حتى لا يكون الإسلام بائخا!!!

أنا شخصيا أؤمن إيمان قاطعا ، يشبه إيماني بحقيقة أن المعادن تتمد بالحرارة وتنكمش بالبرودة وإيماني أن الشيء الساقط إلى الأرض يرتطم بها بقوة أكبر كلما كانت كتلتة أكبر . ... إلخ ، أؤمن أن لسورة الفاتحة أو آية الكرسي مثلا تأثير ما ... كشفاء مختلف أنواع السموم التي تكون بالبدن ..
ولكنني أؤمن أيضا ، وبذات القوة ، أنني لا أستطيع إقناع أي شخص بذلك بمنطق عقلي ، ليس لعيب في هذه الحقيقة الدينية ولا لعيب في الأشخاص الآخرين ولكن لعيب كبير في (المنهج) الذي يتناقش به المدافعون عن الدين والذين يقفون على الضفة الأخرى منه ...
فكلا الفريقين يناقش الآخر من موقعه هو .. فمثلا فيما يتعلق بتأثير الفاتحة ... ستكون حججي غالبا أن الفاتحة هي من ضمن (كلمات الله التامة) التي يتعوذ بها الإنسان من كل شيء وشر ، وأن الرسول صلى الله عليه وسلم قد قال عن الفاتحة بالذات أنها رقية من السم ، مفترضاً بذلك أن من أناقشه يشاركني نفس (التعظيم) لهذه الآثار ناهيك عن نفس (التقييم) ونفس النظر ....

.... وبالمقابل ، ستكون حجج الطرف الآخر (الذي ربما يكون هو أنا نفسي ) أنه لا تأثير ألبتة لتصويت ما على كيمياء ولا بيولوجيا الجسم الآدمي ، وأن ذلك بديهي لكل من ينتمي إلى (عقل علمي) يؤمن بما أنتجته تراكمات البحث العلمي منذ فجر البشرية حتى الآن ، وسينظر إلى كلماتي باعتبارها صادرة من (عقل خرافوي) يؤمن بالخرافات والأساطير وما لا يمكن إثباته معملياً ...
بمعنى أن الطرفين لا يتواضع أحدهما على (فهم) طريقة (إنتاج البراهين) عند الآخر ، وفي الحالة التي يكون فيها الطرفان طرفا واحدا يحدث التشظي الذي تكون حياتنا ، نحن المسلمين الحاليين ، من أفضل أمثلته ...

... ولا ينتج عدم التواضع هذا في أنهم لا يعلمون الخلفية التي يصدر عنها كل منهم
ولكن
سيضرب الأول بقوانين الكيمياء والأحياء جميعا عرض الحائط ويقول (في سره ): هؤلاء يتحدثون عن (بعض ظاهر) صفات الأشياء وأنا انطلق من (الذي خلق الأشياء).... إلخ
وسيضرب الثاني (في سره أيضا) بكل خلفيات الآخر عرض الحائط : العقائد الدينية تصلح في أحسن الأحوال لوضع إطار نفسي - اجتماعي - أخلاقي ، ولكنها لا تصلح لمناقشة أمر علمي كهذا ، يستطيع صاحبي أن يعتقد أن الفاتحة تمده بطاقة روحية وطمأنينة نفسية تحفز جسده على إنتاج مضادات لتلك السموم ، وليس له الحق في (علم) أن مجرد هذا التصويت يقتل السم
..
...

Quote: ليس لعيب في هذه الحقيقة الدينية ولا لعيب في الأشخاص الآخرين ولكن لعيب كبير في (المنهج) الذي يتناقش به المدافعون عن الدين والذين يقفون على الضفة الأخرى منه ...

عارف يا فتحى
انك اختصرت كلام كتيييير فى سطرين
يعنى بى اختصار كده
جبتها من الاخر

ناصر البطل

نعم يا صديقي ناصر
يديك 1000 عافية
وتصوم وتفطر على خير
ولو فهم الطرفان :
1- أن رحلة العلم التجريبي لا يزال أمامها الكثير الكثير الذي لم تفتحه ولم تفسره ، بيد أنها قالت شيئا كثيرا مهما ، لا يمكن للعاقل تجاوزه أو تخطيه ، طالما أن التجربة كانت وستظل هي خير برهان .
2- أن المؤمنين بوجود إله واحد قديم أبدي مسيطر على هذا الوجود مطالبون دون غيرهم بالبرهنة على ما يؤمنون به وعيا ومعرفة وسلوكا للذين لا يؤمنون بهكذا إله . وأن المؤمنون بهذا الإله المنزه ، سبحانه وتعالى ، وفق النظرية القرآنية مطالبين أكثر وأكثر بالانسجام مع هذه الكلمات التامة المقدسة التي (يصوتون بها) ليل نهار
...
محبتي وشكري

Quote: ينتمي إلى (عقل علمي) يؤمن بما أنتجته تراكمات البحث العلمي منذ فجر البشرية حتى الآن ، وسينظر إلى كلماتي باعتبارها صادرة من (عقل خرافوي) يؤمن بالخرافات والأساطير وما لا يمكن إثباته معملياً ...

العزيز بحيري
تصوم و تفطر على كل الخير
كانت كبرى الجامعات في شيكاغو ترفض إجازة الباحث في دكتوراة الفلسفة Ph.D لـو رأت فيه أي ميول لتصديق الخرافات ـ الأديان ـ و ذلك حتى مطلع الفجر في الأربعينات ..
واصـل ،

الصديق الجميل الطيب البشير
تحية وسلام وشكر وتقدير وانتباه .. اقصد واحترام
و...
حكى لي أحد الباحثين المهتمين بالتاريخ الفرعوني أنه تم العثور على جرة فرعونية فيها توراة موسى باللغة الهيروغليفية ، عثر عليها عالم آثار روسي
إلى هنا والأمر عادي
.. ولكن صديقي الباحث المسلم كان فرحا : إن التعبير باللغة الهيروغليفية لكلام يوسف عليه السلام عندما قال للملك استعملني على خزائن الأرض في تلك النسخة من التوراة كان مطابقا تماما للمعنى الذي جاء في القرآن الكريم في هذا الصدد : إني حفيظ عليم

وقبل أكثر من مئة سنة تم في أوربا اكتشاف وتحقيق الأثر المسمى (بإنجيل برنابا)والذي أحدث ضجة أيضا لكون الإنجيل المكتوب باللغتين الإيطالية والإسبانية والمحفوظ في داخل الكنائس يذكر (محمد) وينفي (الصليب)....
...
..
تعال عندنا ..
في بلادنا نسارع إلى قتل محمود محمد طه (وقبل أن يقتله النميري قتلته المؤسسات الدينية التقليدية والفهم المحافظ للدين معنويا) وتفريق (نصر حامد أبوزيد) عن زوجته وإرهاب (مصطفى محمود) .. لماذا؟؟
لأنهم يمشون في طريق صحيح (وإن أخطأت نتائجهم أحيانا) في ردم هذه الهوة السحيقة التي حفرناها بجهل وخنوع قرون كثيرة بين محض العقل ومحض الدين
وهما ليسا سوى واحد في تقديري
محبتي العامرة

... ومع أن المقولة السائدة والتي نفاخر بها ونشمخ بها على أصحاب الديانات الأخرى : أنه لا توجد في الإسلام طبقة اسمها رجال الدين وأن إمام المسجد يمكن أن يكون طبيبا أو حمالا أو مهندس أو سباك أو أستاذ جامعي ... إلخ
وأن بالديانات الأخرى (كهنوت) وطبقة رجال الدين و...

فإننا نسمع أن بعض القساوسة واللاهوتين في الأديان الأخرى ، كالمسيحية مثلا ، يخرجون على الناس بأبحاث وكتب تناقش الأفكار الأساسية في العقيدة المسيحية وترفضها أحيانا
...
...
وهنا لا يستطيع أئمة المساجد الخروج عن الخط ...
ناهيك عمن سواهم
لا يستوي الدين والقهر
أليس كذلك؟؟؟؟

Quote: بمعنى أن الطرفين لا يتواضع أحدهما على (فهم) طريقة (إنتاج البراهين) عند الآخر ، وفي الحالة التي يكون فيها الطرفان طرفا واحدا يحدث التشظي الذي تكون حياتنا ، نحن المسلمين الحاليين ، من أفضل أمثلته ...

فعلا دي حالتنا يا فتحي

ديك العافية يا فيصل وتصوم وتفطر على خير



موش عليك الله !

ونعجز غالبا ، على الضفتين اللتين ندعي الوقوف عند إحداهما ، في استنطق هذه الكلمات التي يدعي البعض أنها ربانية تامة ويزعم آخرون أنها تأليف بشري محض

نعجز ، إلا من رحم الله ، في استيعاب هذا (الكلام)الذي قال عنه الذي أنزل عليه صلى الله عليه وسلم أنه لا تنقضي عجائبه
ووفر صاحب (مدارج السالكين)دهشة كبيرة في السير وراء أياك نعبد وأياك نستعين
وفشلت في العثور على أجزاء منه على الشبكة

#