طولت الغربة صديقى الشاعر المبدع عزمى أحمد خليل ، متى العودة لأرض الخير ؟

صديق الصبا والشباب العزيز الشاعر المبدع عزمى أحمد خليل ، أغترب كما أغتربنا جميعنا ولأسباب مختلفة وان كانت مجملها يتمثل فى البحث عن استقرار وأمان أفتقدناه فى أرض الجدود، لكن هجرة عزمى الفنان الشاعر المرهف تزداد أثرا فالرجل من الجيل التالى من شعراء الابداع الغنائى فلقد أضاف لمسات واضحة ومتميزة فى خريطة الغناء العاطفى السودانى، وكلما شاهدنا ندوة أو مقابلة لأحد الشعراء من جيله مثل هلاوى والتيجانى حاج موسى وغيرهم من المبدعين نراهم يفتقدون هذا الأنسان الجميل ، ولقد سعدت بصداقة مبكرة مع عزمى بدأت بمحاولات الشعر ، وواصل هو ووقفت أنا ، وأفترقنا فى الغربة وتجمعنا بعد سنين فى الخبر حيث عمل فترة فى المجال الصحفى ولقد ازدانت ليالى الخبر والدمام بابداعاته ومعه ثلة من المبدعين ومحبى شعره الجمبل، وفجأة أختفى مسافرا للقاهرة ولاحقا فى الولايات المتحدة الامريكية التى بقى فيها حتى تاريخه، فالرجل رغم الغربة فأنه يعيش الوطن فى داخله وينفعل بما يدور فيه، وان كان مازال يمارس نشاطه الأدبى والشعرى فى منتديات واشنطن ، ولكن ظل يسجل غيابا بارزا فى شلة الابداع الغنائى فى السودان ، خاصة هذه الأيام التى أنتشر فيها الغث من الغناء ، الذى لايمت بصلة الى الابداع الغنائى السودانى الأصيل، مازلت أذكر شعوره وحزنه العميق لمقتل صديقه الفنان خوجلى عثمان قبل سنوات فى دار الفنانين بالسودان ، وكان يقول لى أنه لم ينم أسبوعا كاملا من هول الفجيعة وكان نومه متقطعا ومليئا بالكوابيس ولم يكن يتوقع ان يحدث مثل ذلك فى السودان ، وكذلك كنت أتابع من الخبر زياراته المتتاليه لصديقه الراحل الفنان مصطفى سيداحمدفى الدوحة وكان يصف لنا تدهور صحة المبدع حتى وفاتهبألم شديد ، أنه فنان أصيل مترف بحب الوطن وعاشق للجمال .
أخى عزمى كلنا مغتربين ولنفس الأسباب ولكن مثلك يعيش الناس بابداعه وتأثيره فى تكوين الوجدان السودانى بروائع الغناء السودانى ، أناشدك نيابة عن الكثيرين من محبيك وأحبابك بالعودة فالوطن يحتاجك خاصة فى هذه المرحلة المفصلية، مع خالص ودى ومحبتى لك .