كسب الصين فى مصلحـة قضيـة دارفـور

كسب الصين فى مصلحـة قضيـة دارفـور


09-18-2010, 12:13 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=300&msg=1284808380&rn=1


Post: #1
Title: كسب الصين فى مصلحـة قضيـة دارفـور
Author: Abureesh
Date: 09-18-2010, 12:13 PM
Parent: #0

ملحوظـة: حذف البوست الاول لكثرة التعديلات فى محاولات إصلاح الخط.

لم أكن أريـد الكتابة فى هذا الموضوع لحساسيته الشديدة، ولإحتمالات سوء التفسير، أو
ربما التأويل، ولكن ضرورة الصدع بما اراه صحيحا وفى مصلحة أبناء دارفور وقضيتهم،
فرض الكتابـة.. خصوصا بعـد حادثـة ترحيل رجل الأعمال من دارفور السيـد عوض الله
النور عبدالرحمن بشارة من قوانزوو، وردود الفعل التى بدأت متوازنة ومعقولة وصبت فى قد
جهاز أمن السـودان، ولكن بدأ إتجاه فى معاداة الصين والهجوم عليها، مما رأيت أن أدلى
بدلوى عسى تنقشـع بعض السحب.

لقد ذكرت التقارير هنا إن السيد عوض قد تعرض لمساءلة من قبل عن عضويته فى العدل
والمساواة، وهذه الأخيرة لم تكن الحادثة الأولى.

ثم هناك أمر اخـر، وهو إن جواز الســودان مدته عامين، فماذا يفرق لو ذهب السيــد
عوض الان للسفارة وطلب بدل فاقـد، أو كان الجواز عنده ولم يصادر ثم ذهب بعد شهـور لنفس
السفارة لتجديده؟ الم يكن يذهب للسفـارة كل عامين لتجديد الجواز؟ الم يكن فى مقدور السفارة أن
تحجز جوازه من قبل وترسل اليه وثيقـة إضطراريـة إن أرادت ذلك؟ فماذا جـد فى الأمـر؟
هـذه أسئلـة موضوعيـة تنتظـر الرد الموضوعى ولا قفز الى نتائج.

الصين أرسلت مهندسين يعملون فى دارفور، وليسوا عطالى الأمم المتحدة الذين جاؤوا ليتعيشوا
على حساب القضيـة، ويطلبون حماية لمعسكراتهم من قوات العدل والمساواة.. فقتل فى كردفان
من قتل منهم بعد خطفهم، وبالرغم أن لا دليل على ثوار دارفور أنهم قاموا بذلك، إلا أن العداء
للصين من قبل البعض يجعلهم يلبسون عباءة التهمة بانفسهم.. ثم قبل أيام خطف عامل صينى
ايضا من شرق تشـاد وأقتيد الى داخل الســودان.

الصين ربما هى الدولة الوحيـدة التى لا تتدخل فى الشؤون الداخلية للدول الأخرى، وعلاقاتها
تبنيها على التجارة والإقتصاد فقط مع (الدولة الحالية)، دون أن تكون طرفا فى الصراعات
الداخلية لتلك الدولة.. لقد باعت الصين السلاح للســودان كتاجـر، وقرارت مجلس الأمن لم
تحجر بيع السلاح للســودان كدولة، وإنما للأطراف المتصارعة داخل دارفور، وإلا لوجدت
معارضة من المجلس قبل منظمات دارفور.. وهى كتاجر لابد تستغل أى فرصـة قانونية
إقتصاديا وتجارياً.. ولكن فى الطرف الاخـر، فهناك دول تسـاعد حكومـة الســودان
إستخباراتيـاً، بدعوى محاربـة الإرهاب، وهذه الدول تعلم تمام العلم إن حركات دارفور عند
الحكومة هى حركات إرهابية، وتعلم أن المهارات والقدرات الفنية التى يحصل عليها منتسبوا
الأمن سـوف توظف لمحاربة هـذا الإرهاب أيضـاً.. والتدريبات التقنية
العالية والحديثة التى يحصل عليها افراد الامن والقوات المسلحة الســودانية من تلك الدول
تفوق أهمية الأسلحـة المشتراه من الصين.

والصينيون مسالمون لأبعد حد، ولا يلجأون الى ردود الفعل إلا بعد صبر طويل، ثم بعد ذلك
يلجأون للإشـارة والتلويح. وهنا كثيرون من الســودان من جميع الأقاليم (ايضاً) لهم
مكاتب تجارية وما زالوا يعملون، ولم يتعرض لهم أحد، ولكنى أوكد أن لو سارت وتيرة العداء
بهـذا المنوال سوف يتعرضون للمضايقـة والترحيل بدون أدنى شك، ويكون الناس اليدهم فى
الماء البارد هم السبب.. مبدأ الصينيين فى موضوع أمنهم القومى: الباب اليجيب الريح سدو
واستريح.. ويكون رد الفعل مباغت وفورى ولا يترك أى أثر.. ولا يفيـد حينها ان البريئ
أخذ بجريرة المذنب.. فقط تخيلوا ما حدث للعرب والمسلمين، بل الهندوس والأقباط والسيـخ
بعد هجمات سبتمبر، ولا اقصـد مضايقات وإعتداءات المتطرفين الأمريكان، بل النظام نفسـه
الذى وضع اسماء العرب والمسلمين كلها فى القائمة الســوداء وجعل حياتهم اليومية
ومعملاتهم فى البنوك وغيرها جحيمـاً.. هـذا هو الأمن القومى لأى دولة ولا إعتراض
عندى عليه.

الحل عندى ليس عند الأفراد، ولكن عند منظمات أبناء دارفور المختلفـة.. أولا لا يعولوا على
عداء بين الصين وأمريكا، فهما دولتان صديقتان متفقتان فى كل شئ فى العالم ما عدا مواضيع
التجارة بينهما، وأى تاجرين يختلفان لأن أى منهما يريد مكسب أكثر.. بل هـذا الامر يصب
فى خانة الصداقة أكثر من خانـة العداء.. ثم أنهما دولتان عظيمتان، والقائد الحصيف هو
الذى يقف بشعبه بعيـدا عن ميدان صراع الأفيال.. نحن افارقـة من مصلحتنا كسب الدول
الكبرى وليس عدائهـا.. ولو مدت منظمات دارفور جسـور العلاقات مع الصين فسوف يكون
وزنها فى الغرب أثقل، لأنها ستكون على حياد يحترمه الطرفان.. وستستفيـد من دعم كل
الأطراف.. وربما عجلت مثل هـذه المواقف العاقلة والرشيـدة بحل مشكلـة دارفـور ذاتهـا.