الله قل و ذر الوجود و ما حوى ان كنت مرتضى بلوغ الكمال ... حكم غوثية

الله قل و ذر الوجود و ما حوى ان كنت مرتضى بلوغ الكمال ... حكم غوثية


08-16-2010, 08:33 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=300&msg=1281947623&rn=0


Post: #1
Title: الله قل و ذر الوجود و ما حوى ان كنت مرتضى بلوغ الكمال ... حكم غوثية
Author: احمد حامد صالح
Date: 08-16-2010, 08:33 AM

اللهم صلى و سلم على سيدنا محمد و على ال محمد فى كل لمحة و نفس عدد ما وسعه علم الله

أبو مدين الغوث

أبو مدين الغوث
رسم أبو مدين الغوث طريق القرب الى الله بقوله‏: ‏من اشتغل بطلب الدنيا ابتلي فيها بالذل ‏.‏ وحذر من الميل إلى غير الله بقوله‏:‏ إياك أن تميل إلى غير الله فيسلبك لذة مناجاته‏ .‏
وحكى هذه القصة ذات الدلالة العميقة‏:‏ جاء رجلان إلى أبي عبدالله التاودي يزورانه‏، فأبصروا بين يديه هرين‏،‏ جعل كل واحد منهما رأسه إلى الآخر ‏.‏
قال الرجلان ‏:‏
هكذا ينبغي أن تكون الاخوة‏.‏ فأخذ التاودي لقمة خبز ورمى بها إليهما‏،‏ فوثبا كل واحد منهما على الآخر يريد أن يأخذ اللقمة‏.‏ فقال التاودي‏:‏ هكذا كانت الاخوة‏،‏ حتى دخلت الدنيا فأفسدتها‏ !!‏
وأبو مدين الغوث هو: شعيب بن الحسن الأندلسي التلمساني ولد سنة (‏520‏ هـ) وتوفي سنة (‏594‏ هـ‏)‏ وقبره معروف في تلمسان ‏.‏
يتحدث عنه الإمام محيي الدين بن عربي فيقول: إنه بلغ القمة في المجال الصوفي‏،‏ ويضعه في منزلة يعز بلوغها‏، ويسميه شيخ الشيوخ ‏.‏
أما صاحب طبقات المالكية فكتب عنه كلمات جميلة موجزة جامعة حيث يقول‏:‏ جمع الله له علم الشريعة والحقيقة‏ .‏ كان من الفضلاء وأعلام العلماء‏،‏ ومن حفاظ الحديث‏،‏ وكانت ترد إليه الفتاوي في مذهب مالك فيجيب عنها في الوقت‏ .‏
مناقبه شهيرة وكراماته كثيرة ‏.‏
رحل إلى المشرق فأخذ عن العلماء‏، واستفاد من الزهاد والاولياء‏ .‏
أما الدكتور عبدالحليم محمود فيقول عنه‏:‏ خرج به الآلاف من ظلمة المعاصي إلى نور الهداية‏، ولما انتهت به الحياة‏، كان أثره ضخما ورصيده في الخير كبيرا ‏.‏
وأبو مدين من أعلام الصوفية‏،‏ كان يردد دائما عبارة‏:‏ الله الحق‏ .‏ وكلماته كلها مدارها الحق .
وهو القائل‏:‏ الحضور مع الحق جنة‏،‏ والغيبة عنه نار‏، والقرب منه لذة‏، والبعد عنه حسرة‏، والأنس به حياة‏،‏ والاستيحاش منه موت ‏.‏
وقال‏:‏ نسيان العبد للحق طرفة عين خيانة‏.‏ والتقوى عنده هي أن ترى الله في كل أعمالك ‏.‏
والتوكل هو: الاعتماد على الله‏،‏ فلا يغلب على ذكرك إلا الله‏ .‏
والتصوف هو: التسليم لله‏،‏ وحقيقته ألا تذكر ولاتشاهد سواه ‏.
قال‏:‏الله ربي لا أريد سواه‏:‏ هل في الوجود الحي إلا الله والطريق عند أبي مدين يبدأ بالتوبة‏،‏ ثم الإرادة‏،‏ فيقول‏: ‏طلب الإرادة قبل تصحيح التوبة غفلة ‏.‏ ومع التوبة تكون الطاعات‏:‏ فمن يهمل الفرائض ضيع نفسه‏.‏ ومن شعره في حب الله ورسوله‏:‏
أهل المحبة بالمحبوب قد شغلوا .
لم تلههم زينة الدنيا وزخرفها .
وفي محبته أرواحهم بذلوا .
ولاجناها ولا حلي ولا حلل .

Post: #2
Title: Re: الله قل و ذر الوجود و ما حوى ان كنت مرتضى بلوغ الكمال ... حكم غوثية
Author: احمد حامد صالح
Date: 08-16-2010, 08:06 PM
Parent: #1

قال رضى الله عنه

من تعلق بوعد الامانى لم يفارق التوانى

اقتباسات من شرح الشيخ المستغانمى

الناس قسمان فى وجود التوانى : قسم يتأنى عن التلبس بالطاعة . و قسم يتأنى عن طلب الحق عز و جل , و ذلك من عدم اشتياقه اليه , و لو اشتاق الى الله لاشتاق الله اليه, لقوله عليه الصلاة و السلام : اذا تقرب الى عبدى شبرا تقربت اليه ذراعا, و اذا اتانى عبدى ماشيا اتيته هرولة , و قال ايضا : انا جليس من ذكرنى .
من الحرمان ان يتصف المؤمن المريد بالتوانى فى طلب الله , المماطل , فى كل يوم يقول غدا النهوض , و هكذا الى ان يقضى العمر سبهللا , و ما احسن ما قيل فى مثل هؤلاء :

رضوا بالامانى و ابتلوا بحظوظهم .......... و خاضوا بحار الحب دعوى فما ابتلوا
فهم فى السرى لم يبرحوا من مكانهم ....... و ما ظعنوا فى السير عنه و قد كلوا
و عن مذهبى لما استباحوا العمى .......... على الهدى حسدا من عند انفسهم ضلوا

و عليه ما منعنا عن الوصول الا التوانى , و من الناس من يتأنى عن التلبس بالطاعة , و يظهر له ان ذلك من موافقة القدر , بل انما من موافقته لهوى نفسه , الا ترى لو تبين له حظ من الحظوظ الدنيوية لنهض له بكل النهوض , و قال : ان الرزق مكتوب و السبب مطلوب , و فى طلب الحق لا يتسبب , و بطاعته لا يتقرب , و للمنية لا يترقب , كانه فى امان . و ان قلت له : اتق الله , يقول الحق غفار , صدقت . او لم تعلم انه رزاق ؟ فلما تتسب فى جلب الرزق بكل الوجوه , و لا تتسبب فيما يوجب المغفرة و لو بوجه ما , و اما كون ان يعمل الانسان بعمل اهل النار و يرجو الجنة فهذا بعيد .

Post: #3
Title: Re: الله قل و ذر الوجود و ما حوى ان كنت مرتضى بلوغ الكمال ... حكم غوثية
Author: احمد حامد صالح
Date: 08-16-2010, 08:59 PM
Parent: #2

اشفق على نفسك ايها المماطل فانك لا تطيق ما انت بصدده

قيل فى هذا المعنى

فيا عاملا للنار جسمك لين ........... فجرب تمرينا بحر الظهيرة
و جربه فى لسع الزنابير ثم زد ...... على نهش حيات هناك عظيمة
فان كنت لا تقوى فويلك ما الذى ..... دعاك على اسخاط رب البرية
تبارزه بالجهل كل عشية ........... و تصبح فى اثواب نسك و عفة
فأنت عليه أجرأ عن كل الورى ...... بما فيك من جهل و خبث طوية
تقول مع العصيان ربى غافر ....... صدقت , و لكن غافر بالمشيئة
و ربك رزاق كما هو غافر .......... فلم لم تصدق فيهما بالسوية
فانك ترجو العفو من غير توبة ...... و لست ترجو رزقك الا بحيلة
على انه بالرزق كفل نفسه ............ و لم يتكفل للانام بجنة
فلم ترضى الا السعى فيما كفيته .. و اهمال ما كلفت به من وظيفة
تسئ به ظنا و تحسن تارة ..........على حسب الهوى فى كل القضية

فهذا حال من قطعت الامانى ظهره , فى الغالب يكتفى بما هو عليه من القطيعة و البعاد , و كل ذلك من قلة محبته فى الله , فيا عجبا كيف يرضى العبد بالقطيعة و سدل الحجاب , و لو عرف منزلته عند ربه لما وقف دون غيره .
قيل فى هذا المعنى :

أيا بعدهم عنها و يا بئس ما رضوا ...... فقصده قصد و سيرهم وزر

اللهم احى قلوبنا , و انهض بنا اليك , فانه لا نهوض لنا الا بك , و لا مطلب لنا الا فيك .... آمين