المقدرة علي شكر الخالق و "الحمدلله"

رغم ان ذلك لا يكلفنا اي جهد جسماني ولا مادي سوي قدرة علي ان نعبرعن ذلك جهرا او سرا بصدق وعرفان الا اننا البشر جاحدون لا نقيم ما لدينا من كثير ونكثر من الشكوي والتملل وحتي القسوة علي انفسنا والاخرين بعدم تقديير والانتفاع والاستمتاع بما لدينا .. ما بقي لي من اصدقاء خلص نادرون وربما واحد فقط وليس سودانيا وانما من علية قوم البلاد حيث اعيش معهم ....تعارفنا وتصادقنا منذ اكثر من عقديين ...لا نلتقي ربما لسنوات ولكن نتواصل باستمرار ونعرف عن بعضنا الكثير ....اصيب صديقي هذا بداء السكري منذ اكثر من ثلاث عقود وتفاقم حتي فسد كبده وغاب عن الوعي فيسر الله له زراعة كبد قبل عقديين من الزمان عاني بعدها شهورا حتي استرد عافية وزاول حياته لسنوات معدودات ثم بدءت اعراض جانبية من اثر جنيات موروثة في الكبد المزروعة واصيب قلبه فاجري العمليات المناسبة ثم ابتدء تفاقم في سوء حالته فاصيبت رجله بقروح اوجعته سنوات حتي بترها وبقيت الرجل الثانية مقروحة تؤلمه شهورا وسنوات وما زالت وحالتها تتفاقم سوء .. اثناء كل ذلم اصيبت الكليتتين بعطب ولم تسمح له حالته الصحية بزراعة فبقي علي غسيل دوري كل يوميين .. وضع استمر عليه سنوات .. يقضي شهورا في مستشفيات الشرق والغرب وحيث نعيش .....وسط هذذا كله يتصل بي وهو يردد نكاتا كثيرة او يصب غضبه علي من يعمل لديه في ادارة بعض اعماله او من يمرضه من ممرضيين ياتون اليه في منزله او من يسافر اليهم ليعالج ... يتحدث وتحسبه صحيحا وهو اما موجوع او فاقد للحراك ولكنه صاح .... اتوجس كل يوم من ان تكون حالته قد ساءت اكثر فاخاف الاتصال به .. ثم يتصل هو وبصوت قوي لا تحسبه لذلك الجسد المنهك المبتور الاطراف والذي تعرض الي فحص وعلاج عشرات اطباء العالم من كل الاجناس وفي مستشفيات امريكا وكل اوروبا واسيا شرقا وجنوبا وايران وووو...
اتصل به وقبل ان يرن هاتفه المرة الثالثة اقفل الخط خوفا من ان اسمع منه او عنه خبرا لايسرني فيتصل .. امس فعلت ذلك فاتصل يسالني انا المعافي كثيرا كثيرا مقارنة به عن حالتي والسكري والضغط وعرضا يحكي عما فعل ممرض اتي به من الهند لرجله المقروحة فاصابها بسوء وعاني هو من الام لا تطاق ثم ينصرف الي شئوني انا وهل انا مهتم بعلاجاتي وهل زوجتي تاخذ الانسلين بانتظام وماذا حال بناتي واولادي .. فيصيح باعلي صوته الحمدلله الحمدلله .. انا مبسوط وسعيد ...ليس لدي ما احقد عليه او اخاف منه ...لا ضغينة في قلبي ضد احد .. اولادي وزوجتي واهلي حولي .. انا سعيد .. الحمدلله .. الحمدلله .......( وكل عضو في جسده به علة وهو موجوع لا ينام )....

متي نتعلم ان نشكر الخالق علي ان اصابعنا العشرة بخير وايدينا الاتنين بخير والرجلينا الاثنين بخير وعيوننا الاثنتين بخير واذنينا بخير وقلبنا وكبدنا والكليتين بخير ومعدتنا واجهزتنت الداخلية بخير واسرنا بخير واحبائنا واصدقائنا بخير ,,,,,,خير كثير حولنا ... نشتكي من سوء المكيف او المروحة او انقطاع وقتي لكهرباء او تاخير في صف الرغيف او تاخير في انتظار الطبيب او لان البامبرز قديم والكلينكس ليس موجودا وانما نوع اخر هو الموجود وان صديقنا يركب كامري وانا اركب لانسر وملايين في دارفور وفي الجنوب وطوكر والشرق واقصي الشمال وحتي حول الخرطوم ما يقارب مليونيين يعيشون تحت تحت حاجز الفقر ......

متي نعرف عظمة ما بين ايدينا وقيمة ما بين ايدينا ليكون ذلك حافزا للنا لنساعد الذي هو دوننا حظوة وفي بلادنا ملايين من الموجوعيين والذين يموتون وهم واقفيين كشجرة اصابها الجفاف فلم تستطع حتي ان تقع .....


الحمد لله ... الحمد لله .. الحمدلله اجعلني حامدا قادرا علي مساعدة نفسي والاخرين وبلدي....