عميد الفن السوداني الراحل المقيم أحمد المصطفى ... بوست توثيقي

أحمد محمد بركات من مواليد قرية الدبيبة بشرق النيل في العام 1920 م ,, نشأ وترعرع في أسرة بسيطة يعولها رجل من حفظة القرآن ومن قبيلة تنتسب الى العارف بالله الشيخ إدريس بن الأرباب المحسي الاصل .. سعى للعمل بالعاصمة والتحق بشركة عبد المنعم محمد في وظيفة محصل واستمر يعمل بها إلى أن تم تصفيتها في العام 1975 م وبعد ذلك تفرغ لاعماله الخاصة.

تبلورت جذوة الفن لديه من بواكير صباه من خلال البئية التي نشأ بها فتشرب ونهل من مداح منطقته الفن والايقاع الأصيل .. إضافة الى تشبعه بالابداع الفني لاعلام منطقته أمثال الشاعر ود الرضي والشاعر محمد احمد الشيخ ( الجاغريو ) والذي يمت له بصلة القرابة وبذا جمع بين الثقافتين الدينية والفنية من موروثات بئيته التي لاتخلو من حلقات الإنشاد الديني والمدائح النبوية إضافة الى تميزها باغانيها الشعبية المتنوعة الايقاعات والانغام ,, كل ذلك كان له الأثر الكبير في تشكيل دواخله وحواسه الفنية .

شنو ياعماد ماتواصل

يا سلام يا العمدة الليلة جبت لينا

الراحل المقيم الفنان احمد المصطفى

وثق ونحن متابعين

تحياتي واحترامي

من خلال عمله بشركة عبد المنعم محمد اتيحت له الفرصة للإستماع للاسطوانات ومشاهدة السينما والتي من خلالها تاثر بالموسيقار محمد عبد الوهاب والذي حفظ أغنياته عن ظهر قلب وفي الساحة الغنائية السودانية من تلك الفترة كان سرور يحتل القمة ينافسه كرومة وبجانبهما الامين برهان وثنائي شمبات وزنقار وإسماعيل عبد المعين الذي تاثر به ايضا أحمد المصطفى وكان يردد أغنياته في بدايات حياته الفنية وتلى ذلك ظهور الفنان حسن عطية الذي قام بإنشاء فرقة موسيقية مع بعض اصدقائه واتجه أحمد المصطفى الى تلك الفرقة وقام الفنان حسن عطية بتعليمه أساسيات وأسرار العود وهذا ما سطره أمير العود حسن عطية في مذكراته : ( وصل الخرطوم قادما من قرية الدبيبة الفنان الزميل أحمد المصطفى وكان قد التحق بالعمل بشركة عبد المنعم محمد والتقى بي وأبدى رغبة في أن يتعلم العزف على العود وكان أحمد المصطفى في ذلك الوقت لايعزف الا على الصفارة وهي المعروفة بــ ( الزنبارة ) عند أبناء البادية وهي من عيدان القصب ,, وبالفعل بدأ يتدرب على العود ولما كانت عنده الرغبة الاكيدة ومع المران المستمر استطاع أحمد المصطفى أن يجيد العزف على العود في فترة بسيطة ) .

بدأ أحمد المصطفى يشارك في حفلات الافراح وفي احداها سمعه المرحوم حسين طه زكي الذي اعجب بصوته الرائع وطلب منه الحضور للإذاعة لإجازة صوته كمطرب وتم ذلك بالفعل وقدم أول أغنياته وهي أغنية هيام ( عيوني هم السبب في اذاي وهم العيوني ) للشاعر أحمد إبراهيم فلاح ولم يمضي زمن طويل حتى صار أحمد المصطفى منافسا لزملائه إبراهيم الكاشف وحسن عطية اللذان سبقاه في الغناء ليؤسس لنفسه مدرسة متميزة وتتوالى روائعه يلاك ياعصفور وسكون الليل والوسيم وزاهي في خدرو وظالمني وبنت النيل وغيرها من درره ويصبح أحمد المصطفى علامة فارقة في مسيرة الفن السوداني .

بعد أن أصبح أحمد المصطفى أحد فناني المقدمة وقع عليه الإختيار مع الحاج محمد أحمد سرور للسفر إلى شمال افريقيا للترفيه عن الجنود السودانيين بقوة دفاع السودان المتمركزة في ليبيا وكذلك قام برحلات فنية ترفيهية بدول عديدة منها المملكة المتحدة في العام 1957م ودولة المانيا في العام 1957 م وللولايات المتحدة الأمريكية في العام 1974 م والى العديد من الدول العربية والأفريقية . كما طاف برحلات فنية على العديد من المدن والقرى السودانية في الشمال والجنوب والغرب والشرق والوسط . . شارك مع الفنانة صباح في إستعراض أغنية رحماك ياملاك في فيلم وهبتك حياتي في العام 1958 م .. سجل للإذاعة السودانية مايقارب من ثمانين اغنية .

الأغنيات :

الشاعر الجاغريو : حبيبي انا فرحان , يارائع , المرسوم في ضميري , طار قلبي , الهادية راضية , السادة اللميني , حاولت أنساك وقلبي زاد في جروحو , صادفني الحبيب بحشمة سالمتو , بي هواكم ابتلينا , يا النفور حن علينا , ياهواي آه انا .

الشاعر حسن عوض ابو العلا : أشكي وابكي لمين , سفري , رحماك ياملاك , وين ياناس حبيب الروح , يانار قيدي في الضلوع , القربه يحنن , ايام بتمر , جفيت مابنت , الدنيا تحلى , حبيبي ملكت فؤادي , بل شوقي , لاحت بشائر العيد ( انا الوحيد حيران ) , غرام قلبين ( ياغائبة عن العين وصورتك في الفؤاد طاويها ) , حرام يازازا ( حرام ياناس ).

الشاعر عبد المنعم عبد الحي : انا أمدرمان , فارق لاتلم , ياناسينا , فتنتني .

الشاعر محمد عوض الكريم القرشي : يلاك ياعصفور .

الشاعر خالد ابو الروس : ما أحلى ساعات اللقاء .

الشاعر بشير عبد الرحمن : بنت النيل .

الشاعر أحمد إبراهيم فلاح : هيام ( عيوني هم السبب في اذاي وهم العيوني ) .

الشاعر محمود أبوبكر : زاهي في خدره , كل ماذكرت جمالو , أهديك هاك مني .

الشاعر مهدي الامين : سكون الليل , عيد الوطن .

الشاعر مبارك عبد الوهاب : حياتي حياتي , ظالمني .

الشاعر طه حمدتو : الوسيم .

الشاعر إسماعيل حسن : حكاية غزال , ليالي الريد .

الشاعر السر دوليب : احتار خيالي , ياحبيب هون عليك .

الشاعر حسين عثمان منصور : ايام زمان .

الشاعر حسين بازرعة : حبيبي .

الشاعر ايليا ابو ماضي : وطن النجوم .

الشاعر أحمد رامي : راحل مقيم .

الشاعر أحمد إبراهيم الطاش : يا عظيم .

الشاعر علي حامد البدوي : عشت ياسوداني , نحن في السودان نهوى أوطانا .

الشاعر النعمان علي الله : انت مالك ومالي .

الشاعر صلاح أحمد محمد صالح : الليلة ماجاني , أهواك .

الشاعر حسين بازرعة : حبيبي .

الشاعر عبد الله حامد الأمين : السوسن البراق .

الشاعر كمال محيسي : نور في نار.

الشاعر حسين عثمان منصور : أيام زمان .

الشاعر والسياسي عبد الماجد أبو حسبو : يوم حبي يوم هنايا .

الشاعر صديق مدثر : فتاة الوطن .

الشاعر أبو آمنة حامد : غريب .

الشاعر إسماعيل عبد الرحيم : فؤادي .

الشاعر الزين عباس عمارة : في الخيال مرة .

جميع أغنيات الفنان أحمد المصطفى من الحانه .

من أغنيات الحقيبة التي كان يتغنى بها أحمد المصطفى ( انا مامعيون ) للشاعر سيد عبد العزيز .

توفي الفنان أحمد المصطفى في 30/10/ 1999 م بعد أن قدم لنا فنا رفيعا يمتد خالدا أبدا في حياتنا ,, رحمه الله رحمة واسعة ورفعه في مصاف الشهداء والصديقين .

تميز أحمد المصطفى بين أقرانه بدماثة الخلق وبعد النظر وقوة الشخصية مما أهله ليكون نقيبا للفنانين السودانيين لدورات عديدة ثم رئيسا فخريا بعد ذلك والمقال التالي للموسوعة الفنية السر أحمد قدور يحدثنا بإسهاب في هذا الجانب :

أحمد المصطفى من الرابطة إلى النقابة

بقلم السر أحمد قدور

كان احمد المصطفى من الاوائل اللذين سعوا الى قيام تنظيم الفنانين يجمع شتاتهم ويحقق مصالحهم ويحمي حقوقهم ويرتفع بمستواهم الإجتماعي والفني .. وقد بذل أحمد المصطفى جهدا يفوق جهد جميع زملائه لتحقيق هذه الغاية واستحق عن صدق لقب العميد بعد رحيل الحاج محمد أحمد سرور وكان أحمد المصطفى أحد مؤسسي ( الرابطة ) أول تنظيم للفنانين السودانيين ومن أبرز أعضائه إبراهيم الكاشف وحسن سليمان وحسن ضرار وحسن عطية والدكتور ادهم وقد قامت هذه الرابطة لتتحدث بأسم الفنانين مع الجهات الرسمية وفي مقدمتها الإذاعة في تحديد أجورهم وأجور العازفين الذين يشاركون في العمل الفني .
وقد أثبتت هذه الرابطة وجودها وبرهنت على قوتها عندما أعلنت إضراب الفنانين الشهير الذين امتنعوا فيه عن تقديم أغانيهم من الإذاعة وكان أحمد المصطفى في مقدمة الذين نفذوا الإضراب وكان وقتها يتربع على قمة الغناء السوداني .. وعندما تحولت الرابطة إلى نقابة كان أحمد المصطفى صاحب فضل لاينكر في هذا التحول فقد استطاع بعلاقاته الواسعة في الاوساط الرسمية والإجتماعية أن يذلل كل العقبات القانونية التي تحول دون قيام النقابة واعترافا بفضله اختاره الأعضاء نقيبا للفنانين في عدة دورات متتالية ورغم وجود المنأفسة في بعض الدورات الا أن أحمد المصطفى كان يكتسح إنتخابات النقابة بفضل دعم العازفين له فقد كان أحمد لاينظر الى العازفين كاعضاء نقابة فقط ولكن كان يعتبرهم أبناؤه وهو شديد الإهتمام والعناية بمشاكلهم وأسلوب معيشتهم ويتدخل في حل مشاكلهم العملية والأسرية ويشارك في مناسباتهم ويهتم بهم عند المرض ويبحث عنهم إذا غاب احدهم وقد بادلوه حبا بحب ومودة بمودة .
وخلال توليه منصب النقيب سعى أحمد المصطفى إلى تثقيف الفنانين والعازفين بفتح فصول تدريس الموسيقى في النقابة وأشهر هذه الفصول ذلك الذي أشرف عليه الموسيقار المصري مصطفى كامل أحد أعضاء البعثة التعليمية المصرية .. ان أحمد المصطفى صاحب فضل في تثقيف أعضاء النقابة مثلما هو صاحب فضل في قيامها ودعمها .

أشتهر أحمد المصطفى باياديه البيضاء لابناء منطقته الدبيبة من أجل الآرتقاء بها مما خلق له مكانة عند اهل المنطقة وعموم اهل السودان لما قدمه ونبحر بالمزيد من ذلك الجانب مع هذا المقال للإذاعي الراحل خلف الله حمد ..

أحمد المصطفى الابن البار
بقلم الإذاعي المخضرم : خلف الله حمد

لقد تطرق قبلي كتاب وأدباء ونقاد من محبي الفن الغنائي والموسيقى بالكتابة عن أحمد المصطفى الفنان والمجدد والملحن والمؤدي ثم تطرقوا ايضا لاخلاقياته ومسلكه مع معحبيه ومستمعيه وزملائه كما أشاروا وأشادوا بالتزامه كفنان وإحترامه لفنه وتقديسه لرسالة الفن وايمانه بتلك الرسالة التي تسمو بالإنسان وتدفعه للعمل لرفعة وطنه وحريته وإحترام ترابه والتمسك بتقاليده وبتعاليم دينه وشريعته السمحاء وسجلوا له وللتاريخ أنه قد أنشأ مدرسة أخلاقية وفنية وسط زملائه سرعان ما انتمت لها الأغلبية الساحقة من الفنانين والموسيقيين خاصة أولئك الذين كانوا ملتصقين به وكانوا من أعضاء فرقته المستديمة بل قد شملت مدرسته جميع أعضاء اتحاد الفنانين الذين كرموه بثقتهم واختاروه عميدا لهم ليقود السفينة مع أخوانه وابناؤه واقروا قانونا لاتحاد لهم احتوى على اخلاقيات مدرسة ( أحمد ) وزادوا على ذلك أهدافا سامية تعمل لتطوير الفن ونشره ورعاية الفنان وضمان إحترامه وحقه في المجتمع .
وجميع من كتبوا عن أحمد المصطفى فقد اوفوا واجزلوا فلهم جميعا الشكر والتقدير وبما انني من أبناء أسرته ومن ذوي القربى له رايت من الوفاء أن أرفع الستار لاقدم جوانب أخرى مضئية من حياة الفنان أحمد المصطفى الا وهي بر أحمد المصطفى – بأهله وأسرته لقد كان أحمد المصطفى بارا بوالديه برا حدا بهم أن يلاحقوه بعفوهم ودعائهم عقب كل صلاة وعقب كل مناسبة يلتقونه ويقيني أن هذا ماقاد أحمد للنجاح والتوفيق وحفظه من شر ماخلق ومن المرض الذي تعرض له وكتب له الشفاء ولعله ببره بوالديه امتثل لامر الله تعالى في قرانه المجيد ( ووصينا الانسان بوالديه ) بارا بأسرته ومن يكفلهم من أبنائه وبناته فقد أوفاهم حق الأبوة رعاية وإعاشة وتعليما ثم قدم للفن ولمعجبيه أحدهم وهو الطيار عز الدين أحمد المصطفى ليواصل المسيرة مستنيرا بمدرسة والده الفنية والخلقية تاركا مؤهله وتخصصه الفني الرابح ( طيران ) من أجل الفن ,, اما أشقاؤه فقد تولى رعايتهم وتعليمهم وبذل في ذلك جهدا مقدرا الى أن حصلوا على مايؤهلهم للحياة الحرة الكريمة ويكفي أن أشير أن شقيقه المتوفي عليه رحمة الله علي محمد بركات كان أول من ادخل ( كلية كمبوني ) من قريتنا وتخرج فيها والتحق للعمل بالخطوط الجوية السودانية وتدرج فيها إلى أن وصل الى درجة وظيفة قيادية بها وقد كان أحد ممثليها بلندن لفترة كبيرة ثم شقيقاه اللواء عثمان والعميد صديق اللذان تخرجا من الكلية الحربية ثم شقيقه بركات الذي اولاه ثقته بعد تخرجه وبدلا عن الوظيفة اختار له الأعمال الحرة فخلق منه رجل أعمال ناجح ولقد عم ببره أهله وعشيرته ( بالديببة والعليفون ) فقد تبرع بمنزله بالدبيبة ليكون أول مدرسة تفتح لتعليم أبنائها وبناتها وكان ذلك في مناسبة زيارة السيد إسماعيل الازهري رئيس أول حكومة وطنية ومعه الصاغ صلاح سالم فقد سعى أحمد ومعه نفر كريم من أهله وأذكر منهم الشيخ حمد مضوي وأولاد الفكي الامام والخليفة محمد حاج والخليفة الحنان وسيد خليفة وأحمد محمد الشيخ ( الجاغريو ) لتحقيق تلك الزيارة وكانت حدثا تاريخيا بالنسبة للمنطقة وكان الإستقبال يفوق الوصف والتعبير ورفع أبناء الدبيبة شعارات الترحيب والتكريم ورفعوا ايضا لرئيس أول حكومة وطنية شعارارت لفتت إنتباه الجميع ومنها ( نريد العلم ولو تحت ظل الشجرة ) فكان نداء إنسانيا أول من استجاب له وتأثر به الصاغ صلاح سالم الذي وقف مخاطبا الجميع : لو وجدت مدرسة لفتحتها غدآ بعد موافقة رئيس الحكومة فوقف الابن البار أحمد المصطفى وقال له : المبنى موجود وهذه مفاتيحه – وكانت المعجزة في اليوم الثاني للزيارة وصل للدبيبة مندوب البعثة التعليمية المصرية ومعه معدات وأدوات المدرسة بقيادة ناظرها ( الأستاذ طيفور ) وأفتتحت أول مدرسة للبعثة التعليمية المصرية بشرق النيل ريفي بحري وتدرجت من ابتدائية الى اعدادية مختلطة .

بروفسير الفاتح الطاهر يكتب عن أحمد المصطفى

( لن يموت من عاش في قلب الشعب )

مات أحمد المصطفى ذلك الإنسان الفنان الذي قطع مشواره الفني وهو يعطي بسخاء عبر حياته الفنية للأغنية السودانية وتظهر بصماته بوضوح على شريط تاريخها الطويل حتى أصبح مدرسة متميزة في فن الغناء .. مدرسة لحنية قائمة بذاتها ,, مدرسة لها شخصية وفهم واصول شديدة الأناقة وبها استطاع ان يؤكد ان الموهبة الحقيقية متوفرة لديه الى جانب العبقرية الفنية .
لقد استطاع أحمد المصطفى بالصبر الطويل والإخلاص ان يحتل مكانا كبيرا في قلوب الناس في حياته ومن المتوقع ان تستمر هذه المكانة لعدة أجيال قادمة وذلك لعدة أسباب أهمها صدقه الشديد وذكاؤه الفني وصوته المعبر وحبه واخلاصه لفنه فقد كان نموذجا رائعا للموهبة والاخلاص والدقة والاتقان وكان من اكثر الناس حرصا على ما اعطاه الله من نبوغ فني فكان يرعى صحته ووقته وعقله ومشاعره , كما كان شديد المحاسبة مع نفسه الى جانب ذلك يتمتع بقدر كبير من الثقافة والوعي السياسي والاجتماعي والانساني .
الراحل العزيز هو في الواقع جزء مهم من ضمير الموسيقى السودانية وجانب كبير من تاريخها ولذا فان كلماته التي كان يقولها عن الأغنية السودانية وفن التلحين عموما تكون بمثابة شهادة أجيال كثيرة اعطت وتعطي فن الغناء الذي لم يتوقف فقط بل تارجح بين الهبوط والصعود .. وكلمات أحمد ليست وجهة نظر فقط بقدر ماهي نقاط ضوء تهدي الباحث عن الحقيقة في حياتنا الفنية .
كان الراحل العزيز يمثل في حياتنا الفنية ظاهرة لها قيمتها وثراؤها .. فقد احتل مركزا مرموقا وله تاريخ حافل في الساحة الفنية حيث قدم اكثر من مائة وخمسون أغنية ,, وهو من كبار مطربينا الذين وهبوا حياتهم للفن وحده واستطاع بعبقريته ان يجسد لنا الكثير من المعاني والقيم الجميلة في حياتنا .. فقدمها لنا في أغان لها جاذبيتها وبريقها الغنائي فكان السوداني المتحمس الصادق في حب وطنه وحب الانسان والفنان الملتزم الذي يحترم فنه وجمهوره وقد انعكس ذلك في أغنياته القومية .. فغنى للسودان نحن في السودان وغنى للسوداني عشت ياسوداني وغنى لامدرمان انا امدرمان وغنى للمراة السودانية فتاة الوطن وغنى للاستقلال اليوم يومك ياوطن .. رحم الله فنانا العظيم ,, رحم الله نجما ال لكن ضياؤه وأعماله الفنية باقية ابد الدهر .. فلن يموت من عاش في قلب الشعب .

أحمد المصطفى امام منزل بيتهوفن في المانيا في العام 1957 م

عميد الفن الراحل أحمد المصطفى – صور وملامح من شخصيته ( 1 – 2 )

بقلم السر أحمد قدور

كان لأحمد المصطفى فضل كبير في الإرتقاء بشخصية الفنان في نظر المجتمع الذي كان يضع المغنين في درجة أدنى ويتشكك في سلوكياتهم وأحمد المصطفى في هذا قام بنفس الدور الذي قام به موسيقار الشرق محمد عبد الوهاب بالنسبة لفن الغناء في مصر وكذلك الدور الذي قام به عميد المسرح العربي الراحل يوسف وهبي ( إبن الباشوات ) في مجال المسرح فأحمد المصطفى وعبد الوهاب ويوسف وهبي ارتفعوا بشخصية الفنان الاجتماعية من الازدراء الى الاحترام .
ترتبط النقطة الاولى بثانية على جانب كبير من الأهمية وهي المتعلقة بسلوك أحمد المصطفى خلال قيامه باحياء الحفلات ,, فقد كان منذ البداية رزينا عفيفا لايصدر عنه مايمكن أن يفسر بانه خروج على آداب السلوك القويم وكان لايتناول خلال اقامته للحفلات إلا كوب الشاي وقد نقل هذا السلوك الى الفرقة التي تصاحبه وبذلك كانت الأسرة السودانية تعتبره جزءا منها ,, ولقد كانت الحفلات حتى بعد ظهور أحمد المصطفى لاتخلو من صور التحلل فظل أحمد المصطفى يرفض هذه الصور وينهي عنها بتهذيب شديد وكان في كثير من الأحيان ينهي الحفل بأسلوب دبلوماسي اذا شعر بخروج على مقتضيات الذوق والأدب ولان الجمهور عرف هذه الصفات في أحمد المصطفى فقد كان يأتي إلى حفلاته وهو يعرف سلفا بانه مطالب بالسلوك المقبول ولان هذا الأسلوب قد اكسب أحمد المصطفى إلى جانب الإعجاب بالفن احتراما من أرباب الأسر وأعيان المجتمع فان معظم زملائه نهجوا نهجه واتبعوا خطواته مما أدى إلى تغيير صورة الحفلة السودانية وكذلك صورة الفنان في نظرة المجتمع .. لم يكن أحمد المصطفى فنانا عاديا او إنسانا عاديا ولكنه كان شخصية فريدة متعددة الجوانب وكما قال عنه صديقه الشاعر صلاح أحمد محمد صالح ( أحمد المصطفى يجمع بين ثقافة القرية السودانية وحضارة المدينة الحديثة فقد مزج كل هذا في شخصية فريدة فهو مزيج من أولاد المشايخ وأبناء الجيل المستنير .. يبدو ذلك ليس في سلوكه وأسلوب حياته ولكن ايضا في أسلوب غنائه الذي يجمع بين أصالة القرية ومعاصرة المدينة ولذلك فان صوت أحمد المصطفى الذي يجمع بين فنيات الغناء الشعبي وتطور الغناء الحديث كان قريبا لابناء القرية كما هو قريب لابناء المدينة مما حقق له الشعبية الجارفة ) .
وتتواتر على الذاكرة عشرات الصور من حياة الفنان الكبير وكل صورة تدل على جانب من جوانب شخصيته ومن الصور التي ستبقى في تاريخ الفن ذلك الموقف او الحدث الذي كان بطله الفنان أحمد المصطفى والذي يدل على احترامه واخلاصه لزملائه وللفن وللجمهور والقصة او الحدث الذي يرويه الوسط الفني في الخمسينات يتعلق بحفلة زواج لآحد ابناء أمدرمان وكان العريس قد ذهب إلى دار نقابة الفنانين للاتفاق مع نجم كبير من نجوم الغناء في تلك الفترة ,, وكانت العادة ان يذهب أصحاب الحفل إلى دار النقابة للاتفاق مع المطرب الذي يريدونه لاحياء الحفل وقد وضع أحمد المصطفى هذا الأسلوب وأنشأ في النقابة مكتبا خاصا لعقد الاتفاقات نيابة عن الفنانين .. وفي ذلك المكتب اتفق اصحاب الحفل ودفعوا الأجر المتفق عليه وذهبوا .. وفي اليوم المحدد للفرح حضر مندوب العريس وظل جالسا لفترة طويلة في إنتظار المطرب المتفق عليه ,, ولكنه لم يحضر وجاء خبر الى النقابة بان واجبا اجتماعيا ملحا حتم عليه السفر خارج العاصمة .. وعندما سمع أحمد المصطفى بالخبر استدعى مندوب العريس وأبلغه بان الزميل الذي اتفقوا معه حدث له عذر قاهر .. وانه هو شخصيا مستعدا للذهاب لاحياء الفرح وانقاذ الموقف ,, مندوب العريس لم يصدق أن العميد بنفسه هو الذي سيذهب لاحياء الفرح رغم أن بدار النقابة مجموعة كبيرة من المطربين وتحرك أحمد المصطفى مع فرقة موسيقية كاملة وذهب مع مندوب العريس وظل يشدو حتى بانت تباشير الصباح وأشفع هذا الموقف في مساء اليوم التالي بموقف اخر روعة وذلك عندما اراد مسئول مكتب النقابة أن يسلمه الاجر الذي دفعه اصحاب الفرح باسم زميله الذي تغيب ولكن العميد رفض رفضا باتا وطلب من مسئول النقابة ان يسلم العازفين أجورهم اما أجر المطرب فقال له أن هذا المبلغ يسلم الى زميلي الذي منعته الظروف القاهرة من احياء الحفل فقد ذهبت انا نيابة عنه لظروفه .. هذه صورة من صور تعامل أحمد المصطفى مع زملائه وهذا النموذج من سلوكه الذي جعل منه قائدا للفن السوداني الحديث .

عميد الفن الراحل أحمد المصطفى – صور وملامح من شخصيته ( 2 – 2 )

بقلم السر أحمد قدور


وهذه صورة أخرى من صور السمو والتواضع الشديد التي كان يتميز بها أستاذنا أحمد المصطفى وهي صورة تدل على مدى حنكته وتجرده وبعده عن الغرور رغم ماحققه من نجاح وشعبية وما احاط به من حب الجماهير .
كان مسرح هذه الصورة مدينة ملكال وفي ذلك الزمن الجميل فقد وصلت بعثة الاذاعة الفنية التي ذهبت لاحياء عدة حفلات في جنوب الوطن وكانت نهاية الرحلة والحفلة الأخيرة بسينما ملكال وكانت البعثة التي ذهبت الى الجنوب في نهاية عام 1960 م تضم كبار الفنانين أحمد المصطفى وإبراهيم الكاشف وحسن عطية وعثمان حسين ومن فناني الصف الثاني صلاح محمد عيسى وأحمد الجابري وفاطمة الحاج والبعثة الفنية ترأسها المرحوم محمد خير عثمان وكانت اقامتها في إستراحة القوات المسلحة في ملكال .. وقبل بداية الحفل بساعات ثارت مشكلة مكررة وهو من المطرب الذي سيغني في افتتاح الحفل ؟ وكان كبار المطربين كالعادة في السودان وفي معظم بلاد العالم يرفضون الغناء في بداية الحفل ويسعون دائما للغناء في ختام الحفل باعتبار ان مطرب الختام هو النجم الاكبر والافضل وقد كان احتجاج صلاح محمد عيسى وأحمد الجابري وفاطمة الحاج هو أنهم ظلوا طوال الرحلة يغنون في بداية الحفلات ولابد من اعطائهم الفرصة للغناء في وقت متأخر اما عثمان حسين وحسن عطية وإبراهيم الكاشف فقد كان من الصعب اقناعهم بالغناء في بداية الحفل ويسعون دائما للغناء في ختام الحفل وجلس محمد خير عثمان حائرا ماذا يفعل في هذه الورطة وشعر بان الفرج قد جاءه عندما شاهد أحمد المصطفى يهبط من سيارة صديقه الدكتور محمد عثمان جريتلي الذي كان في تلك الفترة يعمل بملكال فاسرع محمد خير الى أحمد المصطفى بصفته نقيب الفنانين ليساعده في الخروج من هذه الورطة .
وفي لحظات كان أحمد المصطفى قد وجد المخرج وكان ببساطة شديدة أن يغني أحمد المصطفى في بداية الحفل ولم يصدق محمد خير في بداية الامر ولكن أحمد المصطفى اكد له بانه سيكون في غاية السعادة عندما يغني في بداية الحفل ونفذ أحمد المصطفى وصعد في بداية الحفل ليغني حبيبي انا فرحان ثم بنت النيل وزاهي في خدرو وكان استقبال الجمهور لأحمد المصطفى يفوق خيال كل متخيل , لقد نهض ابناء الجنوب والشمال يرقصون على انغامه بل ان الامر لم يتوقف عند هذا الحد فبعدأان تواصلت الحفلة وقدم جميع المطربين وصلاتهم بدات هتافات الجمهور تطالب بعودة أحمد المصطفى ليكون خاتمة الحفل واسرعت احدى السيارات الى الاستراحة لتاتي بأحمد المصطفى ليصعد الى المسرح ويقدم اروع اغانيه وليكون اجمل ختام للحفل الذي رضي ان يغني في بدايته وتلك كانت اسرع جائزة يحصل عليها أحمد المصطفى في تاريخه الفني .

من مذكرات الشاعر عبد المنعم عبد الحي نفتبس تفاصيل كتابة أغنية أنا امدرمان :


( رجعت من فلسطين في شهر مارس 1949 م وأتذكر أول لقاء لي بعد عودتي من فلسطين كان مع الفنان أحمد المصطفى واثناء حديثنا جاءت سيرة أغنية الخرطوم للفنان حسن عطية عندها ذكر لي أحمد المصطفى بانه يريد أغنية لامدرمان مثلما تغنى حسن عطية للخرطوم فقلت له : طيب اديني مهلة أفكر .. وفي نبطشية في القشلاق قعدت أقرأ في وصف أغنية الخرطوم لحسن عطية – الخضره والزهور والحاجات دي .. طيب امدرمان بالنسبة لي أكثر من وطن صغير داخل الوطن الكبير .. انا لما جيت اوصف أمدرمان مالقيت فيها جانب أجمل ولا اخلد من الجانب الوطني فامدرمان صورة مصغرة للوطن الكبير , امسك امدرمان ربع ربع وحارة وحارة تلقى فيها صور من الشعب السوداني كله من الشمال للجنوب تلقى ومن الغرب للشرق تلقى وحتى فيها جوانب بتصور أحقاب تاريخية من تاريخ بلدنا , في الموردة مثلا تلقى حي المواليد وفي السوق الكبير تلقى حي المسالمة الى جانب الأحياء المختلفة وبعدين مافي احداث وطنية عاصرها السودان الا كان لامدرمان وأولادها النصيب الوافر فيها وفي المرة دي ماكنت في الحقيقة محتاج أقلد صورة او شكلا وفي نفس المكان في القشلاق الكتبت فيهو أول أغنية سودانية .. ابتديت اكتب ..
أنا امدرمان تأمل في نجوعي
أنا السودان تمثل في ربوعي
أنا إبن الشمال سكنت قلبي
علي إبن الجنوب ضميت ضلوعي
وماتوقف القلم في يدي الا بعد ان اكملتها كلها وأذكر انها كانت ثلاثة كوبليهات والثالث منها كان عنيف شوية وضد الإستعمار بشكل مباشر يعني مافيهو رمز ولاحاجة وعشان كده أفتكر حذفه أحمد المصطفى والأغنية كلها ماكان ممكن تذاع في إذاعة أمدرمان في ذلك الوقت ..
أنا أمدرمان في جيد الوادي دره
أصيلة في معدن وكريمة حرة
أنا أمدرمان اذا العادي تجرا
أنا حجر افضا في جبينه قرا
أنا الصبر المرير في حلقه مره
أنا السم النقيع في الجوف أمرا
وأنا دار الأمان لفتاتى دارى
وأنا الذكرى اذا عزت له الذكرى
ثم يضيف الشاعر الكبير فيقول :
تاني يوم جاْني أحمد المصطفى في البيت واديتو الكلام وبعد يومين بعد أن قرأها عجبتو وقال لي أنا بمجرد ما أوصل السودان ساقوم بتسجيلها في الإذاعة وأنا متأكد أنه اغنية أنا أمدرمان ستنال إعجاب الجميع .. قلت ليهو : انت شد حيلك في التلحين ,, قال لي : ماتخاف .. وفعلا بعد شهر أو شهرين سمعت من بعض الطلبة اللي وصلوا من الخرطوم قالوا أنهم سمعوا لأحمد المصطفى أغنية جديدة أسمها أنا أمدرمان ولاقت نجاح مامعقول ..
الحكاية دي شوقتني اني لازم أسمعها بعدما تلحنت بقت كيف ؟ وبعدين أتذكر أنه الأخ منصور أحمد الشيخ في مرة من المرات قال لي انو بيت الطلبة السودانيين عندهم حفلة سمر بمناسبة وطنية مابتذكرا دلوقتي .. وقال لي نحن نمشي نشارك أخوانا الطلبة باعتبارنا زملاء سابقين ومشيت معاهو الحفل وهناك فوجئت من ضمن برنامج الحفلة طلبة غنوا وطنية منها أنا امدرمان ومافي زول كان عارف أني كتبتها غير الأخ منصور أحمد الشيخ .. وعجبتني الأغنية بعد ما تلحنت والطلبة قابلوها بصورة طيبة وبعدين منصور وقف قدام الطلبة وقال ليهم دي فرصة طيبة عشان أقدم ليكم مؤلف أنا أمدرمان وهو الملازم أول عبد المنعم عبد الحي والزميل السابق .. وقوبلت كلمة منصور بتصفيق شديد خلاني خجلت والكلام غلبني وفعل ما قلت ليهم غير أنا شاكر شعوركم الطيب وقعدت .
ويستطرد الشاعر الكبير عبد المنعم عبد الحي ويقول :
ذهبت للسودان في الإجازة وقابلت بالطبع أحمد المصطفى وعاتبته عشان ماغني الأغنية كاملة ولكنه قال لي : في الإذاعة رفضوا يوافقوا على الكوبليه الثالث وأضطريت أغنيها ناقصة .



أنا أمدرمان - كلمات عبد المنعم عبد الحي

أنا امدرمان تأمل في نجوعي
أنا السودان تمثل في ربوعي
أنا إبن الشمال سكنت قلبي
علي إبن الجنوب ضميت ضلوعي
******
أنا أمدرمان سئلوا النيلين عني
وعن عزمات فتاي عند التجني
فخير بنيكا يا سودان مني
سئلوا الحادي سئلوا الشادي المغني
******
أنا امدرمان إذا ما قلت أعني
فما نيل المطالب بالتمني
تجيش النفس بالآمال لكن
ولكن هذه لما لا تدعني
*****
أنا أمدرمان مضي أمسي بنحسي
غداً وفتاي أحطم قيد حبسي
وأخرج للملأ في ثوب عرسي
وأبسم بعد ما قد طال عبسي
وأعلن والفضاء يعلن همس
وأهتفت والوري يعرف حسي
فيا سودان اذ ما النفس هانت
أقدم للفدي روحي بنفسي

محمد أحمد سرور وأحمد المصطفى ..

بنت النيل - كلمات بشير عبد الرحمن

يا بنت النيل .. النيل
أحبّ النيل يا جميل
*****
ظبية المسالمة
وفي الخمايل حالمة
وفيك يا ظالمة
يا ظالمة يا ظالمة
*****
تجرحني ليه
وانا كلّي جراح
لابد يوم ألقاك وارتاح
******
آه .. أنا من عيونو الساحرة
آه .. أنا من ضفايرو السادلة
يتعبني تعب شديد
لو حلحلا
ليك من سحر الجنوب قسماتو
ومن طيب زهر الشمال نسماتو
******
أحبّو واحب نوناتو
نوناتو الفي وجناتو
أحبّو واحب تقديرو
أحب رمّان صديرو
وسيف لحظو حين ما يديرو
أموت ما بعشق غيرو
قال ليّ صديق خلّيني
صبح الغرام باليني
قت ليهو دا مواليني
وهو المن زمان قاليني
يا اللابسة عفافك حله
لهجك للحنضل حله
( ود حمد ) زعيم الحله
من ريدو كيف نتحل
(شيخ إدريس ) قوم نتسل
انا عقلي فارق وولى
ريدي السبيلنا عله ..
يا الصديق ( ود فع الله )
يا السهمك لينا مبادر
انا فكرى نازل وسادر
في الجيل مثالك نادر
دا الجنن ( عبد القادر )
فقدنا الصواب يا شبابنا
يا ( أبوعبده ) وين أحبابنا

أغنية بنت النيل كتبها شاعران . . حيث كتب الشاعر بشير عبد الرحمن من مطلعها حتى المقطع الأخير الذي يقول :
من طيب زهر الشمال نسماتو
اما المقطع الأخير الذي يبدأ :
أحبو وأحب نوناتو .. نوناتو الفي وجناتو
فهي من كلمات الجاغريو وتعود تلك القصة بانه كان الفنان أحمد المصطفى في احد الجلسات في مدينة أم ضوبان يغني في أغنية بنت النيل بشكلها الأول الذي كتبها به الشاعر بشير عبد الرحمن . . وفي تلك الجلسة كان الشاعر الجاغريو حاضرا فكتب مقاطعا مخلدا بها تلك الجلسة وذكر فيها كل الحاضرين حيث قال :
كل تلك الأسماء التي بين الأقواس كانت حضورا وكلهم من أهالي مدينة العليفون وود حمد هو حمد مضوي شيخ قرية الدبيبة في ذاك الوقت وشيخ إدريس هو شيخ ادريس الطيب المحسي وهو ايضا من أهل الدبيبة , وود دفع الله هو عباس ودفع الله . .
ومقطع ( دا الجنن عبد القادر ) الذي اشتهر ومشى بين الناس حتى صار مثلا لتوصيف بعض حالات الجنون فهو مقصود به شخصية عبد القادر مضوي فهو كان يأتي بأفعال جنونية وغريبة من الطرب الشديد الذى ينتابه فيقوم بتسديد طعنة سكين لنفسه وفي أحايين كثيرة يقوم بإطلاق النار على نفسه ايضا وكان يسبب المتاعب بعد كل حفلة ويرهق الجميع بالذهاب به للمستشفى لمعالجته من حادث إرتكبه في حق نفسه . . لذلك ظل مرتبطا إرتباطا وثيقا بهذه الأغنية بل أصبح ملمحها الأبرز .
( منقول )

( كثير من الروايات تواترت في قصة الجنن عبد القادر ولكني أرى بان الرواية المذكورة أعلاه هي الأقرب للصحة )

أحمد المصطفى والشاعر عوض حسن ابو العلا وبعض الاصدقاء على شاطئ النيل .

أحمد المصطفى والدكتور الماحي إسماعيل مع فرقة المانية ( المانيا 1957 م ) .

أحمد المصطفى وفريد الأطرش .

أحمد المصطفى وحسن عطية .

أهواك – كلمات صلاح أحمد محمد صالح

ياغاير علي وانا هايم في دنيا هواك
لو تسال عيني تنبيك كم اقاسي معاك
يا الشايل منامي وخليت الفؤاد مجروح
وسايل دمعي هامي ويبكيك حبيب الروح
وكيف يخطر ببالك اني أسيب وصالك
واحطم آمالك
حلفتك بريدك هل تنسى الوهبته فداك
والعايش بحبك هل يمكن يميل لسواك
أنا حبك زرعتو في قلبي وسقيتو دماي
ومن بعدك قفلتو انا قلبي واختصرتو غناي
بقيت كالراهب العابد
أقضي ليلتي هاجد
أمام طيفك انا اجيهو واقول شعر الهوى فيهو
والخافق بصدري ضرباته يتقيف لولاك
الى أن يفنى عمري اتغنى واقول أهواك

أيام زمان – كلمات حسين عثمان منصور

أيام زمان كانت أيام
لي فيها قصة قصة غرام
******
يامظلومين باب السماء مفتوح
وياظالمين ظلم الهوى مابروح
وقلبي الحزين غنا وغناه جروح
يشكي لمين وانت الحاكم ياروح
ليه ليه تزرع دربي جفا وأشواك
وايه ايه غير دم قلبي يروي هواك
ويروي ويروي
وأوتار عودي
غنت ليك ...
وماغنت لسواك
أيام زمان
*****
يانجوم الليل اصل السهاد مكتوب
وبشي قليل باع الهوى المحبوب
ومن غير دليل تاه في وهاد ودروب
وعاشق الجميل يصحى ويبيت مغلوب
وكل ليلا بنجومه وكل ضاحك بهمومه
وكل لائم في البلومه وكل ظالم ليهو يومه
وانا الليل وانت النجوم
وانت الضحك وانا الهموم
قسمت للناس المحبة
ونصيبي انا كان صد ولوم

حبيبي – كلمات حسين بازرعة

قلبي وبادلني هواه ونعيمي وقاسمني هناه
والناس بتقول اسلاه بس كيف أقدر انساه
أيامي الخالية تناديه وشبابي وشوقي اليه
لو غاب عن عيني محياه في منامي وصحوي بلاقيه
في الكلمات الحلوة مزروعة معاني
في الآسى والنشوة في دروبي وحاني
بين خطوة وخطوة أسمو ناداني
أصلو حبيبي مكتوب لنصيبي
انا أهواه وسعادتي معاه
*****
يا ما جمعتنا ليالي غنيته وغناها خيالي
ويا ماكان علي بالي أسيبك ويفرح عزالي
لكن البينك وبيني على جمر الشوق يكويني
ومهما يقولوا ويقولوا يكفيني حبك يكفيني
ويوم تفكر تنساني أنساك واكتم حناني
لو أسمع أسمك لو المح رسمك
أقول أصله نصيبي كان مرة حبيبي
وأنا اهواه وسعادتي معاه وشقاي وفرحي وتعذيبي

أغنية زاهى فى خدارو

نور في نار – كلمات كمال محيسي

حبيبة نور في نار
والنور مقسّيها
احتارت الأفكار
تفهم معانيها
******
الزايدة في تيها
واهب هواي ليها
دايماً عليّ محتار
ما قادر أرضيها
******
فيها الجمال أسرار
بي نورو كاسيها
كم حيّـرت أنظار
بي حسنها الفيها
******
في روعة الأزهار
جذّابة عينيها
زان الخدود أنوار
يا ربّي تحميها
******
نعمة هواي اشعار
عيونا توحيها
على نغمة الأوتار
يا قلبي غنّـــيها
******
عيونا عسلية
وخدودا وردية
الغرام ليكي
والعذاب لي
أرحمي شويّة
وأعطفي عليّ
******
معنى الحياة سلوى
فيها الحياة حلوة
وفي وحيداً ليك
أنا قلت فيه غنوة
******
العزول غيران
من غرام سلوى
والفؤاد حيران
داير السلوى

عشت ياسوداني – كلمات علي حامد البدوي

لي غرام وأماني في سموك ومجدك
عشت يا سوداني
*****
الجمال في رباك ما رأيت لو مثيل
والنضار في بهاك زي منابع النيل
والقمر في سماك عالي قدره جليل
******
يا شباب الجيل معقل الآمال
شوف وطننا نبيل حافل الأبطال
سامي قدره جليل بين شعوب النيل
*****
يا سمير آسيني خفف الآلام
بي غناك أشجيني حقق الأحلام
بالفنون وريني روعة التلحين

حكاية غزال – كلمات إسماعيل حسن

يا ظبية سارحة وين
في الوديان مع الغزلان
******
من دار لي دار
في ضلوعي النار
وفي الوجدان
يا ظبية سارحة وين
في الوديان مع الغزلان
******
إن شفت جميل
أحنّ وأميل
واقول إمكن ألاقي حنان
يا ظبية سارحة وين
في الوديان مع الغزلان
******
أقيف واسأل
واقول يا ناس
بتشبه وردة في أغصان
يا ظبية سارحة وين
في الوديان مع الغزلان
******
شعر كالليل
عيونا الريل
جمالا أصيل
حديثا هديل
خطاها فيض من الألحان
يا ظبية سارحة وين
في الوديان مع الغزلان
******
شبيها قليل
دي زينة الجيل
عفاف ودلال
وطبع نبيل
وقلبها كلّو حب وحنان
يا ظبية سارحة وين
في الوديان مع الغزلان
******
وردّ الناس
دوام مقصود
أتاري الناس
عزول وحسود
وانتي الزينة واضحة عيان
يا ظبية سارحة وين
في الوديان مع الغزلان

الشاعر محمود أبوبكر




زاهي في خدرو – كلمات محمود أبوبكر

زاهي في خدرو ما تكلم
إلا يوم كلموا و تألم
حن قلبو و دمع سال
هف بي الشوق قالو قال
******
باهي كل ما قاللو كلمة
خت كلمة كالنبال
لو تراهو .. في سماهو
النور كساهو الجمال
كنت تعلم .. كيف جهنم
تحرق الجنب الشمال الشمال
*******
قالوا ليهو القطر تقدم
و كفرة نيرانا زي جهنم
حن قلبو و دمعوا سال
هف بي الشوق قال و قال
كلموه .. ألموه ..
علموه الإنفعال
أرخى سمعو
و أجرى دمعوا
البرق سمعو .. كال و هال
كم تألم .. ما تكلم
إلا تمتم في المقال
في المقال
*******
زي لسان الرضيع قديمو
كلامو جوهر .... و سط بسيمو
ياتو في الجوهر المقال
هف بي الشوق قال و قال
إيدو عندم ... ريقو زمزم
طهر مريم في المثال .. في المثال
*******
صدرو رمان فيهو عايم
و طرفو ساهي و حزامو خاتم
و جسمو من نقش توبو شال
هف بي الشوق
قال و قال
قلبي دايرو كيف أسايروا
في مسايرو نجمي ضال
في عيونو و في سنونو
و من فنونو الموت حلال

نحن في السودان نهوى أوطانا – كلمات علي حامد البدوي

نحن في السودان نهوى اوطانا
ان رحلنا بعيد نطرى خلانا
******
نطرى جلساتنا في ضفاف النيل
والسواقي تدور في سكون الليل
القماري تعيد لحن كالتنزيل
والوتر يشدو والطبيعة تشيل
النغم مفرح والحبيبة تميل توحي الحانا
*****
نطرى نجوانا وحبنا العذري
والوفاء معروف فينا من بدري
تلقى فوق أمدر في ربوع بحري
العواطف دين والجمال فطري
تلك أوطانا وحبها الخالد يجري في دمانا

ظالمني – كلمات مبارك عبد الوهاب

ظالمني وطول عمري
ما ظلمتك يوم
وتلومني يا قاسي
وكان حقي ألوم
بي عيونك .. وخدودك
والثغر الضحّاك
تجرحني يا ظالم
لو ترحم جرحاك
حبيتك
أريتني ما كنت حبيت
كم ضقت في حبك
نار هجرك ورويت
آلامي يا روحي
وجروحي مسامحاك
الظالم في عرفك
يا جاير مظلوم
تهجرني وتجرحني
تظلمني وتخون
وين .. وين .. وين
وين حلمك يحميني
من ظلمك وتلين
وين .. وين .. وين
وين عطفك يا قاسي
وين لطفك وين
وين .. وين .. وين
أنا طامع في وجود
أنا حافظ لعهودك
إيه ذنبي ما خنتك
وتركتك لسواك
ليه .. ليه .. ليه
ليه تنثر ما بيني
وما بينك أشواك
ليه تحرم يا روحي
من رؤياك العين
ليه .. ليه .. ليه
ليه تجعل من حلمي
أوهام وظنون
تظلمني وطول عمري
ما ظلمتك يوم

في الخيال مرة – كلمات الزين عباس عمارة

في الخيال مرّة شفتو ناداني
من بعيد لوّح لي وحيّاني
يا غرام قلبي ويا نعيم عمري
أجمل أيّامي واسعد أحلامي
يوم تعود تاني يوم تعود تاني
******
لحظة في قربو كانت أحلامي
عشت في حبّو كل أيامي
حتى لو فكّر مرّة إتنكّر
من بعيد لي بعيد
حبّي ليهو يزيد
لو تناساني
******
مرت الأيّام عمرو ما اتكلم
حتى ما حاول مرّ أو كلّم
ورغم آلامي وظلم أيّامي
سابني في بعدي في الألم وحدي
ورغم حرماني
*******
من حنان قلبي حبّو برويهو
أغلى من عمري بي روحي أفديهو
أغلى من عينيّ حبّو غالي عليّ
يا عوازلي الليلة بس قسيتو عليّ
وقلتو جافاني

غرام قلبين – كلمات عوض حسن أبو العلا

باتت نجوم الليل
سهرانة ترنو إليّ
تهدا ودموعا تسيل
حزنانة من البيّ
******
أكاد أشوفها تميل
تكفكف دموع عينيّ
ما ليّ غيرا دليل
عاطف وحانّي عليّ
*****
يا غائبة من العين
وصورتك في الفؤاد طاويها
رغم الفراق والبين
ذكراك دوام طاريها
قصة غرام قلبين
لي أهل الغرام برويها
صابت هواهم عين
كان القدر خافيها
******
بعد السرور حفّاهم
بّدل هناهم همّ
بعد السعد وافاهم
سكبت عيونم دمّ
ورغم الزمان أصلاهم
من اللهيب وحرم
لا زال الأمل سلواهم
كم بيهو عاشو وكم

شكرآ دكتور عماد الدين عبد الله

للأضافة الثرة .. لاعدمناك

تحياتي وتقديري

أحمد المصطفى وعثمان حسين وعبد اللطيف خضر ( ود الحاوي ) وشرحبيل أحمد أمام وأخرون .

عثمان حسين وأحمد المصطفى وسيد خليفة وشرحبيل أحمد وعبد اللطيف خضر ( ود الحاوي ) أمام قبر محمد أحمد سرور باريتريا .

أغنية نور في نور

أحمد المصطفى جالسا وأمامه نجله عز الدين وعلى يساره عبد الله حامد عربي وعلى يمينه الصادق بشير وفي اخلف حسن الخواض وأحمد حامد النقر وبينهما عبد الرحمن مصطفى – عيد الفطر المبارك 1955 م .

أغنية سفري السبب لي ازاي

أغنية احتار خيالي

أغنية الهادية راضية

أغنية فارق لا تلم

فى أواسط عام 1976 قام الاستاذ محمود أبوالعزائم ضمن سلسة حلقات بعنوان كتاب الفن باستضافة الاستاذ الراحل أحمد المصطفى ...حكى فيها الراحل المقيم عن سيرته منذ الطفولة بالدبيبة وتأثره بصوت القمارى فى ذلك الوقت المبكر كأول صوت موسيقى يلفت إنتباهه وتدرج فى السرد حتى مجئيه للخرطوم ليشاهد فيلم الوردة البيضاء لعبدالوهاب بسينما كوليزيوم والذى تم تصويره عام 1935 وحكى أحمد المصطفى قصة الفيلم بالتفصيل الدقيق وباعتبار تسلسل أحداثه وحركات الاستاذ محمد عبدالوهاب وحتى تسلسل الحوار بطريقة ملفته للنظر وكأنه قد شاهد الفيلم قبل ساعات قلائل ...(ربما كان ذلك هو السبب فى فقدانه للذاكرة لاحقاً)

كان بعض الفنيين العاملين بالاذاعه فى ذلك الوقت من غير المناوبين المكلفين بتسجيل حلقات كتاب الفن يحرصون على عدم مغادرة الاستديو ليستمعوا لذكريات الاغانى الخالدة ...ومنهم الاستاذ بكرى مشى الذى كان يرافقه فى تسجيل معظم أغنيات الشاعر حسن عوض ابوالعلا رحمه الله بمنزله المقابل لمنزل عبدالله خليل بامدرمان من الناحية الغربيه والذى كان يتحاشى سرد قصته وإلى زمن قريب تقديراً لمشاعر أسرته الكريمه...

عايش أحمد معظم قصص أغانية وتعرف على شخوصها وتفاعل معها وكان ينفعل لذكراها فيغنى تارة وهو مبتسم وتارة أخرى حزيناً وعند سؤاله ذكر أنه يفرح لذكرى أعزاء ومواقف إرتبطت باغانيه ويحزن لفراق آخرين ...كان يطرب لطرب مستمعيه كثيراً ...

أخذته على مضض ذات مرة من منزله لاحياء حفل ببترى صادف توقيته وفاة حديثه لأحد افراد أسرة أبوالعلا فطلب منا فى تأدب وتحرج كبير أن نخفض من صوت الميكرفون حتى لا يخرج الصوت للشارع خشية ان بسمعه احد المارة ويفتضح امره عند اسرتهم...

كتبت بوستاً بعنوان (مالم تسمعونه من إبداعات الراحل أحمد المصطفى ) قبل عام تقريباً على هذا المنبر وكان يحوى العديد من الاغنيات النادرة غير مسجلة فى معظمها ولا أدرى كيف يمكن إعادته حتى أكمل المشوار...

رحم الله أحمد المصطفى رحمة واسعه ويحضرنى هنا أن أذكر أنه كانت آخر وصاياه فى حضورى بمنزله قبل وفاته لابنه عزالدين أن يحافظ على صلاته وربما قصد أيضاً الدعاء له بالرحمة والمغفرة وهو الابن البار باذن الله ...

عزيزى عماد

تحياتى

يا سلام عليك وأنت توثق لعميد الفن السودانى
أقف له تحية وتقديراً وإعزازاًً

دعنى أشارك بالرابط أدناه عن الراحل المقيم
من المكتبة التوثيقية للفن السودانى

http://www.sudanesesongs.net/index.php?showtopic=94988

http://www.sudanesesongs.net//

الاخ / عماد احمد تسلم

وانت توثق لعميد الفن

وتشكر على ابداعك يا رائع



مودتى

عماد ده توثيق رائع ويستحق الإشادة
.............
الفنانات التومات اللي بيقلدن ثنائي العاصمة لما بدأن مسيرة الغناء أبوهن قال ليهن كوصية اب.. لو بتوعدني تتلبسن أخلاق أحمد المصطفى في الغناء بخليكن تغنن وإلا فلا
.............
أنا شخصياً لا أستمع لغير أحمد المصطفى
ولا أرى أن هنالك اي فنان يستحق أن أسمع له غير أحمد المصطفى لا زمان ولاهسه..
فنان مكمل أحمد
في الغناء
في القيم
في الأخلاق
في كل شى
في الموهبة الفنية ذاتا
في التطريب
أحمد ما راح يجي فنان زيو ولا كان فنان مثلو عندو مجموعة من الصفات الرائعة
لو قلت ليك ي عماد عندي مائة شريط من أحمد صدق

كنا ننتظر الايام لزيارته وحضور حفلاته بين العام والآخر عند عودتنا للسودان فلم يبق لنا فى حياتنا إلا الذكرى ....وفيما أذكر وعند مرورنا بشارع النيل ذات ليلة سمعنا صوته الشجى وهو يغنى بنادى الضباط(أكاديمية نميرى العسكريه لاحقاً) جنوب مبانى الخارجيه الحاليه فحاولنا الدخول للحفل فمنعنا الحرس لان الرئيس كان من ضمن الحضور ...لم نجادله وبعدنا عنه قليلاً لنتسلق السور وننضم للحضور ...

كانت الحرب العالمية الثانيه عندما أكمل الراحل حسن عوض ابوالعلا الشاب الرياضى الوسيم سليل الاسرة الكريمه العريقه الطيبه دراسته الثانويه بكلية فكتوريا بالاسكندريه وكان من المبرزين والمتفوقين وكان منافسه على المرتبه الاولى زميله وليم ابن إدوارد عطيه والذى عمل لاحقاً استاذاً بجامعة كمبردج ...
بقى حسن فى انتظار نتيجة الشهادة الثانويه بمصر وبرفقته ابن عمه سعد ابوالعلا الذى طلب منه العودة مرة ثانيه للاسكندرية لقضاء بعض الاعمال الخاصة بشركة ابوالعلا بجمرك الاسكندريه فسافر حسن مع ابن عمه وكانا بقضيان النهار فى العمل وبالعصر يمضيان الوقت على البلاج وكان حسن ماهراً فى السباحه والتنس وكان يؤقت للقفز مع علو الموج وفى مرة أخطأ التقدير فقفز قبل الموجه وارتطم بالارض ونتج عن ذلك كسر بالعمود الفقرى عند منطقة الرقبه وقطع بالنخاع الشوكى نتج عنه شللاً رباعياً ظل معه طريح الفراش لسنوات عديده وتمت المحاولات لعلاجه ولفترة طويلة فى مصر والسودان وانجلترا دون جدوى إلى أن توفى فى اوائل الستينات ...
بعث حسن برسالة مع سائقه لاحمد المصطفى بشركة ابوالعلا بامدرمان كانت الرساله تحوى كلمات أول قصيدة له وهى سفرى ...وطلباً من حسن بتلحين الكلمات وغنائها ...قرأ احمد القصيده وبكى كثيراً لكلمات حسن والتى كانت تحكى معاناته الطويله مع المرض ...مر عليه العم على قيلى باشكاتب الشركه ووجده يبكى فسأله عن السبب فمد اليه أحمد القصيدة ..قرأ على قيلى القصيده وكان ضليعاً فى العربيه وخطاطاً فأعاد تنظيم ابياتها وأصلح قافيتها وما كان من أحمد إلا أن قام بتلحينها وآدائها مساء نفس اليوم الذى صادف حفلاً بالمسرح القومى ..أإجترت الكلمات ذكرى مأساة حسن لدى ذويه فطلبوا من أحمد وقف التغنى بها ففعل ...ومرت الايام ومضى عام كامل إلى أن حضر سعد ابوالعلا ومامون بحيرى من لندن لزيارة أحمد والسؤال عن أحوال حسن وطلبوا منه آداء قصيدته الاولى فحكى لهم أحمد ما حدث وأنه لا يتذكر كلماتها أو لحنها لمرور زمن طويل عليها وعن رفض ذويه التغنى بها وذكر لهم أنه ربما كان المرحوم خانجى مدير الاذاعه محتفظاً بتسجيل للاغنية لأنه صادف فى ذلك اليوم أن قام خانجى بتسجيلها لوصول جهاز نسجيل جديد بالاذاعه ...زار ثلاثتهم خانجى وسألوه إن كان محتفظاًبالتسجيل لديه فرد عليهم بأنه على استعداد أن يغنيها لهم قبل فتح التسجيل لانه حفظها من كثرة ترديده اليومى للاغنيه...
تعهد سعد وبحيرى باقناع أهل حسن وطلبوا من أحمد مواصلة المشوار وتشجيع حسن بتلحين أغانيه ومساعدته بلعب دور فى المجتمع يخرجه من محنته وقاموا بزيارة حسن وطلبوا منه مواصلة نشاطه فوافق ولكن بشرط وهو أن يتم آداء الاغنيه الثانيه فى أول عيد فكانت ...(لاحت بشاير العيد وأنا الوحيد حيران هل لى فيهو جديد يُنسينى ماقد كان ...)
ومنها جاءت سلسلة الكلمات الصادقه الخالده التى تحوى الكثير عن سيرة الراحل حسن عوض فى غرام قلبين ووين ياناس حبيب الروح وحرام يازازا وايام وليالى وقربو يحنن ....إلخ

يا سلام ياعمدة دابوست أكتر من رائع

بس داير أنبهك لحاجة
أغنية بنت النيل التي كتبت روايتها ،هي واحدة من أهتماماتي في معرفة
روايات الأغاني وقصصها..وهي نشرت في صحيفة الأحداث وصحيفة حكايات
وفي السطور التالية ستجد النص الذي نشر في اصحف
قصة أغنية:
يا بنت النيل....... تفاصيل الجنن عبد القادر
كتب :سراج الدين مصطفي
تجرحني ليه وأنا كلي جراح
لابد يــــجي القــــاك وارتاح
يا بنت النـــــــــــــــيل النيل
أحب النــــــــــــيل يا جميل
هكذا كان يغني أحمد المصطفي بصوته الفارع، وهو يرسم في ذلك الزمان السحيق لوحات غنائية فيها الكثير من محاولات الإنتقال بالأغنية من مربعها التقليدي لبراحات التجديد والتحديث..وعميد الفن الراحل كان شخصية لها حضورها الإجتماعي النافذ والقوي فهو يحسب له أنه في زمانه أصبح الفنان يطلق عليه لقب (استاذ)بدلاً عن لقب(صعلوك)وهذه النقلة المحورية والمفصيلة في تاريخ الموسيقي والغناء لا تحسب لغير أحمد المصطفي الفنان الذي نحت بأظافره وريشته طريق مفروشاً لكل الأجيال التي أعقبته،والرجل عبر تاريخه الغنائي تميز بأغنيات علامات نتوقف فقط اليوم في واحدة منها هي بنت النيل لنحكي تداعياتها برواية إبنه الفنان عزالدين أحمد المصطفي ،فقال لي مستدعياً تفاصيلها:
الشاعر المهندس:
بنت النيل من كلمات الشاعر بشير عبد الرحمن وهو من مدينة كسلا ..إلتقي بالأستاذ أحمد المصطفي في منتصف اربعينيات القرن حينما كانت الحرب العالمية الثانية في أشد أوارها..وحينما كان احمد المصطفي عابراً جمهورية مصر الي غرب افريقيا التقي هناك بشاعر الأغنية بشير عبد الرحمن وهو كان يعمل مهندساً زراعياً هناك..وأغنية بنت النيل هي واحدة من الأغنيات القلائل التي كتبها شاعران ..حيث كتب بشير عبد الرحمن من مطلعها حتي المقطع الأخير الذي يقول
من طيب زهر الشمال نسماتو
أما المقطع الأخير الذي يبدأ من:
أحبو وأحب نوناتو
نوناتو الفي وجناتو
فهو من كلمات الشاعر محمد أحمد الشيخ المعروف بالجاغريو..وعن السبب الذي جعل الأغنية كذلك يقول عنه عزالدين أحمد المصطفي:في الزمن المضي كانت لكل أغنية (كسرة)..حيث تبدأ الأغنية بإيقاع بطئ نسبياً ثم تبدأ في التدرج نحو إيقاع خفيف وراقص ،وكل الأغنيات التي سجلت زمان في الإذاعة أو في الأسطوانات جاءت علي هذا النسق..والكسرة دائماً ما تكون من كلمات نفس الشاعر أو شاعر أخر كما حدث في أغنية بنت النيل..
جلسة في أم ضواً بان:
وأضاف عز الدين قائلاً:في إحد الجلسات في مدينة أم ضواً بان كان أحمد المصطفي يغني في اغنية بنت النيل بشكلها الأول الذي كتبها به الشاعر بشير عبد الرحمن ..وفي تلك الجلسة كان الشاعر الجاغريو حاضراً فكتب مقاطعاً مخلداً بها تلك الجلسة وذكر فيها كل الحاضرين فيها حيث قال:
يا اللابسة عفافك حله لهجك للحنضل حلّ
(ود حمد)يا زعيم الحله من ريدو كيف نتحلّ
(شيخ إدريس)قوم نتسلّ أنا عقلي فارق وولي
ريدي السببلنا عله يا الصديق يا(ود دفع الله)
يا السهمك لينا مبادر أنا فكري نازل وسادر
في الجيل مثالك نادر دا الجنن(عبد القادر)
فقدنا الصواب يا شبابنا يا (أبو عبدة)وين أحبابنا
شخوص حقيقية:
كل تلك الأسماء التي بين الأقواس كانت حضوراً وخلدت في ذاكرة الناس كلهم من أهالي مدينة العليفون وود حمد هو حمد مضوي شيخ قرية الدبيبة في ذلك الأوان وشيخ غدريس هو الطيب المحسي وهو أيضاً من أهل الدبيبة ،وود فع الله اسمه الحقيقي عباس دفع الله ..
دا الجنن عبدالقادر:
ومقطع (دا الجنن عبد القادر)الذي أشتهر ومشي بين الناس حتي صار مثلاً لتوصيف بعض خالات الجنون فهو مقصود به شخصية عبد القادر مضوي فهو كان يأتي بأفعال جنونية وغريبة من الطرب الشديد الذي ينتابه فهو كان ياكل أكواب الزجاج ويكسرها أو يقوم بتسديد طعنة سكين لنفسه وفي احايين كثيرة يقوم بإطلاق النار علي نفسه ايضاً وكان عبد القادر مضوي يسبب كثيراً من المتاعب بعد كل حفلة وكان يرهق الجميع بالذهاب به للمستشفي لمعالجته من حادث إرتكبه في حق نفسه..لذلك ظل مرتبطاً إرتباطاً وثيقاً بهذه الأغنية بل أصبح ملمحها الأبرز

يلا لقدام

Quote: يا سلام ياعمدة دابوست أكتر من رائع بس داير أنبهك لحاجة أغنية بنت النيل التي كتبت روايتها ،هي واحدة من أهتماماتي في معرفة روايات الأغاني وقصصها..وهي نشرت في صحيفة الأحداث وصحيفة حكايات وفي السطور التالية ستجد النص الذي نشر في اصحف

الف مرحب بالصحفي الكبير سراج الدين مصطفى

في البدء لك الشكر أجزله بمرورك الكريم ولصورك

الرائعة التي زينت البوست بكثير من الروعة والالق

بالنسبة لأغنية بنت النيل لدي قصاصة بما قمت بكتابته

ونسبة لعدم وجود اسم كاتبها عليها كتبت ( منقول )

وتم ذلك ايضا في بوست بحري طراوة والشعبية نجمة حيث تمت

ايضا كتابة ( منقول ) ويمكنك الرجوع للبوستات المذكورة للتأكد

من ذلك .. ونحمد لله كثيرآ لمرورك ليعرف الجميع انك من كتبت ذلك .

كل الود والتقدير والاحترام

دي واحدة من أغاني عزالدين أحمد المصطفي
وهو شاب فنان جدا لكن مظلوم

يلاك ياعصفور – كلمات محمد عوض الكريم القرشي

يلاك يا عصفوري نغني ليهو
أنا لي حبيب مغرم وبغير عليهو
*******
يلاّك يا عصفور نغشى الخمايل
علشان أشوف حبي كالبانة مايل
راد قربو منّك واحكيلو عنك وغرّد بفنّك
إن شاء الله يسمع منك ولي يجامل
*******
يلاّك يا عصفور ننظر جمالو
أنا في يمينو أكون وانت ف شمالو
قول حكّم الأوصاف
انا من عيونو بخاف
الناضر اللطّاف
إن شاء الله حبّي يدوم ويدوم هناهو
*******
يلاّك يا عصفور نطرب ملاكي
الخمري في لونو والخدّو زاهر
راد قربو منّك
واحكيلو عنك
وغرّد بفنّك
إن شاء الله يسمع منك ولي يجامل
******
يلاّك يا عصفور نطرب ملاكي
الخمري في لونو والخدّو زاهر
دي بنت المدارس
ولي هواها عارف
بحكيلا أشعاري وطوّلت شاكي

الأعزاء

سوركتي

نادر الفضلي

خالد درق

ساعود للرد عليكم بالتفصيل ..

Quote: أنا شخصياً لا أستمع لغير أحمد المصطفى ولا أرى أن هنالك اي فنان يستحق أن أسمع له غير أحمد المصطفى لا زمان ولاهسه.. فنان مكمل أحمد في الغناء في القيم في الأخلاق في كل شى في الموهبة الفنية ذاتا في التطريب أحمد ما راح يجي فنان زيو ولا كان فنان مثلو عندو مجموعة من الصفات الرائعة لو قلت ليك ي عماد عندي مائة شريط من أحمد صدق

الأخ منصوري

اتفق معك بان أحمد المصطفى فنان مكمل بما ذكرته أنفا

واختلف معك بالإستماع له وحده فقط فهنالك قامات سامقة أمثال

حسن عطية وعثمان حسين وأبوداؤود والتاج مصطفى .... الخ جديرون

بالاستماع لهم ... تمتلك ثروة فنية كبيرة بمجموعة شرائطك

التي تفوق المائة ,, أتمنى ان تحافظ عليها لانها ثروة

لاتقدر بثمن .

تحياتي

لاتزال إبداعات أحمد المصطفي خالدة في وجدان الشعب السوداني

بقلم: صلاح الباشا

ظل غناء الفنان الراحل المقيم أحمد المصطفى الطروب يشكل القاسم المشترك الأعظم الذي تتجمع حوله مشاعر السودانيين كلهم ، حيث شكل هذا الغناء ولخمسين عاما متواصلة عمود الإرتكاز الذي يلتف حوله المزاج السوداني تماماً . لذلك كان لزاما علينا أن نتناول ملامح قليلة من عطائه الفني العريض حتي نعمل علي ترسيخ تراث فن الغناء السوداني الجميل كجمال وروعة وعذوبة مفردات أشعار أغنياته التي ظلت هي أيضا تعبـِّر عن ثقافة أهل السودان في الوجد والعشق النبيل حين كان احمد المصطفي يغني وهو يهمس همسا دافئا بصوته الدافيء الهاديء في عقول وقلوب العشاق في مختلف الحقب في بلادنا .. وما أجمل غناء احمد المصطفي من راديو أم درمان وفي الليالي المقمرة.
كان تاريخ الثلاثين من أكتوبر من عام 1999م يحمل في سجلاته توقيع عميد الفن السوداني بالرحيل عن الدنيا تلبية لنداء الرفيق الأعلي . وأهل السودان وبما جبلوا عليه من تراث الوفاء لرموزه المبدعة في شتي المجالات وبمختلف سحناتهم وإنتماءاتهم وقبائلهم وأعراقهم وبرغم تعقيدات ثقافاتهم المحلية العديدة فأننا نراهم متفقين علي أن فن الغناء السوداني قد عمل علي توحيد أمزجتهم المعروفة بالتقلب الكثيف ، هو زملائه الخالدين : الكاشف وحسن عطية وعبدالحميد يوسف وعبيد الطيب ، ومن قبلهم سرور وكرومة والأمين برهان، وإمتدت رحلته حتي عانقت أجيالا أخري من الفنانين في النصف الثاني من القرن العشرين مثل عثمان حسين ووردي وابوداؤد والكابلي وصلاح مصطفي وإبن البادية وعركي ومحمد الأمين وزيدان ومحمد ميرغني وعثمان مصطفي وابراهيم حسين وعبدالقادر سالم ، ومن قبلهم الفلاتية ومني الخير وفاطمة الحاج ومهلة العبادية ، ولا ننسي جيل البلابل وسمية حسن .
وكرمز إبداعي ورقم إجتماعي ضخم فإن الراحل المقيم العميد الفنان أحمد المصطفي قد قام بترسيخ أجمل مفردات الغناء الذي كتبه العديد من الشعراء لتسكن داخل وجدان هذا الشعب الجميل. ذلك أن أحمد المصطفي وبحسه الفني ومبوهبته التي حباه الله تعالي بها وبإحترامه لدوره في تنمية أذواق الناس في المجتمع السوداني المتماسك ، وبإبتسامته الجاذبة الولوفة ، تجعلنا نحترم ونقدر ونثمن هذا الإرث الغنائي عالي التطريب منذ أن فتحت الإذاعة السودانية في بدايات أربعينيات القرن العشرين أجهزة صوتها لينطلق صوت أحمد المصطفي عبر الأثير ، فيعبر الفيافي ويخترق ريف بلادنا وسهولها ووديانها الواسعة ، ليخاطب أحاسيس هذا الشعب المرهف بطبعه بحلو الغناء الذي يبعث علي حب الوطن: ( نحن في السودان ... نهوي أوطانا ..وإن رحلنا بعيد .. نطري خلانا .) فقد ظل أحمد المصطفي وطوال مسيرته الفنية التي تجاوزت نصف القرن من الزمان يغرد ويغرد ويشجي ونطرب له ، فقد عاش العشاق أزمنة ترقب جميلة وهم يرددون معه عبر المذياع تلك المفردات البسيطة جدا ً : ( القربو يحنن ... والبعدو يجنن ..الهين ولين .. وديع وحنين .. شغل بالي ) . نعم .. من منا لم يعش نداوة هذا اللحن بمفرداته البسيطة وبموسيقاه الراقصة ، كنا والله نرددها ونحن في عمر الطفولة الباكرة نجري ونلعب وننطط ، ونترنم بها ( القربو يحنن والبعدو يجنن) ، ومن منالم يكن ينطقها خطأ فيقلب المفردات ، بل لازلنا نتراهن ونحن في مرحلة الصبا كيف للشخص أن يردد وبسرعة أغنية محددة لأحمد المصطفي والتي يقول في بيت صعب الترديد منها دون أن يغلط في نطقها بتشكيلها :( حياتي حياتي .. أحبُكِ أنتِ .. كحبي لذاتي .. أٌحبُكِ أنتِ.. لحـُبكِ أنتِ معاني الحياة ) .
وفنان في مثل قامة أحمد المصطفي ، حري بنا أن نعيد تدارس مسيرته ونعقد لها المنتديات ويشارك فيها المختصون من أهل الموسيقي والتأليف ومن شعراء الأغنية ، لأن كل أغنيات أحمد المصطفى تحكي حكايات وحكايات، وتسرد تاريخاً جميلاً من فن الغناء السوداني الحديث ، لأن أحمد المصطفي قد صبر وصبر وصبر وإجتهد إلي أن أحدث نقلة عالية المقام في مسيرة الأغنية فجعل للأغنية السودانية وأيضاً للفنان السوداني قيمة ومعني ومبني ومكانة رفيعة في المجتمع.
فقد تعامل عميد الفن مع العديد من الشعراء ، إلا أن الراحل (الجاغريو) وهو المكتشف الأول لموهبة إبن أخته أحمد المصطفي بقرية الدبيبة بشرق النيل الأزرق ببحري قد كان له القدح المعلا في إيصال الأغنية الطروبة عبر صوت مطربنا ذي البحة المميزة والمحببة حقا في كل غنائه.. فإنهمرت مفردات وألحان الجاغريو التي كم كان أحمد يخاطب بها أبناء شعبه: بنت النيل بكل زخم جمال ظبية المسالمة بأم درمان التاريخ ... ياحبيبي أنا فرحان .. فرحان بيك .. اريت يدوم هنانا .. وقد قيلت بمناسبة زواج مطربنا .. والهادية راضية أنا مابخونها .. وهي تحكي عن دحض الإشاعة التي إنتشرت عن زواج ثاني لمبدعنا .. فكان لابد أن يعبر عنها الجاغريو شعرا ولحنا لتموت الإشاعة في مهدها ( حسب الروايات القديمة).
وقد كتب المعلق الإذاعي الرياضي المعروف الراحل ( طه حمدتو ) وهو قليل الكتابة الشعرية أغنية ذات جرس جميل ، وذات موسيقي طروبة تبدأ بآلة الفلوت أو ( صفارة الأبنوس الخشبية العريقة ) فكان محبو الموسيقي يتعلمون العزف علي الصفارة الخشبية بموسيقي هذه الأغنية ( الوسيم القلبي رادو .. الجمال حاز إنفرادو .. مالو لو مر إبتسم لي.. مالو لو أنجز ميعادو)
غير أن الإنحياز لقضايا الشعب والوطن والتعبير عن اشواق أهل السودان في نيل الحرية من ربقة الإستعمار قد كان من أوجب إهتمامات العميد ، فهاهو في عز سطوة الإستعمار يأتي من القاهرة بنصين وطنيين كتبهما الشاعر الراحل الضخم عبدالمنعم عبدالحي الذي ترك السودان وهو طفل صغير لينشأ ويترعرع مع أخيه الأكبر بقاهرة المعز إلي أن فارق الدنيا في ذات عام رحيل أحمد المصطفي 1999م ، حيث ظل العميد برغم رقابة قلم المخابرات البريطانية بالخرطوم ينشد للشعب قبل وبعد إستقال البلاد ( أنا أم درمان مضي أمسي بنحسي ) فترددها الجماهير وتتناقلها الألسن .. لكن الإستعمار يوقف أحمد المصطفي وينذره بعدم غنائها إلي أن إرتفع علم السودان خفاقاً بسارية القصر في يناير 1956م لتعود من جديد عبر المذياع وهي أكثر قوة .. وليردفها العميد بالأخري: ( لي غرام وأماني .. في شموخك ومجدك.. عشت ياسوداني.) بموسيقاها الناعمة التي قام بتوزيعها من جديد الموسيقار بشير عباس لتفوز في مسابقة إذاعة ألمانية ويحرز بها المركز الثالث عالمياً الآن .
وتستمر المسيرة ويجمع أحمد المصطفي كل أهل الفن ليؤسس مع زملائه المبدعين من مطربين وموسيقيين إتحاد الفنانين للغناء والموسيقي ، ويجتهد عميد فننا ليرسي دعائم هذا الصرح العتيد علي ضفاف نيل أم درمان الخالد ( دار إتحاد الفنانين للغناء والموسيقي ) ، ليشمخ أحمد المصطفي أكثر وأكثر أمام أعين زملائه وأمام كل أجهزة الإعلام في بلادنا.
***من خارج الوطن: كيف أتت أغنية زاهي في خدرو،و بلَّ شوقي ، وأنا أم درمان ؟؟؟
طوال مسيرته الفنية ، لم يتوقف الفنان الراحل وعميد الفن السوداني أحمد المصطفي عن التجديد في أعماله الغنائية ، وفي طريقة ألحانه ، بل وفي تنوع مفردات الأغنيات نفسها ، فما من شاعر- بخلاف الجاغريو - لم يتمني من أن يتغني العميد بأشعاره .
ومن المعروف تاريخياً ، أن كل من احمد المصطفي وحسن عطية وابراهيم الكاشف والفرقة الموسيقية ، قد أعدت لهم حكومة السودان ( الإنجليزية طبعاً ) في العام 1944م رحلة فنية للترفيه عن الجنود السودانيين الذي شاركوا من ضمن قوة دفاع السودان مع الحلفاء في معركة العلمين في ليبيا ، وقد كانت الكتيبة العسكرية السودانية مرابطة في مدينة الكفرة الليبية حيث مكث الفنانون المبعوثون أسابيع طويلة يتغنون للقوات السودانية .
وهناك في الكفرة كان الصاغ محمود أبوبكر من ضمن قيادات قوة دفاع السودان ، وهو يكتب الشعر ، غناءً وأناشيداً ، فكتب لأحمد المصطفي نص ( زاهي في خدرو ما تألم ) ، فأعجب بها العميد وشرع في تلحينها ولم تستغرق منه غير يوم واحد ، وأجري بروفاتها مع الفرقة المصاحبة ، وتغني بها في حفلهم الأخير للجنود ، ثم غفلوا راجعين إلي السودان بالبر عن طريق مرسي مطروح ، فالإسكندرية فالقاهرة ، وقد شاهد أحمد المصطفي وزملائه بعضاً من المعارك بين الحلفاء والمحور وقد إرتدوا الخوزات ولجأوا كثيرا مع الجنود إلي السواتر وسكنوا الخنادق . والحلفاء هم جيوش بريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة وغيرها من دول أوربا . أما جيوش دول المحور هم بالطبع ألمانيا وإيطاليا والنمسا و حتي اليابان البعيدة.
تلك الأغنية كانت هي ( زاهي في خدرو ) التي كتبها الصاغ ( الرائد ) محمود أبوبكر :
قالوا ليهو القطر تقدّم
كفرة نيرانا .. زي جهنم
تحرق الجنب الشمال
ما تكلم وما تألم .. إلا تمتم بإنفعال
أجري دمعو .. وارخي سمعو
البرق سمعو .. كال وهال
في مسايرو .. وفي ضفايرو
وفي سنونو ... الموت حلال
وفي القاهرة كان لأحمد وزملاؤه متكئاً من الإبداع ، فهاهو الشاعر السوداني والجندي بالجيش المصري الشاعر الغنائي الراحل عبدالمنعم عبدالحي يكتب له في ذات الزمان بالقاهرة ، ليلحنها أحمد المصطفي فوراً ، بل ويسجلها في إذاعة ركن السودان من القاهرة وهي ( إذاعة وادي النيل حالياً ) ليسمعها شعب السودان من تلك الإذاعة التي كان بثها يبدأ من الساعة الثالثة ظهراً وحتي المغرب يومياً .. وهي أغنية : ( بل ّ شوقي .. وردّ روقي .. بعد الألم ) .. كانت أغنية في غاية الهدوء ، فهي من فصيلة غناء التطريب الطرب الهاديء.
ولأحمد المصطفي العديد من الأعمال الراسخة في وجدان الجماهير ، فقد كان ذات الشاعر عبدالمنعم عبدالحي متأثراً بالحركة الوطنية التي تمددت بالسودان مطالبة بجلاء الإنجليز من السودان ومصر في أربعينات القرن الماضي ، فتأثر عبدالمنعم عبدالحي ، وتذكر مدينته الفاضلة أم درمان التي شهدت ميلاده وطفولته الباكرة بحي الموردة قبل أن يأخذه أخوه الأكبر وولي أمره معه إلي القاهرة حيث كان يعمل في سلاح الهجانة بالجيش المصري ، وكان جل الهجانة من أبناء السودان ، حيث يمثل حي عين شمس وحتي اللحظة أكبر معقل للسودانيين القدماء هناك ، والذين يطلق عليهم المصريون ( جالية ).
كتب عبدالمنعم ( أنا أم درمان ) وقام العميد بتلحينها هناك ، وتغني بها في إذاعة ركن السودان ايضاً ، غير أن قلم المخابرات البريطانية بالخرطوم منع تداولها هنا ، فأخفاها أحمد سنوات قليلة ، إلي أن أشرقت شمس الإستقلال بقوة ساطعة ، فخرجت اللأغنية من إذاعة هنا أم درمان بعد رفع علم الإستقلال علي سارية القصر الجمهوري في 1/1/1956م :
أنا أم درمان مضي أمسي بنحسي
غداً وفتاي يُحطِّمُ قيد حبسي
وأخرج للملأ في ثوب عُرسي
وأهمسُ والوري يعلن همسي
وأعلنُ والوري يعرفُ حِسِّي
وأبسُم ُ بعد ما قد طال عبسي
فيا سودانُ إذ ما النفسُ هانت
أقدمُ للفداء .. روحي بنفسي
وظل شعب السودان يتغني بها ولسنوات طوال بعد أن نالت البلاد إستقلالها ، وقد سيطرت هي ورائعة محمد عثمان عبدالرحيم ( أنال سوداني أنا ) التي حبس الإنجليز مؤديها الراحل حسن خليفة العطبراوي بسبب أدائها دوما بعطبرة وشندي والدامر ، فأتي هو الآخر من مدينة عطبرة عقب إعلان الإستقلال ليسجلها بإذاعة أم درمان ، لتشكل مع أنشودة أحمد المصطفي ثنائية فائقة الجمال ، وقوية الطرح وقد ألهبت مشاعر السودانيين في ذلك الزمان ....
** كانت ثقافته تتعدي الحدود فجاءت وطن النجوم في زمان باكر
هناك أغنية محددة يكاد الشعب السوداني كله يحفظ كلماتها ، وهي لها قصة لا تخلو من حزن . فمن المعروف أن لأحمد المصطفي علاقة إجتماعية متينة وصامدة لعقود طويلة ، حتي إمتدت إلي العمق التجاري بالسوق السودانية مع آل أبوالعلا في أم درمان ، والقصة هي أن أحد أبناء عائلة ابوالعلا ، وهو الشاب حسن عوض أبو العلا الذي كان يدرس في مصر ، قد أصيب بشلل فجائي إثر قفزة كانت خاطئة حين كان يسبح في حوض سباحة في مكان ما هناك ، ما أثر علي العمود الفقاري ، ولم تفلح محاولات أهله في علاجه بالقاهرة ، وأصبح الحالة ميئوساً منها ، فجييء به إلي دار أهله بام درمان ، ألا وهو الشاعر الشاب ( حسن عوض أبو العلا ) والذي فارق الدنيا في سريره في العام 1962م تقريباً .
والشاعر الشاب حسن عوض أبوالعلا كتب العديد من القصائد الغنائية وهو طريح الفراش ، وتأتي من أهمها أغنيته الخالدة المذكورة آنفاً وهي ( سفري السبب لي أزاي ) ، وقد وضع لها الفنان احمد المصطفي لحناً هادئاً جميلاً ، سكن في وجدان الناس تماماً ، لأن مفردات القصيدة كانت تحكي دون شرح معاناة الشاعر ، وذلك حين يقول: ( سفري السبّب لي عنايا ..وحطـّم وعكـّر لي صفايا )
كانت تلك اللوحة الحزينة التي كتبها حسن عوض أبو العلا وتفاعل معها عميد الفن احمد المصطفي.. وعاشها شعب السودان الذي كان يغنيها في لياليه المقمرة علي إمتداد الوطن الواسع وكأن هذه المأساة قد عاشها كل فرد في بيته ، فكانت درجة الإنفعال الشعبي بتلك الأغنية كبيراً حتي حين غادر شاعرها الدنيا ، فتامل كيف يعيش شعب بأكلمه مأساة أحد شعرائه الشباب وهو سحن عوض عوض ابوالعلا الذي كتب ايضا لسيد خايفة ( امل ) المشهورة بِ ( ولـّي المساء الواله المحزون في جوف الضباب.. وأنا أهيء زينتي وأعد في زاهي الثياب )
وأحمد المصطفي وبدرجات الإنفعال والعاطفة الوطنية ، فإنه وفي إحدي زياراته إلي القاهرة في مطلع خمسينات القرن الماضي ، كان قد إطلع في إحدي المجلات الأدبية علي نص شعري فأعجب به ، وقام بتلحينه والتغني به ، كتبه كبير شعراء المهجر من اللبنانيين الذين هاجروا منذ بداية القرن العشرين بالسفن عبر البحار إلي أمريكا وهو الشاعر اللبناني ( إيليا أبوماضي ) حيث عاد وهو في التسعين من عمره إلي موطنه لبنان بعد عقود طويلة قضاها بالمهجر تاركا خلفه زملائه الشعراء ميخائيل نعيمة وجبران خليل جبران وغيرهم ، فقد كتب إيليا حين لامست قدماه مرفأ بيروت البحري وقد أطرق برأسه إلي السماء في ليلة وصوله وقد شاهد سماء لبنان مرصعة بالنجوم ، وهو مشهد لم يره منذ سنوات طوال ، بسبب سكناه بناطحات السحاب بنيويورك .. فكتب فور وصوله إلي دار أهله في بيروت في ذات الليلة .. ثم وضع القلم و خلد إلي النوم :
وطن النجوم أنا هنا
حدّق .. أتذكر من أنا
ألمحت في الماضي البعيد
فتيً غريراً أرعنا
جذلان يمرحٌ في الحقول
مغرداً ... ومدندنا
يتسلقُ الأشجار.. لا وهناً
يحسُ .. ولاعنا
ويعود بالإغصان يبريها
سيوفاً .. أو قنا
ويخوضُ في وحل الشتاء
متهللاً ... متيمناً
لا يتـقي شر العيون
ولايخافُ الألسـنا
** كان صوته يأتينا من الراديو هادئاً في سكون الليل
ظل الفنان احمد المصطفي يبحث في أعماق الشعر العربي قديمه وجديده ، فكان الجديد هو رائعة الشاعر اللبناني ( إيليا أبو ماضي ) والتي ذكرنا تفاصيل عثور أحمد المصطفي علي نصها والتي كتبها إيليا وقد كان في التسعين من عمره حين غفل راجعا من هجرته الطويلة بالمركب من أمريكا ، فأخرج ( وطن النجوم أنا هنا .. حدّق اتذكر من أنا ) حين وطأت قدماه مرفأ بيروت البحري في العام 1949م وقد رأي النجوم ترصع سماء بلاده وهو منظر لم يشاهده لستين عاماً .. فكتبها قبل أن يخلد للنوم في دار أهله .
وهو ما يعطي إنطباعاً مؤكداً بأن أحمد المصطفي كان يمتاز بعمق وحس أدبي كبيرين ، فهاهو يأتي لنا بنص فصيح آخر ، ولكن هذه المرة أن شاعره هو مبدع سوداني آخر ، كان يعمل برئاسة وزارة التربية والتعليم ، حيث ظهر هذا النص عندما تغني به أحمد المصطفي ، وقد أحدث ضجة كبيرة ، خاصة في الأوساط التي تهتم بالأدب ، علماً بأن معظم الغناء السوداني ، بل والعربي يعتمد علي نصوص المفردات الدارجة .
ذلك الشاعر صاحب القصيدة التي نحن بصددها هو الأستاذ ( مهدي الأمين ) والذي كتبها ونالت مانالت من شهرة قبل عقود طويلة ، غير أن الإعلام لم يبحث لنا أين هذا الشاعر العجيب؟
فالقصيدة كانت بعنوان ( في سكون الليل ) ، وهو عنوان إستهلالي مريح جداً ، يعود بنا إلي ليالي السودان الدافئة والمقمرة ، حين كان غالبية أهل السودان في مدنه وقراه وأريافه القريبة والبعيدة.
في سكون الليل
دعنا نجتلي الصمت الهريب
إن في جنبيَّ معنـَي
فوق إحساسي عجيب
وعربيا .. تغني أحمد المصطفي في فليم مصري بأغنيته وبمشاركة الفنان اللبنانية صباح حين كانت في فورة شبابها بالقاهرة وبيروت وهي أغنية ( رحماك يا ملاك .. هلكني وملكني وجنني).
كما لاننسي كيف إحتفي أحمد المصطفي بكوكب تالشرق أم كلثوم عند زيارتها للسودان في العام 1968م حيث اقام لها إتحاد الفنانين حفلا كبيرا بداره بأم درمان وحفلا غنائيا بالمسرح القومي.
أما في مجال الشعر الغنائي ، فلأحمد المصطفي العديد من الغناء الراقي والجميل والسهل ، كتبه له شعراء السودان الراحلين ، فجاء له خالد أبو الروس برائعته : ما أحلي ساعات اللقاء .. في الشاطيء قرب الملتقي .. أنا والحبيب عند الغروب ، وهذه نذكرها لمن لم يشهد حدائق المقرن في مناسبات الأعياد ايام زمان حيث تنطلق الأسر إلي شاطيء النيل بالخرطوم . كما تغني من كلمات الصحافي والشاعر المتعدد الآفاق حسين عثمان منصور بأغنية : أيام زمان .. كانت أيام .. لي فيها قصة ..قصة غرام ، وقد كنا أيضا نعيش الغناء خفيف الظل من نظم الجاغريو حين كان بيت الخياطة هو أهم إهتمامات الفتاة التي تتوق لتعلم فنون التفصيل والخياطة :
( وين سميري .. المرسوم في ضميري .. جن ماشات تلاتة ..أعرفوا زولتي ياتة . بحلاف بحياتها .. وأهاجر ليها حافي .. وأزرو بيت الخياطة .. وين سميري المرسوم في ضميري ) .
وإستمرت مسيرة الغناء الجميل عند العميد ، فتغني لظبية المسالمة .. الفي الخمايل حالمة .. وفيك ياظالمة ، نعم ... إنها ( بنت النيل ) .. فكان الشعب السوداني كله يرددها في افراحه وفي مدارسه ومعاهده ، ذلك أن فن الغناء لايزال يرتبط إرتباطاً وثيقاً بثقافة الشعب السوداني ، وقد تشكل وجدانه تماماً به منذ نعومة أظفاره .
رحم الله العميد أحمد المصطفي والذي مثلما قلنا ، بأنه كان يشكل جزءاً مقدراً وعزيزاً من وجدان هذا الشعب ، ونحن حين ودعناه في نهاية اكتوبر من العام 1999م إلي مثواه الأخير ظللنا نردد بعده غنائه الجميل ، ولن ننسي ذكراه ، مهما حاولنا .. نعم سنغني بعده مدي الدهر جميل أغنياته : ( حاولتً أنساك ... وقلبي زاد في جروحو..وريني كيف .. الحي بودّع روحو ؟؟

الحبيب عماد
شكرا جزيلا لهذا البوست التوثيقي الرائع للراحل احمد المصطفى الذي اثرى وجداننا بالحانه العذبة.
للراحل احمد المصطفى أغنية حلوة اسمها (في سكون الليل) ..يا سلام عليها ..كنت اعشق أن استمع إليها من مسجلي في منتصف الليالي المقمرة والكل نيام...يا ريت لو احد من الاخوان ينزلها لينا.

تحياتي ومودتي

Quote: الاخ / عماد احمد تسلم وانت توثق لعميد الفن وتشكر على ابداعك يا رائع

الأخ خالد درق

التحية والشكر لك للمرور

ولاتحافنا بأغنية الوسيم

كل الود والتقدير

الأعزاء

نادر الفضلي

سوركتي

سراج الدين مصطفى

مداخلات متميزة ومتفردة بطعم السكر

أضافت أبعادا جمالية للبوست

شكرآ جزيلا لكم

كل الود وكامل التقدير

في ذكرى فنان عظيم – أحمد المصطفى ( 1- 2 )

بقلم الدكتور أنس العاقب

رحلة عمر بدات بالصبا ويفاعة التجربة متنقلا من براءة وسكون القرية إلى أضواء المدينة وضجيجها بتضاريسها الاجتماعية .
وجد أحمد المصطفى نفسه محاطا برعاية أسرة عبد المنعم محمد التي كانت تعد من أشهر الأسر بالعاصمة المثلثة وتزدهي وتفاخر بها مدينة أمدرمان .. كانت تلك الأسرة فوق حياتها الرغيدة تختلج جوانبها وجوانحها بارستقراطية ممتزجة بوجدان سوداني ويتسم أفرادها بثقافة شاملة وحب للفنون إلى درجة الوجد والانجذاب .
في هذا البيت العامر بأهله الطيبين وجد الصبي أحمد المصطفى المناخ مهيأ فتفتحت عيناه على حياة جديدة أخذ من مأثرها وتعلم منها الكثير الذي سيساعد الصبي أحمد المصطفى في تكييف حياته بثقة وثبات في مقبل أيامه ومستقبله الفني والإجتماعي .
هنالك ثلاثة شخصيات رئيسية أثرت وأسهمت في تكوين أحمد المصطفى وبلورة شخصيته الفنية والثقافية والإجتماعية وهذه الشخصيات هي عبد المنعم محمد ومحمج عبد الوهاب والحاج محمد أحمد سرور .
كان عبد المنعم محمد رجل الأعمال والبر ذلك المحسن حياه الغمام هو الذي تعهد أحمد المصطفى بالعناية والرعاية والتربية ففتح له مغاليق المعرفة وأبواب الاجتهاد فتفتحت مواهب أحمد المصطفى وقد ولج إلى عالم رحب استمع فيه إلى كل الوان الغناء العربي المسجل في الإسطوانات التي كانت جزءا من مكتبة عبد المنعم محمد ولما كانت الفونغرافات لاتمتلكها إلى أسر سودانية قليلة فإن أحمد المصطفى يعتبر احد القلائل الذين اتيحت لهم هذه الفرصة النادرة ليستمع للغناء العربي ويتذوقه فاستمع إلى كل أنواع وأشكال الغناء العربي لام كلثوم وعبد الوهاب وعبد المطلب ومحمد الكحلاوي وبديعة مصابني وإسمهان وفريد الأطرش والكثيرين من نجوم الغناء العربي الذين كان تزدحم بهم القاهرة في مسارحها وإذاعتها ونواديها آنذاك .
كان الغناء العربي في ثلاثينات القرن الماضي قد بدأ ينعتق من قبضة المدرسة التركية التي ظلت مهمينة على الحياة الفنية طويلا فاطلق سيد درويش اسارها بان اعاد الموسيقى العربية الى أصولها الشرقية وواقعها الإجتماعي وانطلق الغناء ( المصري ) الجديد بظهور ملحنين من أمثال زكريا أحمد والقصبجي وغيرهما ومغنين جدد تتقدمهم أم كلثوم ينافسها في القمة شاب موهوب تلحينا وغناء أسمه محمد عبد الوهاب الذي أثبت تفرده في هذين المجالين وقد وجد أحمد المصطفى نفسه منجذبا ومبهورا بالفنان محمد عبد الوهاب واكتمل هذا الإعجاب –لو ان الإعجاب يكتمل – بعد أن شاهده في فيلم " الوردة البيضاء " وبقية أفلامه القليلة .
وإنني لاجد تشابها كبيرا بين الفنان أحمد المصطفى والفنان محمد عبد الوهاب فكلاهما قدم من قرية وكلاهما وجد الرعاية من شخصية إجتماعية مرموقة فبينما تعهد أحمد شوقي الفنان الواعد محمد عبد الوهاب , كذلك كان عبد المنعم محمد هو الأب الروحي للفنان الواعد أحمد المصطفى .
ومن الأشياء التي سقطت او أسقطت من ذاكرة تجربة أحمد المصطفى الزاخرة هي أن أحمد المصطفى كان يجيد عزف وغناء الغناء الشرقي هي دلالة على أنه كان يستمع له كثيرا ويتدرب عليه وللتدليل على ذلك فان كثيرا من مطربينا السابقين أو الحاليين الذين يتمسكون بالعزف على آلة العود لايجيد منهم عزف الموسيقى الشرقية الا عدد قليل جدا وأذكر منهم على سبيل المثال شرحبيل أحمد وبشير عباس وأحمد الجابري والعاقب محمد حسن وناجي القدسي هذا بخلاف الذين درسوا الموسيقى الشرقية في معهد الموسيقى والمسرح والمعاهد المصرية .
إذن فقد تتلمذ أحمد المصطفى على نمط موسيقي لاينتمي للسلم أو المقام السوداني ولا إلى القالب أو الصبغة الغنائية المتعارف عليها عليها في ذلك الوقت .
ويأتي محمد أحمد سرور وأثره الذي كان ملء الأسماع في النصف الأول من القرن الماضي ليمتد أثره الفني على المطرب الذي أثبت وجوده في الأوساط الإجتماعية , لقد احب المصطفى سرور الحب وبادله سرور هذا الحب وأسهم في دفع أحمد المصطفى ليتقدم الصفوف فقد كان محمد أحمد سرور يتمتع بشخصية قوية وهو الذي اقتدى به تلميذه ومحبه أحمد المصطفى ليفرض الفنان إحترامه على الأخرين ليس فقط بفنه فقط ولكن أيضا بسلوكه وكقدوة للأخرين .
لقد اثبت التاريخ وربما التجربة أن من يأتي من فراغ ينتهي إلى الضياع وهذا ينطبق على كثير ممن ظهروا في ساحة الغناء فبمثلما ظهروا فجأة انطفأ نجمهم قبل أن يكتمل ضياؤه .. اما أحمد المصطفى فقد سلك طريقه معتمدا على إرث عائلي كريم وذهب إلى المؤسسة التعليمية الوحيدة في ذلك الوقت ( الخلوة ) تعلم فيها الكتابة وقرأ القرآن وتعلم شفاهة من – الكبار – الأذكار والمدائح وبعض الغناء المحلي و( الجاغريو ) هو أول من أكتشف موهبة وجمال صوت أحمد المصطفى وربما تبادل الصبيان أحمد المصطفى والجاغريو الأعجاب فلقد كان الجاغريو قريبا ونديدا لأحمد المصطفى وكان فوق جمال صوته شاعرا وملحنا وأجمل الأغنيات التي خلدت في الوجدان هي تلك التي غناها أحمد المصطفى من شعر الجاغريو مثل حبيبي أنا فرحان والسدة آللميني ويارائع وحاولت أنساك . كان أحمد المصطفى رفيقا للنجاح وكان النجاح رفيقا به .

في ذكرى فنان عظيم – أحمد المصطفى ( 2- 2 )
بقلم الدكتور أنس العاقب

تأثر أحمد المصطفى بمدرسة أمدرمان التي كان رائدها وعميدها محمد أحمد سرور وكذلك بالمدرسة الشرقية الجديدة التي كان محمد عبد الوهاب هو من أفذاذها ,, فإذا تغاضينا عن سنوات الطفولة الفنية الأولى لانها كانت المرحلة التي اثبت فيها المطرب الشاب احمد المصطفى أنه يمتلك صوتا قادرا على تقديم نفسه بثقة ومؤهلا لينافس به قمم الغناء سرور وكرومة وحسن عطية فقد كرس أحمد المصطفى تجربته الغنائية الأولى في غناء القالب الثنائي السائد والذي اكدته تجربته أغنية الحقيبة التي وجدت إنتشارا واسعا والقالب الثنائي عموما هو صياغ العمل الموسيقي أو الغنائي في لحنين ويسمى القالب الثنائي Binary Form وفي أغنية الحقيبة كان القالب الثنائي دائما يتكون من لحن المقطع الاستهلالي Prelusive او مايسمى في قالب أغنية المديح بالعصاية ويرمز على المقطع الإستهلالي بالحرف اللاتيني A اما اللحن الثاني B او الفكرة اللحنية الثانية Second Theme فهو يختلف على اللحن الأول ولكن يعتبر امتدادا له ولما كانت الأغنية الثنائية هي عبارة عن اللحن الأول A يتكرر فاصلا تكرار اللحن الثاني B على هذا التسلسل ABABA فقد أطلق عليه قالب الثنائي الدائري Binary Rondo ففي أغنية ( وين ياناس حبيب الروح ) للشاعر عوض حسن أبو العلا وهي نموذج للقالب الثنائي ياتي المطلع A هكذا
وين ياناس حبيب الروح وين ياناس أنا قلبي مجروح
ونلاحظ إذا امعنا الاستماع ان الموسيقى كانت دائما تردد لحن المقطع الأول عند أحمد المصطفى وعند غيره من معاصريه اما اللحن الثاني B فهو يقول
بكيت وشكيت شكيت وبكيت
سألت بحثت ماخليت ..
ثم يتسلل اللحن A وين ياناس حبيب الروح
وين ياناس أنا قلبي مجروح
وهكذا حتى نهاية الأغنية .
والمدهش جدا ان أحمد المصطفى بعفويته وذكائه قد استفاد من القالب البسيط
Plain Song او مايسمى Cantus Palnus وهو القالب الذي يعتمد فكرة موسيقية فقط والتي تغلب على قوالب الأغنية الفولكلورية وتعتبر أغنية ( قربو يحنن ) هي أفضل نموذج للقالب البسيط الذي انفرد به أحمد المصطفى والأغنية تكرر مطلعها باستمرار مثلا :
قربو يحنن بعدو يجنن
الهين ولين وديع وحنين شغل بالي
فاذا رمزنا لهذا المطلع كفكرة أولى بالحرف A سنجد أن البيت الشعري التالي صيغ لحنيا على نفس فكرة المطلع A هكذا
هواه هوايا وشوفتو منايا
جميل بس آية .. حكايتو حكاية .. شغل بالي وهكذا تظل الفكرة تكرر نفسها AAAA حتى نهاية الأغنية بتطويل اداء Augmenation كلمتي شغل بالي اعلانا بنهايتها
وتجي المرحلة الثانية التي بدأ فيها أحمد المصطفى يتقدم نحو تلحين أغنية في قالب جديد مثلما فعل أقرانه التاج مصطفى ( المللهمة ) التي فتحت الباب واسعا للدخول في قالب جديد يمكن تسميته بالقالب الحر Free Style وعثمان حسين في ( الفراش الحائر ),, اما أحمد المصطفى فقد أتخذ لنفسه أسلوبا يجمع بين أسلوبين .. مدرسة أمدرمان والمدرسة الشرقية ولذلك احتفظت أغنيته الطويلة بموسيقى المطلع تردده الاوكسترا ثم يغنيه هو ثم تاتي أفكار لحنية جديدة ونضرب لذلك مثلا أغنية ( يانار قيدي ) إذ تستهل الفرقة الموسيقية ( الاوكسترا كما كانت تسمى آنذاك ) لحن الأغنية
ينار قيدي قيدي قيدي في الضلوع
ذكريني عهد حبي والدموع
ثم ياتي أحمد المصطفى ويردد لحن الكلام بعد أن سبقته الفرقة الموسيقية بإستهلاله ثم اذا انتهينا من A تاتي الفكرة B التي تبدأ :
في هواك كم قاسيت ولي عهد الهوى أوفيت
وهنا تظهر مقدرة أحمد المصطفى في مقدرته التعبيرية موسيقيا بعد هذا المقطع لتنطلق الأغنية تعبر عن معانيها في أفكار لحنية وايقاعية مختلفة B.C.D والمهم في الأمر أن تناول أحمد المصطفى ظل دائما في أغلب الأحيان يحافظ على جملة الإستهلال موسيقيا مثلا في أغنيات أيام زمان وسكون الليل وأهواك وياناسينا وفارق لاتلم .
فاذا كان هذا هو الأسلوب التلحيني الذي تميز به احمد المصطفى فهو ايضا لحن بعض الأغنيات استهلتها مقدمة موسيقية لاتردد لحن المقطع الأول مثل أغنية حياتي حياتي والوسيم .. احمد المصطفى انفرد بالصدارة الفنية والجماهيرية بأغنياته الراقصة الخفيفة التي وجدت روجا كاسحا بين المستمعين وقد برع أحمد المصطفى في تلحينها وتلوينها بمختلف الإيقاعات نذكر من تلك الأغنيات حبيب ملكت فؤادي وحرام يازازا ورحماك ياملاك وقربو يحنن وبل شوقي وانت مالك ومالي والليلة ماجاني واحتار خيالي ,, رحم الله أستاذنا وشيخنا أحمد المصطفى والذي برحيله تيتمت عمادة الفن السوداني وبموته فقدنا اعظم الرجال وأندر الرجال .

الاخ عماد...

مجهود كبير و مقدر


متابعين معااك...

Quote: الحبيب عماد شكرا جزيلا لهذا البوست التوثيقي الرائع للراحل احمد المصطفى الذي اثرى وجداننا بالحانه العذبة. للراحل احمد المصطفى أغنية حلوة اسمها (في سكون الليل) ..يا سلام عليها ..كنت اعشق أن استمع إليها من مسجلي في منتصف الليالي المقمرة والكل نيام...يا ريت لو احد من الاخوان ينزلها لينا. تحياتي ومودتي

الأخ الحبيب جعفر إسماعيل

مرحب بيك في حضرة عميد الفن السوداني الذي قدم لنا فنا

راقيا أصيلا محفورا دون شك في وجداننا ..

بالفعل أغنية ( في سكون الليل ) من ألأغنيات الجميلة التي

نطرب لسماعها وأضم صوتي لصوتك وياريت يتحفنا بها أحد الأخوان

كل الود والتقدير


سكون الليل – كلمات مهدي الأمين

في سكون الليل
دعنا نجتلي الصمت الرهيب
إنّ في جنبيّ معنى
فوق إدراكي عجيب
لست أعبا .. لست أُعنى
طالما كنت الحبيب
فانطلق يا روحي إنّا
قد نزعنا القيد عنّا
******
ها هي الأضواء رفّت
والدجى أصغى إلينا
والمنى في القلب رفّت
واستقرّت في يدينا
والذي عيناك أخفت
قد بدا لمّا التقينا
فاحتسينا .. وانتشنا ..
ما علينا .. ما علينا
******
ثم عدنا .. وانصرفنا
كلّنا يمشي وحيدا
باكياً قلباً وجفنا
خائفاً ألاّ يعودا
فافترقنا ما عرفنا
ما دها هذا الوجودا
أين منّا الأمس أينا ؟
والمنى والحبّ أينا ؟

Quote: الاخ عماد... مجهود كبير و مقدر متابعين معااك...

الأخ محمد عثمان

شكرآ على الثناء والإشادة ,, توقع الكثير

في مقبل الآيام عن سيرة عميد الفن السوداني

أحمد المصطفى

كل الود والتقدير

وين ياناس حبيب الروح – كلمات عوض حسن أبو العلا

وين يا ناس حبيب الروح
وين يا ناس قلبي المجروح
******
الزهر فاح والبدر لاح
ذكرّني حبّي وعقلي الراح
******
بكيت وشكيت شكيت وبكيت
بحثت .. سألت وما خلّيت
******
بي شوق وحنين وهمّ وأنين
قالوا إتصبّر بس لمتين
******
بي صد وعجن زاد البيّ
صاحباتا أبن يقولن ليّ
******
وحيد مفتون ما تحنّوا عليّ
شهودي دموع دموع عينيّ
******
بسماتا دنيا وكلاما غنية
سألت الله ليّ منية يجيني
*****
صوتو شجاني وسحرو سباني
حبايبو كتار وما حبّاني
******
جمال وكمال وتيه ودلال
منايا أشوفو ويروق البال

هذه اغنية فى سكون الليل ومن حفلة خاصة بالاسرة بمنزل شقيقى رحمه الله بحى المطار الخرطوم فى عام 1973
قمت بانزال العديد من الاغانى النادرة له على هذا المنبر عام 2008 (منتصفه تقريباً) فى بوست بعنوان (مالم تسمعونه من ابداعات الراحل احمد المصطفى )

يبدو ان حجم الاغنية اكبر من المسموح به لكن هذا هو البديل من تسجيلات الاذاعه السودانيه مع اطيب الامنيات لكم فى سكون الليل ...

الاخ /عماد لك الود
( لن يموت من عاش في قلب الشعب )

في الحقيقة بوست رائع زي العمالق
1/احمد المصطفي
2/عثمان حسين

لهم الرحمه والمغفره

الاخ عماد

بوست توثيقى مهم فى هذا الزمن العجيب ,,,

ارجو السماح لى بالتصحيح ...

فى اللقطة الفنان عبدالعزيز محمد داود وليس محمد احمد سرور

أحمد المصطفى جالسا وأمامه نجله عز الدين وعلى يساره عبد الله حامد عربي وعلى يمينه الصادق بشير وفي اخلف حسن الخواض وأحمد حامد النقر وبينهما عبد الرحمن مصطفى – عيد الفطر المبارك 1955 م .


الاخ عماد ,,, عفوا
تاريخ هذه الصورة اما يكون بعد العام 1955 بفترة او ,,, الجالس ليس الاخ عزالدين فهو من مواليد 1953 او شقيقه الاكبر سعد المولود فى 1951 تقريبا ,,,

Quote: مع اطيب الامنيات لكم فى سكون الليل ...

الأخ سوركتي

جزيل الشكر والإمتنان لإنزال الأغنية

الجميلة في سكون الليل

لاعدمناك يارائع

تحياتي وإحترامي وتقديري

Quote: الاخ /عماد لك الود ( لن يموت من عاش في قلب الشعب ) في الحقيقة بوست رائع زي العمالق 1/احمد المصطفي 2/عثمان حسين لهم الرحمه والمغفره

الأخت اكرام الصادق الحسن

نعم لن يموت من عاش في قلب الشعب ..

مشكورة على المرور والرحمة الواسعة للعمالقان

أحمد المصطفى وعثمان حسين بقدر ما قدما لنا من

تطريب وغناء أصيل .

Quote: الاخ عماد بوست توثيقى مهم فى هذا الزمن العجيب ,,, ارجو السماح لى بالتصحيح ... فى اللقطة الفنان عبدالعزيز محمد داود وليس محمد احمد سرور

الأخ حيدر أمين

سلام

الف شكر لمرورك ولإشادتك بالبوست

بالنسبة للملاحظة الأولى : الموجود في الصورة

بالتأكيد هو محمد أحمد سرور وليس عبد العزيز

محمد داؤود كما ذكرت وتفضلت بذلك . .

وبالنسبة للملاحظة الثانية بجيك راجع ليها للمزيد من التأكيد

وإن كان مصدري هو الموسوعة السر أحمد قدور أطال الله عمره

والذي ارتبط بصداقة قوية مع الفنان أحمد المصطفى .

كل الود والتقدير

فارق لا تلم يقول الراحل المقيم أحمد المصطفى أنها من أحب الاغنيات إلى نفسه وكان حين يشاركه معجبيه ترديد أغانيه معه يوقفهم عندها قائلاً( لا دى مابشارك فيها)...
كانت لها قصه عايش فصولها مع شاعرها عبدالمنعم عبدالحى الضابط السودانى بالجيش المصرى والتى بدأت بحفل جمع مجموعة من المعلمات المبتعثات للدراسه بمصر مع مجموعه من الضباط السودانيين بالقاهرة فى أواخر الاربعينات وتواعد معظمهم مع بعضهم الآخر على التواصل واللقاء الذى تتوج بعضه بالزواج إلا شاعر الاغنيه عبدالمنعم فقد كان مادار فى اتصاله التلفونى بموعودته أن قالت له (فارق لاتلم) وجاء رده عليها (أنا أهوى الألم ) وكانت تلك الكلمات هى مطلع الاغنيه ولكنه لم يقنع أويفقد الأمل فى الاقتران بها فتوعدها أنه (ستحين للقاك ظروف وغداً أنا أسعى ليك أحن وأسأل عليك حبيبى أراك مليك قليبى الصار لديك) وقد كان حيث شاءت الاقدار أن تنفصل عن زوجها الأول وبعد أن أنجبت منه ليتزوجها عبدالمنعم عبدالحى ....

الشاعر عبد المنعم عبد الحي تعاون مع أحمد المصطفى في هذه

الأغنيات : انا أمدرمان , فارق لاتلم , ياناسينا , فتنتني .

فارق لا تلم – كلمات عبد المنعم عبد الحي


فارق لا تلم
أنا أهوى الألم
ما أول حبيب
ولا آخر ظلم
******
بعشق فيك عفاف
وأبعد لا تخاف
إن طال المطاف
تحين للقاك ظروف
ألقاك وانسجم
واسكب دمعي دم
حبّك لي جسارة
وحبي ليك قسم
******
غداً أنا أسعى ليك
أحنّ وأسأل عليك
حبيبي أراك سليت
قليبي الصار لديك
حلفتك عليك قسم
تفارق لا تلم
هجرك لي هلكني
وقربك فيهو سم
******
جميل قاطع جمال
لكن مانع الوصال
حليل القلبو مال
وهام في خيال خيال
وجرحو الما إلتئم
وهم صار ليهو هم
منعت علي دواك
وكم صارعت كم

فتنتني – كلمات عبد المنعم عبد الحي

إن في عينيك ... آيات الغرام
وبكفيك كؤوس من حلال وحرام
******
اشعلها يوم ان ألقاك في المهجة نارا
وارسلي البسمة تحكي في دياجينا النهارا
ودعيني الثم الثغر وخديك مرارا
****
أشرعي عينيك في عيني نجوي لاسهام
لأري الفتنة في عينيك يقظي لاتنام
******
داعب الخد نسيم الصبح يكسوه احمرارا
ثم ماد القد والخصر تناهي واستدارا
وتحدي الثوب فوق الصدر نهد قد تواري
*******
فتنتي والشعر براق علي غير إنتظام
فارسلي طيفك يمحو النوم من عين النيام

ياناسينا – كلمات عبد المنعم عبد الحي

يا ناسينا .. يا ناسينا
إلاما البين إلاما
متين الموج يرسّينا
على بر السلامة
******
يا ناسينا
وكيف الشوق يطرّيك الخوالي
ليالينا المضت
يا ريت تعود لينا الليالي
وكيف تنسانا
وانت الما نسيناك
وتسلونا وتجفونا
وحبّك إنتا دنيانا ودنياك
******
يا ناسينا
وزاد الهمّ مباكينا بذكراك
ونحن الكم ذكرناك
وطريناك
وانت بعيد
سعيد بي قلبك القاسي
وقلبي وحيد شقيت
بين كاسي وين ناسي
ناس في المرّة جافونا
وبكرة الحلوة بتجينا

العميد أحمد المصطفى – أغنيات من القاهرة

بقلم – السر أحمد قدور

رحلة أحمد المصطفى مع الحاج محمد أحمد سرور إلى شمال افريقيا للترفيه عن الجنود السودانيين بقوة دفاع السودان المتمركزة في ليبيا اتاحت له ولأول مرة زيارة القاهرة وهي زيارة كان لها أثرها وتأثيرها الكبير على مسيرة الفنان أحمد المصطفى فيما بعد فخلال زيارته الأولى إلى القاهرة استطاع أحمد المصطفى أن يتصل بالوسط الفني وأن يمس عن قرب تطور الفن الغنائي والموسيقي ويدرس ما أحدثه محمد عبد الوهاب من تطوير في أساليب الأغنية وفي ايقاعاتها وإلى جانب ذلك فقد اتصل أحمد المصطفى بشباب السودان الذين كانوا يتلقون العلم في جامعاتها وغنى لهم واستحوذ على إعجابهم وكان بين هؤلا مجموعة من كبيرة من أهل الفن والشعر . وكان بينهم الفنان إسماعيل عبد المعين والشاعر والسياسي عبد الماجد أبو حسبو الذي كتب مجموعة من الأغنيات الخفيفة وقدم أحمد المصطفى بعد عودته للسودان واحدة منها وهي " يوم حبي يوم هنايا ) ولم تكن هذه الأغينة هي الوحيدة التي عاد بها أحمد المصطفى ,,ولكنه عاد ومعه مجموعة من الأغنيات التي رسخت أقدامه في طريق الفن وحددت معالم شخصيته الفنية ومن هذه الأغنيات أغنية " بنت النيل " للشاعر بشير عبد الرحمن : يابنت النيل .. النيل أحب النيل ياجميل .
وكان أحمد المصطفى قد تعرف خلال رحلته على الشاعر المرحوم محمود أبوبكر وأخذ منه أغنيته الشهيرة " زاهي في خدره ) والتي كتبها الشاعر وهو في منطقة الكفره في الأراضي الليبية وذكر ذلك عندما قال :
قالوا ليهو القطر تقدم وكفره نيرانها زي جهنم
وقد كانت زاهي في خدره من أجمل الأغنيات التي قدمها أحمد المصطفى بعد عودته ,, وخلال وجوده بالقاهرة قام أحمد المصطفى بزيارة كبار أهل الفن أمثال محمد عبد الوهاب وأم كلثوم وفريد الأطرش ,, ومن الشعراء قام بزيارة الشاعر أحمد رامي الذي أعجب إعجابا شديدا بالفنان السوداني الجديد وأهدى اليه احدى قصائده وهي " راحل مقيم "
حبيب لست أسلاه
جعلت القلب ماؤاه
ناى عني وغادرني
وفي الأحلام رؤياه
وبهذه الأغنية عرف الجمهور السوداني الشاعر الغنائي المصري أحمد رامي قبل أن يعرفه عن طريق كوكب الشرق أم كلثوم وقد وثقت هذه الأغنية الصلة بين الشاعر أحمد رامي والفنان أحمد المصطفى الذي كان يلتقي به عند كل زيارة للقاهرة .

الشاعر بشير عبد الرحمن تغنى له أحمد المصطفى

بأغنية بنت النيل .

الشاعر محمود أبوبكر صاغ شعرا رائعة

أحمد المصطفى - زاهي في خدرو .

الشاعر حسين بازرعة كتب لآحمد المصطفى أغنية حبيبي .

أحمد المصطفى .. قيثارة الزمن الجميل

بقلم – صلاح أحمد محمد صالح

قلت لابني أحمد : ما الذي ذكرك اليوم بهذا اللحن القديم ؟
وكان يمرق من أمامي عندما أنطلق صوته فجأة يترنم : ما أحلى ساعات اللقاء .. في شاطئ النيل قرب الملتقى .. أنا والحبيب عند الغروب .
الذي دعاني إلى السؤال مستغربا هو أن أحمد كان بحكم ظروف العائلة وظروف دراسته وعمله قد غادر السودان وهو صغير لايعي كثيرا , وظل لسنوات متنقلا بين بلدان بعيدة وغريبة وثقافات عديدة ومتباينة وهو مقيم الأن بالولايات المتحدة الأمريكية التي أزورها ضيفا عليه ,, والحق انني سعدت كثيرا وأنا اسمعه يردد مطلع أغنية أحمد المصطفى الشهيرة وهو على هذا البعد الجغرافي والزمني عن ديار الأهل وأجوائها الفنية والثقافية .. وكنت أخال أن امواج الزمن والتجارب والغربة ربمت تمس ذكريات الطفولة البعيدة عن الوطن ولكن يقينا إن ماهو اصيل وجميل في نشأتنا وحياتنا يبقى كامنا في وجداننا جاريا في عروقنا على الدوام وفي لحظات بعينها قد – تتباعد – يتفجر ليعود بنا عبر المسافات والزمن الى المربع الأصل ... مربع الوطن والأهل والعشيرة ... وهذه واحدة من قيم ومعاني الفن الأصيل الجميل ورواده ورموزه .
ونقلتنا الفرصة الى حديث شيق عن الأغنية والكلمات وتشعب الحديث وأنا مولع بذكر أحمد المصطفى – فانطلقت متحمسا احكي عن أحمد المصطفى وعصره ومكانته الفنية الرفيعة في بلادنا وعلاقتي الشخصية العامرة معه , وما أثمرت عنه من قدر متواضع في المجال الفني .
وانسياقا مع الجو الذي ساد سارعت بادارة شريط حملته معي لأحمد المصطفى كان يتضمن لحسن الحظ هذه الأغنية ( ما أحلى ساعات اللقاء ) ولثلاثة او اربعة أيام متتالية ظللنا نستمع في متعة وسعادة وحنين وهو يتحفنا بأجمل زهور فنه وينقلنا الى الى ربوع أهلنا وخلانا ويطوف بنا كما على بساط سحري فوق مقرن النيلين وربوع أمدر ونجوع بحري ,
وذات مساء حزين لن أنساه اتصل بي صديق من واشنطون ليقول .. في صوت حزين ( نعزيك في أحمد المصطفى ) وكأنه سكب نارا على أذني ... وللحظة خيل لي أن الغرفة قد أنطفأ .. وافقت على صوت صديقي يضيف ( لقد انتقل أحمد الى جوار ربه منذ أربعة أيام ) ... ذات الأيام التي كان صوته فيها يملأ جنبات الدار عندنا شدوا وتنغيما ومرحا وبهجة .
هكذا ياصديق العمر وياصنو النفس – شاءت أقدارنا أن يكون فراقنا الأخير بهذا التزامن الرمزي ... عزائي انني – وانت قي لحظاتك الأخيرة – كنت معك وان بعدت الشقة . وصمت صوت أحمد المصطفى , وران على الدار وجوم وحزن عميق .. ادرنا تسجيلا للقرآن الكريم بصوت مقرئ من المدينة المنورة أسمه ( السويسي ) كنت ولازال مولعا بترتيله المميز الذي احس وأنا استمع اليه انه يحمل الينا نفحات عطرة من مدينة المصطفى ... تحببه الي ايضا نبرة بدوية فطرية الى جانب التقى والخشوع , وجد وعشق وحنين .
اويت الى فراشي وانا موقن ان بيني وبين النوم فراق تلك الليلة الحزينة .. قرأت الفاتحة ثم أعقبتها بقراءة سورة الاخلاص احدى عشر مرة .. ترحما على العزيز الذي رحل . وجرى زورقي في نهر الذكريات الحافلة مع أحمد المصطفى تلوح أمام عيني صورة كأنها تتحرك للمواقف والمناسبات والأماكن ويتجسد امامي خلال تلك الصور وجهه الباسم البشوش وفي لحظة اخرى يرن في أذني ثانية صوت صديقي من واشنطون ( نعزيك في وفاة أحمد المصطفى ) واعود الى الواقع الموجع ودمعتان كاللهيب تحفران طريقهما الى جانب وجهي اودعتهما كل مافي الصدر من مشاعر الحب والاخاء والتقدير والوفاء التي اكنها لهذا الأخ الكريم والفنان العظيم .
في أواخر الثلاثينات وأوائل الاربعينات كان أحمد المصطفى ينتقل بين قريته الدبيبة وأمدرمان والخرطوم وفي أمدرمان كان مسكنه في حي نسميه ( حفرة كلودو ) – يقال أن الاسم لمستعمر فرنسي اسمه كلود – وهي الواقعة على شارع السيد علي مابين المحطة الوسطى غربا وحي الشهداء شرقا .. وتلك كانت حلتنا نحن أيضا وقد انس اهل الحي في ذلك الفتى النحيل القادم من نواحي العليفون شابا مهذبا بشوشا , سمح المحيا محبا للناس , دائم الابتسام .. في عينيه براءة ( ناس الاقاليم الطيبين ) وسرعان ما ارتاحوا له ودخل قلوبهم واحبوه وتعلقوا به واندمج بينهم اخا وابنا .. وعندما احتفل بزواجه في عام 1945 م إذا لم تخني الذاكرة ذهب الكثيرون من رجال الحي وفتيانه ليشاركو ابن الحلة فرحته الكبرى بشريكة حياته وملهمته التي قاسمته مشواره الحافل وهيأت له عشا هاديا وبيتا سعيدا وحياة مستقرة لأكثر من نصف قرن .
وكان مما لفت الأنظار اليه منذ قومه أنه يتمتع بصوت جميل ويجيد العزف على العود ومنذ البداية كانت كل المؤشرات تبشر باننا سنشهد تفتح موهبة فريدة وصعود نجم ساطع في سماء الفن .. ومالبث أحمد المصطفى أن خرج بفنه من محيط القرية في العليفون والحي في أمدرمان وراح البلبل الصداح يحلق في سموات الفن الجميل مغردا بصوته الشجي الجذاب وبالحانه الجديدة الأصيلة وبكلماته الرقيقة الراقية وبايقاعاته المبدعة ,, والناس في حبه ومع أنغامه يفرحون ويحلمون ويهيمون وهو يصف الأحبة ويناجيهم ويسعد بلقائهم ,, ويأسون ويحزنون أحيانا أخرى وهو يشكو الم الفراق وقسوة الزمن وضياع الأمل ويتحمسون ويهتفون وهو يغني للوطن وأمجاده ,, ويرقصون أحيانا كثيرة وهو يردد كسراته التي تفرد وتفوق فيها ,, فقد عزف أحمد المصطفى على أوتار العواطف والمشاعر الإنسانية والرومانسية كلها وخاطب الإنسان السوداني بمختلف فئاته وأصبح في وقت قصير أحمد المصطفى الي عرفناه وأحببناه ( الفنان المجدد ) كما أسماه المرحوم حسين طه زكي مدير الإذاعة في بداية عهدها و ( فنان العصر ) كما أسماه البروفسير علي المك و ( إمام الفنانين ) كما أسماه أستاذنا الجليل الدكتور بشرى البكري .
أقول وبلا تحيز بل وفاء أن أحمد المصطفى رحمه الله قد احتل في حياتنا وبلادنا مكانة لم يسبقه اليها او يشاركه فيها احد ... لان أحمد لم يكن فنانا مبدعا فحسب بل كان نهرا تدفقت فروعه في ميادين شتى فالى جانب مهمته التي كانت دائمة تقريبا كنقيب للفنانين وهي التي أعطاها أحمد من وقته وجهده وعرقه واعصابه وحقق فيها من الأنجازات الكثير وعلى قمتها تشييد دار نقابة الفنانين – مالم يكن ممكنا لاحد غيره أن يحقق وينجز وكان مدعوما في جهده برصيده الكبير من حب زملائه الفنانين وتقديرهم العالي له ووضعهم له في مكانة يمكن أن نصفها بانها ( خارج المنأفسة ) الى جانب ذلك أسهم أحمد المصطفى كما هو معروف في مجالات عديدة من الأعمال الخيرية المختلفة مثل بناء المدارس وبناء المساجد ودعم الأنشطة الوطنية الرياضية وفي تطوير الحياة والمجتمع في منطقة العليفون وفي مجال المرأة التي غنى لها وأشاد بها واستنهضها ,, كان أحمد المصطفى عضوا شرفيا في اللجان التي قامت في بدايات الحركة النسائية , اللجنة التأسيسية للإتحاد النسائي , نهضة المرأة , المرشدات وغيرها .
كان حركة دائبة لاتهدا وأذكر انني كنت في مطلع الخمسينات اكثر قربا منه والتقاء به وكنت أبدي له عجبي كيف يستطيع أن يوزع وقته ليوفق بين تلك النشاطات ؟ كان يومه يبدأ قبل السابعة صباحا لينتهي في ساعات الفجر الأولى من اليوم التالي وكان القسط الأكبر منه مخصص لأعماله التطوعية ولم يستثن ذلك كثيرا من حفلاته الغنائية ولم أكن المس عنده ضجرا او تذمرا او شكوى بل كان هذا الإنسان الرائع يمارس كل ذلك النشاط ويواجه التعب والإرهاق بنفس راضية وروح عالية وحماس وطني دافق وصبر نادر ولا أشك في أن أخرين غيري من أصدقاء أحمد المصطفى الذين عرفوه ورافقوه في الحياة سيضيفون الكثير الى القليل الذي أوردته في هذه الأسطر القليلة التي لاتكفي ولاتفي هذه الشخصية الفريدة حقها .
وبرحيل أحمد المصطفى يرحل زمن بأسره .. ذلك الزمن الجميل زمان الحب والمودة والقلوب الحانية والنفوس الصافية والصلات الطيبة بين الناس .. الزمان الذي يحن اليه ويتحسر عليه الأن من تبقوا من ذلك الجيل السعيد وكان أحمد المصطفى من أبرز رموز ذلك الزمن .. احب الناس واحترم نفسه وفنه فبادلوه حبا بحب واحترموه واحترموا الفن في شخصه واعلوا مكانته وأصبح أحمد المصطفى فردا في كل عائلة .
ويقينا ان رحيله سيترك فراغا كبيرا في حياتنا سيظل يكبر مع الزمن فهو ظاهرة لا احسب أن زماننا القريب سيجود بمثلها وستظل بصماته باقية بارزة على صفحات تاريخنا وتراثنا وسيذكره الوطن الذي أحبه واخلص له والمجتمع الذي الذي خدمه ودنيانا التي عطرها بفنه الرائع .. طيب الله ثراك وجعل الجنة مثواك يا أخا الخير والنبل والوفاء .. ايها الإنسان الجميل .

الشاعر صلاح أحمد محمد صالح كتب كلمات أغنيتي

أهواك والليلة ماجاني لصديقه الفنان أحمد المصطفى .

الليلة ما جاني – كلمات صلاح أحمد محمد صالح

الليلة ما جاني
سافر منّي خلاّني
*******
يا ناس خلاص جنيت
وقفلت باب الريد
سافر شقيق روحي
المن حبّو ما استغنيت
*******
لمتين يعود ليّ
الخدودو وردية
انا قلبي قال ليّ
نار الغرام حيّة
*******
دايماً أغنّيـــــــلا
الفريدة في جيلا
إن شاء الله يا عديلة
تمشي وتجي تاني
*******
يا قمرة ناجيني
ويا نجمة ودّيني
حبيب وعدتّو أجيو
قال ليّّ بجيك تاني
*******
سايق عليكي هواك
وفي الآخرة بستنّاك
قال ليّ ما بقدر
دنيا وآخرة عايشة معاك
*******
لمّا الحبيب جاني
واحيالي شرياني
حلفتو بالتأكيد
قليبو شرياني

يا عمده ياخ يديك الفي مرادك ...

أحمد محمد الشيخ الجاغريو

Quote: يا عمده ياخ يديك الفي مرادك ...

اللهم آميييين

تشكر أخ ملهم على المرور

تحياتي وودي

شكرآ جزيلا أخ معاوية محمد

على اتحافنا بصورة الشاعر الجاغريو والذي تعاون مع أحمد المصطفى في هذه الدرر حبيبي انا فرحان ,

يارائع , المرسوم في ضميري , طار قلبي , الهادية راضية , السادة اللميني , حاولت أنساك وقلبي زاد

في جروحو , صادفني الحبيب بحشمة سالمتو , بي هواكم ابتلينا , يا النفور حن علينا , ياهواي آه انا .

كل الود والتقدير

احمد المصطفى !

بقلم الدكتور ابراهيم دقش

تفتحت أذناي وأنا في المرحلة الأولية على صوت الفونغراف وهو يبث أغاني الاسطوانات في مقهى العم محمد الحسن الشايقي او مقهى طه وداعة الله بالسوكي .. وكان المقهان يتنافسان في إجتذاب الرواد بتقديم آخر الأغاني .. بشير الرباطابي وام الحسن الشايقية وعبد الله الماحي وزنقار .. وفجاءة ظهرت اسطوانتان من انتاج شركة " دكا " بلندن الأولى حبيبي انا فرحان لأحمد المصطفى ومات الهوى لعثمان حسين ولأن أخي الأكبر حاج البدوي انحاز لفريق الهلال هو وأخي الاصغر وجدت نفسي بعكسهم مع فريق المريخ وحينما طرب أخي الأكبر لاحمد المصطفى وقفت مع عثمان حسين .
وفي المرحلة المتوسطة في منتصف الخمسينات كنا نهرع نحن تلاميذ الداخلية الى الراديو عند الساعة الرابعة عصر الجمعة لنسمع مايطلبه المستمعون الذي كان يقدمه المرحوم محمد صالح فهمي .. وكانت الأغنية الفائزة لشهور طويلة " يانار قيدي " ثم تسلمت أغنية اهواك الراية .. وبدأت اهتم بالاستماع لاحمد المصطفى كمعجب سري فلم ارد لأخي الاكبر ان ينتصر علي .. ولأن احمد كان يغني لحسن عوض ابو العلا " سفري " وغيرها , فقد كنت اتسقط قصص الأغاني التي يكتبها حسن عوض ابو العلا من زميل دراستي علي محمد خير وكنت انبهر بما اسمع وخطر لي وأنا في المرحلة المتوسطة أن اولف أغنية ليغنيها احمد المصطفى لا اذكر منها الآن الا المقطع الأول :
ليه بتسأل علي يالعذابي ليك هوية
وقد أرسلتها لمجلة هنا امدرمان التي كان يشرف عليها موسى المبارك وطلبت إهداء الأغنية للفنان احمد المصطفى ولكنه لم يفعل ربما لضعف في القصيدة . . وبعد أن التقيت احمد المصطفى وعرفته عن قرب قصصت عليه هذه الواقعة وبرقته ومجاملته اللامحدودة طلب مني أن ابحث عن تلك الأغنية " كدي فتشها يمكن تطلع حاجة تمام "
ومن قناعتي ان احمد المصطفى يتجلى دائما في الجلسات الخاصة – خاصة خارج الحدود – سمعته في لندن وفي القاهرة وفي اديس ابابا وكان يغتالى طربا وتطريبا ,, زاهي في خدرو , فارق لاتلم , طار قلبي , حياتي وباقات الروائع التي صدح بها احمد المصطفى تنفذ من خلال صوته الرخيم الى شغاف القلب تدغدغ مشاعري تسافر بي في اللامكان واللازمان ترحل بعواطفي الى أبعد الآفاق .. انها .. تستعمر دواخلي !
لا انسى ماحييت تلك الأمسية في داري بالهضبة في الثمانينات وكنا ثلة من السودانيين وجماعة من خيار الأثيوبين يومها خرج الليل عن صمته وادركنا الصباح ونحن في حضرة احمد المصطفى لما غنى " اخوان .. اخوان اثيوبيا والسودان " كان انفعاله اكثر من عاطفته وعاطفته فوق احتماله فذلك اداء لا احسبه يتكرر فيومها بدأ لي احمد المصطفى كشحنة مفرقعات جياشة الأحاسيس متجسدة في صوته ولحنه وأدائه .
في العام 1982 م جاءني احمد المصطفى ليستشيرني ان كان صائبا في قراره بولوج مجال السياسة .. فقلت له مداعبا " تيودوركس بالمقلوب " ؟ .. استحلفني بالله ان افصح : ( مافاهم اشرح لي بالبلدي ) فقلت له بانه قمة قومية وذلك أفضل له .
احمد المصطفى الذي اعرف ابن بلد حتى النخاع انسان ومجامل , مبدع وخلاق فهو من الذين تزينك معرفتهم . . رحمه الله رحمة واسعة .

لمسة

بقلم الشاعر المبدع محمد علي ابو قطاطي

الرائع العملاق الأستاذ احمد المصطفى كانت معرفتي به في اوائل الخمسينات حيث كنت استمع لاغنياته من خلال الراديو قبل أن اشاهده شخصيا فكنت من المعجبين بصوته وادائه المميز فاتمنى من كل قلبي ان اجد فرصة التقي به فيها وكنت اظنها عسيرة نسبة لانتشار شهرته الواسعة الضاربة فالرجل عميد الفنانين السودانيين على نطاق القطر كله فكيف اااحظى بلقاء مثل هذه الشخصية وانا وقتها شاعر مبتدئ ولا املك أي رصيد من الشعر الغنائي آنذاك .. وظلت هذه الرغبة تلازمني لفترة حتى كان في يوم كنا في منزل الأخ الموسيقار علاء الدين حمزة بالموردة وكانت المجموعة تضم بشير عمر وعثمان خضر واحمد زاهر وقمر الدين المبارك فإذا بالاستاذ احمد المصطفى يدخل ويسلم على المجموعة لمعرفته بهم جميعا إل شخصي فقام وقدمني اليه الأخ علاء الدين حمزة بوصفي شاعر كما عرفني به بصفته عميد الفن السوداني ونقيب الفنانين فعانقني بكل بشاشة ورحابة صدر ومنذ تلك اللحظة امتد التعارف وظل كلما التقاني يبادر هو بالسلام والابتسامه لاتفارقه قط .
ومن مشاهداتي لأحمد المصطفى في النادي بشارع الموردة بجوار مباني المحكمة الشرعية والإنتقال الى النادي بجوار الإذاعة فاجد احمد المصطفى وسط الفنانين والعازفين وهو بمثابة الشقيق الأكبر والأب الروحي فيلتفون حوله باحترام زائد فيستشيرونه في مختلف الأمور ويطرحون مشكلاتهم الفنية والعائلية ايضا قيعمل على حلها بالحكمة والرآي وبالمال أحيانا .
لقد كرس احمد المصطفى كل وقته وجهده من اجل رفعة شان الفن والفنانين فيقوم برحلات فينة داخلية وخارجية يكون عائدها لصالح الفنانين بتوجيه ذلك العائد لتشييد دار تجمع شمل الفنانين على اختلاف درجاتهم وقد حصل ,, رحمه الله رحمة واسعة .

الفنان الكبير أحمد المصطفى

بقلم شوقي البدري

عندما اكون في الامارات اسكن عند الشقيق احمد عبد اللطيف حمد وهو من اهل مدني ونختلف ونحتد ثم نبدأ السهرة كل مساء ويختلف الناس ومشاربهم وشخصياتهم وجنسياتهم .
بعض أهل الخليج وعلى راسهم الأخ خميس لاينقطعون فهو من المداومين ويتصدر المجلس الرجل العظيم محمد طه وهو من اوائل الصحفيين الذين عملوا في الخليج , وكان زميلاي يحي العوض وحسين شريف .
وبما ان كل الأغاني سودانية في تلك القعدات فان اختيار الأغاني يعتبر مشكلة نسبة لكمية الاشرطة الضخمة التي تتواجد عند الجميع ونحن الذين عشنا الخمسينات والستينات لنا ولاء معين وحب للأغاني القديمة مما يضايق الذين لم يعايشوا تلك الفترة واحتج حافظ الصيدلي واخرين على إصرار محمد طه لسماع شريط وكان يبدوا لنه يصر على سماعه كل ليلة وردا على السؤال " ليه انت بتصر على احمد المصطفى ده ؟" كان رده : لانه راجل عظيم وفنان وجنتلمان اسمعوا القصة دي .
في بداية الستينات جينا من مدني مع واحد صاحبنا عريس لامدرمان واهل العروس رحبوا بينا وبالغوا في اكرامنا ونحن جايبين معانا فنان وطلع مع واحد صاحبه علشان يزوروا ناس في امدرمان مارجع لحد قريب الساعة الثانية عشر بالليل والناس منتظرة ونحن محرجين وأهل العروس بيسألوا فنانكم وين ؟ نقول شنو للناس والبنات منتظرين وانحنا واقفين قدام البيت جاني زول جاري وقال لي الفنان احمد المصطفى في راس الشارع راكب عربية الظاهر جاي يوصل زول فجرينا نحوه فشرحنا مشكلتنا فقال ببساطة ادوني نصف ساعة وبعد نصف ساعة كان الحفل في بدايته واستمر احمد المصطفى في الغناء الى وجه الصباح بدون توقف ,, لقد كان ذلك اروع حفل احضره في حياتي وفرح أهل العروس وسعدوا وامتلأوا فخرا بنسابتهم الجداد الذين يمكن أن يأتوا بالفنان أحمد المصطفى في لمحة بصر .
وبعد الحفل جمعت مبلغا من أهل مدني وتقدمت الى الأستاذ احمد المصطفى واعتذرت له وحاولت ان اقدم له المبلغ بالرغم من انه جرح كما لاحظت الا انه قال لي بادب ولطف ( عيب ياجماعة انتو ضيفنا وده واجبنا ) .. وعندما اقترحت ان ادفع للعازفين رفض وقال انه سيتكفل بهم وبعدها لم يكن هنالك من يعترض على شريط محمد طه .
الأستاذ احمد المصطفى كان بحق فنانا كما كان جنتلمانا كاملا وهو من الذين جعلوا الفنان إنسانا محترما في المجتمع وهذا شئ ليس بالسهل في مجتمع بدوي قبلي محافظ جدا كالسودان ,, وهو أول فنان سوداني يحظى بشهرة خارج الوطن على نطاق واسع فلقد ذهب مع الفنان حسن عطية للترفيه عن الجنود في شمال افريقيا كما اشترك كأول فنان سشوداني في فيلم غنائي مع صباح وهذا الفيلم عرض لمدة طويلة في سينما الوطنية . طيب الله ثراه .

أحمد المصطفى يجري حوارا مع صحفيين أجانب ..

سفري – كلمات حسن عوض أبو العلا

بطرى اللي آمال و غاية
ما بتحمي المقدور وقاية
يسلم نهجي من الرماح
******
سفري السبب لي عنايا
فرقة و فقدان هنايا
ببكي حبيب املي و منايا
و ابكي على هذي الجناية
و ببكي على تهديم بنايا
ليت حبيبي علي ناح
*******
فيييك يا مصر اسباب ازايا
و في السودان همي و عزايا
صابر و لم اعلم جزايا
و التأويه اصبح غذايا
صرت مسلم لي رزايا
زي طاير مكسور جناح
*******
دهري أصابني بكل خفايا
و حطم و عكر لي صفايا
برضي على حبي و وفايا
واعلم في وجودك شفايا
شي من لا شي بس كفايا
علو بمسّك أجد نصاح
******
ماذا اؤمل .....ماذا اؤمل
ماذا اؤمل حيران ببكي و بامل
ولهان ببكي و بامل وحيد ببكي و بامل
آهــــ يا هوايا و آهــــــ يا منايا
وحيد سهران برايا انيس دمعي و بكايا
آهــــ يا كناري و آهــــــــ يا قماري
طيري لي تعالي وحيد ليلي و نهاري

الاخ / عماد يا فنان ... تحياتى

بجد بوست رائع لفنان رائع والواحد كل مايمر عليه بستمتع

لك منى الود وانت تتحفنا ...



يابت النيل ياخى غناء جميل

مودتى .....

Quote: الاخ / عماد يا فنان ... تحياتى بجد بوست رائع لفنان رائع والواحد كل مايمر عليه بستمتع لك منى الود وانت تتحفنا ...

يديك العافية عزيزي خالد درق

جزيل شكري لتشريفك البوست عدة مرات

تحياتي

ياعمدة من الممتع ان ينتقل هذا البوست
الى الربع الثاني
مبروك

أحمد المصطفى والشاعر عوض حسن ابو العلا وبعض الاصدقاء على شاطئ النيل

( اعادة للصورة السابقة بصورة أجود ) .

احمد المصطفي وصباح رحماك يا ملاك

Quote: احمد المصطفي وصباح رحماك يا ملاك

مشكور عزيزي حافظ سليمان

لاعدمناك ..

أحمد المصطفى – خمسون عاما من الطرب

بقلم د . مبارك بشير


حياة أحمد المصطفى " كتاب – خمسون عاما " من الطرب بسطت بهاءها وعطرها على اعطاف الوطن الجميل خمسون عاما من العطاء المتصل مابين الإذاعة القديمة بمبنى البريد الذي توسط سوق المدينة الكبيرة والمبنى الجديد قرب الشاطئ وانتشر الصداح في كل بيت بكافة المنازل ( لك يامنازل في القلوب منازل ) كلمات بسيطة المعاني موجبة الرؤى تميل كشباك فتاة في ميعة الصبا على اندياح النسيم حياة أحمد المصطفى كتاب ارتبطت طوال نصف قرن بذكريات ثلاثة اجيال ملء القلب والخاطر حين ابتدأ الصداح كان الوطن على موعد مع رياح التحرر والانعتاق وفترة الأربعينات من القرن الماضي شهدت لملمة الخطى على الطريق عصر جديد يولد من أرحام الغناء الشعبي واهازيج الحقيبة " عصر جديد " في الانتقال الى الايقاعات المتزامنة مع صعود جيل معركة الإستقلال وأحمد المصطفى يغني لقوة دفاع السودان في مناطق القتال بكرن شرقا وطبرق في الشمال الغربي كان وعد المتحالفين ضد الغاشية منح البلدان المستعمرة حق تقرير المصير بعد اندحار النازي وكان الجنود السودانيون يرسمون في ساحات القتال بملاحم الصمود والبسالة في انتظار الوفاء بالوعد ,, غنى أحمد المصطفى لبني وطنه الموعودين بالنصر مرتين المرة الأولى على ساحة القتال ومرة ثانية على مشارف الحرية وفاء بالوعد فبعد ثماني سنوات من نهاية الحرب دخلنا في عهد الحكم الذاتي .. حياة أحمد المصطفى كتاب فقد غنى العميد في كل حفل اقامه الطلاب داخل وخارج السودان ,, يكفي استقباله لدعوة من اتحاداتهم او جمعياتهم حتى يكون أول المحتلفين يستوي ذلك بالداخل اوخارج الحدود ,, كان سلوى من أنغام تسافر من مطار الى مطار شوقا للقاء المبعوثين من طلابنا خارج الوطن لذلك لايبدو غريبا تلك العلاقات الوريفة بين العميد ومحبيه من كافة الأجيال .
لايبدو غريبا أن يحفظ جمهور معجبيه في البوماتهم بكثير من الذكريات الجميلة عبر سنوات بعيدة , بعيدة بالفعل فقد كبر الأطفال والشباب حتى ادركهم المشيب ومازال ذلك القلب الكبير في لون الخضرة اليانعة .. خمسون عاما من الطرب الأصيل , الكلمات في بساطتها المعبرة والالحان لاترهق الحواس كثيرا ففي فترة الانتقال الهادئة من عصر لعصر اتكأ العميد على حسن عوض ابو العلا وعبد المنعم عبد الحي ومحمود أبوبكر والسر دوليب ومجموعة اصدقائه من اهل الفكر والثقافة يتولون ترشيح أجمل القصائد مراهنين على ذكاء الفطرة والمذاق الطيب في التعامل مع الأخرين ,, يشهد عصر التحولات من اوله لأخره " في سكون الليل .. دعنا نجتلي الصمت الرهيب .. لست اعبأ طالما كنت الحبيب " أصدقاء العمر الجميل طلبوا منه ان يغني لايليا أبو ماضي وعندما استجاب ابكت ( وطن النجوم ) كل المستمعين المهاجرين خارج الوطن .. ظلت لحقبة من الزمان دائرة مستمعيه من هيئة الإذاعة البريطانية " القسم العربي " وركن السودان بالقاهرة .. دائرة الباحثين عبر الأثير ياتيهم صوته الدافئ في اماسي غربتهم دافقا بالشجن الملهم والحنين .. غناء أحمد المصطفى قابل ومؤهل للترديد والاستفادة بلا تعقيد او غموض يعترض المسار يكفي ان تستمع بانتباه لمقاطع أغنياته فتصبح بألفتها المستحبة صديقة حميمة تشعر دونما كلفة اورهبة أن صديقا حلو السمات يتندر معك حلقة سمر خفيفة الروح لاغير .. حياة أحمد المصطفى كتاب لان شخصيته المنضبطة اداء وسلوكا كسبت لحركة الفن والغناء نصرة واعتبارا وسط قطاعات واسعة في المجتمع ظلت تتعامل مع أهل الغناء بكثير من التحفظ والارتياب فاكتسب الفنان لأجل خاطر العميد مكانة اجتماعية متميزة وصار لأهل الطرب والغناء اتحاد يرعى شئونهم وحقوقهم بقدر كبير من الإعزاز والاحترام وهو صاحب الفضل الكبير في تغيير نظرة المجتمع إلى المغنيين وهو أيضا صاحب المساهمة الأكثر وضوحا في كتاب التجديد الموسيقي ,, فطن الإنسان الريفي لسر النغمة المحبوبة عند سكان المدينة العاصمة فكانت بنت النيل والوسيم وتمر أيام وانا دستوري نازل في الخرطوم ثلاثة والقربو يجنن .
تمثل أطياف أصدقائه في اصطفائه بعناية شديدة للكلام الرصين الخالي من الركاكة والابتذال وكانت البوابة الرحيبة التي دلف من خلالها جيل من المبدعين في اجتهادهم المشروع بتعبير عن أشواق الأجيال اللاحقة , فعل ذلك في سماحة ومودة عميقين , همه أن يبقى صديقا وأخا كبيرا وأبا رحيما في الوسط الفني الذي انتمى إليه بصدق وإخلاص شديدين تجلى ذلك في انفعاله الملازم بهموم وقضايا زملائه طوال مسيرته الفنية والاجتماعية .
يخيل الي ان العميد في مسيرته الطويلة عبر أجيال ثلاثة كان يمثل رمزا في متناول اليد والبصيرة لجيل السماحة والمروءة والشهامة وصفاء السريرة كان النموذج في مجال حركته الاجتماعية " مدار الغناء " في مديح الزمان الذي يجمع ولا يفرق طعام الحبان والوصايا على الجيرة ساعة الاحتياج وإكرام الاف العيون لخاطر عين واحدة ودروب المهلة التي تسع الجميع وإضاءة شمعة واحدة خير من تقريع الظلام وعندما تنكبت الخطى سواء الطريق وهبط عصر أخر مكتنز بعوامل الخيبة والإحباط هوى من أعاليه فأصيب بضعف الحركة والقدرة على التعبير ولان الهموم تكاثرت على القلب العليل وهو يشهد نهاية قرن مثقل بالأحزان وارتحال السماحة الواجبة عن بلاد أحبها كثير لحد الغناء أثر العميد ان يرتحل في هدوء في سماحته المعهودة سار خلف نعشه المغرد الاف من أصدقائه وأحبابه ومعجبيه في مختلف القطاعات كانوا في حالة اتفاق لايحدث كثيرا في مناخ النزاعات والانقسامات التي يعيشها الوطن الكبير بالحيل ,, رحمه الله رحمة واسعة .

جفيت مابنتا – كلمات عوض حسن أبو العلا

جفيت ما بنتا وأبيت ما لنتا
همّي ومنايا وما ليّ غاية
غير شوفتك انتا
******
نسيت هوايا وحبي ووفايا
يرضيك أسايا ودمعي وبكايا
يا قاسي إنتا
******
بغير عليكا وبالروح أفديكا
هنايا بيكا وغنايا ليكا
بس ليكا إنتا
******
بألمنا ميلي ويا دمعة سيلي
طال بيّ ليلي واحتار دليلي
من طبعك انتا
******
ما ليّ سواكا ولمتين أراكا
أسعد معاكا واسمع غناكا
تطربني إنتا
******
أهواك يا روحي وبرجاك ياروحي
تآنس روحي وتزيل جروحي
وتشفيني إنتا

عثمان حسين وعبد العزيز محمد داؤود وحسن عطية وأحمد المصطفى ..

من اليمين أحمد المصطفى وعثمان حسين

والهادي صيام لاعب الهلال الأسبق والمذيع

حمدي بدر الدين ..

الصور التالية منقولة من بوست ماضي أبو العزائم

صور وأماكن نادرة ..

العمدة حبيبي
من اجل التحية و تاكيد المتابعة لهذا البوست الرائع

استاذ عماد ممكن كلمات رائعة الكاشف
الجمعة في شمبات
تحت فيحاء الخميلة
كنا و الاطيار تغني ................

لك التحية

وضع حجر الأساس لدار الخرطوم جنوب للتمثيل والموسيقى 1961 م ..

وقوفاً من اليمين : اليوزباشى عبدالله محمد مصطفى والمرحوم بانقا عبد الحفيظ والمرحوم احمد المرتضى فضل المولى والمرحوم صديق محمد عارف.
جلوساً من اليمين: يوسف المك حسن عدلان وأحمد المصطفى وإبراهيم الكاشف ومحمد موسى ابسام .

الصورة في العام 1945 م ابان الحرب العالميه الثانيه بليبيا ..

Quote: العمدة حبيبي من اجل التحية و تاكيد المتابعة لهذا البوست الرائع استاذ عماد ممكن كلمات رائعة الكاشف الجمعة في شمبات تحت فيحاء الخميلة كنا و الاطيار تغني ................ لك التحية

الأخ الحبيب محمد علي حسن

سلامات

بالنسبة لطلبك سأرسله لك في الماسينجر الداخلي

لانه البوست خاص بالعميد أحمد المصطفى فقط ..

جزيل شكري للتحية والمتابعة والإشادة ..

أحمد المصطفى وعثمان الشفيع وأحمد حامد النقر

أمام تمثال غردون بالخرطوم ..

عمدة حبيبي
علم و منتظر و لك الشكر

الشاعر حسن عوض ابو العلا صاغ شعرا هذه الأغنيات للفنان أحمد المصطفى : أشكي وابكي لمين , سفري , رحماك ياملاك , وين ياناس حبيب الروح , يانار قيدي في الضلوع , القربه يحنن , ايام بتمر , جفيت مابنت , الدنيا تحلى , حبيبي ملكت فؤادي , بل شوقي , لاحت بشائر العيد ( انا الوحيد حيران ) , غرام قلبين ( ياغائبة عن العين وصورتك في الفؤاد طاويها ) , حرام يازازا ( حرام ياناس ).

أحمد المصطفى يشدو في حضرة الشاعر حسن عوض أبو العلا

والإذاعيان عمر عثمان وبكري مشى - 8/9/1960 م ..

وفد الأذاعة السودانية يسجل برنامج عن الشاعر عوض حسن ابو العلا بمشاركة الفنان احمد المصطفى

ويظهر في الصورة المذيع عمر عثمان وبكري مشى وأخرون ..

السياسي والشاعر الراحل عبد الماجد أبو حسبو كتب لأحمد المصطفى أغنية :

يوم حبي يوم هنايا .

الفريق إبراهيم عبود ومعه مجموعة من المبدعين :

أحمد المصطفى

عبد العزيز محمد داؤود

سيد خليفة

محمد وردي

بشير عباس

محمد احمد عوض

خليل إسماعيل

صلاح بن البادية

عثمان حميدة ( تور الجر )

محمد حميدة ( فردة الثنائي الوطني )

يوسف السماني ( فردة الثنائي الوطني )

محمود سراج ( أبو قبورة )

إسماعيل خورشيد

عثمان أحمد حمد ( أبودليبة )

السر أحمد قدور

عبد الوهاب الجعفري

محمدية

حسن الخواض

العازفين الطيب خليفة وحسين جاد السيد ورابح

أحمد المصطفى مع احد أصدقائه على شاطئ النيل ..

استمعت جدا بالمرور من هنا

لفت نظري الأناقة و الروح الجميلة التي تشع من ابتسامات ناس زمان
في صور الراحلين أحمد و الشفيع
كذلك روح الوفاء في الراحل و اخوانه لصديقهم المرهف حسن عوض ابوالعلا
لهم الرحمة اجمعين..
و لك جزيل الشكر أخي الكريم.

Quote: استمعت جدا بالمرور من هنا لفت نظري الأناقة و الروح الجميلة التي تشع من ابتسامات ناس زمان في صور الراحلين أحمد و الشفيع كذلك روح الوفاء في الراحل و اخوانه لصديقهم المرهف حسن عوض ابوالعلا لهم الرحمة اجمعين.. و لك جزيل الشكر أخي الكريم.

وسعدت أيضا بمرورك ولك الشكر

بما سطرته في مداخلتك أخي الكريم.

من اليمين أحمد المصطفى , برعي محمد دفع الله , إبراهيم الكاشف , ألمهندس إسماعيل فضل المولى

حسن الخواض , عثمان الشفيع , حسن عطية , البروفسير الماحي إسماعيل .

الشاعر الراحل طه حمدتو تغنى له احمد المصطفى بأغنية الوسيم .



( الصورة من بوست ماضي الو العزائم - أعلام و أماكن صور نادرة (3) ) ..

الوسيم - كلمات طه حمدتو

الوسيم القلبي رادو
الجمال حاز انفرادو
مالو لو مرّة افتكرني
مالو لو أنجز ميعادو
******
ليه نساني .. أو تناسى
لاهو جامل لاهو آسى
وقلبي بي التعذيب أبادو
منّي شالو وما أعادو
******
شفتو كان في توب حدادو
وكل حواسي عليهو نادو
استجاب لي نداي وجاوب
كان عواطف وكان تجاوب
عزّ من بعدو التلاقي
رغم قربو واشتياقي
طرفي متزايد سهادو
وجسمي جافا الرقاد مهادو
*******
إيه يكون في نظري زادو
غير خصالو واعتدادو
مهما يجفو في قربو أطمع
ما بطيق لي غيرو أسمع
أسألوهو إذا تبسّم
واتركوهو إذا تألّـم
واجبي حتّــم أصون ودادو
مهما زاد صدّوا وعنادو

أقام الفنان عز الدين أحمد المصطفى معرض صور لوالده الفنان الراحل أحمد المصطفى بدار

اتحاد الفنانين قبل عدة أشهر وسنقوم بنقل تلك الصور من موقع مزيكا سودانية ونستاذن الأستاذ

والصحفي طاهر محمد علي في نقلها هنا لتعم الفائدة ..

شكرا يا عماد على هذا البوست التوثيقى الرائع عن عميد الفن السودانى الراحل المقيم أحمد المصطفى
ألذى أثرى وجدان الشعب السودانى بروائع خالدة
بالمناسبة المادة التى قدمت فى البوست تصلح لأن تكون نواة لكتاب توثيقى عن الراحل
ويا حبذا لو أتحفنا أحد جهابذة البورد ببوست مماثل عن هرم فنى سودانى راحل الفنان عثمان حسين

Quote: شكرا يا عماد على هذا البوست التوثيقى الرائع عن عميد الفن السودانى الراحل المقيم أحمد المصطفى ألذى أثرى وجدان الشعب السودانى بروائع خالدة بالمناسبة المادة التى قدمت فى البوست تصلح لأن تكون نواة لكتاب توثيقى عن الراحل ويا حبذا لو أتحفنا أحد جهابذة البورد ببوست مماثل عن هرم فنى سودانى راحل الفنان عثمان حسين

شكرآ أخ بابكر اسماعيل

هنالك بوستات قادمة لقامات فنية سامقة

بعض منها سيكون في الربع القادم إن شاء الله

وهي لكل من :

حسن عطية

حسن خليفة العطبراوي

إبراهيم الكاشف

عثمان حسين

صلاح بن البادية

محمد وردي

الطيب عبد الله

زيدان إبراهيم

خليل إسماعيل

عبد العظيم حركة

العاقب محمد حسن

محمد الأمين

غريب – كلمات أبو آمنة حامد

لحن وغناء – أحمد المصطفى

هاج بي الشوق وبعيد البلد
في ليل الغربه حسيت بي هواك
وكأنو الليله يا دوبو اتولد
في عيوني براءه ولوعة غربه
ليالي حزينه طويله طويله
غريبه الشوق في عيونو بيبكي
حمامه تصيح في هديلا
ليالي البلد الحلوه حليلا
يا حليلك انتي ويا حليل الريده
ليل الحرمان اضناه زمن
طريقو دموع وزادو شجن
يا ويلو الشايل الشوق في عيونو
الخالي وراهو حبيبو وطن

أحمد المصطفى ومحمد عبد الوهاب ..

كان من شدة إعجابه بالموسيقار محمد عبدالوهاب أنه كان يحفظ حتى حوار أفلامه ومنها فيلم الوردة البيضاء الذى تم عرضه بسينما كوليزيوم بالخرطوم وتم تصويره فى عام 1935 وكان العرض عند افتتاح السينما لأول مرة وكان فى زياراته لمصر يتحاشى مقابلة محمد عبدالوهاب خوفاً من أن يؤثر أى فتور من جانب الأخير فى إعجابه به إلى أن تم ذلك بالصدفة على باب مصعد بالقاهرة ...

عندما كتب حسن عوض أول قصائده (أغنية سفرى) كان عمره لم يتعدى العشرين ونيف وقد أكمل دراسته الثانويه بفكتوريا بالاسكندريه فى اواخر الاربعينات قبل أن يُقعده الشلل الرباعى رحمهم الله ...تغنى أحمد المصطفى بالاغنية مرة واحده وكان صداها كبيراً وتوقف عنها بطلب من أسرة حسن ولكن وبعد عام فقط عاد واسترسل فى تلحين أغانيه وتأديتها بعد إقناع أهل حسن بواسطة ابن عمه سعد ابوالعلا ومامون بحيرى عند عودتهم من لندن وكان هدفهم سامياً وهو إخراج حسن من عزلته بالمشاركه فى المجتمع وتفاعل الناس مع أغنيات حسن ...

سعيت وراء معرفة بطلة أشعار حسن من أحمد ولكن دون جدوى فالرجل كان يتميز بحياء أشد مما نتصور ويحمل فى صدره الكثير من أحزان هذه القصة الأليمه ويتردد الفرد كثيراً قبل تقديم مثل هذه الأسئلة بصورة مباشرة ...

عند وفاة سعد ابوالعلا بنفس المستشفى الذى كان يرقد به أحمد بسبب المرض الأخير بلندن وبعد خروج أحمد وقد فقد ذاكرته ذكر لى عند إستعادته لذاكرته أنه يحمد الله كثيراً على فقدانه الذاكرة فى ذلك الوقت حيث أنه لو كان يتمتع بذاكرته لمات أكثر من مرة لهذا الحدث الأليم ...

ياعماد ياخى قلبت علينا بهذه الصفحة العظيمه صفحات من تاريخ طويل...
تحياتى لعزالدين وجميع أفراد الاسرة الكريمة وأخى د/الباقر الفكى وكان آخر لقاء لى معه على حافلة فى الحج

جزيل شكري وامتناني أخ سوركتي لمداخلاتك الأنيقة

والتي أضافت الكثير لهذا البوست ..

أحمد المصطفى فنان لن يتكرر

بقلم الفنان الكبير – سيد خليفة

كان أحمد المصطفى امتدادا لسرور في خلقه وحرصه على كرامة الفنان السوداني بانضباطه في المواعيد وبغيرته على مظهر الفنان وبمجهوده الشخصي اكد ان الفنان يمكن ان يحتل موقعا محترما لايقل عن باقي المواقع التي يحتلها الآخرون من أصحاب التخصصات الأخرى في المجتمع .
وفي الحرب العالمية الثانية سافر أحمد المصطفى إلى جانب سرور وحسن عطية للجنود السودانيين بالجبهة الغربية ( ليبيا ) يشدون من أزرهم ويستثيرون حماستهم ,, وبعد ذلك تولى أحمد المصطفى رئاسة اتحاد الفنانين السودانيين فكان ديدنه الترفع عن الماديات إلى جانب تبرعه بالغناء من اجل إنشاء المدارس وإقامة المشاريع الخيرية في مختلف أنحاء السودان . . وتشدد احمد المصطفى في هذا الجانب فكان يصر على إبعاد كل من لايشارك في هذا الجهد من عضوية إتحاد الفنانين ذلك في حالة عدم وجود عذر واضح .
كان مظهر الفنان احد هواجس أحمد المصطفى فكان يحرص على تطوير الفرقة الموسيقية : ملبسهم , وحل مشاكلهم الأسرية إلى آخره . باختصار كان قدوة للفنانين جميعا مطربين وموسيقيين ,, وأحمد المصطفى في هذا الشأن اذكر انه تبرع بمنزله في الدبيبة لتصبح أول مدرسة مصرية تفتتح في منطقة شرق النيل .
وكان أحمد المصطفى يساهم في المشروعات الخيرية أما بالغناء مجانا او التبرع من ماله الخاص , أشير هنا إلى بئر ارتوازية في الدبيبة وشراء أول بص مرسيدس يعمل في خط الدبيبة – الخرطوم والمناطق المجاورة .
اما احمد المصطفى المطرب فهو صوت نادر رخيم وبكلمة واحدة فأحمد المصطفى فنان لن يتكرر .

ذكر الأستاذ وعازف الكمان المخضرم محمدية في ليلة

إحتفاء اذاعة بأمدرمان بذكرى الفنان أحمد المصطفى

ثالث أيام عيد الفطر المبارك الموافق 22/9/2010 م

مايلي :

عبقرية الفنان أحمد المصطفى تجلت في أنه لم

يكرر في أغانيه اللحن مرتين وهذا ماعجز عنه

عباقرة الفن حتى بيتهوفن وأستاذ الفن العربي

الموسيقار محمد عبد الوهاب ,, واضاف محمدية

وهو يحلل أغنية ( ظالمني ) بانها تتميز بايقاعها

الصعب النادر وتعتبر من الدرر النفيس النادر ..

الدنيا تحلى - كلمات حسن عوض أبو العلا

الدنيا تحلى .. صعابا ساهلة
بس روق .. بس روق وأحلى
******
يا الديمة نافر
لمتين نفورك
كفاي يا جاير
صدّك وجورك
******
حبك أسيبو
في غلبو وجنونو
أعطف نسّيهو
همّو وشجونو
لا تبقى ظالم
وتزيد جراحو
يا اللي انت عالم
أسباب نواحو
******
قضّيت سنيني
صابر راجيكا
كم طال حنيني
وزاد شوقي ليكا
سيب التجني وارحم غرامي
أشجيني غنّي
واسعد أيّامي
******
أنا ما نسيتك
يا الليّ ناسي
يا ريت يا ريتك
تعطف تآسي
مانعني قربك
وقربك منايا
حارمني حبّك
وحبّك دوايا

طالب العديد من الرواد من الفنانين السودانيين بدار للفنانين بامدرمان...ولم يتم التصديق لهم...

حكى لى كبير المهندسين ببلدية أمدرمان أنه لم يوافق على التصديق بهذه الدار للفنانين بالموردة إلا عندما تقدم بالطلب العميد الفنان أحمد المصطفى رحمه الله ...كان أحمد يسألنى عن هذا المهندس كلما جمعتنا الظروف ويطلب منى أن أنقل له تحياته وسلامه إلى أن حانت الفرصة وسألت المهندس عن السبب فذكر لى القصة وكان الرجل من كبار الاسلاميين الملتزمين ومن رواد ورؤساء أحد اللجان بمجلس الشعب فى الثمانينات

جهد مقدر لفنان عظيم وأنا أحد معجبيه ومحبيه

يا عماد ارفع قبعتي

أحمد المصطفى وحسن عطية في دردشة جميلة

تغنى الراحل المقيم أحمد المصطفى بأغنية راحل مقيم (حبيبٌ لست أنساهو) للشاعر المصرى المعروف أحمد رامى والذى تغنت له كوكب الشرق أم كلثوم بالعديد من أشعاره رحمهم الله جميعاً ...وكان المقطع الذى ينتهى ب (محاسن هذه الدنيا كتاب أنت معناهو) أحب جزء لنفس أحمد فى هذه القصيدة
ولم تكن راحل مقيم القصيده الوحيدة التى قدمها رامى لأحمد ...كانت معها قصيدة أخرى من ديوان آخر لرامى تأسف أحمد كثيراً لضياعها منه وكان مطلعها يبدأ ب (أه قلبى وآآه كنتى الضياء لقلبى فغاب عنه ضياها وكنتى ريحان الروح فجف عنه رواها)

الشاعر أحمد رامى

Quote: جهد مقدر لفنان عظيم وأنا أحد معجبيه ومحبيه

لك الشكر عبد الرحمن حلاوي

تشرفنا بمرورك ..

Quote: يا عماد ارفع قبعتي

Quote: أحمد المصطفى وحسن عطية في دردشة جميلة

تسلم كتير فيصل محمد خليل

سعدت لحضورك الزاهي هنا

شكري وتقديري

أخي العزيز عماد أحمد...


شكري من القلب، لهذه الإضاءة لحياة فنان أصيل محبوب، عشقته الروح، وهو يذكي الفؤاد، والوجدان، ..
كان هرما أسمرا.. وديع اللحن، بسيط وعبقري اللحن، كأنه خرير ما، كأنه زقزقة عصفور، كأنه خلق للغناء، فلا تعب يصيب حنجرته الذهبية، وكلمة تصتعى على مخارج لحنه،...

من القلب محبة لك، وله، ولأهله البسطاء، ولاشك هو وراث عظيم لمكارم أخلاق، وتراث ثر من البركة، والتصوف، والحس الانساني النبيل..


دمت..

Quote: طالب العديد من الرواد من الفنانين السودانيين بدار للفنانين بامدرمان...ولم يتم التصديق لهم... حكى لى كبير المهندسين ببلدية أمدرمان أنه لم يوافق على التصديق بهذه الدار للفنانين بالموردة إلا عندما تقدم بالطلب العميد الفنان أحمد المصطفى رحمه الله ...كان أحمد يسألنى عن هذا المهندس كلما جمعتنا الظروف ويطلب منى أن أنقل له تحياته وسلامه إلى أن حانت الفرصة وسألت المهندس عن السبب فذكر لى القصة وكان الرجل من كبار الاسلاميين الملتزمين ومن رواد ورؤساء أحد اللجان بمجلس الشعب فى الثمانينات

Quote: تغنى الراحل المقيم أحمد المصطفى بأغنية راحل مقيم (حبيبٌ لست أنساهو) للشاعر المصرى المعروف أحمد رامى والذى تغنت له كوكب الشرق أم كلثوم بالعديد من أشعاره رحمهم الله جميعاً ...وكان المقطع الذى ينتهى ب (محاسن هذه الدنيا كتاب أنت معناهو) أحب جزء لنفس أحمد فى هذه القصيدة ولم تكن راحل مقيم القصيده الوحيدة التى قدمها رامى لأحمد ...كانت معها قصيدة أخرى من ديوان آخر لرامى تأسف أحمد كثيراً لضياعها منه وكان مطلعها يبدأ ب (أه قلبى وآآه كنتى الضياء لقلبى فغاب عنه ضياها وكنتى ريحان الروح فجف عنه رواها)

زخم هائل من المعلومات يصب دون شك في مجرى الهدف الأساسي للبوست

التحية والود والتقدير لشخصك العظيم أخ سوركتي .

الفنان أحمد المصطفى

بقلم - عبد القادر عبد المنعم

اشترك السيد عبد المنعم محمد وزوجته ( ابنة عمه ) سكينة أحمد حسن عبد المنعم في رعاية وتربية أحمد المصطفى واندمج أحمد المصطفى في الأسرة يحترم كبيرهم ويوقر صغيرهم ورغم انه لم يكن منتظا في التعليم ولكنه كان يقرأ الجرائد المصرية التي يحضرها عبد المنعم محمد معه للمنزل وبدأ يعلم نفسه بنفسه كما انه صادق خلال تلك الفترة بعضا من أبناء الأسرة المقربين للسيد عبد المنعم محمد منهم : عامر يونس أحمد وعبد القادر عبد المنعم وسعد ابو العلا ,, كما صادق من ابناء الحي أحمد ابراهيم النويري ورحمة الله عبد الله وعثمان البدري وصلاح أحمد محمد صالح وكانوا جميعا يدرسون بكتاب شيخ الطاره الشبلي ( مدرسة الهداية ) التي لاتبعد كثيرا عن مساكنهم وكان ( أحمد ) يذاكر معهم حتى تمكن من معرفة القراءة والكتابة من اختلاطه بهذه الزمرة من الأصدقاء – كما ساعده ذكاؤه وطيب معدنه من اظهار خصائصة الكامنة في نفسه من أمانة واخلاص وايثار ونكران ذات

وعندما بلغ أحمد المصطفى الخامسة عشر من عمره راى السيد عبد المنعم محمد بان هذا الابن يستحق أن تفتح امامه الابواب المغلقة وفكر في استيعابه بمكاتب الشركة بالخرطوم وعينه عاملا بالشركة وخصص له حجرة للسكن داخل مقر الشركة وبمرور الوقت اصبح كاتبا ومحصلا وكان موضع ثقته وتقديره وفي خلال هذه الفترة كان أحمد يستغل فراغه ليلا بعد انتهاء فترة العمل باللعب على اوتار العود كهاوي بعد أن تعلم العزف على العود على يد الفنان حسن عطية ,, اكتسب تلك الهواية من كثرة سماعه للاسطوانات المصرية التي كان يبثها ( الفونغراف ) اثناء فترة اقامته بمنزل السيد عبد المنعم محمد بامدرمان في مطلع الاربعينات ,, وبدأ في الغناء سرا ومن ثم بدأ نشاطه في الغناء جهرا باذاعة امدر مان واختار لنفسه اسما تنكريا ( أحمد المصطفى ) حتى لايكشف السيد عبد المنعم محمد أمره ولكن بعد فترة علم السيد عبد المنعم محمد أن ذلك المغني هو أبنه ( أحمد محمد بركات ) – فغضب وطلب منه عبد القادر عبد المنعم أن يتوخى الصدق مع والده الروحي ولايخفى أي شئ يتصل بهذا الموضوع وقد حصل وكانت النتيجة أن ( أحمد ) قد سمع نصح السيد / عبد المنعم محمد واخذ منه عهدا بان تيجنب كل مزالق الانحراف التي كان يتصف بها في ذلك الوسط الفني – ويتمسك بالاخلاقيات الحميدة والمثل العليا التي تربى عليها ويكون مثالا يحتذى لكل من يدخل هذا المجال مستقبلا .

انطلاقا من ذلك النصح والارشاد الذي تلقاه أحمد من والده الروحي السيد عبد المنعم محمد سار أحمد المصطفى في مجال الفن والغناء والموسيقى بأسلوب راق ومتحضر وأصبح دره بين اترابه واخوانه ووضع السس الفاضلة لتلك الفئة من المطربين وسما بالفن والفنانين الى عالم المثل العلثيا والاخلاق الحميدة واصبح القدوة لكل من يلج هذا المجال .

لقد كان أحمد يزور حسن عوض أبو العلا بمنزله بامدرمان حيث كان طريح الفراش بسبب شلل اصابه وكان صالونه يتردد عليه كثير من كرام المواطنين منهم التاجر والشاعر والاديب وكبار الفنانين – وكان أحمد يسرى عن هموم حسن وعناء المرض بالغناء وقد اشترك كثيرون مع حسن عوض في تأليف بعض الأغاني والكسرات الخفيفة التي اشتهر بها أحمد المصطفى ومنهم السيد سعد أبو العلا الذي استقطب أحمد في تلك الفترة وساعده في انتقاء القصائد الجميلة المعبرة واطلق عليه اسم المجدد ثم العميد ثم اصبح نقيبا للفنانين حتى ادركه المرض واقعده عن العطاء ولكنه ترك رصيدا كبيرا من الذكرى الحسنة في جميع المجالات الفنية والاجتماعية والبر والاحسان للمواطنين عامة ولأهل الدبيبة والعيلفون خاصة – للذكرى والتاريخ فان أحمد المصطفى كل له فضل كبير فيما اصاب أهل الدبيبة والعيلفون من خير وازدهار وخاصة في مجال التعليم فقد جاهد كثيرا في إنشاء دور العلم في تلك المنطفة كما ساعد ابناءها في ولوج الجامعات بالسودان ومصر وإدخال بعضهم بالكلية الحربية واستيعابهم في المؤسسات التجارية بالخرطوم .

في فترة عمله في شركة يونس أحمد وعبد المنعم محمد وشركاه صدرت جريدة محلية بالشركة باسم ( كوكب يونس ) وقد كتبت كثيرا عن أحمد المصطفى وهي أول جريدة قدمته كفنان الى الجمهور ,, استمر أحمد المصطفى يعمل مع عبد المنعم محمد حتى وافته المنية في العام 1946 م – ووفاء منه لذلك الرجل استمر في عمله في ( شركة عبد المنعم محمد المحدودة ) حتى تمت تصفيتها في منتصف عام 1975 م ومن ثم بدأ أعماله الخاصة مع أسرته واستمر في تطوير فن الغناء والموسيقى وابلى بلاء حسنا في هذا المجال حتى أعجزه المرض في العام 1986 م ,, أحمد المصطفى الفنان والانسان دخل تاريخ هذه البلاد من اوسع ابوابه فجزاه الله خيرا بما قدم لاهله ومواطنيه من جلائل الاعمال تذكر فتشكر – رحمه الله وأسكنه فسيح جناته .

رجل المال والأعمال الراحل عبد المنعم محمد

( الأب الروحي للفنان احمد المصطفى )

في ذكرى الفنان أحمد المصطفى

( شعر : عبد المجيد حاج الأمين - 20/9/2000 م )

غرست بوجداني عميق المشاعر
وأيقظت فيه مشرقات الخواطر
وعلمتني معنى جميلا وساميا
يرف بأسماعي ويذكي مجامري
وقد طار قلبي في الزمان صبابة
ولما يعد قلبي الى عش طائر
تأمل ربوع " أم در " كيف احتويتها
على نغم يسري بواقع المزاهر
ومن سافر كان الأذى في ركابه
تنوح به الليل شجو السرائر
تناجي ضفاف النيل في صمتها الدنا
وتنساب وجدا في سكون الدياجر
هو الفن يهدي للخلود حديقة
مزخرفة من وشيها بالازهار
على همسه الدفئ تسابيح عاشق
ومن وقده الحاني تباريح ساهر
رفيق الحواشي عشت للناس فكرة
شمائلها حبلى بنفح البشائر
وعبر المدى رمت الحياة صداقة
وأترعت فيها الود من فيض غامر
وأشربتها حب الرفاق علاقة
وأحيت فيها الروح من ظلم جائر
وتعزف انغام السلام حميمة
على بسمة رغم الحظوظ العواثر
تصوغ المعاني في التلاقي وتنثني
تناجي فراق البين من صد هاجر
وفي ( الكفره ) نيران وفي البعد
لوعة ( وزاه ) هنا مابين شاك وحائر
" فتاة " بلادي صحوة بعد صحوة
وكانت ( لبنت النور ) فخر الحرائر
محاسنها الدنيا وفاء وعزة
على التغم المسكوب من وحي شاعر
وكنت كتاب الفن كالماء صافيا
ورقراقه يجري بعذب الغدائر
تغيبت عنا والحياة تغيرت
ودارت علينا كالحات الدوائر
وجفت رياض الفن من كل مبدع
وراانت علينا كالحات الدوائر
هنا اليوم نحيا في زمانك برهة
تساورني الذكرى وطيفك زائري
ايا واهب الملتاع في الليل سلوة
ويا ملهم الخطرات في أنس سامر
وغنيت من بعد ( الخليل ) ( لعزة )
هي الأمل الباقي وذخر الاواصر
هي ( أمدر ) كم ضمت وأعطت وعلمت
وصانت بلادي من شرور المخاطر
في ( أمدر ) في صوت النقيب تهزني
ترانيم أحلامي وزاد المسافر
أأحمد والذكرى انتصارات مبدع
برغم التنائي والهوى فيك ناصري
نسجت لحون الوجد في الناس بهجة
سموت بها مابين باد وحاضر
تغنى لأوطان النجوم تألقا
غناء رفيعا سامقا كالمناثر
و( أهواك ) في دربي ومذ عرف الهوى
دربي , ومذ كان القصيد مسامري

( الشاعر المرحوم عبد المجيد حاج الأمين تغنى له الفنان عبد الكريم الكابلي بأنشودة – طريق الجامعة .. هبت الخرطوم في جنح الدجى ) .

( صورة الشاعر المرحوم عبد المجيد حاج الأمين تغنى له الفنان عبد الكريم الكابلي بأنشودة – طريق الجامعة .. هبت الخرطوم في جنح الدجى ) .

من هذا البوست أناشد أهلي في العيلفون بقيام منظمة مبدعي العيلفون وما أكثر الإبداع في هذه المنطقة وذلك للاحتفال وإقامة الحفلات والندوات والتظاهرات الثقافية في كل السودان لإبراز :
- إبداعات ود الرضي
- الجاغريو
- سيد خليفة
- الشيخ حياتي
- ود أبشريعة
- أحمد المطصفى
- مبارك حسن بركات
- سيد خليفة
وهذه المنظمة لها مركز في عاصمة السودان لتمثل كل إبداعات شرق النيل ( العيلفون - كترانج - البشاقرات ..إلخ ) ، وهذه المنطقة من أخصب مناطق السودان الأوسط بالإبداع والثقافة والعلم والفن .

Quote: أخي العزيز عماد أحمد... شكري من القلب، لهذه الإضاءة لحياة فنان أصيل محبوب، عشقته الروح، وهو يذكي الفؤاد، والوجدان، .. كان هرما أسمرا.. وديع اللحن، بسيط وعبقري اللحن، كأنه خرير ما، كأنه زقزقة عصفور، كأنه خلق للغناء، فلا تعب يصيب حنجرته الذهبية، وكلمة تصتعى على مخارج لحنه،... من القلب محبة لك، وله، ولأهله البسطاء، ولاشك هو وراث عظيم لمكارم أخلاق، وتراث ثر من البركة، والتصوف، والحس الانساني النبيل.. دمت..

أخي العزيز عبد الغني كرم الله

ماتضمنته مداخلتك من لغة رصينة وعبارات جزلة في حق عميد الفن

السوداني أحمد المصطفى بلاشك هو آهل لها تماما ..

يسلم يرعاك أخي عبد الغني وتقبل خالص شكري وتقديري ودمت ..

Quote: من هذا البوست أناشد أهلي في العيلفون بقيام منظمة مبدعي العيلفون وما أكثر الإبداع في هذه المنطقة وذلك للاحتفال وإقامة الحفلات والندوات والتظاهرات الثقافية في كل السودان لإبراز : - إبداعات ود الرضي - الجاغريو - سيد خليفة - الشيخ حياتي - ود أبشريعة - أحمد المطصفى - مبارك حسن بركات - سيد خليفة وهذه المنظمة لها مركز في عاصمة السودان لتمثل كل إبداعات شرق النيل ( العيلفون - كترانج - البشاقرات ..إلخ ) ، وهذه المنطقة من أخصب مناطق السودان الأوسط بالإبداع والثقافة والعلم والفن .

يسعدنا ان تكون إنطلاقة تلك المنظمة لمنطقة العيلفون من هذا البوست والتي منها

تشكلت وتبلورت حواس أحمد المصطفى الفنية ,, وأضيف للقائمة أعلاه الفنان الراحل

خلف الله حمد والإذاعي المخضرم خلف الله حمد والشاعر مرتضى الصباحي وابنه الفنان

الشاب معتز صباحي والفنانان الشابان عز الدين أحمد المصطفى وأحمد بركات .

Quote: ياعمدة من الممتع ان ينتقل هذا البوست الى الربع الثاني مبروك

تشكر عزيزي وليد عبد اللطيف على الدعم والمساندة

يديك العافية ..

أخي الحبيب عماد احمد
أرجو أن أضيف هذه المشاركة إلى هذا البوست التوثيقي الهام:-
أخي الحبيب عماد احمد
في كتاب بعنوان ( أحمد المصطفى – فنان العصر) الصادر عن مركز عبدالكريم ميرغني الثقافي – أم درمان تأليف الأستاذ الأديب والفنان الموسوعة السر احمد قدور ، ورد ما يلي تحت عنوان (مطرب العصر) :-
" في حديث إذاعي وقبل سنوات من رحيله قال الأديب الفنان الراحل علي المك بشفافيته وعفويته العميقة وهو يتحدث عن أبناء جيله " لقد عشنا عصر احمد المصطفى " ونلاحظ هنا أن علي المك كان على علاقة وصداقة وصلة وجدانية حميمة مع الفنان الراحل عبدالعزيز محمد داؤود بل كان عاشقا متيما لصوت واسلوب أدائه ولم يرتبط احد من أبناء الجيل بالفنان عبدالعزيز محمد داؤود مثل ارتباط علي المك به ، ولكنه عندما تحدث عن العصر قال عصر احمد المصطفى ولم يقل عصر عبدالعزيز محمد داؤود لأنه كان يعبر عن احساسه بصدق وأمانة لا تقبل المجاملة ولا تعرف المداهنة .
ولم أجد بداية لحديثي عن الفنان الكبير العميد النقيب احمد المصطفى افضل واجمل من قول المرحوم علي المك الذي كان انسان العصر مثلما كان احمد المصطفى مطرب العصر ، واحمد المصطفى الذي انتقلت به الأغنية السودانية من عصر إلى عصر وانتقل به الفنان السوداني من مكانة اجتماعية إلى مكانة أخرى هو فعلا فنان عصره . تأثر بالعصر وأثر فيه ولا يجد الإنسان فاصلا بين تأثره وتأثيره فهو عبقرية عصامية استطاعت أن تبلور كل أشواق الفنان والإنسان السوداني في تطور الفن الغنائي وارتباطه بصورة المجتمع والتعبير عن تطلعات الأجيال الجديدة إلى النهضة الفنية والاجتماعية.
واستطاع احمد المصطفى باحساس مرهف وقدرات فنية وعبقرية في اللحن والأداء أن يهضم كل تجارب أساتذته السابقين في فن الغناء وان يقدم هذه التجارب ويضيف إليها ، وأن يواكب العصر الذي عاش فيه وان يتقدمه بخطوات في كثير من تجاربه الفنية المتعددة .
وأنا من أبناء جيلي مثل علي المك ارهفنا آذاننا لفن الغناء وكان صوت احمد المصطفى هو الصوت الأول الذي لامس اسماعنا وكانت صورته وهو يحمل آلة العود والتي كانت تنشرها صحف نهاية الاربعينات وبداية الخمسينات هي الصورة التي ما زالت تعيش في الذاكرة.
كان يوم وصوله إلى مدينة عطبرة في احدى ليالي الشتاء من عام 1951 يوما مشهودا في المدينة التي استقبلته كما يستقبل كبار الزعماء ولم تشهد السينما والشوارع والميادين المحيطة بها زحاما كزحام ذلك اليوم ولا تزال الذاكرة تحمل من صورة تلك الليلة صورة احمد المصطفى في بداية الحفل وهو يغني رائعة الشاعر احمد ابراهيم الطاش:
يا عظيم انت في القلب مقيم وبآلامي عليم ** فنسيم الصبح ينبيك بوجودي المستديم.
وكان احمد المصطفى في تلك الفترة يتربع على عرش الطرب السوداني وهي قمة وصل إليها بكثير من الجهد والابداع الخلاّق ."
------
تحياتي ومودتي ووافر احترامي

Quote: أخي الحبيب عماد احمد أرجو أن أضيف هذه المشاركة إلى هذا البوست التوثيقي الهام:- أخي الحبيب عماد احمد في كتاب بعنوان ( أحمد المصطفى – فنان العصر) الصادر عن مركز عبدالكريم ميرغني الثقافي – أم درمان تأليف الأستاذ الأديب والفنان الموسوعة السر احمد قدور ، ورد ما يلي تحت عنوان (مطرب العصر) :- " في حديث إذاعي وقبل سنوات من رحيله قال الأديب الفنان الراحل علي المك بشفافيته وعفويته العميقة وهو يتحدث عن أبناء جيله " لقد عشنا عصر احمد المصطفى " ونلاحظ هنا أن علي المك كان على علاقة وصداقة وصلة وجدانية حميمة مع الفنان الراحل عبدالعزيز محمد داؤود بل كان عاشقا متيما لصوت واسلوب أدائه ولم يرتبط احد من أبناء الجيل بالفنان عبدالعزيز محمد داؤود مثل ارتباط علي المك به ، ولكنه عندما تحدث عن العصر قال عصر احمد المصطفى ولم يقل عصر عبدالعزيز محمد داؤود لأنه كان يعبر عن احساسه بصدق وأمانة لا تقبل المجاملة ولا تعرف المداهنة . ولم أجد بداية لحديثي عن الفنان الكبير العميد النقيب احمد المصطفى افضل واجمل من قول المرحوم علي المك الذي كان انسان العصر مثلما كان احمد المصطفى مطرب العصر ، واحمد المصطفى الذي انتقلت به الأغنية السودانية من عصر إلى عصر وانتقل به الفنان السوداني من مكانة اجتماعية إلى مكانة أخرى هو فعلا فنان عصره . تأثر بالعصر وأثر فيه ولا يجد الإنسان فاصلا بين تأثره وتأثيره فهو عبقرية عصامية استطاعت أن تبلور كل أشواق الفنان والإنسان السوداني في تطور الفن الغنائي وارتباطه بصورة المجتمع والتعبير عن تطلعات الأجيال الجديدة إلى النهضة الفنية والاجتماعية. واستطاع احمد المصطفى باحساس مرهف وقدرات فنية وعبقرية في اللحن والأداء أن يهضم كل تجارب أساتذته السابقين في فن الغناء وان يقدم هذه التجارب ويضيف إليها ، وأن يواكب العصر الذي عاش فيه وان يتقدمه بخطوات في كثير من تجاربه الفنية المتعددة . وأنا من أبناء جيلي مثل علي المك ارهفنا آذاننا لفن الغناء وكان صوت احمد المصطفى هو الصوت الأول الذي لامس اسماعنا وكانت صورته وهو يحمل آلة العود والتي كانت تنشرها صحف نهاية الاربعينات وبداية الخمسينات هي الصورة التي ما زالت تعيش في الذاكرة. كان يوم وصوله إلى مدينة عطبرة في احدى ليالي الشتاء من عام 1951 يوما مشهودا في المدينة التي استقبلته كما يستقبل كبار الزعماء ولم تشهد السينما والشوارع والميادين المحيطة بها زحاما كزحام ذلك اليوم ولا تزال الذاكرة تحمل من صورة تلك الليلة صورة احمد المصطفى في بداية الحفل وهو يغني رائعة الشاعر احمد ابراهيم الطاش: يا عظيم انت في القلب مقيم وبآلامي عليم ** فنسيم الصبح ينبيك بوجودي المستديم. وكان احمد المصطفى في تلك الفترة يتربع على عرش الطرب السوداني وهي قمة وصل إليها بكثير من الجهد والابداع الخلاّق ." ------ تحياتي ومودتي ووافر احترامي

الأخ الحبيب جعفر اسماعيل

تحية واحترام

لك الشكر أجزله للإضافة الثرة والتي تعرفنا من خلالها على تفاصيل

اطلاق لقب فنان العصر على الفنان أحمد المصطفى من البروف الراحل

علي المك ,, لاعدمناك .

اطنان من التحايا والود .

احمد المصطفى مع أبنائه وداد وعز الدين ..

مع الفنانة صباح ..

حاولت أنساك – كلمات الجاغريو

حاولت أنساك
وقلبي زاد في جروحو
ورّيني كيف
الحي بودّع روحو
******
وريني كيف أنساك
أنا حرت في أمري
سجّلت ليك حبّي
ووهبت ليك عمري
أقضي الليالي أنوح
أسامر الأنجم
واسجع مع القمري
******
شغلت أفكاري
يا حالي أحلمني
في مسرحك يا ليل
مثّلت أفلامي
جود يا سمير الروح
بي نظرة لا تظلمني
خفّف لآلامي
******
يا ساحر النظرات
عطفك على الولهان
حطّمت آمالي
دون ذنب يا دا الآن
أنا برضي ألهى بيك
والحب يزيد تشويق
وفراقي ليك كيف هان
******
ما بتدري بي عذري
أنا عمري ليك باذل
ما بخشى فيكا رقيب
ما بهمّني العازل
أقسم بوجناتك
أنا ما ببادل بيك
مهما تكون هازل

صادفني الحبيب – كلمات الجاغريو

صادفني الحبيب
بي حشمة سالمني
تركتني أميل ثملان
وليهو قلبي سلّمتو
******
بي سهامو ألّمني
وأبا ما يكلّمني
وفي هواهو ظالمني
وأنا برضي ما لمتو
لأني .. لأني سالمتو
******
في ردودو في قلبي
وطهرو المنزّهني
واجهتو واجهني
وبي عواطفي كلّمتو
لأني .. لأني سالمتو
******
بي ضميرو كاشفني
وهدم أملي نشفني
ساب عمري كاد يفني
وأنا مغمى ما علمتو
لأني .. لأني سالمتو
******
أنا ريدو بادلني
وهو العطفة بادلني
لكنّو بهدلني
قال لي حظك وقسمتو
لأني .. لأني سالمتو

الأخ عماد..
سرَّني للغاية هذا الموضوع.. وأحييك على هذا الاختيار الرائع..
وإشارة لما ذكره الأخ الكريم جعفر اسماعيل أعلاه بخصوص كتاب الأستاذ السر أحمد قدور
(أحمد المصطفى: فنان العصر) الصادر عن مركز عبدالكريم ميرغني الثقافي بأمدرمان..
فقد كنت من المحظوظين، إذ اقتنيت نسخة من الكتاب قبل أكثر من عشر سنوات..
شاهدت هذا البوست صباحاً.. ورجعت البيت وبحثت عن الكتاب حتى وجدته..
ويسرني أن أنقل لكم مقتطفات منه.. وهو مليء بالصور والكتابات والأشعار الجميلة..

غلاف الكتاب

الصفحة الأخيرة من الغلاف

الكتاب أيضاً يحتوي على صور جميلة ونادرة وقديمة جداً للأستاذ أحمد المصطفى..
سأحاول نشرها لاحقاً بإذن الله..

أحمد المصطفى يستحق أن تفرد له الصفحات وتنشأ له المنابر..
فنان محترم ومبدع ومحافظ..
ساهم بجهد كبير في دعم التعليم بقريته الدبيبة..
كنت أشاهده في التسعينات وهو داخل على عمارة الضرائب بوسط الخرطوم..
يزور قريبه الحبر مضوي بركات في الدور الأرضي لعمارة الضرائب..

up

Quote: الأخ عماد.. سرَّني للغاية هذا الموضوع.. وأحييك على هذا الاختيار الرائع.. وإشارة لما ذكره الأخ الكريم جعفر اسماعيل أعلاه بخصوص كتاب الأستاذ السر أحمد قدور (أحمد المصطفى: فنان العصر) الصادر عن مركز عبدالكريم ميرغني الثقافي بأمدرمان.. فقد كنت من المحظوظين، إذ اقتنيت نسخة من الكتاب قبل أكثر من عشر سنوات.. شاهدت هذا البوست صباحاً.. ورجعت البيت وبحثت عن الكتاب حتى وجدته.. ويسرني أن أنقل لكم مقتطفات منه.. وهو مليء بالصور والكتابات والأشعار الجميلة..

الأخ أيمن دياب

تحية واحترام

مشكور ياعزيزي لهذا الحضور البهيي

يسعدني وجودك هنا ومرحب بكل مالديك من

مشاركات والتي حتما ستزيد من توهج وألق البوست ..

Quote: أحمد المصطفى يستحق أن تفرد له الصفحات وتنشأ له المنابر.. فنان محترم ومبدع ومحافظ.. ساهم بجهد كبير في دعم التعليم بقريته الدبيبة..

يديك العافية أخ أيمن كل ماذكرته

هو عين الحقيقة ..

أرجو ـ يا أخي عماد ـ أن لا تنسي طلب نقل البوست إلى الربع القادم..
خصوصاً أن الأرشفة لم يتبق لها إلا أسبوعين أو أقل..

تم عمل اللازم في البوست الخاص بالأرشفة

مشكور كتير أخ أيمن دياب ..

أحمد المصطفى

ليس من السهل الحديث عن المطرب الراحل " أحمد المصطفى " فقد قفز بفن الغناء والطرب في السودان إلى مصاف القبول الاجتماعي بعد أن كان أهله يوصمون بقلة الشأن : " الصُيّاع " . وما كان فن الغناء إلا فئة من المجتمع تقف في أدنى المراتب الاجتماعية ، لتُحيي حفلات الأفراح .

كان الفنان الراحل غيوراً على زي المطرب ، وكان دقيقاً في التزامه بالمواعيد . نقل فن الغناء وصعد بها لمصاف لم تكن تحلم بها في مجتمع منغلق ، ومنطو على قيم مجتمع محافظ أغلظ في رؤيته الاجتماعية والفنية . قام أحمد المصطفى بدور بارز في إعطاء فن الغناء مكانة .

ومن الشعراء الذين تعاونوا معه :
صلاح أحمد محمد صالح ، أحمد إبراهيم فلاح ، محمود أبو بكر ، أحمد محمد الشيخ الجاغريو ، حسن عوض أبو العلا ، خالد عبد الرحمن أبو الروس ، عبد المنعم عبد الحي ، مهدي الأمين ، مبارك عبد الوهاب ، طه حمتو ، محمد عوض الكريم القرشي ....

وسنعود .
الشكر الجزيل لصاحب الملف الأكرم : عماد أحمد وأضيافه الكرام .

ياسلام ياعمده ياخ عمل جميل كعادتنا بك
تحياتى ليك وانشالله طيب.
رجاء ان يتواصل هذا الابداع ويشمل البقية من المبدعين
حب خاص واشواق عميقة لناس حى الدناقلة وربنا يرد غيبة الحبان

Quote: أحمد المصطفى ليس من السهل الحديث عن المطرب الراحل " أحمد المصطفى " فقد قفز بفن الغناء والطرب في السودان إلى مصاف القبول الاجتماعي بعد أن كان أهله يوصمون بقلة الشأن : " الصُيّاع " . وما كان فن الغناء إلا فئة من المجتمع تقف في أدنى المراتب الاجتماعية ، لتُحيي حفلات الأفراح . كان الفنان الراحل غيوراً على زي المطرب ، وكان دقيقاً في التزامه بالمواعيد . نقل فن الغناء وصعد بها لمصاف لم تكن تحلم بها في مجتمع منغلق ، ومنطو على قيم مجتمع محافظ أغلظ في رؤيته الاجتماعية والفنية . قام أحمد المصطفى بدور بارز في إعطاء فن الغناء مكانة . ومن الشعراء الذين تعاونوا معه : صلاح أحمد محمد صالح ، أحمد إبراهيم فلاح ، محمود أبو بكر ، أحمد محمد الشيخ الجاغريو ، حسن عوض أبو العلا ، خالد عبد الرحمن أبو الروس ، عبد المنعم عبد الحي ، مهدي الأمين ، مبارك عبد الوهاب ، طه حمتو ، محمد عوض الكريم القرشي .... وسنعود . الشكر الجزيل لصاحب الملف الأكرم : عماد أحمد وأضيافه الكرام .

لك الشكر والتقدير أستاذ عبد الله الشقليني

لمشاركتك القيمة وننتظر عودتك المرتقبة

والتي ستشكل بكل تاكيد إضافة كبرى لهذا

السفر الإسفيري.

أحمد المصطفى وعبد العزيز المبارك في لندن

اوائل الثمانينات ..

Quote: ليس من السهل الحديث عن المطرب الراحل " أحمد المصطفى

حقا ليس من السهل الحديث عن الراحل احمد المصطفي..مهما يكتب المرء لن يوفيه ما يستحق من تقييم وإشادة بفنه الرفيع وإنسانيته السامية.

Quote: ياسلام ياعمده ياخ عمل جميل كعادتنا بك تحياتى ليك وانشالله طيب. رجاء ان يتواصل هذا الابداع ويشمل البقية من المبدعين حب خاص واشواق عميقة لناس حى الدناقلة وربنا يرد غيبة الحبان

الأخ العزيز والصديق مدثر قرجاج

سلام وتحايا وأشواق

مرحب بيك في رحاب عميد الفن السوداني أحمد المصطفى

مشكور على الإشادة ياعزيزي وبالنسبة لرجاءك سمعا وطاعة

أشواقك العميقة ستصل لناس حي الدناقلة وربنا يرد غيبة

الحبان قريبا بإذن الله ..

كل الود والتقدير

Quote: حقا ليس من السهل الحديث عن الراحل احمد المصطفي..مهما يكتب المرء لن يوفيه ما يستحق من تقييم وإشادة بفنه الرفيع وإنسانيته السامية.

الأخ الحبيب جعفر

سلامات

صدقت في كل ماذكرت ومانقدمه في هذا البوست ماهو إلا قطرة من بحر سيرته العطرة .

لك وافر الشكر والتقدير لتشريفك البوست عدة مرات ..

حكايتي مع المغنى والأستاذ احمد المصطفى

في حي السيد مكي بأمدرمان تفتحت مشاعرنا وأحاسيسنا وحلقت أرواحنا في سماوات الإبداع الفني والأدبي والإجتماعي حيث كان الكروان كرومة والأديب الشاعر دكتور كامل الباقر والشاعر إسماعيل عبد الرحيم الذي كتب أغنية فؤادي لحمد المصطفى وصاحب الإنشاد الشعري الفريد الأستاذ احمد عمر الشيخ والشاعر الخالد حسن عوض أبو العلا وكانت أماسينا معطرة باريج المتصوفه الفواح وبالإنشاد والذكر ترتقي الأرواح أعلى درجات السمو . . جاء أحمد المصطفى وكان التلاقي مع الشاعر حسن عوض أبو العلا كان أحمد المصطفى فنانا مغنيا كاملا في صفته لان معلمه ألأستاذ محمد عبد الوهاب حاذق ذو طبع تام صحيح الأداء وصفات المغني التي عرفها الحسن بن احمد بن علي الكاتب المتوفي 625 هـ تصف الأستاذ أحمد المصطفى وتقول :
( الكامل في هذه الصناعة من طرب فأطرب وغنى فادى وحكى وروى وكان كله بصر بما أتى ) إن فنانا الخالد هو الموصوف بهذا الخلال , الطبع والاقتدار والشجا والمعرفة . . شدنا المبدع أحمد المصطفى إليه من خلال هذه المزايا . . كان الأستاذ أحمد المصطفى يغني فيصيب ويملأ الألحان بانفاسه فيستوفي السقم ويحس مقاطعه الطويلة والقصيرة في دراية ومعرفة .
أحببته منذ نعومة دواخلي وصدق احساسي الطفولي سرى في وجداننا و سحرنا , أسرنا وجرى فنه فينا مجرى الدم . . لازلت إلى اليوم أذكر أول نغما من صوته وانا طفل اتسلق أعمدة شباك منزل المرحوم حسن عوض أبو العلا الكائن بالقرب من منزلنا بحي السيد مكي وكان يردد ( أنسى الفؤاد ياقاسي واذ هواي ياناسي حياني حب ومآسي قاسيت كتير وبعاني ) كانت هذه هي الشرارة الأولى في دوران حركة الإبداع بيني وبين الأستاذ أحمد فكان أن تنسمته شربته حفظته فنا حقيقيا يملأ الجوانح ويسكن الوجدان . . علمنا الأستاذ فنون أدب الغناء , علمنا سلوكيات الفنان , علمنا كيف نغني ونختار الغناء علمنا وعلمنا وعلمنا . . وعلمني انا علمني . . لك الرحمة والمغفرة أستاذي ومعلمي الرائع .

تلميذك / محمد ميرغني

الفنان محمد ميرغني يشدو في حضرة عميد الفن الراحل المقيم أحمد المصطفى بمنزله ويظهر في الصورة

العازف الراحل علي ميرغني وهو يشارك بالعزف . . وتضم الصورة ايضا العازف عبد الله عربي والراحل

محجوب عبد الحفيظ . .

من اليمين :

الراحل علي ميرغني

الراحل أحمد المصطفى

محمد ميرغني ( شفاءه الله وعافاه )

يا السادة ألميني - كلمات الجاغريو

يا السادة ألميني
بالريدة كلّميني
******
يا حبيبة بي كل صراح
من نظرتك أنا عقلي راح
فيك بعشق الانشراح
وشفا قلبي بعد الجراح
******
بسمت زهور الرمال
مزجت نسيم الشمال
أتنّى بي ثمارو مال
يا جميل يا رمز الجمال
******
يا سميري شوف صقلتا
مع فدعتا ونقلتا
في الوقفة شوف وقلتا
وأحذر سهام مقلتا
******
شادن ربيب البطر
في فؤادي ريدو انفطر
أغراهو صوت الوتر
يا لطيف بقيت في خطر
******
يا نسيم من شذاهوجيب
ريد الحبيب العجيب
خليك يا نسيم نجيب
وقبل الحبيب إنحجب

البروفسير الموسيقار الماحي إسماعيل واحمد مع فرقة موسيقية المانية

المانيا 1957 م ..

الاخ والاستاذ القدير العمده
تحياتي ومودتي تقديري
من مدة وانا انتبه لقلم الاستاذ عماد الوسيم ومعجب بكتاباته الهامة خاصة التي تعني
بمسيرة الغناء في السودان وهو ملف عظيم الكراديس.
دخل الاستاذ عماد حديقة الاغنية السودانية الوارفه ليتخير لنا اطايبها ودررها المكنية
وانا ياعمده اشكرك مرتين:
الاولي لانك مهموم بهذا الملف
الثانية لجهدك ومثابرتك من اجل التدقيق والسعي للاحاطة بكل تجربة بالمعلومة ومزينة بالصور النادرة
اغنية هيام
غناها استاذنا احمد المصطفي من محطة هنا ام درمان العام1942 والقاهرة سنة 1945
والي نص الاغنية

عيوني هم السبب في اذايا وهم العيوني
عشقت ازاهر عيوني
وبقيت تساهر عيوني
تشاهد غرائب تتفقد حبايب سحروها وجفوني
عشقوا التغزل عيوني
وبقوا في تذلذل عيوني
محنوني بالذل عيوني
نظرن مناظر جميلة وسكين مدامع هميلة وساهروا اتعبوني
مسحور بعيون عيوني
خلتني مهيون عيوني
معشوقه مصيون عيوني
محجب في خدوره كل الناس تدوره لاعب بي دره جميل فتان حنوني
دمعها ديمة نازل عيوني
وقاهرة العواذل عيوني
علشان تغازل عيوني
تغازل شويدن آه بالجفا ابا الجفا والصدود متع في الخدود بمناظر ادهشوني
عيوني عيون الغزال علموها البكاء الدموع تسيل والمعاني اسبكا
وانت ياغزال ما اقسي قلبك جفاك وصدك امرضوني

Quote: الاخ والاستاذ القدير العمده تحياتي ومودتي تقديري من مدة وانا انتبه لقلم الاستاذ عماد الوسيم ومعجب بكتاباته الهامة خاصة التي تعني بمسيرة الغناء في السودان وهو ملف عظيم الكراديس. دخل الاستاذ عماد حديقة الاغنية السودانية الوارفه ليتخير لنا اطايبها ودررها المكنية وانا ياعمده اشكرك مرتين: الاولي لانك مهموم بهذا الملف الثانية لجهدك ومثابرتك من اجل التدقيق والسعي للاحاطة بكل تجربة بالمعلومة ومزينة بالصور النادرة اغنية هيام غناها استاذنا احمد المصطفي من محطة هنا ام درمان العام1942 والقاهرة سنة 1945 والي نص الاغنية عيوني هم السبب في اذايا وهم العيوني عشقت ازاهر عيوني وبقيت تساهر عيوني تشاهد غرائب تتفقد حبايب سحروها وجفوني عشقوا التغزل عيوني وبقوا في تذلذل عيوني محنوني بالذل عيوني نظرن مناظر جميلة وسكين مدامع هميلة وساهروا اتعبوني مسحور بعيون عيوني خلتني مهيون عيوني معشوقه مصيون عيوني محجب في خدوره كل الناس تدوره لاعب بي دره جميل فتان حنوني دمعها ديمة نازل عيوني وقاهرة العواذل عيوني علشان تغازل عيوني تغازل شويدن آه بالجفا ابا الجفا والصدود متع في الخدود بمناظر ادهشوني عيوني عيون الغزال علموها البكاء الدموع تسيل والمعاني اسبكا وانت ياغزال ما اقسي قلبك جفاك وصدك امرضوني

الأخ العزيز مطر

تحية واحترام

يديك العافية أخي مطر ويسعدني كثيرا اطلالتك هنا

لاشكر على واجب فهذا أقل مانقدمه لرموزنا الفنية

وفاء وتقديرا لهم .

جزيل شكري وتقديري للمساهمة والمعلومة القيمة لأغنية

هيام وهي اول أغنيات الراحل أحمد المصطفى .

كل الود

من اليمين : احمد المصطفى , سيد خليفة , البلابل .

الشاعر الزين عباس عمارة تغنى أحمد المصطفى من كلماته

بأغنية في الخيال مرة ..

كانت إحدى المعجبات بفن الراحل أحمد المصطفى تحتفظ بكل أغانيه مكتوبة بخط جميل فى دفتر اسود اللون وكانت تضع صورة لأحمد أو لشاعر الاغنيه المعنيه أو الاثنين معاً ...وحدث أن أُصيبت الفتاه بعله إضُطرت معها للدخول للمستشفى وكان الدفتر الاسود بحوزتها وعندما يُلغ الراحل المقيم بأمرها ذهب لزيارتها بالمستشفى والسؤال عن حالها وقد عُرف بهذا الخُلق النبيل فسألها عن السبب فى جمع كل أغانيه حتى التى نساها ولم يرددها منذ زمن طويل فذكرت له أن هذا الدفتر هو أغلى ما تمتلك فى الحياة وأنها قررت أن يكون معها إن فارقت الحياة ...طلب منها أن تعطيه الدفتر ليكون معيناً له على إستذكار ما نسى من أغانيه فوافقت وأخذه منها وإحتفظ به وكان متأثراً جداً وهو يسرد هذه القصة...وكان من ضمن أغانيه أحد روائع الشاعر حسن عوض أبوالعلا :

طال غيابك طال ياالليكى قلبى مال
باحبك زى عيونى باحــبك باحــبك

يا عماد ابحث معى عن بوست كتبته قبل 3 اعوام فى إحدى إجازاتى بعنوان (مالم تسمعونه من إبداعات الراحل أحمد المصطفى) على هذا المنبر أرجو أن تحاول إيجاده وستسمع أغانى نادرة وقصصها للأسف لا أعلم أين وكيف يُمكن أن أجده وهذه واحده من أغانيه ... هالكنى صدك

يا سلام يا عماد على البوست الجميل

رحم الله العميد

في أحد فقرات كتاب السر قدور
أورد أن صلاح سالم زار العيلفون
وتأثر عندما وجد مواطني العيلفون يرفعون لافتات كتب عليها نريد التعليم لأبنائنا ولو تحت ظل الشجر

فقال لو وجدت مدرسة لفتحتها غداً

فما كان من العميد إلا أن قام وقال المدرسة موجودة وهذا مفتاحها وكان مفتاح منزله
وسبحان الله أنه في اليوم التالي وصلت البعثة التعليمية المصرية

رحمك الله يا مجيد

وشكراً ليك تاني

ما أحلى ساعات اللقاء

وفي الشاطئ قرب الملتقى

أنا والحبييييب عند الغروب

يا حبيبي فارقنا الشقا

وحياتنا صارت مشرقة

سامرني... سامرني

سامرني يا ظبي النقا

وفيك قامة دايماً بعشقا

وفيك بسمة ساحرة وشيقة

والرقة منك دافقة

أنا وإنت آآآآآآآآآآآآآآه أنا وإنت آآآه

أنا وإنت حافنا التقى

يالباسم اللدن الطاوووووس

حبيبي يالناعوس


قف يا وديع في الملتقى

شوف الطبيعة ورونقا

نيلينا كييف متعانقة

شوف النخيل الباسقة

والنيل يفيض للروض سقا

وزهور إيابنا منسقة

أنا والحبيب نمشي الجنوووووووووب

أوردت يا أخي الحبيب كلمات أغنية أهواك

ودا باقيها

أهواك.. أهواك وأتغنى وأعيد ذكراااك

أهواك.. أهواك يا حليل أيامي معاك

أهواك.. أهواك يا حبيبي محااااال أنسااااك


يا حبيبي ويين ويين إنت

أدميت قلبي

طولت ما اتكلمت

هل نسيت حبي


سيب الدلال وارحم أنا مشتاق ليك


بفديك حبيب الروح وبضحي ليك
بكل نفيس عندي وبغني لييك

أنا قلبي يالولهان سلمتو لييك

بالله يا حبيب هون عليك كتبا السر دوليب

والله أنامن زمان بفتش على المعلومة دي

أذكر أني كنت يوماً في حضرة عمنا عثمان بركات أخو الراحل العميد وعديله

ووالد الفنان الشاب أحمد بركات والذي يحيي فينا كل ما سمعنا شدوه ذكرى الراحل المقيم

وكان يدندن بالعود وبكلمات أغنية يا حبيب هون هون عليك
فقمت بترديد بعض مقاطعها معه

فتوقف عن الغناء مندهشاً وقال لي

بالله إنت تبع المعلم الكبير أنا فاكرك صاحب أحمد ولدي ساي

فرددت عليه ضاحكاً

أنا أحمد ولدك لو ما كان بغني لعمو ما كنت صاحبتو زاتو

وهاااك كلمات الأغنية من الذاكرة الخربة

وأنا بعتبرا من أجمل ما كتب في الشعر السوداني والعربي ذاتو
في ثقافة قبول الإعتذار


يا حبيب هون.. هون عليييك

والله.. سامحتك سماح

إنت.. فاكر قلبي يقدر يلومك مهما كان

حتى.. لو تظلمني.. أظلمني

برضي... أضمر ليييك حناااان


مهما... إتجنيت علي وقلت لي أقسى الكلام

لو حرمت العين تراك

وجبت لي سهد المنام

أخلق الأعذار وأقول ما ببادر بالملام

قلبك العامر محبة مستحيل يقصد خصام


يا جمالك يا حبيبي

لم جييت ترجو السماح

خدك الباهي يضوي

نورو يشرق كالصباح

والكلمة تتعثر في فمك

والأسى في عينيك لاااح

قلت ليييك يا روحي عفواً
قلت ليييك يا روحي عفواً

كل ما تفعل مباح
كل ما تفعل مبااااح

كل ما تفعل مباااااح



خصلة من شعرك تدلت

لعيونك في دلال

والعيون الحلوة ترنو

فيها إحتار السؤال

خدك الناير تورد
خدك الناير تورد
بالخجل والإنفعال


لو إفتكرت زعلت منك

يا حبيبي دا المحال


إنت.. إنت إنسان عيوني

أغلى.. أغلى آآآآآه من عمري كلو

دايماً.. أغفر ليييك وأسامحك

والعذاب.. لو كان في حبك

يحلو لي وما بملو

حتى.. ظلمك

لي حبابو

إنت لو شرعك بحلو

يا عظيم .. يا عظيم
أنت في القلب مقيم
وبآلامي عليم
فنسيم الصبح ينبيك
بوجدي المستديم
وغرامي
يا عظيم

******

أنت ما أنت سوى
مكسب الروح الجوى
لست تدري ما الهوى
تائهاً فوق الأديم
أنت سامي
يا عظيم

******

أنت يا معنى الشعور
أنت نار .. أنت نور
أنت أخجلت البدور
أنت ذو ذوق سليم
يا غرامي
يا عظيم

******

أنت مخلوق غريب
منك دائي يا طبيب
هل لشكواي تجيب
تنقذ القلب الكليم
فهو دامي
يا عظيم

******

أنت ذو طرف كحيل
أنت ذو خصر نحيل
هل لقائي مستحيل
كن شفيقاً .. كن حليم
باهتمامي
يا عظيم

******

أنت لي وحدي أنا
منك قاسيت الضنا
أنت أملي والمنى
لك حبّـي المستديم
وغرامي
يا عظيم

******

حكمتي لو كلّـمتني
أو بسهم العين رمتني
راضي لو كان آلمتني
يصمت الواشي اللئيم
من ملامي
يا عظيم

يا فتاة الوطن يا خير البلاد
أنيري الوطن بنور الرشاد

******

وانشري العدل وسيري للأمام
إنّما العدل بشيرٌ للسلام

واظهري الحق نصير لمن
وارعي شعباً يباهي الأمم

******

أنت بنت النور يا رمز الحيا
أنت للأخلاق والعلم سلاح
وانشري نور الهدى حتى ترا
بعد هذا الليل إشراق الصباح
ساهمي بالعلم في نشر الهدى
علمي أختك ما معنى الحياء
إنها بالجهل أمست في عمى

*******

انزعي عنك خرافات البشر
بعقول الناس حتى جمدوا
واحملي المشعل وامشي للعلا
وأغيثي من ظلام القبر قوم ألحدوا

*******

رتبي الميت بترتيب جميل
واجعلي منه لنا ظلاً ظليل
أنت إن شئت تداني المستحيل
وسما العيش وعادانا الخمول

*******

أنت من طفلة تسري أمة
هي تدعو فتى المستقبل
فيه آمال وعونٌ للبلاد
حققي بالله كل الأمل

*******

أنت نور ومنار للطريق
أنت في الدنيا لنا نعم الرفيق
استكان الناس للنوم العميق
فابعثي شعب انزوى سوف يفيق

*******

أيها الداعي لقد جئنا إليك
هذه أرواحنا وقف عليك
نحن آمنّا بما قلت لنا
سوف نبذل جهدنا قربى لديك

جفيت ما بنتا
وأبيت ما لنتا
همّي ومنايا
وما ليّ غاية
غير شوفتك انتا

******

نسيت هوايا
وحبي ووفايا
يرضيك أسايا
ودمعي وبكايا
يا قاسي إنتا

******

بغير عليكا
وبالروح أفديكا
هنايا بيكا
وغنايا ليكا
بس ليكا إنتا

******

بألمنا ميلي
ويا دمعة سيلي
طال بيّ ليلي
واحتار دليلي
من طبعك انتا

******

ما ليّ سواكا
ولمتين أراكا
أسعد معاكا
واسمع غناكا
تطربني إنتا

******

أهواك يا روحي
وبرجاك ياروحي
تآنس روحي
وتزيل جروحي
وتشفيني إنتا

إنشاء الله ما أكون بكرر في كلمات نزلت قبل كدا

يا هواي انا انا
يا ضناي الليلة

******

الحبّو مالينا
وفي اجسامنا بالينا
يا قمرة دلّينا
ويا عواطفو سلّينا

ياهواي انا انا
يا ضناي الليلة

******

عيوني سيبي البكا
انا قلبي داب واشتكى
زهر الربيع بسم
في رمالو مال وانتكى

ياهواي انا انا
يا ضناي الليلة

******

النغمات حنانا
حورية في جنانا
سهاما تفنانا
الدرّ أسنانا
وستمية فنّانة

ياهواي انا انا
يا ضناي الليلة

******

الظبية الشريدة
زجاج الروم وريدا
يا صديق بريدا
الختمت كل ريدة

ياهواي انا انا
يا ضناي الليلة

******

أنا روحي مي سليمة
يا ملكتي في ليما
يا الفطرة تعليما
رابع المحال ليما

ياهواي انا انا
يا ضناي الليلة

******

فوق النار قعودي
وين اوجد سعودي
ستمية وعودي
معاك فشلت وعودي

ياهواي انا انا
يا ضناي الليلة


يا ضناي الليلة

******

الحبّو مالينا
وفي اجسامنا بالينا
يا قمرة دلّينا
ويا عواطفو سلّينا

ياهواي انا انا
يا ضناي الليلة

******

عيوني سيبي البكا
انا قلبي داب واشتكى
زهر الربيع بسم
في رمالو مال وانتكى

ياهواي انا انا
يا ضناي الليلة

******

النغمات حنانا
حورية في جنانا
سهاما تفنانا
الدرّ أسنانا
وستمية فنّانة

ياهواي انا انا
يا ضناي الليلة

******

الظبية الشريدة
زجاج الروم وريدا
يا صديق بريدا
الختمت كل ريدة

ياهواي انا انا
يا ضناي الليلة

******

أنا روحي مي سليمة
يا ملكتي في ليما
يا الفطرة تعليما
رابع المحال ليما

ياهواي انا انا
يا ضناي الليلة

******

فوق النار قعودي
وين اوجد سعودي
ستمية وعودي
معاك فشلت وعودي

ياهواي انا انا
يا ضناي الليلة

Quote: كانت إحدى المعجبات بفن الراحل أحمد المصطفى تحتفظ بكل أغانيه مكتوبة بخط جميل فى دفتر اسود اللون وكانت تضع صورة لأحمد أو لشاعر الاغنيه المعنيه أو الاثنين معاً ...وحدث أن أُصيبت الفتاه بعله إضُطرت معها للدخول للمستشفى وكان الدفتر الاسود بحوزتها وعندما يُلغ الراحل المقيم بأمرها ذهب لزيارتها بالمستشفى والسؤال عن حالها وقد عُرف بهذا الخُلق النبيل فسألها عن السبب فى جمع كل أغانيه حتى التى نساها ولم يرددها منذ زمن طويل فذكرت له أن هذا الدفتر هو أغلى ما تمتلك فى الحياة وأنها قررت أن يكون معها إن فارقت الحياة ...طلب منها أن تعطيه الدفتر ليكون معيناً له على إستذكار ما نسى من أغانيه فوافقت وأخذه منها وإحتفظ به وكان متأثراً جداً وهو يسرد هذه القصة...وكان من ضمن أغانيه أحد روائع الشاعر حسن عوض أبوالعلا : طال غيابك طال ياالليكى قلبى مال باحبك زى عيونى باحــبك باحــبك

Quote: يا عماد ابحث معى عن بوست كتبته قبل 3 اعوام فى إحدى إجازاتى بعنوان (مالم تسمعونه من إبداعات الراحل أحمد المصطفى) على هذا المنبر أرجو أن تحاول إيجاده وستسمع أغانى نادرة وقصصها للأسف لا أعلم أين وكيف يُمكن أن أجده وهذه واحده من أغانيه ... هالكنى صدك

حقيقة الواحد عاجز عن الشكر أخ سوركتي لمساهماتك الدسمة والتي جعلت للبوست رونق وطعم خاص .

البوست المذكور اعلاه اطلعت عليه سابقا عند كتابته واستمعت به شديد لما يحتويه من اغنيات

نادرة وساقوم بالبحث عنه معك إن شاء الله .

بيض الله وجهك ..