في الحنين الي زمن طابع البريد ...

في الحنين الي زمن طابع البريد ...


08-05-2010, 10:21 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=310&msg=1285869135&rn=10


Post: #1
Title: في الحنين الي زمن طابع البريد ...
Author: الوليد محمد الامين
Date: 08-05-2010, 10:21 PM
Parent: #0

********
.
********

Post: #2
Title: Re: في الحنين الي زمن طابع البريد ...
Author: الوليد محمد الامين
Date: 08-05-2010, 10:29 PM
Parent: #1

.



أنتمي الي زمن غابر كتب فيه الناس الخطابات بخط يدهم واستعملوا رطوبة ألسنتهم للصق طابع البريد . كانت الخطابات وقتها تبدأ بالأخ

الكريم فلان ، أو الوالد العزيز علان وهكذا ، ثم " نحن بخير والحمد لله ولا ينقصنا سوي عدم رؤياكم الغالية" ، ورغم الخطأ البائن في "عدم

رؤياكم " الا ان تلك العبارة دخلت في صلب أدبيات خطابات المستعربين السودانيين لسنوات طوال ، مثلها مثل تلك العبارة الشائعة وقتها "

أما ان دار محور سؤالكم عننا فاننا ... الخ " . كان للخطابات وقتها رونقها الخاص بها بل أكاد أجزم أنها كانت لها رائحتها الخاصة

كذلك ! و كان من مواضيع الكومبوسيشن الاساسية في الاسبوتنق لامتحانات الشهادة السودانية وقتها موضوع كتابة الخطاب بالانجليزية . ومر

علينا نحن اولاد المغتربين في سبعينات وثمانينات القرن الماضي زمن تصورنا فيه انه لا سبيل لاستمرار الحياة دون مصلحة البريد والبرق

فتأمل . غير ذلك كان من الف با تا ثاء عشق المراهقين ايامها الجوابات الغرامية – كذا بالاسم ، وكانت تلك الخطابات في كثير من الأحيان

نسخا متكررة لذات الخطاب مع بعض التغيير الطفيف ، وظني أن أمل وتهاني ورحاب لو تبادلن تلك الخطابات أو استعرضنها سوية لاكتشفن دون

كثير عناء خيبة جيلنا وربما الأجيال اللاحقة له من مستعربي السودان في بذل الكلام المنمق ! والحقيقة انني لم أرسل في حياتي خطابا

غراميا واحدا وان كنت كتبت الكثير منه مسميا ذلك بالمذكرات مرة وبالخواطر مرة أخري . ادخل الرعب في قلبي من تلك المسألة خطاب كان قد

أرسله أحدهم الي السيدة أمينة السعيد في مجلة اخر ساعة أو اكتوبر المصريتان ، لست أذكر الآن علي وجه التحديد - ايييييه ، الحمدلله الذي

اذهب عنا وهم الثقافة المصرية - ، أقول أرسل ذلك الأحدهم يشتكي للمحررة من أنه كتب خطابا لحبيبته يبثها الغرام فاذا بها تشهر به

وتعرضه لصديقاتها فرحة به او لسبب اخر في نفس يعقوبها مما اضطر صاحبنا للتفكير في ترك قريته – وكانت بصعيد مصر – أو لعله تركها لست

أدري . لست اذكر الان كيف كان رد المحررة ولم أهتم لذلك انما كان رعب تلك الفكرة كافيا لطرد هكذا أفكار عن سنوات مراهقتي وان استبدلت

ذلك بفطير الشعر . وعلي ذكر هذه السيرة – سيرة الخطابات الغرامية أعني - فقد احتفي واحد من جيلنا بذلك النوع من المراسيل ايما

احتفاء : " سلام الله يغشاك وعين الله ترعاك "...ثم "ولو فرقتنا الليالي سيجمعنا الصباح.. ... ولم تغيب عن تفكيري.." الخ من أحاديث

البساطة والمودة السودانية الخالصة ، والذين لم يطلعوا أو يمروا علي رائعة أبكر ادم اسماعيل " الطريق الي المدن المستحيلة " (1)

ضيعوا علي أنفسهم أشياء أكثر خطرا من رائحة جوابات العاشقين .




.

Post: #3
Title: Re: في الحنين الي زمن طابع البريد ...
Author: الوليد محمد الامين
Date: 08-05-2010, 10:34 PM
Parent: #2

.




مضي ذلك الزمان اذن بخيره وبراءته وحل علينا زمان صار فيه الكلام بالخيوط والسفر بالبيوت كما تنبأ فرح ود تكتوك (2) . اختفي من

مسابقات الاطفال ذلك السؤال عن الدولة الوحيدة في العالم التي لا تكتب اسمها علي طابع البريد باختفاء طابع البريد ذاته ونسيت في غمرة

انشغالي باللهاث وتعب الحياة اليوماتي أن اتقصي عن سر تلك الطوابع ذات الرسوم البارزة والمحسوسة التي كان يصدرها الاتحاد السوفييتي

دونا عن بلاد العالم او ذلك ما بدا لي وقتها ، يا اخي هو الاتحاد السوفييتي نفسه اختفي ناهيك عن طوابعه الأنيقة !

قلت مضي ذلك الزمان وتفتحت السماء عن بروتكول الاتش تي تي بي والاتش تي ام ال وباع صابر باتيا (3) البريد الساخن أو الهوتميل الي

مايكروسوفت بمئات ملايين الدولارات ومن يومها تحطمت مملكة الجوابات وفقدت صناديق البريد رونقها القديم .

صارت الخطابات بعدها تكتب كيفما اتفق وتطلب الامر الجلوس الي شاشة الكمبيوتر فانتفي بذلك طقس العزلة المجيدة الذي وفرته اقلام الحبر

السائل والورق الموشي برسومات الورود وأزهار الربيع وقلوب العاشقين المرسومة بعناية والمثقوبة بسهم كيوبيد الذي ان ظهر رسمه في

الخطاب زاد ذلك من تأكيد انتمائه لسلالة الجوابات الغرامية . أكمل بعدها أحفاد السيد ايديستام (4) وشركاؤه او ورثتهم ما بدأه السيد

بيل غيتس (5) ودقوا المسمار الأخير في نعش الخطابات كما عرفناها نحن لاعقي الطوابع البريدية ، فمن تصنيع الورق والأخشاب الي تصنيع

الأحذية والجاكيتات دخلت الشركة مجال الاتصالات فحققت نجاحا جعل اسم المدينة الفنلندية الصغيرة قابعا بجيب كل منا او علي الاقل غالب

قراء هذا المقال ، فعلت نوكيا اذن ما لم يحلم السيد المحترم جراهام بيل مخترع الهاتف نفسه انه قد يحدث .

وفرت نوكيا واخواتها للملايين من الناس سكة للتواصل والكتابة لا تتطلب كثير معرفة بقواعد اللغة او بقواعد الأملاء حتي ناهيك عن جزالة

الكلام وصناعة الانشاء ، وتطور الأمر حتي صارت الأرقام تحل محل بعض الحروف او كلها في بعض الكلمات وصارت الرسائل القصيرة أو الاس ام اس

كما تسميها شركات الاتصالات تحببا في دعاياتها المكرورة والمملة ، اقول صارت هي الوريثة الشرعية او ربما غير الشرعية للخطابات بشكلها

القديم المندثر .

اندثرت تاليا لذلك تلك الأغنيات الحنينة التي تغنت بالخطابات أو لها من قاموس أغنيات مستعربي السودان : وغربة حارة وبالخطاب تبخل

علي ... وتلك أغنية رافقتنا في سنوات طفولتنا وشنفت آذان مراهقتنا بعدها في ثمانينات القرن الماضي ، وكان الفنان أحمد الجابري حين

يصل لذلك المقطع عن الصبر يستدر تعاطف السامعيه وتسقط عن ركاب المواصلات العامة وقتها صرامتهم المدعاة فتجدهم يدندنون معه وكل يغني

أو يبكي علي ليلاه ، كانت هناك أيضا تلك الأغنية : لو بالقليل رسل جواب ... مضمونو انت تهمنا . وياله من رجاء لطيف . كان العالم وقتها

لم يتحول بعد لقرية صغيرة وان ظن ساكنوه ذلك ، من ذلك أن الناس في بلاد السودان ظنوا ببلاد المغرب العربي بعد المسافة فضربوا بفاس

المغربية الأمثال: فاس الما وراها ناس ، و جاءت تلك الأغنية : رسل لي رسايل .. وقال أنا في الجزاير .



.

Post: #4
Title: Re: في الحنين الي زمن طابع البريد ...
Author: الوليد محمد الامين
Date: 08-05-2010, 10:39 PM
Parent: #3

.


الشاهد من ذلك أن عصراً كاملاً وحقبة بحالها قد اندثرت باندثار طابع البريد والخطابات بشكلها القديم . وكنت ظننت وبعض الظن اثم في

حال بلادنا السعيدة أن من فوائد ذلك أن تخلص الناس من تلصص المتلصصين علي جوابات الناس في نسختها الورقية ، مر علينا زمان في عهد

ثورة مايو الظافرة التي تراجع ولا تتراجع أن كنت تجد خطابك مفتوحا بدواعي الأمن والحفاظ علي مقدرات البلاد وحفظا لها من مخططات العدو

الاسرائيلي واخرون لا تعلمهم الثورة تعلمهم ! عشنا ذلك أيضا في بدايات ثورة الانقاذ الوطني التي قال واحدهم يومها انه لولا مجيئهم لوصل

الدولار الي عشرين جنيها فتأمل !

قلت ظننت ان عهد انتهاك حرمة كلماتنا قد تولي حتي استقبلت ذات يوم خطابا الكترونيا من صبية مليحة من بلاد العجوز فيديل كاسترو كنت

التقيتها ذات سفرة فاذا بأحدهم يخبرني ان ذلك ليس مسموحا لي ! أخي الكريم ، أختي الكريمة : هذا الموقع تم حجبه بواسطة الهيئة

القومية للاتصالات ...الخ . عن لي ان اراسل تلك الهيئة ببريد الكتروني كما طلبوا حال الاعتراض علي ذلك ، ولكني عدلت عن ذلك لعبثية الامر

فيما بدا لي ، اذ ان ذات مدير هذه الهيئة في وقت سابق كان قد ابتكر في زمن مضي ايام ادارته لتلفزيون البلاد شبكة يحجب بها عن أعيننا

ما بدا له ضاراً بأخلاقنا ومفسداً لديننا من عورات النساء في شاشة تلفزيون السودان ، ثم انتهي به الامر ساعيا لفصل شمال البلاد عن جنوبها

ولله في خلقه شئون .

قلت مضي ذلك الزمان حتي أطل علينا صباح تعرفنا فيه علي كتاب الوشوش أو الفيسبوك في اسمه الأعجمي ، وكان ظني أول اشتراكي به أنه لا

يصلح لبلاد السودان ولأهل السودان ، ذلك أن السودانيون فيما بدا لي يميلون للكلام أكثر منه للكتابة ، من ذلك أن شركة الاتصالات الكويتية

زين باعت كامل حصتها الافريقية لشركة هندية واستثنت من ذلك فقط أهل السودان ودولة أخري ! أي ربح هذا وأي تكسب بل وكم من المال نهدره

في فضول الكلام !

المهم ، بدا لي كتاب الوشوش رصاصة أخري أن لم تكن أخيرة في جسد الخطابات كما كنا نعرفها بشكلها القديم ، والحقيقة أنه ربما لم يفعل

كتاب الوشوش غير تأكيد أن عهد الخطابات الورقية ولي وللأبد وولت معه أشياء أخري ليس أقلها حرص الناس وقتها علي الخصوصية وتقديس

الكتابة وتاليا حرمة الخطابات البريدية . لا يكلف المشتركون في كتاب الوشوش انفسهم عناء الكلام الكثير ، يكفي فقط أن يكتب

أحدهم : "مشتاق للبلد يا ناس " علي سبيل المثال فتنهال عليه عبارات التعاطف والمؤازرة ناهيك عن الناصحين بخطل الفكرة وكذا ، يصبح

بعدها من باب الكياسة والتواصل أن يخص صاحب الرسالة كل واحد من المتعاطفين برد مخصوص . انتفت اذن تلك الخصوصية وصار حق التعليق

مكفولا لمجموعة من الناس يقلون أو يزيدون في العدد اعتمادا علي نشاطك في المكان . وكنت حين أرسل الخطابات لوالدي بالعربية السعودية

أراجع الخطاب غير مرة متأكدا من حسن صياغته وصحة أملائه ، اليوم غدا من العادي أن تقرأ في كتاب الوشوش واحدة من الناس أو واحدا منهم

كتبت أو كتب علي الوول أو الحائط الخاص بها أو به ما يلي : " ليس من را كمن سمع " ، غني عن القول ان القصد رأي ولكن ذلك العهد

ولي مع طابع البريد . غير ذلك أثار تعجبي واحد من الناس كتب يبث شوقه وافتقاده لزوجته أو حبيبته الغائبة بانجليزية ركيكة فيقرأ كل

الناس مثل ذلك الكلام ! والغريب في الأمر أكثر بالنسبة لي أن ولا واحد من هؤلاء الناس استنكر مثل هذا الأمر فأرجعت الأمر لعلة بي وربما

لتكويني الأثني أذ انني انتمي لأناس في هذا السودان يسمون الحب بالريدة ولا ترد كلمة الحب هكذا الا عند أجيالهم المتأخرة وان لم ينج

هؤلاء من نعوت أقلها الخيبنة !

بدا لي وأنا اراجع هذه الكتابة أعلاه أنني كمن يعاني النوستالجيا الكاذبة ويتحسر علي عهد طابع البريد منكرا فوائد الاس ام اس واخواتها

الجمة ، والحق أنني لست كذلك بأي حال من الأحوال وان كنت لا أنكر حنيني لزمن غني له عبد الكريم الكابلي : زمان الناس هداوة بال ...

وانت زمانك الترحال (6). وربما كان من المفيد الأشارة هنا الي أن مارك زوكربيرج (7) نفسه ربما لم يتوقع لموقعه هذا الانتشار والذيوع ،

فالفتي المولود في مايو من العام 1984 بنيويورك لو قيل له وقتها ان عدد مشتركي موقعه سوف يصل لما يقارب نصف المليار من البشر لما

صدق ذلك وقتها . أشارة اخري هنا ربما وجب التنبه اليها ، فكون السيد مارك من مواليد العام 1984 فغالب الظن أنه لم يكتب رسالة

تقليدية في حياته .


.

Post: #5
Title: Re: في الحنين الي زمن طابع البريد ...
Author: الوليد محمد الامين
Date: 08-05-2010, 10:48 PM
Parent: #4

.


بدا لي أن واحدا من أكثر تطبيقات الفيسبوك جاذبية هي تلك الخاصية التي تسمح باضافة الصور . وكان من الشائع في زمن غابر حضرناه أن

يرسل الناس صور أولادهم عبر البريد مرفقة بالخطابات ، فتأتي التعليقات من النساء علي شاكلة " حلاتو حمودي كبر والله " ومن الرجال علي

شاكلة " ياخي نحن طولنا طول شديد خلاص " وهي تعبيرات غالبا ما تتم ترجمتها في لغة الخطابات لتعكس قدرا من الرصانة يليق بهيبة

الخطابات وعظم شأن الكلمة المكتوبة .

وعلي ذكر الصور فقد مضي ذلك الزمن الذي كانت فيه لأستديوهات التصوير الفوتوغرافي هيبتها وتقلصت حاجة الناس اليها الا في صور الزفاف

وبعض الاغراض الموسمية كاستخراج رخصة القيادة او جواز السفر وما الي ذلك . حلت الكاميرات الرقمية محل استديوهات بكاملها وصار بمقدور

كاميرا لا يزيد حجمها عن حجم صندوق السجائر أن تمنحك صورا تزيد في نقاوتها عن "استديو فوتوتكنك بالسجانة " الذي ذهبنا اليه للتصوير

استعدادا لسفرنا لمملكة ال سعود في بدايات الثمانينات من القرن الماضي . والغريب انني لا أزال اذكر تلك الصورة لسهير بأسنانها

الظاهرة في الصورة حتي اذا ما صرت خالاً لريم زاد اعجابي بالسيدين واطسون وكريك (8) ، هذا علي الرغم من أن السيد واطسون شكك في قدرتنا

نحن السود علي التطور استنادا علي أصل وضعنا (9) !

يضع الواحد من الناس صورته في صفحته بالفيسبوك فيتسني لك الاطلاع عليها ان كنت من ضمن مجموعة أصدقائه ،أو حتي أن لم تكن ولكن كان لديك

ما يكفي من الفضول ، بل أنه يمكنك الاطلاع علي صور أصدقاء اصدقائك في تجسيد نادر للمقولة الشهيرة : صديق صديقي صديقي .

لطالما تأملت في تلك الصور التي يجلبها الأصدقاء ، بعضها صور يزيد عمرها عن العشرين عاما ، بعضها لطفولتهم وبعضها لما بعد ذلك ، يعرض

الأصدقاء صورا لأيام الجامعة فتتحسس ذاكرتك الخربة أذ غابت عنك أسماء البعض وان لم تغب الملامح ، كان ذلك وقتا لم يعرف السودان فيه حرب

دارفور ولا انفصال الجنوب وكنتم تظنون أن بكره احلي !

تفتح التصاوير بابا من الوجد لا ينقضي : كيف أمكن لعبد الحليم قمر احتمال صقيع البلاد الكندية ، يالها من مدن : اونتاريو ! لا تزال

داخلية أركويت تذكر تلك الأيام ولا تزال الخرطوم علي حال حرارة طقسها . علي صدر صفحته كان علي الكسمبر يضع صورا لأطفاله الجميلين ، لقد

انقضت تلك الأيام أيام الشقاء في ظننا ايام مطاردة طفيليات الملاريا واللشمانيا ، وانتهي الحال بعلي والكثيرين من شباب الأطباء

السودانيين بايرلندا يكتشفون عالما آخر وتظل أم كراع والحواته ودوكة والقلابات علي حالها ! علي حالها ؟ لقد غيرت الحكومة اسم ام كراع

الي ام الخير ، فتأمل !

علي باب صفحته يكتب مرتضي عبدالجليل كلاما بليغا هو الشعر عن عماد اللمين :

( انت كالحلم في لغة العارفين بحزني ...

انت كالحزن ...

منتحلا صمتك البالغ الحسن..

مرتحلا دون إذن!!

انت يا ولد الحي...

يا بن التراب العصى..

يابن امي التي لم تلدك

أنت يا لغة الدرب...

يا مسرح الروح و عراب القافلة..

سالتك يا اول الراحلين الي القلب قبل قليل و لم تدرك الفاجعة .

سالتك يا انت ..كيف

رحلت ولم تبلغ الرابعة!!

سالت جميع الذين مررت عليهم ذاك النهار فلم يعرفوك باسم ...

سالت عن الروح و البوح والفكرةالسائدة

سالت عن الاصدقاء اليتامي...شوق ,شوك وشيراز..

أعدت السوال مرارا فقالوا عرفناك يا صاحبي .

احب السكوت إذا انت يرضيك صمتي...

لا احب الدروب التي تنتهي هكذا...ًًًًفجاةً

لا أحب السفر. )


عاد بي ذلك الي زمن بعيد حين كنا نكتب أشعار مرتضي في دفاترنا ونتبادلها نقلا بخط اليد من دفتر لآخر ، فليرحم الله عماد الأمين وليرأف الله

بمرتضي من الحزن ومن وطأة ذلك المكان الوارد آخر تلك الكتابة : الرياض !

عاد بي ذلك الي زمن لن يعود ، كان محمد سيد أحمد ومحمد عثمان ومرتضي عبدالجليل ثم الراحل عماد الأمين وقتها بكلية الطب جامعة
الخرطوم ، وكنا وقتها بالمختبرات الطبية ، وكنت في الأصل أعرف محمد سيد أحمد منذ تزاملنا بالاتحاد الأبتدائية ، واذكر وقتها انني قلت

لمحمد سيد احمد ياخي ما نعمل لينا حزب ، ولا ازال لا ادري من أين واتتني تلك الفكرة ، فقد كان الزمان زمان ابوكم مين ؟ نميييري ،

قايدكم مين ؟ نميييري !

أقول كنا بالمختبرات الطبية نصدر انا ووليد الضيف وخالد عنان والفاتح سيف الدين " بعض الوسامة " ونحتفي بأشعار مرتضي وأبكر ادم

اسماعيل والولد الجميل عاطف خيري ، حتي تفاجأنا بانا قد كبرنا وأن عماد الأمين رحل عنا في الراحلين وانتهي الحال بشيراز محمد عبد

الحي ومرتضي نفسه ومحمد عثمان أطباء بالمملكة العربية السعودية ! والحق أنني تفاجأت بعض الشيء عند رؤيتي لصور مرتضي ومحمد عثمان فلم

يخطر ببالي يوما أن هؤلاء الاثنان قد يكتنزان اللحم يوما . أما محمد سيد احمد او شيتر في رواية أخري فقد سررت لصورته مع البنيات

الجميلات اللواتي انتمين اليه وتنازلت عن السؤال عن مكان انتهاء صلعته العجيبة .

انظر بالله يامحمد الي اين انتهي بنا الحال والي اين تمضي بنا البلاد ؟ يالأحلامنا الموؤدة !


.

Post: #6
Title: Re: في الحنين الي زمن طابع البريد ...
Author: الوليد محمد الامين
Date: 08-05-2010, 10:53 PM
Parent: #5

.

بدا لي أحمد عوض هو ذاته أحمد عوض ، أكاد أجزم أنه ان عاد لود نعمان فلن ينتبه أحدهم لأنه قد اغترب بالخليج لأكثر من السبعة سنوات

، لا يزال هو هو بالشارب الغزير الذي تم تشذيبه هذه المرة ولكنه أضاف للكون ولدا صغيرا يشابهه في تأكيد آخر علي صحة أفكار الراهب

مندل (10) !

تطفلت مرة علي صورة تخص أصدقاء أحد أصدقائي ، اخبرني كتاب الوشوش ان صديقي فلان تم اعلامه باحدي الصور، تطفلت قلت وقمت بتكبير الصورة

، كانت الصورة لنوال ومحمود علي سبيل المثال من الفرقة كذا بجامعة الجزيرة بعد أن تزوجا وأنجبا ثلاثا من الأطفال . قلت : أذن هكذا

تنتهي المعركة (11) ؟ تظهر الصورة الطالبين السابقين وقد بدا عليهما الرضا وفي الخلف منهما حائط قصير من روث البهائم وبيوت القرية

تلوح من علي البعد كباقي الوشم في ظاهر اليد كما قال عنترة . تأملت ذلك ونظرت لتلك النهاية : في قرية منسية بشمال السودان ، في

تضاريس لن يتسني لقوقل ايرث تسمية معالمها وان اجتهد ، وما فائدة كل تلك المعادلات الرياضية ووجع الراس ومشاوير أركان النقاش واحتفال

الجبهة الديقراطية بالذكري كذا للفنان مصطفي سيد أحمد (12) واحتفال الجمهوريين بالذكري كذا للأستاذ الشهيد (13) ! تأملت في كل ذلك

انما سرني لهما ذلك الرضا المستكين ، بدا لي ذلك محاكاة لم ينتبه لها أحد لنهاية مصطفي سعيد في موسم الهجرة الي الشمال (14) .

الأصدقاء يضعون تصاويرهم في الفيسبوك ، يكبر الواحد منهم فيقوم بوضع صور أطفاله ثم يكبر أكثر فيقوم بوضع صور والديه الراحلين بينما

تضع الصبيات في غالب الأحوال صور زفافهن وزمن الرومانسية القصير الذي لا يتكرر في روزنامة مستعربي السودان .

تأملت في التصاوير فوجدت وليد وقيع الله متصورا في ملعب ويمبلدون ، فتأمل !

كان للخطابات في ذلك الزمان رائحتها التي ربما اكتسبتها من محطات السفر وأضابير المواني وأختام مكاتب البريد ، وكان لها تلك القداسة

المتولدة عن شغف الانتظار : كان من الرائج أن يرسل المغتربون وقتها خطابا منفصلا للأولاد وآخر لأم الأولاد ، ذلك رغم أنه لا كثير فرق بينهما

في غالب الأحوال ، وكان الناس يحتفظون بتلك الخطابات في حرز أمين لتتم أعادة قراءتها مرة بعد مرة في مناسبات الأنس البريء وساعات

الشوق والشجن !

الآن لا رائحة للخطابات بعد أن فض كتاب الوشوش بكارتها وصار كل من هب ودب بقليل من المعرفة الالكترونية مطلعا علي تفاصيل كلماتك ، وحتي

البريد الساخن الذي يأتيك علي نحو شخصي يجيء اليك مرافقا لدعايات شركات انقاص الوزن وحبوب الفياجرا فتأمل !

لقد انهار عالم كامل بانهيار مملكة الجوابات وطابع البريد وقام علي أنقاضه عالم آخر لا احتفاء فيه بالكلام المكتوب وحلت لغة الأرقام

محل لغة الحروف ، حدث ذلك بتسارع مخيف قضي علي اجتهادات قرون كاملة بضغطة زر ، ضاع كل مجهود عمال البريد ومصممي الطوابع البريدية

ورساميها والتحقوا بسرب الحمام الزاجل .

مررت قبل عدة أيام بمكتب بريد وبرق السجانة بالخرطوم فاذا به وقد صار بناية بنيت كيفما اتفق وعلقت عليها لافتة كتب عليها سودابوست !

مكتب بريد الخرطوم جنوب بسوق نمرة 3 تحول هو أيضا الي مكان مهجور لو عرف البوم طريقه لنعق فيه ، وأحاطت به العربات الخردة

والميكانيكية عاطلي الموهبة ، بل أن جزء منه تحول الي مطعم بلدي . وقفت عنده لالتقاط بعض الصور فسألني بعضهم : البوسطة ح يبيعوها خلاص

؟ بدا لي ذلك تلخيصا بليغا ومزريا لكامل حال البلاد !

مكتب بريد وبرق الموردة لا يزال شاخصا قرب سوق السمك الي حين ينتبه له واحد من صغار مستثمري الزمان الجديد ، ذهبت اليه فاذا هو مغلق

والمكان مهجور ومحاط بالمتشردين الذين أوجسوا خيفة من حضوري بينما في داخل غرفة صناديق البريد كانت أرقام الصناديق لا تزال علي حالها

، سوي أن واحدا من مشردي البلاد السودانية اتخذ من المكان موئلا للمنام !

انهار عالم كامل وجرفت تصاريف الأيام من ذكرياتنا ما ظننا أنه بعض أحوال حيواتنا علي هذه الأرض ، وانتهي الأمر بحفيدات النساء اللواتي

تغنين قبلاً بأغنيات من شاكلة : اكتب لي وانا اكتب ليك ... بالحاصل بي والحاصل بيك ، انتهي بهن الحال الي أغنيات من قبيل : وائل قفل

الموبايل لا مس كول لا رسايل ! فتأمل يا هداك الله !




-----------------------------------------------------------------------------------------------------------------------
1 – الطريق الي المدن المستحيلة ، رواية ، أبكر آدم اسماعيل ، اصدار مركز الدراسات السودانية ، القاهرة ، 2000.
2- هو محمد النور ود ضيف الله ، صاحب كتاب " الطبقات لود ضيف الله " .
3- صابر باتيا ، مواطن أمريكي من أصل هندي ، ولد بالهند في ديسمبر من العام 1968 ، عمل علي مشروع الهوتميل الذي اشترته شركة مايكروسوفت في العام 1997 بمبلغ 400 مليون دولار أمريكي .
4- فريدريك ايديستام مهندس متخصص في صناعة المطاحن أسس شركة نوكيا في العام 1865 التي بدأت أولا بالعمل في مجال تصنيع الأخشاب والأحذية المطاطية .
5- وليام هنري غيتس الثالث ، المشهور ببيل غيتس والمولود في العام 1955 رجل أعمال ومبرمج أمريكي . وثاني أغنى شخص في العالم. أسس عام 1975 شركة مايكروسوفت مع بول آلان .
6- أغنية زمان الناس للفنان عبد الكريم الكابلي وهي من كلماته وألحانه .
7- مارك زوكربيرج، من مواليد 14 مايو 1984 رجل أعمال ومبرمج أميركي. منشئ وصاحب موقع الفيسبوك الاجتماعي.
8- السيدان جيمس واتسون الأمريكي الجنسية ( المولود في 6 ابريل 1928) وفرانسيس كريك البريطاني الجنسية ( المولود في 8 يونيو 1916 والمتوفي في 28 يوليو 2004) هما مكتشفا تركيب الحمض النووي بشكله المعروف اليوم في العام 1953 ، ونالا جائزة نوبل في العام 1962.
9- في العام 2007 صرح السيد واطسون بأن السود أقل ذكاء من البيض !
10- غريغور يوهان مندل ولد 20 يوليو 1822 وتوفي في 6 يناير 1884 م، يعد مؤسس علم الوراثة، وهو عالم نبات وراهب نمساوي أجرى الكثير من التجارب واكتشف القوانين الأساسية للوراثة. أدت تجاربه في تكاثر نبات البازلاء إلى تطور علم الوراثة وكانت تجاربه هي الأساس لعلم الوراثة الذي يشهد تقدماً في عالم اليوم.
11- من قصيدة للشاعر العراقي محمد طالب .
12- الفنان مصطفي سيد أحمد المقبول مختار عمر الأمين ، ولد بالعام 1953 وتوفي في 16 يناير 1996م ، غني للعديد من شعراء الحداثة في السودان وأدخل لونية جديدة جعلته فنان النخبة والمثقفين وطلاب الجامعات حتي بعد رحيله.
13- محمود محمد طه: مفكر سوداني (1909-1985). أسس مع آخرين الحزب الجمهوري وألف العديد من الكتب وقدم الكثير من المحاضرات والندوات وقام بالكثير من الأنشطه الأخرى في سبيل التربيه والتوعيه ونشر الفكرة الجمهورية.. تم اعدامه بواسطة نظام الرئيس السابق جعفر نميري وهو في السادسة و السبعين من عمره .
14- موسم الهجرة الي الشمال ، الرواية الأكثر شهرة وذيوعا للكاتب الروائي الطيب صالح .



.

Post: #7
Title: Re: في الحنين الي زمن طابع البريد ...
Author: الوليد محمد الامين
Date: 08-06-2010, 10:52 AM
Parent: #6

=======

Post: #8
Title: Re: في الحنين الي زمن طابع البريد ...
Author: سلمى الشيخ سلامة
Date: 08-06-2010, 12:56 PM
Parent: #7

الحبيب الوليدمحمدالامين
تحياتى
كانت الرسائل بينى وبين زهاء الطاهر رحمة الله عليه
احد العلامات التى ما انمحت فى حياتى
كان دائما يكاتبنى بلغة لم اقرا مثلها
كتب الى ذات مرة هذه الرسالة


عزيزتي، هل وصلك مكتوبى الأخير ؟ ما بك إذن لا تكتبين الىّ ؟وكنت كتبت لك أمس رسالة ، وأمس الأول ، وقبله ، وكل يوم كنت اكتب لك ،لماذا احسك بعيدة عنى ؟ وانتى القريبة الى الروح القريبة الى الوريد بأقرب منى إليه ؟ كيف يا وهجي ؟ كيف؟
بوهجك اضفرينى خيمة ندخلها معا ، نندس فيها من حماقاتي وتضحكين منها ، ونضحك منها ، أيا عشبي الطالع من لدن الخريف لدىّ برؤى عشبنا تعالى نملأ الآفاق ننبثق هنا وهناك كالبراكين ، نملأ العالم بنا ، نملا العالم بما حوت أفئدتنا ، هناك الى جانب الطور ، أو فى اى مكان نختاره ، اطلعى يا امنياتى الأبدية ، اطلعى فطلعتك تهب الوردة نضارها ، هاكى جوبي آماد قلبي ومخابئه ، جولي فيها كيفما شئتى معا نفعل ذلك ولا نعود ابدآ ، يا افقآ يشتلنى أحلاما ،صبى روحك فى روحي المشرفة على حبك ، ودندني بآيات السطوع ، وهج ، وهجك ، قسورينى بحضورك الباذخ ، وارتقى سفرى ، يا صباحى المغرد بالصباح بالحياة اجمعها ،يا زهوايامى الآتية تنبع من عمق مشاعري من عيونك ، ومن دنان المعجزات ، هل انتى معجزتي ؟ لا تراعى وكوني لنا افقآ، لنا معا، وانزلى علىّ مطرا، اغمريني وحاصريني بك، بجلالك، بدلالك علىّ، بعينيك الجميلتين، بروحك كلها، بصوتك العذب الحنون، بأنوثتك كلها واحتفظي لى بها أمانة عندك، احفظيها حتى لحين اللقاء، وفجريني بها واريني سطوة الورد علىّ واريني فرادتك، نبوغ عقلك والجسد، ضميني إليك وضمينى ثم ضمينى لا ذوب فيك لتذوبى فىّ لاريك سماواتي التى احتفظت لك بها نقية وصافية، وترينني نجوم ضحاك، ياضحاى يا شجني وهج، وهج، وهجك، اتغمريننى حقا حتى أنسى سطوة هذا الزمن ؟ من يصقلني غيرك يا بهري ؟ من ؟ يا بهري ونصيبي ،من يرويني يا صهباء الفؤاد ؟ يا كوثر الروح ؟ سنلتقي، قريبا، هذا وعد، بل أمر حتمي، وسأجوب بك الصخر والواد، يا موسمي الفارّه هيا اوثقى صوتك الى ربى حلمك وانسجيه بزرارى لا تنفك عراها، وترنمي مثلما كنتى تفعلين دائما،
أما زلتي تفعلين ؟


Post: #9
Title: Re: في الحنين الي زمن طابع البريد ...
Author: Abdalla Gaafar
Date: 08-06-2010, 01:06 PM
Parent: #8

العزيز
الوليد

لك الود والتقدير علي هذا الدفق الانيق جدا

السلام مليون لك ولسلمي الشيخ


عبد الله جعفر

Post: #10
Title: Re: في الحنين الي زمن طابع البريد ...
Author: khatab
Date: 08-06-2010, 10:48 PM
Parent: #9


سنعود يا وليد

الى زمن البوسته

ومن ثم الى

الى

السكك الحديد

ولن يكون ذاك تأخُر

سيكون تقدماً .. فلقد قربت المسافات

وكثيراً *

سأعود للقراءه وبالتالى التفاكر

شكراً لك على هذه الكتابه المبذول

فيها الجهد ..

وما يعترى واقعنا من متغيرات

.
.

* مسرحية السكه حديد قربت المسافات وكثيراً
لمؤلفها عبدالله على ابراهيم
.
.

تمالتعديل لاضافة حرف الواو
وكثيراً..
للحاشيه
وهذا منا للاعتماد

Post: #11
Title: Re: في الحنين الي زمن طابع البريد ...
Author: الوليد محمد الامين
Date: 08-09-2010, 10:06 PM

العزيزة سلمي الشيخ سلامة

والصديقان العزيزان عبدالله وخطاب ،

أجدني شديد الامتنان لمروركم من هنا وتعليقاتكم التي أود أن اعود لها بمهلة وروية ،

أخرني في الرد عليكم علة أصابت كمبيوتري فاعذروني ....


هذا مع تحياتي وشكري لساعي البريد .

Post: #12
Title: Re: في الحنين الي زمن طابع البريد ...
Author: الوليد محمد الامين
Date: 08-12-2010, 08:52 PM
Parent: #11

سلامات يا سلمي

ثم ، أما زلت تفعلين ؟

رحم الله زهاء الطاهر ورحم الله البلاد التي لا تأبه لشأن مبدعيها .

واحدة من الحاجات الاختفت هسه كان اهتمام الناس بلغة الكتابة ، هسي اختفي حتي اهتمام الناس بلغة المخاطبة !

جزيل شكري لمرورك من هنا واثراءك للكتابة بالكتابة الاجمل .

Post: #13
Title: Re: في الحنين الي زمن طابع البريد ...
Author: الوليد محمد الامين
Date: 08-12-2010, 09:07 PM
Parent: #12

الصديق العزيز عبدالله جعفر

تجدني قي غاية السعادة لمتابعتك لهذه الكتابة وظهورك هنا .

ياخي وين مختفي ووين كتاباتك الجميلة !

مودتي .

Post: #14
Title: Re: في الحنين الي زمن طابع البريد ...
Author: خدر
Date: 08-12-2010, 09:48 PM
Parent: #13

عليمن الله واصلوا التوثيق و الحكي يا فنانيين
انا متابع معاكم و معي اخرون

Post: #15
Title: Re: في الحنين الي زمن طابع البريد ...
Author: الوليد محمد الامين
Date: 08-12-2010, 09:58 PM
Parent: #14

يا خطاب

ياخي كيفتني شديد قصة وصفك للكتابة دي بالمبذول فيها الجهد ،

واحدة من اكتر الحاجات المزعجة بالنسبة لي استسهال الكلام وبالتالي الكتابة ، للأسف المكان دا واحدة من علامات انحدارو هي استسهال الكتابة والاحتفاء بفطير الفكرة والكلمة ،

لكن للأسف بالمقابل دي واحدة من اسباب جماهيريتو في وضعنا الراهن ....


- في انتظار عودتك لاضاءة المكان -

Post: #16
Title: Re: في الحنين الي زمن طابع البريد ...
Author: الوليد محمد الامين
Date: 08-12-2010, 10:56 PM
Parent: #15

طارق ابوعبيدة

دايما مشرفنا ياخي

Post: #17
Title: Re: في الحنين الي زمن طابع البريد ...
Author: سلمى الشيخ سلامة
Date: 08-12-2010, 11:34 PM
Parent: #16

السبت
رسالة الى صديقى الاستاذ نجم الدين نصر الدين المحامى
تحية واحتراما
منذ ان غادرتنا باتجاه ارض الوطن واليد فى القلب وانت بين القلب نبضا لا تنى تزداد خفقاته
كيف انك الان ؟ اتمنى انك بخير ، اعرف انك دخلت الى مجرات من الالم لكنك قادر على تجاوزها ياصديقى ، فانت اقوى من كل الم ، هكذا عرفتك ، واعلم انك قادر على اجتياز كل محنة ، بدواء كنت دائما تصفه لى "التفاؤل " يا لك ايها المتفائل
كنت دائما تقول لى "بعد العملية دى حاتزوج تانى واجيب اطفال " ما زلت اذكر حروفك ، ضحكاتك وانت تسخر من مرضك ، وثباتك على التمارين التى اجترحها عليك الاطباء ، وانت تكتب عن غسيل الكلى فى تلك الماكينة اللعينة فى مستشفى مدينة ايوا
علمت الان انك تعانى ايها الصديق ، "شدة وتزول باذن الواحد الصمد"اعرف انك ستجتاز كل محنة ، لكم انت عنيد ومثابر ، لكم انت متفائل ، تمسك بهذا الشعار "التفاؤل "
اعرف انك ستجتاز محنتك اعرف تماما ، وبيقين لايدانى ، ستجعلها قصص للذين يعرفونك والذين لا يعرفونك ، تعلمنا منك الصمود يا قلعة الصمود ، فانت قوى الروح ومتين الجانب
لذلك لن نقبل الا بتلك الروح الوثابة الساخرة الواعية الواعدة بالباكر
اعرف انك معدن نفيس ربما انحسرت معدلاته لانك امتلكتها جميعا تلك المعادن ، فتمسك بها وكن قويا كما تعودناك ايها الرجل الناصع القلب ،الذى به من المؤكد ستعبر كل محنة
اتمنى انك دائما بخير
تحياتى واحترامى
يصل ويسلم لنجم الدين نصر الدين المحامى

من يومياتى فى اجراس الحرية

Post: #18
Title: Re: في الحنين الي زمن طابع البريد ...
Author: الوليد محمد الامين
Date: 08-13-2010, 09:01 PM
Parent: #17

السلام يا سلمي الشيخ سلامة

ياله من كلام بديع وامنيات صادقة

فليرحم الله نجم الدين وليرأف بالبلاد التي تأبه لأحوال مفكريها ...


- الاصدقاء هنا ببلاد السودان يقرونك السلام .....

Post: #19
Title: Re: في الحنين الي زمن طابع البريد ...
Author: الوليد محمد الامين
Date: 09-26-2010, 09:08 PM
Parent: #18

عاليا الي حين عودة ....

Post: #20
Title: Re: في الحنين الي زمن طابع البريد ...
Author: خضر حسين خليل
Date: 09-27-2010, 07:26 AM
Parent: #19

أما بعد


وصلنا خطابك ـ أدهشني إجترارك لما مضي من زمان غض ـ عدت بذاكرتي الي بوستة متواضعة كانت تقبع
في شمالي قريتنا كانت البوستة بمثابة الناقل الرئيسي لخبيراتنا افراحنا واتراحنا اوجاعنا والامنا
كنت انظر اليه بقدسية خاصة وانا هناك لم أكن أدري حقاً الطريقة التي يسلكها موظفي البوستة لتوصيل
ما بنا وما علينا ـ صندوقان بلونين مختلفين بأقفال صغيرة احداها للصادر والاخري للوارد لكن ما كان يحيرني حقاً في ذلك الزمان قدرة هذين الصندوقين في خلق التواصل بين الناس قريبهم وبعيدهم .
قبل عام ذهبت ووقفت علي اطلال كثيرة كانت البوستة من ضمن هذه الاطلال يا صديقي .

لك الشكر ياصاحبي لهذه الكتابة النازة بالحنين .

Post: #21
Title: Re: في الحنين الي زمن طابع البريد ...
Author: الوليد محمد الامين
Date: 09-29-2010, 09:04 PM
Parent: #20

خضر يا صديقي العزيز

ما شفت كتابتك دي الا هسه !!!

أعود لك بمزاج رائق ....


مودتي .

Post: #22
Title: Re: في الحنين الي زمن طابع البريد ...
Author: حاتم علي
Date: 09-29-2010, 09:28 PM
Parent: #21

الوليد صديقنا القديم
لك وحشة و كتاباتك
لازالت تحملني على الدهشة

ذكرتني موضوع قديم لي هنا

عن أوطان الأسافير أحكي ... عفواً الحنين لا يطل عبر هذه النافذة