أبو خالد في الخرطوم :إعادة توجيه الأسئلة : ((ما قنا اقروا !!!!))

النكتة (البايخة ، كحالنا) أن المعلم قد سأل إحدي التلميذات اللاتي يعتقد في وسامتهن عن نتيجة امتحانها فأجابت : (زي وشي) فأسرف في تهنئتها ومديح مثابرتها ولكنه صرخ حزينا بوجه أخرى أجابت نفس الإجابة : ما قنا اقروا !!!!

يعتقد نظام المجرمين الإنقاذيين في الخرطوم أنه ينتصر في هذه اللحظات وهو يستولي على (جسد حي) لأحد أكبر وأشرس معارضيه العسكريين في الوقت الذي توشك أن تتم فيه عمليات (مصالحة) مع الحركات المتمردة في الجنوب والغرب .
يعتقد أنه نجح في (التجمل) باطلاق تصريحات عن أنه سيطلق سراح الرجل فور وصوله للخرطوم ونجح أيضا في (التجمل) عندما لم يفعل ذلك فعلا . يعتقد أنه (يكسب ورقة) ما بهذه (العملية) في هذا (التوقيت) .
... كمن لا (يقرأ) قط .

تكاد تخلو المسارات التي يجري فيها التفاوض الآن من أية إشارات لجرائم الإنقاذ على المستويات العسكرية والمدنية ، والتي لا يستطيع أي تدبير مهما كان محكما ضمان عدم بروزها إلى السطح بأشكال عفوية أو منظمة فور انفكاك قبضة الانقاذيين على مقاليد الحكم كليا أو جزئيا بعد قليل .. بعد قليل جدا
وخلو مسارات المفاوضات مما يجعل المحاسبة حتمية لا يمكن بحال من الأحوال أن يجعل (عدم المحاسبة) حتميا
وانحياز الانقاذيين التلقائي (بطبيعة حالهم الذي لم يحسنوا هم ولم يحسن مفاوضيهم فيما يبدو قراءته ) إلى شهوة الانتقام والتشفي لا يفعل لنا (شيئا) سوى جعلنا نعض مزيدا مزيدا بنواجذ الإصرار والعمل والتنادي على مطالب القصاص والمحاسبة العادلة عاجلا أو آجلا ولا يفعل بنا شيئا سوى جعلنا نرى بوضوح أكثر (الفارق الكبير) بين رجل شجاع واجه مصيره الوطني والإنساني وصنعه من أول يوم وحتى آخره وهو، وإن لم يكن النموذج الأفضل لقائد ديمقراطي فحسبه من النزاهة والشرف أنه عاش حياته متطابقا ومتسقا مع مباديء وثوابت تنتمي إلى قومه وشعبه ويموت إن مات بطلا ستبكيه الثواكل حتما (وتسمي عليه الأجيال القادمة بافتخار) وبين (رجال كذبوا ماعاهدوا الله والشعب عليه) ألف ألف ألف مرة لا يذكرهم الناس الان ولا غدا إلا في مقام الدعاء عليهم بما آذوا البلاد والعباد وما كان لهم من مبدأ ولا ثابت سوى سحت السلطة وحرام الحكم ويصرون على تذكيرناكلمااقتربنامن النسيان عورات جبنهم وخستهم ونذالتهم و....
... (ما قنا أقروا)

يريد الانقاذيون فيما يبدو عملية تحول ديمقراطي لا تحذفهم من كرسي الحكم ولا من امتيازاتهم وتفوقهم الاقتصادي الحالي على الآخرين ولا تواجههم في أثنائها احتمالات (موت) كثيفة...
وهم بهذا كمن يريد أن يذهب للابتضاع ويعود بالسلعة والثمن معا
المشكلة الكبرى في هذا السياق هي أن الآخرين لم يقرأوا ذلك ... استمرار التجمع والحركة الشعبية في المفاوضات وتصريحات غازي سليمان شديدة النبل !
إن (الحرج) الآن يكسو شيئنا أم أبينا وجوه كل مفاوض ومتفاوض سواء كان في أبوجا أو نيروبي أو القاهرة
ووجه كل من ظن يوما أن للثعلب الإنقاذي الرعديد دينا

وبمعزل عن نظريتي المؤامرة (المحكمتين) اللتين تم تداولهما هنا بسخاء
تلك التي تقول أن أبا خالد متواطيء مع الانقاذيين لا يزال وأن ما يحدث هو تهيئته ليكون بطلا قوميا حليفا للانقاذ فيما سيلي من أيام
وتلك التي تقول أن الجميع متأمرون ضد أبي خالد لتجريده من قوته السياسية وإقصائه عن التأثير السياسي على أقل تقدير
أيهما أكثر راحة ونفعا لأبي خالد الآن
مسجونا في عرين الضباع السفلة ثابت الجأش والجنان وحرا من الأخطاء والمؤامرات؟؟؟
أم في (ميدان) لم تعد ، لهذا السبب أو ذاك، بندقيته تشير إلى اتجاه واحد فقط
أم متفاوضا آكلا شاربا ضاحكا مع نافع على نافع لأجل تحصيل حاصل اتفاقات جدة الذليلة بكل المقاييس؟

.... ما قنا اقروا!!!!!

ألهذي الدرجة نحن قبيحون
مقاييسنا قبيحة وتفكيرنا قبيح
وتعاملنا مع الحقيقة أقبح (منها) دائما
كيف يمكن أن نقود ، مثلا ، حملة لإطلاق الرجل ، ونحن نحمل في طيات هذه القيادة أسوأ الظنون (المعلنة)بكل الأطراف
المرحوم الشيخ زايد ودولة الإمارات
التجمع الوطني وأحزابه ، أحزابنا الوطنية ككل
ارتريا وقياداتها
الانتربول العربي - المصريين والسوريين الخ
المجتمع الدولي
وكيف كنا نود لحملتنا النجاح؟؟؟؟
ما أشبهنا حالتئذ بالدبة التي قتلت صاحبها
وبصاحب الكلب الذي صوره حافظ ابراهيم

خذلنا الانتربول العربي ودولة الإمارات في الاستجابة لمذكرة من عصابة المجرمين الحاكمة في بلادنا فعلا ، ولكن لم يكن ذلك لأنهم يكرهوننا أو يتجاهلون مذكراتنا ، ثمة اتفاقية موقعة بين الدول العربية (وقعت عليها الانقاذ) لتبادل المجرمين ويوجد فعلا ، فيما سمعنا أخيرا ، أماراتيون مطلوبون لدولتهم في السودان ، وهذه بتلك . وخذلنا (التجمع) أيضا فلم يترك المفاوضات لأجلنا وأجل عبد العزيز ولم يشترط التخلي عن المطالبة به لاستمرار المفاوضات ولكن ذلك تحكمه ضغوط وتحولات في مواقف الدولة (الأخيرة) المضيفة للتجمع فيما هو ظاهر نتيجة للاستقطاب والتوجس العاليين الذين خلقتهما ظروف دارفور الأخيرة وخذلنا الناشطون فلم يديروا معركتهم لاطلاق سراحه بمايكفي ويجب من الحنكة واللباقة وخذلنا الشعب السوداني فلم يحطم مطار الخرطوم عندما وصل إليه الأسير أخيرا
ولم يكن أيا من ذلك نتاج مؤامرة بقدر ما كان يمضي بتلقائية الأشياء وطبائعها
ولا يتوقع من الاشياء وطبائعها غير أن تمضي بهذه التلقائية إلا مأفون ومجنون
....

والخلاصة (ما قنا أقروا) أيها الانقاذيون المجرمون فلا يمكن أن يصدق عاقل أن اقتياد احد الأجساد الحية للمناضلين والمعارضين سيوطد حكما ظالما ومرفوضا أبدا وعلى العكس تماما (لو كنتم تقرأون) سيزيد ذلك من شدة اشتعال الثورة ضدكم ويضيف إلى قائمة المطالبين بثأرات شخصية منكم آخرين وإنكم لن تنالوا (نجاح) الاستتباب الحق إلا بوسامة المتاب الحق

والخلاصة أيضا أيها المناضلون الشرفاء المخلصون
(ما قنا أقروا) فلا يمكن أن يصدق عاقل جاد أن نيل المطالب يتم باتباع الهوى والوهم وصناعة (الحقائق الموازية) ومتابعتها والركون إليها دون رمضاء الحقيقة وظلها
لا تحدث الأشياء إلا نفسها ولا تتصرف إلا حسب طبائعها ولا يمكن أن يترك (لنا) التغريد عصفور توهمناه (وردة) ولا النهيق حمارا نريد منه أن يعترف بأنه أسد
وإن نجاح اسقاط النظام لا يتم إلا بوسامة التعامل مع الشعب وتنظيماته وفئاته بحالته الراهنة بعد جمال التعرف عليها كما هي لا كما نظنها ونتوهمها

والله من وراء القصد
25-11-2004م

يطرشني !!!

أستاذنا القامة
يا فائق الوسامة
أعجبني (والله !!!!) هذا التعليق المدهش والمعبر حتما
...... والذي لم أفهمه!!!!!

........

شكرا يا استاذة
تقبلي والأسرة عميق تضامن كثيرين هنا معكم
ولا نامت أعين الجبناء

...

شكرا للصديق برير لرفع البوست
......... ثم
up