أعرف تأريخك أيها الســودانى: عبد الرحمن على طـه

أعرف تأريخك أيها الســودانى: عبد الرحمن على طـه


09-20-2010, 10:11 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=310&msg=1285863525&rn=0


Post: #1
Title: أعرف تأريخك أيها الســودانى: عبد الرحمن على طـه
Author: Abureesh
Date: 09-20-2010, 10:11 PM

هـذا المقال منقول عن ســودان فو اول، ولكن العنوان هناك مختلف.

بقلم النـور محمـد حمـد
مقال جيد عن تبصيـر النشئ بالاباء المؤسسين الحقيقيين، وليس من قفز فى العربة
من الطريق واستولى عليها.

Quote: عبد الرحمن علي طه: كيف أقصي الملتوون المستقيمين؟! (1)



ربما تعَّين علينا، ونحن نعبر هذا المخاض الطويل، المؤلم، للميلاد المتعسر لأمتنا، أن نتأمل سير جيل الرواد من الآباء المؤسسين، الذين أداروا الحراك السياسي لنيل الاستقلال، وعملوا على توطيد أركان الدولة السودانية المستقلة. فاستنطاق سير جيل الرواد، ربما مثَّل واحداً من الأمور المعينة على فهم ما اعتور حركتنا الوطنية من تدافعاتٍ كثيرةٍ غير منتجة، كان لها الكثير من الآثار السالبة على مسارات السياسة، والثقافة، والتنمية، في بلادنا. ظلَّت أسماء الكثيرين من أفراد ذلك الجيل، الذي أسهم في جهود نيل الاستقلال، وتوجيه دفة الدولة السودانية الوليدة، تترد على أسماعنا، كلما أظلتنا ذكرى الاستقلال، أو ثار الجدال حول تاريخ التجاذبات المتعددة لحركتنا الوطنية. غير أننا نجد اسماً كاسم عبد الرحمن علي طه، (1901م ـ 1969م)، قليل التردد على مسامعنا، رغم دور الوطني المتميز، كاستقلاليٍ صلب، وقف بقوة وإباءٍ وشممٍٍ أمام محاولات المصريين لإجهاض مشروع الدولة السودانية المستقلة، تارةً بالإغراءات، وتارةً بالتهديدات. الشاهد، أن الأدبيات المكتوبة التي تعرضت لسيرة عبد الرحمن علي طه، ليست بالكثرة التي ينبغي أن تكون به عليها. فلو كانت الأمور في السودان أموراً طبيعية، ولو كانت نظرتنا إلى تاريخينا، وإلى سير كبارنا، نظرة مؤسسية، وتقييمنا لأهل السير تقييماً عادلاً، لكانت سيرة عبد الرحمن علي طه على كل لسان لدى الأجيال اللاحقة. ولولا أن الأقلام ظلت في أكثر أحوالها عند غير أهلها، ولولا التحامل، والحسد، وغلبة النظر لشؤون السودان بعينٍ أجنبية، لكُتبت عن عبد الرحمن علي طه الكتب، والمقالات، ولحملت الشوارع والمدارس، اسمه في أكثر من مدينة سودانية. ألم يكن، على الأقل، أول وزيرٍ سودانيٍ للمعارف، أو "التربية والتعليم" كما سميت لاحقا؟!

أكبر سِفْرٍ رصد سيرة الأستاذ عبد الرحمن علي طه، كان الكتاب الذي أصدرته ابنته، الدكتورة فدوى عبد الرحمن علي طه، أستاذة التاريخ بجامعة الخرطوم، تحت عنوان: (أستاذ الأجيال عبد الرحمن علي طه 1901م ـ 1969م: بين التعليم والسياسة وأربجي). وقد صدر كتاب الدكتورة فدوى عن دار جامعة الخرطوم للنشر، في العام 2004م. كما عرض لعبد الرحمن علي طه، أيضاً، الأستاذ مكي أبو قرجة، ضمن من عرض لهم في كتابه: (أصوات في الثقافة السودانية)، الصادر عن مؤسسة الإمارات للإعلام، في أبو ظبي، في العام 2008م. ولربما تكون هناك بعض الكتابات المتناثرة عن الرجل وسيرته، ولكنها قطعاً لم ترفع ذكره في العالمين كما ينبغي.

عُرف عبد الرحمن علي طه، أكثر ما عُرف بكتاب (سُبل كسب العيش في السودان)، الذي كان أميز الكتب عن جغرافية السودان للمرحلة الابتدائية. كما شاع عن عبد الرحمن علي طه إتقانه للغة الإنجليزية. ولكن دور عبد الرحمن علي طه كأبرز أصوات التيار الاستقلالي قُبيل وبُعيد لحظة الاستقلال، فليس له من الذكر ما ينبغي أن يكون له. وأهم من ذلك كله، لم تصل إلى الأجيال اللاحقة السيرة النظيفة، والسمت الأخلاقي، عالي العيار، مسبوك النسق، الذي تميز به هذه الرجل. وتلك، في نظري، واحدةٌ من شواهد تعتيم الصغار، على أدوار الكبار في السودان. وهذه علةٌ سودانيةٌ صميمةٌ، لا تزال "قواديس" ساقيتها دائرة حتى اليوم!

لم تكن معرفتي بعبد الرحمن علي طه، حتى بعد أن تجاوز عمري العشرين عاماً، قد تعدت ما كان شائعاً عنه، مما سبق أن أشرت إليه عاليه: (كتاب سبل كسب العيش، وإتقان اللغة الإنجليزية). غير أن اهتمامي بعبد الرحمن علي طه ازداد وتعمق بعد أن سمعت عبارات قالها عنه الأستاذ محمود محمد طه، وهو يقف على قبره. كان ذلك في العام 1972م، حيث كنت مع رهط من الجمهوريين في زيارةٍ لمدينة أربجي، موطن عبد الرحمن علي طه. وكان غرض تلك الرحلة هو زيارة الأستاذ محمود محمد طه، الذي ارتحل إلى هناك لكي يكتب كتابيه، ((الثورة الثقافية))، و((تعلموا كيف تصلون)) وذلك في منزل، الأستاذ علي لطفي، الذي كان مديرا للمدرسة المتوسطة في أربجي. والأستاذ علي لطفي هو الشقيق الأصغر للحاجة آمنة لطفي، زوجة الأستاذ محمود. ذكر الأستاذ محمود لنا، قبل سفره إلى أربجي، أن كثرة الزوار في منزله في مدينة المهدية بأمدرمان، قد حالت بينه وبين كتابة هذين الكتابين. وعقب صدور الكتابين، حمل غلافاهما مكان تأليفهما، وهو مدينة أربجي. في تلك الزيارة طاف الأستاذ محمود بتلامذته، كعادته دائماً، على قبور الأولياء، والأعلام، من أهل البرزخ. وشمل الطواف قبر الشيخ عبد الصادق جد الصادقاب، ويقع القبر شرقي قرية أم دغينة، غرب أربجي. كما شمل الطواف قبر القاضي دشين، بمقابر أربجي شمالي المدينة. والقاضي دشين هو القاضي الذي يقول عنه كتاب الطبقات لود ضيف الله، إنه نازع الشيخ محمد ود عبد الصادق في الجمع بين أختين. وانتهى ذلك الطواف الذي استغرق قسما معتبراً من النهار، بقبر عبد الرحمن علي طه، الواقع في مزرعته جنوب شرقي أربجي. في الغرفة الصغيرة المربعة الشكل، التي ضمت رفاة عبد الرحمن علي طه، وقف الأستاذ محمود محمد طه من القبر، موقف الإمام في صلاة الجنازة. رفع الأستاذ محمود كفيه وقال مخاطباً الحضور: ((إقرأوا الإخلاص إحدى عشر مرةً على روح عبد الرحمن علي طه، فقد كان صالحاً، وفالحا)). ألقت قولة الأستاذ محمود محمد طه تلك بذرةً في وجداني، نبتت منها شجيرةٌ، أثمرت بمرور الأيام وشيجةً فكريةً، وروحيةً، جعلت عبد الرحمن علي طه مذكوراً عندي، يسكن خاطري، كما الصالحين.

ينصب غرضي الرئيس من كتابة هذه المقالات في تركيز الضوء على لفظ الحراك السياسي السوداني للمتميزين. بل وخلق كل ما من شأنه أن يطردهم من بؤرة الفعل المؤثر، لتتلقفهم الهوامش، حيث تحتوشهم الظلال. يتحدث كثيرون عن أن نظام الإنقاذ قد طرد الكفاءات من البلاد، وأبعد الكثيرين إلى الهوامش داخل البلاد، وهذا قولٌ صحيح. ولكنه يبقى قولاً ناقصاً، ومعتلاً، حين نقف به عند هذا الحد. فهذا الحد يحول بيننا وبين النفاذ إلى جذور الأزمة وتركيبها وتعقيدها. فالذين يلقون بكل شيء عند عتبة الإنقاذ لا يهمهم، في حقيقة الأمر، سوى الترويج للغة الخطاب السياسي اليومي، القاصدة، جملةً وتفصيلاً، إلى الكسب الآني. ولا يهم لدى هؤلاء، إن ثلم هذا النهج المتعجل، حد قدرتنا على تلمس جذور مشاكلنا، ومن ثم، فهمها على الوجه الأتم. فظاهرة نزف العقول، أو ما يسمى بالإنجليزية بالـ brain drain، ليست ظاهرة سودانية محضة، وإنما هي ظاهرة "عالم/ثالثية، مثلما هي "عالم/أولية"، ولكن بقدر أقل. وفيما يخص القرن الإفريقي تحديداً، يقول سيساي أسيفا، أستاذ الاقتصاد، ومدير مركز بحوث السياسات التنموية في إفريقيا، في جامعة ويسترن متشيجان، في ورقته: (القرن الإفريقي: الخلفية التاريخية، والرؤية، والمبادرات الإقليمية)، التي نشرتها صحيفة "أديس تربيون" في عددها الصادر في 30 مايو 2003، ما نصه: ((عقود من الحرب، ومن التدخلات الحكومية المدمرة، بواسطة الأنظمة الدكتاتورية التي حكمت السودان، ويوغندا، وإثيوبيا، والصومال في سبعينات، وثمانينات القرن الماضي، أدت إلى فقدانٍ مهولٍ لرؤوس الأموال، ولنزفٍ للعقول، ولتدهورٍ في البيئة، ولازديادٍ في حدة الفقر، وتكرارٍ للمجاعات)).(الترجمة من عندي).

لا ينحصر نزف العقول في هجرة العقول من القطر إلى الخارج، وحسب، إذ أن هناك نزفاً داخلياً للعقول. ويتلخص هذا النوع من النزف في إقصاء المقتدرين، وإبعادهم من مراكز صناعة القرار، وعن مواقع المشاركة الفاعلة. ولذلك فإن الذي يهمني في هذه المقالات، إنما هو هذا النزف الداخلي، الذي سوف أعالجه متوكئاً على سيرة الأستاذ عبد الرحمن علي طه. فطرد الأقل كفاءة للأكثر كفاءة، والأرق خلقا، للأقوم خلقاً، شيء شائع في سودان ما بعد الاستقلال. فالحركة السياسية السودانية، منذ مؤتمر الخريجين، وحتى اليوم، حركةٌ امتلك زمام أمرها متوسطو القدرات، وخامدو المواهب. ومتوسطو القدرات يضيقون ذرعاً بمرتفعي القدرات.كما أن رقيقي الأخلاق يضيقون ذرعاً بمتينيها. والسياسة عالم تكتنفه المطامع من جميع أقطاره. وحين تعلو المطامع، تنحط القيم الأخلاقية، فيعاف أهل الإباء، والعفة، وكبار النفوس، الحلبة، ويبتعدون من مركز الضوء إلى منطقة الظلال، خاصة حين تمسك المطامع بتلابيب الأغلبية، ويصبح تغليب صوت العقل، وصوت الحق متعذراً.

باختصارٍ شديد، أرى أن الوقت قد آن لكي نناقش مساراتنا السياسية مستصحبين هذه الأبعاد، دون ازورارٍ، ودون مواربة. وسيرة الراحل عبد الرحمن علي طه واحدةٌ من السير التي يمكن أن تعيننا على فهم لماذا عافت بعض النخب التعاطي مع فعل السياسة، خاصةً أولئك الذين خاضوا غمارها ردحاً من الزمان؟! ومن هؤلاء، المربي الأكبر عبد الرحمن علي طه، الذي تراكمت سحب التعتيم، تحت شمسه الساطعة، فحجبتها عن الأعين، حتى قبل أن يغادر هذه الدار الفانية. عاف عبد الرحمن علي طه الوسط السياسي، لتنكبه جادة النزاهة، والتجرد، والأخلاق. فاعتزله وهو في ذروة خبرته، وفي أوج قدرته على العطاء. رجع عبد الرحمن علي طه إلى قريته أربجي عقب انقلاب الفريق إبراهيم عبود في العام 1958م، ليعمل على تطوير حياة أهالي بلدته، بعيداً عن المناصب الرسمية، حتى توفاه الأجل في مستشفى الحصاحيصا الريفي، في العام 1969م، وهو في الثامنة والستين من العمر. لزم عبد الرحمن علي طه مدينته أربجي، طيلة سنوات عمره الإحدى عشر الأخيرة، معتزلا السياسة، وهو لا يزال في سن السابعة والخمسين، فلماذا؟! (يتواصل).


Post: #2
Title: Re: أعرف تأريخك أيها الســودانى: عبد الرحمن على طـه
Author: cantona_1
Date: 09-20-2010, 11:30 PM
Parent: #1


رجل قامة بكل ما تحمل الكلمة من معنى. لم نعاصره ولكن تعرفنا على أبنائه منهم المرحوم دكتور صلاح عبد الرحمن علي طه والدكتورة فدوي عبد الرحمن علي طه زميلة في الجامعة.. والإثنان رضعا حليب الوطنية من ثدي غزّاهما به الأستاذ عبد الرحمن علي طه. طيّب الله ثراه. تحياتي.

كبـــّـاشي الصـــّافي

(العوج راي والعديل راي)

Post: #3
Title: Re: أعرف تأريخك أيها الســودانى: عبد الرحمن على طـه
Author: لطفي علي لطفي
Date: 09-21-2010, 00:08 AM
Parent: #2

Quote: لم تكن معرفتي بعبد الرحمن علي طه، حتى بعد أن تجاوز عمري العشرين عاماً، قد تعدت ما كان شائعاً عنه، مما سبق أن أشرت إليه عاليه: (كتاب سبل كسب العيش، وإتقان اللغة الإنجليزية). غير أن اهتمامي بعبد الرحمن علي طه ازداد وتعمق بعد أن سمعت عبارات قالها عنه الأستاذ محمود محمد طه، وهو يقف على قبره. كان ذلك في العام 1972م، حيث كنت مع رهط من الجمهوريين في زيارةٍ لمدينة أربجي، موطن عبد الرحمن علي طه. وكان غرض تلك الرحلة هو زيارة الأستاذ محمود محمد طه، الذي ارتحل إلى هناك لكي يكتب كتابيه، ((الثورة الثقافية))، و((تعلموا كيف تصلون)) وذلك في منزل، الأستاذ علي لطفي، الذي كان مديرا للمدرسة المتوسطة في أربجي. والأستاذ علي لطفي هو الشقيق الأصغر للحاجة آمنة لطفي، زوجة الأستاذ محمود. ذكر الأستاذ محمود لنا، قبل سفره إلى أربجي، أن كثرة الزوار في منزله في مدينة المهدية بأمدرمان، قد حالت بينه وبين كتابة هذين الكتابين. وعقب صدور الكتابين، حمل غلافاهما مكان تأليفهما، وهو مدينة أربجي. في تلك الزيارة طاف الأستاذ محمود بتلامذته، كعادته دائماً، على قبور الأولياء، والأعلام، من أهل البرزخ. وشمل الطواف قبر الشيخ عبد الصادق جد الصادقاب، ويقع القبر شرقي قرية أم دغينة، غرب أربجي. كما شمل الطواف قبر القاضي دشين، بمقابر أربجي شمالي المدينة. والقاضي دشين هو القاضي الذي يقول عنه كتاب الطبقات لود ضيف الله، إنه نازع الشيخ محمد ود عبد الصادق في الجمع بين أختين. وانتهى ذلك الطواف الذي استغرق قسما معتبراً من النهار، بقبر عبد الرحمن علي طه، الواقع في مزرعته جنوب شرقي أربجي. في الغرفة الصغيرة المربعة الشكل، التي ضمت رفاة عبد الرحمن علي طه، وقف الأستاذ محمود محمد طه من القبر، موقف الإمام في صلاة الجنازة. رفع الأستاذ محمود كفيه وقال مخاطباً الحضور: ((إقرأوا الإخلاص إحدى عشر مرةً على روح عبد الرحمن علي طه، فقد كان صالحاً، وفالحا)). ألقت قولة الأستاذ محمود محمد طه تلك بذرةً في وجداني، نبتت منها شجيرةٌ، أثمرت بمرور الأيام وشيجةً فكريةً، وروحيةً، جعلت عبد الرحمن علي طه مذكوراً عندي، يسكن خاطري، كما الصالحين.


الاخ محمد عثمان

تحياتي

المدرسة هي مدرسة عبدالرحمن علي طه المتوسطة النموذجية
مديرها كان الوالد علي لطفي كما ذكر الاخ النور
المنزل الذي اخرج كتابي الثورة الثقافية و تعلموا كيف تصلون هو منزل المدير الملحق بالمدرسة
اذكر تلك الفترة و انا طالب في سادسة ابتدائي, و في الصاون الاستاذ جيئة و ذهابا ممليا الاخوات اسماء و رشيده و سمية في الكتابيين في وقت واحد.

تحياتي للبنات و عرفت انهن كن معك في صينك وولي العرش و زينبه

لطفي

Post: #4
Title: Re: أعرف تأريخك أيها الســودانى: عبد الرحمن على طـه
Author: لطفي علي لطفي
Date: 09-22-2010, 08:17 PM
Parent: #3

و الله يا ناس اربجي الفيكم اتعرفت
اخص بدرالدين الامير و محمد عبدالرحمن وواصل فيصل عبدالرحمن علي طه و مؤكد بكون هنالك اخرون

اين صاحب البوست

تحياتي للجميع

لطفي

Post: #5
Title: Re: أعرف تأريخك أيها الســودانى: عبد الرحمن على طـه
Author: لطفي علي لطفي
Date: 09-22-2010, 08:19 PM
Parent: #4

قيام جلوس للمرحوم الوزير عبدالرحمن علي طه

وسلام تعظيم للبروفيسور النور محمد حمد

لطفي

Post: #6
Title: Re: أعرف تأريخك أيها الســودانى: عبد الرحمن على طـه
Author: Abureesh
Date: 09-22-2010, 09:46 PM
Parent: #5

الأخ الفاضل كنتونا،
تحياتى وشكـرا على المرور والمداخلة القيمـة، ولو تذكر الســودانيون المخلصين من أبنائه
لما تمزق الوطن.



سلام يا لطفى

وارجو أن تكون وجميع افراد الاسرة المباركة بخيـر وعلى خيـر.

العنوان الذى وضعـه النـور كان كالاتى:

* عبد الرحمن علي طه: كيف أقصي الملتوون المستقيمين؟! *

ثم قمت انا بتعديله بأمل اتسـاع دائرة النقاش، ولكن لا أرى غرابـة فى عدم
إهتمام المثقفين بالمخلصين من الاباء المؤسسين، فهم دائما يشغلون أنفسهم بالسلطة
والحكومة الحالية أو الحكومة (القادمـة)، ثم ان العسكرة الحزبية التى طالما دعوت
المثقفين للإنعتاق منها ومن نير إستغلال الأحزاب لهم جعلت كثير من المثقفين مثل البيادق
فى لعبة الشطرنج.. يعنى لو كانت الكتابة عن الترابى او الصادق او الميرغنى، أو
البشيـر، لرأيتهم يتبارون فى المداخلات.. طبعا هـذا حديث عام وهناك ناس أحرار فعلا
لم يقعوا فى شرك الأحزاب الطائفية (رجعية وتقدمية) التى ارادت تشويه تأريخ السـودان
وتزييفـه ووظفت اقلام المثقفين من اتباعها لتمكنهم من اللغة العربيـة!!!!

هل غريب اليوم ان يتمزق الســودان، والعربـة أمام الحصـان لخمسين عامـاً

أما الأخوة ناس بدر الدين الأميـر فأكيد لم يمروا على هـذا البوست وننتظـر مساهماتهم،


تحياتى..
نعم العيال قضوا اسبوعين معنا هنا، وكانت جولة طويلة على بعض المدن والمعالم الرئيسية
للبلاد.

Post: #7
Title: Re: أعرف تأريخك أيها الســودانى: عبد الرحمن على طـه
Author: لطفي علي لطفي
Date: 09-23-2010, 00:44 AM
Parent: #6

Quote: ولكن لا أرى غرابـة فى عدم
إهتمام المثقفين بالمخلصين من الاباء المؤسسين، فهم دائما يشغلون أنفسهم بالسلطة
والحكومة الحالية أو الحكومة (القادمـة)، ثم ان العسكرة الحزبية التى طالما دعوت
المثقفين للإنعتاق منها ومن نير إستغلال الأحزاب لهم جعلت كثير من المثقفين مثل البيادق
فى لعبة الشطرنج.. يعنى لو كانت الكتابة عن الترابى او الصادق او الميرغنى، أو
البشيـر، لرأيتهم يتبارون فى المداخلات.. طبعا هـذا حديث عام وهناك ناس أحرار فعلا
لم يقعوا فى شرك الأحزاب الطائفية (رجعية وتقدمية) التى ارادت تشويه تأريخ السـودان
وتزييفـه ووظفت اقلام المثقفين من اتباعها لتمكنهم من اللغة العربيـة!!!!



سلام يا محمد عثمان

كلامك صاح و لقد لاحظت ذلك عن بوست الشيخ لطفي رمز الوحدة الجاذبة شوف البوست له رؤيتين الاولي عن الوحدة و الجو العام عن الوحدة او الانفصال, و نحن غاب قوسين او ادني... اعرف ان بيننا هنا كثر مهتمين بهذا الامر من الحركة الوطني المعارضة مؤيدي الحكومة ناس الهامش ووو لكن اين هم, فهنا رمز وبيان عملي لتكريس الوحدة. ثانيا خريجي المدرسة منذ الخمسينات و حتي الان, ابناء رفاعة, اهلنا في الدين و الرحم, اين هم؟ نعم قد يكون من ذكرت لم يمر علي البوست, لكن مؤكد مر المارين مرور الكرام. في الختام لك مني خالص الود

لطفي

Post: #8
Title: Re: أعرف تأريخك أيها الســودانى: عبد الرحمن على طـه
Author: محمد عبدالرحمن
Date: 09-23-2010, 06:56 AM
Parent: #7





الشكر للدكتور الفنان النور حمد والشكر لناقل هذا الجمال ابوالريش ..
ومن ثم الشكر للطفى على لطفى حيث كان وفيا لقبيلة المعلمين
ولاستاذنا الكبير عبدالرحمن على طه.. وهو يتحلق بهذا البوست ويرعاه بعنايته
بل يتفقد غيابنا ..فى حقيقة الامر انى ظللت متابعا لهذا البوست من اول
نزوله ..وظللت اطوف بين هنا وبوست الدكتور النور حمد فى
سودان فورل ..وقد همت ايما هيام بهذه الكتابة الغير مالوفة عن
(الوزير) كما يسميه اهل اربجى ..كتابة جميلة ووفية وتنظر من
زاوية مختلفة تماما ..واننى اتهم نفسى اننى من المتتبعين والحريصين
على سيرة الدكتور عبدالرحمن على طه ..وقد كتبت عنه هنا كثيرا .
.وانقب وابحث فى سيرته كل ماسنحت لى سانحة ..ولا اترك فرصه
تتاح لى مع احد الشاهدين على عصره الا واهتبلها فى الاستزادة
من سيرته ...شخصيا اعتبر عبدالرحمن على طه هو (رائد التعليم
الحديث فى السودان) ..واعتبره مثقف فريد لم يتكرر ..مثقف ضرب
اروع مثل فى كيفية تفاعل المثقف مع مجتمعه الصغير ..
تفاعل يحدث تغييرا هائلا كما شهدنا نحن فى اربجى ..وانا فى
هذا المقام شاهد عيان ..ومن راى ليس كمن سمع ..و(يااخوانا كان
روقتو بوصف الشفتو ) ....لكن العباراة التى استوقفتنى
كثيرا هى عبارة الاستاذ محمود محمد طه بأنه (كان صالحا وفالحا)
..الصلاح هذا هو الحلقة المفقودة التى لم افكر فيها طوال تنقيبى
فى سيرة الوالد عبدالرحمن على طه ...ففى حقيقة الامر ان الذى
يسر لعبدالرحمن على طه ان يحدث هذه النقلة الكبيرة فى مسيرة التعليم
بالبلاد ..,والذى يسر له تحويل مجتمع قروى الى مجتمع حديث به
كل مقومات المجتمع الحديث وبامكانيات شحيحة ..
االذى يسر له ان يقوم بما تقوم به الدولة وهو فرد ..
.الذى يسر له كل هذا لن يكون سوى الصلاح ...فقد كانوا يستجيرون به
فيجيبهم... ويستنجدون به فينجدهم ..وفى كثير من المرات كانوا
لايستنجدون به فينجدهم وفى هذه قصص كثيرة ساحكى بعضها ...
نعم كان صالحا فالحا ...والذى يترك طعامه ليستمع لامراة ويخرج
لقضاء حاجتها الذى يفعل هذا حرى ان يدعى فيجيب .. ويستجار
به فيجير ..

شكرا للدكتور الفنان النور حمد ومن ثم الشكر لابوالريش و للطفى ابن
الاستاذ المعلم على لطفى ....وساظل ملازما لهذا البوست ابحث وانقب
معكم فى سيرة الصالح الوزير ابن العمدة على ودحاج طه ...
وابن ام النصر بت احمد ودعبدالرحمن ....ووالد البروفسير صلاح الدين
والمهلب والرشيد وسيف الدولة ودكتور فيصل وياسر ودكتورة فدوى وبقية البنات

Post: #9
Title: Re: أعرف تأريخك أيها الســودانى: عبد الرحمن على طـه
Author: محمد عبدالرحمن
Date: 09-23-2010, 07:59 AM
Parent: #8

ثم قمت انا بتعديله بأمل اتسـاع دائرة النقاش، ولكن لا أرى غرابـة فى عدم
إهتمام المثقفين بالمخلصين من الاباء المؤسسين، فهم دائما يشغلون أنفسهم بالسلطة
والحكومة الحالية أو الحكومة (القادمـة)، ثم ان العسكرة الحزبية التى طالما دعوت
المثقفين للإنعتاق منها ومن نير إستغلال الأحزاب لهم جعلت كثير من المثقفين مثل البيادق
فى لعبة الشطرنج.. يعنى لو كانت الكتابة عن الترابى او الصادق او الميرغنى، أو
البشيـر، لرأيتهم يتبارون فى المداخلات.. طبعا هـذا حديث عام وهناك ناس أحرار فعلا
لم يقعوا فى شرك الأحزاب الطائفية (رجعية وتقدمية) التى ارادت تشويه تأريخ السـودان
وتزييفـه ووظفت اقلام المثقفين من اتباعها لتمكنهم من اللغة العربيـة!!!!


***

قرات الحديث اعلاه بعد ان كتبت مداخلتى ..وعموما اعتقد
ان هذا الحديث لايشملنى ..فقد كتبت كثيرا هنا عن عبدالرحمن
على طه ..وابعد نفسى بقدر الامكان عن الحديث عن عبدالرحمن
السياسى ..اجد نفسى ميالا للكتابة عن دور عبدالرحمن على طه
كرائدللتعليم الحديث ..وعن شخصية عبدالرحمن على المثقف
الفريد الذى احدث ثورة فى مجتمع ريفى وحوله لمجتمع حديث ..
بل فى مرة من المرات كتبت عن (عبدالرحمن على طه كرائد من
رواد المسرح السودانى) ..والمسرح المقصود مسرح بخت الرضا
ومسرح جامعة الخرطوم لاحقا ...مع تعاظم الدورالسياسى الذى
لعبه عبدالرحمن على طه لكن لا اميل للحديث عنه واتركه لغيرى ..
ولكن ان احسست ان هناك اجحاف او معلومات غير صحيحة اسهم
بما عندى من معلومات ...

فدعونا نتناول شخصيته بعيدا عنن محاولات الكسب السياسى
هنا او هناك ..

ودمتم ...

Post: #10
Title: Re: أعرف تأريخك أيها الســودانى: عبد الرحمن على طـه
Author: محمد عبدالرحمن
Date: 09-23-2010, 12:16 PM
Parent: #9

Quote: الفانية. عاف عبد الرحمن علي طه الوسط السياسي، لتنكبه جادة النزاهة، والتجرد، والأخلاق. فاعتزله وهو في ذروة خبرته، وفي أوج قدرته على العطاء. رجع عبد الرحمن علي طه إلى قريته أربجي عقب انقلاب الفريق إبراهيم عبود في العام 1958م، ليعمل على تطوير حياة أهالي بلدته، بعيداً عن المناصب الرسمية، حتى توفاه الأجل في مستشفى الحصاحيصا الريفي، في العام 1969م، وهو في الثامنة والستين من العمر. لزم عبد الرحمن علي طه مدينته أربجي، طيلة سنوات عمره الإحدى عشر الأخيرة، معتزلا السياسة، وهو لا يزال في سن السابعة والخمسين، فلماذا؟! (يتواصل).



لااتفق مع دكتور النور فى ان عبدالرحمن على طه ذهب واستقر
فى اربجى معتزلا للسياسة ..لانستطيع ان نقول انه طلق السياسة
باستقراره فى اربجى واعتزاله للمدينة ...فالشواهد كثيرة انه
كان وفيا لمبادئه ولحزبه حتى مماته ..لكن لماذا لانقول
انه تفرغ لاداء مهمة كبيرة اخرى ..فبعد ان ادى ماعليه
فى خدمة الوطن الكبير حتى حقق مع زملائه استقلاله تفرغ
لخدمة موطنه الصغير واهله ..واعتقد ان هذا اقرب للصواب ..
فالمتتبع لسيرته يجد ان الوفاء والارتباط بالاهل والعشيرة
ملمح رئيسى من ملامح شخصية الدكتور عبدالرحمن على طه ..
تناول سيرته ينحصر فى ثلاثة محاور اساسية ..السياسة والتعليم
واربجى ..فاختيار دكتور فدوى لعنوان كتابها كان موفقا جدا ..
وارجو ان لايغفل دكتور النور والمهتمين بشخصية عبدالرحمن على
طه ماقام به عبدالرحمن تجاه اهله فى اربجى ..تسليط الضوء
على هذا الجزء مهم جدا(جدا) ..باعتبار انه قدم نموذج لمثقف
مختلف ..والاهم من ذلك من الظلم و الاجحاف اعتبار هذه الفترة
كانت رد فعل ..او اعتزال لواقع سياسى هناك فى المركز ..
اطلاقا لم تكن كذلك ..بقدر ماكانت قناعة وايمان حقيقى
بقدرةالمتعلم والمثقف على احداث تغيير بالمجتمع ..وقد كان ..
وسوف اتعرض لهذه الفترة بتركيز اكثر ان شاء الله ...

Post: #11
Title: Re: أعرف تأريخك أيها الســودانى: عبد الرحمن على طـه
Author: حاتم محمود الجاك
Date: 09-23-2010, 07:52 PM
Parent: #10

ثم قمت انا بتعديله بأمل اتسـاع دائرة النقاش، ولكن لا أرى غرابـة فى عدم
إهتمام المثقفين بالمخلصين من الاباء المؤسسين، فهم دائما يشغلون أنفسهم بالسلطة
والحكومة الحالية أو الحكومة (القادمـة)، ثم ان العسكرة الحزبية التى طالما دعوت
المثقفين للإنعتاق منها ومن نير إستغلال الأحزاب لهم جعلت كثير من المثقفين مثل البيادق
فى لعبة الشطرنج.. يعنى لو كانت الكتابة عن الترابى او الصادق او الميرغنى، أو
البشيـر، لرأيتهم يتبارون فى المداخلات.. طبعا هـذا حديث عام وهناك ناس أحرار فعلا
لم يقعوا فى شرك الأحزاب الطائفية (رجعية وتقدمية) التى ارادت تشويه تأريخ السـودان
وتزييفـه ووظفت اقلام المثقفين من اتباعها لتمكنهم من اللغة العربيـة!!!!
Quote: ثم قمت انا بتعديله بأمل اتسـاع دائرة النقاش، ولكن لا أرى غرابـة فى عدم
إهتمام المثقفين بالمخلصين من الاباء المؤسسين، فهم دائما يشغلون أنفسهم بالسلطة
والحكومة الحالية أو الحكومة (القادمـة)، ثم ان العسكرة الحزبية التى طالما دعوت
المثقفين للإنعتاق منها ومن نير إستغلال الأحزاب لهم جعلت كثير من المثقفين مثل البيادق
فى لعبة الشطرنج.. يعنى لو كانت الكتابة عن الترابى او الصادق او الميرغنى، أو
البشيـر، لرأيتهم يتبارون فى المداخلات.. طبعا هـذا حديث عام وهناك ناس أحرار فعلا
لم يقعوا فى شرك الأحزاب الطائفية (رجعية وتقدمية) التى ارادت تشويه تأريخ السـودان
وتزييفـه ووظفت اقلام المثقفين من اتباعها لتمكنهم من اللغة العربيـة!!!!

Post: #12
Title: Re: أعرف تأريخك أيها الســودانى: عبد الرحمن على طـه
Author: Abureesh
Date: 09-23-2010, 11:46 PM
Parent: #11

اتلأخ الفاضل حاتم،
سلام وتحيـة..

أراك تنصص حديثى بدون تعليق.. فيا ريت لو نورتنـا.. معه 100% أم ضده وإنه خطأ لا يستحق حتى التعليق؟



الأخ الفاضل محمـد عبد الرحمن،

سلام وتحيـة،

Quote: فدعونا نتناول شخصيته بعيدا عنن محاولات الكسب السياسى


وفى إنتظار مواصلـة المعلومات القيمـة التى بدأتهـا عن هـذا الرجل القامـة. والبعد عن
محاولات الكسب السياسى ضرورة، ولكن من الكسب السياسى أيضـا تجاهل الرجال العظام فى تأريخنا
ومحاولة (إغتيالهم تأريخي)اً لو صحت العبارة.. ولكن حتى هذه يجب تجاوزها والتركيز على
تأريخ الرجل وتسليط الضوء على مواقفه العتيدة وإنجازاته وارائه.. أى أن إيجابيين فى
النقـد.

كما ذكرت انا:
Quote: طبعا هـذا حديث عام وهناك ناس أحرار فعلا
لم يقعوا فى شرك الأحزاب الطائفية


ولذلك سـرنى أن قرأت أن الحديث أعلاه لا يشملك، لأنه وبنص العبارة لم يكن مطلقا ولم يكن موجها
لكل المثقفين.

أما الجزء الخاص بتعتبيم السياسيين على دور المخلصين الوطنيين فى تأريخ الســودان، ومحاولتهم
تزييف التأريخ ليكون سيـرة لهم ولابائهم، وتزوير هـذا التأريخ منهجيا حتى فى كتب المدارس،
وتوظيف الجيوش من منتسبيهم من المثقفين للقيام بهـذا العمل المنظم والمخطط...
فهـذا الجزء فى مكانه وهو صحيح، وتأريخ الســودان فعلا يحتاج لمراجعـة وإعادة كتابـة.


.

Post: #13
Title: Re: أعرف تأريخك أيها الســودانى: عبد الرحمن على طـه
Author: حاتم محمود الجاك
Date: 09-24-2010, 09:16 PM
Parent: #12

Quote: اتلأخ الفاضل حاتم،
سلام وتحيـة..

أراك تنصص حديثى بدون تعليق.. فيا ريت لو نورتنـا.. معه 100% أم ضده وإنه خطأ لا يستحق حتى التعليق؟

اخي الكريم / ابوالريش
اتفق معك تماما فيما ذهبت اليه
لك التحية وارجو ان تواصل في هذا البوست القيم

Post: #14
Title: Re: أعرف تأريخك أيها الســودانى: عبد الرحمن على طـه
Author: محمد عبدالرحمن
Date: 09-29-2010, 08:20 PM
Parent: #13


اعيد رفع البوست مرة اخرى ....فقد علمت من دكتور النور اليوم
انه لم يطلع عليه ..اعيد رفعه على امل ان يطلب صاحب البوست
من بكرى الابقاء عليه للربع القادم ...فمقالات دكتور النور عن
الاستاذ عبدالرحمن على طه ستكون اسبوعية ..وهو مكان مناسبة لندلى
بدلونا حولها ..حيث ان الكثيرين لايملكون عضوية بسودان فورول ..

Post: #15
Title: Re: أعرف تأريخك أيها الســودانى: عبد الرحمن على طـه
Author: محمد عبدالرحمن
Date: 09-29-2010, 08:57 PM
Parent: #14

آل بدري، وآل طه، وآل قِوَيْ

هناك عدة روابط تربط بين المربي عبد الرحمن علي طه، والأستاذ محمود محمد طه. أولى هذه الروابط رابطة أسرية ربما لا يعرفها كثير من السودانيين. فهناك ثلاث أسر أصبحت ذات صلة، بسبب من ريادة الشيخ بابكر بدري في مجال التعليم في مدينة رفاعة. تلك الأسر الثلاث، هي أسرة الشيخ، بابكر بدري، وأسرة الحاج طه، عمدة أربجي، وهو جد عبد الرحمن علي طه، ثم أسرة آل قوي في ديم لطفي برفاعة. وقوام أسرة آل قِوَيْ في النصف الأول من القرن العشرين، هما الشيخان، القاضي يوسف يوسف قوي، وابن عمه الشيخ، محمد لطفي عبدالله قِوَيْ الشهير بـ "لطفي". و"لطفي" ليس إسماً وارداً في أسماء العائلة، وإنما هو لقب أطلقه عليه الشيخ بابكر بدري. وقد كان الشيخ لطفي واحداً ممن عملوا مع بابكر بدري في حقل التعليم. وديم لطفي الواقع في الطرف الغربي من مدينة رفاعة، يقابل مدينة أربجي، الواقعة على بعد كيلو متر، أو يزيد من الضفة الجنوبية للنيل الأزرق. فالنيل الأزرق، في هذه المنطقة، يسير من الشرق إلى القرب تقريباً، وليس من الجنوب الشرقي صوب الشمال الغربي، كما هو إتجاهه العام داخل الأراضي السودانية. وقد اتفق للشيخ لطفي عبد الله قِوَيْ، أن درَّس في خلوة أربجي، التي كان عبدالرحمن علي طه تلميذاً فيها. وقد قام بالتدريس في خلوة أربجي أيضاً، القاضي، يوسف قِوَيْ ابن عم الشيخ لطفي، وزوج أخته. كما لابد من الإشارة إلى أن عبد الرحمن علي طه سكن لفترة، حين كان تلميذا في مدرسة رفاعة، في منزل الشيخ بابكر بدري هناك. وقويت الصلة الأسرية بين آل طه وآل قوي بعد تزوج الطيب علي طه، الشقيق الأصغر لعبد الرحمن علي طه، من صفية بنت القاضي يوسف قِوَيْ، وهي ابنة عم آمنة بنت الشيخ لطفي، زوجة الأستاذ محمود محمد طه. وتبعت تلك المصاهرة مصاهرات عديدة بين آل طه وآل قِوَيْ، لا يتسع المجال لتعديدها.

رابطة التلمذة

ثاني الروابط التي ربطت بين المربي عبد الرحمن علي طه، والأستاذ محمود محمد طه هي رابطة التلمذة. فقد أصبح عبد الرحمن علي طه، أستاذاً بكلية غردون، في العام 1927م، وغادرها ليصبح نائباً لعميد معهد بخت الرضا في العام 1935م. وبما أن الأستاذ محمود محمد طه تخرج من كلية غردون في العام 1936م، فإنه غالباً ما يكون قد عاصر عبد الرحمن علي طه الأستاذ في كلية غردون، في الفترة ما بين عام 1930م و1935م. أردت من التفصيل في أمر رابطتي العلاقة الأسرية والتلمذة أن أقول إن شهادة الأستاذ محمود محمد طه حول المربي عبد الرحمن علي طه، التي قال فيها عنه إنه ((كان صالحاً وفالحاً))، قد انبنت على معرفة لصيقةٍ طويلة به. وهي معرفة تأتت للأستاذ محمود محمد طه من أكثر من زاوية. ولابد أن الأستاذ محمود لاحظ منذ عهد الطلب في كلية غردون، تميُّز عبد الرحمن علي طه على أقرانه من مدرسي الكلية. ولقد كان عبد الرحمن علي طه متميزاً بحق على سائر أقرانه في كلية غردون. زامل عبد الرحمن علي طه في التدريس بكلية غردون كلا من السيد، إسماعيل الأزهري، وعبد الفتاح المغربي، وعبيد عبد النور، والنصري حمزة، ونصر الحاج علي. وحين تم إبتعاث زملائه في الكلية، إلى جامعة بيروت، المزيدٍ من التأهيل العلمي، اِسْتُثنِي عبد الرحمن علي طه من البعثة، لأن رؤساءه في كلية غردون رأوا أنه ليس بحاجة للذهاب إلى بيروت. فقد كان مؤهلاً في نظرهم بما يكفي للتدريس في الكلية. (فدوى عبد الرحمن علي طه، أستاذ الأجيال عبد الرحمن علي طه 1901م-1969م: بين التعليم والسياسة وأربجي، دار جامعة الخرطوم للنشر، 2004م، ص 59). وقد مرَّ على كلية غردون، في الفترة التي أمضاها بها المربي عبد الرحمن علي طه، كوكبةٌ من أبرز طلائع الخريجين. نذكر منهم، على سبيل المثال، كلاً من : مكي عباس، أمين التوم، بابكر عوض الله، التجاني الماحي، يحي الفضلي، محمود محمد طه، محمد أحمد أبوسن، أحمد محمد يس، سرور محمد رملي، إبراهيم جبريل، وآخرين غيرهم ممن عرفتهم مسارح الحياة السودانية عبر مراحل الحراك الوطني السياسي، عبر الثلثين الأخيرين من القرن العشرين.

شهادة مستر قريفيث

ومن الشهادات المشرقة في تميز عبد الرحمن علي طه، ما تفضل به مستر قريفيث، البريطاني الذي تولى عمادة معهد بخت الرضا في ثلاثينات وأربعينات القرن الماضي. وهي شهادة أوردها الأستاذ مكي أبو قرجة، في كتابه "أصوات في الثقافة السودانية". كتب أبو قرجة: ((لخص مستر قريفث دور أبي عوف في تجربة "بخت الرضا" في كتاب له أهداه إليه بقوله: إلى ذكرى عبد الرحمن علي طه، نائب العميد لاثني عشر عاماً، وأول وزير للتعليم في السودان، والذي بدون أمانته ووفائه لما كان لهذه التجربة أن تنجح ...... كان ذا نفوذٍ فريدٍ بين المعلمين القدامى، أما بين صغار المعلمين فقد كان تقريباً الوحيد بين هيئة التدريس الذي "يخشون" ـ بالمعنى الإنجيلي السليم)). (مكي أبو قرجة، أصوات في الثقافة السودانية، مؤسسة الإمارات للإعلام، أبو ظبي، ط1، 2008م، ص 290 – 291). ويتضح من شهادة مستر قريفث في حق عبد الرحمن على طه، ما تمتع به هذا الرجل من مكانةٍ خلقيةٍ، وعلمٍ غزيرٍ، ومهنيةٍ عالية. وإشارة مستر قريفث إلى أن عبد الرحمن علي طه، ربما كان الوحيد الذي "يخشاه" صغار المعلمين، "بالمعنى الإنجيلي للكلمة"، إشارة شديدة الأهمية. وما من شك عندي أن عبد الرحمن علي طه لم يكن يخيفهم بسلطته، أو بتجبره. إذ لم يُعرف عن عبد الرحمن علي طه التجبر والتسلط قط، بل على العكس من ذلك، فقد عُرف عنه أنه كان لصيقا بالناس، بعيداًُ عن التعالى عليهم. كما عُرف عنه إيمانه العميق بالديمقراطية، وتطبيقه لها في حياته اليومية. ولذلك فإن طلابه كانوا "يخشونه"، لأنه كان "تقياً"، وكان ذا خشية، وذا سمتٍ يُجبر من يتعامل معه على "خشيته". فتقوى عبد الرحمن علي طه كانت، في ما يبدو، تقوىً مجسدةً في اللحم والدم، تظهرها تفاصيل السيرة اليومية، في ما يأتي وما يدع، ولم تكن تقوى مُدَّعاةً بالمظهر الديني الأجوف. الشاهد، أن ملاحظة مستر قريفيث لـ "خشية" صغار الأساتذة لعبد الرحمن علي طه، على ذلك النحو، ملاحظة ثاقبة وشديدة الأهمية!

أيضاً، من شواهد تميز عبد الرحمن علي طه، النعي الذي أوردته الدكتورة فدوى عبد الرحمن علي طه، نقلاً صحيفة التايمز البريطانية. فقد نعت صحيفة التايمز مستر قريفيث، عقب وفاته، في العام 1984م، منوهة في ذلك النعي بإسهامات عبد الرحمن علي طه، زميل كفاح قريفيث في إنشاء وتطوير معهد بخت الرضا. قالت صحيفة التايمز متحدثةً عن مستر قريفيث: ((إنه ومعه أثنين آخرين سكوت، وعبد الرحمن علي طه، كانت لديهم الموهبة الفذة للاهتداء إلى خير ما يُعمل في أسوأ الظروف. إذ قادتهم بصيرتهم إلى برنامج لتدريب المعلمين في بيئةٍ ريفية، مع إصلاح مستمر للمناهج وطرق التدريس. ولذا كانت البداية في عام 1934م في أكواخ من الآجر بالقرب من الدويم)). ولقد شهد لعبدالرحمن علي طه بالتميز كثيرون، خاصة عقب وفاته. ومن بين من كتبوا عنه شهاداتٍ ناصعة، في حياته الصحفي الأشهر بشير محمد سعيد، كما نعاه، معددا مآثره عقب وفاته، الدكتور التجاني الماحي، والشاعر أحمد محمد صالح. (فدوى عبد الرحمن علي طه، مصدر سابق، ص 73).

رابطة "الإستقلاليين"

أما الرابطة الثالثة، والأهم عندي، فهي رابطة سياسية تتمثل في أن كلا من المربي عبد الرحمن علي طه، والأستاذ محمود محمد طه، كان "استقلالياً" صلباً لا يساوم في استقلاليته. ولقد جمعت بينهما هذه الرابطة "الاستقلالية"، رغم أن الأستاذ عبد الرحمن علي طه اختار الإنضمام إلى حزب الأمة، بدعوة من السيد عبد الرحمن المهدي، كما سيرد تفصيله لاحقاً. ولقد أصبح عبد الرحمن علي طه، بعد أن انضم لحزب الأمة، أقرب المقربين إلى السيد عبد الرحمن المهدي. أما الأستاذ محمود محمد طه فقد اختار تأسيس الحزب الجمهوري بعيداً عن البيتين الطائفيين الكبيرين. ورغم تفرق المسارات السياسية بين الرجلين على ذلك النحو، بقي الأستاذ محمود محمد طه عارفاً لفضل، ولتميز، ولمكانة عبد الرحمن علي طه. ووصفه له بـ "الصلاح" و"الفلاح"، وصفٌ انتقى فيه الأستاذ محمود محمد طه الكلمات، كعادتة، بعنايةٍ فائقة. كما أنه نطق بتلك الكلمات بشكلٍ بالغ التأثير، ولقد كنت أقف إلى جانبه، أنظر في وجهه، حين نطق بها. وتلك هي اللحظة التي بدأت أعرف فيها عبد الرحمن علي طه في أفق جديد، وأتعلق بسيرته العطرة الملهمة. (يتواصل).

-----

هذا حلقة من الحلقات التى يكتبها الدكتور النور حمد عن الاستاذ عبدالرحمن على طه
منقولة من سودانايل ...






















Post: #16
Title: Re: أعرف تأريخك أيها الســودانى: عبد الرحمن على طـه
Author: بدر الدين الأمير
Date: 09-29-2010, 10:32 PM
Parent: #15

Quote: و الله يا ناس اربجي الفيكم اتعرفت
اخص بدرالدين الامير و محمد عبدالرحمن وواصل فيصل عبدالرحمن علي طه و مؤكد بكون هنالك اخرون

ياعم لطفي
ياخى قبال ماتعاتبنا الكزنا وحات امى الحرم لم ارى هذه النافذة من قبل ولم اسمع بها
وجات سيرتها اليوم على هامش ندوة الاخ الصديق دكتور ابكر ادم اسماعيل عن التلعليم في
دولة مابعد الاستعمار السودان نموزجا التى عقب عليها الاخ الصديق الدكتور النور حمد
المهم انت وابوالريش معزومين مساء السبت لجلسة مع دكتور ابكر عن منفستو ابكر الفكرى
كما اسميه اي (جدلية المركز والهامش) والنور حمد ضمن الحضور وبالعدم ممكن تجدعوا اسئلتكم
او مداخلاتكم هنا
ابو الريش لى عودة لمقالات النور
وشكرا لنقل المعرفة

Post: #17
Title: Re: أعرف تأريخك أيها الســودانى: عبد الرحمن على طـه
Author: بدر الدين الأمير
Date: 09-29-2010, 10:33 PM
Parent: #15

Quote: و الله يا ناس اربجي الفيكم اتعرفت
اخص بدرالدين الامير و محمد عبدالرحمن وواصل فيصل عبدالرحمن علي طه و مؤكد بكون هنالك اخرون

ياعم لطفي
ياخى قبال ماتعاتبنا الكزنا وحات امى الحرم لم ارى هذه النافذة من قبل ولم اسمع بها
وجات سيرتها اليوم على هامش ندوة الاخ الصديق دكتور ابكر ادم اسماعيل عن التلعليم في
دولة مابعد الاستعمار السودان نموزجا التى عقب عليها الاخ الصديق الدكتور النور حمد
المهم انت وابوالريش معزومين مساء السبت لجلسة مع دكتور ابكر عن منفستو ابكر الفكرى
كما اسميه اي (جدلية المركز والهامش) والنور حمد ضمن الحضور وبالعدم ممكن تجدعوا اسئلتكم
او مداخلاتكم هنا
ابو الريش لى عودة لمقالات النور
وشكرا لنقل المعرفة

Post: #18
Title: Re: أعرف تأريخك أيها الســودانى: عبد الرحمن على طـه
Author: لطفي علي لطفي
Date: 09-30-2010, 00:13 AM
Parent: #17

Quote: ياعم لطفي
ياخى قبال ماتعاتبنا الكزنا وحات امى الحرم لم ارى هذه النافذة من قبل ولم اسمع بها
وجات سيرتها اليوم على هامش ندوة الاخ الصديق دكتور ابكر ادم اسماعيل عن التلعليم في
دولة مابعد الاستعمار السودان نموزجا التى عقب عليها الاخ الصديق الدكتور النور حمد
المهم انت وابوالريش معزومين مساء السبت لجلسة مع دكتور ابكر عن منفستو ابكر الفكرى
كما اسميه اي (جدلية المركز والهامش) والنور حمد ضمن الحضور وبالعدم ممكن تجدعوا اسئلتكم
او مداخلاتكم هنا
ابو الريش لى عودة لمقالات النور
وشكرا لنقل المعرفة


بركة الجيت و كل عام و انت بخير

لطفي

Post: #19
Title: Re: أعرف تأريخك أيها الســودانى: عبد الرحمن على طـه
Author: Abureesh
Date: 09-30-2010, 00:59 AM
Parent: #18

*المهم انت وابوالريش معزومين مساء السبت لجلسة مع دكتور ابكر عن منفستو ابكر الفكرى
كما اسميه اي (جدلية المركز والهامش)*

يا ريت يا بدر لو كنا معاكم فى الدوحـة كان أكيد حضرنا..

Post: #20
Title: Re: أعرف تأريخك أيها الســودانى: عبد الرحمن على طـه
Author: محمد عبدالرحمن
Date: 09-30-2010, 05:56 AM
Parent: #19

Quote: منفستو ابكر الفكرى
كما اسميه اي (جدلية المركز والهامش)*


المنفستو يابدرالدين ماحق ابكر (براهو) ..المنفستو
ملكيته والترويج له وتثبيته فى ادبيات الساحة السياسية
كل ذلك ملك خاص لمؤتمر الطلاب المستقلين الذى صار
فيما بعد حزب المؤتمر السودانى ..ومن ثم انضم لفيف منه
للحركة الشعبية ومنهم دكتور ابكر ..ومازال حزب المؤتمر
السودانى موجودا برئاسة ابراهيم الشيخ على مااعتقد ...

Post: #21
Title: Re: أعرف تأريخك أيها الســودانى: عبد الرحمن على طـه
Author: Dr.Elnour Hamad
Date: 09-30-2010, 11:33 AM
Parent: #20

شكرا أبو الريش على نقل المقالات إلى ساحة سودانيز أونلاين
وشكرا لكل من أسهمو في الخيط

الأخ محمد عبد الرحمن
أرحب بالإختلاف ولكن المقالات مستمرة ولسوف أورد الأدلة على أن عبد الرحمن علي طه زهد في العمل السياسي نتيجة لما لاقاه من مضايقات. فعنوان القمال الأصلي كما سبق التنويه هو : ((عبد الرحمن علي طه: لماذا أقصى الملتوون المستقيمين؟!)) فعبد الرحمن علي طه أضطره حساده إلى الابتعاد عن الساحة السياسية. وكما تفضلت فقد بقي عبدالرحمن على طه على صلة بحزبه وكان سياسيو حزب الأمة يزورونه في جنينته في أربجي. بل إن عبد الرحمن علي طه رفض قبول منصب رئيس للوزراء الذي تم عرضه عليه. فالمقصود باعتزال عب\ الرحمن علي طه للعمب السياسي هو ابتعاده عن العمل السياسي المؤسسي الذي كان يمارسه ويبقيه في الخرطوم. ولسوف ترد تفاصيل ذلك موثقة في الحلقات القادمة
شكري للجميع مرة أخرى

Post: #22
Title: Re: أعرف تأريخك أيها الســودانى: عبد الرحمن على طـه
Author: محمد عبدالرحمن
Date: 09-30-2010, 11:56 AM
Parent: #21

شكرا يادكتور النور على الترحيب بالخلاف ..وفى نهاية الامر
الحكمة ضالة المؤمن اينما وجدها اخذ بها ..فى انتظار
تكملة المقالات التى تحوى بالطبع المقدمات التى اوصلتك
الى النتيجة والتى هى ان الاستاذ عبدالرحمن على طه
رجع الى أربجى زهدا ومعتزلا السياسة ..ايا كان اتفاقنا
او اختلافنا حول الامر ..الا اننى فى غاية السعادة بهذه
المقالات التى تسلط الضوء على رجل ظلمه الاعلام كثيرا ..
وها انت تعيد سيرته مرة اخرى لالقاء مزيدا من التدبر
والحوار حول هذه الشخصية الفذة ..وساظل بين هنا وهناك
مترقبا كل اسبوع مقالك ...واخرين معى ينتظرون ..

شكرا يادكتور ...

Post: #23
Title: Re: أعرف تأريخك أيها الســودانى: عبد الرحمن على طـه
Author: محمد عبدالرحمن
Date: 10-05-2010, 07:58 PM
Parent: #22

عبد الرحمن علي طه: كيف أقصى الملتوون المستقيمين؟! (3) .. بقلم: د. النور حمد
الإثنين, 04 تشرين1/أكتوير 2010 11:54

[email protected]

وُلد عبدالرحمن علي طه في عام 1901م بقرية أربجي التي تقع على الضفة الغربية من النيل الأزرق. وتبعد أربجي بحوالي السبعة كيلومترات جنوب شرقي مدينة الحصاحيصا. وتبعد مدينة الحصاحيصا عن الخرطوم بحوالي المائة وخمسة وثلاثين كيلومترا. بعد أن أكمل عبد الرحمن علي طه الخلوة في أربجي، تحوَّل إلى المدرسة في مدينة المسلمية جنوب غربي ودمدني. غير أنه سرعان ما تحوَّل منها إلى مدرسة رفاعة، حيث عاش في منزل الشيخ بابكر بدري، كما وردت الإشارة سابقاً. ولا استبعد أن يكون اتجاه عبد الرحمن علي طه إلى حقل التعليم، والتفاني فيه، على النحو الذي عُرف به، قد تجذر، في بعض جوانبه، في تأثره المبكر بنموذج الشيخ بابكر بدري.

يُعتبر عبد الرحمن علي طه من الجيل الثاني الذي ارتاد كلية غردون التذكارية. ويقول هو عن نفسه إنه تخرج من كلية غردون في بدايات عام 1923م، وعمل ما بين 1923م، و1927م، مدرساً بمدرسة أم درمان الوسطى. ثم تم تعيينه بعد ذلك أستاذا بكلية غردون التذكارية التي عمل بها حتى عام 1935م، حيث تم نقله منها إلى معهد بخت الرضا لتدريب المعلمين، ليكون مساعدا لعميده. عمل عبد الرحمن علي طه عقب نقله من كلية غردون إلى بخت الرضا، لمدة قاربت الثلاثة عشر عاماً. وفي العام 1948م تم اختياره ليصبح وكيلاً لوزارة المعارف، فغادر بخت الرضا إلى الخرطوم. وبعد عام واحد فقط أمضاه وكيلاً لوزارة المعارف، أصبح عبد الرحمن علي طه أول وزير سوداني للمعارف. تولى عبد الرحمن علي طه ذلك المنصب الرفيع، عن حزب الأمة، في فترة الجمعية التشريعية. وهي الفترة التي سبقت الجلاء الكامل للإنجليز عن السودان.

البيوت الطائفية والمثقفون
يقول قاسم عثمان نور إن زعماء الطوائف الثلاث: السيد عبد الرحمن المهدي، والسيد علي الميرغني، والشريف يوسف الهندي التفتوا، عقب ثورة 1924م، إلى المثقفين بوصفهم عنصراً جديداً في الساحة السياسية. ويضيف قاسم نور، أن السيد عبد الرحمن المهدي قد كان الأسبق من بين زعماء الطائفية إلى استقطاب المثقفين. (قاسم عثمان نور، أضواء على الحركة الوطنية السودانية:جمعيات القراءة والجمعيات الأدبية ومؤتمر الخريجين 1926م – 1938م، وزارة الثقافة بالإشتراك مع مركز قاسم للمعلومات، الخرطوم 2004م ص71). ورغم أن استقطاب السيد عبد الرحمن المهدي للأستاذ، عبد الرحمن علي طه قد تم في العام 1943م، إلا أن جهود السيد عبد الرحمن في استقطاب المثقفين ترجع، بشكل عام، إلى ما قبل ذلك بكثير. ففي عام 1934م وصفت المخابرات السيد عبدالرحمن المهدي بأنه الزعيم السياسي "لطبقة الخريجين" (محمد سعيد القدال، تاريخ السودان الحديث 1820م-1955م، مركز عبدالكريم ميرغني الثقافي، أم درمان، 2002م، ص 461. كما أورد الدكتور الطيب محمد آدم الزاكي، ما يشير إلى ذلك في تقريرٍ للحاكم العام في الخرطوم، كان قد رفعه إلى المندوب السامي في عام 1935م . تقول إحدى فقرات ذلك التقرير: ((يبدو جلياً ومؤكداً أن السيد بدأ يضم لصفوفه مجموعات من الشباب المثقف، ومن المستنيرين سياسياً، الذين باتوا يتطلعون إليه أكثر من أي زعيم سوداني آخر، وهو بدوره يميل إلى تبني الأفكار الوطنية الحديثة، ويحث تابعيه على التخلي عن لبس الجبة والاستعاضة عنها بالملابس الحديثة، وما من شك أنه يتطلع إلى لعب دور القائد المعترف به من قبل كل الشعب)). (الطيب محمد آدم الزاكي، العرش والمحراب: الدور الإجتماعي والاقتصادي للإمام عبد الرحمن المهدي في تاريخ السودان الحديث، الشركة العالمية للطبع والنشر والتوزيع. ط1 2005 م، ص 169-170)

السيد عبد الرحمن المهدي وعبد الرحمن علي طه

أرجِّحُ أن سمعة عبد الرحمن علي طه كأستاذ في مدرسة أم درمان المتوسطة، وبروزه في أنشطة نادي الخريجين الثقافية بأمدرمان، ثم السمعة الطيبة التي علقت به وهو في كلية غردون، إضافة إلى ما حققه لاحقا من انجازات باهرة، وهو يعمل في وظيفة نائب عميد لمعهد بخت الرضا، قد لفتت إليه نظر السيد عبد الرحمن المهدي. ولذلك، ربما أمكن القول إن عبد الرحمن علي طه لم يسع إلى العمل السياسي، بقدر ما سعى إليه العمل السياسي. وما من شك أن سعي السيد عبدالرحمن المهدي إلى استقطاب الأستاذ عبد الرحمن علي طه قد كان سعيا موفقاً جدا، وقد دل على سعة الحيلة السياسية لدى السيد عبد الرحمن المهدي. فقد أصبح عبد الرحمن علي طه أحد أقوى أذرع السيد عبد الرحمن المهدي. ويروي عبد الرحمن علي طه بنفسه قصة التحاقه بالسيد عبد الرحمن المهدي، قائلاً: ((كنت في معهد التربية بالدويم في عام 1943م حين جاءني رسولٌ يقول: إن الإمام عبد الرحمن المهدي بالدويم، وسيحضر بعد ساعة لتناول وجبة الفطور معك. ولم يكن لي في ذلك الوقت أي معرفة بالإمام. أكبرت وعظَّمت الإمام الذي يسعى، بدلاً أن يقول للرسول مُرْهُ ليحضر، إني أريد أن أتحدث إليه ـ بل حضر بنفسه، ألا ما أعظمه. جاء إلى منزلي وتناولنا وجبة الفطور، ثم قال لي: يا عبد الرحمن إن الشعب السوداني ناصر الإمام المهدي حتى انتصر وانتزع استقلال السودان من الغاصبين، وهذا الشعب أنا مدينٌ له بأشياء كثيرة! أهمها نصرته للإمام المهدي، ولا أدري مكافأة للشعب السوداني غير أن أعمل على استرداد استقلاله، ولكني أريد رجالا أُعَوِّل عليهم فهل أُعَوِّل عليك؟ فكانت إجابتي كالآتي: يا مولاي لولا أن المسألة تخرج بي من حدود الأدب واللياقة، لقلت لسيادتك إن استقلال السودان هو أملي الوحيد في هذه الحياة، ولكنني أريد رجالاً أُعَوِّل عليهم فهل أُعَوِّل عليك. فضحك رحمه الله ولم يزد بكلمة واحدة. ومن ذلك الحين تبايعنا إلى أن أخذه الله إلى رحمته))، ( فدوى عبد الرحمن علي طه، مصدر سابق، ص 266- 267).

يوضح النص أعلاه، أن عبد الرحمن علي طه قد كان تواقاً إلى العمل من أجل الاستقلال، وكان يريد أن يجد فرصةً لخدمة البلاد من موقع سياسي ما. ولكنه، لم يحدد الكيان السياسي الذي ينتمي إليه. كما لم يكن قد قرر بعد اتخاذ أي خطوة عملية في هذا الصدد. غير أن تلك الزيارة المفاجئة التي باغته بها السيد عبدالرحمن المهدي في بيته بمعهد بخت الرضا جعلته يقرر العمل تحت راية السيد عبد الرحمن المهدي. ويبدو أن تلك الزيارة قد كسرت لعبد الرحمن علي طه حاجزا كان يحول بينه وبين الإقدام لدخول عالم السياسة. ولربما دل بقاء عبد الرحمن علي طه بعيداً نوعاً ما، عن حقل العمل السياسي، حتى عام 1943م، على أن له تحفظات، من نوع ما، نحو ما كان يجري وقتها. فلقد كانت تلك الفترة هي فترة هرولة المثقفين للإستظلال بمظلة إحدى الطوائف الكبيرة. فقد ساءت أوضاع الخريجين، عقب ثورة 1924م، وشددت الإدارة البريطانية قبضتها عليهم، محاربةً إياهم في أرزاقهم. ثم جاءت الأزمة الاقتصادية العالمية في سنة 1929م، فزادت الطين بلة. فنتيجة للأزمة الاقتصادية العالمية، خفضت الإدارة البريطانية الوظائف، كما خفضت الرواتب. أيضا نتيجة لثورة 1924م، وتحركات الطلاب، والخريجين المناوئة للإدارة البريطانية، اتجهت الأخيرة إلى تقوية وضعية رجال الطوائف والعشائر، فاعتمدتهم ممثلين للشعب السوداني. وكان ذلك بغرض المزيد من تهميش طبقة الأفندية وعزلها. ورغم هرولة الأفندية إلى الطائفتين الكبيرتين، بقي عبد الرحمن علي طه على السياج، ولم يتخذ خطوة عملية في الانضمام إلى أي جهة، حتى العام 1943م، حين زاره السيد عبد الرحمن المهدي في عقر داره، تلك الزيارة المفاجئة، التي لم يتم الإعلان عنها إلا قبل ساعة واحدة فقط من حدوثها!

يبدو أن عبد الرحمن علي طه رأى في قدوم السيد عبد الرحمن المهدي له في عقر داره، طالباً منه وضع يده على يده، أيذاناً له بولوج عالم السياسة. ولا أستبعد أن يكون قبول عبد الرحمن علي طه لطلب السيد عبد الرحمن قد فرضته عليه طبيعة الموقف. فليس من السهل إن يأتيك شخصٌ في مقام السيد عبد الرحمن المهدي، في بيتك، خاطباً ودك، وتعاونك، ثم تتأبى عليه. أيضاً، لابد لشخصٍ مثل عبدالرحمن علي طه أن يكون واعيا بالطاقات التي يملكها، والتي كان لابد أن يجد لها متنفساً في مجال الحراك القاصد إلى استقلال السودان، خاصة وأن الأكفاء قد كانوا قليلين جداً في ذلك المنعرج التاريخي. أيضاً، كان السيد عبد الرحمن المهدي قد أصبح، في تلك اللحظة من تاريخ السودان، مؤسسةً راسخةً، دينياً، وإقتصادياً، وسياسياً. ولذلك فلربما رأى عبد الرحمن علي طه، وهذا راجحٌ عندي، الانخراط في العمل السياسي من خلال الإنضمام إلى ما تشكل وأصبح واقعاً عملياً قائماً. فهو ربما رأى أن تغيير الواقع العملي القائم، الذي كانت الطائفية ممسكة بأعنته تماماً، وخلق واقع عمليٍ جديدٍ مكانه، أمراً بالغ الصعوبة، إن لم نقل مستحيلا. ولذلك يمكن القول أن السيد عبد الرحمن المهدي، قد كسر لعبد الرحمن علي طه حاجز التردد، بتلك الزيارة المباغتة. (يتواصل)
صحيفة الأحداث 4 أكتوبر 2010

Post: #24
Title: Re: أعرف تأريخك أيها الســودانى: عبد الرحمن على طـه
Author: محمد عبدالرحمن
Date: 10-05-2010, 08:09 PM
Parent: #23

Quote: يبدو أن عبد الرحمن علي طه رأى في قدوم السيد عبد الرحمن المهدي له في عقر داره، طالباً منه وضع يده على يده، أيذاناً له بولوج عالم السياسة. ولا أستبعد أن يكون قبول عبد الرحمن علي طه لطلب السيد عبد الرحمن قد فرضته عليه طبيعة الموقف. فليس من السهل إن يأتيك شخصٌ في مقام السيد عبد الرحمن المهدي، في بيتك، خاطباً ودك، وتعاونك، ثم تتأبى عليه. أيضاً، لابد لشخصٍ مثل عبدالرحمن علي طه أن يكون واعيا بالطاقات التي يملكها، والتي كان لابد أن يجد لها متنفساً في مجال الحراك القاصد إلى استقلال السودان، خاصة وأن الأكفاء قد كانوا قليلين جداً في ذلك المنعرج التاريخي. أيضاً، كان السيد عبد الرحمن المهدي قد أصبح، في تلك اللحظة من تاريخ السودان، مؤسسةً راسخةً، دينياً، وإقتصادياً، وسياسياً. ولذلك فلربما رأى عبد الرحمن علي طه، وهذا راجحٌ عندي، الانخراط في العمل السياسي من خلال الإنضمام إلى ما تشكل وأصبح واقعاً عملياً قائماً. فهو ربما رأى أن تغيير الواقع العملي القائم، الذي كانت الطائفية ممسكة بأعنته تماماً، وخلق واقع عمليٍ جديدٍ مكانه، أمراً بالغ الصعوبة، إن لم نقل مستحيلا. ولذلك يمكن القول أن السيد عبد الرحمن المهدي، قد كسر لعبد الرحمن علي طه حاجز التردد، بتلك الزيارة المباغتة. (يتواصل)



طبعا ماتحته خط يادكتور النور مستبعد تماما...فلا اعتقد ان رجل بقامة
الاستاذ عبدالرحمن على طه بأمكانه ان يجامل فى شيء هو غير مقتنع به ..
اعدت قراءة الفقرة اعلاه مرات ومرات ..ولم اجد شواهد قوية تجعلنى ارجح
رايك الذى يتلخص فى ان عبدالرحمن على طه عندما راى صعوبة تغيير الواقع
الذى تسيطر عليه الطائفية اضطر الى الانتماء اليها !..ماذكرته يادكتور
(تخمينات) ليس هناك شواهد قوية او حتى (ضعيفة ) تدعم ذلك ..وانت استبعدت
احتمال ان يكون عبدالرحمن على طه انتمى لحزب الامة عن قناعة واقتناع ..
استبعدت هذا الاحتمال ولم تشمله مع بقية الاحتمالات لان مثل هذا الاحتمال
قد ينسف فكرة المقالات من اساسها ..عموما ربما لديك شواهد تعضد هذه الفكرة
قد ترد لاحقا فى كتابتك ..لكن حتى الان تخمينات فقط
...

Post: #25
Title: Re: أعرف تأريخك أيها الســودانى: عبد الرحمن على طـه
Author: Abureesh
Date: 10-06-2010, 00:05 AM
Parent: #24

Quote: ولم اجد شواهد قوية تجعلنى ارجح
رايك الذى يتلخص فى ان عبدالرحمن على طه عندما راى صعوبة تغيير الواقع
الذى تسيطر عليه الطائفية اضطر الى الانتماء اليها !..ماذكرته يادكتور
(تخمينات) ليس هناك شواهد قوية او حتى (ضعيفة ) تدعم ذلك ..وانت استبعدت
احتمال ان يكون عبدالرحمن على طه انتمى لحزب الامة عن قناعة واقتناع ..


الأخ محمـد عبد الرحمن،

شكـرا لنقل مقال النور حمـد، والشكـر موصول للنور فى العبور الى هنا لمواصلة النقاش.

ويا محمد عبد الرحمن، لقد بدأ الخريجون العمل السياسى من نادى الخريجين، وكانوا يعملون بصورة
مستقلة فى بادئ أمرهم، فلماذا تعتقد أنهم توزعوا على الأحزاب الطائفية فيما بعد، أو على الأقل
أخذوا السنـد والوزن منها فى إتفاقات جنتلمان.. التفسير الوحيد هو إنهم كانوا بحاجة للسنـد
الشعبى، والسند الشعبى يأتى أحد طريقين.. إما أن تعمل بصورة مركزة وقوية ومتواصلة وسط الشعب
مباشـرة، مما يحمل معه الكثير من التضحيات والمجازفات وطول الوقت والمثابرة، أو تذهب لمن لهم
سنـد شعبى جاهز وهم زعماء الطائفية، وتحديدا زعيما الطائفتين الكبيرتين.. وهـذا ما كان.

ثم إن هـذا لا ينفى إستقلالية عبدالرحمن على طـه فى إختيار الطائفـة التى يراهـا أصلح، وإنى هنا
أنتهز الفرصـة لتحية السيـد عبد الرحمن المهدى رحمـه الله، ولو كنت مكان عبدالرحمن على طه لأخترت
العمل مع زعيم يذهب الى الشعب بنفسـه ويستقطبهم لبرنامجه السياسى، بدل زعيم ينتظر الناس أن تأتى
اليه فى منزله.. هـذه واحدة، ثم أن عبدالرحمن على طه قال لضيفـه أنه يريد أن يضع السيد عبدالرحمن
يده فى يده، وبالرغم من ان هـذه تبدو فى ظاهرها مزحـة إلا أنها تعنى أيضا روح ندية وزمالة عمل
بين طرفين متكافئين، وهـذا ما جعل الضيف يكتفى بالسكوت ولم يرد إلا بالإبتسامة.. ومرة أخرى لو كان
السيـد عبدالرحمن من قائدا ضعيفا لأوقفته هـذه العبارة وقطع الصلة مع مضيفـه.. فكون عبدالرحمن على طه
أكبر هـذه البادرة تجعله يقيم الناس حسب سلوكهم السياسى ثم يتخذ الموقف منهم، ولم يكن يرد جميلا
ليتبع رجلا لمجرد أن تواضع وزاره فى منزله.



.

Post: #26
Title: Re: أعرف تأريخك أيها الســودانى: عبد الرحمن على طـه
Author: محمد عبدالرحمن
Date: 10-06-2010, 05:56 AM
Parent: #25

Quote: ومرة أخرى لو كان
السيـد عبدالرحمن من قائدا ضعيفا لأوقفته هـذه العبارة وقطع الصلة مع مضيفـه.. فكون عبدالرحمن على طه
أكبر هـذه البادرة تجعله يقيم الناس حسب سلوكهم السياسى ثم يتخذ الموقف منهم، ولم يكن يرد جميلا
ليتبع رجلا لمجرد أن تواضع وزاره فى منزله
.



Quote: ثم إن هـذا لا ينفى إستقلالية عبدالرحمن على طـه فى إختيار الطائفـة التى يراهـا أصلح، وإنى هنا
أنتهز الفرصـة لتحية السيـد عبد الرحمن المهدى رحمـه الله، ولو كنت مكان عبدالرحمن على طه لأخترت
العمل مع زعيم يذهب الى الشعب بنفسـه ويستقطبهم لبرنامجه السياسى، بدل زعيم ينتظر الناس أن تأتى
اليه فى منزله



متفقين (تب ) ياابوالريش ...تحياتى ....

Post: #27
Title: Re: أعرف تأريخك أيها الســودانى: عبد الرحمن على طـه
Author: محمد عبدالرحمن
Date: 10-10-2010, 06:28 AM
Parent: #26

لعناية الاستاذ محمد السنى مع التحيه

Post: #28
Title: Re: أعرف تأريخك أيها الســودانى: عبد الرحمن على طـه
Author: محمد سنى دفع الله
Date: 10-10-2010, 06:47 AM
Parent: #27

عبدالرحمن علي طه
كان شعلة من النشاط
كان كشافا ومحب للثقافة والفنون والتراث لهذا كان دينامو كل جمعية ادبية
كان كاتبا وممثلا متميزا تفتحت مواهبه حينما كان طالبا في كلية غردون ونضج كمفكر ليتحول الى ينبوع
ضوءشفاف وزاهي للحركة المسرحية المدرسية عمل بمدرسة امدرمان الابيتدائيةوكان له دورا في المسرح بكلية غردون وعمل مع الرائد ( صديق فريد ) بل وخلفه رئيسا لجمعية التمثيل بالكلية وحينما تم نقله الى بخت الرضا اسس المسرح المدرسي وهو رائده الحقيقي ...


Post: #29
Title: Re: أعرف تأريخك أيها الســودانى: عبد الرحمن على طـه
Author: آدم جمال أحمد
Date: 10-10-2010, 07:03 AM
Parent: #28

تحياتى لك الأخ محمد عثمان أبوالريش
وشكراً ليك لنقلك هذا المقالك لتعكس بها سيرة رجل كثير من أجيال اليوم لا تعرفه
فلذلك لا يعرف قدر الرجال إلا الرجال
وشكراً لكاتب المقال النور محمد حمد فله منا التحية..
لقد قرأت هيراً عن هذا الرجل الذى يعتبر بمثابة أمة فلذلك اقدم مساهمة عن سيرته

الوزير عبدالرحمن على طه يرحمه الله

( مؤلف كتاب السودان للسودانيين )


السيرة الذاتــــــيه

ولد بأربجي سنة1901م وتلقى تعليمه الاولى بالمسلميه ((الكتاب)) وتدرج الى أن التحق بكلية غردون التذكاريه قسم القضاة وبعد سنتين اختير لقسم المعلمين وتخرج في آواخر 1922م .
عمل بالتدريس بالمراحل المتوسطه ثم بكلية غرودون حتى سنة1934م ثم تم اختياره لمعهد تدريب المعلمين ببخت الرضاومكث به حتى عام 1947م .
من ابرز الأعمال التي أشترك فيها اعداد كتاب الجغرافيا للمدارس الأوليه كما ألف مع مستر قريفس
كتاب الأخلاق الذي يعنى بتربية وتنمية شخصية الطالب .
في سنة 1947م انتقل للخرطوم وعمل نائباً لوزارة المعارف الى ان تم اختياره وزيراً للمعارف في الجمعيه التشريعيه وفي هذه الفتره تمكن من ادخال الدين واللغه العربيه في مدارس الجنوب وجبال النوبه .
عمل على سودنة مدير مدرسة وادي سيدنا الثانويه ولكنه اضطر لتقديم استقالته لإعتراض الحاكم العام والأعضاء الإنجليز في المجلس الإستشاري .
عمل بالسياسه وقد اسس مع السيد عبد الرحمن المهدي حزب الأمه . وكان احد الأعضاء المفاوضين من حزب الأمه مع الحكومه المصريه لضمان استقلال السودان .

الف كتاب السودان للسودانيين يوضح النظره الإستقلاليه للسودان ترشح في اول انتخابت للجمعيه التأسيسيه سنة 1955م ولم يفز ثم ترشح في اول أنتخابات للجمعيه التأسيسيه سنة 1957م وفاز بأحد دوائر الحصاحيصا وعين وزيراً للحكومات المحليه وكان له الفضل في وضع نظام اللامركزيه واستمر بهذه الوزاره حتى سنة 1958م .

من اهم نشاطاته بالمنطقه ادخال التعليم الإبتدائي الأولي وادخال الماء بحفر الأبار الإرتوازيه

وقام بتخطيط قرية أربجي عمل مع الخريجين والمثقفين بالمنطقه على ادخال التعليم المتوسط بانشاء المدرسه المتوسطه للبنين والتي سميت بعد وفاته باسمه وفاء له . توفى عام 1969 له الرحمة والمغفرة.
هذه السيرة كتبها ابنه المرحوم سيف الدولة عبدالرحمن
فى احدى الصحف السودانية

آدم جمال

Post: #30
Title: Re: أعرف تأريخك أيها الســودانى: عبد الرحمن على طـه
Author: محمد سنى دفع الله
Date: 10-10-2010, 07:14 AM
Parent: #28

تحدث حسن نجيلة في كتابه الموسوم ( ملامح من المجتمع السوداني )
عن معركة تعليم الفتاة وتمثيل طلبة كلية غردون لتمثيلية حول هذا الموضوع يقول :
مساء الخميس 9/12 /1920 ونحن نسير جماعات جماعات نحو مدرسة امدرمان الاميرية لنشهد تمثيلية يقوم بها طلبة كلية غردون تدور فكرتها حول تعليم المرأة موضوع الساعة في ذالك الوقت وكانت مثل هذه الليالي التمثيلية لندرتها تلقي اهتماما واقبالا عظيمينوقد اشتهر جماعة من شباب الموظفين والطلبة بهذا الفن وطار لهم صيت بعيد اذكر في طليعتهم المرحومين الاستاذين صديق فريد وعرفات محمد عبدالله والاستاذة عبدالر حمن علي طه وعلي بدري وعوض ساتي وعلي نور المهندس وابوبكر عثمان وغيرهم من فتيةذالك العهد ..
ثم بعد ذالك مثلوا مسرحية صلاح الدين الايوب التي كتبها الكاتب السوري ـ نجيب حداد ومثل دور صلاح الدين كل من صديق فريد واسماعيل فوزي
والثالث كان عبدالرحمن علي طه

ونواصل

Post: #31
Title: Re: أعرف تأريخك أيها الســودانى: عبد الرحمن على طـه
Author: لطفي علي لطفي
Date: 10-20-2010, 01:33 AM
Parent: #30

Quote: عبد الرحمن علي طه: كيف أقصى الملتوون المستقيمين؟! (4)


أثبت عبد الرحمن علي طه، عبر مسيرته السياسية، أنه لا يرى في الكرسي والوظيفة، سوى موقعٍ يتيح له فرصةَ خدمة الشأن العام. وبهذا المعنى، قدم عبد الرحمن علي طه نموذجاً ساطعاً، لما ينبغي أن يكون عليه حال الآباء المؤسسين. والذين ضربوا نموذجاً لما يجب أن يكون عليه حال الآباء المؤسسين، في السودان، قليلون جداً. والقدر القليل هذا تعرض للإقصاء والدفع إلى الحافة بمختلف الأساليب. ولذلك لم يصبح نموذج هؤلاء شائعاً، وإنما شاع النموذج الآخر الذي يتخذ من الموقع الرسمي وسيلة للجاه وللثروة. استشرت في السودان ظاهرة اتخاذ الموقع الرسمي وسيلةً للثراء وللجاه. وتخلقت نتيجة لذلك سلالات من ورثة الثراء والجاه، الذين لم يكن ليجيئهم الجاه، ولا الثراء، لولا مرور عميد الأسرة بالموقع الحكومي. وبما أن بنية الدولة السودانية أصابها الهزال منذ يفاعتها، وتضعضع فيها حكم القانون، وضعفت فيها المحاسبية، فقد ترسخت ظاهرة الإثراء من الموقع الحكومي وتفشت. وشمل ذلك النهج المنحرف من هم في أصغر المواقع، مثلما شمل من هم في أعلاها. وحتى لا يكون حديثي عن عبد الرحمن علي طه مجرد قصيدة مدحٍ لا تسندها الأدلة، فإنني أود أن استشهد بما كتبه عنه شيخ الصحفيين السودانيين، الراحل، الأستاذ بشير محمد سعيد. كتب بشير محمد سعيد، في مارس 1958م، عقب فوز عبد الرحمن علي طه، في الانتخابات البرلمانية الثانية، ما نصه: ((لو كان لي كلمة في تشكيل الحكومة لرشحته لوزارة الداخلية ... غير أني أعلم أن لسيادته خصوماً كُثر داخل حزبه وفي خارجه. يقفون أمامه بسبب الحسد تارةً وبسبب الحرص على مصالحهم تارةً أخرى. ومن أعني يريدون أن يخدموا مصالحهم الخاصة ما استطاعوا إلى ذلك سبيلا ويعلمون أن عبد الرحمن علي طه لن يقبل ذلك ولن يرضاه بل هو سيقاومه ويحطمه مهما كان الثمن وكانت الغاية. ومن هنا كان وقوفهم ضده وحرصهم على إبعاده)). (بشير محمد سعيد، حاجة السودان لخدمات عبد الرحمن على طه تفوق حاجة عبد الرحمن للوظيفة، صحيفة الأيام، 25/3/1958م، باب "متنوعات: أخبار وأفكار"). هذه الشهادة التي كتبها صحفي بقامة الأستاذ بشير محمد سعيد، العارف بتفاصيل ما يدور خلف كواليس السياسة السودانية، تقدم دليلاً ساطعاً على أمرين: أولهما أن الشرفاء والمستقيمن كانوا محسودين، بسبب كفاءتهم، وقدراتهم العالية. أما ثانيهما، فهو أن ذلك الحسد تحول من مجرد حسد يعتمل في القلوب، إلى حراك عملي محموم استهدف إقصاء هؤلاء المستقيمين والشرفاء، من مواقع التأثير. لقد أثبت عبد الرحمن علي طه، عبر مسيرته كسياسي، وكتنفيذي، تسنم أرفع المناصب، أنه لا يطأطئ رأسه إطلاقاً. كان لا يأبه بالمنصب جاء أم ذهب. كما كان صعب المراس في كل أحواله. جابه الإنجليز بصلابة وأنفة، وجابه أطماع المصريين في السودان بوضوح وقوة، كما جابه الكثيرين داخل مؤسسة حزب الأمة التي اختار الانضمام إليها. كان عبد الرحمن علي طه قامةً أخلاقيةً شماء، وكان صاحب شرفٍ مهنيٍ رفيع.

السودانيون لا يستقيلون!!

في مجلس عابرٍ جرى اتفاقاً في حجرة الأستاذ محمود محمد طه، ضم عدداً قليلاً من الجمهوريين والجمهوريات، سمعت الأستاذ محمود يقول بأسىً شديد، ولا أذكر المناسبة بالضبط: ((السودانيون لا يستقيلون!!)). واستطرد ليذكر بعض الاستثناءات. ولعله ذكر من الاستثناءات القليلة، التي جرت في تاريخ الحياة السياسية، والإدارية، السودانية الحديثة، استقالة عبد الرحمن علي طه أيام الإنجليز، من منصب وزير المعارف، بسبب رفض الحاكم العام البريطاني توصيته التي طلب فيها سودنة منصب مدير المعارف. كما أشار الأستاذ محمود أيضاً، في ما أذكر، إلى استقالة القاضيين: بابكر عوض الله، وعبيد النقر، إبان أزمة المحكمة الدستورية، ومؤامرة حل الحزب الشيوعي السوداني، في منتصف عقد الستينات، من القرن الماضي. وقد استقال القاضيين احتجاجاً على تعديل الدستور، وتقويض مادة الحريات الأساسية فيه، واحتجاجاً على ما صاحب ذلك من وضع السلطة التنفيذية لنفسها فوق السلطة القضائية. من روح الحديث الذي جرى في حجرة الأستاذ محمود محمد طه في ذلك اليوم البعيد، أحسست أن الأستاذ محمود كان يود لو أن كان عدد السودانيين الذين ضربوا المثل، في مجال تقديم الاستقالات، أكثر مما هو عليه. وما أكثر المنعرجات في تاريخ السودان السياسي، والإداري، الحديث، التي كانت تقتضي تقديم الاستقالة، ولا شيء غير تقديم الإستقالة. ولكن قل أن يستقيل أحد!!

أزمة ترقية الأستاذ عوض ساتي:

كان عوض ساتي زميلاً لعبد الرحمن علي طه في كلية غردون التذكارية. وقد تخرج في العام 1922م وتم ابتعاثه عقب ذلك إلى بيروت حيث نال درجة البيكلاريوس في العلوم من الجامعة الأمريكية في بيروت. قام عوض ساتي بالتدريس في كلية غردون حتى العام 1946م حيث تم اختياره لمنصب نائب رئيس تحرير بمكتب النشر. وعقب ذلك عمل مديراً لمدرسة وادي سيدنا الثانوية، التي انتقل منها ليصبح مديراً مساعداً لوزارة المعارف. (فدوى عبد الرحمن علي طه، مصدر سابق ص 176). ويبدو جلياُ جداً من سيرة عوض ساتي الموجزة هذه، أنه كان شخصاً مؤهلاً تأهيلاً علمياً جيداً، بمقاييس ذلك الوقت. كما أن تجربته العملية في حقل التربية والتعليم امتدت لربع قرنٍ من الزمان. لذلك لم يكن غريباً أن يقترح عبد الرحمن علي طه، وزير المعارف آنذاك، ترقيته في العام 1953م، ليسودن وظيفة مدير المعارف البريطاني، الذي كان أوان تقاعده قد جاء. وبما أن اقتراح سودنة وظيفة مدير المعارف، وتعيين الأستاذ عوض ساتي فيها، يقتضي تخطي اثنين من الموظفين البريطانيين اللذين كانا يتقدمان الأستاذ عوض ساتي، في الدرجة الوظيفية، فقد رفضت الإدارة البريطانية الاقتراح، رغم وجاهته وتسبيبه الكافي. فما كان من عبد الرحمن علي طه، إلا أن قدم استقالته، من منصب وزير المعارف، بلا أدنى تردد. وقد كتب عبد الرحمن علي طه بنفسه عن تلك الحادثة ما نصه: ((اضطررت إلى تقديم استقالتي من الوزارة ثلاث مرات، آخرها والتي قُبلت فعلاً تخص ترقية الأستاذ عوض ساتي. وبعد أن جمعت أوراقي الخصوصية من المكتب وشرعت في حزم أمتعتي من المنزل الحكومي، أوفد الحاكم العام سكرتيره الخاص للإمام عبد الرحمن المهدي يرجوني ألا أنشر شيئاً في الصحف فرفضت الرجاء ورفضه معي الإمام. وبعد يومين فقط عاد الحاكم العام فقبل ترقية الأستاذ عوض ساتي دون قيد أو شرط، فسحبت استقالتي)) (فدوى عبد الرحمن علي طه، مصدر سابق، ص 176 ـ 177).

كتب عبد الرحمن علي طه استقالته في السادس من نوفمبر من العام 1953م وخاطب في مستهلها الحاكم العام البريطاني، بقوله: ((في مقابلتنا التي جرت في الخامس من نوفمبر، أخطرني سعادتكم، أنه ليس في وسعكم قبول توصيتي بسودنة وظيفة مدير المعارف، بسبب دنو موعد تقاعد المدير الحالي. وأحب أن أخطر سعادتكم، إن كان قرراكم هذا قراراً نهائياً، فأنه ليس أمامي خيارٌ سوى أن أقدم استقالتي من منصب وزير المعارف. أنا أعي تماماً ثقل وجسامة هذه الخطوة، خاصة في الظرف الراهن، وإني لتوَّاقٌ لوضح حقائق هذه المسألة في المضابط الرسمية)). (الترجمة من عندي).

عقب تلك التقدمة، ذهب عبد الرحمن علي طه ليقدم تسبيباً قوياً لاستقالته، مكوناً من إحدى عشر نقطة. وأمام قوة حجج عبد الرحمن علي طه، وأمام مهنيته العالية، واستعداده لفعل ما يقول، وخوفهم من تداعيات استقالته على مجريات العلاقة بالسودانيين، في ذلك المنعطف الخطير، الذي سبق الاستقلال بثلاث سنوات فقط، لم يجد الحاكم العام بداً من الرضوخ للاقتراح، وقبول ترقية الأستاذ عوض ساتي. وهكذا تم لعبد الرحمن علي طه ما أراد. لقد أكد عبد الرحمن علي طه استعداده للتضحية، بمنصب أول وزيرٍ سوداني للمعارف، من أجل ترقية موظفٍ سودانيٍ واحد!!

إخلاء المنزل الحكومي:

مما يجدر ذكره أيضاً، أن عبد الرحمن علي طه، ظل حاسماً جداً، عبر حياته العملية، في سرعة إخلاء المنزل الحكومي. كان يشرع في إخلاء المنزل الحكومي لحظة تقديمه لاستقالته من المنصب. وقد رد في ما كتبه هو بنفسه، أنه شرع، في إخلاء مكتبه، وفي حزم أمتعته في المنزل الحكومي، استعداداً لإخلائه، بمجرد تقديمه لاستقالته للحاكم العام. ولقد تكرر ذلك منه مرةً أخرى، عام 1958م، عندما تسلم من الفريق إبراهيم عبود، قائد انقلاب نوفمبر 1985م خطاب اعفاء من منصب وزير الحكومات المحلية، الذي كان يشغله. أخلى عبد الرحمن علي طه المنزل الحكومي في ثلاثة أيام فقط، وذهب إلى منزله الذي بناه في أربجي منذ العام 1951م. فعل ذلك، مع أن المدة الممنوحة للإخلاء كانت مدتها ثلاثة شهور! لقد ملك عبد الرحمن علي طه كل صفات الآباء المؤسسين، من حيث سعة وعمق المعرفة، ومن حيث القدرة على ضرب المثل الأعلى في القدوة الحسنة، والاستعداد للتضحية. غير أننا في السودان لا نترك أمثال هؤلاء ليرسخوا للمثل الرفيعة، وليؤسسوا لثقافة نظافة اليد، وللعفة، وللمهنية الرفيعة. في السودان يتم فتح الأبواب للأدنى علماً وخلقاً. وفي حين يصعد الأدنى علماً وخلقاً، يتم إبعاد المستقيمين من مراكز القرار، ومن مواقع ضرب النموذج الأمثل، لينتهي بهم الأمر إلى منطقة الظلال. هناك يتم اسدال الستار عليهم، لتنطمر سيرهم العطرة. وهكذا يحتل قصار القامة، وقصيرو النظر، والملتوون، ومحبُّو الولوغ في المال العام، أماكن النزيهين، والكبار بحق!!

نقلا عن صحيفة الأحداث 11 أكتوبر 2010

Post: #32
Title: Re: أعرف تأريخك أيها الســودانى: عبد الرحمن على طـه
Author: لطفي علي لطفي
Date: 10-20-2010, 01:34 AM
Parent: #31

Quote: عبد الرحمن علي طه: كيف أُقصي الملتوون المستقيمين؟! (5)

[email protected]


لا مناص من أن أعيد على القارئ الكريم، أن هذه الحلقات إنما انطلقت من كلماتٍ مؤثراتٍ قالهن الأستاذ محمود محمد طه، في حق الأستاذ عبد الرحمن علي طه، وهو يقف على ضريحه القائم في جنينته في أربجي، في العام 1972م. وسبب الإعادة مرتبطٌ بالغرض من هذه المقالات. فهي بالإضافة إلى كونها احتفاءٌ بعبد الرحمن على طه، بوصفه أحد أكبر الآباء المؤسسين للسودان المستقل، إلا أنها أيضاً تمثل محاولةً لسبر غور دلالاتٍ أخرى، تتعلق بقامة عبد الرحمن علي طه المعرفية والخلقية، التي كانت فريدة بين قامات المتعلمين الأوائل. فالدلالات التي أود استنطاقها هنا، تذهب إلى ما هو أبعد من مجرد الاحتفاء به. فغرضي من تأمل سيرته، إنما يهدف إلى التَّعُّلم من تجربته الثرة، ونموذجه الفريد، واستصحاب ما يمكن أن نستخلصه من تلك التجربة المتميزة في رسم صورة مستقبلنا، التي ظل الغموض يكتنفها، حتى يومنا هذا. وفي تقديري أن غموض صورة المستقبل، لدينا نحن السودانيين، لها ارتباطٌ وثيقٌ بالتأثيرات المصرية المختلفة التي أضعفت لدينا إحساسنا بذاتيتنا المنمازة عن مصر، كما وهَّنت لدينا القدرة على الاغتراف من معين جذرنا وإرثنا الحضاري التليد. قادنا التكييف الثقافي المصري الذي طالنا في حقبتي الحكم التركي، والاستعمار الإنجليزي المصري، إلى لبس خوذة عقلية ووجدانية ليست لنا!! فاضطراب شؤوننا، عبر حقبة ما بعد الاستقلال، يعود في طرفٍ منه إلى التدخلات المصرية الخفية والظاهرة في شؤوننا. فالأطماع المصرية ظلت، وما برحت، ولن تنفك، متعلقةً بحلم السيطرة على السودان، بل وعلى كل وادي النيل بأسره. سواء، تم ذلك بشكل مباشر، أو غير مباشر.

قلةٌ من المتعلمين الأوائل أولئك الذين برئوا من عقدة الدونية تجاه المصريين. ومن بين هؤلاء الكاتب العبقري معاوية محمد نور، والأستاذ عبد الرحمن علي طه، والأستاذ محمود محمد طه. وعلى خلاف الأخيرَيْن، فإن معاوية لم ينخرط في الأنشطة السياسية، وإنما انخرط بكليته في المجال الثقافي. وقد مات معاوية في وقتٍ مبكرٍ، لم تكن الحركة السياسية السودانية قد أخذت فيه بعد، صورتها المتبلورة. أما السيد عبد الرحمن على طه، والأستاذ محمود محمد طه فقد برزا في الحركة السياسية منذ منتصف أربعينات القرن الماضي، وكان كلاهما استقلالياً، وسافراً في مقاومته للأطماع المصرية والنفوذ المصري في السودان. ونتيجةً لوضوح رؤية الرجلين في ما يتعلق بالشخصية الحضارية المنمازة للقطر السوداني، وبخطورة الأطماع المصرية على مستقبل السودان الحضاري، وحرصهما على خروج السودان بالكلية من دائرة الهيمنة المصرية، استهدفت كليهما، وبلا هوادة، المؤسسة المصرية الحاكمة. اتفق الرجلان على الخروج التام من دائرة الهيمنة المصرية، على الرغم من أن كُلاً منهما اتخذ لنفسه مساراً سياسياً مخالفاً للآخر. أنشأ الأستاذ محمود محمد طه الحزب الجمهوري، في العام 1945م، وانضم الأستاذ عبد الرحمن علي طه إلى ركب السيد عبد الرحمن في العام 1943م. وعلى الرغم من إنكار الأستاذ محمود محمد طه على المثقفين الأوائل، انضمامهم إلى الأحزاب الطائفية، إلا أنه ظل يُكِنُّ احتراماً، وتقديراً خاصاً، للأستاذ عبد الرحمن علي طه. والسبب هو أن عبد الرحمن علي طه كان عالماً، وكان صادقاً، مخلصاً، ونقياً، في كل ما يأتي وما يدع. فهو لم ينضم إلى حزب الأمة طمعاً في جاهٍ، أو في منصب، أو في ثروة. والراجح عندي أن عبد الرحمن علي طه رأى أنه بانضمامه إلى قوةٍ قائمةٍ، متشكلةٍ أصلاً، مثَّّلَها السيد عبد الرحمن المهدي، سوف يجد فرصةً مواتيةً لخدمة البلد. ويتبدى الدليل على صدق عبد الرحمن علي طه في ذلك المنحى، بجلاءٍ شديد، في قراره اعتزال السياسة، في العام 1958م، والعودة للبقاء بشكل نهائي في قريته أربجي. فعل ذلك حين اصطدمت مبادئه، التي يؤمن بها، مع ما كان يجري وقتها، مما لم يكن ليستسيغه. ولسوف يرد تفصيل ذلك في الحلقات القادمة.

وضوح رؤية عبد الرحمن علي طه:

كتاب "السودان للسودانيين"، الذي أصدره الأستاذ عبد الرحمن علي طه، في العام 1955م، كان جزءاً من حملةٍ استهدفت مقاومة الدعاية المصرية المكثفة، والأموال المصرية التي تدفقت على السودان من أجل التأثير على السودانيين في مسالة تقرير المصير قبيل إعلان الاستقلال. هذا الكتاب المتميز بحق، يعكس وضوح رؤية عبد الرحمن علي طه تجاه مستقبل السودان. ففي الوقت الذي كان فيه كثيرٌ من السياسيين السودانيين يتغنون بوحدة وادي النيل، مرددين ما تردده أبواق الدعاية المصرية، كان عبد الرحمن علي طه يضع يده، وبوضوح شديد، على إستراتيجية الهيمنة المصرية الثابتة تجاه السودان. في ذلك الكتاب، ذكر عبد الرحمن علي طه أن زيادة النسل المتسارعة في مصر، وتناقص الغذاء مقابل تلك الزيادة، تمثل إحدى أهم ركائز اهتمام مصر بالسيطرة على السودان. فمصر، تريد من ناحية، أن تضمن لنفسها سيطرةً مطلقةً على مياه النيل. كما تريد، من ناحيةٍ أخرى، للمصريين، أن يجدوا حقاً في الهجرة غير المقيدة إلى السودان، بغرض تخفيف الضغط المتزايد على القطر المصري. (عبد الرحمن علي طه، السودان للسودانيين، مطابع شركة الطبيع والنشر، الخرطوم، السودان، 1955، ص 13). ولتأكيد النظرة الاستعمارية المصرية تجاه السودان، يورد عبد الرحمن علي طه مقتطفات مما جرى به قلم الكاتب المصري، عبد الرحمن الرافعي بك، الذي تحسر على خروج الحكم التركي المصري من السودان، قائلاً: ((لو أن الموظفين الذين تولوا حكم السودان قبيل ظهور الثورة كانوا مثالاً للعدل والاستقامة والرغبة في الإصلاح لسعد الشعب السوداني في عهدهم ولما وجدت دعوة المهدي من يستمع إليها من الأهلين فهؤلاء الحكام يقع عليهم نصيبٌ كبيرٌ من تبعة نشوب الثورة المهدية، مما أدى إلى ضياع الإمبراطورية العظيمة التي بذلت مصر ما بذلت من الدماء والأرواح والأموال في سبيل تأسيسها)). (المصدر السابق ص 13). ويرى عبد الرحمن علي طه، أن السياسة المصرية تجاه السودان سياسةٌ ثابتةٌ، لا تتغير بتغير الحكومات، فهي مبنيةٌ على مخاوف تزايد النسل، وضرورة السيطرة على مياه النيل، وتثبيت حق المصريين في الهجرة إلى السودان، والتملك فيه. يقول عبد الرحمن علي طه إن هدف مصر الثابت هو: ((ألا تسمح إطلاقاً بقيام دولة مستقلة في السودان ربما تعاديها في وقتٍ من الأوقات فتحرمها فيما تحرمها السيطرة التامة على مياه النيل وهجرة أبنائها إلى السودان))، (المصدر السابق، ص 14). ويضيف عبد الرحمن علي طه أيضاً: ((رسمت مصر هذه السياسة من زمنٍ بعيد لتسير على هديها كل الحكومات المصرية مهما كان لونها، واحتلت هذه السياسة العقل الباطن المصري، ولن تبرحه إلى الأبد)). (المصدر السابق، ص14).

مصر تضع حقوقها في السودان فوق حقوق أهله!!

ويورد عبد الرحمن علي طه النقاط التي احتجت بها الحكومة المصرية، حين فكر البريطانيون في إقامة خزان سنار على النيل الأزرق في السودان، لزراعة القطن، في العام 1913م. أورد عبد الرحمن بعض النقاط التي رفعتها الحكومة المصرية في اعتراضها على تشييد خزان سنار، وهي تقرأ كما يلي:
1. لا يجوز للسودان أن يستعمل قطرة من ماء النيل إلا إذا فاض ذلك الماء عن حاجة مصر وخاصةً في زمن التحاريق.
2. السودان قطر يعتمد على الأمطار، فلا يجوز أن يتجه للزراعة بالري الصناعي، إلا إذا بُحثت إمكانيات الري بالمطر بحثاً وافياً.
3. إن مشروع الجزيرة قد يزرع القطن طويل التيلة، وفي هذا ما فيه من مضاربة للقطن المصري في الأسواق العالمية.
4. إن مصر في حاجة للتوسع الزراعي لضمان المعيشة لنسلها المتزايد وللمحافظة على ميزانها التجاري.
ويعلق عبد الرحمن علي طه على هذه النقاط المصرية تعليقاً نبيهاً جاء فيه: ((هكذا رأت مصر ألا يستعمل السودان قطرة من الماء إلا إذا فاض ذلك عن حاجة مصر، وأن يظل معتمداً على الأمطار فلا يلجأ للزراعة بالري الصناعي إلا بشروط، وأن تستمر مصر وحدها في التوسع الزراعي لتحافظ على ميزانها التجاري ولتضمن المعيشة الرفيعة لنسلها المتزايد!! نسيت مصر، أو تناست أن في السودان نسلاً متزايداً أيضاً، على مر السنين، وأن للسودان ميزاناً تجارياً يجب أن يحافظ عليه بالمثل. ولعلها نسيت في ما نسيت أن السودان ـ كما تدعي ـ جزء لا يتجزأ من أراضيها، وأن السودانيين والمصريين شعب واحد، يعيش على نيل واحد. لماذا إذن تأبى التعمير لهذا الجزء من أراضيها؟ ولماذا تفكر في الرخاء للنسل المتزايد في بقعة معينة من أرض الوطن الواحد، وتأبى أن يشمل الرخاء الاقتصادي من في البقعة الأخرى من نسل متزايد؟))!! (المصدر السابق، ص 25). هكذا كان عبد الرحمن علي طه صاحياً، في الوقت الذي كان فيه كثيرٌ من طلائع المتعلمين السودانيين الأوائل، مُخَّدِرين، يرددون في غفلةٍ شديدة، هتافات وحدة وادي النيل، مما ترسله إلى مسامعهم أبواق الدعاية المصرية.
نقلا عن صحيفة الأحداث 18 أكتوبر 2010
(يتواصل).

Post: #33
Title: Re: أعرف تأريخك أيها الســودانى: عبد الرحمن على طـه
Author: هاشم محمد الحسن عبدالله
Date: 10-20-2010, 09:01 AM
Parent: #3

الأستاذ الراحل العظيم عبدالرحمن على طه ، من أعلام التربيةفى وطننا وله لمسات خالدة فى هذا المجال تسجل له وتخلده الى الأبد ، اضافة الى ماواصله أنجالهمن بعده ، له الرحمة والمغفرة بقدر ماقدم لوطنه وأمته .

Post: #34
Title: Re: أعرف تأريخك أيها الســودانى: عبد الرحمن على طـه
Author: محمد عبدالرحمن
Date: 10-20-2010, 09:17 PM
Parent: #33



شكر استاذ لطفى لجلب المقالات الى هنا ..سوف اكون متابعا واترك تعليقى
على المقالات عند نهايتها ....

للدكتور النور حمد ..

فى تصحيح من المهندس اشرف عبدالباقى وهو للعلم واحد من المهتمين بالتوثيق
والبحث فى تاريخ وانساب اهل اربجى ..التصحيح الذى ذكره فى منتديات اربجى
فى تعليقه على المقالات ..ان الاستاذ عبدالرحمن على طه مدفون بمقابر الفكى حمد
بأربجى وليس بجنينته كما ذكرت ..ربما اللبس اتى من انه فعلا مدفون فى جزء
من المقابر محاط بالشجر وبه حجرة اقامها هو لحفظ ادوات المقابر واحتياجاتها..
واحاطها بسور من السلك الشائك ..وقد وهب ثواب هذا العمل لوالدته ام النصر احمد
عبدالرحمن ولزوجته آمنه احمد الحاج ..لكن هذا الجزء داخل مقابر الفكى حمد
وهى للعلم مقابر اهل اربجى جنوب ...وملاحظه اشرف صحيحة ..وقد قلت ربما وجود
الاشجار حول القبر جعلها كالحديقة صغيرة المساحة ..

Post: #35
Title: Re: أعرف تأريخك أيها الســودانى: عبد الرحمن على طـه
Author: محمد عبدالرحمن
Date: 10-21-2010, 06:43 AM
Parent: #34

والفكى حمد امام الذى سميت المقابر بأسمه كتب عنه المهندس اشرف عبدالباقى الآتى :


الخليفه حمد امام عبدالقادر خليفه التويماب ومن علماء اربجي المشاهير , هذا العالم الزاهد من ابكار الهنديه في السودان حيث تعلم عند الشريف محمد الامين الهندي وقد اشتهر مايعرف "بقرآن ودالهندي" حيث خلاوي الهنديه في منطقه مدني والتي جاء وصفها في مقدمه كتاب رياض المدائح للشريف يوسف الهندي , أن عدد الطلبه ألوفا مؤلفه فتقاقيب القرآن خمسون تقابه و كل تقابه بها مائه طالب وتقاقيب التجويد ثلاثه عشر تقابه بها مايزيد علي خمسين طالب في كل تقابه , وعندما يدخل الليل وتشب نيران القرآن يكون منظرها بديعا يخلب ويأثر الافئده , واهالي المنطقه كانت نسأؤهم تغزل وتضفر في منازلهن علي اضواء هذه النيران . من هنا اخذ الفكي حمد علمه ونقله الي اربجي حيث اسس دعائم تحفيظ القرآن بأربجي .

حمد امام من احفاد التويماب و في موسوعه دكتور عون الشريف قاسم نقلا من كتاب التعارف والعشيره لعثمان حمدنا الله ،ان التويماب معلمي للقرآن " وتعريفه :
حمد بن امام بن عبدالقادر بن تاى الدين بن الفرضي بن محمد بن موسي بن التويم بن محمد بن قبله بن سرار بن عمار بن حامد حمير بن عوض بن رباط . ..
التويماب العوضيه .

واخوه حمد : احمد - محمد - دار السرور - امنه وزوجته هي عائشه عبدالله عمه امير المهديه وشاعرها محمد ودتويم وللفكي حمد :عبدالله .
كان الشيخ حمد معلما للقرآن بخلوه الجعليين كما كان معلما ايضا بخلوه المساعيد وكان معه ابن عمه الفكي صالح ود التويم الذي انتقل الي رفاعه حيث الخليفه الحسن " من التويماب " خليفه الختميه برفاعه وهي خلافه قائمه حاليا عند احفاده الحسن وهاشم . . ومن الذين درسوا في خلوه المساعيد الفكى عثمان سعد احمد .
و للفكي حمد ودالتويم دورا هاما في تحفيظ عددا من الحفاظ بأربجي وقد ذكرت دكتوره فدوي عبدالرحمن علي طه في كتابها عن والدها استاذ الاجيال عبدالرحمن علي طه . . ان والدها تعلم عند ودالتويم . . الفكي حمد انصاريا زاهدا عرض عليه منصب القضاء في المهديه الا انه لم يقبله وغادر اربجي مؤقتا خوفا من توليه مسئوليه القضاء , الا انه تصدي للفتاوي في اربجي فقد كان مرجعا اضافه لتعليمه القرآن .
توفي الشيخ حمد امام عام 1920 وخلفه عثمان سعد احمد وفي عام 1932 اصبحت الخلوه نظاميه يدرس بها الحساب اضافه للقرآن حيث استمرت الخلوه حتي الستينات حيث نيران القرآن مشتعله وعندما اضحت اطلالا , فما كان من عبدالرزاق علي طه الا ان اعاد بناءها كزاويه . دفن الفقيه حمدامام في المنطقه التي يطلق عليها مقابر الجعليين وهي مقابر الفكي حمد حيث تحولت مدافن الجعليين من مقابر فارس الكتاب الي الفكي حمد


___

جانب من سيرة الفكى حمد الذى يعتبر اول معلم للاستاذ عبدالرحمن
على طه كما ذكرت دكتورة فدوى فى كتابها ..هذا المناخ الذى نشا فيه
عبدالرحمن على طه والبيئة التى عاش فيها بالتاكيد لها دور كبير
فى تشكيل شخصيته ..قصدت ايراد هذه السيرة والتى ستكون جزء من ماارتكز
عليه فى التعليق على مقال دكتور النور حمد ...

Post: #36
Title: Re: أعرف تأريخك أيها الســودانى: عبد الرحمن على طـه
Author: محمد عبدالرحمن
Date: 10-21-2010, 06:47 AM
Parent: #35

هذا توضيح آخر من المهندس اشرف عبدالباقى :

ورد فى المقال :

Quote: وأسرة الحاج طه، عمدة أربجي، وهو جد عبد الرحمن علي طه
،برضو دا خطأ


على حاج طه هو العمده وهو والد عبدالرحمن ... وليس جده حاج طه
وعلى حاج طه خلف عوض الكريم حمدون ابيد لان العموديه كانت عند الحبيكاب المسيكتاب ممكن ترجع لماكتبته فدوى فى كتاب الاجيال عن العموديه.
حبيكه جد الحبيكاب امه بنت الفقيه حسين المسيكتابى وحاج طه والدته فاطمه بنت الفكى الطاهر بن حسين بن محمد بن الفقيه حسين المسيكتابى هذه وضحها عثمان حمدنا الله .