فرعون وقلّة عقله ... ( جلباب الباسوورد العريان )

فرعون وقلّة عقله ... ( جلباب الباسوورد العريان )


08-28-2010, 10:58 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=300&msg=1282993125&rn=0


Post: #1
Title: فرعون وقلّة عقله ... ( جلباب الباسوورد العريان )
Author: طه إبراهيم عبد الله
Date: 08-28-2010, 10:58 AM

روي الراوي والعهدة عليه أن أحد الجلادين ترقى إلى فرعون وفرح بترقيته أيما فرح وأراد أن يزهو ويفخر ويمارس الفرعنة .
وأخذ يحدث نفسه : ها قد أصبحت فرعوناً ولي شأن فلماذا لا أمشي بين الناس متباهياً ؟ لقد تعبتُ وعانيتُ من أمري رهقا وأنا أعمل منذ سنين في العتمة والظلام .
وبعد طول تفكير وتدبير هدته نفسه الأمارة بالسوء إلى أن أفضل مكان للتباهي هو بين رفقاء الصبا والشباب وأولئك الذين يعرفونه حق المعرفة .
فقرر الذهاب إلى بلدته وكتب إلى بعض أصدقائه إني قادم إليكم فانظروا ماذا أنتم فاعلون .

...
فرح الأصدقاء بالصديق القديم الذي أصبح فرعوناً عظيماً . وكتب عمدة المدينة خطاباً للفرعون جاء فيه
: ( مولاي الفرعون العظيم ، دمتَ ذخراً لشعبك وأبناء مدينتك ، لقد عمت الأفراح أرجاء المدينة ،
وتهيأ الناس لاستقبالك بمهرجان سيكون عظيماً ومشهودا ، وقرر مجلس وجهاء المدينة أن يرسلوا إليك هديةً غاليةً نفيسة
هي حُلةٌ جميلة من أزهي ما تكون الثياب ، معدة ومفصلة لفخامتكم من أكبر بيوتات الأزياء ،
وهي آخر صيحة في عالم الموضة اسمها الباسوورد وتمتاز بكونها شفافة لا يراها إلا أصحاب الذكاء الإلكتروني ،
وأما من يعوزهم الذكاء الإلكتروني فإنهم لا يرون هذه الحُلة الجميلة ، فقط تظهر لهم في شكل نجيمات مطفأة غير مضيئة .
ونحن الآن يا مولاي نترقب وصولكم في حُلة الباسوورد التي أرسلناها لكم لتكتمل فرحتنا ، ودمت عزيزاّ يا مولاي ).

...
وفي اليوم الموعود لقدوم الفرعون اصطف الناس على جانبي الطريق العام وهو الطريق الرئيس في المدينة ،
وذلك لأن لجنة الاستقبال أرادت أن يقدم الجميع التحية والإجلال للفرعون الجديد .
وبينما كان الناس في ترقب وانتظار كان الفرعون في حيرة من أمره فالثوب الذي ينبغي أن يرتديه عارِ تماماً وبدأ يحدث نفسه :
مالي لا أرى هذا الثوب ؟ ما هذه الورطة ؟
وإذا لم ألبسه سيتهمني الناس بالغباء الإلكتروني وهذا ما لا أسمح به ، وبعد نزاع مع النفس قرر أن يلبس ثوب الباسوورد العاري ،
فخلع جلبابه وعندما همّ بفك تكة السروال تردد قليلاً ثم حسم أمره قائلاً :
وما الجديد والغريب في هذا الأمر فأنا متعود على فك التكة . توكل الفرعون على نفسه وفك التكة ،
ثم خرج ليتلقى التحية من الجمهور المصطف على جانبي الشارع العام .

...
ظهر الفرعون بعريه المخذي ،
وبينما كان وجهاء المدينة يصفقون في استحياء وقد عقدت الدهشة ألسنة الجميع صاح شاب من وسط الجموع :
ها انظروا لهذا الرجل العريان . وعندها صاحت الجموع :
العريان .. العريان .. العريان .
فما كان من الفرعون إلا أن ولّى هربان ..