المدنيّة الإسلامية: صورة مضيئة عن وصف الطرق وإنارتها ورصفها وقوانين المرور!! لن تجدها قريبًا

درج كثيرٌ ممن يتكلّم عن المدنيّة الإسلامية والحضارة الكلامَ على ازدهار العلوم من الشرعيات (كالتفسير والحديث والفقه ..الخ) واللسانيات (كالنحووالصرف والعروض والبلاغة والمنطق ...الخ) وأغفلوا الكلامَ على المدنيّة والعمران, فلا تكاد تجد من كتابنا ومثقفينا من يتناول كيف كانت صورة المدنية, من حيث العمارة, والطرق, والأرصفة, وإضاءتها بالقناديل, وقوانين المرور!! والجسور وأنظمتها وهذه نماذجُ مُضيئة مما وقفتُ عليه في مطالعاتي لكتب التراث العربي:
** مدينة صنعاء كُلّها مفروشة الشوارع !! :
هكذا وصفها الرحالة ابنُ بطّوطة في (رحلته) التي دوّنها, ولم يذكر نوع الفرش أهي من الحجارة أم غيرها, وابن بطوطة عاش في القرن الثامن الهجري بلا خلاف’ انظر: (رحلة ابن بطوطة) (ج1/ص151) فهذه صورةٌ زاهية لأحد حواضر العالم الإسلامي في ذلك الوقت.
مديتة دمشق :
شوارع دمشق لها رصيفان في الجنبين لمرور المُتَرجّلين ويمرّ الركبانُ بين ذلك بين ذلك !! (رحلة ابن بطوطة) (ج2/ ص171) فهذه صورة للمدنيّة في أرقى صورها, من تنظيم قوانين المرور.
هدمُ بعض الأماكن لتوسيع الطرق وما قيل في ذلك من الشعر:تجده في (تاريخ ابن إياس) (ج2/ ص171)
إنارةُ الطُّرُق:
جاء في (تاريخ ابنِ إياس) (ج2/ ص338)ك أمر السلطان محمد بن قايتباي- أحد المماليك- الناسَ بتعليق قناديل على الدور والحوانيت.
قلت: وانظر في (رسالة نقولا الترك) (ص/33) كيف أمر الفرنسيس أهالي القاهرة بكنس الطرق ورشها وتعليق ليلاً.

أبوابُ الطرق:
جاء في (تاريخ ابن إياس) أيضًا (ج2/ ص236): أمر السلطان محمد بن قايتباي الناس بعمل دروب على الحارات والأسواق بسبب المناسر.

القناطر والجسور:

إنشاء صلاح الدين الأيوبي أربعين قنطرة بالجيزة: (تحفة الأحباب) بحاشية اجزء الرابع من (نفح الطيب) للمقّري برقم 595 ص/42

عمل جسر بين الروضة ومصر: (حُسْن المحاضرة) لابن تغْري بردي (ج2/ص166) برقم 90

عملهم في مصر جسرًا من خشب ليس من السفن: (تاريخ ابن إياس) (ج1/ص256)

إصلاح الفرنسيس لبعض القناطر: (تاريخ الجبرتي) (ج3/160)

نصبهم أعمدة يُكْتَب عليها عدد الأميال في الطريق بين بلدٍ وبلد في الهند: (رحلة ابن بطّوطة) (ج2/ص100)
والشيئُ بالشيئِ يُذكر فقد أشار الجبرتي في تاريخه إلى عمل الفرنسيس جسرًا ممهدًا إلى بولاق وآخر الحسينية: تاريخ الجبرتي (ج3/ ص33

وانظر كيف كانت نظم الري بالغة التطور في بلاد الأندلس ففد ذكر الأمير شكيب أرسلان في (الُحُلَل السندُسِيّة في الأخبار الأندلسية) عن مشاهداته في بلنسية-فالنسيا- أن نظم الري فيها (1933م) لم تتغيّر عن الهيئة التي كانت علبها في زمن عبد الرحمن الناصر!!
وقد ضربتُ صفحًا عن العمارة في بلاد الأندلس مساجدها وموانيها وقصورها..لشهرتها وغنائها

فائدة: أخبرني أستاذي العلامة د. صديق عمر الصديق أن الصحيح من ضبط (ابن بطوطة) هو بتشديد الطاء ليس غيرُ
ثمّ رأيته كذل مضبوطاً في (التذكرة التيمورية) للمحقق أحمد تيمور باشا

فائدةٌ أخرى: ذكر العلامة حمد الجاسر في (مجلة العرب) أن أفضلُ طبعات كتاب (رحلة ابن بطوطة) هي التي حققها العلامة عبد الهادي التازي المغربي -عضو مجمع اللغة العربية بالقاهرة-وسفير المغرب بالجامعة العربية السابق

وكتب: الفقير إليه تعالى
العاجز عبد العزيز علي جامع
كان الله له

وسيتبع

سيأتي -بحول الله- مزيد تحرير في قادم المقالات لموضوع حضارة التراث العربي