حتى لانقع فى فخ الانفصالين - دارفور-د. على عبد الرحمن رباح

حتى لانقع فى فخ الانفصالين - دارفور
د. على عبد الرحمن رباح (جامعة الخرطوم)

[email protected]
الدعوة للاقليم الواحد فخ للوقوع فى مصيدة الانفصال...المخرج خلق منبر قوى للوحدويين و اعادة تقسيم دارفور الى خمسة ولايات مع مراجعة توزيع نصيب دارفور فى السلطة المركزية.
اصبح صوت المناديين باقليم واحد يمثل دارفور فى ارتفاع... الاقليم الواحد اصبح احد مرتكزات الخطاب السياسى للحركات المسلحة و بعض الناشطين و الاكاديميين. ولكن السؤال ثم ماذا بعد الاقليم الواحد؟

ياسادتى ان المناداة بالاقليم الواحد هى اولى خطوات الانفصال...كيف... الاقليم الواحد يعنى ان امكانية التطور الى دولة مستقلة!. لاننسى ان تقرير المصير للجنوب بدء بفكرة الاقليم الواحد (اتفاقية اديس ابابا). كما ان هنالك نقطة مهمه لابد من الانتباه اليها و هى انه ليس هنالك وجه شبه بين دارفور و الجنوب كما ان دارفور الكبرى الوحيده من بين اقاليم السودان القديمة لايتوفر فيها عنصر الاقليم الواحد باستثناء كردفان الكبرى.

هنالك خطه لجرجرة الدولة للوقوع فى فخ مبدأ الاقليم الواحد ثم تقرير المصير؟ الخطة تشتمل على جزئين: الاول هو اقناع المجتمع الدولى و الثانى اقناع الخرطوم بالموافقة على طرح مبدأ الاقليم الواحد و تقرير المصير على طاولة التفاوض. المجتمع الدولى لابد من اقناعة بثلاث اشياء هى عدالة القضية و توفر عنصر المسئولية بقادة الانفصاليين و مقدرتهم فى السيطرة على سكان الاقليم.
1. اقناع المجتمع الدولى بـ:
a. عدالة القضية: الخطة بدات بخطاب التهميش و حقيقة لم يكن فاعلا فكان موضوع الجنجويد فالابادة الجماعية. لاحظ لا احد الان يتحدث عن التهميش!
b. مسئولية القادة: هذة الخطة بدات بانتقال القادة من اوربا الى الميدان ثم قيادة المعارك بانفسهم كما فى ام درمان ثم انتهت بان سلم بعض قادة الحركات انفسهم بلاهاى وهذا كان لاثبات ان هؤلاء يتمتعون بقدر من المسؤلية.
c. السيطرة على المواطنين: المجتمع الدولى طرح سؤالا على المتمرديين اى اذا كنتم تسيطرون على المواطنون فمنهم الجنجويد؟... اليسو بمواطنيين دارفوريين! فكان لابد من فبركة كذبة العرب المستجلبيين!
2. اقناع الخرطوم بالقبول بعرض مبدأ تقرير المصير على طاولة المفاوضات. هنالك عدة كروت تم استخدامها لارغام الخرطوم على القبول بمبدأ الاقليم الواحد ثم تقرير المصير. معظمها فشل و لكن هنالك محاولات مازالت جارية. المحاولات الفاشلة هى الضغط العسكرى وضغط اصدقاء الحركات الاقليميين و المجتمع الدولى. الكرت الاخير هو التغلغل فى مفاصل الدوله ثم الاقناع من الداخل. التغلغل فى السلطة يتم بعدة اليات منها توزيع الادوار. حقيقة ان الانفصاليين اجادوا لعبة توزيع الادوار... جزء فى الموتمر الوطنى و اخر يحمل السلاح و اخر مع المعارضة و اخر مع احزاب البرنامج الوطنى. حتى الذين يحملون السلاح واحد يوقع و الاخر يفاوض و الثالث يرفض حتى مبدأ الحوار.

قبل ان نقع فى الفخ لابد من عمل جاد يصب فى اطار الوحدة. فى هذا الاطار اقتراح التالى:
1. خلق جبهة قوية و فاعلة للوحدويين من ابناء دارفور... الانفصاليون لهم منابر وجبهات عدة. هنا القصد ليس تكوين حزب سياسى جديد...
2. لابد من تحديد الحجم الحقيقى للانفصاليين و هذا يتطلب نظرة جزئية لدارفور الحالية. ان النظرة الجزيئة نجحت فى كردفان فكانت هنالك جبال النوبة و غرب كردفان و ابيى و شمال كردفان. و بالتالى تم حصر تقرير المصير و المشورة الشعبية فى اطار ضيق جدا!.
3. اعادة التوازان فى تقسيم نصيب دارفور من السلطة و الثروة المركزيتيين. حقيقة ان جل نصيب دارفور من السلطة المركزية من انصار الحركات المسلحة. قد يكون هذا مكسب تحقق باسنه الرماح!.
4. اعادة التوازن و اشاعة العدل بين مواطنى دارفور.... ان الوضع الحالى بولايات دارفور ظالم للوحدويين.

حتى لاتكون كل دارفور فى رحمة الانفصاليين فلابد من اعادة تقسيم ولايات دارفور اخذين فى الاعتبار عناصر اللغة و الخلفية الاثنية و النشاط الاقتصادى بالاضافة الى الايدولوجية (وحدويين وانفصاليين). وفقا للهذه المعطيات يمكن اعادة تقسيم دارفور الكبرى الى خمس ولايات على النحو كالتالى: (1) ولاية وادى هور (2) الولاية الشمالية الغربية (3) ولاية الواحة (4) ولاية دارفور (5) ولاية بحر العرب.

up