عمدة نيويورك يصل مكتبه بالمواصلات العامة.. يا ترى كيف يصل والي الخرطوم لمكتبه؟؟

المعروف أن الملياردير الأمريكي مايك بلومبيرغ, عمدة مدينة نيويورك , أعظم مدينة في العالم كما يسميها الأامريكان, يذهب إلى مكتبه بالمواصلات العامة, فمرة تلقاه راكب قطار الأنفاق ومرة راكب البص, وكنت دائما أقرأ هذه الأخبار عنه في الصحف , وحتى عندما أشاهد صوره وهو داخل عربة القطار لا أصدق عيني وأقول في نفسي : مجرد دعاية للإيحاء بأنه رجل شعبي, واحتمال ده واحد بيشبهه, زي الكمبارس في الأفلام الذي يشبه الممثل المشهور ويقوم بالأدوار الخطرة.. ولكن الاسبوع الماضي وأنا استقل القطار رقم 6 شاهدت في نفس العربة عمدة مدينة نيويورك وهو واقف في وسط العربة, لأن العربة كانت مليانة لآخرها, وبيقرأ في جريدة نيويورك تايمز وذهبت ووقفت إلى جانبه لأرى اذا كان هناك حرس سري يمنع الناس من الاقتراب منه ,, ولكن لم يعترضني أحد ووقفت إلى جانبه واليكم بهذه الملاحظات التي طرأت بخاطري:

- العمدة المسؤول عن رفاهية ورخاء سكان مدينة نيويورك البالغ عددهم 13 مليون نسمة في الليل و18 مليون نسمة في النهار( الاختلاف في الرقم لأن 5 مليون شخص يصلون إلى مدينة نيويورك كل صبح من الضواحي للعمل في النهار ويرجعوا لديارهم في نفس اليوم) يقف في عربة القطار ويقرأ جريدة لقتل الوقت في المواصلات العامة حتي يصل القطار إلى المحطة المسمية باسم المبنى الذي يقع فيه مكتبهCity Hall ,, وهذا الرجل عمدة نيويورك , ومقارنة مع سكان بعض الدول التي عدد سكانها 500 ألف نسمة أو حتى مليون نسمة, معناه بيحكم 12 دولة مجتمعة من مثل هذه الدول .

- لاحظت أن لا احد في عربة القطار يعيره اهتماما وكأن لا أحد يعرفه,, ونظرت إليه مرة أخرى ووجدت اختلافا بسيطا بينه وبين الصور.. وهنا تذكرت مقولة عادل امام في شاهد ما شافش حاجة:" مش شبه الصور يعني.." وقلت ربما فعلا لا يعرفه احد .. ولكن هذا مستحيل فإن صوره يوميا في الصحف والتلفزيون وهو يملك امبراطورية اعلام لوحده.. ووجدت أن بعض الركاب مشغول بقراءة جريدة أو كتاب ومنهم من يستمع إلى موسيقى ومنهم من يتحدث بصوت عال ينتقد في نظام المواصلات .. والعمدة مسؤول عن المواصلات برضه يعني..

- عمدة نيويورك يعتبر من أغنياء الولايات المتحدة ومحبوب جدا لدى سكان نيويورك الذين فوزوه ثلاثة مرات, وهذه هي ولايته الثالثة , مع ملاحظة أن أمواله تلعب أيضا دورا في فوزه في الانتخابات لأنه يصرف بسخاء من أمواله الخاصة وليس لديه حزب يقف من خلفه لأنه ينزل الانتخابات مستقلا ... والدليل على أمواله الكثيرة الماعندها حد أنه يملك قصرا منيفا في احدى جزر أمريكا اللاتينية , واظنها جزيرة برمودا, وعندما يذهب لقضاء الاجازة في هذه الجزيرة ينتعش اقتصاد الجزيرة ويشعر سكان الجزيرة برخاء غير متعودين عليه( انت يا المفتح عيونك وعايز تعرف المصدر) المصدر هو حاكم الجزيرة نفسه الذي صرح للصحف الأمريكية ان سكان الجزيرة ينتظرون زيارة بلومبيرج بفارغ الصبر لينعموا بالرخاء وسعة العيش فترة مكوثه في الجزيرة لأنه يصرف يسخاء ويتبرع بسخاء للمؤسسات الخيرية في الجزيرة..
ونواصل بعد حين عشان ما تزهجوا من السرد الطويل...ونشوف والي الخرطوم بيصل مكتبه كيف؟؟

- فكرت اذا كان عمدة نيويورك الملياردير بيصل مكتبه بالمواصلات العامة وهو كل يوم اذا شاف خطأ أو شئ من السلبيات في نظام المواصلات بيصدر قرار ثاني يوم لإصلاح الخطأ لأنه رأي بنفسه .. وليس من سمع كمن رأي.. فترى كيف يصل والي الخرطوم إلى مكتبه؟

طبعا بعض الناس حيقولوا : مافي وجه مقارنة بين نيويورك والخرطوم لأن المواصلات في الخرطوم صعبة وأن اسهل سبل مواصلات في العالم يوجد في مدينتين في العالم : في نيويورك وفي موسكو.. طيب ممكن والي الخرطوم, وعشان ما يصل مكتبه متأخر كل يوم عشان المواصلات صعبة.. ممكن يركب المواصلات العامة مرة واحدة في الشهر عشان يشعر بمعاناة المواطنين ويشوف العذاب بنفسه ويقوم باصلاح الأخطاء والسلبيات بعد أن يشاهدها بنفسه..

اخبرني احدهم أن أصغر موظف في الخرطوم , ومرتبه لا يتعدي 500 ألف جنيه سوداني, ولكن لديه معرفة بأحد رموز السلطة, تلقاه راكب لاند كروزر ثمنها 50 ألف دولار بالتمام والكمال... لا... لا... لا... دي بالغت فيها شوية,,, معقولة دي؟؟؟

رمضان كريم يا اميرة

نحن عندنا المكتب هو اللي بجي للوالي بالمواصلات

مرة وانا بتناقش مع من يسمون احد القيادات الشعبية واساله لماذا اضعتم اموال البلد لدرجة ان كل معتمد ولا اصغر راكب لاندكروزر يا خي ركبوهم بكسي لو شغلهم برة المدينة او جياد اكسنت لو شغلهم جوة الممدينة
تتخيلي ردو كان شنو
(السلطة هيبة عشان كدة لازم يركبو عربات ليها هيبة)
اها ومن الزمن داك انا ما بسمي اللاندكروزر واخواتها الا الهيبة

الأخت أميرة سلامات ورمضان كريم...

نختلف سياسيا مع عمدتنا بلومبيرج ولكننا نحترمه ونقدر له مواقفه المشرفة
واخرها موقفه المشرف مع بناء مسجد بيت قرطبة بقراوند زيرو...

لقد خدمت معه وهو جديد في مشروع كان وقتها سري... وهو مشروع ترشيح مدينة نيويورك لإستضافة أولمبياد 2012
والذي تأهبت مدينة نيويورك لإستضافتها وأعدت له نفسها بسرية ورصدت له مليارات الدولارات
وكان العمدة النشيط يشرف عليه بنفسه ووقته... وكان متابعا لكل صغيرة وكبيرة فيه وبهمة خالصة

وأذكر بكائه وتأثره عندما فازت لندن بشرف إستضافتها... والذي أثر فينا كلنا
ولكني قدرت شكره لنا ورفعه لمعنوياتنا وتحفيزه لنا بأن نستعد للبطوله البعدها وقوله:
"نيويورك هي عاصمة العالم وتستحق أن تنال هذا الشرف اليوم أو غدا..."

نعيب عليه إدارته للمدينه كأحدى شركاته... من ناحية إقتصادية بحتة
فهو أحيانا يبتعد من النواحي الإنسانية المطلوبة كثيرا عند إتخازه قرارات خدمية أو لتلك المتعلقة بالرعاية الإجتماعية والتعليم ورعاية الأطفال

فهو ملتزم (كجمهوري) بسياسات حزبه المحافظة بالحرف والبعيدة عن الليبرالية وغالبها مصلحي يابس.


ودمتي...

Quote: - لاحظت أن لا احد في عربة القطار يعيره اهتماما وكأن لا أحد يعرفه,, ونظرت إليه مرة أخرى ووجدت اختلافا بسيطا بينه وبين الصور.. وهنا تذكرت مقولة عادل امام في شاهد ما شافش حاجة:" مش شبه الصور يعني.." وقلت ربما فعلا لا يعرفه احد .. ولكن هذا مستحيل فإن صوره يوميا في الصحف والتلفزيون وهو يملك امبراطورية اعلام لوحده.. ووجدت أن بعض الركاب مشغول بقراءة جريدة أو كتاب ومنهم من يستمع إلى موسيقى ومنهم من يتحدث بصوت عال ينتقد في نظام المواصلات .. والعمدة مسؤول عن المواصلات برضه يعني..

يا أميرة طلعت إنت الوحيدة المهتمة بالعمدة. كان تسلمي عليهو وتقولي ليهو كيف حالك يا عمي العمدة؟ بعدين تقولي للقاعدين في الكنبات ديل: يلا يا جماعة واحد فيكم يقيف لعمي العمدة. ما قلتي لينا هو أبيض ولا أسود؟ زمان شفت عمدة نيويورك اسود لكن دلوقت ما عارفو شنو؟ فتناك بعافية.
كبـّـاشي الصـّـافي

(العوج راي والعديل راي)