الرئيس عبود وغفير المستشفى

رحمه الله كان سودانياً أصيلاً جنه وجن المال العام ، لم ير وهو يستغل عربة الحكومة إلى عزاء أو فرح وأرجو ان يسجل من عاصروه ذكرياتهم معه . فيحكى أنه عندما تأتي الساعة الثانية ينهي اجتماع مجلس الوزراء ويطلب من الوزراء الذين لم تناقش أجندتهم أن يحضروا إليه في المنزل بعد المغرب لمواصلة الاجتماع حول تلك الأجندة وفي الميعاد تاخرت المجموعة الوزارية وكان من بينهم سانتينو دينق والوزراء المعنيين قرروا الذهاب بسيارة واحدة وفي طريقهم إلى العم بوث ديو وجدوا أنه مريض ونقل إلى القسم الجنوبي بمستشفى الخرطوم فقالوا من الأحسن الذهاب إليه والاطمئنان عليه ومن بعد حضروا إلى منزل الفريق ووجدوه قلقاً من التأخير فشرحوا له الأمر ومن ثم انعقد الاجتماع وبعد الانتهاء منه سألهم الرئيس عن الساعة فقالوا له الساعة الآن العاشرة فسألهم لو ذهب إلى المستشفى فهل سيسمح له الغفير بالدخول !!!!!!!!! تصوروا رأس الدولة يعرف مسئولية الغفير وأن الزيارة ممنوعة ولا يمكن خرق اللوائح .
نفس الموقف يذكرني بحادث آخر ، فأذكر أن الشريف حسين كان في عجلة من أمره ويريد أن يعد الميزانية و(يلفقها) بالمعنى المالي وكان يحتاج فعلاً لبعض الموارد فذهب إلى محافظ مشروع الجزيرة ويبدو انه لم يلب له طلبه (طبعا المشروع مستقل) وذهب من هنالك إلى المحالج (الفبارك) بالحصاحيصا والموسم في ذروته . وعندما أتى إلى البوابة يريد الدخول أوقفه الغفير وقال له ليس لديك إذن دخول (Permit) وحاول أن يشرح له بأنه وزير المالية (كلها) فقال الغفير برضه لا يمكن أن يخالف اللوائح . فطلب منه الاتصال بالسيد عمر أحمد يوسف وقل له أن الشريف حسين بالباب وبالفعل ما أن وصل الخبر إلا وكل المحالج كانت بالقرب من البوابة ودخل الشريف وعقد اجتماعه وطلب ان يمدوه بعدد البالات المعدة للتصدير وبعد انتهاء الاجتماع وهو خارج طلب من السيد عمر ان يصرف علاوة كحافز لغفير الباب وعند مروره عليه شكره وأجزل له العطاء كعادته رحمه الله .