرميني من هلي ظهره في اسوء المواقع في طريقه من البيت الي النهر وعلي ارض طينية جامدة تشبه الصخر ولم يرمي بي عند المزارع الخضراء ولا في الرمال امام بيتنا ولا حتي في طرف النهر ..كما كان له دور ريادي في كسر ايادي اخي وبن خالتي لذات الاسباب ولقد كان اكثر ولاء لوادي حلفا منا حيث رحل عن الفانية قبيل الرحيل مثله مثل ك ل ب جدي والذي نال شرف ان يسمي علي اشهر وزير خارجية لبريطانيا التي استعمرتنا ما يقارب ست عقود السيد "ايدن"...وفي ذات المنحي وحيث يكثر الحديث عن "غباء الحمار" وهذه سبة وافتراء مثل كثير من التنميطات العشوائية التي يتفنن فيها البشر وخاصة في بلادنا اذكر انه كنا قد توجهنا راجيين نحن طلاب سنة ثالثة معمار من فنان ومعلم في الدراسات الاضافية بجامعة الخرطوم في اواخر ستينات القرت الماضي بان يزيدنا علما في الفنون التشكيلية السودانية (وكنا قد دعونا قبل ذلك ولبي مشكورا الاب فانتيني من كمبوني ليقوم بتعريفنا بالتاريخ السوداني والنوبي القديم فقد كان مؤدخا ومهتما بالاثار والتصويير الفوتغرافي الذي كان يجيده ).. ويوم اتي الفنان والمعلم المشهور الينا في عصر يوم كنا مبهوريين وهو يحمل لوحات كثيرة ولزمنا كراسي الاستوديو (لم تكن لنا مدرجات وانما قاعات للرسم والمحاضرات والنوم احيانا تسمي استوديوهات وكان بعضنا ياتي بما تيسر من راديوها ت ومسجلات وبطاطين لزوم النوم ).. ابتدء الفنان المعلم بتعريف عام ثم درج الي اعمال الاستاذ الصلحي (اطال الله عمره) فلقد كان ومازال نجما فنيا ومحدثا لبقا وله كريزما عظيمة جعلته يقدم برنامجا تلفزيونيا ناجحا ذاك الومان ....وللفنان الصلحي لوحات في شكل مجموعات ومنها لوحات عن "الحمار" و بدء الفنان والمعلم (وهو كان يعرف بصرامته وضيق خلقه السريع) لسوء حظنا بمجموعة "الحمار" فما كان لبعض منا الا ان انفجر ضاحكا وهنا انفجر الفنان المعلم غاضبا وتحرك بسرعة يجمع لوحاته وهو يتمتم غاضبا باننا لا نفهم شيئا وان الحمار اذكي منا جميعا ويستاهل ان يرسمه الصلحي وخرج ولم يعد بتاتا ....
وفي زمن لاحق جدا جدا عندما صرت مهتما بتصميم وبناء اندية ومضاميير للبولو والفروسية تعاملت كثيرا مع الخيول وهي حيوانات جميلة وقوية لكنها تفتقد خبث الحمار فهي مثلا تجري احيانا في سباق حتي تقطع النفس وتموت او تصيبها حالة نهم تاكل حتي تموت ولا تتخير المواقع السيئة لترمي راكبها كما فعل حمارنا ذاك بي .. وخبث الحمار ربما هو ذكاء منه ليتمكن من مجابهة سوء استغلال البشر له فهو ليس كالخيل مدلل وياكل احسن العلف وطبخات معينة يقوم بها متخصصون وتبني له غرف بها احدث اجهزة التكييف والاكل المغذي الغالي (وانا عليم بذلك بحكم المهنة) واحيان فحصان واحد مثلا يكون الصرف عليه شهريا عدة الاف من الدولارات ( اقامة ووجبات فقط في الحالات العادية و تصل الي ملايين لبعض منها)....

هذه المقدمة (تخيلوا !! ) هي فقط للاشارة الي قطعة من الاثاث يعرفها جيلي ومن سبقنا وربما بعض ممن اتي بعدنا .. قطعة مصنوعة من الخشب يكون ارتفاعها دائما حوالي 110 سم وطولهايصل الي 150 سم ولها رجليين مثلثين وعوارض طولية اضافية .. هذه القطعة تفتق الفكر السوداني الذكي والخبيث علي تسميته ب "الحمار" ليغيظه و مستكثرا عليه(اي الاثاث) اسم وفق وظيفته وهو "شماعة" لان انواع الشماعات والتي في داخل دواليب من الاخشاب الممتازة والحديد والفاخرة لم تكن متوفرة باسعار توافق ما في جيوب الطبقات الوسطي من الشعوب السودانية والتي كانت تتميز علي طبقات اقل دخلا تجعل من الابواب او مسامير في الحوائط او حتي قطعة حبل شماعة لتلقي عليها او تعلق عليها القليل من الملابس( لم تكن الملابس كثيرة ومتعددة الاشكال والالوان كما هي اليوم لكل الطبقات).. لذا كانت "الشماعة الحمار" "اشتراكية الاستعمال" بحيث تكفي واحدة لثلاث او اربع من صغار الموظفيين او العمال ... وكان ترمي عليها الملابس عشوائيا دون ترتيب في اغلب الاحيان وفي كثير من الاحوال وعند وجود ضيوف دائميين (لعلاج او عمل او في انتظار سفر ما) كان الحمار حمارا يحمل اثقالا كثيرة ولحسن الحظ لم يكن متحركا ولا له عقل يتخابث به ويفنجط ويرمي كل الملابس علي الارض الترابية (حكاية السرامييم والموزاييك والبلاط عموما هذه من اعراض برجوازية لم تكون قد اتتنا بعد).....

وهذه الاضافة الي المقدمة (تخيلو كمان؟؟) سببها القادم يوم التاسع من ينائر 2011... الاستفتاء في الجنوب والمتوقع من نتيجة ....وحيث اننا اجيال تعودنا علي رمي كل شئ علي ظهر الحمار الشماعة فسيصر كلمنا علي انه ليس السبب في النتيجة وانما "الحمار الشماعة" .. ونحن شعوب لا يهدأ لنا بال الم نفتعل "حمار شماعة" لكل اسقاطاتنا وتجاوزاتناوعنصريتنا وركلستنا وسوء تصرفتا وسوء ادارتنا لبلادنا .....ومن "الحمير الشماعة" التي نعلق عليها ما سيحدث بعد التاسع من ينائر القادم "الست امريكا" و "الست الغرب" و"السادة اعداء البلاد المتربصين بالسودان " وزمانك كنا نسميهم الامبريالية وتقف تحت برندة بتاية ابوالعلا المقابلة لساحة القصر وكانت القنصلية البريطانية في الطابق الاول منها ونحن نقف تحتها ونهتف "تسقط الامبريالية" وكان اولاد الايه ينظرو الينا من فوق وهم يتبسمو ولا يسقطون ونحن نسقط من كثرة "الكوارييك والعطش " ......

ما سيحدث ياسادة ياكرام بعد يوم تسعة ينائر 2011 من صنعنا وليس ""للحمير الشماعة" اي دور الا فيما طلب حكامنا "المجبوريين عليهم " منهم ولكم في قراءة التاريخ من قبل حادثة توريت أيام مؤتمر جوبا وبعد الاستقلال وحمومات بعد الاستقلال وكيف تعامل نظام عبود مع الجنوب في التعليم وابعاد القسس وكيف احرق جنرالات العسكر الجنوب ثم ننظر الي ما فعلته حكومات البرلمانات بعد ذلكم بالجنوب ثم ابي عاج وتقسيمه للجتنوب وقوانين سبتمبر وما تلي ابي عاج ثم ابداعات الانقاذ من توجهات حضارية ودبابيين وجنات وحور عين لمن يقتل جنوبيا ورمي للقري البسيطة المتهالكة في الجنوب ببراميل التي اتي تي من طائرات الانتينوف ودفن الاسري احياء حتي اتت نيفاشا ورحل البطل وابتدءت سلسلة من المكايدات والصراعات مما جعل التواجد العالمي ضروريا حيث فشلنا نحن ....

ليس لل"الحمار" دخل فيما سيحث وما يحدث ...

Quote: الوطني: لن نُضحي بالشريعة من أجل الوحدة ونسعى لاستفتاء حر ومراقب دولياً السبت, 02 أكتوبر 2010 08:41 الخرطوم: ثناء عابدين تعهّد المؤتمر الوطني بالعمل من أجل إعلاء خيار الوحدة بوصفها هدفاً إستراتيجياً، مشدداً على ضرورة إجراء الاستفتاء في أجواء حرة ونزيهة ومراقبة دولية كشرط أساسي لقبول نتائجه. وقطع الوطني بعدم إقراره بعلمانية الدولة أو التضحية بالشريعة الإسلامية من أجل الوحدة. وأكدت بدرية سليمان أمين أمانة الشؤون العدلية بالمؤتمر الوطني خلال حديثها أمس في برنامج مؤتمر إذاعي عدم قدرة حكومة الجنوب على اتّخاذ قرار بشأن منح الجنسية المزدوجة، مشيرة إلى أن القانون الدولي واضح في تلك المسائل باعتبار أن الدولة الأم هي التي تقرر في تلك الموضوعات. وأشارت بدرية إلى وجود لجان مشتركة بين الوطني والحركة الشعبية تعكف على مناقشة قضايا ما بعد الاستفتاء والاتّفاق بشأنها موضحة أنها ستكون في شكل قالب قانوني أو اتفاقية مستمدة من الجانبين يتم التوقيع عليها. وأكدت بدرية على استمرارية الشراكة الاستراتيجية بين طرفي نيفاشا حتى نهاية 2010م. ومن جانبه قطع جورج أندريا القيادي بالحركة الشعبية أن الحركة الشعبية لم تحدد موقفها النهائي بشأن الوحدة أو الانفصال بعد، نافياً ممارستها لأي سياسات قمعية تجاه مواطنيها لإرغامهم على اختيار قرار الوحدة أو الانفصال مشيراً إلى أن اجتماع المكتب السياسي القادم سيحسم موقفها من الوحدة أو الانفصال. وأكد أندريا أن المواطن الجنوبي لن يقبل بوجوده في دولة يعتبر نفسه فيها مواطناً من الدرجة الثانية.

عزيزي الباشمهندس .......

مقدمتك أعلاه ..... ثم الإضافة للمقدمة، ذكرتني بنكتة ذات صلة، أرجو أن لا تحيد بوستك عن خطه الرصين.

يحكى أنه أحد المحامين (من جماعة صاحبي محمد المرتضى ... وصاحبك ود شيقوق) أتى ذات صباح للمحكمة .... وخارج القاعة استوقفه بعض الناس طالبين منه الدفاع عن أحد المتّهمين. لما سألهم عن التهمة، أفادوا بأنها (سرقة حمار). واصل سيره قائلاً (دي بسيطة ... لما ينادوا على القضية، كلموني).

نودي على القضية، وظهر المحامي الجهبوذ، وبدأ مرافعته قائلاً: يا سيادة القاضي، إن موكلي لم يسرق الحمار، وما حدث أنه خرج ليبتاع بعض (البرسيم) لأغنام يملكها، وأثناء عودته حاملاً البرسيم، مرّ بجانب الحمار الذي يبدو أنه كان جائعاً ....... دخل بيته وتبعه الحمار دون أن يدري هو .... ولم يكن في نيته سرقة الحمار إطلاقاً. أثناء مرافعة المحامي كان القاضي يحاول مقاطعته قائلاً (يا أستاذ .......... يا أستاذ) فلم يتمكن القاضي من مقاطعته إلاّ بعد أن أكمل مرافعته (الذكية) ليقول له: يا أستاذ ...... الحُمار حُمار هدوم.

عودةً لما قلت (بعد المقدمة والإضافة للمقدمة) ...... أوافقك أننا تعودنا على إلقاء كل خيباتنا على غيرنا، فلم تسلم منا أمريكا الشيطان الأكبر ... وتابعتها روسيا التي دنا عذابها أو الصهيونية، لا فرق، فنحن مستهدفين من كل العالم ومحاطين بالمتربصين والمتآمرين.

أما ما يُقال من أمر إعلاء خيار الوحدة ... وجعل الوحدة جاذبة .... فكل ذلك مواضيع خطابية ليس إلاّ .... وأرض الواقع تقول بغير ذلك.

تحياتي

الحمار السكران - قصة قصيرة

بوست جميل بالجد

عزيزي قور .... التحية .. اتابع ما تكتب واشاهد لك احيانا لقاءات فضائية متما تيسر ففضائيات السودان تجعل الريمةت او المفتاح يلسعك فتفضل ان تري غيرها وبالتالي تفوتنا (كما الدميرة فاتت قريبي وصديقي الراحل محمد حسن دكتور )اسهامات وابداعات قليل وانت منهم .. في زحمة المافرة الاسفيرية "الحمار السكران" فاتني والان وجدته ولكن بعد ان وصل حمار خالتك بلادا باردة وركلس هناك ...
حماري كان خشبا وحمار خالتك ملتي بيربوز وبيتغيير اتوماتيك اما حماري فيغيب تحت اكوان الهدوم القديمة والجديدة وهديمات الضيوف فيصير جبلا ....

مودتي ومعذرة ان اخذت بعض من عنوان بوحك و سردك دون ان اعرف ....

يابوالريش....

اتفاقية نيفاشا هي محصلة لكل الماضي وبالتالي هي خريطة طريق بدء العمل بعا منذ ست سنوات وحان الانتهاء من الاستعانة بها وهنا لا يبكي احد علي لين مسكوب فبقدرما عملنا نلنا ...

ياممكونة .. حمار الهدوم دة كاااان زمان ....

من مقال في الراي العام للكمال حسن بخيت:

Quote: في تقديري ان الامريكان شحنوابعض أو معظم قيادات الحركة على التمسك باجراء الاستفتاء في موعده دون انتظار ترسيم الحدود، حتى تكون هناك اسباب جوهرية للحرب القادمة، لان الخلاف حول الحدود بعد الانفصال «لا قدر الله» سيكون خلافاً قوياً وحاداً ستتدخل فيه آلة الحرب الحديثة التي زودت بها امريكا جيش الحركة وكذلك العديد من الدول القريبة.

يااامسكين يالحمار ....

سلامات يا باشمهندس أبو بكر

معاك شمس الدين ساتى إبن أخت الباشمهندس المرحوم

عبد الله حامد عبد الله. وكيل وزارة الحكومات المحلية سابقا

مهندس المساكن الشعبية..... تحياتى

مسكاقمي شمس الدين . يالله يرحمه ويسامحه فهو الذي اصر اصرارا شديدا علي ان التحق بالاسكان عندما كان مديريها وكان خريجو الهندسة يوظفو وهم لم يستلمو شهاداتهم حينياتي الي الكلية وكلاء او مدراء الوزارات للحصول علي اكبر عدد منهم ثم غادرنا الي الامم المتحدة .. وكان صديقا لشقيقي اد.احمدالتجاني ... تبادلت معك رسائل تعزية عند رحيله .. مرحبا بك هنا ....

مسكين الحمار السوداني حيشيل ايه واللا ايه ؟؟

"هيئة دعم الوحدة " .. علف للحمار