لسان الشارع الشمالى صبيحة الأحداث المؤسفة

أصبحت بلادنا اليوم تضع كفها على خدها كأرملة هدَّها النواح والعويل وأخذ منها الحزن والرهق كلَّ مأخذ وهى تحدِّق فى العدم بعد أحداث الشغب الجامية التلا لطَّخت جدار الصمت بدماء الانتهازية والجبن والحقد الدفين ,تلك التى اقترفتها ايدى السواد الأحمق الظالم ,الغاشم الذى لا يعرف معنىًّ واحداً من معانى الانسانية المتعددة.
ولأنَّ العين التى رأت شبعت حتى التخمة والغثيان أغمضْتُها كيما أرى الضمائر الميتة ,والنفوس المحنَّطة,والقلوب المتعفَّنةفى زمنٍ ضريرٍ يقوده الضلال والغواية والوهم المعشِّش فى أوكار الهزيمة.
فلم تبق الا أُذنٌ يراودها لسانٌ ينطق كفراً ,ويكفر نطقاً,ويُنبتُ شوكاً,ويبصق غضباً على وجه الواقع الواقع القبيح..فما هو القبح ان لم يكن هجوماً على روضةٍ من رياض الأطفال الابرياء؟!وما هى القبح ان لم يكن طعناً وضرباً ورجماً للمصلين داخل المسجد (بالحتَّانه)؟! وما هو القبح ان لم يكن هجوماً على الفتيات بل سفك دماءِهن بحرمات بيوتهن(فتاة الكلاكلة شرق)؟!...غضاً للبصر عن الممتلكات التى دُمِّرت, والأموال التى نُهبت ,والعربات التى أُحرقت,و...و...و..الخ
فكأنَّ لسان الشارع الشمالى يقول((بالذى نشرى نبيع))وما دامت قوات الشرطة والأجهزة الامنية معتكفةً ((فى بيت الحَبِسْ))وهى تجترُّ سؤالاً يابساً يقول:ما هو الحد الفاصل بين أوجب الواجبات واحترام حقوق الانسان والاسرة الدولية؟؟ما دامت كذلك فانَّا قادرون على رد العدوان وحفظ النسوان واعادة ما كان ((بى ضرعاتنا ديل ايديَّه أو زنديَّه))..
يا أُذنُ هل سمعتِ مكبِّرات الصوت تستنفر المواطنين وتستحثّهم على الدفاع على ممتلكاتهم وأعراضهم؟؟
تقول الأذن : لست ادرى
ويقول لسان الشارع الشمالى:
(مرحبتين حباب الشَّرْ مَحَلْ ما بتَّقْ
تِنْقدَّ الرهيفه انشاء الله ما تِتْلتَّقْ)
يا عينىَ المعصوبة هل رأيتِ مواطنين يزجّون بمواطنين من جزيرة (توتى) ويقذفون بهم كالأشياء على شط النيل الأزرق الجنوبى ؟؟
تقول العين: لست أدرى
ويقول لسان الشارع -دون أدنى تعاطف-:
(على نفسها جنت براقش)
يا عينى المعصوبه,هل رأيت الهجوم والهجوم المعاكس -اليوم- بمنطقة الكلاكلة والحاج يوسف؟!
تقول العين:
لست أدرى
ويقول لسان الشارع:
((نحن قبيل شِنْ قلنا...قلنا الطير بياكلنا))
انها التجارة الكاسدة والزراعة الفاسدة التى لا تُثمر الا كساداً وفسادا......
اللهم لا نسألك رد القضاء ولكن نسألك اللطف فيه