الكهرباء في السودان لمن استطاع اليها سبيلا

الكهرباء في السودان لمن استطاع اليها سبيلا


09-15-2010, 11:29 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=300&msg=1284546565&rn=0


Post: #1
Title: الكهرباء في السودان لمن استطاع اليها سبيلا
Author: سيف الاقرع
Date: 09-15-2010, 11:29 AM

الكهربا في السودان لمن استطاع اليها سبيلا





ارسل لي صديقي عبد الله المعلم مقالا نشر في موقع الجزيرة نت نقلا عن جريدة لوس انجلوس ويتحدث عن ان كثيرا من السودانيين في بورتسودان والخرطوم طوال شهر رمضان المعظم ينامون في ثلاجات الفاكهة هروبا من درجة الحرارة والتي بلغت 57 درجة في بعض الاوقات في الصيف الماضي وفي رمضان المنصرم ..

تحسرت جدا للحدث وطبعا من يجد في السودان ثلاجة فواكه او ثلاجة موز تقيه الحر فقد فاز فوزا عظيما..

وجاء في المقال لانهم لا يملكون مكيف للهواء اضطر بعضهم لقضاء من اربعة الى خمسة ساعات في تلك الثلاجات ..

ولكن الذي فاتهم ان المشكلة ليس في انهم لا يملكون مكيفا للهواء بل لا يستطيعون الى ذلك سبيلا نسبة لارتفاع سعر مكيفات الهواء في بلد تبلغ درجة الحرارة فيه احيانا 57 درجة وحتما ذلك لفرض الحكومة الجمارك الباهظة جدا على المكيف والضرائب والجبايات ورسوم العبور ورسوم الانتاج وضريبة القيمة المضافة بالاضافة الى الذكاة التي تؤخذ في السودان من فقيرنا وتعطى لغنينا .. لتحرم الحكومة المواطن حتى بأن ينعم بهواء بارد مثلما يتمتعون هم بالكندشة المركزية في بيوتهم ومكاتبهم وسياراتهم الفاخرة واماكن تسوق اسرهم التي كانت بالامس مثلنا نحن معشر الشعب السوداني وصاروا الان من ابرد خلق الله بعدما تمتعوا بالبرودة التي اكتسبوها من الكندشة المركزية المجانية التي تدفع فواتيرها من ضرائب الشعب السوداني المسكين ( هذا اذا دفعت )

وحتى من يكرمه الله بشراء مكيف للهواء من عامة الشعب السوداني وهذا لعمري اجتهاد كبير ومعاناة عظيمة واستلاف للمال من الاصدقاء او المعارف او الدخول في صرفة ( صندوق ) او جمعية كما يسمونها المصريين ليستمر في الدفع لمدة عام كامل اويزيد حتى يتمكن من شراء ( كولر) اي مكيف الهواء الذي يعمل بالماء وليس اسبلت يونت فهذا للكثيرين جدا بعيد المنال وحلم لا يراودهم ابدا وهو من سابع المستحيلات .. يجد ان الماء مقطوعة او ليس هناك ماء اصلا لكي تصل الى هذا المكيف المسكين حتى يقوم بواجبة عله يعطي بعض الزفرات الباردة لشهقات المواطن المسكين الجهنمية .. فتكون مروحة المكيف سببا في لفحهم بالسموم فيتسمم جسمهم المسموم اصلا بالهموم والجبايات والرسوم .. ( الجملة الاخيرة اعتقد انها يمكن ان تكون مطلع لقصيدة جديدة بعنوان المواطن المحروم ) وحتى اذا وجدت الماء احيانا فهي لا تستطيع ان تصعد للمكيف الذي هو في اعلى الحائط نسبة لضعف الضغط فيضطر المواطن ان يفتح المكيف من الخلف لصب الماء فيه والتي غالبا مايكون لونها بنيا او مائل الى السواد في كثير من الاحيان لانها تحمل الطمي فتتسبب في حرق الموتور ويعود المواطن المسكين الى سيرته الاولى .. له مكيف ولكنه لا يكيف بل يزيد همومه لان الاسبير غالي جدا لان الحكومة تضع عليه الجبايات والجمارك والرسوم وبقية التسلط على رقبته والاسطوانه المعروفة ..

اما الذين يكرمهم الله بأن يحوزوا على مكيف اسبلت من ابنهم المغترب او الذي يفتح الله عليه بابا للرزق فأن الحكومة له بالمرصاد فأن الكهرباء في السودان غير موجودة واذا وجدت فهي لمن استطاع اليها سبيلا ليس هناك بلدا في العالم يضاهي الكهرباء غلاءا مثل السودان البتة واصبحت ركنا مهما من اركان الدولة يتمتع بها من له منصب وزاري او موظف حكومي كبير وغالبا ما تدفع الحكومة من مال الشعب تلك الفواتير ويكون منزله ضمن الخطوط التي لا تقطع عنها الكهرباء ابدا مثلها ومثل الاذاعة او التلفزيون اما المستشفيات فهي اصبحت في خطوط المواطن المسكين لانها اصلا لخدمة المواطن المسكين رغم انها مدفوعة القيمة من دم المواطن ولكن طالما هي للعامة فليس هناك مشكلة في ان تقطع ويمكن ان تكون حجرة العمليات بغير كهرباء ( ماهي المشكلة ؟ ) كما اخبرني الصديق الدكتور كمال ابو سن وقد قام بعمل عملية كلى لاحد المرضى بنور الموبايل في احدى مستشفيات الخرطوم بعدما قطعت الكهرباء وهو يجري عملية خطرة لاحد المواطنين ولم يكن هناك جنريتر ولا كهرباء ..

السؤال اين سد مروي ذلك المخدر الذي خدرتمونا به سنينا عددا .. ولماذا لم تخفض قيمة الكهرباء اوليس للمواطن حق عليكم ؟ اوليس له الحق في ان يستنشق حتى هواء باردا عله يبرد جوفه المحروق الذي حرقتموه بجباياتك الباهظة وتكاليف الحياة المريرة اوليس له الحق في ان يستنشق هواءا باردا مثله مثلكم ؟ ام انه ( خلق من طينة الاسى فغشتها نار وجد فأصبحت صلصالا ) كما قال ادريس جماع .. وانتم ( ربيب ملك كأن الله انشأءه مسكا وقدر انشاء الورى طينا ) كما قال بن زيدون .. لك الله ايها المواطن المسكين ..