اجمعوا البطاقات !! إقالة قراء وأعضاء سودانيزأونلاين ......... للصالح العام!

كثيرات هن مثيرات الأسى والحزَن والشجى والشجن
إحداهن كانت قبل أشهر عندما صفعني ، في إحدى المصالح الحكومية ، إعلان مكتوب بقلم الشيني الأزرق في مكان بارز وبخط مقروء لا أذكر الآن ما إذا كان نسخا أو رقعة ولكنني أذكر بالضبط مضمونه وبالكاد كل كلماته : المرجو من الإخوة الذين تم إلغاء وظائفهم تسليم بطاقات التأمين الصحي الخاصة بهم وبأسرهم ليتم صرف استحقاقاتهم!!
إلغاء الوظائف هي أشد التعبيرات حداثة ولطفا لأشد (إنجازات) الإنقاذيين شراسة في محاربة المعارضين وعامة الشعب بقطع أرزاقهم ومحاولة تعليب وتعبئة الأكسجين خارج نطاق متناولهم .
وبطاقات التأمين الصحي هي باختصار (حق المواطن ،أيا كان، في تلقي علاج .. ليس مجانا ، ولكن نظير ما يقدمه للدولة من ولاء سكوتيا كان أو طنطنيا، وضرائب وإتاوات وزكوات مباشرة وغير مباشرة) بعد (تعليبه) خارج متناول كثيرين من عامة الشعب.
والذين تم إلغاء وظائفهم ورميهم خارج (رحمة) الدولة والمجتمع وخارج أبسط حقوقهم كآدميين ومواطنين ليسوا بقايا شيوعين أو طابور خامس أو معارضة أو متمردي دارفور أو أو أو الخ
وإنما هم بقية ممن رضوا أصلا أن ينعمو بظل الإنقاذ ووظائفها وريعها ومزاياها المعلبة وأفواج من أخوانهم تدخل نار التهميش التجويع والإفقار .... زمرا
إذن ، ولا شماتة بطبيعة الحال

تظل الإنقاذ كالنار فعلا ، لا تعدم في كل وقت وحال ، (ما تأكله)

جاييكم للسؤال (الفني) كيف يمكن أن تتم إقالة القراء والأعضاء هنا للصالح العام
هل أن تكون قارئا أو عضوا في هذا المنبر ... وظيفة؟؟؟
وهل يمكن (فنيا) أن تتم إقالة هؤلاء وأولئك للصالح العام بغير الحال الساذج the trivial solution بحجب المنبر أو إيقافه أو ................. أو أو الخ
ولماذا؟؟
ولكن دعونا (نرفل) قليلا في مراتع الأسى الإنقاذي هذه
ومنكم ، قراء المنبر وأعزائه ، نفر كريم كثير يعرف عين اليقين وعلمه وحقه وذوقه ماذا تعني الإقالة للصالح العام
وماذا تعني الإقالة للصالح العام (قبل) حتى أن تتوظف أو تتخرج حتى....
لي صديقان توأمان باسمين متشابهين جدا أحدهما وصل إلى سجلات غيظ أجهزة الإنقاذيين الأمنية بمنشط أو منشطين (أو مكره أو مكرهين!!)
وهو لم يتخرج من الجامعة حتى الآن
والآخر تخرج ، ولا كبير اهتمام له بالشأن السياسي ووربما هو لا يرى في الإنقاذ شرا كثيرا وتاق كغيره من الشباب لنعمة التوظيف ولكنه كان يفجع في كل مرة : لا سبيل!!!
وعندما اضطر ، ببعض علاقات القرابة ليستفسر عن هذا الإغلاق غير المفهوم لأبواب رزقه قيل له أنك فلان بن فلان و(نحن) لانريدك أن تنعم بالأكسجين
فاطمأن واغتاظ بزفرة واحدة : فلان هذا أخي وتوءمي وليس أنا أنا اسمي كذا (بفارق حرف واحد)
قيل : لا ، لا سبيل
ولكم أن تتصوروا ، سيداتي آنساتي سادتي ، دراماتيكية العلاقة بين الشقيقين بعدها وبين كل منهما وآماله وأعماله ومال أخيه وأعماله
واحزنوا....

أستطيع قطعاأن أحلف (بمه ؟؟؟) أنني تعاطفت وجدانيا وحزنت لحال الذين فقدوا أمنهم الصحي عندما فقدوا أمنهم الوظيفي،
ولكن لا يستطيع من يدعي أو يملك العقل والرحمة والمعرفة بالدين والانحياز له والغيرة عليه أن (يفرح) أو يكون محايدا عاطفيا وهو يرى شخصا واحدا ، أي شخص ، وأيا كانت علاقته الفكرية والدينية والسياسية به ، وجها لوجه أمام الجوع والفقر [والكفر ، بالتالي] والمسغبة [المسغبة دي ياها الجوع زاتو موش؟؟؟]
وسمعنا أن جعفر نميري قرر للصادق المهدي سنة 69 عندما اعتقله في بورتسودان 100 جنيه شهريا [تساوي بحساب ذلك الوقت 350 دولار تقريبا ] وهو المعارض رقم 1 حينها
غير أن الذين [لا يزالون يتبجحون أنهم أكثر اسلاما وانسانية وفهما منا] فرحوا لقتل أهلهم وأخوتهم بالجوع سنينا عددا
.... ولم يرف لهم جفن

لكن انظروا
كيف بوسع كلامي أعلاه

...
..
أن يتسق؟؟

Quote: وإنما هم بقية ممن رضوا أصلا أن ينعمو بظل الإنقاذ ووظائفها وريعها ومزاياها المعلبة

لا أعتقد أن الشماتة بريئة تمام البراءة من هذا التوصيف لحال أناس هم الأن بعض ضحاياالانقاذعلى كل حال
بعض المكتوين بنارها
بغض النظر عما كانوا عليه بالأمس
وحتى لو كانوا هم الانقاذيون كلهم أو أصلهم
فالأمن من الجوع والمرض حق طبيعي لكل انسان
بغض النظر عن كونهم مجرمين أو ساكتين عن المجرمين
... ولا يقفون معناعند حقيقة أن الأمن من الجوع والمرض حق طبيعي لكل إنسان
فـ
فليغفر الله لي

وحده الله
، بافتراض الإيمان المقترن بكامل المحبة بوجوده ووحدانيته ورحمته وعدله وحكمته وحلمه و.... إلخ ،
لكامل الأسف ولغير الأسف معا
من يكون حريصا على أمن وحياة وإطعام المؤيدين والمخالفين على حد سواء
... فيما يبدو