|
هل يعيش المؤتمر الوطني نضوجه السياسي أم يتهيأ للرحيل الأخير ؟؟!!
|
(1) إنتخابات 2010 ...يقينٌ ... أم سرابٌ بقيعة؟؟!!
هل يعيش المؤتمر الوطني نضوجه السياسي أم يتهيأ للرحيل الأخير ؟؟!! التساؤل فرضته تجربة الحزب الاخيرة بالإنتخابات التنفيذية والتشريعية الأخيرة في إبريل 2010م والتي حقق فيها الحزب نجاح أثار دهشة البعض ونقمة البعض الآخر ... ولكن لذلك النجاح عوامل لو أغفلتها قيادات الحزب الحالية في ظل إطمئنان مُخادع بالغلبة لحكمت علي الحزب بالموات السياسي المستقبلي ففوز الحزب بتلك الإنتخابات تحكمت فيه قدرات حزب المؤتمر الوطني مقارنة بقدرات بقية القُوى السياسية والضعف البنيوي لعدد من تلك القُوى على مستويات التنظيم نتاج إستهلاك طاقاتها السياسية في معارضة الحزب الحاكم الخارجية بظل إقتصاديات متهالكة لتلك القوى الناتجة من تجفيف الحزب الحاكم لموارد تلك الأحزاب الداخلية وإعادة تشكيل الواقع الإقتصادي بشكل جديد صعدت فيه أرقام إقتصادية وتراجعت فيه أرقام أُخرى ودخلت أرقام كبيرة مظلة الحزب الحاكم لقناعة البعض منها ورغبة البعض الآخر لحماية مؤسساته الإقتصادية التي ظلّوا يعملون عليها لسنوات وسنوات ... هذا التشكيل الإقتصادي الجديد أثر يقيناً في تلك الأحزاب وفي جاهزيتها للإنتخابات ووضع كثير من تلك القوى في منطقة وسطى بين المُشاركة والمقاطعة بتردد أدخل قواعدها بحالة من الإحباط السياسي فإنزوت إلى ظلٍ ظليل تمضغ فيه مبرراتها بعدم المشاركة (بالتنبؤ) بمستقبل العملية بكلياتها و(توقُّع) التزوير وبناء قراراتها على (توقُعات) وليس تحليلات منطقية !!! , يُضاف إلي ذلك كُله موقع الحركة الشعبية من تلك الإنتخابات والتي رمت بكل قُواها جنوباً خشية أن تفقد غلبتها فيه لخشيتها وتحسبها لحركة نشطة من عدد من القوى السياسية الجنوبية المؤثرة والفاعلة في الشارع السياسي هناك كحزب التغيير الديمقراطي بقيادة الدكتور لام أكول وجبهة الإنقاذ والمنبر الديمقراطي لجنوب السودان وغيرها من الأحزاب الجنوبية ذات التأثير السياسي والقبلي خاصة وأن تلك الإنتخابات سيعقبها الإستفتاء على مصير الجنوب بين الوحدة والإنفصال ... هذه الظروف السياسية وغيرها أضعفت من قُوة دفع القطاع الشمالي فيه والذي أُطلقت عليه رصاصة الرحمة بسحب الحركة لمرشحها لرئاسة الجمهورية السيّد ياسر سعيد عرمان ’ هذا الإنسحاب الذي أوهن تحالف جوبا نفسه ليدخل من دخل منهم الإنتخابات لأجندات أُخرى عدا الفوز بها وإنسحب من إنسحب منهم لتصُب كُل تلك العوامل بمصلحة المؤتمر الوطني لتأتيه عوامل قوته من ضعف القُوى الأُخرى وليس من قوته الداخلية الذاتية كما يُفترض أن يكون وتبقى نتيجة تلك الإنتخابات نتيجة لا يُعتمد عليها وتصلح للإطمئنان على قوة الحزب , ولياتي المران الديمقراطي الأخير دون المستوى الذي يُدخل الحزب في إختبار ديمقراطي حقيقي يصلح لأن يكون مقياساً لقوة التنظيم وتناميه السياسي خاصة مع العدد الكُلي للأصوات التي نالها الحزب مقارنة مع عدد منسوبيه حيث جاءت أصوات الحزب الكُلية مُقاربة لعدد منسوبيه التي قررها الحزب قبل الإنتخابات بما يؤكد فشل الحزب في إقناع أصوات من خارجه للتصويت له , أو فشله في إستنفار قواعده الحقيقية بالشكل المطلوب للدفع بها للصناديق ليعمل على تكملة ذلك الفشل من أصوات المحايدين أو المؤيدين من خارج مظلة الحزب , أو ربما فشل أجهزته في تقدير العدد الحقيقي لمنسوبي الحزب قصداً لأغراض المكيدة السياسية وتخذيل المنافسين , خاصة مع اليقين الجماهيري بأن عدد مُقدّر من الناخبين في إنتخابات 2010م منحوا أصواتهم للسيّد رئيس الجمهورية وبالتالي لمرشحي الحزب تبعاً له وهم من خارج مظلة الحزب لأسباب كثيرة منها (قبول) الشارع السوداني للسيّد رئيس الجمهورية (مُرشح الحزب) و(خشية) الكثيرين من صعود واحد من المرشحين الحاليين لرئاسة الجمهورية ... لنُعيد ما ظللنا نردده من أن رئيس الحزب قدّم للحزب من الدعم الجماهيري ما كان يُفترض أن يُقدمه له حزبه ... !!! و لنُعيد التساؤل لبداياته الأُولى : هل يعيش المؤتمر الوطني نضوجه السياسي أم يتهيأ للرحيل الأخير ؟؟!! المؤتمر الوطني حزب كبير وهياكله التنظيمية كبيرة لحد الترهُل أحياناً وتعمل على قطاعات مختلفة يهتم قطاع كبير وهام منها ببناء التنظيم ... فهل نجح هذا القطاع في بناء تنظيم يُعَدُّ لمرحلةٍ قادمةٍ وهامةٍ ومفصليةٍ من عمر السودان السياسي ؟؟!!!أم إن تلك الإنتخابات تحتّم إعادة بناء قطاعات الحزب التنظيمية ومراجعة إستراتيجياته الآنية والمستقبلية ... فأن تحكم بلد كالسودان مترامي الأطراف ومتعدد الثقافات و الإثنيات والديانات ليس بالأمر الهين ولا هو بالأمر السهل ولا يتأتى ذلك بحسن النوايا أو بخاطئ المعلومات , فالنوايا كحالة عاطفية لا تقيم الدول , والمعلومة الخاطئة تخلق نتائج مدمرة وقاتلة أحياناً , بل يحتاج الأمرُ إلى جهد اكبر ودراسات أعمق وسياسات أكثر تطوُّراً وأكثر علمية حتى لا يبدأ الحزب (التراجع) إلى ما قبل البدايات أو (التقُّدم) إلى هاوية السقوط في قاع التأريخ وبشكلٍ مأساوي لا يشبه ما قدمه الحزب للحاضر السياسي والتنموي للسودان ... والله المُستعان
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: هل يعيش المؤتمر الوطني نضوجه السياسي أم يتهيأ للرحيل الأخير ؟؟!! (Re: عمر عبد الله فضل المولى)
|
الاخ احمد موسى سلام و مودة
هل هناك يوجد فعلا حزب اسمه المؤتمر يستاهل تسمية حزب فعلا؟ صحيح هناك هياكل و اجهزة و قطاعات و ورق كثير و جلبة و ضوضاء بلا حدود: لكن هل هناك يوجد فعلا حزب و يتقيد باصول اللعبة السياسية ام هى هياكل صورية و فارغة المحتوى كما كان طيب الذكر الاتحاد الاشتراكى السودانى و هل هناك فى السودان الذى نعرف يوجدحزب حاكم؟ ام هم بضعة افراد معروفون للغاشى و الماشى يحكمون و يتحكمون فى البلد منذ نيف و عشرين عاما بسطوة الاجهزة الامنية, لا باقتناع المحكومين (و هم اول من يعرف ان الحزب ليس اكثر من همبول للخداع فقط لا غير! ان ما هو موجود هو اشبه بجهاز علاقات عامة, لاعطاء مسحة ديمقراطية للنظام و لاخفاء طغيان مجموعةافراد ينتمون لجهة معينة يمسكون بكل مقاليد السلطة و الثروة فى بلادنا. و من جهة اخرى يشكل وجود هذا الكيان الهلامى المسمى حزبا فرصة ماكلة للارزقية و ربايب الانظمة الشمولية ممن لا يهمهم سوى الكسب الشخصى, و فى نفس الوقت يعطون صورة كاذبة بوجود (شورى) و جزب كبير به اتجاهات و وجهات نظر عديدة
| |
|
|
|
|
|
|
Re: هل يعيش المؤتمر الوطني نضوجه السياسي أم يتهيأ للرحيل الأخير ؟؟!! (Re: عوض محمد احمد)
|
تحية طيبة يا سيدي وكل عام وانت بخير
الا يوجد دور لاستخدام الاساليب الفاسدة على نطاق واسع في ان تكون نتيجة الانتخابات لصالحه..
هل ترك هذا الحزب الشمولي اي فرصه لكيان سياسي ان ينافس ويعمل...
الم يتم استخدام امكانات الدولة على نحو كبير لصالح الحزب الحاكم..
ثم هل هو فعلاً حزب ام انه اتحاد اشتراكي آخر؟؟
ما المقصود بان اعداد كبيرة صوتت للرئيس خوفاً من ان يصل لرئاسة الجمهورية احد المترشحين!!
هل هو انطباع شخصي منك ..ام انك ارتكزت على دراسة او استطلاع ام ماذا...
شكراً يا صديقي ولكني على قناعة انه لا يوجد حزب اسمه المؤتمر الوطني ...
حزب الجبهه الاسلامية هناك في المنشية..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: هل يعيش المؤتمر الوطني نضوجه السياسي أم يتهيأ للرحيل الأخير ؟؟!! (Re: الامين محمد علي)
|
السادة القُراء الزملاء المتداخلون تحية طيبة هذه سلسلة من ثلاثة أجزاء بذات الإسم Re: هل يعيش المؤتمر الوطني نضوجه السياسي أم يتهيأ للرحيل الأخير ؟؟!! نُشر الجزئين الاول والثاني بصحيفتنا الغراء (التيار) ولعجزي عن إيراد رابط الجزء الاول فقد أنزلته من الدرافت وسأنزل الجزء الثاني من موقع الصحيفة وبعدها نعود لإثراء الموضوع ومنكم أكيد سنستفيد لمزيد من المراجعات ...
| |
|
|
|
|
|
|
Re: هل يعيش المؤتمر الوطني نضوجه السياسي أم يتهيأ للرحيل الأخير ؟؟!! (Re: Ahmed musa)
|
(2) الثورةُ الحمراء ... الثورةُ البيضاء
هل يعيش المؤتمر الوطني نضوجه السياسي أم يتهيأ للرحيل الأخير ؟؟!! تساؤل يقوده قسراً لإستعراض التوليفة الحكومية الاخيرة لمحاولة الخروج بنُذُر إجابة عن شأن داخلي لحزب يضرب بسياج امنيٍّ عاليٍ على شئونه التنظيمية وفيها نجد بروز عدد من القيادات الشابة في مشروع هو أقرب لمشروعات الإحلال والإبدال السياسي ... وهو مشروع إن جاء وفق دراسة ورؤية أو حتى صادف موازانات فقد وجد التقدير من المتابعين للشأن السياسي بصعود عدد من العناصر الشابة التوليفة الوزارية وإنزواء عناصر أُخرى حُباً وكرامة وقبولاً للسُنة الكونية دون أن يترك ذلك تأثيراته على بعضهم ممن ظن منهم أنه مازال قادراً على العطاء وأن (التغيير) بظنهم إنما هو إبعاد من المعترك السياسي في إطار تصفية حسابات سياسية داخلية ربما , ولكن حتى هذا التغيير يظل تغييراً محدوداً يشير إلى أن عملية الإحلال والإبدال تسير ببطء لحسابات يصعُب التكهُن بها بشكل صحيح في إطار تعتيم معلوماتي واضح ومدروس لا يسمح إلا بخروج معلومات متناثرة وقليلة تخرج مع بعض الأنفاس الحارة والتي تفتقد التأكيد أو الإطمئنان لها ... ولا يبقى على المهتم بمتابعة الشأن السياسي إلا الإكتفاء بالنتائج النهائية ومحاولة الوصول عبرها إلى حقائق هي أقرب للتحليلات منها للفرضيات العلمية وتشير تلك النتائج بنهاياتها إلى محدودية التغيير الحالي و الذي يؤكد بالمقابل محدودية قُدرة الحزب لسبب أو لآخر على إحداث ثورة تنظيمية حقيقة وشاملة وفشل قثدرة الحزب على التغيير الكبير وإن كانت مُبررة كما سيجئ إلا أنها تقف دليلاً على إفتقاد الحزب إلى روح التغيير المطلوب والمرونة السياسية اللازمة لحزب ظل يقود البلاد لاكثر من عشرين عام بذات الوجوه إلا تغييرات طفيفة إقتضتها الظروف والموازانات أضحت سبباً للبعض للتأكيد على عقم الرحم التنظيمي للحزب الحاكم عن إنجاب قيادات جديدة هذا العقم الذي إستمر بالحزب منذ 1983 وحتى تأريخه وحتى التغييرات الطفيفة التي تحدث هنا وهناك لا يمكن أن تصلح قاعدة لهدم تلك النظرية القائلة بوقوف الحزب بمحطة 1983م إلا بتقدمٍ بطئ لا يتناسب وإمكانيات الحزب وقدراته الإقتصادية والفكرية وإستئثاره بالسُلطة ... وبعودة لقراءة التساؤل هل يعيش المؤتمر الوطني نضوجه السياسي أم يتهيأ للرحيل الأخير ؟؟!! ولمحاولة معرفة جزء من دواعي التغيير الطفيف الأخير بالتوليفة الحكومية يلزمنا العودة للعام 1999م عام آخر ثورة تنظيمية مر بها الحزب قادها شباب الحزب (حينها) على شيوخه لتمر عمليه الإحلال والإبدال (حمراء) وقاسية على تأريخ الحزب , و حاضره وربما حتى مستقبله ... مع أهمية التعاطي بحذر مع فكرة ثورة الشباب على الشيوخ فقد غادرت عناصر شابة بل وأكثر شباباً مع الشيوخ إلى حقل (الشعبي) وهي عناصر أغلبها من الجيل الثالث من الحركة الإسلامية تم تأهيلها وتدريبها وتطوير قدراتها بشكل علمي ومدروس وجُلهم من (الدبابين) الذين قالت فيهم الشاعرة روضة الحاج في ملحمة الميل الأربعين أن ( كُلهم أو جُلهم كانوا دون الأربعين) ولكنها أجمالاً تبقى العملية التجميلية الكُبرى التي يجريها الحزب والتي تركت آثارها على جسده السياسي , تلك التجربة التي نبّهت القيادات الحالية إلى ضرورة وأهمية فتح المسارات التنظيمية وتوسعتها لتمر بها دماء الشباب وتتقدم الصفوف وفق ما تفرضه السُنة الكونية خشية تنامي روح ثورة التغيير لدى تلك القيادات القادمة من منسوبي الحركة الإسلامية أو ربما هروبها الشكلي أو الموضوعي لحديقة الحزب الخلفية بالمؤتمر الشعبي ويبقى صعود حاج ماجد سوار أو السمؤال خلف الله أو أُسامة عبدا لله أو سناء حمد أو أميرة الفاضل إشارات أكثر منها نتائج , إشارات لإمكانية وقدرة وقبول قيادات الحزب لفتح الباب ولو موارباً لدخول عناصر جديدة تكون مُقدمة لدخول عناصر بعدها وذلك حتى لا تؤثر الزيادة المُفاجئة للقادمين الجُدُد بالجهاز التنفيذي على شل حركته ولو مؤقتاً , فيعطي الحزب الإشارات الإيجابية لمساحات إضافية قادمة لعناصر شابة وجديدة وفاعلة ... ولكنها ليست نتائج طبيعية لنجاح أو فشل مشروع الإحلال والإبدال بالحزب وتأتي تلك الإشارات كجزرة الحزب للمنتظرين بالصفوف الخلفية للحزب لنيل نصيبهم من العمل التنفيذي والتشريعي بعد أن عركتهم التجربة السياسية بالشكل الكافي لتبقى تلك الإشارات الموجبة ضوءاً في نفق مستقبل تلك القيادات التي تتساءل عن حجم المخرج بنهاية النفق وإن كان يسع الكثير منهم أو قلة فقط تملك القدرة والحق والحظ في الخروج من خلال ذلك المخرج إلى فضاءات العمل التشريعي والتنفيذي , ويبقى (تعبيد) طريق الحزب أو(زراعته بالألغام والقنابل الموقوتة ) مرهون بإجابة ذلك السؤال لتأتي ثورة الحزب التنظيمية (البيضاء) الحالية والمستقبلية برداً وسلاماً على أجهزته وحائط صد لما يمكن أن يسهم ولو بالمستقبل البعيد في رحيله الأخير , هذا السؤال حول حجم مخرج آخر النفق وقدرته الإستيعابية يظل سؤال بلا إجابة واضحة حالياً إلا بعقول مفكري ومنظري الحزب وقيادات المراكز الإستراتيجية فيه ... ولكن إجابته تبقى هي البداية والمرتكز لإجابة التساؤل الأكثر أهمية : هل يعيش المؤتمر الوطني نضوجه السياسي أم يتهيأ للرحيل الأخير ؟؟!! ... والله المُستعان
| |
|
|
|
|
|
|
|