الانهدام : تفنيد أطروحات جماعات وتيارات الإسلام السياسي ... من داخلها

الانهدام : تفنيد أطروحات جماعات وتيارات الإسلام السياسي ... من داخلها


04-15-2004, 07:07 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=304&msg=1190053736&rn=0


Post: #1
Title: الانهدام : تفنيد أطروحات جماعات وتيارات الإسلام السياسي ... من داخلها
Author: فتحي البحيري
Date: 04-15-2004, 07:07 PM

1- التفكير من أجل النعم الإلهية على الإنسان ، وعلى مر الزمان يرمى كل من يحاول (إحياء) هذه الشعيرة بالجنون ، نعم الجنون وليس أية تهمة أخرى ، كما يرمى ، وهو الذي يسعى بإحياء التفكير الى إعادة مفهوم التدين إلى نقائه وطهارته وحيوته وطزاجته بانه مبدل للدين !!! ولم يسلم ، حتى الأنبياء صلوات الله عليهم وسلامه ، من هاتين التهمتين
2- نجحت جماعات وتيارات الإسلام السياسي ، ونعني بالمصطلح هنا كل جماعة أو تيار يقدم بالفعل أو بالتنظير مشاريع سياسية تدعي المرجعية الدينية الإسلامية ، نجحت هذه الجماعات والتيارات طيلة قرن ونيف في إثارة الحماس والعواطف وأنتجت نماذج سياسية واقعية فاشلة في معظمها إن لم يكن كلها على مستويين : مستوى تقديم نموذج حكم سياسي يقنع الناس بشعار (صلاحية الإسلام لكل زمان ومكان) ويتمثل القيم النبيلة المبثوثة في نصوص الكتاب والسنة ، ومستوى انجاز تغييرات إيجابية على حياة المجتمعات التي حكمتها .
3- وفشلت هذه الجماعات بالمقابل فشلا ذريعا وأصيلا في خلق تيار تفكير متجدد يسعى بالنظرية السياسية الإسلامية إلى كمالات كانت مبتغاة ، ولاتزال الكثير من التقوب في جسد هذه الفكرة في متناول دراسة عجلى كهذه للدرجة التي تجرؤ (هذه الدراسة العجلى)على اجتراح هذه التسمية (الانهدام) لتوصيف ، تراه ممعنا في الدقة والبيان ، موضوعي لحالة التناقض الجذري الذي تعيشه فكرة طرح واختزال (العودة إلى الإسلام) في مجالات نظام الحكم والقوانين في مجتمعات لا يمكن أن تنطبق عليها شروط ومواصفات القابلية لهذا الاختزال المبين

Post: #2
Title: Re: الانهدام : تفنيد أطروحات جماعات وتيارات الإسلام السياسي ... من داخلها
Author: فتحي البحيري
Date: 04-15-2004, 07:23 PM
Parent: #1

متناقضة الإكراه التعبدي
4- يقولون لنا أن (المسلمين) لا ينبغي أن تكون لهم الخيرة من أمرهم حيال أمر تطبيق قوانين مستمدة من (فهمهم لـ)نصوص الكتاب والسنة في الأمور الجنائية والمدنية والشخصية ، وان هذه عبادة وشعيرة مثلها مثل الصلاة والصيام والحج ، والواقع يقول لنا أن كثير جدا من هؤلاء المسلمين غير مقتنع بوجهة النظر هذه ، إما لقلة اقتناع بصلاحيتها لهذا الزمان وهذا المكان ،أو (لفهم مختلف) لهذه النصوص أو لمقاصد الشريعة أو للأصول التي تجعلها واجبة في ملابسات هذا الواقع بالذات ، فيقولون أن هذا لن يعفي المجموع الإسلامي من الانصياع لهذه القوانين وينبغي أن تفرض عليه عنوة وهنا يقعون في متناقضة الإكراه
5- من المعلوم فقهيا أن الإكراه على أي فعل الأصل فيه أن يتم بالإرادة والاختيار يسقط القيمة التعبدية أو التبعة المترتبة على هذا الفعل فاذا قهرت رجلا على أن يتوضأ وضوءا حسنا ويصلي صلاة حسنة بمسدس أصوبه في جبهته هل يكون لوضوءه وصلاته قيمة تعبدية ؟؟؟؟؟إذن وبنفس هذا المفهوم لا قيمة تعبدية لمجتمع تطبق فيه تعاليم وشرائع دينية بها أدنى شبهة للإكراه

Post: #3
Title: Re: الانهدام : تفنيد أطروحات جماعات وتيارات الإسلام السياسي ... من داخلها
Author: فتحي البحيري
Date: 04-15-2004, 08:17 PM
Parent: #2

متناقضة الدولة الوطنية والدولة الفكرية

6- عندما أصر بعض الهنود المسلمين على الانفصال بدولة تجمع المسلمين الهنود وتطبق الإسلام (أرض النقاء- باكستان)في 1947م ، هاجر من اقتنع بالفكرة من سكان الولايات الأخرى (الهند الحالية) تاركا وراءه كل ممتلكاته وحياته في بلاد (المشركين) وأوى إلى إخوته المسلمين في الأرض النقية الجديدة ، ولا بد أنه كان في البال أن يعاملهم السكان هناك معاملة تقترب إلى هذا الحد أو ذاك من الصورة المثالية المرسومة عن تقاسم المال بين المهاجرين والأنصار ولكن ،وبتلقائية شديدة تعامل الأنصار الجدد تعاملا ينتمي لواقع نفسي وقيمي لم يستطع دعاة الإسلام السياسي محاورته حتى الان بصدق فيما يبدو وشعروا بان هؤلاء الوافدين سيكونون عبئا على مواردهم فحدثت المشاكسات التي تحول بعضها إلى مذابح شهيرة .
7- ولقد اقتنع عراب دولة باكستان، المفكر الإسلامي أبو الأعلى المودودي في بعض كتاباته المتأخرة بخطل الفكرة ، فقد كان من السذاجة بمكان محاولة تطبيق نظام نظري لدولة فكريةمتخيلة على بنية دولة وطنية (قومية) متحققة. تماما مثل أن تظن أن الديك سيصهل بمجرد أن تطعمه برسيما
8- والان ، وفي أي دولة وطنية في الرقعة الإسلامية هذه ، ولتكن السودان مثلا ، لا مجال لتنظيم العلاقة بين هذه الفئات الثلاث إذا قامت دولة إسلامية في جسد الدولة الوطنية
أ- السودانيون المسلمون
ب- السودانيون غير المسلمين
ج- المسلمون غير السودانيين
إلا بالخروج من إحدى البنيتين نهائيا
فدولة الإسلام تفرض معاملة متساوية بين كل المسلمين
ودولة المواطنة (الدولة الوطنية) تفرض معاملة متساوية لكل السودانيين
ولا يجوز بحسب الدولة الإسلامية تفضيل غير المسلم على المسلم في أية امتيازات
ولا يجوز بحسب الدولة الوطنية تفضيل الأجنبي على المواطن في أية امتيازات
واذا فرضنا أن أمير المؤمنين (هل سيسمونه كذلك ؟؟؟) أصدر قرارا إسلاميا بالخروج النهائي عن بنية ومفهوم الدولة الوطنية
فكيف ستنظم الدولة علاقاتها مع الدول الأخرى ؟؟؟؟؟
ولا سيما الدول التي فيها مسلمين ؟؟؟؟؟
من منكم يدلني على تنظير ناقش هذه المسائل بجدية ومنهج ؟؟؟

Post: #4
Title: Re: الانهدام : تفنيد أطروحات جماعات وتيارات الإسلام السياسي ... من داخلها
Author: فتحي البحيري
Date: 04-18-2004, 06:02 PM
Parent: #1

(والانهدام لغة من : انهدم ينهدم انهداما فهو منهدم . الجذر من الدك والهد والتدمير والصيغة الاشتقاقية الانفعال للدلالة على حدوث الفعل ذاتيا با مؤثرات خارجية)